■ سعادتك بقى الدولة اللى بتستضيفه بتهنأ بأعداد غفيرة من الزائرين والمستثمرين.. ملايين وشرفك.. والفنادق تبقى على تُمة عينها والأسواق زحمة موت والمطاعم الله ينور.. ووارد جدا يخشوا السيما.. آه والله.. ولو البلد فيها شواطئ ولا حاجة ممكن يحودوا ياخدولهم غطس أو يصطادوا سمك.. ولو فيه عامودين أثريين على جنب أو حتة راس تمثال مرمية كده ولا بتاع ما يمنعش أبدا يروحوا يزوروا ويتصوروا للذكرى.. ويرجعوا فرحانين قوى بلحسة الآثار اللى شافوها.. وكل صناعة فى البلد المضيفة قايمة على معروضات المعرض تتسابق فى تحديث وعرض بضاعتها زى مثلا مثلا يعنى السيما برضه.. (ما هى كل ليلى بتغنى موالها لا مؤاخذة).. ده مثلا يعنى فى البلاد اللى فيها سيما هناك دى.. مالناش احنا دعوة بالكلام ده.. والبلد تلف فيها الفلوس ياما.. رُزم رُزم على قد ما مخك ينهض كده ويستوعب وعينيك تعرف تبحلق.. ويحصل بقى تحولات اقتصادية واجتماعية واسمها إيه دى البتاعة الثقافية دى..
■ تلاقى مثلا بلد زى شنغهاى سنة ٢٠١٠ اتحولت من مدينة صناعية ثقيلة إلى مدينة بتشغى من النهضة التجارية (مع إن الصين مش ناقصة اللهم لا حسد يعنى.. قال يا قاعدين عالحيطة.. وبتسمعوا الزيطة.. جتكوا نيلة م الحيطة للحيطة) واطلقوا ساعتها شعار «نحو مدينة أفضل.. حياة أفضل».. بيقولك يا سيدى الصلاة عالنبى يعنى ساعتها اشترك بتاع تلاتة وسبعين مليون شخص.. يعنى قد تعدادنا من كام شهر كده.. كل دول راحوا ورجعوا وأكلوا وشربوا وناموا واتحركوا وتاجروا وتعاونوا واتعرفوا على بعض وعملوا شغل وكسبوا.. وتصدروا قوائم العالم فى تحديث صناعاتهم وتكنولوجيتهم وكده يعنى.. هيييييييييييح.. ياللا الحمد لله على كل شىء.. حد يضرب بليلة معايا؟؟.. القصد..
■ قالك بقى وسنة ٢٠١٥ البلد اللى حاتستضيف المعرض هى ميلانو.. حلوة ميلانو برضه.. فيها شوية منتجات وأسواق ومصانع ملابس وسنتر للشوبينج دولى.. وبياكلوا مكرونة سباجيتى بالمعلقة والشوكة ويغمسوا الصلصة بالعيش الفينو ويشربوا نبيت وساعات يضربوا بيتزا بالسدق زيينا وكده.. على فكرة ناس شبهنا فى حاجات كتير بصفتنا شعوب البحر الأبيض المتوسط.. برضه صوتهم عالى وبيشوحوا بإيديهم ويردحوا وعاطشفيين وتُخان وتضاريس ستاتهم مبقللة من كل اتجاه وليهم عادات وتقاليد مش بعيدة عننا خالص.. بس الفرق الوحيد إن الماشطة بتزورهم كتير لكن احنا ولا بتهوب ناحية اللى خلفونا.. إكمننا.... ولا بلاش.. وحيبقى الشعار سنتها «تغذية الكوكب.. طاقة الحياة»..
■ نوصل بقى لأختنا دبى سعادة.. الشقيقة الصغرى البارة بأختها الكبيرة اللى حكم عليها الزمن إذ فجأة وعلى حين غرة بالهرية والنكتة والقهرة على عيالها من بعد ما فاتت الفرة فيهم ونابهم ما نابهم من أعراض الفساكونيا المعدية ووباء الهطالة الموسمية.. اللهم اجعله ظرفا مؤقتا وإلى زوال.. اللهم آمين..
■ أختنا دولة الإمارات «دبى» بقى كسبت الاستضافة تحت شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل» ونتشتها من بُق إزمير بتركيا وساوباولو البرازيل وإيكاتنبرج بروسيا.. وكان الخبر المفرح إنها قهرت قلب تركيا بالرغم من إن قطر صوتت مع تركيا.. مش بقولك فساكونيا وهطالة.. وحاتبقى أول مرة يستضاف المعرض فى الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.. يعنى سبق سبق مفيش كلام.. وقالك من المتوقع إن عدد الزوار قد يتخطى حاجز السبعين مليون شخص.. فحبيبتنا دبى بقى.. حاتستعد من الآن بكل طاقتها لاستقبال هذا المعرض العالمى.. وحاتحشد الجهود وتضع الخطط وترصد الأموال.. وحايكون سكان دبى كلهم ماشيين على خارطة طريق واحدة بالأمر الصادر من راس واحدة وسلطة واحدة وتوجه واحد وسياسة واحدة عارفة هى رايحة فين ومكاسبها إيه..
