Translate
Sunday, January 31, 2016
«اركب دماغ الباشا» بقلم ياسر عبدالعزيز ٣١/ ١/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم
|
Saturday, January 30, 2016
مقولة كاذبة : «مرسي رئيس شرعي» 30/01/2016 بقلم : نجيب ساويرس - الاخبار
سعدت جدا عندما استدعاني المستشار عادل ادريس الذي قبل التحقيق في قضية تزوير الانتخابات الرئاسية بعد اعتذار العديد من القضاة عنها.. وأدليت بشهادتي فيها عن واقعة تزوير الأوراق الانتخابية للإدلاء بالأصوات والتي طبعت في المطابع الأميرية والتي دارت الشبهات فيها حول تورط رجل أعمال قبطي له صورة شهيرة وهو يقبل رأس المرشد في رشوة العاملين فيها وتسويد البطاقات.
ومن المضحك أن اللجنة العليا أقرت بوجود الأوراق المزورة والتي جري تسويدها إلا أنها أعلنت انها استبعدت الصناديق التي ثبت وجود الأوراق المزورة بها وأنها حتي لو لم تستبعد لما كانت لتغير من النتيجة. والمضحك هو السؤال: هل راجعت اللجنة كل الصناديق الأخري وتأكدت من عدم وجود بطاقات أخري مزورة فيها؟ وقانونا وجود اوراق مزورة في أي صندوق مفروض أن يبطل العملية الانتخابية كاملة كذلك أيضا منع أعداد كبيرة من المواطنين الأقباط بالقوة من الوصول إلي المقار الانتخابية..إلا أنه سرعان ما تبددت فرحتي عندما صدر قرار بوقف التحقيق في هذه القضية.. إلي أن أعاد الحكم الأخير للقضاء الإداري باستمرار التحقيق هيبة القضاء المصري! لقد دأبت الجماعة الإرهابية علي التكرار والتأكيد علي أن مرسي رئيس شرعي جاء في انتخابات نزيهة رغم تأكد تزوير تلك الانتخابات لصالح محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين ضد الفريق أحمد شفيق، ولقد أكدت نتائج هذا التحقيق وكذلك أكد الشهود من أعضاء اللجنة العليا والشرطة خلال السنوات الثلاث التي استغرقها التحقيق تزوير النتيجة وأن خروج النتيجة بفارق ضئيل كان الغرض منه أيضا التمويه وطمس الحقيقة! ورغم كل هذا فلقد أعلن فوز مرسي واستبقت الجماعة الموقف للضغط علي المجلس العسكري بإعلان الفوز قبل انتهاء الفرز وإعلان النتيجة الرسمية! ورغم ثبوت التزوير تم تجاهل كل المخالفات التي تبطل هذه الانتخابات وتجاهل أيضا أقوال المستشار عبد المعز بشأن المستشار الشهير بجاتو بأنه قد أخفي عن اللجنة العليا البلاغات والوقائع التي تضمنها الطعن في الانتخابات والتي كان من المرجح أن تبطل هذه الانتخابات! وقد حاول المستشار عادل إدريس رفع الحصانة عن المستشار بجاتو لسؤاله إلا أنه لم يتلق ردًا علي طلبه بل بالعكس كوفئ المستشار بجاتو بتعيينه وزيرا في حكومة الإخوان! لابد من إعلان نتائج هذا التحقيق المهم علي الرأي العام لأنه يتعلق بفترة تاريخية مهمة ولأنه يؤكد أن مرسي لم يأت في انتخابات حرة ولا نزيهة وهو ليس برئيس شرعي ولا يحزنون! وعلي كل المنافقين وأدعياء الحرية والديموقراطية أن يتوقفوا عن هذه المقولة الكاذبة! أنا واثق أن التاريخ لا يمكن تزويره وأنا هناك شهودًا ستظهر شهادتهم بعد أن يستيقظ ضميرهم وأنه لا يمكن إخفاء الحقائق للأبد.. وللعلم هذه المقالة لا دخل لها بالفريق شفيق فهو لم يكن مرشحي المفضل.. لكن أي مرشح كان، سيكون أقل ضررا علي مصر من مرشح الإخوان، لكن حكمة الله وحبه لمصر أرادت أن يأتوا إلي الحكم لكي يعرفهم مريدوهم علي حقيقتهم ويظهر فشلهم ونواياهم الشريرة وانعدام وطينتهم علي وزن قول المرشد الأسبق « طظ في مصر ». |
Friday, January 29, 2016
من هول المعارك.. توقفت النساء عن الإنجاب! بقلم د. وسيم السيسى ٣٠/ ١/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم
|
الديمقراطية بالتدريج بقلم د. عماد جاد ٢٩/ ١/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم
|
الدولة القوية والدولة العاقلة- هل من فارق؟ بقلم د. محمد نور فرحات ٢٩/ ١/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم
|
علاقة الإخوان بثورات مصر.. تاريخ من الخيانات بقلم د. عمار على حسن ٢٩/ ١/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم
|
الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت! - محمد عبد المجيد طائر الشمال أوسلو في 27 يناير 2016 . - الحوار المتمدن
سيدي الرئيس
سادتي القضاة
شيوخنا الأفاضل
دعاتنا الكرام،
ما الذي جعلكم تنتظرون كل هذه الفترة لتحكموا على الحُرمة(!) فاطمة ناعوت بثلاث سنوات فقط؟
ألم تسمعوا عن جرائمها؟ إنها تكتب الشعر، وتختلط بالرجال، وتكشف وجهها، وتكحــّــل عينيها، وتقرأ روايات إباحية عن الحب والغرام والولــَـه والصبابة.
إنها تسافر لشرم الشيخ تدعو السائحين الفُــجـَّــار للعودة إلى مصر!
إنها ترتكب أم الجرائم فهي تفكر، وتقرأ القرآن الكريم ممعنة في تفسيراته بدلا من أن تترك ذكور قومها يفسرونه!
إنها تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، وكذلك المساواة بين المسلمين والأقباط، فكيف تتركونها حرة تؤثر في عقول الناس!
إنها تحب الموسيقى، وتسمع الكلاسيكيات الكافرة، وتنتشي بسوناتا بيانو وفيولين لبيتهوفن، وتغمض عينيها وهي تسبح في موسيقى رحمانينوف وموتسارت وإدفارد جريج، وقد تمادت في غيها وكفرها وزعمت أنها تحب الباليه!
إنها تلقي محاضرات وتنظم ندوات فيسمع الرجال صوتها، وتشاهدها عيونهم الماكرة والشهوانية، بل تصافح الرجال فينتفض الشيطان من مجلسه ليعلن انتصاره.
إنها تنافس الرجال في عالم السياسة حيث أجمع علماؤنا الأفاضل أن مكان المرأة البيت، لا تخرج إلا للقبر أو بيت زوجها، فإذا بها بكل كراهية للإسلام تتحدث عن حقوق المرأة وأموالها وحريتها وثقافتها وتعليمها.
فاطمة ناعوت يرق قلبها للخروف، ولا تستطيع أن تشاهد ديكاً يُذبح كما يشاهد الإسلاميون أطفالا ونساء ورجالا تقطع أيديهم وأرجلهم.
