حدثنا الأستاذ العقاد عن فلسفته فى الحب قائلاً: ما ليس بالحب أسهل فى التعريف مما هو الحب، وهكذا الشأن فى كل تعريف لمعنى من المعانى أو كائن من الكائنات، فالحب ليس بالغريزة الجنسية، لأن الغريزة تعم الذكور والإناث، ولا يكون الحب حباً بدون تخصيص وتمييز، وليس الحب بالصداقة لأن الصداقة أقوى ما تكون بين اثنين من جنس واحد، والحب أقوى ما يكون بين اثنين من جنسين مختلفين، والحب ليس بالاختيار.
تذكرت هذا الرأى الفلسفى ونحن فى خضم الدعاية الانتخابية، وكل حملة تدعو لصاحبها بأنه ناصر الجديد أو السادات الجديد!
لو كنت مسؤولاً عن حملة إعلامية لأحد المرشحين لقلت: سوف نستفيد من أخطاء ناصر والسادات، فلن نكسر مواثيق واتفاقات دولية مثلما فعل ناصر ١٩٥٦ بتأميم قناة السويس التى لم يكن باقياً على انتهاء امتياز المائة عام سوى ١٣ عاماً! وكان من جراء ذلك فقدنا أرضا غالية علينا من أرض الوطن ألا وهى أم الرشراش والتى أخذتها إسرائيل وأصبحت الآن إيلات! لن نضعف الانتماء الوطنى بإلغاء اسم مصر بهدف الزعامة العربية، لا الوحدة العربية التى سنعمل من أجلها كالسوق الأوروبية المشتركة.
لن ندفع بجيشنا إلى أتون حرب فى دولة عربية كاليمن ونعادى دولاً عربية أخرى كالسعودية، ونفقد غطاءنا الذهبى كله، ويخرج جيشنا منهكاً، ونغلق خليج العقبة، وهذا إعلان حرب، فنقع فى فخ دول كبرى شريرة.. أداتها إسرائيل.
لن نمزق النسيج الاجتماعى. كما فعل ناصر: صاحب الأرض ضد الفلاح، صاحب العمارة ضد السكان، صاحب العمل ضد العمال! وكان من جراء ذلك توقف حركة بناء المساكن، تفتيت الأرض الزراعية، ضاع الإنتاج لأن العامل أصبح ديكتاتوراً!
لن نتلفظ بما يؤلم: الملك فيصل سوف أنتف له ذقنه، الملك حسين ووالدته الملكة زين، بورقيبة أبوخيبة، عبدالكريم قاسم.. قاسم العراق.. إلخ.. لم يكن لنا حبيب لا فى الشرق ولا فى الغرب! حتى ألمانيا أكلنا عليها ديناً علينا ٧٠ مليون مارك!
هذا الصنم المعبود السد العالى.. لن نقوم بمشروع قومى قبل دراسته من كل جوانبه.. هذا الصنم يعطينا ١٠٪ من الكهرباء! حرمنا من الطمى هبة النيل لنا.. ضاعت الأرض الزراعية، والثروة السمكية!
لولا ١٩٥٦ لما كانت ١٩٦٧، وبسبب حرب ٦٧ كان لابد من الاستنزاف وحرب ١٩٧٣.. التى عادت إلينا بسيناء ولكنها منزوعة السلاح أى منقوصة السيادة!
نتعلم من السادات حنكته ومكره، كنت فى إنجلترا حين تولى الحكم، فكان تصريح جولدا مائير: NOW THE BLACK FOX IN POWER أى: الآن الثعلب الأسود فى الحكم!
ولكن نتجنب تمزيق السادات للنسيج الاجتماعى! أطلق الجماعات إياها على اليساريين والوفديين، والليبراليين، بالرغم من أن هؤلاء لا يملكون إلا ورقة وقلماً!
أطلق أناساً لا يؤمنون إلا بالعنف، ولم يأخذ درساً من اغتيال أحمد ماهر والنقراشى، والخازندار، قاضى حلوان، وحريق القاهرة، ومحاولة اغتيال ناصر، وأخيراً انقلب السحر على الساحر فتم اغتياله: وقال البعض: هذا جزاء الدم بالدم، لقد اتهموه باغتيال أمين عثمان.. والله أعلم.
دعونا نتعلم من كوارثنا ولا ننسى توشكا، وانهيار التعليم فى عهد مبارك.. وغياب سيادة القانون.. كانت الديكتاتورية والأصولية الدينية هما الدعامتين للرؤساء الثلاثة!
قال فولتير: تمنيت لو أتيت بآخر ديكتاتور وخنقته بأمعاء آخر متظاهر بالدين.
No comments:
Post a Comment