Translate

Thursday, November 14, 2013

طارق حجي لـ"السياسة": السيسي أنقذ مصر من مصيدة "الإخوان" 15/11/2013 بجريدة السياسة الكويتية

 
المفكر الليبرالي ذو الأصول الماركسية يمتلك معلومات عن "صفقة حماس - إسرائيل" بقيادة العراب الأميركي ورعاية المرشد

عمر سليمان نقل لي عن لسان وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة احتلت العراق للقضاء على الجيش الذي يهدد إسرائيل
 
قلت لبوتين: إن الحل الوحيد للأزمة السورية يكمن بالإسراع بإجراء انتخابات رئاسية من دون الأسد فرد قائلاً: إن الأسد مصر!
 
الأقباط يتعرضون منذ فترة طويلة للكثير من المشكلات والملاحقة والضغوط ولا اعتقد
ان الحكومة لديها سياسة للتصدي للمناخ المعادي للأقباط
 
 
القاهرة - رضا غنيم:
 
قال عنه أنيس منصور: "طارق حجي يصدر كتبا كما تجيء تختفي من دون أن يقرأها الكثيرون, والعيب فينا, والشرف له". هو مجموعة من الشخصيات في رجل واحد, خبير بترولي دولي كان يرأس واحدة من كبريات الشركات النفطية العالمية, وفي مواقع أخرى تراه محاضرا في مراكز بحوث الشرق الأوسط الأميركية, وفي مجال آخر تراه مفكرا سياسيا. طارق حجي الماركسي الذي دفعته هزيمة يونيو 1967 للانضمام إلى صفوف الليبراليين, التقته "السياسة" وحاورته في كثير من القضايا. تحدث عن حكم "الإخوان" وثورة 30 يونيو, وحلل المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية, وكيفية إدارة الصراع العربي - الاسرائيلي, ولم يفته تناول  الازمة السورية, في ما يلي وقائع الحوار: 
 
 
 
  كيف تقرأ الوضع الحالي في مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو?
  لا يمكن الحديث عن الوضع الحالي إلا بعد العودة لعهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, فالحالة الراهنة في مصر الأن هي نتيجة وثمرة لثلاثين عاما من حكم الرئيس مبارك, خصوصاً ال¯10 سنوات الأخيرة وما شهدته من تزاوج الحلف المقدس السلطة والمال, ومشروع توريث الحكم لنجله جمال, أدى كل ذلك الى انتفاضة الشعب في 25 يناير 2011, وربما لو نفذ مبارك ما قدمه له مسؤول كبير في جهاز امن الدولة لما اندلعت ثورة يناير, ثم جاءت جماعة "الإخوان المسلمين" بدعم الولايات المتحدة الأميركية واستولت على قطار الثورة وحاولت السيطرة على مؤسسات الدولة المصرية, وإقصاء المعارضة المدنية عن المشاركة في الحكم, وأخونة الأجهزة الأمنية, إلا أن الشعب انتفض مرة أخرى لتصحيح مسار الثورة في 30 يونيو.
 
ثورة أم انقلاب?
 
  هنا أتوقف, هل 30 يونيو ثورة شعبية أم انقلاب عسكري كما تروج جماعة "الإخوان"?
   30 يونيو ثورة شعبية مرت بثلاث حلقات, الاولى جمع توقيعات من المصريين من قبل حملة "تمرد" لإسقاط حكم الرئيس محمد مرسي, الثانية, ترجمة هذه التوقيعات من خلال تظاهر ملايين من المصريين في 30 يونيو, بينما كان الجيش في الحلقة الأخيرة من خلال تدخله السريع والإنحياز للشعب قبل اندلاع حرب أهلية بين أنصار "الإخوان" وحلفائهم من الجماعات الاسلامية والشعب المصري بكل طوائفه.
  ولكن يقال أن الجيش ساهم في تجميع توقيعات "تمرد"?
   ليس لدي معلومات أو دلائل تؤكد ذلك, ولو افترضنا أن ذلك صحيح, لا نستطيع ان ندعي أن 30 يونيو "انقلاب", لأن الشعب هو صانع الحدث, نزل بالملايين للشوارع. يجب ألا نركز على المسميات كثيرا, لأن العبرة ليست بوصف  ما حدث ولكن ماذا حدث? دعنا ننتظر النتائج.
 
