قسم علماء النفس والتربية والاجتماع أنماط الشخصية الإنسانية، وهى عديدة:
١- حسب السمات السائدة: الشخصية القيادية - الشخصية الاجتماعية - الشخصية الباحثة عن الكمال - الشخصية الهادئة.
٢- حسب النشاط السائد: الشخصية العقلانية - الشخصية الوجدانية - الشخصية الحركية..
والقائد والمعلم الحكيم هو الذى لا يطمس معالم شخصية مرؤوسيه أو تلاميذه بل ينميها ويساعدها، ليخرج منها فوائد ومزايا وبركات كثيرة، سواء لصاحب هذه الشخصية، أو لأسرته، ومجتمعه، ووطنه، أو للبشرية كلها.
كذلك لا يحق لأى إنسان أن يكره نمط شخصيته، أو يتمنى نمطًا آخر لنفسه، فهذا بلاشك يعبر عن عدم فهم لما يتسم به كل نمط من قدرات ومؤهلات ومزايا، تحتاجها الجماعة كلها، فالله العظيم لا يشاء مطلقًا أن يخلق من البشر نسخًا كربونية.
أما أنواع الشخصيات من حيث السمات السائدة فهى:
١- الشخصية القيادية:
تتمتع بإرادة قوية، وثقة فى النفس. وهى قادرة على قيادة الآخرين، إذ إن لها إمكانية الرؤيا الواضحة، والعزيمة والنشاط، وهى شخصية تسيطر على عواطفها، وتستقل بذاتها، وتميل إلى العمل القيادى، ولديها قدرة تحريك مجموعات وطاقات فى اتجاه أعمال منتجة طيبة. يستخدمها إلهنا العظيم، ويعمل فيها بنعمته، لتقود العمل داخل مجتمعاتها، والقيادة شىء جوهرى فى الحياة عمومًا، فبدون قيادة واعية، ذات رؤية سليمة، يتعب الناس، بل ربما يهلك كثيرون. وإذا أعطى الله قدرات قيادية لأشخاص محددين، واختار من بينهم القيادات العامة،.. فلاشك أن دورهم القيادى له الأثر الفعال فى تشجيع نفوس كثيرة على العمل، والإثمار والإسهام فى بناء المجتمعات، والنهوض بالشعوب.
٢- الشخصية الاجتماعية:
تتمتع بالحيوية والانبساط، وقادرة على تكوين علاقات ودية مع الناس. ولها أصدقاء كثيرون. وهى شخصية متحمسة ومرحة وعطوفة. تميل إلى تكوين صداقات وعلاقات داخل المجتمع، وتشترك فى: الأحزاب، والجمعيات، واتحادات الطلاب، وتنجح فى ضم الكثيرين إلى المشاركة البناءة، واكتشاف ما أعطاهم الرب القدير من وزنات ومواهب وطاقات، يمكن أن تتحول إلى لبنات أساسية فى بناء الناس والمجتمعات. وهى التى تساعد فى تماسك الأسرات، وإجراء المصالحات، وعلاقات المحبة، والمودة مع سائر المواطنين.. وكلها أمور هامة تحتاج إلى طراز معين من الشخصيات الاجتماعية ذات التأثير الإيجابى البناء.. وما أحوج مجتمعاتنا لها الآن.
٣- الشخصية الباحثة عن الكمال:
وهى رقيقة وحساسة، مفكرة وخلاّقة، تبحث عن الكمال، وما هو أفضل باستمرار. كثيرة المحاسبة لنفسها، منظمة، تقوم بإجراء تحليلات للأمور، وتدقق فى التفاصيل، مخلصة، وتتحمل المسؤولية. إنها الشخصية التى ترتفع بنفسها وبالغير إلى مستويات أفضل. ولاشك أنها - بقدرة الله - لها دورها الهام فى الوصول بالنفوس إلى الارتقاء المنشود.
كما أنها قادرة - بقوة الله - على تقديم صورة طيبة للتدين السليم، والتوازن المطلوب، سواء داخل الأسرة أو أماكن العبادة أو المجتمع. إنها الشخصية التى لا ترضى بالنقائص، وتسعى نحو الكمال فى: الفضيلة وتحقيق الذات والدراسات، وذلك طبعًا باجتهاد الإنسان وبنعمة الله المعينة له.
٤- الشخصية الهادئة:
وهذه تتمتع بالهدوء، إذ تضبط عواطفها وانفعالاتها وردود أفعالها، وفيها كفاءة وانضباط. وهى شخصية منظمة، وعملية ومخلصة، ومرحة، تستمع باهتمام للآخرين، وفيها قدر جيد من الموضوعية، وهدوء الأعصاب، مع سلام داخلى رصين، لا تهتز بسهولة لأى مثير خارجى، مستندة على نعمة الله، وضبط النفس.
إنه نموذج ممتاز فى عالم مضطرب وصاخب، ملىء بالضجيج والتوترات والمشاكل، إذ إن هذا النوع من الشخصيات يكون مفعمًا بالإيمان، والثقة فى إلهنا العظيم، وقادرًا أن ينقل هدوءه وصفاءه النفسى إلى الآخرين، فيكون سببًا لراحة نفوس كثيرة، إذ يعطيها - من عند الله - جرعة إيمان، تزيل مخاوفها، وتهدئ روعها، وتمنحها قدرة الرؤية المستقبلية، والتحرك الإيجابى، من أجل الوصول إلى حلول للمشاكل المطروحة فى الحياة اليومية.
فليفرح كل منا بعطايا إلهنا العظيم، ولنسعى باجتهاد فى استثمار طاقاتنا ووزناتنا ومواهبنا، أيًا كان نوع شخصيتنا، لخدمة مجتمعاتنا، ولمجد اسم إلهنا المحب العظيم.
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
|
Translate
Sunday, November 10, 2019
الشخصية الإنسانية.. أنواع الشخصيات بقلم الأنبا موسى ١٠/ ١١/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment