كان كل صوت من هذه الملايين بآلاف الأصوات.. كانت أصواتاً كسلوك الذهب، أصواتاً ليست مدهونة بزيت أو مرشوشة بسكر، أصواتاً لا تباع ولا تشترى، ولا تشحن فى سيارات نقل كالأنعام!.. أصواتاً من حناجر ذهبية أحبالها الصوتية من ياقوت ومرجان!
أصواتاً لم تمر على أصحابها كراتين السمن، ولا ظروف المال، بل حلم لاح لها فى ٣٠/٦، فتشبثت به، وأرادت أن تصل عظمة الماضى بيمن المستقبل!
وفجأة وجدنا أنفسنا فى رياض، نضر الله ثراها، وسقى من كرم النيل رباها، فأتى إليها الفجر فطواها بين أفراح الضياء الغامر! ألف مبروك علينا.. هذا الشعب العبقرى الذى قهر الزمانا!
نحن شعب حكم الدنيا وساد «أصبح سيداً» ونما والدهر فى المهد قديم!
وألف مبروك علينا من أحببنا وأحببناه، غير العالم، وسهل عليه أن يغير مصر!
ألف مبروك علينا جيشنا العظيم.. الذى تحمل من العقوق والنكران الكثير!.. أذكر طفلاً صغيراً.. ثلاث سنوات.. أجريت له جراحة أنقذت بها حياته، وبعد شفائه رآنى.. فقال لى: يا ابن الكلب!
هذا ما حدث مع جيشنا العظيم من حفنة غبية جاهلة لم تقرأ فى حياتها كتاباً.. مرتشية بأموال أمريكية قطرية تركية إخوانية.. حفنة من الصبية الرعاع يرددون كلمات كالببغاوات! ينطبق عليهم قول أمير الشعراء:
ملأوا الجو هتافاً بحياة قاتليه
فياله من ببغاء عقله فى أذنيه!
دعونا منهم.. فمصيرهم مثل مصير كل الجماعات الإرهابية!. أين الألوية الحمراء فى إيطاليا؟! أين الماينهوف فى ألمانيا؟ أين الكوللاس كلان فى أمريكا؟ كلهم ذهبوا لعالم العدم والنسيان!
بل أين التكفير والهجرة؟ الجهاد؟ فقاعات ظهرت واختفت ولا أحد يأخذ من التاريخ عبرة ودرساً!
حين أصبح إبراهام لنكولن رئيساً.
قال لزوجته: انتصرت اليوم على منافسى وعدوى!
قال: بل زرته فى منزله، فقتلت العداء الساكن فيه، وحولته إلى صديق!
أتمنى لو أن رئيسنا المحبوب المشير عبدالفتاح السيسى يزور الأستاذ حمدين صباحى.. خصوصاً أنه كان منافساً شريفاً، أعطى معنا للعالم صورة رائعة قال عنها الشاعر:
يتنازعون الفوز فيما بينهم وقلوبهم خلو من الأضغان. «الكراهية».
No comments:
Post a Comment