Translate

Tuesday, November 12, 2013

سليمان شفيق المادة 219 حصان طروادة لتفتيت مصرسليمان شفيق بالوطن 21/9/2013

فى الوقت الذى تقوم فيه القوات المسلحة والشرطة بتطهير بؤر الإرهاب، تحاول تيارات الإسلام السياسى بقيادة جماعة الإخوان، ابتزاز المجتمع والدولة تارة بالإرهاب وأخرى بالمحاولات السلفية لتعطيل خريطة الطريق، عبر استخدام المادة 219 كحصان طروادة لتفجير لجنة الخمسين، حيث رفض عدد من ممثلى لجنة الخمسين مطلب حزب النور بإلغاء المادة 219، شريطة تعديل المادة الثانية وإلغاء كلمة «مبادئ»، إلا أن د. ياسر برهامى، فى موقع «صوت السلف»، أكد ضرورة الإبقاء على المادة 219 أو إلغاء كلمة «مبادئ» من المادة الثانية، لكى تكون «الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع». وغير ذلك اعتبر «برهامى» أن لجنة الخمسين والعلمانيين يحاولون الهروب من شرع الله (عز وجل) إلى شرع وضعه البشر بآرائهم، ويناور «برهامى» قائلاً: «فاحذفوا كلمة (مبادئ) وأريحونا وأريحوا شعبنا، أو اسألوا فى الاستفتاء: هل تريد بقاء المادة 219 أم حذفها؟»، وينتهى «برهامى» قائلاً: «لا نرى بديلاً عن هذه المادة 219، مع مرجعية الأزهر فى هذا الشأن، ومنذ أيام التقى وفد من حزب النور فضيلة شيخ الأزهر بهذا الخصوص».
ترى ما أهمية المادة 219 حتى تجعل حزب النور يثيرها حتى فى الاجتماع الذى عقد بين «النور» والسفيرة الأمريكية آن باترسون؟ وكانت حملة تمرد قد أكدت فى موقعها أن لديها معلومات بشأن اجتماع ممثلين لحزب النور والسفيرة الأمريكية آن باترسون وعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين، وقالت الحملة إن «الولايات المتحدة تستخدم حزب النور كبديل عن الإخوان لمحاولة تعطيل خريطة المرحلة الانتقالية بأى شكل من الأشكال، لخدمة أهداف أمريكا فى الشرق الأوسط».
كانت مصادر من السفارة الأمريكية قد سربت أن ممثلى حزب النور قد أثاروا فى اجتماعهم ضرورة عدم كتابة دستور جديد وبقاء المادة 219، لأن وجودها يحمى الشرق الأوسط من المد الشيعى الإيرانى! هنا تتضح رؤية «تمرد» فى كيفية استخدام الولايات المتحدة لحزب النور لحماية مصالحها فى الشرق الأوسط!
حزب النور يغازل الشهوات الأمريكية فى المنطقة. ووفق ما صرح به د. سعد الدين إبراهيم للكاتب، فإن حزب النور يريد أن يرث الإخوان داخلياً وخارجياً، وأنه طلب من د. سعد الدين مساعدته كما ساعد الإخوان فى تأسيس علاقة مع الأمريكان. أما إذا توقفنا أمام المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة وعلاقة ذلك بما يسمى الهلال الشيعى (لبنان، سوريا، إيران) والمادة 219، فلا بد أن نبدأ بالتذكير بمؤتمر الاستاد الشهير الذى أعلن فيه «مرسى» قطع العلاقات مع دمشق، وكلمات مشايخ السلفية بضرورة محاربة الشيعة ومنع دخول السياح الإيرانيين مصر، ووصفهم بـ«الأنجاس»، وما تلا ذلك من إعلان ياسر برهامى فى «صوت السلف» أنهم سوف يحاربون الشيعة فى كل مكان، ثم إعلان صفوت حجازى عن تصدير السلاح والمقاتلين السلفيين إلى سوريا، لمؤازرة جيش النصرة.. إذا ربطنا ذلك بالتصريح الشهير لمستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق «بريجنسكى»1980، بقوله: «إن المعضلة التى سوف تعانى منها الولايات المتحدة الأمريكية من الآن هى كيفية التخلص من الجيوش العربية فى العراق وسوريا ومصر، وكيف يمكن من الآن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران»، وأضاف «بريجنسكى»: «من خلال ذلك، تستطيع أمريكا تصحيح حدود سايكس بيكو». وتلقف هذه الرؤية المؤرخ الأمريكى الصهيونى «برنار لويس»، منظر التدخل فى الشرق الأوسط، وفى مقابلة صحفية فى 20/5/2005 قال: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم»، ودعا أمريكا إلى الاستفادة من التجربتين البريطانية والفرنسية فى احتلال المنطقة، وقال بالحرف الواحد: «علينا أن نعمل على تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات طائفية وعشائرية، ولا مانع من احتلالهم وتكون مهمتنا المعلنة هى تدريب شعوب المنطقة على الديمقراطية والحياة الدستورية، بشرط أن تستثمر تلك الدساتير التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية».
وبالطبع تم احتلال العراق وتحطيم جيشه، وقتل وجرح من الحروب الطائفية بين السنة والشيعة أكثر من مليون عراقى فى خمسة أعوام (عشرة أمثال ضحايا العرب فى حروبهم مع إسرائيل فى خمسين عاماً)، وتم تقسيم العراق عبر «الفيدرالية»، وفرض عليهم ذلك عبر دستور طائفى، بحيث لم يكن أمام الشيعى أو السنى إلا الموت أو «الفيدرالية». لذلك عندما دعت أمريكا عام 2007 إلى مؤتمر «أنابوليس» للسلام، كتب «لويس» فى صحيفة «وول ستريت جورنال» يقول: «يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه باعتباره تكتيكاً موقوتاً، غايته تعزيز التحالف مع أهل السنة ضد الخطر الإيرانى الشيعى، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، بل دفعهم إلى الاقتتال الطائفى ليقاتل بعضهم بعضاً، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر».


من العراق إلى المشهد السورى مروراً بمصر، حيث تجرى الآن أكبر عمليات تطهير عرقى من قبل جيش النصرة والجيش الحر تجاه العلويين والمسيحيين والأكراد، ومحاولات بث الفرقة والقتل بين أبناء الوطن الواحد فى المساجد والكنائس. هكذا يقدم السلفيون أنفسهم للولايات المتحدة الأمريكية كمعادل موضوعى للإخوان، معتمدين على ارتباطاتهم الإقليمية بالحركة الوهابية فى العربية السعودية والخليج. وتتطابق رؤية السلفى ياسر برهامى مع الصهيونى برنار لويس «التقسيم بالدستور»، وهكذا تعد المادة 219 «حصان طروادة» الذى من خلاله يتم الولوج إلى الطائف.

No comments:

Post a Comment