فاطمة ناعوت تستخدم عقلها في فهم آيات القرآن الكريم السامية في وقت تعج فيه الأمة وتكتظ وتتكدس بآلاف العلماء، فتأتي امرأة عورة وتجادلهم وتناقشهم.
قضاؤنا لا أحد يعترض عليه فنحن اخترناه بمحض إرادتنا كما قالت أماني الخياط، وهو القضاء العظيم الذي أفرج عن مبارك وولديه وحبيب العادلي وصفوت الشريف وزكريا عزمي وأحمد فتحي سرور، بل إنه حكم بالإعدام على أكثر من 1500 شخص في بضعة أيام.
فاطمة ناعوت تظن أن أنثىَ يمكن أن تتفوق على رجل، رغم أن أكثر أهل النار من النساء.
فاطمة ناعوت تكره التيارات الدينية المتطرفة، وعلى رأسها الاخوان وداعش والتيار السلفي، لذا كان ينبغي الحُكم باعدامها.
فاطمة ناعوت يجب ان تكون عبرة لمن تسول له نفسه الاقتراب من زبيبة أو لحية أو نقاب أو منبر أوشيخ أو تعاكس تفسيرا غير الذي أُلقيَ في أذنيها، أو تتشبه بالرجال فتقرض الشعر، وتتظاهر، وتعتصم، وترفع راية الوطن، وتزعم أن الله رب قلوب
فاطمة ناعوت أخطأت فظنت أن الرئيس سيقوم بحمايتها، واعتقدت أن الدستور يقف مع الفكر والمنطق والموضوعية والعدالة والمساواة، فإذا بكل هذا يتهاوى في لحظة واحدة تماما كما تهاوت مطرقة العدالة عندما قرأ القاضي مئة وتسعين ألف صفحة تدين مبارك وابنيه وحبيب العادلي وصفوت الشريف وأحمد فتحي سرور وزكريا عزمي فحكم بتبرئتهم.
فاطمة ناعوت تثير الرجال الطيبين الضعاف أمامها، ويتهافتون على صورها وكتاباتها وحواراتها بحجة المتابعة النقدية، لكن أعينهم تكاد تقفز من رؤوسها.
فاطمة ناعوت تناهض الطبيعة فتشفق على أرنب، وتبكي على عصفور، وتدمع عيناها على كلب أعرج، ويغرقها دمع غزير على جنود مصر الشهداء، فتكتب لهم وعنهم ومنهم، فيغضب القضاء والرئيس والبرلمان والشيوخ والدعاة ، فهذا إزدراء للأديان.
فاطمة ناعوت تقوم بزيارة شركاء الوطن الأقباط في كنائسهم ومعابدهم لتوسيع رقعة التسامح، رغم أنهم أهل ذمة وكفار ولا يدفعون الجزية وهم صاغرون.
فاطمة ناعوت قتيلة الحب الوطني، ونحن في دولة ساهم في وضع دستورها من يحتقر العــَــلــَــم المصري، ويرى النشيد الوطني معزوفات الشيطان، ومع ذلك فهم يحظون باحترام القضاء والرئيس والإعلام.
فاطمة ناعوت قامت بتعريتنا جميعا، وإثبات أننا رضعنا النفاق مع حليب أمهاتنا، وأن كل مصري داعشي منذ أن كان حيوانا منويا يسابق الريح فيخصب بويضة وهو يمسك السكين بيساره، ويرفع أربعة أصابع بيمينه.
اقتلوا فاطمة ناعوت فهي امرأة تتطهر بالعقل، وتتوضأ بالشعر، وتستحم بحروف ضادها الجميلة، وتحارب من أجل وطنها، فإذا بوطنها يسدد لها لكمة تجعل الغوغاء يثورون (من الثيران ) ويــُــثارون ( من البورنوجرافية الدينية )، ويثأرون ( من الفكر الدموي)!
جريمة فاطمة ناعوت تهتز لها السماوات والارض، فهي تحب الله والوطن والتسامح والسلام، فــانصبوا لها ولمحبيها محاكم التفتيش في كل مكان.
كل من يتخلىَ عن فاطمة ناعوت في هذه اللحظات كمن يمزق خريطة مصر ويلقي بها لتماسيح سد النهضة، أو كمن يستبدل بالعربية العبرية، أو كمن يطلب من الأزهر تدريس خطب الخليفة أبي بكر البغدادي.
فاطمة ناعوت، سامحينا فنحن غزاة الوطن والدين! سامحينا فنحن لم نبدأ بعد رحلة التعرف على الله.
سادتي القضاة
شيوخنا الأفاضل
دعاتنا الكرام،
ما الذي جعلكم تنتظرون كل هذه الفترة لتحكموا على الحُرمة(!) فاطمة ناعوت بثلاث سنوات فقط؟
ألم تسمعوا عن جرائمها؟ إنها تكتب الشعر، وتختلط بالرجال، وتكشف وجهها، وتكحــّــل عينيها، وتقرأ روايات إباحية عن الحب والغرام والولــَـه والصبابة.
إنها تسافر لشرم الشيخ تدعو السائحين الفُــجـَّــار للعودة إلى مصر!
إنها ترتكب أم الجرائم فهي تفكر، وتقرأ القرآن الكريم ممعنة في تفسيراته بدلا من أن تترك ذكور قومها يفسرونه!
إنها تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، وكذلك المساواة بين المسلمين والأقباط، فكيف تتركونها حرة تؤثر في عقول الناس!
إنها تحب الموسيقى، وتسمع الكلاسيكيات الكافرة، وتنتشي بسوناتا بيانو وفيولين لبيتهوفن، وتغمض عينيها وهي تسبح في موسيقى رحمانينوف وموتسارت وإدفارد جريج، وقد تمادت في غيها وكفرها وزعمت أنها تحب الباليه!
إنها تلقي محاضرات وتنظم ندوات فيسمع الرجال صوتها، وتشاهدها عيونهم الماكرة والشهوانية، بل تصافح الرجال فينتفض الشيطان من مجلسه ليعلن انتصاره.
إنها تنافس الرجال في عالم السياسة حيث أجمع علماؤنا الأفاضل أن مكان المرأة البيت، لا تخرج إلا للقبر أو بيت زوجها، فإذا بها بكل كراهية للإسلام تتحدث عن حقوق المرأة وأموالها وحريتها وثقافتها وتعليمها.
فاطمة ناعوت يرق قلبها للخروف، ولا تستطيع أن تشاهد ديكاً يُذبح كما يشاهد الإسلاميون أطفالا ونساء ورجالا تقطع أيديهم وأرجلهم.
فاطمة ناعوت تستخدم عقلها في فهم آيات القرآن الكريم السامية في وقت تعج فيه الأمة وتكتظ وتتكدس بآلاف العلماء، فتأتي امرأة عورة وتجادلهم وتناقشهم.
قضاؤنا لا أحد يعترض عليه فنحن اخترناه بمحض إرادتنا كما قالت أماني الخياط، وهو القضاء العظيم الذي أفرج عن مبارك وولديه وحبيب العادلي وصفوت الشريف وزكريا عزمي وأحمد فتحي سرور، بل إنه حكم بالإعدام على أكثر من 1500 شخص في بضعة أيام.
فاطمة ناعوت تظن أن أنثىَ يمكن أن تتفوق على رجل، رغم أن أكثر أهل النار من النساء.