بداية الصفقة
 
  ذكرت أن "الإخوان" صعدت للحكم بدعم أميركا, متى بدأت الاتصالات بينهما?
  لدي معلومات مؤكدة تشير الى أن الولايات المتحدة الأميركية بعد احداث سبتمبر 2001, كانت حائرة ما اذا كانت ستواجه الاسلاميين أم تحتويهم, وفي عام 2003 استقرت الاستخبارات الأميركية على ضرورة احتواء الاسلاميين, وبدأت واشنطن في الاتصال ب¯"الإخوان" عن طريق السياسي المصري سعد الدين ابراهيم, وهو نفسه اعترف بذلك أكثر من مرة, وكان الإتفاق بينهم أن أميركا ستدعم "الإخوان" مقابل أن تسيطر الجماعة على حركة "حماس" الفلسطينية, وإيقاف "العمليات الارهابية " في الدول الغربية.
  هل كانت جماعة "الإخوان" وراء العمليات الارهابية في الغرب?
  "الإخوان" هي الشجرة, وتتفرع منها جماعات أخرى مثل تنظيم "القاعدة" والسلفية الجهادية, فالجماعات الاسلامية مؤمنة بفكر واحد وهو نظرية أبي الاعلى المودودي عن "الحاكمية", التي قدمها للاسلاميين في المجتمعات العربية سيد قطب, الجميع يشتركون في هذه النظرية, والخلافات بينهم هامشية وليست ستراتيجية.
 
صعود سريع وسقوط مدو
 
  هل كنت تتوقع صعود جماعة "الإخوان" للحكم ثم سقوطها بهذه السرعة?
  قبل ثورة يناير كانت مصر تعيش في عصر الجهل والفساد والاستبداد والبدائية الفكرية, وفي ظل تلك الاوضاع نمت الحركات الاسلامية التي هي (في حالة تضاد مع العلم والحداثة والديمقراطية), وبالتالي كانت مهيأة للوصول للحكم وحصد أصوات كثيرة في ظل عدم امتلاك المواطن المصري ظروفاً حياتية كريمة, أو تلقيه تعليما جيدا قائم على تفعيل العقل, او العيش في مناخ اجتماعي يتسم بالوضوح والعدل. كما أن الرئيس المخلوع مبارك أضعف القوى المدنية البديلة, وبالتالي لم يبق إلا جماعة "الإخوان" التي كانت تعمل تحت الأرض. بينما كان سقوط الجماعة بعد عام واحد فقط امرا مفاجئا, وكنت مؤمنًا أنهم سيبقون عشرات السنين ليس لكفاءتهم, ولكن لضراوة تمسكهم بالحكم, وكنا نعتقد أنهم يريدون الحكم من أجل تطبيق الشريعة, لكن اكتشفنا أنهم يريدون الحكم من أجل الهيمنة والثروة.
  وماذا عن علاقة "الإخوان" باسرائيل في ظل عهد الرئيس المعزول محمد مرسي?
  صعود "الإخوان" للحكم كان أكبر مكسب لاسرائيل, لأن دعم أميركا للإخوان كان مشروطا بالسيطرة على "حماس", وبالفعل نجحت الجماعة في إثبات ولائها للإدارة الأميركية قبل مرور 6 أشهر على صعودها للسطة, عندما كانت راعية للهدنة بين "حماس" واسرائيل, ولدي معلومات تشير إلى أن الهدنة طويلة المدى بين "حماس" واسرائيل كانت تتضمن التزام "حماس" بعدم توجيه أي ضربات لاسرائيل وعدم تعطيل المصالح الاقتصادية الاسرائيلية, والمفاجأة أن محمد مرسي لم يكن راعيا لهذه الهدنة, بل محمد بديع المرشد العام للإخوان. اما عن وجود اتصالات بين "الإخوان" واسرائيل فليس لدي معلومات في هذا الشأن, ولكن اعتقد ان أميركا كانت هي الوسيط بين الطرفين.
  هل تتوقع عودة "الإخوان" الى السلطة في السنوات القريبة?
  نسبة عودة "الإخوان" للسطة قد تكون منعدمه, فالشعب اكتشف أن الجماعة لا تستطع تلبية احتياجاته وكل ما يهمها فقط هو سيطرتها على الدولة.
  هل تعتقد أن الحل الأمني وحده كفيل بالقضاء على "الإخوان"?
  الحل الامني لابد أن يصاحبة تعامل ثقافي وتربوي وتعليمي, فجماعة "الإخوان" تعرضت لأقصى درجات القهر في عهد الملك فاروق والرئيس الراحل جمال عبدالناصر ثم الرئيس السادات ثم الرئيس المخلوع مبارك, ورغم ذلك صعدت للحكم, لابد من إصلاح الخطاب الديني عن طريق المساجد والفضائيات, بالإضافة إلى التعامل الثقافي والتربوي, ولكن الحل الامني هو وسيلة للتحجيم فقط, وتصلح مع القيادات, بينما اتباع "الإخوان" اصلاحهم يكون عن طريق الرسالة الثقافية.
  كيف ترى الدعوة الآن للمصالحة مع "الإخوان"?
  لا بأس بالمصالحة, لكن بعد وضع القواعد, أي وضع دستور لدولة مدنية والقواعد التي ستمارس على أساسها اللعبة السياسية, ومن يوافق فأهلا به ومن يرفض فليذهب للجحيم.
 
