Translate

Monday, March 31, 2014

أقلية منعزلة بقلم د. مراد وهبة ٣١/ ٣/ ٢٠١٤


عنوان هذا المقال هو عنوان رئيسى لكتاب من تأليف أستاذ الاتصالات بجامعة فوردهام بأمريكا اسمه إدوارد واكِن (١٩٢٨- ٢٠٠٩) كان قد صدر فى عام ١٩٦٣، ثم فى عام ٢٠٠٠ ولكن بمقدمة جديدة. أما العنوان الفرعى فهو «القصة الجديدة لقبط مصر»، وفوق العنوانين عنوان ثالث «ستة ملايين مسيحى يصارعون من أجل البقاء».
قرأته فى طبعته الأولى عندما دخلت منها إلى مصر عشر نسخ خلسة لأن الكتاب كان ممنوعاً من دخول مصر. وعندما علم الرئيس عبدالناصر بوجود نسخة منه معى طلب إرسالها لقراءتها، وقد كان. ومنذ شهرين تسلمت نسخة من الطبعة الثانية. وأظن أن نشر ما ورد بها من أفكار وانطباعات جدير بالتنويه فى زمن يتم فيه قتل الأقباط على هويتهم الدينية فى ليبيا، وحرق أكثر من خمسين كنيسة فى مصر، واندفاع الشباب القبطى إلى الهجرة خارج مصر.
والسؤال إذن:
مَنْ الفاعل لكل ذلك فى ليبيا وفى مصر؟
أجيب بعد عرض إجابة «واكِن» مؤلف الكتاب. فى بداية جوابه يقول واكِن: إن موقف اليوم من الأقباط لا يختلف عن موقف الأمس. تغيَر اللاعبون وتغيرت الأحداث وتغيرت المواجهات ولكن مازال قبط مصر أقلية منعزلة لأن مشكلتهم التاريخية أنهم يعيشون تحت تهديد المتطرفين الإسلاميين الذين حولوا جهادهم إلى عنف. وعلى الرغم من ذلك فإن السلطة السياسية تحاول أن توارى تلك المشكلة التاريخية لأن الكشف عنها هو تهديد بتفجير قنبلة. أما عبدالناصر فقد كان من رأيه أن على قبط مصر التغلب على هاجس الاضطهاد إذا أرادوا التكيف مع مصر الجديدة. وكان فى إمكانه أن يقول لهم إن الدستور المؤقت الذى استفتى عليه فى ٥ مارس ١٩٥٨ جاء خالياً من المادة الثانية التى تنص على أن الإسلام دين الدولة، والتى يحرص الإخوان المسلمون ليس فقط على إدراجها فى الدستور بل على أن يكون معناها أن الدولة ذاتها تكون دينية ومؤسسة على مبادئ الإسلام التى ينبغى أن تكون مهيمنة على الحياة المصرية برمتها. وتأسيساً على ذلك كله ينتهى واكِن إلى نتيجة مفادها أن الإخوان المسلمين ليسوا مجرد مجاهدين إنما هم متعصبون يريدون إعدام «الأقلية المنعزلة» فى الحد الأقصى أو دفعهم إلى الانتحار فى الحد الأدنى، ومع ذلك فإنه أمر محال فى الحالتين لأنه مجرد كابوس فاقد المشروعية. ولا أدل على ذلك، فى رأى واكِن، من أنه فى مواجهة الاحتلال البريطانى كانت الوحدة بين المسلمين والأقباط وتم فيها فصل الدين عن الوطنية، واتجهت مصر بعدها نحو الدولة العلمانية، والتى هى أسعد بيت تقيم فيه الأقلية المنعزلة.
هذا فى إيجاز رأى واكِن. أما رأيى فيكمن فى إيثارى استخدام لفظ «أصولى» على لفظ «متعصب» لأن لفظ أصولى يسهم فى فهم فكر الإخوان المسلمين الذى يستند إلى فكر ابن تيمية الذى يرفض إعمال العقل فى النص الدينى. وبالتالى يمكن إخضاع العقل للسمع والطاعة ويتبع ذلك توهم الإنسان أنه مالك للحقيقة المطلقة التى تمنحها له مؤسسة الإخوان المسلمين. ويترتب على ذلك دفاع الإنسان عن حقيقته المطلقة بإرهاب المقاومين لها فى الحد الأدنى وقتلهم فى الحد الأقصى. فإذا أردنا اجتثاث جذور الإرهاب كان علينا اجتثاث جذور الأصولية الكامنة فى مؤسسات الدولة بوجه عام، وفى مؤسسات التعليم بوجه خاص، وفى كليات التربية بوجه أخص.
والسؤال إذن:
لماذا كليات التربية بوجه أخص؟
لأنها هى المصدر الرئيسى لتفريخ الأصولية.

