المشرف التاريخى على مسلسل «الجماعة» يقول إن الإخوان هم من قاموا بالثورة وأن سبب حل جماعتهم هو مقاومتهم للإنجليز ويهاجم عبدالناصر لأنه اختلف مع ضابط إخوانى!
مؤرخ المسلسل يصف عبدالناصر بأنه كارثة عطلت مسيرة التقدم وأن الإنجليز أفضل منه ويعايره بأنه «ابن البوسطجى»!
يتهم عبدالناصر بأنه لم يظهر فى عصره مبدع واحد!
أنا وجيلى مدينون للكاتب الكبير وحيد حامد بأنه ساهم بكتاباته فى السينما والدراما التليفزيونية فى تشكيل وجداننا، ولا يستطيع شخص أن يزايد على «وحيد» فى فضحه للإخوان والتيار السلفى التكفيرى، ليست هذه مقدمة روتينية لتبرئة الذمة ولكنها إحساس عميق يسكننى تجاه هذا المبدع الكبير، لذلك كنت فى غاية الدهشة حينما عرفت أن المشرف التاريخى على مسلسل الجماعة هو د.حمادة حسنى، أستاذ التاريخ بكلية سياحة وفنادق قناة السويس. ومصدر العجب والدهشة مع احترامى للأستاذ حمادة ليست فى أن الكثيرين لا يعرفونه فمن الممكن أن يكون باحثاً همه الأول فى البحث والدراسة، ولا فى أن هناك كثيرين غيره من القامات الكبيرة التى من الممكن أن تعود بنا إلى زمن موضوعية وصرامة وعلمية الراحل د.يونان لبيب رزق الذى كان اسمه على التيترات علامة جودة للمسلسلات التاريخية، كان من الممكن أن يستعين المؤلف باسم آخر من تلك الأسماء المعروفة بموضوعيتها، لكنى افترضت أن وحيد حامد يجرب شباب التأريخ الجديد كما هو يجرب فى إخراج عمل كبير مثل الجماعة اسم شريف البندارى، لذلك ليس هذا مصدر دهشة أيضاً، لكن مصدر الدهشة الأساسى كان بعد البحث والتقصى أنه قد استعان بمؤرخ إخوانى الهوى يعتبر الإخوان فصيلاً وطنياً بل يعتبرهم الصناع الحقيقيين لثورة 52!، وهذا المؤرخ أيضاً يكره عبدالناصر كراهية التحريم ويعتبره شيطاناً رجيماً ويعتقد من يسمعه أو يقرأ له أن هناك ثأراً شخصياً بينه وبين ناصر، وبرغم أننى لست ناصرياً فإننى كنت أقرأ مقالاته عن عبدالناصر المغموسة فى حبر الكراهية المسمومة بعين النفور والتقزز من رداءة الأسلوب وغل التعبيرات، د.حمادة حر فى رأيه وله ما شاء من حرية ليعبر بها عن هذا الرأى فى أى منبر شاء، لكن عندما يتصدى للإشراف على مسلسل ضخم مثل مسلسل الجماعة يشكل وجدان وعقل أمة وسيعتبر مستقبلاً وثيقة ومرجعاً عن زمن الإخوان، خاصة أن كاتبه بقامة وحجم «وحيد»، هنا يكون السؤال كيف يستعين وحيد حامد بشخص غير موضوعى وغير محايد للإشراف والمراجعة التاريخية لمسلسل على هذه الدرجة من الأهمية والحساسية؟!، هل كليات الآداب على امتداد القطر المصرى وأقسام التاريخ فيها نضبت وجفت ولا يوجد إلا المؤرخ العلامة حمادة حسنى الذى تحيط به علامات استفهام كثيرة حول سبب تلك الكراهية الرهيبة لعبدالناصر التى فسرها لى بعض زملائه فى الجامعة والعهدة على الرواة بأن لها جذوراً شخصية عندما تم القبض على أفراد عائلته من الإخوان المسلمين فرضع منذ الطفولة حليب الغل والرغبة فى الثأر من هذا الزعيم بشكل هستيرى لا يتفق مع رؤية وموضوعية أستاذ تاريخ؟!، وإذا كان رد الأستاذ «وحيد» هو «أنا حر أستعين بمن أشاء»، فسيكون الرد حتماً ونحن أيضاً أحرار فى طرح هذا السؤال الشرعى: «حمادة ليه؟، اشمعنى حمادة دون كل المحمدات أساتذة التاريخ؟!»، لن أقول حمادة الإخوانى بل سأقول «إخوانى الهوى»! وحتى لا أشخصن الأمور بالرغم من أننى لم ألتقِ بالأستاذ حمادة، وحتى لا أرجع الأمر لجذور نفسية، ولمزيد من الموضوعية ولأن المشاهد والقارئ جزء أصيل ومشارك فعلى وطرف ثالث فى تلك القضية، سأحاول قراءة د.حمادة من خلال كتاباته ولقاءاته فيما يختص بموضوع المسلسل، عن الإخوان وعن عبدالناصر، كيف أطمئن إلى موضوعية من كتب هذا الكلام تجاه ناصر فى 16 سبتمبر 2008، على الرابط التالى:
No comments:
Post a Comment