Translate

Wednesday, November 6, 2013

فاكر يا «مرسى» يوم الاتحادية 2013-11-05 الثلاثاء لخالد منتصر بالمصرى اليوم




 أهم حدث فى محاكمة «مرسى» هو استفزاز ذاكرة السمك المصرية التى عادة ما يجرفها مد الأحداث فتختفى منها وتتلاشى جرائم الإخوان وتتبدد قصور الرمال من على شاطئها الذى لديه قصور فى الاحتفاظ بالقصور!، هل تتذكر يا «مرسى» أنت وعصابتك ما حدث فى الاتحادية، عدت إلى أوراقى رافضاً منطق «النسيان نعمة»، وقررت نشر ما كتبته يوم أحداث الاتحادية لعل الذكرى تنفع المغيبين:
لا يمكن لصاحب حس أو ضمير أو قلب أن يرى الفيديو الذى نشرته «الوطن» للمواطن الذى يسحله الإخوان ويضربونه بكل وحشية ويربطونه فى باب القصر ووجوههم تنضح عدوانية وقسوة، لا يمكن أن يراه ويحبس دموعه، لا يمكن لنا أن نشاهد فيديو «الوطن» دون أن نبكى على انهيار الوطن! الأشد قسوة حين سألوه عن اسمه، فقال «مش فاكر»، لسبب بسيط، وهو أن اسمه مينا!، جاء الوقت الذى يُنكر فيه مواطن مصرى اسمه، مخافة الموت واتقاء القتل والاغتيال، جاء الوقت الذى يخاف فيه المسيحى المصرى من أن يتلفظ باسمه أمام شقيقه المسلم، والحمد لله أنه لم يكن يرتدى صليباً أو يحمل وشماً مرسوماً على ذراعه يكشف عن هويته الدينية، وإلا كان قد تحول إلى أشلاء.. إعلان الهوية الدينية وتقسيم المواطنين الذى بدأ فى زمن «مبارك» كان خطراً فادحاً، حسب الزى منتقبة وسافرة، وطبقاً للمصاغ والاكسسوار مصحف فى مواجهة صليب وسلسلة «ما شاء الله» فى مواجهة «الله محبة» ودبلة دهب فى مواجهة دبلة فضة، حتى قاموس المفردات الذى خضع للصراع «احلف ع المصحف» فى مواجهة «صدقنى والمسيح الحى».. إلخ!!، للأسف سيختفى هذا الصراع، ليس نتيجة معركة تنوير، ولكنه نتيجة معركة تكسير عظام وبث خوف ورعب وفزع، كنا نتمنى أن يزول ويختفى تقسيم الهوية الدينية فى الشارع المصرى بسبب إعلاء قيمة المواطنة التى رصدها «كرومر» عندما قال إنه لا يعرف المسلم المصرى من المسيحى المصرى إلا عندما يتجه هذا إلى المسجد، وذاك إلى الكنيسة!
طوائف كثيرة فى مصر كانت مضطهدة ومحرومة من حق الحياة الكريمة، الفقير الذى يجمع الطعام من القمامة وينام فى المقابر بجانب الجثث، المرأة التى ينظر إليها كسلعة ومصدر إغواء وشيطان يتحرك فى الأسواق، لا بد من تكميمه ووأده، المسيحى الذى له خط أحمر فى أشياء كثيرة منها الوظائف والمشاركة والخط الهمايونى، وعندما قامت ثورة يناير فرح الجميع بأن الاضطهاد والقمع سيُرفعان عن جميع المصريين وسنعيش كمواطنين لا رعية، للأسف لم يحدث إلا المزيد من القمع والقهر، سُلبت الحقوق حتى حق أن تذكر اسمك الموجود فى بطاقة الهوية، تخاف أن تتلفظ به خشية أن تُغتال على أيدى التتار والبرابرة.
استخدمنا قاموس الإخوان للإقناع، ولكن القناع قد سقط وغابت لحظة الإقناع، قلنا «محرم» حرام فيه الدم ولا من مجيب، قلنا الأسير إنسان وضحكنا على أنفسنا وصنفنا من قبضت عليه الجماعة وأدخلته عمارات الموت وعلقته على أعمدة الشنق على أنهم أسرى، برغم أنهم أبناء الوطن، ذكّرناهم بمعاملة الأسير فى الإسلام، ولكنهم ضربوا باللكمات والركلات ووصلوا إلى الخرطوش، مروراً بالحلل والمواسير!، حتى استخدام القاموس الدينى معهم لا يُجدى، وأنت تعيش فى وهم وغيبوبة إذا اعتقدت وصدّقت فى أن القاموس الدينى نافع معهم، لأن المسألة فى الحقيقة سياسة وليست ديناً، دنيا وليست آخرة، سلطة وليست فقهاً، كرسى وليست شريعة، غنيمة وليست شرعاً!، هذا هو القاموس الحقيقى الذى يفقهونه ويعرفونه ويحفظونه.
منك لله يا من أفقدت المصرى جماله وروحه وضميره وإنسانيته ورقته وبهجته، المصرى البسيط الذى كان يُغمى عليه من منظر الدجاجة المذبوحة ويتجه إلى أول جورنال ليغطى عورة الجثة، صار يستلذ بمشهد الدم ويطلب المزيد من الجثث المنتفخة، المصرى الذى كانت المرأة عنده قدس الأقداس الذى لا يُمس وبنت الحتة التى ينتفض جميع أبناء الحارة للدفاع عنها إذا مُست شعرة منها، أصبح يطلبها من السبايا والغنائم ويضربها ويسحلها ويعريها فى الشارع، لا فرق بين محجبة ومكشوفة الشعر، المصرى أبودمعة قريبة صار متحجر القلب صلب المآقى، المصرى أبوضحكة مجلجلة أصبح مكتوم الصوت مشروخ الحنجرة كئيب العِشرة متجهم الملامح، منك لله يا من حولتنا إلى وحوش ننهش فى لحم بعضنا البعض، قمت بـ«فرمتة» ذاكرة الحب وعملت «داون لود» لكل ما هو ممسوخ ومكروه وقاسٍ ومجنون ومؤلم وكريه فى هذه الحياة.

No comments:

Post a Comment