Saturday, March 29, 2014

نحن نخوض حرباً عالمية ثالثة بقلم د. وسيم السيسى ٢٩/ ٣/ ٢٠١٤

قامت الحرب العالمية الثانية بين المحور ممثلاً فى ألمانيا- تركيا- إيطاليا- اليابان، وبين الحلفاء ممثلين فى إنجلترا- فرنسا- أمريكا، وباقى الدول المتحالفة معها، نحن نخوض الآن حرباً عالمية ثالثة! محور الشر ممثلا مرة أخرى فى تركيا وألمانيا.. أضف إليهما أمريكا، الاتحاد الأوروبى، الصهيونية العالمية، قطر، الإخوان، أما الحلفاء، فهم مصر- السعودية- الإمارات، روسيا! ألم تكن الحرب البادرة بين المعسكرين الشرقى والغربى حرباً عالمية ولكن بدون أسلحة أو قنابل نووية؟! نحن فى أتون حرب من هذا النوع بل أسوأ.. لأن حاملى الباسبورتات المصرية بدماء أجنبية عن الوطنية المصرية يرتعون داخل بلادنا، تساعدهم دول شريرة لا أخلاقية تدعى الحضارة، والحضارة منهم براء.
أعلن من تصدى لخراب مصر وأنقذها.. ترشحه لرئاسة مصر.. تا مرى.. أى الأرض الحبيبة! نحن نخوض حرباً فى الداخل والخارج، فمن ذا الذى يكون ربانا لسفينتنا حتى يصل بها إلى بر الأمان؟! هل هم الدراويش أم الغزاة الذين استوطنوا بلادنا منذ ١٩٢٨!
إن الرئيس عبدالفتاح السيسى.. عسكرياً بعلومه العسكرية، وطنياً بمصريته، زعيماً بتضحيته من أجل شعبه، حضارياً بجيناته، جبارا بمواجهته قوى الشر العالمية.
قال أحدهم لوالده: علمنى التفاهة يا بابا! قال: تعال يا ابنى فى الفارغة واتصدر!
هذا ما تداعى إلى ذهنى حين قرأت لهذا التعيس قوله: عبدالفتاح السيسى خاطب الناس بعد أن استقال من منصبه العسكرى بالزى العسكرى! تستحلون دم الحسين، وتسألون عن دم البرغوث إذا كان يفسد الصيام من عدمه؟! يا أولاد الأفاعى.
ألا تحسون بالخطر الذى يحيط ببلادنا؟! أهو قصر نظر؟ أم جهل بتاريخ هذا المحور الشرير الذى دمر العراق وسوريا من أجل عيون إسرائيل! أم هى نفوسكم الضعيفة التى تباع وتشترى بحفنة من تراب تبيعون من أجلها مصر التى علمت العالم وسوف تربيكم لأن تربيتكم كان يجب أن تبدأ منذ ٢٥ سنة قبل ميلادكم.. أعنى آباءكم الذين كانوا يحتاجون لتربية وطنية لأن فاقد الشىء لا يعطيه.
سمعت أن التليفزيون المصرى أذاع برنامجاً لحمدين صباحى مباشرة بعد خطاب المشير السيسى بزعم الحيادية! إذا صح هذا.. فهى غباوة محلية أو فلول إخوانية أو خيبة تليفزيونية قوية!
د. عبدالمنعم أبوالفتوح يعلن: ترشيح المشير السيسى يؤكد أنه انقلاب عسكرى! وكأن الـ٣٣ مليون مصر ومصرية الذين خرجوا فى ٣٠/٦، ٣/٧ لا قيمة لهم ولا وجود! نعم.. هو انقلاب يا د. عبدالمنعم على من أراد تمزيق مصر، وتوطين الحمساوية فى سيناء وشبرا، وإعطاء الجنسية المصرية لآلاف الكارهين لمصر، انقلاب على مخطط جهنمى أنت تعرفه جيداً.. والكارثة أنك تريده!
عمنا بيرم التونسى القائل: فيكى يا مصر حاجة محيرانى.. بزرعوا القمح فى سنين، يطلع القرع فى ثوانى! لماذا لا يكون طارق حجى وزيراً للبترول أو وزيراً للثقافة؟!
المشير السيسى.. إننى أحبك.. عليك بالبطانة.. البطانة القائمة على الكفاءة وليست المحسوبية.. إنها بطانة السوء التى تضيع أى رئيس كما تضيع البلد كله معاه!
كانت المواطنة قبل محمد على بالعرق، بالدين، بالقرب من الحاكم، بالقوة المالية، أصبحت الآن فى الدولة الحديثة بحادثة الميلاد أى العدالة الاجتماعية.. فالكل أمام القانون سواء بسواء.
أخيراً يا سيادة الرئيس القادم.. وحدوا مصر على الحب.. اجتثوا بذور الفتنة الطائفية التى زرعها الإخوان منذ ١٩٢٨!
قال شوقى: نعلى تعاليم المسيح لأجلكم
وتوقرون لأجلنا الإسلاما
هذى قبوركم وتلك قبورنا
متجاورون جماجما وعظاما
الدين للديان جل جلاله
لو شاء ربك وحد الأديانا

