مصادفة سمعت الدكتور صلاح فوزى، عضو لجنة الخبراء العشرة، فى راديو مصر، وهو يرد على سؤال للمذيع عن استقالتى من لجنة الخمسين للتعديلات الدستورية قائلاً: لابد من الديمقراطية، أما أن يكون واحد ضد ٤٩، فيقدم استقالته، فهذا شىء غريب! إلى هنا انتهى رد الدكتور صلاح، وتعليقى على هذا الرد هو بند من بنود استقالتى، والتى أرسلتها لرياسة الجمهورية بتاريخ ٢٩/١٠/٢٠١٣.
وبعد مناقشات وحوارات مطولة يا سيادة الرئيس، توصلنا نحن أعضاء لجنة المقومات الأساسية، إلى أن مصر دولة مدنية ذات سيادة.. إلخ «مادة واحد»، وكان التصويت على هذه المادة من الأعضاء الأساسيين، عشرة أصوات فى مقابل أربعة أصوات ضدها، وقد أقر مقرر اللجنة المستشار محمد عبدالسلام، هذه النتيجة بالرغم من أنه كان ضدها، أى واحداً من الأربعة، وبعد ذلك تسقط كلمة مدنية فى لجنة الصياغة، والمفروض أن يكون عملها صياغة قانونية لما وصلت إليه لجنة المقومات الأساسية بتصويت حر ديمقراطى، لا أن تغير ما وصلنا إليه، وتنحاز إلى أربعة أصوات ضد عشرة، لأن من هذه الأصوات الأربعة المستشار محمد عبدالسلام.
كان هذا جزءاً من استقالتى، والآن يا دكتور صلاح، أين هى الديمقراطية فى لجنة الصياغة؟!
ومن الذى ضرب بالديمقراطية وأصواتها العشرة عرض الحائط؟ لجنة الصياغة أم وسيم السيسى؟!
هل تعلم يا دكتور أن ممثلين عن الـ٤٩ عضواً ذهبوا لرياسة الجمهورية، وقابلوا الدكتور مصطفى حجازى لغياب رئيس الجمهورية بالخارج، وتركوا له احتجاجاتهم عن سرية الاجتماعات، وحرمان أعضاء الاحتياط من حضور الجلسات وتغيير ما توصلت إليه اللجان الفرعية فى لجنة الصياغة، وكان هذا الاجتماع فى ٣٠/١٠/٢٠١٣.
لقد جانبك الفوز فيما قلت يا دكتور فوزى، ويبدو أن السرعة فى الفهم والإدلاء بالآراء أصبحت سمة من سمات العصر! ولست وحدك، زارتنى محررة لإحدى الصحف لإجراء حوار، وكان من ضمن أسئلتها: يقولون إنك تشعل فتنة لأنك طلبت على الهواء فى الجلسة العامة أن تكون حرية تغيير العقيدة عند سن الرشد أى ٢١، قلت: بل أطفئ فتنا كثيرة خصوصاً فى الصعيد، وما هو النضج فى سن ١٤ أو ١٦ أو ١٨! وأضفت أن فيلسوفنا عبدالرحمن بدوى قال عند بلوغه سن الرشد:
بلغت الرشد يا عمرى/ فأين الرشد خبرنى؟!
فما بالنا بفتاة صغيرة أو صبى صغير؟!
قالت الصحفية: وتريد أن تجعل من البهائية ديناً سماوياً، وقد طالبت بذلك فى المجلس، وعلى الهواء مباشرة قلت: البهائية ليست ديناً سماوياً، ولكنى طالبت بحقوق المواطنة كاملة لغير المسلمين والمسيحيين واليهود «مادة ٣»، وكيف نقبل أن يكون الرقم القومى للدكتورة سوسن حسنى «آنسة» وهى أم لأربعة أولاد، وجدة لعشرة أحفاد، ذلك لأن دستور بلادنا لا يعترف بزواجها لأنها بهائية، وهى أستاذة للأدب العربى فى جامعات الصين أولاً ثم نيوزيلاندا.. ثم أخيراً لندن؟!
أريد دستوراً عالمياً فى مبادئه.. عادلاً فى مواده، شجاعاً فى نصوصه.. أحلم بـ: دستور أمة
محررة الأعناق من رق أعجمى
وبعلم من نسج عيسى وأحمد
وآمنة فى ظل أختها مريم
تلك المذاهب مزقت شملنا
وأودعتنا بين ناب ومنسم
سلام على حب يوحد بيننا
فالكراهية لفح من نار جهنم
ملحوظة:
١ - الشعر للشاعر اللبنانى إلياس قنصل مع بعض التصرف.
٢ - المنسم هو ظفر الجمل الجارح.
No comments:
Post a Comment