
حين استضاف توفيق عكاشة السفير الإسرائيلي في
وأعلن عن ذلك ونشر صورا تجمعهما معا.. قامت الدنيا ولم تقعد وتم بسرعة فائقة عزله من البرلمان في حشد وتجمع غريب وسريع يظهر فيه الإصرار والترصد رغم اعتذاره.
أولا: تعالوا بنا نحلل بأمانة وتجرد ما فعله عكاشة من الناحية القانونية. هو لم يخالف القانون أو جزءا منه لأنه قد استقبل سفير دولة معتمدة في مصر هي إسرائيل وبيننا وبينها معاهدة سلام والتي تم توقيعها في مارس 1979 بعد اتفاقية كامب ديفيد الموقعة في 1978. ومن أبرز بنود معاهدة السلام اعتراف كل دولة بالأخري والإيقاف التام لحالة الحرب الممتدة منذ الحرب العربية الإسرائيلية في 1948.
ثانيا: عكاشة حر في رأيه في أن السلام مع إسرائيل في مصلحة مصر وأنا هنا أدافع عن حريته في رأيه وليس عن رأيه. ألم يقل فولتير: أنا لست معك في الرأي، ولكني مستعد للدفاع حتي الموت عن حقك في أن تعارضني؟.
وأتساءل الآن وبعد ثبوت ضلوع حركة حماس - الذراع العسكرية لحركة الإخوان المسلمين - في مقتل النائب العام الشهيد هشام بركات وغيرها من جرائمهم بدءا باقتحام السجون إلي العمليات الإرهابية في سيناء.. فهل سنعزل كل نائب (وهم بالمناسبة كثيرون) قد تقابل مع قيادات حماس أو علي اتصال بهم ؟؟ وهل سنعزل النواب الذين قابلوا سفير تركيا والذين قابلوا سفير قطر وهما الدولتان الثابت تورطهما في تمويل الإرهاب وإيواء العملاء والمجرمين؟
السؤال الآن هو ما تصنيفنا للعدو؟ من هو العدو؟ أليس العدو هو من يدرب العملاء علي التخريب والتفجير وقتل النائب العام وشرطتنا وجيشنا ؟؟ إن خلافنا مع إسرائيل ينحدر في الأساس من المشكلة الفلسطينية ومعارضة إسرائيل لقيام الدولة الفلسطينية.. فهل إذا اعترفت إسرائيل بدولة فلسطين سينتهي خلافنا وكراهيتنا لإسرائيل؟.. وهو سؤال مشروع ومن حقهم أن يسألوه!!!
لقد نشأنا علي كراهية إسرائيل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية ولظلمها وتعاملها المجحف مع الشعب الفلسطيني المنكوب من الاحتلال ومن حكامه أمثال حركة حماس الذين أشك في صدق رغبتهم في قيام دولة فلسطينية.. واستعدادهم للتنازل عن المنافع والموارد الخفية التي يحصلون عليها طالما استمر هذا الوضع الأليم علي ما هو عليه الآن.. هل من المعقول أن نطلب من إسرائيل السلام والاعتراف بدولة فلسطين.. وفي نفس الوقت نقول لهم نحن نكرهكم ولا نريد سلاما معكم وسنحاربكم ونقاتلكم إلي الأبد بإطلاق الصواريخ العبثية والطعن بالسكاكين في الشوارع؟ ليتنا نتذكر غاندي الذي حرر بلده الهند دون أن يلجأ إلي العنف والكراهية!
وهل أصبح البرلمان المصري دولة داخل الدولة يحكمها الصوت الأعلي والتربيط والحذاء المرفوع في وجه أي اختلاف في الرؤية والرأي دون أي اعتبار لأبسط مبادئ الديموقراطية ممن هم من المفروض أنهم بحكم تواجدهم تحت قبة البرلمان حراس للديموقراطية وأول المدافعين عنها ؟؟ عموما أنا لم التق بتوفيق عكاشة من قبل وعلي الإطلاق وأيضا لم أسلم من هجومه وتريقته وإن كان كعادته يمدح أحيانا ويهاجم أحيانا.. لكني حزنت لما حدث معه.. علي أساس أن أعضاء البرلمان وقفوا مع قاذف الحذاء وهو التصرف الذي لا يليق بنائب مخضرم - كنت أكن له احتراما كبيرا - وتضامنوا معه للإجهاز علي توفيق عكاشة. وللأسف تضامن أعضاء من حزبي المصريين الأحرار مع قرار استبعاده وهو كحزب ليبيرالي كان لابد أن يدافع عن النائب عكاشة ليس توافقا مع فعلته ولكن دفاعا عن حريته في رأيه!
و أخيرا، سوف اتصل بعكاشة وسوف أقابله لكي أقول له : « قد لا أتفق معك فيما فعلته.. لكني سأدافع عن حقك في رأيك دائما! والحمد لله إني مش نائب وإلا كانوا رفتوني أنا كمان !! منزله
No comments:
Post a Comment