السيسي للرئاسة
 
  ما رأيك في الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة?
  أعتقد أن الفريق السيسي سيوضع على قدم المساواة مع محمد على وجمال عبد الناصر اللذين وضعا مصر على طريق الدول الحديثة, فهو أنقذ المصريين من مصيدة "الإخوان", ومنع مصر من الدخول في عهد الظلام والرجعية.
  هل تؤيد ترشحه لرئاسة الجمهورية?
  السيسي يمتلك مواصفات تجعل الشعب المصري ينجذب له, كما أنه الوحيد الذي يمتلك مؤسسة كبيرة تدعمه, بالإضافة إلى أنه واحد من العسكريين القلائل المثقفيين, فأنا ذهٌلت عندما سمعته في أحد خطاباته يقول إن "الإخوان" لا يؤمنون بفكرة الدولة الحديثة, فهذا الكلام لا يخرج إلا من رجل مثقف ومطلع على فكر الجماعات الاسلامية. ودعني أقول ان السيسي هو الوحيد القادر على تحويل مصر من موجات البحر المتلاطمة إلى بحر هادئ وامن ومستقر.
  ألا يكون توليه السلطة عودة للحكم العسكري كما يردد كثير من المثقفيين?
  رغم العمق الثقافي للفرنسيين إلا أن فرنسا اختارت العسكري شارل ديغول للحكم, لأنه كان قادرا على إدارتها بعد سقوط الجمهورية الرابعة, وفي مصر الظروف مشابهة لما حدث في فرنسا, مصر الآن في حالة من عدم التوازن بعد خروجها من تحت سيطرة عصابة كبيرة مثل "الإخوان". اما ما يقال عن عسكرة الدولة وتولي العسكريين المناصب الإدارية فهذا ليس خطأ السيسي, بل هذا الوضع موجود في مصر من عام 1952, وتغييره ليس مسؤولية السيسي وحده بل مسؤولية الجميع, مصر تواجة أزمة كبيرة وهي لا تمتلك كفاءات مدنية تستطيع إدارة مؤسسات الدولة. 
  كيف قرأت استقالة الدكتور محمد البرادعي من منصب نائب رئيس الجمهورية خصوصاً انك قريب منه?
  أنا من أشد المعجبين بالبرادعي, ووصفته عند ترشحه في الانتخابات الرئاسية الماضية قبل الإنسحاب منها بأنه يسبق منافسية بسنوات ضوئية, لأنه كان يجمع بين الإدارة والسياسة, ولكني غيرت رأيي فيه بعد استقالته لأنه تنصل من المسؤولية, كما ان موقفه متناقض, فهو استقال بحجة سقوط ضحايا من "الإخوان" في فض اعتصام رابعة العدوية, ولكن لماذا لم يستقل عندما كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية, ألم يكن سقوط ضحايا من الشعب العراقي يستدعي استقالته? انا لم أتغير من ناحية البرادعي فهو الذي تغير.
 