فاطمة ناعوت تكره التيارات الدينية المتطرفة، وعلى رأسها الاخوان وداعش والتيار السلفي، لذا كان ينبغي الحُكم باعدامها.
فاطمة ناعوت يجب ان تكون عبرة لمن تسول له نفسه الاقتراب من زبيبة أو لحية أو نقاب أو منبر أوشيخ أو تعاكس تفسيرا غير الذي أُلقيَ في أذنيها، أو تتشبه بالرجال فتقرض الشعر، وتتظاهر، وتعتصم، وترفع راية الوطن، وتزعم أن الله رب قلوب
فاطمة ناعوت أخطأت فظنت أن الرئيس سيقوم بحمايتها، واعتقدت أن الدستور يقف مع الفكر والمنطق والموضوعية والعدالة والمساواة، فإذا بكل هذا يتهاوى في لحظة واحدة تماما كما تهاوت مطرقة العدالة عندما قرأ القاضي مئة وتسعين ألف صفحة تدين مبارك وابنيه وحبيب العادلي وصفوت الشريف وأحمد فتحي سرور وزكريا عزمي فحكم بتبرئتهم.
فاطمة ناعوت تثير الرجال الطيبين الضعاف أمامها، ويتهافتون على صورها وكتاباتها وحواراتها بحجة المتابعة النقدية، لكن أعينهم تكاد تقفز من رؤوسها.
فاطمة ناعوت تناهض الطبيعة فتشفق على أرنب، وتبكي على عصفور، وتدمع عيناها على كلب أعرج، ويغرقها دمع غزير على جنود مصر الشهداء، فتكتب لهم وعنهم ومنهم، فيغضب القضاء والرئيس والبرلمان والشيوخ والدعاة ، فهذا إزدراء للأديان.
فاطمة ناعوت تقوم بزيارة شركاء الوطن الأقباط في كنائسهم ومعابدهم لتوسيع رقعة التسامح، رغم أنهم أهل ذمة وكفار ولا يدفعون الجزية وهم صاغرون.
فاطمة ناعوت قتيلة الحب الوطني، ونحن في دولة ساهم في وضع دستورها من يحتقر العــَــلــَــم المصري، ويرى النشيد الوطني معزوفات الشيطان، ومع ذلك فهم يحظون باحترام القضاء والرئيس والإعلام.
فاطمة ناعوت قامت بتعريتنا جميعا، وإثبات أننا رضعنا النفاق مع حليب أمهاتنا، وأن كل مصري داعشي منذ أن كان حيوانا منويا يسابق الريح فيخصب بويضة وهو يمسك السكين بيساره، ويرفع أربعة أصابع بيمينه.
اقتلوا فاطمة ناعوت فهي امرأة تتطهر بالعقل، وتتوضأ بالشعر، وتستحم بحروف ضادها الجميلة، وتحارب من أجل وطنها، فإذا بوطنها يسدد لها لكمة تجعل الغوغاء يثورون (من الثيران ) ويــُــثارون ( من البورنوجرافية الدينية )، ويثأرون ( من الفكر الدموي)!
جريمة فاطمة ناعوت تهتز لها السماوات والارض، فهي تحب الله والوطن والتسامح والسلام، فــانصبوا لها ولمحبيها محاكم التفتيش في كل مكان.
كل من يتخلىَ عن فاطمة ناعوت في هذه اللحظات كمن يمزق خريطة مصر ويلقي بها لتماسيح سد النهضة، أو كمن يستبدل بالعربية العبرية، أو كمن يطلب من الأزهر تدريس خطب الخليفة أبي بكر البغدادي.
فاطمة ناعوت، سامحينا فنحن غزاة الوطن والدين! سامحينا فنحن لم نبدأ بعد رحلة التعرف على الله.
الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار محمد حسين يونس الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الجمهورية الاولي لحكم الضباط الاحرار ..بدأت رسميا بعد 18يونيو 53 ، بحلم ديموقراطي طوبوى للتخلص من عهد إعتبروه بائدا ،يوم إعلان (الجمهورية المصرية) برأسة اللواء محمد نجيب.ثم مع أحداث وخلافات مارس 1954أخذت الجمهورية (قبل أن تكمل عاما من عمرها ) مسارا مغايرا يتجه نحو الدولة الفاشيستية الشمولية التي يسيرها الضباط مباشرة بأنفسهم ( دون برلمان ) بعد أن إبتكر أعداء الوفد من مستشارى مجلس الدولة (سليمان حافظ وعبد الرازق السنهورى ) لهم مبدأ الشرعية الثورية بدلا من الشرعية الدستورية فصدقوه وتبعوه و تولي عبد الناصر رئاسة مجلس وزراء كان معظم أعضاؤه زملاء له من السادة الضباط الاحرار (المنقلبون علي الملك والرئيس الجديد ).وبزرع الصف الثاني من الضباط في كل مفصل سياسي أو إدارى وتكوين هيئة التحرير(الجد الاكبر للحزب الوطني ) بدأت الامور تتجه نحو إستقرار النظام الجديد ومع نجاح الاستفتاء علي دستور يونيو 56 دان حكم مصر(رسميا وشعبيا ودستوريا ) لعبد الناصروصحبه من (الثوار ) مكونا الجمهورية الاولي للضباط الاحرار.حكام الجمهورية الاولي كانوا قد تعلموا ونشأوا كأبناء مدللين في المجتمع الليبرالي .. الذى كان لا يجرم لعب القمار أو أن يكون في أندية الضباط بارات يتناولون فيها المشروبات الكحولية أو يجلسون حول حمام السباحة مع عائلاتهم من بنات الارستقراطية المصرية اللائي يرتدين ملابس عصرية و يكشفن شعورهن وقد يرقصن في المناسبات التي يرتادها أقرانهم بالملابس الاحتفالية.ومع ذلك كان أغلب الضباط من المهتمين بالهم العام، المعاديين للاستعمار الانجليزى، و الذين يقرأون( وقد يدرسون ) العلوم الاجتماعية و الفلسفية و يدورون بين أفكار وإنتماءات الاحزاب اليسارية أوالفاشيستية والاخوان المسلمين .. و يشعرون بغصة من هزائم 48 فينشرون أنها قد حدثت بسبب أسلحة فاسدة وردتها حاشية الملك لا بسبب نقص تدريبهم و عجزهم في الفنون العسكرية.حكام الجمهورية الاولي كانت لهم طموحات عريضة بدأت بعد وضع أيدهم علي أجهزة إتخاذ القرار بالدولة وتتصل بالاستقلال عن النفوذ الاجنبي واللحاق بركب المعاصرة الذى عمت أنواره اوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية .و لان خبرتهم محدودة ..و فكرهم غير متماسك أو متجانس ولصعوبة تطويع الراسماية المحلية التي كان أغلبها من اليهود المصريين و الاجانب المتمصرين خاضوا معارك طويلة مع الفصل العنصرى والمصادرة والتأميم مستخدمين كل أدوات الحماس و الحشد الجماهيرى خلف أحلام لا تختلف في طوباويتها عن ما كان سائدا في العالم من إرهاصات ثورة عالمية تقودها دول معسكر الحياد الايجابي ومحاربة الاستعمار .هذا الصراع الطويل والمستمر إنتهي بإقرار قوانين يوليو 1961 للسيطرة علي الاقتصاد القومي وخلق نظام رأسمالية الدولة أو ما أطلقوا علية (الاشتراكية العربية ) .