بدعوة كريمة من السيدة حرم السيد رئيس الجمهورية لإلقاء محاضرة عن المؤامرة بتاريخ الأربعاء ١٢-٧-٢٠١٧ بدار القوات الجوية، تحدثت عن أهمية دراسة التاريخ، نتعلم من إنجازاته، ونتجنب انتكاساته ومؤامراته، كما عرفت الفرق بين المؤامرة والمخطط، نجد فى «محجم المعانى الجامع»: المؤامرة هى مكيدة للقيام بعمل عدائى إزاء نظام حكم أو بلد أو شخص، بينما التخطيط أن تجعل لأرض ما خطوطاً وحدوداً بهدف تعميرها، فهل الربيع العربى، خراب عربى أم عمار عربى؟ إذن هو مؤامرة وليس مخططا.
تحدثت عن أول مؤامرة فى العصر الحديث على مصر!، فى ١٨٨٢ ذهب عرابى باشا ومعه مجموعة من ضباط الجيش الوطنيين إلى قصر عابدين وكان راكبا حصانه، طالبا مقابلة الخديو توفيق، نزل توفيق من قصره وسأله ماذا تريد؟.. قال عرابى: أ- إقالة الحكومة المستبدة ب- برلمان على الزسق الأوروبى. حـ. زيادة عدد القوات المسلحة. وكما جاء فى فرمانات الباب العالى. كان رد الخديو:
إنما أنتم عبيد إحساناتنا، بما أنى قد ورثت هذه البلاد عن آبائى. قال عرابى: خلقنا الله أحرار، ولم يخلقنا تراثا وعقارا، ووالله الذى لا إله إلا هو لا نورث أو نستعبد بعد اليوم!. صدر قرار من الخديو بعزل عرابى، قامت الثورة الشعبية بقيادة الشيخ إمبابى شيخ الأزهر، والبابا كيرلس الخامس، وأرسلوا عريضة للباب العالى تطالب بعزل الخديو لأنه خرج عن الشرع والملة وأصول الدين. أمر الباب العالى بعودة عرابى إلى منصبه فى الجيش، ويبقى توفيق فى منصبه أيضاً. بدأت المؤامرة بين توفيق والإنجليز، هاجم سيمور الإسكندرية، وكانت فرصة للانتقام من مصر التى أنزلت بهم هزيمة مروعة ١٨٠٧ «موقعة فريزر»، حرقوا الإسكندرية، اندلعت المعارك بين عرابى والإنجليز، تم النصر لعرابى فى موقعة أبوقير، خورشيد، كفر الدوار، القصاصين، طلب توفيق من أوكلاند كولفن احتلال مصر، وانضم لتوفيق سلطان باشا رئيس الحزب الوطنى، وبعض الضباط الخونة مثل الضابط على يوسف الملقب بالخنفس!!.
سربوا إلى عرابى معلومات خاطئة حتى فوجئ بالقوات البريطانية تحيط بجيشه فى التل الكبير، كانت المعركة ضارية، كانت هزيمة عسكرية لمصر، ولكنها كانت انتضارا عظيما للوحدة الوطنية ضد الخديو والإنجليز. احتلت إنجلترا مصر ١٨٨٢، تم نفى عرابى بعد محاكمته، خرج ليقضى باقى عمره فى الإسكندرية، مات ١٩١١، قامت ثورة سعد باشا زغلول ١٩١٩.. الثورات لا تموت. أما المؤامرة الكبرى على مصر والعالم العربى فقد بدأت ١٩٠٧ على يد رئيس الوزراء سير هنرى كامبل بانرمان الذى حكم إنجلترا من ١٩٠٥ إلى ١٩٠٨. استدعى بانرمان وفود سبع دول أوروبية، وزع عليهم خريطة العالم العربى من المحيط إلى الخليج وقال لهم:
هذه المنطقة شراذم، جهلة، يتصارعون فيما بينهم بالرغم من توافر أسباب القوة لديهم:
١- لغة واحدة ٢- دين واحد ٣- ثروات لا تنتهى ٤- قادرون على خنقنا: باب المندب - مضيق هرمز - مضيق جبل طارق - قناة السويس!، علينا إضعافهم، لأن ضعفهم قوة لنا!، والحل هو زرع كيان غريب عنهم له صفات ثلاث:
١- يدين بالولاء لنا.
٢- خلق حالة عدم استقرار فى هذه المنطقة.
٣- فرق تسد بأن يجعلهم شيعاً وطوائف.
ثم أضاف بانرمان: هذا الكيان يجب أن يفصل المشرق العربى عن المغرب العربى، وفى المقابل لن نتخلى عن هذا الكيان أبدا!.
تقدم حاييم وايزمان الذى تولى رئاسة الوكالة اليهودية ١٩٠٤ بعد وفاة تيودور هرتزل صاحب مؤتمر بازل فى سويسرا ١٨٩٧، تقدم وايزمان على أن يكون هو هذا الكيان الغريب.
وحتى نتحدث عن وايزمان لا بد أن نتحدث عن القس هنرى هشؤجر أستاذ تيودور هرتزل لمدة ست سنوات!
فإلى تكملة الأسبوع القادم إن شاء الله.
No comments:
Post a Comment