Friday, March 28, 2014

صحصحة واجبة بقلم إسعاد يونس ٢٨/ ٣/ ٢٠١٤

■ يا سلااااااام.. جرت العادة إن الواحد يعمل دماغ مزيكا.. دماغ فتة بالخل والتوم.. دماغ سطل شاى صعيدى حبر من أبو ست قوالب سكر فى عهد الرخاء.. لكن دماغ لطم؟؟.. جديدة دى..
■ كنت قد انتهيت من العمل واستقليت السيارة فى الطريق للبيت.. وفتحت الراديو لأستمع إلى البيان الذى ألقاه المشير السيسى علينا عشية الأربعاء اللى هو عمناول..
■ وأنا داخلة البيت لقيت دوشة شديدة خارجة من الغرف.. فتحت النور وتناولت مضرب البيسبول المخبأ خلف الباب.. مانا عندى مضرب بيسبول بتاع ابنى لزوم الدفاع عن النفس.. مع إنى عمرى ما فهمت إيه البيسبول ده.. حتى لما ابنى اختير لاعب فى الفريق فى المدرسة.. كنت بروح أحضر الماتشات معاه وأقف أهلل وأزيط كل ما يعمل أى حاجة.. فألاقيه بيزغرلى وبيشاورلى عالمكتوم «أقعدى».. أتارينى بزيط كل ما ييجى فيه جون.. القصد.. شهرت المضرب فى حركة توحى بإنى لاعب عتويل طالع من بق فيلم أمريكانى وتحركت بخفة أظهر بنصف وجهى كده من باب أى غرفة عشان لو لقيت الحرامى أقوم فاقعاه فى نافوخه على طول.. وطبعا بعدها أرمى المضرب وأرقع بالصوت وأطلع أجرى.. ما لقيتش حاجة.. بس الدوشة مستمرة..
■ توقفت لحظة أشغل قريحتى.. مانا برضه عندى قريحة.. عندى مضرب وقريحة.. الاتنين.. هو فيه حرامى حايعمل الدوشة دى كلها وهو بيسرق؟؟.. ثم إن دى مش دوشة شخص واحد.. ده شوية أشخاص.. إذن هو ليس بحرامى واحد.. دى أورطة..
■ بعد شوية اكتشفت إن الضجة دى مش خارجة من بشر فى البيت.. دى خارجة من الأجهزة رغم إنها مقفولة.. كل الأجهزة زى الموبايلات والآى باد، وخصوصا جهاز الكومبيوتر الأثرى اللى عالمكتب.. قربت ودنى أسمع أو حتى أكون أكثر دقة لأتنصت لا يكون حد قالع دماغه والا حاجة، فلقيت أمواج هادرة من التأوهات والشنشنة وعواصف من اللطم على خدود مبطرخة لدرجة إن اللطم عامل صدى صوت كأن الخدود دى صناديق رنانة من بتاعة زمان..
■ ما بدهاش بقى.. نقعد نجعمز ونفتح الأجهزة ونشوف إيه الحكاية.. فتحت على الوسائط.. يا عينى عالوسائط.. ياليلى م الوسائط.. إشى تويتر وإشى فيسبوك وإشى إشى.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
■ اتضح إن فيه ناس جالها هطل من إن السيسى أعلن نيته فى الترشح.. كأنهم إذ فوجئوا على حين غرة.. والبعدا كان عندهم طرش حيثى من نداءات الجماهير الهادرة بدعوته للترشح بعد ما بانت لبة كل حلو متقمط فى بدلة وكرافتة عمل نفسه ريادى وقائد وعلامة جهبذ وسياسى مخضرم خضرمة المش فى البلاص ولما خدله منصب عك الدنيا وطلع بُق عالفاضى وصاحب خيالات وتهاويم أبعد ما تكون عن الواقع.. وزى ما طلع زى ما نزل إن ماكانش فايت وراه بلاوى رووخر.. وبعد ما الإرهاب شطح ونطح وتمدد وتفشخر وبرزت أنيابه، خصوصا بمساندة شوية الهبل اللى ساندوه قال يعنى بتوع حموم إنسان وتلييف جتت.. وانهالت التعليقات معبرة عن الصدمات.. لدرجة إنك تكاد فعلا تسمع صوت التنهيد والشحتفة.. اللى كشف دماغه وزحزح الطرحة لورا وحسبن ومنك لله ياسيسى يا قاهر قلبى ومضايق سريرتى وقاضض مضجعى..
■ واللى لبس مسوح المؤمن الورع ذو الصوت الرخيم والحنجرة المتليسة بالطحينة وقالك «ليقضى الله أمرا كان مفعولا» صدق الله العظيم.. يا واد يا مؤمن.. الله يرحم زمن الكركعة والجلجلة يا كبييييير..
