مع من |
المصريون المعتادون على الاستقرار والاهتمام بلقمة عيشهم، الذين أطلق عليهم البعض من المتابعين لشأن الحراك المصرى فى السنوات الثلاث الأخيرة حزب الكنبة- هم أغلبية الشعب الباحثون عن قوت يومهم، ويتابعون أخبار بلادهم بالحكى اليومى على المقهى. فهم الكتلة المستهدفة دائما من قبل صناع الرأى العام فى مصر، حيث يتم اختراقها والتأثير فيها وعليها بالشعارات العامة من قبيل الشعب يريد الاستقرار، الشعب يريد الأمن، ونظرا لأن الدولة فى مصر قديمة قدم الرى من نهر النيل، فإن الدولة واستمرارها واستقرارها يعطى المواطن البسيط من حزب الكنبة الاطمئنان على وجوده ومستقبله، وبالذات بعد أن تلازم مع ذلك ما عاشه المواطن بعد ثورتى ٢٥ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيو ٢٠١٣ من قلق الفراغ الأمنى والفوضى المقصودة فى الشارع المصرى، وكذلك التهديد الحاصل من حكم الإخوان بضياع الهوية المصرية، لذلك كان من الطبيعى أن يتمسك المواطن المصرى بالأب والبطل الذى يعطى الأمان والثقة المستمدة من الدولة، حتى ولو كان البطل من ورق، حتى لو كان البطل هو ذاته الذى ثار عليه بعد ثلاثين سنة من التبعية والفساد والقهر، وبالذات بعد أن نجح حلف المصالح الحاكم منذ ما يقرب الأربعين سنة فى صناعة الرأى العام وغسل دماغ جماعى لحزب الكنبة، بل الكثير من مدعى الثقافة وحاملى صفة المثقف وهم فى الأول والآخر أصحاب مصالح لهم فى الاقتراب من كرسى الحكم والمرشح للجلوس عليه مصلحة مبتغاة، لذلك فهم يتسابقون فى تلوين وتجميل وتزييف صورة القادم لاحتلال كرسى الرئاسة، فهم مثقفو اليومية الباحثون دائما عن مقعد بالقرب من السلطان، ومنهم القاضى والصحفى والكاتب والأكاديمى ورئيس الحزب ورئيس الاتحاد، من كل لون وهوية سوف نجد، وعلى شاشات التلفزة سوف نراهم ونسمعهم يروجون الأباطيل فهم من حراسها، لذلك فمن الطبيعى أن يحتار بعض المواطنين المهمومين بمصر وتقدمها فى اختيار وتحديد من سوف يصوت له من المرشحين الاثنين صباحى أم السيسى، الاثنان ينطلقان من محاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية، كما أن وسائل الإعلام تروج لناصرية الاثنين وبالذات بعد انضمام بعض من الناصريين للمشير السيسى وإعلان تأييدهم له لأنه رجل المرحلة – حسب قولهم – فكيف يتم الاختيار بغرض التصويت على مقعد رئيس مصر؟، والإجابة فى ظنى بسيطة، فلا عدل اجتماعى ولا مقاومة للفقر إلا من خلال إيمان بالوطن المستقل واستقرار القرار الوطنى، حيث لا عدالة اجتماعية دون تنمية شاملة تقوم على القطاع العام والقطاع التعاونى والقطاع الخاص، فى إطار الخطة الجامعة للدولة والمحققة لأهداف تنميتها، ولا سياسة خارجية لمصر إلا إذا امتلكت مصر استقلالها واستقلال قرارها، لذلك فكل الصواب لمقولة إن السياسة الخارجية تعبر دائما عن السياسة الداخلية، فإذا كانت السياسة الداخلية تعبر عن التنمية الشاملة وليس النمو الرأسمالى، سياسة داخلية تهتم بالتصنيع والبحث العلمى والتعليم الجيد والزراعة المنتجة لغذاء المصريين، سوف تكون السياسة الخارجية هى سياسة رفض التبعية ورفض الهيمنة وسياسات صندوق النقد والبنك الدولى التى سادت مصر خلال الأربعين سنة الماضية، سوف تكون سياسة رافضة لاتفاقية كامب ديفيد والفراغ الأمنى فى سيناء، سوف تكون سياسة باحثة وعاملة على تنويع مصادر السلاح. إذًا، مَن من المرشحين يحقق ذلك؟ فهناك مرشح يتحدث عن «الجيش المصرى يشعر بالامتنان لأكثر من ٧٣ مليار دولار حصلت مصر عليها ولن نكون جاحدين ولن ننقلب عليكم» و«الدعم السياسى والاقتصادى الأمريكى يعد أمرا حاسما لتحقيق الانتعاش الاقتصادى والسياسى فى مصر» و«السلام بين مصر وإسرائيل مستقر» و«رفض الناتو نشر قوات لتحقيق الاستقرار فى ليبيا بعد مصرع القذافى خلق فراغا سياسيا وترك البلاد تحت رحمة المتطرفين»، هى ذاتها النظرية الفاسدة التى حكمت الموقف المصرى تجاه غزو العراق وجرى ما جرى. ما سبق هو جزء من تصريحات المشير السيسى. وأخيرا مع من سوف تقفون؟ |
No comments:
Post a Comment