الدولة والدستور الجديد
 
  كيف تريد شكل الدولة في الدستور الجديد?
  أريد أن تكون مصر دولة مدنية حديثه:, لأننا لا نرى النهضة والتقدم إلا عندما يكون الحكم بالعلم والإرداة, والدين يكون فقط مصدراً للاشباع الخلقي, لأن تزواج الاثنين يضع البلاد على ما نحن فيه الأن, كما يجب أن نحذف المادة التي تنص على أن الاسلام دين الدولة, فيمكن القول أن الاسلام دين غالبية الشعب, لأن مادة "الاسلام دين الدولة" غير قانونية, فالدولة شخص اعتباري. 
  هل ترى أن الاحزاب السياسية المدنية قادرة على الصعود للحكم?
  الأحزاب السياسية الليبرالية ليس لها أي وجود في الشارع المصري, ولابد من اندماجها في تيار واحد حتى تستطع مواجهة قوة "الإخوان" والتيارات الاسلامية الاخرى. اما التيار اليساري فهو في حاجة لمراجعة شديدة ويمكن القول بأن اليسار قد مات ولا وجود له في الشارع بين المصريين, بالإضافة إلى ضرورة اندماج احزاب اليسار في تيار واحد مثل الأحزاب الليبرالية وبالتالي فيكون لمصر تياران مدنيان كبيران في مواجهة التيارات الاسلامية. الجانب الاسوأ في الاحزاب المدنية أنها لا تمتلك أية حلول أو تصورات مستقبلية بقدر النقد الذي توجهه للتيار الاسلامي, أحزاب مصر تعيش في الماضي ليس لديها رؤية للمستقبل, كما أنها لا تمتلك مرشحاً قوياً ومؤهلاً للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
   وماذا عن مستقبل الأحزاب الدينية في مصر?
  أنا من أشد أنصار السماح للأحزاب أن تستقي القيم من الدين, مثل الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا, ولكن يجب ألا تكون برامجها السياسية دينية, لأننا في النهاية لن نكون في يد الدين وإنما في يد من يتحدث ويتاجر باسم الدين, فيجب أن يقنن ذلك. ولذلك أقول ان وجود أحزاب سياسية على أُسس دينية هو أمر غير منطقي, حيث أن المباديء التي يقال أنها "مذهب الإسلام في شؤون الحكم" لا تعكس إلا فهم بشر مثلنا قد يخطئون وقد يصيبون, والأمر كله عمل بشري. وخلاصة القول أن الإسلام لم يضع نظاماً شاملاً كاملاً لقواعد ونظم الحكم تصلح لأن تكون بديلاً عن القواعد الدستورية التفصيلية المعاصرة, وذلك لأن هذه ليست مهمة الاسلام او غايته.
 