■ طبعا طبعا طبعا شعب دبى مش حاينقسم إلى سبعمية اتنين وتمانين مليار فصيل عشان كل فصيل يفسق مخه لاختراع شعار مخالف لشعار البلد وخلاص بدعوى أنا وتنى مستكل.. أنا بفكر وانتوا لأ.. أنا أنبه اخواتى وانتوا تريللات.. محدش حايتزعرر ويهز شوشته ويدلدق دلوه بالفتى والهرى والاستخراعات اللى لا تودى ولا تجيب.. ومحدش حايفرد صدره ويقول انا الأحق بالتصدى للمرحلة ولو جبتونى حاعمل واسوى.. ولو جابوه حايتفقع زى فقيعة الصابونة أول ما يتنفخ فى وشه.. أو زى بلالين الحاجة الساقعة اللى بتزغزغ وش نانسى عجرم فى الإعلان..
■ ومحدش حايضرب دقن وينادى بالفضيلة ويحط شروط للسواح إنهم يلبسوا اللباس الشرعى فى البلاج أو الولية تتكيس بكيس مخدة وهى ماشية فى الشارع.. يا إما كده يا إما مايجوش وعن البلد ما استفادت أو نجحت فى التحدى العالمى ده.. وعن الناس ما أكلت عيش ولا الاقتصاد قام على حيله ولا أى نيلة.. وأكيد محدش حايجرؤ يقطع طريق لأنه حايكون واثق إن رجليه حاتشرف جنبه عالمرتبة مقطوعة وملفوفة زى عرق البسطرمة أبو شاش قبل ما يفكر حتى.. وبالتأكيد محدش حيصبع بأى صوابع إلا علشان يشاور هاى وباى ودمتم.. وأكاد أجزم إن مفيش مطابع أميرية أو سرية حاتطبع يفط عليها أى شعارات غير الترحيب بالزوار بجميع اللغات.. ومحدش حايزروط الحيطان بكتابات بخط مفركش «إكسبو كاتل.. إكسبو خاين.. يسكت يسكت حكم الإكسبو»..
■ الشرطة حاتكون متفرغة لحفظ النظام وتسهيل المرور مع الرقابة الأشد من شديدة على أى أهطل دماغه تلف ويفكر.. شوف يفكر بس فى إنه يكدر الأمن أو ينعكش فى مظهر البلد أو يضايق الضيوف.. حايشوف ليالى أسود من حواجب خيرت الشاطر.. مش حايكون من مهامها تحاصر اعتصامات وتطفى حرايق أقسام وتمنع رمى مولوتوف وتشيل ظباط وعساكر متفجرين وتنظم جنازات عسكرية..
■ وستتفرغ جميع الأجهزة الإعلامية لتوجيه الناس والترحيب بهم واستعراض مناطق ومراكز الإبداع فى البلد حتى لو كانت الصناعة الوحيدة عندهم هى صناعة شباك الصيد.. مفيش نوشتاء حايصهللوا فى ندوات ولا يعملوا مداخلات نارية تنزل على يوتيوب بعناوين زى «الحق الفضيحة.. خبر كارثى.. عاجل فلان يبطح علان عالهوا ويعمله حفرة ف قشرة نافوخه» ولا أى مهركة من هذا النوع.. ولو فتحت تويترهم لن تزكم أنفك رائحة السلخانة المفتوحة جواه.. ولن تتكعبل فى روث البهائم الطافح من ألفاظ وشتائم الناس لبعض..
■ الواحد يقدر يسترسل كده أسابيع.. مستعرضا ما لا يمكن أن يحدث فى بلد زى دبى.. واحد حايقوللى خللى ظروفنا تبقى زييهم واحنا نعمل أكتر من كده.. حاقوله وظروفهم دى نازلة مع الكتالوج؟؟.. صحيوا الصبح لقوا نفسهم كده؟؟.. ولا لأن فيه قيادة بتفكر وتخطط وتضع خرائط طريق واستراتيجيات مبنية على بعد نظر اقتصادى وحزم وحسم وقوانين صارمة؟؟.. واستجابة من الناس.. مع التأكيد على إن ثروة دبى لا تقارن بالثروات الموجودة فعلا على أرض مصر ولكننا أساتذة فى إهدارها.. إحنا أغنى بكتير.. بس فين المخ؟؟..
شوفوا.. حتى لا نسترسل فى مونولوج لطم الذات ده.. الدورة اللى بعده سنة ٢٠٢٥.. لو عندنا دم كلنا نحط معرض زى ده هدف قدامنا.. ده أو غيره.. هدف واحد يوحد الله.. أى هدف.. فقط نأخذ هذا مثلا لا أكثر.. يعنى قدامنا حداشر سنة.. فهل نستطيع أن نتوحد خلف هذا الهدف مثلا؟؟.. الخطة لتحقيقه ستشمل إصلاحات كثيرة جدا فى السكة كده.. أولها نشيل الزبالة اللى فى الشوارع مثلا.. والزبالة اللى فى مخنا.. فهل نستطيع؟؟؟؟.......
No comments:
Post a Comment