Translate

Tuesday, January 7, 2014

أخاف عليك يا مصر بقلم د. محمد أبوالغار ٧/ ١/ ٢٠١٤ بالمصرى اليوم

مصر الحبيبة الغالية على كل المصريين يبدو أنها فى خطر داهم اليوم، والحكمة والروية والتفكير السليم، للدولة والشعب، يمكن أن تخرجنا من هذا المأزق.
بعد كفاح من الشعب المصرى عبر سنوات، قامت ثورة ٢٥ يناير التى أطاحت بعرش مبارك ومجموعة من المنتفعين والبلطجية واللصوص الذين أمسكوا بمقدرات البلد سنوات طوالا، بالمشاركة مع بعض أجهزة الدولة العميقة، وقد ساند الجيش المصرى الثورة بوضوح، وساعد على نجاحها باقتلاع مبارك وزبانيته من كرسى الحكم.
لم تكن الأمور سلسة أو بسيطة، وكما يحدث فى الثورات حدث تخبط شديد فى المسار الطبيعى بين بعض الثوار الوطنيين الذين يفتقدون الحكمة بضرورة تحويل الثورة إلى عمل منظم فى إطار دولة جديدة لا يحكمها الظلمة، وبين قيادات حكيمة أرادت أن تضع الثورة فى المسار الصحيح، وهى مدركة أن الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية لا تسمح بأن تستمر الفوضى، وإلا سقطت مصر الدولة وهذا أمر شديد الخطورة.
ولم يستطع المجلس العسكرى السابق أن يضبط الأمور، وأن يوجه ما يحدث فى المسار الصحيح. فى هذه الظروف المضطربة قفزت إلى السلطة القوة الوحيدة المنظمة وهى جماعة الإخوان المسلمين، وسرعان ما قامت هذه الجماعة بما يسمى التمكين فى أدبياتهم، وهو أخونة كل مفاصل الدولة، وقد حدث ذلك بالفعل بحيث أصبحت السلطة التنفيذية بالكامل، من المحافظ وحتى أصغر الإداريين، من الإخوان، ونجحوا فى اختراق الشرطة والقضاء فى حدود معينة، ولكن الجيش كان صلباً فى عدم اختراقه، وقام الشعب المصرى كله وعن بكرة أبيه للدفاع عن هويته التى أصبحت فى خطر شديد، وانتفض فى ٣٠ يونيو فى ما يشبه معجزة للخلاص من الإخوان، وسانده الجيش فى ٣ يوليو لمنع حرب أهلية لا يعلم أحد مداها إذا لم يتدخل الجيش.
ومنذ ذلك التاريخ ظهرت مقاومة ضخمة من الإخوان وبعض الجماعات الإرهابية الأخرى.
فى هذه الظروف الصعبة ظهرت فى الأفق بعض الشخصيات المعروفة بعلاقاتها الأمنية السابقة، فى دق إسفين بين الآلاف من الوطنيين المصريين الذين آمنوا بالثورة وكانوا وقودها، وبين النظام الحالى. وأصبح واضحاً أن لديهم رغبة فى عودة نظام مبارك القمعى بنفس أجهزته حتى يعودوا لوضعهم المتميز السابق، وهم يقفون حائلاً بين توحيد الشعب المصرى كله ضد القوى الظلامية.
مصر فى مفترق الطرق، ولا بد أن تلتحم القوى المدنية فى بوتقة واحدة للدفاع عن الوطن ومستقبله. ما يقوم به القلة من محاولة تقسيمها سوف يؤدى إلى كارثة. مصر أمامها مخاطر أمنية واقتصادية رهيبة، وضغوط دولية متوقع أن تستمر مدة طويلة ولن تلتفت لبعض الفاسدين الذين يريدون شق الصف. لن يقبل المصريون الظلم والقهر، وأى محاولة فى هذا الاتجاه سوف تؤدى إلى كوارث تعوق التقدم.
يا حضرات السادة الذين يقومون على حكم مصر، أدعوكم لعدم الاستماع إلى تخاريف بعض عملاء نظام مبارك الذين يريدون أن يعودوا إلى مواقعهم بتمزيق الأمة المصرية.
الحكمة والعقل والوطنية تقتضى التقدم للأمام بما يحفظ الاستقرار ويعيد دورة العمل والأمن، وهو لن يتحقق إلا بالوعى الكامل بخطورة تمزيق الأمة.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.

No comments:

Post a Comment