مصير الأقباط
 
  باعتبارك مراقباً للشأن القبطي ودارساً للمسيحية وتاريخها في مصر ولوضعية الأقباط في المجتمع المصري, كيف ترى وضع الاقباط الأن?
  الأقباط يتعرضون منذ فترة طويلة للكثيرِ من المشكلات والمعضلات والأجواء الخانقة والملاحقة في كثيرٍ من المواقف. أعتقد أن الحكومة ليست صاحبة سياسة محددة المعالم ضد الأقباط, وليس لديها سياسة للتصدي لمناخ العداء للأقباط والمُتفشي في قطاعات واسعة من المجتمع. سعد زغلول استطاع احتواء الأقباط ودمجهم داخل النسيج الوطني في المجتمع, بينما العنف ضد الأقباط واضطهادهم بدأ منذ تصاعد المد الديني على مراحلٍ في سنوات 1948 و1967 و1972 مع ما صاحب تلك المحطات من انهيارٍ لمؤسسة الإسلام المصري المعتدل وظهور الاسلام  المتوحش. 
  ما أبرز المشكلات التي يتعرض لها الأقباط بخلاف حوادث العنف التي يتعرضون لها من قبل البعض?
  يعاني الأقباطُ من شيوعِ مناخٍ عامٍ متعصب وغير متسم بالمودة تجاههم, ويعانون من تحديات إضافية في مراحلِ التعليم والتوظيف والترفيه لمجرد أنهم أقباطٌ, كما انهم لا يشغلون مناصباً عامة مهمة كمنصب المحافظ ونائب المحافظ ورئيس الجامعة وعميد الكلية ومعظم مناصب الصف الثاني في وزاراتِ الخارجيةِ والدفاعِ والداخليةِ وغيرها, بالإضافة إلى أن الأقباط يشعرون أنه من غيرِ المنطقي أن تكون نسبتهم في المجتمع قرابة سدس السكان بينما عدد النواب الأقباط في مجلس الشعب أقل من 1 في المئة. ولا يحتاج الإنسان لكثير ذكاء ليتيقن أن ذلك لا يمكن أن يكون حادثاً بالصدفة وإنما بفعل عواملٍ لا يمكن إلاِ أن تكون رديئة وغير منطقية وظالمة وغير إنسانية ومخالفة لأبسط معاني المواطنة.
 
العلاقات مع أميركا
 
  كيف ترى العلاقات المصرية الأميركية بعد ثورة 30 يونيو?
  مصر تمر بعلاقات سيئة ومتردية مع الولايات المتحدة الأميركية لم تشهدها من قبل على مدى العصور الماضية, وأميركا على علم تام بحقيقة تنظيم "الإخوان" وتبعيته للمنظمات الارهابية, ولكنها تهدف من وراء مساندته الى تحقيق بعض مصالحها الخاصة, ولابد من تعديل السياسات الحالية وقراءة المشهد السياسي وعلاقات مصر بالدول الكبرى بصورة أكثر عمقا, خصوصاً وان الولايات المتحدة تعلم جيدا حجم مصالحها وعلاقاتها بمصر.
  كيف تقيم المجتمعات العربية بعد ماراثون الربيع العربي?
  المجتمعات العربية في مازق كبير وهذا المازق شغلني في معظم كتبي وظننت في مرحلة ما أنه مأزق سياسي, وفي مرحلة اخرى اجتماعي واقتصادي, ولكنني الأن أقرب إلى الإيمان بانه مأزق ثقافي تعليمي وهو ماجعل المجتمعات العربية من دون مبالغة خارج العصر.
  ما أبرز ملامح هذا المأزق?
  انعدام الديمقراطية من جهة, وسوء برامج التعليم يؤدي بنا إلى ذلك, لدينا نظم لا تسمح للمواطنين بالمشاركة, ونظام تعليمي يفرز بشرا خارج منظومة العصر تماما.
 