مع أعباء حرب اليمن وهزيمة 67 إنتهي إكلينيكيا زمن الجمهورية الاولي ناصرية التوجهات والمرتبطة بأحلام القومية العربية، ثم فعليا بتولي الرئيس المؤمن بطل الحرب و السلام الحكم بعد وفاة الزعيم وإنقلابة يوم 15 مايو 1971علي رجاله من أعضاء (الاتحاد الاشتراكي العربي) ليضع خلال الفترة من 71 حتي صدور قانون تشجيع الاستثمار رقم 8 لعام 1977 نقطة الختام الفعلي لحكم الجمهورية الاولي للضباط الاحرار،تاركة وطنها منهكا تماما بعد أن خاضت به أربعة حروب (اليمن ، 67، الاستنزاف و 73 )و حازت علي عداوة الممالك العربية وحكومات اوروبا و أمريكا بسبب دورها المحورى في منظمات تأييد حركات التحرر الوطني والاصرار علي أن إسرائيل عدوا إستراتيجيا .الجمهورية الثانية توطدت أركانها علي دعاية واسعة مبالغ فيها(أن الله سبحانه منٌ علينا ) بإنتصار( ما) علي إسرائيل كانت فية الملائكة تحارب بجوار الجنود و كانت صيحة (الله أكبر) تهز أرض المعركة هزا .. لقد أنهي جنود مصر بعبورهم ذل الهزيمة و أصبحوا في موقف القوة الذى يسمح بتوقف الحروب مع العدو التقليدى للجمهورية الاولي و علي مصر أن تتعايش مع الوضع الجديد في إطارعلاقات سلام تدعمة أمريكا بالفكر و النفوذ والمعونات .صاحب إنهاء مرحلة (لا صوت يعلو علي صوت المعركة ) والاحتفال بالزمن الجديد عاملين أساسيين ، أولهما تمكين الجهاز الادارى من إنشاء جمهورية النهب والسرقة و العمولات و الفساد ، المنقلبة علي الناصرية والاتحاد الاشتراكي (ذو الفساد المحدود )و(المنقلبة أيضا )علي العلاقات مع دول المعسكر السوفيتي ويا أهلا بنعيم الانفتاح .. و الانضمام لمعسكر اوروبا /امريكا الرأسمالي مانح القروض والمعونات والتسهيلات.والعامل الاخر أن القائد المنتصرأعلن فجأة أنه رئيس مسلم لبلد مسلم .. ويستقبل مجاهدى أفغانستان .. و يجند المليشيات لدعم أخوه الاسلام..وينعكس هذا علي المجتمع الذى يضطهد اليسار و الكفار ( المخالفين لدين الرئيس ) و يسقط علي المجتمع من السماء الشيخ متولي الشعراوى .. و (الشيخ) مصطفي محمود .. يشغلون كل أجهزة الاعلام بأفكار مضادة للعلمانية (الهشة ) الناصرية ..و تبدأ موجة لبس الحجاب و النقاب ( علي الرغم من أن الرئيس المؤمن يسمح لزوجته وبناتة بالسفور .. وتقبيل رؤساء جمهوريات الاعداء ) و يعلو الاذان من جميع الاركان .. و(الله أكبر) علي مظاهر الايمان رائع يا سيادة الرئيس و لذلك يغتالك من أغرقت بهم السوق السياسي و الاجتماعي في بلدك الحزين .الرئيس مؤثث الجمهورية الثانية لحكم الضباط الاحرار أراد لها أن تأتي متلفعة بالمناورة و الفساد و الغش في اوراق اللعب فإنعكس هذا علي جميع القرارات و منها إختياره لنائب مشكوك في ذمته منذ أن إختارتة ليبيا للتفضيل بين أنواع الطائرات ..فإختار من ناوله المعلوم .. و منذ أن كون عصابة نقل السلاح من أمريكا .. لقد كان هذا النوع من الضباط المفضل لدية .وإنقلب الحال في القوات المسلحة .. الجميع حرص علي أن تكون سجادة الصلاة واضحة لمن يزورونهم .. والزبيبة تخترق العيون .. و العمرة سنويا (علي حساب صاحب المحل ) و السيدات المرتديات الحجاب أغلبية بين المستمتعات بالنوادى و المستشفيات العسكرية .. و التوجيه المعنوى يقوم به مشايخ محترفون تعلموا من الشيخ المتولي أو من سلفيي السعودية .. و أصبح جيش الجمهورية الثانية .. جيش إسلامي يتوق المنضمين إليه أن يطلقوا لحاهم .. و في نفس الوقت ( لاتنسي نصيبك من الدنيا ) وهو كثير يا خال .. بس اللي يجيله نفس يعبي .مع إغتيال المؤمن بواسطة المؤمنين توسعت جمهورية الفساد .. وشملت كل شبر من أرض مصر المحروسة فقد وجدت التربة خصبة خلال ثلاثة عقود حكم فيها .. المبارك وعصاباته .إنتهت الجمهورية الثانية لحكم الضباط الاحرار .. بإقالة المشير طنطاوى و مساعدة الفريق عنان.. وتفرق مجلسهم العسكرى .. الذى سلم مصر (عن عمد ) للاخوان المسلمين و السلفيين متغاضيا عن أنهم إرتكبوا جميع الموبقات السياسية والانسانية بدأ من التهديد والارهاب والاغتيال .. و إضطهاد المخالفين وسرقتهم بإسم الشريعة و الدين.. والتضليل أثناء الاستفتاءات ونهاية بتزوير إنتخابات الرئاسة .تصرفات هذا المجلس العسكرى جاء متسقة كنتيجة لتهميش متعمد لدور الجيش في الحياة العامة أثناء حكم الرئيس المبارك بعدما رأى سلفة ينقل كجثة إلي المستشفي في 6 إكتوبر1981مغتالا بواسطة رجاله.القوات المسلحة يوم أن نقل لها المبارك السلطة كانت جيش محدود العدد و التسليح .. غير مسموح له بدخول سيناء(طبقا لاتفاقية السلام ) ..مشغول بالتدريب الداخلي و الخارجي .. موجه في إتجاهين .. الوطنية و التمسك بالاخلاق الحميدة بواسطة وازع الدين .. في نفس الوقت مدللا ماديا .. و ذلك عن طريق إدارة مشاريع مدنية تبدأ بتسمين العجول و تصنيع الالبان و اللحوم .. و لا تتوقف عن أداء أى نشاط إقتصادى بما في ذلك تكوين خمسة فرق للكرة تلعب وتنافس في الدورى المصرى تحت رعاية و تشجيع سيادة المشير القائد العام ووزير الدفاع .الجيش له ميزانية لا يراجعها الجهاز المركزى للمحاسبات و توضع في الموازنة العامة للدولة كمخصصات .. من الافضل عدم الاطلاع عليها .. ولا أعرف هل تم تخفيضها بعد إعلان حالة السكون القتالي أم ظلت علي حالها .. ولكنني متأكد أن حياة الضباط في نهاية الجمهورية الثانية كانت أفضل من حياتهم خلال الجمهورية الاولي . رغم كل ما يشاع عن تدليل المشير عامر لرجاله ، فإن المشير طنطاوى فاقه و تعداه بمراحل .