■ واللى اتزرزر وظهرت عليه أعراض الحزق المصحوب بالولادة المتعسرة.. واللى كرامته نقحت عليه وعليت معاه أنشودة أنا ولا يهمنى وإداها سخرية وتريقة من بتاعة بلانات الحمام البلدى..
■ أما عن فاتنة تويتر وراقصة باليه التغاريد ومعلقة ماتشات الدورى فى البحث عن السبان فى راس العبد.. الكابتشن علوءة صاصا ذو اللطعة القش تحت أنفه والتى تشعر إنها ملطوعة فى وشه لتمييزه حتى لا يتوه وسط أسراب المعيز.. فصدحت بمواويل بقى.. واتفتح فى إطلاق نكت وقفشات (من وجهة نظره طبعا) تخليك تتمنى يكون جنبك فى اللحظة دى عشان تتدور تهبده باللوكش ف بوزه م الخفافة.. حد ابن حرام فهم الجدع ده إنه ذكى وبيعرف يقفش.. هو فعلا بيعرف يقفش تمن الدلدلة والخنوع إنما غير كده هو مجرد قربة مخاط ممزلق والعياذ بالله.. ياعينى تحس إنه جه يقعد على كرسى قوم قعد على فونية بابور جاز والع وناره زرقا.. فالمقعدة بعيد عن السامعين اتفحمت وبهذا ممكن يكون قد فقد الثروة التى يتعيش منها..
■ لكن وسط هرتلته المعهودة التى يهرتل بها كل يوم.. ماهو قاعد مقطوع يا عين أمه هناك.. ما وراهوش حاجة غير الولولة والتنعير اللى هو فاهمه تغريد.. رزع واحدة بتقول «لو أحاط السيسى نفسه بالبلاك ووتر أو كل عملاء إسرائيل لحمايته.. سيموت قريبا جدا مقتولا بيد أحد (الأحرار) بإذن الله».. أعتقد إنه مطلب جماهيرى آن أوان الاستجابة له فورا إن الصرصار ده يُتخذ معاه إجراء قاسى.. فكما يطالب الكثيرون.. جدا.. جدا.. بإسقاط الجنسية عنه يجب أيضا أن يتخذ النائب العام قرارا بتعقبه للتحريض على القتل ودى مش أول مرة يعمل كده.. كله متوثق سكرين شوتس..
■ لكن المثير برضه إن الفرحانين بهذا الإعلان والذين شعروا بأن هناك قارب نجاة يلوح فى الأفق.. وقد استخدم تعبيرا استخدمته من قبل.. شعروا بإن بابا جه.. اشتركوا فى الهرتلة والهزار تعبيرا عن فرحتهم وإن كانوا زودوها حبتين كالعادة.. ماحنا بقينا شعب أوووفر أوووفر أوووفر.. كأنه أصبح طقسا مصريا خالصا أن يهرى الناس فى أى مناسبة فرحا كانت أو حزنا أو غيظا حتى يصل التون للسماء.. واليهم أقول..
■ هذا الذى كنت أخاف منه عندما لم أوافق فى أول الأمر على ترشح السيسى للرئاسة.. ذكرت هذا فى مقالى بعنوان «مجرد رئيس جمهورية».. وكانت الرسالة الضمنية.. أنا لا أخاف من السيسى علينا فلدى فيه ثقة مطلقة.. ولكنى أخاف عليه منا..
■ مش حاينفع نكمل كده.. مش حاينفع حياتنا تكون كلها هرتلة وهرى وقلش وهبالة كده.. هذا الرجل جاد.. كل المطلوب من كل واحد فينا أن يضع نفسه مكانه.. وأن ينظر إلينا.. إنت لو مكانه حاتقول «بالذمة ده شعب حايجيب نتيجة؟؟»..
■ شوية جدية بقى يا جدعان.. شوية إيجابية لوجه الله.. مابقولش نبطل خفة دم ولا لذاذة لأن هذا موجود فى الجينات.. لكن مانقلبش على بواخة بقى فيصبح دمنا تقيل زى المخفى المذكور فوق ده.. حاشا وكلا يعنى..
■ داء الاستخفاف سرطانى.. بيسرح فى المخ والجتة فيقلب كل المعانى لاستخفاف.. الروح المرحة حاجة.. والاستهتار والاستخفاف والتعالى والفزلكة وادعاء المفهومية والفكاكة حاجة تانية خالص.. نكبر بقى ونركز كده.. ورانا بلد خدت من خيابتنا راقات واستكفت.. صحصحولها شوية بقى.. ومبروك علينا السيسى..

