هى فتاة إنجليزية جميلة كانت تعمل معى ممرضة فى مستشفى أدنبروك ــ كمبردج، سألتنى يوما.. وكانت دائمة الأسئلة: إنى أتعجب كيف يعمل هذا المحلول الذى يشبه الماء ويسمى «البنج الموضعى» كيف يمنع حدوث الألم؟!
قلت لها: إن الخلايا المحيطة بالعصب إذا تعرضت لشىء مؤلم كشكة دبوس، أو خلع ضرس، يخرج البوتاسيوم من داخل الخلايا، ويدخل الصوديوم المحيط بها إلى داخلها، هنا تتولد شحنة كهربية تسمى Electric spike تسرى فى العصب إلى المخ الذى يحس بالألم! هذا المحلول السحرى المسمى بالبنج الموضعى، يؤدى إلى حالة عدم نفاذ أو عدم تبادل البوتاسيوم بالصوديوم، فلا تتولد الشحنة الكهربية، وبالتالى لا يحس الإنسان بالألم! قالت Nurse show وهذا هو اسمها: شكراً جزيلاً.. كم أنا سعيدة لأنى ممرضة وأنت طبيب... أنتم يا معشر الأطباء تعقدون حياتنا (أى تجعلونها معقدة)! مالى أنا بالصوديوم والبوتاسيوم والشحنات الكهربائية!!
وفى يوم قالت لى: مستر ميد Mead التأم جرحه بعد أن كان فاقداً لجزء كبير من الجلد، أنا أعرف أن الخلايا تتكاثر حتى تعوض النسيج المفقود، ولكن ما يدهشنى أن هذا التكاثر يتوقف بمجرد أن تلامس الخلايا بعضها بعضاً!!
قلت لها هذا هو ما نسميه Contact Inibition أو بلغة الإنشاء احترام الجار، وهذا عكس ما يحدث مع الخلية السرطانية.... تغزو جيرانها، وتتوغل فيما حولها.. بل وأحياناً ترسل خلاياً مثلها.. مجرمة.. عصابة.. للاعتداء على أوطان غيرها مثل المخ، الكبد، العظام، ولا تموت إلا بموت من احتضنها وكبرها.. وكأنها تحقق قول الشاعر:
علمته الرماية فلما اشتد ساعده رمانى!
وترجمت هذا البيت لها:
I Taught him how to shoot but he shot me!
قالت: إنها خلية وقحة، وما أشبهها ببعض الناس! ماذا تفعلون معها؟!
قلت: الاستئصال الجذرى لكل خلايا السرطان حتى ينجو الجسد! أو قتلها بالإشعاع أو الكيماوى!!
هناك فى علم النفس ما نطلق عليه تداعى المعانى، وقد استدعى إلى ذهنى ما أقرأه عن هذه (الخلايا السرطانية) التى خرجت لها ألسنة، تقول لنا: يعامل المسلم زوجته الكتابية كأنها مغتصبة! ولا يلقى عليها سلاماً، ولا يكن لها حباً، ويهرب كالجبان إن تعرضت لأذى! ويخرس لسانه حين يزور أوباما إسرائيل، ويعلن وقت د. مرسى كان رئيساً: القدس عاصمة أبدية لإسرائيل!! لم نسمع كلمة احتجاج واحدة من أكبر كبير لأصغر صغير!
ماتت الحناجر الزاعقة: ملايين ملايين على القدس رايحين!!
ماذا أقول غير ما قاله أحد الشعراء:
لا تصدق الفتية العابثين أسود الكلام نعام الوغى (الحرب).
كفاكم هدماً للوطن أيتها الخلايا السرطانية أيها المنافقون.. هل تطلبون من الزوج الأمريكى أو الإنجليزى المسلم أن يعامل زوجته الأمريكية أو الإنجليزية كمغتصبة؟! أم أن هذا فقط على الزوجة المصرية المسيحية؟! يا أسوأ من أساء للإسلام! فضحتمونا فى العالم كله! متى تفيقون؟!
No comments:
Post a Comment