المجلس العسكرى الذى ورطه مبارك في تحمل مواجهة تذمر الشعب .. لم يكن معد نفسة لهذا العبء الذى يفوق قدراته .. لذلك بدأ بأداء التحية العسكرية للشعب .. ثم تقدم خطوة خطوة في إتجاه تجميد القوة الدافعة لطلب إسقاط النظام .. و كما تعلم من السادات .. أخرج من الجراب ورقة الاخوان والسلفيين لمواجهة المد الذى في طريقة ليصبح ثورة سياسية و إجتماعية .. و بسرعة ..إعترفوا بالمحظورة .. وأتوا بمستشارى مجلس الدولة يفتون كما فعل ضباط يوليو .. فوجدنا الجمل و البشرى .. يوجهونهم .. لتسقط الانتفاضة في حجر الاخوان .. و يغطي ميدان التحرير في جمعة ما القادمون من قندهار الذين زرعهم الرئيس المؤمن لضرب السوفيت هناك .عندما إنتهت الجمهورية الثانية بتجميد قيادة الجيش عن الفعل تخيل مزورى الانتخابات من الاخوان المسلمين أن حكم مصر قد دان لهم ..وأنهم بعد نصف قرن يردون علي عبد الناصر و عصبته ضربهم وتشتيتهم و يجلسون علي كراسي إتخاذ القرار .. لكن لم يمض أكثر من عام (حسبناه قرونا) حتي خرج الشعب يستجير بقواته المسلحة لتصحح ما وقع منها من خطايا بتسليم البلاد و العباد لحثالة البشر من الاخوان المسلمين وحلفاءهم من السلفيين .ضباط القوات المسلحة الذين لبوا النداء بشرف و نية بيضاء .. حددوا هدفهم منذ اليوم الاول (التصدى لمرسي و عصابته) ولم يطمعوا( كما هي العادة ) إلا في لعب دور البطل الشهم الذى يقض علي الاشرار .وهكذا أعلن وزير الحربية و القائد العام للقوات المسلحة المشير السيسي خطة وفاق وطني بخارطة مستقبل من عدة نقاط كالتالي:تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتمتع بجميع الصلاحيات لادارة المرحلة الحاليةتشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية على دستور 2012مناشدة المحكمة الدستورية العليا اقرار قانون انتخابات مجلس النواب ، والبدء في اجراءات الانتخاباتاتخاذ اجراءات لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكونوا شركاء القرار في السلطة التنفيذيةتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تمثل مختلف التوجهاتوضع ميثاق شرف اعلامي يكفل حرية الاعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية.و كما حدث مع الجمهورية الاولي لحكم الضباط.. عندما توجهوا لتسليم الحكم إلي الادارة المدنيه فوجدوا أن الساحة قد خلت إلا من عناصر متفرقة من الساسة .. يحاول كل منهم أن يركب الموجة ويقود سفينة الضباط الي المجرى الذى يراه ينتهي بمرفأه .. حدث مع ضباط الجمهورية الثالثة .. لقد كانت الساحة أيضا خالية تماما من الثوار و بذلك أصبحت الارض للمرة الثانية ممهدة لاعلان الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار من الجيش . لتواجه القيادة بعد أن وضعت قيادات الارهاب في سجون خمسة نجوم بالسؤال القديم الحديث .. ما العمل ؟ و نحن لم نعد أنفسنا لان نحكم مصر .السيد الرئيس أسر قلوب المصريين بإبتسامته و تهذيبة و رقة خطابة مع تواضع القادرين .. أمامه تلال من الهموم و المشاكل و القضايا التي ينوء بحملها الجبال .. أهم هذه المشاكل هو السلبية التي يتعامل بها المصرى مع مستقبله .. يتوالد كالارانب .. ولا يعمل .. و تصبح اللقمة التي لا تكفي فرد مقسمة علي خمسة في بعض الطبقات و الاماكن .. و ترميها في القمامة طبقات أخرى دون أن يهتز لها رمش . الانتاج متدهور و توزيع عائد الانتاج مجحف .. والديون تتراكم و خدمة الدين وحش يمتص الكفاف الذى ينتجه المصريون .. إنها نفس مشاكل الجمهورية الاولي .. ولن تجدى حلول الجمهورية الثانية .السيد الرئيس يقود شعب جاهل .. منوم مخدر بواسطة من هم أكثر منه جهلامن مدرسين و إعلاميين و رجال الدين .. و لا تجدى حلول الجمهورية الاولي فالجمهورية الثانية أفسدت الجميع و الشره أصبح غولا لا حدود لاطماعه .. و السوق يقذفون له كل يوم الالاف من محدودى القدرات تنتجهم أله جهنمية ..صنعتها الجمهورية الاولي .. وإستولي عليها سلفي الجمهورية الثانية .. تطلق المظاهرات .. وتقيم قضايا الحسبة علي الاذكياء ولا تتوقف عن العبث بالكتب الصفراء و إزعاج البشر بفتاوى تسمح بالاغتصاب و فتح أسواق النخاسة .السيد الرئيس محاط بالوحوش التي يطلق عليها ( إذا ما رأيت نيوب الليث بارزة .. فلا تحسبن أن الليث يبتسم ) فالرجال حوله يعدون العدة للافتراس ..إن فساد الجمهورية الاولي المحدود أصبح ظاهرة عامة في الجمهورية الثانية .. ولم يتغير في الجمهورية الثالثة .. مهما أفرغت في الافواه من الاموال فسيظل من شب علي شيء شاب علية .. الفساد لا يعالج بالقوة و القانون .. وأجهزة الرقابة ..ففي الجمهورية الثانية تحول القانون لخادم للفاسدين و أجهزة الرقابة لشريك .. ولازال الامر علي ما هو علية .السيد الرئيس علية التعامل بنفسه في قضايا العلاقات الخارجية .. فالجمهورية الاولي دمرت العلاقات السوية و الطبيعية من المعسكر الرأسمالي و هو لازال يحتفظ بذكريات اليمة .. و الجمهورية الثانية غدرت بالحلفاء من المعسكر الاشتراكي ولازالوا يحتفظون بذكريات اليمة .. والعرب و المسلمين و الافارقة ينظرون بريبة و توجس تجاة نوايانا بعد أن راوا لاعب الثلاث ورقات الساداتي يتلاعب بهم.الجمهورية الثالثة .. عليها الان و حالا وفورا .. العمل علي تسليم البلاد لقيادة ديموقراطية تتمثل في أحزاب جماهيرية لها خططها و إسترا تيجيتها .. وأدواتها الحامية للشعب و القادرة علي قيادته تجاه المعاصرة و لان الحاكم لم يعد يوم طالبته الجماهير بإنقاذها أنه يمتلك مصباح علاء الدين لتغير الواقع المهين .. فعلي المصريين .. وضع خطة إستراتيجية تحقق فيها النقاط التي بدأ بها المشير السيسي .. و التي أطلق عليها خارطة المستقبل ..( فالعيشة بقت مرة نريد حكومة حرة ).