Monday, March 24, 2014

عيد الفن يخترق الأصولية بقلم د. مراد وهبة ٢٤/ ٣/ ٢٠١٤

تسلمت دعوة من رئيس الاتحاد العام لنقابات المهن الفنية الموسيقار هانى مهنى لحضور احتفالية «عيد الفن» برعاية وتشريف المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية. وكان هانى مهنى قد نجح فى الحصول على موافقة ودعم من وزير الثقافة. ومما هو جدير بالتنويه أن هذه الموافقة قد جاءت بعد امتناع الدولة عن إقامة الاحتفال السنوى بعيد الفن كل عام على مدار ٣٣ سنة. وأيا كانت الأسباب التى قيلت عن سبب الامتناع فالرأى عندى أن ثمة علاقة عضوية كانت قد نشأت بين الدولة والإخوان المسلمين فى زمن الرئيس السادات والرئيس مبارك الأمر الذى كان من شأنه أن ازداد تغلغل الأصولية الإسلامية فى مؤسسات الدولة وبدأت فى فرض فتاواها إلى الحد الذى أصبح فيه الحزب الوطنى الديمقراطى فرعاً من الإخوان المسلمين، ومن ثم يكون من المنطقى إلغاء الاحتفال بعيد الفن استناداً إلى الذهنية الأصولية للإخوان التى دخلت فى صراع حاد مع الجيش لتغييره من أجل تأسيس جيش جديد تكون الغاية منه تحقيق الخلافة الإسلامية كوكبياً، أى على كوكب الأرض، ومن ثم تكون نهاية الفن مماثلة لنهاية كل من العلم والفلسفة. ولا أدل على ذلك من الفرحة العارمة التى شاعت على وجوه الفنانين والفنانات، والتى دفعتهم إلى الهتاف والتصفيق الحاد لكبار المسؤولين السياسيين عند دخولهم قاعة الاحتفال وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة. وأظن أن التصفيق الحاد للمشير عبدالفتاح السيسى مع الهتاف له مغزى حضارى إذ هو منقذ مصر من نظام الإخوان. ولكن ليس معنى ذلك أن الصراع ضد الإخوان قد تم حسمه لتيار آخر مازال فى طريق التشكل دون أن تتحدد هويته. ولا أدل على ذلك من أزمة فيلم «نوح» عندما أصدرت لجنة السينما والمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة بياناً فى ١٢/ ٣/ ٢٠١٤، أى قبل يوم من الاحتفال بعيد الفن، جاء فيه أن منع الأزهر فيلم «نوح» فى دور السينما هو تعدٍ على الإبداع، وأنه لا تراجع عن البيان مهما كانت