فى سنة ١٩٣٩ اندلعت الحرب العالمية الثانية، رفضت مصر أن تعلن الحرب ضد ألمانيا إلا بعد أن تأكدت من انتصار الحلفاء على المحور، وكان ذلك الإعلان عام ١٩٤٥، أى قبل استسلام ألمانيا بشهرين!!
وتعجب الناس من ذلك، ولكنهم اكتشفوا أن مصر كان يحكمها سياسيون دُهاة «جمع داهية»، رفضوا إعلان الحرب أولاً حتى لا يعرِّضوا مصر لخراب الحروب، ثم أعلنوها فى النهاية، حتى يكون لمصر نصيب فى التعويضات كدولة من دول الحلفاء!! لذا لا نعجب أن إنجلترا خرجت من مصر مدينة لها بعشر ميزانيات للأمام، بالرغم من أنها كانت دولة محتلة لمصر! ....... قارن بين حال حكام مصر قبل ١٩٥٢ وبعد ذلك!
أين رجال اقتصاد مصر؟ صلاح جودة على سبيل المثال! قال أحد الشعراء:
سجدنا للقرود رجاء دنيا... حوتها دوننا أيدى القرود
فلم ترجع أناملنا بشىءٍ... رجوناه سوى ذل السجود!!
فى مؤتمر بالنمسا «فيينا» شاهدت فى أحد الميادين الكبرى مجموعة من المهندسين ومعهم أجهزة، فسألت واحداً منهم: ماذا تفعلون؟!
قال: نوسِّع الطريق! قلت: الطريق دائماً أراه شبه خال من السيارات! قال: عفواً.. نسيت أن أذكر لك أن عدد السيارات سيتضاعف بعد عشرين عاماً، فنحن نوسِّع الطريق الآن استعداداً لذلك!! قارن هذا بمزلقانات السكك الحديدية، وعبّارات الموت، ووزراء التخطيط!!
اللغة بالتركيب وليست بالمفردات، فنحن نتحدث العربية بالرغم من وجود مفردات أجنبية بالآلاف، فأنت تقول كمبيوتر، كالكيولاتور، سوف أعطيك رنج، أو أرسل لك ميساج، أو تقول: روبابيكيا، أى الملابس القديمة، أو كوسة، وهى من كيوس أى فوضى، أو تقول: كلوا بامية! وهى كلمات فرنسية
Que Le Premier أى من هو الأول!! وفلان له شنة ورنة، وهى كلمات مصرية قديمة من: شن رن أى الخرطوش الذى يُكتب فيه أسماء الملوك! جدير بالذكر أن بيومى قنديل فى كتابه «حاضر الثقافة فى مصر» يرى أن العامية المصرية هى لغة مصرية حديثة ذلك لأن التركيب هو نفس تركيب المصرية القديمة، هذا بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الكلمات المصرية القديمة، التى جمع منها أحمد كمال باشا ثلاثة عشر ألف كلمة نقولها دون أن نعرف أنها لغتنا منذ آلاف السنين.
اعترف الفاتيكان مجدداً منذ شهر تقريباً بأن كل ما جاء به داروين صحيح إلا أن الروح من عند الله، جدير بالذكر أن داروين لم يتعرض للروح من قريب أو بعيد.
دعتنى الكنيسة الكاثوليكية عدة مرات لإلقاء محاضرات.. منها: ١- الهندسة الوراثية. ٢- زراعة الأعضاء. ٣- نظرية داروين. ٤- فجر الضمير لجيمس هنرى برستد. وأذكر أن أحد الحضور سأل قداسة البابا أنطونيوس عن قصة يوسف، وكيف أن برستد يراها مستقاة من قصة الأخوين المصرية، ويقول فى صفحة ٣٨٣ «لقد سمع بهذه القصة الأخلاقية المصرية.. هذا الكاتب العبرانى الموهوب الذى ألف قصة يوسف»! فكان رد البابا: علينا أن نأخذ بجوهر القصة سواء كانت عبرانية أو مصرية قبلها بآلاف السنين! عظمة يا قداسة البابا!!
الإنسان ابن جيناته، وزمانه، ومكانه.. تُرى لو كان والد هتلر حنوناً عليه، وليس كما قال هتلر عنه: الشياطين نوعان، النوع الأول منهم أبى، والنوع الثانى أبى أيضاً! - ماذا كان سيحدث؟. كان الوالد إرهابياً مع ابنه، فجاء الابن سفاحاً للبشرية!
ترى عبدالناصر لو لم يكن مصاباً بالسكرى البرونزى الذى يؤدى إلى الإحساس بالعظمة، ويسمى كورساكوف سندروم، هل كانت البلاد وقعت فى كارثة ١٩٦٧؟! ترى لو أن هؤلاء الذين يقتلون تعلموا الحب بدلاً من الكراهية.. هل كنا نعانى ما نعانيه الآن؟!
هناك حكمة مأثورة للفرنسيين تقول:
Ce tous Comprendre, Ce tous pardoner
أى من عرف كل شىء غفر كل شىء.. فى كتاب «شكل المستقبل» لآرثر كلارك يرى أن خريطة الجينات لأى خارج على القانون ضرورية حتى يعرف القاضى إذا كان قهراً أم حرية اختيار، فإن كان قهراً «جينات مثلاً» فيعالج، أما إذا كان سليماً فيعاقب.
قال أحد الحكماء:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ... فكلك عورات وللناس ألسن
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى... وفارق ولكن بالتى هى أحسن.
No comments:
Post a Comment