Thursday, January 28, 2016
مستقبل القفص الحديد بقلم سمير مرقس ١٣/ ١/ ٢٠١٦ (١) - المصرى اليوم
«الإدارة فى المغارة: يوميات التنقيب والتجريب»؛ هو الجزء الثانى من كتاب نقوم بإعداده عن «قصة الميرى المصرى»، الذى «فُتّه» (من فاتنى)، فلم أعمل به منذ تخرجى. ولكنه «لحق بى» فى ظروف معقدة. كان الجزء الأول من قصة الميرى عنوانه: «الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية». وقد تشرفت بنشر ١١ حلقة من هذا الجزء فى «المصرى اليوم» العام الماضى، لاقت ترحيبا كبيرا واطلاعا واسعا. فى الجزء الأول، حاولت أن أقوم بعمل تأصيل تاريخى علمى لقصة البيروقراطية المصرية منذ الفراعنة إلى يومنا هذا. آخذا فى الاعتبار أنه لا توجد دراسة مصرية حول هذا الموضوع ـ فى حدود علمى ـ تناولت المسار التاريخى للبيروقراطية المصرية. حيث ركزت أغلب الدراسات والرسائل على عصور بعينها مثل: الحكومة فى العصر البطلمى، عصر المماليك، أو الإدارة فى عهد الاحتلال البريطانى... إلخ. ولكننا أخذنا نتعقب تطور الجهاز الإدارى فى مصر من عصر إلى عصر. ما مكننا أن نطرح تصورا حول أثر أنظمة الحكم الوافدة، ومن ثم الأنظمة الاقتصادية التى تم تطبيقها على طبيعة هذا الجهاز. (٢) أما «الإدارة فى المغارة: يوميات التنقيب والتجريب»؛ فلقد حرصنا من خلاله أن نتأمل وندرس ونختبر الجهاز الإدارى المصرى من خلال مجموعة من الإشكاليات والقضايا والأفكار. سوف نعرض لبعض منها، كل فى مقال. يعتبر «قصة الميرى المصرى» من أهم التجارب التى خضتها، أو كما أحب أن أجيب عندما يسألنى عنها أحد: «إنها تجربة عمرى». تجربة لم أسع إليها. ولكن القدر رتبها، والضرورة دفعتنى للاستجابة للدعوة، فى سياق ظرف تاريخى معقد. كان حصادها عاما كاملا فى المحليات وسنة ونصفا فى الحكومة. وقد حاولت فى أرض الواقع أن أمارس نوعا من الإدارة ينتمى إلى ما أحب أن اطلق عليه: «الإدارة التفاعلية الحوارية»، وليست الهرمية الجافة الآمرة القمية. وذلك بتأثير العمل التنموى الذى امتهنته لزمن طويل بالتوازى مع العمل العام. وأن أترجم هذه الخبرة إلى عمل علمى، ربما بتأثير ما تخصصت فيه لاحقا، وهو تقييم المؤسسات والمشروعات التنموية. وظنى أن تطوير الجهاز الإدارى المصرى لن يحدث إذا ما استمر التعاطى معه بشكل وظيفى إجرائى دون النظر إلى تأثير التحولات الاقتصادية/ الاجتماعية عليه، وعلى فهم ظروف نشأته التاريخية الفرعونية، ثم تحديثه الفوقى الذى تم على يد محمد على. وإرغامه على التخديم على التوجه الاشتراكى وهو غير مهيأ لذلك. وأخيرا تخديمه على التوجه النيوليبرالى مع قانون الانفتاح ١٩٧٤، ما خلق تعقيدات كبرى نتحدث عنها فى حينها.. وأن تطويره فى الواقع ـ وبالضرورةـ يرتبط موضوعيا بالنموذج التنموى المنوط به أن يحقق التقدم. (٣) لماذا المغارة؟.. واقع الحال أن هذا هو الانطباع الأول الذى تملكنى عندما عبرت مدخل البناية الضخمة فى يومى الأول بالمحليات. بناية حديثة تقترب من الـ١٥ دورا فى قلب القاهرة. ولكن ما إن تدلف إلى داخلها حتى تجد نفسك وقد عدت بالزمن إلى الوراء كثيرا. فالمبنى فى حالة يرثى لها من الداخل: مظلم، ومعتم، وتهويته سيئة، والأفراد يزيدون على الحد. ونصف المصاعد لا تعمل، هذا بالإضافة إلى انكشاف البياض عن حديد التسليح حيث بات يطل بأطرافه من كل جهة. كما لاحظت أنه لا توجد أجهزة كمبيوتر إلا فيما ندر والأهم أنها قديمة.. يلاقيك المواطنون يشتكون من تعنت الموظفين وتأخر مصالحهم. ولاحظت أن الشاكين أغلبهم من الفئات الدنيا. وكان التنبيه الأساسى لى هو «ألا أصدقهم». فهم يبالغون فى ما يقولون بل يكذبون. وعلى الجانب الآخر تجد أن هناك من يعرف كيف ينهى مصالحه مع الموظفين بطريقة أو أخرى. وهناك إدارات تحمل تسميات حديثة مثل: العلاقات العامة، و«الآى تى» وهى بعيدة تماما عن ذلك،... إلخ. إنه مشهد يوحى بأنك فى مغارة معزولة عن العالم بالرغم من أن الإدارة التى بداخلها هى المعنية بأن تنفذ الاشتراطات والمعايير الصحيحة التى من شأنها أن تؤسس حياة مدنية طبقا للقوانين التى تعدل بين الجميع وفى نفس الوقت تحافظ على الجمال العام.. وفجأة تذكرت فكرة لماكس فيبر، ما هى؟.. (٤) طرح ماكس فيبر فكرة تقول: «إن المقومات الأساسية للدولة الحديثة تقوم على نظام إدارى (بالإضافة إلى قانونى) يكون قادرا على تنظيم الحكم والضبط والسيطرة انطلاقا من معاملة متساوية لكل المواطنين فى شتى المجالات: التعليم، تسجيل المواليد، وتوثيق الوفيات، وتنظيم البناء، وتوفير التصاريح المتنوعة، والضرائب، وتأمين الخدمات، وتيسير الخدمات... إلخ. ومن ثم يصبح الجهاز الإدارى مثل «القفص الحديد»، حيث عناصره الوظيفية تقوم بأعمالها بمن داخله وإن بدا «كالسجن» وفق «دولاب عمل» غاية فى الانضباط. بهدف تحقيق العدالة بين المواطنين (راجع الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية).. وكان السؤال... (٥) هل يا ترى لم يزل تصور فيبر حول بيروقراطية «القفص الحديد» قائما؟...هل الإدارة التى تكمن فى «المغارة» بمعزل عن الواقع وتفاضل بين من تخدمه ولا تخدمه، يمكن أن تستمر قفصا حديديا كما عرفته المجتمعات التى قطعت شوطا فى التقدم؟ وهل تنجح القوانين فى إخراج الإدارة من مغارتها؟ وكيف يمكن أن نتجاوز مرحلة القفص الحديد التى أظن العصر قد تجاوزها ـ لأسباب كثيرة ـ شريطة انضباط وعدالة الجهاز الإدارى؟.. ونواصل... |
