كثيراً ما أسأل نفسى: ماذا كان سيحدث لمصر إذا لم يعزل الخديو إسماعيل، ويتول الحكم بعده ابنه الخديو توفيق.. أقول بكل تأكيد: كان سيتغير وجه مصر تماماً.. لماذا؟ لو بقى إسماعيل حاكماً لمصر لما جاء ابنه توفيق، وربما لم ينجح الإنجليز فى احتلال مصر.. لأن الخديو إسماعيل توفى يوم ٢ مارس ١٨٩٥ بينما توفى ابنه توفيق يوم ١٨ يناير ١٨٩٣.. وبذلك كان سيحكم مصر ابن آخر من أبناء إسماعيل.. وبالمناسبة توفيق هذا هو أسوأ حكام مصر من أسرة محمد على.. أما إسماعيل الذى حكم مصر من ١٨ يناير ١٨٦٣ كان سيظل فى الحكم إلى يوم وفاته فى مارس ١٨٩٥ أى سيصبح أطول حكام مصر- من أسرة محمد على- لأنه بذلك كان سيحكم لمدة ٣٢ عاماً، أما محمد على فقد ظل فى الحكم من ١٨٠٥ إلى عام ١٨٤٨.. على كل حال فقد نال إسماعيل ما لم يحصل عليه أى حاكم لمصر فى العصر الحديث.. إذ من أولاده وأحفاده من أصبحوا حكاماً لمصر أولهم ابنه الأكبر توفيق.. وعباس حلمى بن توفيق- وحسين كامل بن إسماعيل، ثم فؤاد.. وفاروق.. حتى أحمد فؤاد الثانى.. أى ثلاثة أبناء.. وحفيد!! ونفس الشىء عندما عزلت بريطانيا حفيده عباس حلمى الثانى فى ١٩١٤.. إذ لو لم يعزل عباس حلمى هذا لما جاء حسين كامل ولأصبح الأمير محمد عبدالمنعم حاكماً لمصر- وهو الابن الأكبر للخديو توفيق.. من عام ١٨٩٣ إلى أن يموت عام ١٩٤٤ ليخلفه ابنه الأكبر- طبقاً لنظام تولى العرش- الأمير عباس حلمى «الثالث»، أطال الله عمره، فمازال موجوداً يمارس نشاطه ولو بعيداً عن السياسة. وإذا كان عزل إسماعيل دفع لنا بحكام آخرين من الأسرة الملكية ربما كان قد وصل إلى الحكم الأمير محمد على توفيق، الذى كان ولياً للعهد للملك فؤاد إلى أن أنجب فاروق.. ثم ولياً لعهد الملك فاروق إلى أن أنجب ابنه فؤاد الثانى الذى ما زال على قيد الحياة بين فرنسا وسويسرا. ■ ■ أكيد كان وجه مصر سيتغير.. وربما ما كنا رأينا فؤاد سلطان أميراً ثم ملكاً.. ومن بعده فرعه. وربما كانت مصر قد تغيرت مسيرتها، وربما لما قامت ثورة ٢٣ يوليو.. والسبب الأساسى هو عزل الخديو إسماعيل.. ولكن كانت مصر سوف تصبح أفضل، وإذا كنا نعيش الآن عظمة عصر إسماعيل بما تركه.. فإننا كنا سنصبح أفضل كثيراً.. لو استمر الخديو إسماعيل حاكماً لمصر؟!. |
Translate
Sunday, March 31, 2019
ماذا لو بقى إسماعيل؟ بقلم عباس الطرابيلى ٣١/ ٣/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment