هيا بنا نخرج من عالم السياسة إلى عالم الجمال!
قال أفلاطون: إذا أردت أن تسأل عن الجمال، اسأل عنه العميان! وهو يريد أن يقول لنا إن الجمال ليس فقط ما نراه، ولكن أيضاً ما نحسه! ولقد عبر عن هذا ابن البلد حين قال: قرد يسلينى ولا غزال يبكينى!
جوهانسون.. جراح سويدى عالمى فى جراحة التجميل، أجرى تسع عمليات تجميل فى وجه امرأة.. دون فائدة، وأخيراً اكتشف أنها حاقدة كارهة للناس، فقال لها: سيدتى لن يعيد لوجهك جماله ونضارته إلا.. حبك للناس!
كان العقاد يرى الجمال فى الخفة والرشاقة.. يقول: انظر إلى نفرتارى أو نفرتيتى.. تكاد الواحدة منهما تطير من فرط الخفة والرشاقة، وهذا هو الجمال المصرى القديم الذى عاد إليه العالم فى القرن العشرين.
نجد فى كتاب المحاسن والأضداد: وصف أحدهم من يحبها: ليست سمينة بحيث تسد على منافذ الهواء، وليست هزيلة كالخيال، ليست طويلة فأرفع لها رأسى، وليست قصيرة فأطأطئ لها رأسى، ليست بيضاء فأحسبها كالشمع وليست سوداء فأحسبها كالشبح.. إلخ رد عليه أحدهم: اذهب استفتح الجنة.. تجدها هناك!! أحب العقاد سارة «أليس» قال فيها شعرا جميلاً:
تلك الوجنتان السكران رائيها
هل لديك يا رضوان تفاح يحاكيها؟!
وقال: شفاه أذوق منها طعم الحياة
وهل طعمها غير طعم القبل؟
تسمونها قبلة، وأسميها
رحيق الحياة ورى الأمل!
كان العرب يتعوذون فى الزمن القديم من المرأة الذلاء، وهى النحيفة، خفيفة شحم الفخذين.. قال أحدهم: أعوذ بالله من ذلاء ضاوية كأن ثوباها علقا على عود!
وكانوا يحبون الجميلة العبلاء، والعبلاء هى من كان أعلاها خفيفاً، وأسفلها كثيباً!
وكانت قمة الجمال عندهم.. المرأة المجدولة، وهى التى تتمتع بصفات ثلاث ١- وسط بين السمنة والنحافة. ٢- ألا تظهر أى عروق أو عظام من جسدها. ٣- أن تنزلق اليد على جلدها من فرط نعومته!
كانت السمنة فى يوم من الأيام مظهراً للجمال، الثراء، الوفرة.. حتى إن أحد الشعراء وصف من يحب:
من كحبتى «حبيبتى» كالبدر إن بدا
تمر اليوم، فتمر أردافها غداً!!
جاء الطب الحديث بنسف هذا المفهوم عن الجمال فى كلمات قليلة: السمنة أشد خطراً من السرطان!
وأن العمر يتناسب تناسباً عكسياً مع قطر الوسط!!
فى بحث شيق لباحثة إنجليزية عن المتغيرات البيولوجية أثناء الحب، وجدت أن مادة الأمفاتمين التى تسد الشهية عن الطعام، ترتفع نسبتها عند المحبين، فكان استنتاجها أن السمنة سببها غياب الحب!
كما أن الحب يفرز مادة مناعة ضد الزكام والأنفلونزا «أصلا أنف العنزة» فى لعاب المحبين: SALTYARY IMMUNOGLOBUITNS
كما تفرز مادة تشبه المورفين اسمها إندورفين تجعل المحب يدمن المحبوب، وأخيراً مادة حروفها الأولى P.E.A وهى فنيل إيثيل آمين PNENYL ETHYL AMJNE وهى التى تجعل أصحابها كأنهم فوق السحاب، سعادة غامرة، حب للكائنات جميعاً.. يحسون أن النبات حتى الجماد إخوة لهم.
ولكن ليس هناك جمالاً مثل الجمال الذى عبر عنه أحد الصوفية:
يا مؤنس الأبرار فى خلواتهم
يا من زدت الجمال جمال
من ذاق حبك لا يريد زيادة
أنت الجميل وما سواك محال
No comments:
Post a Comment