الإدارة فى المغارة (٢).. الذاكرة المؤسسية بقلم سمير مرقس ٢٠/ ١/ ٢٠١٦ (١) - المصرى اليوم
تتحرك الإدارة المؤسسية الحديثة وفق تصورات تحكم هذه الحركة. تبدأ أولاً: من الفلسفة الإدارية التى يتم اختيارها، والخطط الممتدة والوسيطة والقصيرة، والسياسات العملية، والكيفية التى تحقق أهداف المؤسسة، والهيكلية المناسبة، والتوصيف الوظيفى لكل موقع من مواقع هذه الهيكلية... إلخ. ويشترط ثانياً: أن تكون هذه التصورات موثقة بشكل مكتوب، ومتاحة وقابلة للتداول عند اللزوم. ذلك لأن هذه التصورات ما إن تتحول إلى واقع عملى من خلال «دولاب العمل اليومى» يتم تقييم- ثالثاً- الأداءات والممارسات على أرض الواقع حتى يمكن إحداث التصويب المطلوب إذا ما لزم الأمر.. ولكى تكون العملية متكاملة لابد من توثيق كل مراحلها فى صورة تقارير دورية تتسم بالتكامل بين البعدين: الكيفى والكمى.. ويعرف كل ما سبق: بـ«الذاكرة المؤسسية» للكيان الإدارى.. ويشار هنا إلى أن القوانين واللوائح المنظمة فى هذا السياق المؤسسى الحداثى يتم تشريعها وفق التصورات التى يتم الاتفاق عليها لا العكس. أو بلغة أخرى، ما القوانين- فى هذه الحالة- إلا خادمة للتوجهات العامة. وتتسم «الذاكرة المؤسسية» بأنها تكون مدونة وموثقة وقابلة للاستعادة والتداول فى أى وقت، إما بغرض إعادة النظر فى أمر من الأمور، أو للتعريف بعمل الكيان وجهوده، أو للتذكير بتوجهات الكيان، أو بتوجيه القادمين الجدد إلى الجهاز الإدارى.. إنها «الإدارة فى النور». (٢) على النقيض، نجد «إدارة المغارة» تقوم على أن يقوم القادم الجديد باكتشاف أسرار المغارة بنفسه والتنقيب عن تاريخها، ومساراتها، ومقدراتها، وهو وشطارته، لذا رأينا أن نعنون هذه الملاحظات حول الجهاز الإدارى: بـ«يوميات التنقيب والتجريب».. «فحراس المغارة» من قدامى/ عتاة الموظفين يحتفظون بما لديهم من معلومات. ولا يتبرعون بتقديم أى معلومة إلا بمقابل أن يحظوا بمزايا ما. ويجيبون بـ«القطارة» إذا ما سئلوا، ناهيك عن سيادة الذاكرة الشفاهية، وهى ذاكرة ـ أردنا أو لم نرد ـ يشوبها: التحيز، الانتقاء، اللامؤسسية، شبهة التوجيه الخاطئ، احتمالية النسيان... إلخ. وهو أمر اختبرناه بأنفسنا. وأذكر أنه فى اليوم الذى طرح علينا فيه الالتحاق بالمحليات، أننى بحثت عن أى أوراق تعيننى فى مهمتى فلم أجد. سألت عدداً من المسؤولين حول: الرؤية العامة الحاكمة للمنصب، والتوصيف الوظيفى والصلاحيات والمهام... إلخ. وفى كل مرة كنت أطلب ذلك كانت الإجابة كما يلى: «أكيد هناك أوراق توفر كل ما تريده من معلومات، وعموماً المحافظ ونائب المحافظ هما بمثابة رئيس الجمهورية فى موقعهما».. وفى الواقع العملى، وبعد بحث وتنقيب، وجدت أن القليل المدون ما هو إلا مجموعة من العناصر الإجرائية العملية لا يوجد ما يؤصلها مفهومياً، وأن الصلاحية محدودة على غير ما هو شائع. الأهم هو أنه لا توجد «ذاكرة مؤسسية»، بالمعنى الذى شرحناه، يمكن توفيرها للقادم الجديد.. فلا يوجد «تسليم وتسلم» كما هو متبع فى التقاليد العسكرية المعروفة أو فى الكيانات الإدارية الحداثية.. ويترجم البعض ممن درسوا هذه الظواهر أن هذه ظاهرة تتسم بـ«الهدر» بامتياز. (٣) المحصلة، أن الإدارة الفاقدة لـ«الذاكرة المؤسسية» تدفع بعناصرها الإدارية للبدء من جديد مع كل قيادة جديدة. ما يعنى «التجريب»، فى غياب الوثائق الأساسية. ويؤدى ما سبق إلى: عدم الاستمرارية الإدارية، ومنع التراكم، وعدم ضمان أن يحقق الكيان الإدارى ما تأسس من أجله، وتشوه- يقيناًـ الرؤية الحاكمة لحركته، ومن ثم القدرة على الإنجاز الممتد والمؤثر فى حياة المواطنين. وعليه افتقاد الجهاز الإدارى صفته كـ«قفص حديد»، بحسب تعبير عالم الاجتماع الأشهر ماكس فيبر، كجهاز مؤسسى منضبط وعقلانى يعمل لحساب المواطنين فى دولة المواطنة، ليكون قفص حديد «تحكمياً» يعمل لحساب «حراس المغارة» الذين فى يدهم: «التعطيل» أو «التعجيل».. ويصبح جل اهتمام الجهاز الإدارى هو تنفيذ اللوائح بصورة لا روح فيها، والحفاظ على مكاسب المغارة وخصوصيتها وقفصها الحديدى التحكمى لا الخادم للمواطنين. (٤) ويفرض غياب «الذاكرة المؤسسية» أن تجرب القيادة الإدارية الجديدة. والتجربة تعنى احتمالية الصواب كما تعنى احتمالية الخطأ. وقد تكون حداثية شبكية وقد تكون تقليدية هرمية. وفى الحالتين تفرض إدارة المغارة نفسها فلا تسمح إلا بالقليل الحداثى مقابل تستيف الملفات وتأمين إرسال المذكرات فى مواعيدها، والاستجابة لخطط يتم وضعها بمنطق معكوس ومقلوب تجاوزته المؤسسات الحداثية، وإعداد ميزانيات ذات بنود حجرية ذات ميزان مختل عن كل ما هو متعارف عليه فى ميزانيات كهذه، حيث غالبية البنود تكون لتنفيذ وتطوير قدرات الكيان الإدارى، بينما لا يتجاوز الـ٣٠% من البنود ما يعرف بالإداريات.. ونواصل. بعد المقال: بالمصادفة، شهدت جانباً من البث التليفزيونى الحى لتوزيع جوائز مؤسسة ساويرس الثقافية، وسعدت جداً بالتقدير الذى حظى به الدكتور سيد ضيف الله عن كتابه: «صورة الشعب بين الشاعر والرئيس». وهى رسالته للدكتوراه التى تقدم بها حول قراءته لخطاب الشاعر الكبير فؤاد حداد ورؤساء مصر: ناصر، والسادات، ومبارك.. وهو العمل الذى كتبنا عنه أربع مقالات فى نفس هذا المكان وعن أهميته وجدة تناوله للموضوع فى الصيف الماضى. تهنئة للمؤلف الشاب الدكتور سيد ضيف الله بالتقدير. |