التعليم أساس الإصلاح
 
  كيف نصلح مجتمعاتنا العربية?
  إصلاح التعليم بوجه عام, وإصلاح التعليم الديني بنفس الدرجة من الأهمية وهما حجر الأساس الذي من دونهما لن تستطيع مجتمعاتنا إنجاز مشروع التقدم والنهضة.
  ذكرت في أحد مؤلفاتك أن المجتمعات العربية لديها مشكلة مع قبول النقد, وأن المجتمعات الغربية تعتمد على ذلك في التطور, ما دليلك?
  أقول يقينا كما يقول الفيلسوف الألماني كانط: العقل أهم اداة بناء ابتكرها العقل الإنساني, والعقل النقدي هو الذي بني الحضارة الغربية, والان يبني الروافد الجديدة مثل الحضارات المتقدمة في آسيا, ونحن أكثر شعوب العالم حساسية تجاه النقد وقلة ممارستة.
  كيف ترى الصراع العربي الاسرائيلي خصوصاً وأنت ممن يدعون للحوار وتأجيل خيار المقاومة المسلحة?
  في البداية يجب أن نعلم أن اسرائيل متزوجة من القوة العظمى في العالم وهي أميركا, ويجب أن نعلم أن أميركا احتلت العراق للقضاء على الجيش العراقي لشعورها بأنه خطر على اسرائيل وهو ما قاله لي رئيس المخابرات المصرية الأسبق عمر سليمان وفق ما سمعه من وزير الدفاع الأميركي أنذاك, ولذلك أنا لست مع خيار المقاومة, لقد جربناه فماذا فعلنا? المقاومة المسلحة العسكرية كانت نتيجتها دمارا, لا نستطيع أن نواجه إسرائيل بقوة السلاح, إسرائيل مهيأة لأن تنتصر على العرب, لذلك من غير الممكن أن نلجأ لخيار الحرب وننجح, وفي اعتقادي أن الجانبَ العربي بصرفِ النظرِ عن أخطاءِ وخطايا وفظائع الكثير من الممارسات الإسرائيلية في حاجة ماسة لمراجعة الحسابات واكتشافِ أن مسايرة الانفعال ومخاصمة التعقلِ قد أديا لسلسلة فادحة من الخسائر والفرص الضائعة. 
  كيف ترى الحل إذن?
  إسرائيل كيان كبر بأخطاء العرب الذين اهتموا فقط بإزالة إسرائيل من دون أن يهتموا بإصلاح أنفسهم. لابد أن ننقل خيار الصراع معها إلى أشكال أخرى في التعليم والثقافة وكل المجالات. كان العقل يحتم قبول قرار التقسيم في العام 1947, وكان العقل يحتم عدمِ شن حرب 1948. إن خلقَ الأجواء التي أدت لحربِ 1967 كان عملاً من أعمالِ البعد المطلق عن التعقل. 
  لكن هل تعتقد ان اسرائيل تريد بالفعل سلاماً حقيقياً?
  اسرائيل لا تريد سلاما حقيقيا وإنما تريد هدنة طويلة المدى لا يعتدي فيها أحد عليها, ففي إسرائيل يمين لا يريد أن يسمع كلمة عن أي تسوية بين إسرائيل وجيرانها. ولابد ان ندرك أن العرب بخلق عدائهم المستمر مع اسرائيل منع حدوث فتنة كبيرة داخل المجتمع اليهودي فهناك صراع كبير بين اليهود المتطرفين واليهود العلمانيين ولكن تم تأجيل الصراع لحين الإنتهاء من الصراع مع العرب.
  وماذا عن الازمة السورية?
  سورية انهارت وتحتاج لسنوات لإعادة بنائها, وأرى ان الحل الوحيد للأزمة السورية كما عرضت على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أحد زيارتي له هو الاسراع في إجراء انتخابات رئاسية من دون ترشح الرئيس بشار الأسد, لان بوتين هو الوحيد القادر على الضغط على بشار الأسد, وكان رده أن الاسد يصر على دخول الانتخابات. الوضع معقد الأن السعودية تحارب من اجل اسقاط الاسد وايران وحزب الله يدافعون عنه بكل شراسة والخاسر الوحيد الشعب السوري, ولا أعلم حقيقة ما سر هذا الموقف المتشدد للسعودية, واعتقد انها لو حضرت مؤتمر "جنيف 2" سيتم حل الازمة في اسرع وقت.

No comments:

Post a Comment