Translate

Saturday, November 9, 2019

يوم بكل الأيام! بقلم د. وسيم السيسى ٩/ ١١/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم


اليوم: الأحد ٣ نوفمبر ٢٠١٩، هو يوم بكل الأيام! The Day Of All Days، ذلك لأنه تحقق فيه حلمى الذى طالما حلمت به منذ عشرين عاماً.
كنت أحلم بجامعة أو مؤسسة تهدف إلى إحياء وعينا بحضارتنا المصرية القديمة، وتوعية شعبنا بهويتنا المصرية، وبالتالى الولاء والانتماء لهذا البلد العظيم.
فى سنة ٢٠١٥ دعانى أ. د. صديق عفيفى لإلقاء محاضرة عن الحضارة المصرية لطلبته فى مدارس طيبة الدولية المتكاملة.. فوجئت بأن الأقسام، القاعات، كلها على أسماء مصرية: نفرتيتى- رمسيس- نفرتارى- تحتمس الثالث- آمون- رع- بتاح.. إلخ، فى لحظة واحدة، وُلدت صداقة عميقة وحب مشترك لحضارتنا «فجر الضمير»!
كان فى جامعة الدكتور صديق ببنى سويف أ. د. هالة الطلحاتى، أستاذ الإعلام فى الجامعة، شعلة، دينامو، عرضت عليهما حلمى القديم، وكأنى فتحت فى قلبيهما طاقة جبارة اسمها: حب مصر، ومخزون حضارى منذ آلاف السنين! فكرنا سوياً من أين نبدأ؟ وبعد عناء وإصرار، ظهرت للوجود: «مؤسسة يارو للحضارة الإنسانية» المشهرة برقم ١٠٢٧٨ لسنة ٢٠١٦! ويارو كلمة مصرية معناها الجنة، ومنها جاء اسم يارا وهو أحد أسماء البنات.
كان ٣ نوفمبر هو المبادرة القومية لمؤسسة يارو تحت شعار: إحنا مين؟! ولمدة أسبوع ثقافى حضارى فى مدرسة القادة تحت رعاية الأستاذة إيمان حافظ العاشقة لمصر وحضارتها، بالتعاون مع دكتور ممدوح فاروق، رئيس جمعية وصف مصر، دكتور عاطف عبدالشافى، رئيس شركة حورس، وفرقة قلب يسوع برئاسة سهير بولس بأناشيد وطنية بالعربية والسلام الوطنى بالعربية والمصرية القديمة، كان الجمال فى كل مكان: متحف، قاعة عرض، ورش، بازار، سينما، دروع، هدايا مصرية، Puzzles مصرية، ترميم، صلصال، بنات، وأولاد فى ملابس مصرية «المسماة فرعونية»، كلمات من القائمين على هذه المبادرة، تكريم الضيوف والطلاب، وأخيراً محاضرة من كاتب هذه السطور عن القيم والأخلاق فى مصر القديمة!
وكان مسك الختام زينب بركات، صاحبة الحنجرة الذهبية والحظ القليل، كانت تشدو بـ: «وقف الخلق جميعاً ينظرون/ كيف أبنى قواعد المجد وحدى!».
شاهدت تدريب الأطفال على فن النحت باستخدام القوالب والطين الأسوانى، رأيت تشكيل الأهرامات والمسلات بالمكعبات، شاهدت ورشة لتعليم كتابة الحروف الهيروغليفية بواسطة مساطر عليها أشكال هذه الحروف المجوفة! تذكرت بحزن شديد كيف أن كلية الآداب تعلم طلبتها لغة «الهوسا» الإفريقية، ولا نعلم أطفالنا لغة أجدادنا المصرية، خبِّرونى أيها المسؤولون هل ما زلنا تحت الاحتلال العثمانى؟!
حدثتنى الأستاذة إيمان حافظ كيف أن كل صباح يتحدث طالب عن إنجازات مصر، مرة فى الفلك، مرة فى المعمار، مرة فى الكيمياء، مرة فى الطب.. إلخ.
فى هذا اليوم الجميل شاهدت الحب كيف يبنى، وكيف يشيد! لا أعرف كيف أشكر العملاق صديق عفيفى والجبارة هالة الطلحاتى!
ماذا لو لم يكن حلماً؟ ماذا لو لم أقابل الدكتور صديق عفيفى، والدكتورة هالة الطلحاتى؟!
الجواب هو: لما كان هذا الإنجاز العظيم والذى هو بذرة طيبة لشجرة وارفة الظلال على مصر كلها خصوصاً إذا تولاها رئيسنا المحبوب برعايته وطلب تعميمها على كل مدارس مصر!
إحنا مين؟! إحنا أصحاب حضارة علمت العالم كله، وأشرقت عليه بفجر الضمير! نحن أصحاب حضارة قالت عنها عمدة برلين: كارين شوبارت: كيف سيكون شكل العالم اليوم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة؟!

No comments:

Post a Comment