الإدارة فى المغارة «٣» «اللى تشوفه معاليك»! بقلم سمير مرقس ٢٧/ ١/ ٢٠١٦ «١» - المصرى اليوم
فى يومى الأول بالمحليات، جمعت قيادات المحافظة كى أعرض لهم تصوراتى التى اجتهدت فى إعدادها على مدى أسبوع حول منهج العمل المستقبلى. كذلك رغبتى الصادقة فى أن أسمع منهم، فى ضوء خبرتهم، ملاحظاتهم عن المدى الذى يمكن أن نصله فى ضوء ما هو متاح من موارد: مادية وبشرية، من جهة. وظروف صعبة، من جهة أخرى. مستفيدا من كل ما اختبرته فى عملى التنموى فى الفترة من ١٩٨٦ إلى ٢٠٠٧، سواء كميسر للعمل التنموى على المستوى القاعدى، أو مقيما للمؤسسات والمشروعات التنموية.. وبعد ما يقرب من الساعة عرضت فيها تصوراتى من خلال عرض بالشرائح المعينة. وما إن انتهيت طلبت من الحضور رأيهم من واقع خبراتهم الميدانية. فجاءنى ردهم، الذى كان أقرب إلى «كورال موسيقى» عالى التدريب، فى صوت واحد وبهارمونية بديعة: «اللى تشوفه معاليك»!.. حاولت مرة أخرى، وقلت: «حابب أسمع رأيكم».. فأسمعونى نفس الإجابة: «اللى تشوفه معاليك».. فسُقط فى يدى.. ولكنى لم أيأس، حيث كررت طلبى مرة أخرى مقدما إياه بعبارة: «لا بجد، هو فيه مشكلة تقولوا رأيكم؟!»...عندئذ سمعت بعض الاختلال فى التوافق الصوتى لدى الكورال المدرب. حيث بقيت الأغلبية على ردها الذى جاء واضحا وبجماعية حاسمة: «اللى تشوفه معاليك». بينما انتبهت أن هناك أقلية شذت بعض الشىء عن الباقين بقولها الأقل حدة فى نغمته الحاسمة: «اللى تشوفه سيادتك».. واعتبرت «خلخلتى» لانضباط الكورال نجاحا.. ولكن الإجابة المتكررة كانت تحمل الكثير من الرسائل. «٢» «اللى تشوفه معاليك»، عبارة يجب تأملها كثيرا. فهى تعنى من ضمن ما تعنى، أولا: أن المسؤولية الأولى والأخيرة هى مهمة رأس المكان. وثانيا: أن الجميع يعملون وفق أفكار وتوجيهات وخطط «الرأس». ثالثا: ما يحكم العلاقة بين المستويات الإدارية هو «الهرمية الإدارية»، فلا مجال لمن هو دون الرأس أن يفكر أو يخطط أو يضيف على توجيهات المسؤول الكبير.. وعليه تتمحور الحركة حوله. ويكون الملاذ لكل من يطلب معونة والمرجع فى كل شىء. ولديه تتجمع كل التوقيعات حتى لو كانت من عينة: نقل موظف صغير من مكان إلى مكان، أو تجديد إجازة وضع، أو تجديد إعارة، أو...إلخ. وعند وقوع أى مشكلةـ مهما كانت بسيطةـ يتطلع الموظف إلى «الكبير» لحل المشكلة متجاوزا كل المستويات الإدارية. وهنا تجد الجهاز الإدارى الذى يبدو أنه يتسم بالصرامة الشديدة يتحول إلى حالة ما قبل حداثية ولا مؤسسية، مجسدا النموذج السائد فى الريف المنظم للعلاقة بين الريفيين والسلطة. حيث العمدة هو المرجع الأول والأخير فى إدارة شؤون الفلاحين. فالكل يلجأ إلى «أبا العمدة» لحل مشاكله. وهكذا فى الجهاز الإدارى يصر الكثيرون على اللجوء إلى «أبا العمدة» لحل مشاكلهم، بالرغم من أن هناك مستويات إدارية من واجبها أن تحل المشكلات، قبل أن يتم تصعيدها إلى قمة الجهاز الإدارى.. إنه نموذج «أبا العمدة» الإدارى. «٣» إذن، نحن أمام حالة بيروقراطية تسعى إلى الحفاظ على أسرار المغارة الإدارية أو الإدارة المغارية، خاصة إذا لم نكن نعرف بعد ما إذا كان الوافد الجديد الذى تسلم المسؤولية سوف يستمر أم لا. أو أنه سوف يستسلم لقواعد المغارة أم سيحاول أن ينقب فى دهاليزها. ومن ثم يبقى الحال على ما هو عليه إلى أن يظهر ما يستوجب تغيير الموقف.. وبهذا يكون المسؤول أمام موقفين هما: الأول أن يقبل بالأمر الواقع فُيستغرق فى حل المشاكل باعتباره «أبا العمدة». وأن يستمر دولاب العمل يعمل وفق قواعد المغارة وببركة صاحب المعالى، والتى تعنى قبوله بعبارة الكورال «اللى تشوفه معاليك»، أو التواطؤ، ما يعنى أن تستمر الإدارة فى المغارة، دون تصويب أو تطوير أو تقديم الخدمة المدنية، بما تعنيه علميا. كذلك الصالح العام. الثانى: أن يحاول خلخلة الواقع قليلا، حيث يتحرر من محاولة إغراقه المتعمد فى أمور إدارية، يمكن أن تحل فى مستويات إدارية أدنى. ومن ثم التحرر من نموذج الإدارة على طريقة «أبا العمدة» حيث التمركز التام للسلطة. وذلك بتفويض السلطة أو بإعادة الاعتبار للمؤسسية بصورة أو أخرى. وابتكار آليات متنوعة تزيد من الشراكة فى اتخاذ القرار كما تقلل من مركزته قليلا. خاصة أن الفهم العلمى الدقيق للمحليات يعنى اللامركزية أو صناعة القرار من أسفل، ومن خلال شراكة شعبية. ومن ثم لا يمكن الاستمرار فى عمل المحليات بمفهوم يتناقض مع فلسفتها.. ويقينا يتناقض مع عبارة «اللى تشوفه معاليك». «٤» وتحتاج عملية «الخلخلة» إلى ابتكارات تتجاوز الحلول النمطية. كما تدرك أن القوانين وحدها غير قادرة على تطوير الجهاز الإدارى ميكانيكيًّا، لأن هناك حاجة إلى التعاطى المباشر مع واقع البيروقراطية المصرية، كما حاولنا أن نقترب إليها فى دراستنا عن الشفرة السرية للبيروقراطية المصرية. ومن خلال دراساتنا المكملة لها حول الإدارة فى المغارة. فمن خلال الخبرة فى المحليات والجهاز الحكومى، أظن أننا فى حاجة إلى كوادر إدارية مدربة على ما أُطلق عليه الإدارة الحوارية التنموية التى تعرف مفاتيح الشفرة البيروقراطية، والقادرة على التنقيب فى المغارة والخروج بالجهاز الإدارى من عتمة المغارة إلى نور الشمس.. ونواصل. |
Wednesday, January 27, 2016
التحميس بالتقديس والتهميش بالتشويش بقلم د. يوسف زيدان ٢٧/ ١/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم
|
Subscribe to:
Posts (Atom)