محاولات الوساطة بين الطرفين. أما المستشار القانونى والدستورى لشيخ الأزهر محمد عبدالسلام فقد قال: «إن الأزهر الشريف منوط به بيان الحكم الشرعى فى المسائل التى تتعلق بالشريعة الإسلامية ومقام الأنبياء والرسل» ثم استطرد قائلاً: «إن الأزهر متمسك برأيه الصادر عن قناعة علمية وشرعية».
والرأى عندى أن لجنة السينما والمسرح لم تكن على صواب فى إدانة تدخل الأزهر الشريف فى إبداء فتوى بمنع فيلم «نوح» وذلك استناداً إلى المادة الثانية من دستور ٢٠١٤ التى تنص على أن «الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع». فمنطق هذه المادة يُلزم جميع مؤسسات الدولة بعدم إصدار أى قانون أو قرار إلا فى إطار فتوى من قِبل السلطة الدينية التى هى الأزهر الشريف. وإذا تصورت لجنة السينما والمسرح أن القول بــ«مدنية الدولة» يكون مبرراً لمنع الأزهر الشريف من التدخل فى شؤون الدنيا فإن ذلك من قبيل الوهم.
ومما هو جدير بالتنويه أن الفن كان ممثلاً فى لجنة الخمسين لوضع مشروع الدستور للاستفتاء عليه. وكان فى إمكان ممثلى الفن أن يكونوا على وعى بمنطق المادة الثانية حتى يسهموا فى صياغتها على نحو آخر، وهذا النحو الآخر هو «علمانية» الدولة التى تكفل حرية الإبداع الفنى والعلمى والفلسفى ويضاف إليه الإبداع الدينى إن أردنا اجتثاث جذور الإرهاب الدينى.

عالمان مصريان ملآ الدنيا ولا تعرفهما مصر بقلم د. يحيى الجمل ٢٤/ ٣/ ٢٠١٤

تلقيت دعوة كريمة من قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، لحضور حفل توزيع جائزة قداسة البابا شنودة الثالث- طيب الله ذكراه- بقدر ما قدم لهذا الوطن والكنيسة القبطية المصرية ولكل المواطنين فى هذا البلد.
البابا شنودة الثالث-
العظيم بكل المعايير صاحب الجملة الرائعة «مصر ليست وطنا نعيش فيه.. وإنما مصر وطن يعيش فينا» والتى كنت من أوائل من تنبهوا لها، بل كتبت عنها مقالا خاصا، امتدت علاقتى مع قداسته لأكثر من أربعين عاما مليئة بالحميمية والمحبة، ولعل آخر عبارة نطق بها قداسته قبيل وفاته بساعات عبارة «لك محبتى» التى أشعر أنى أسمع صداها، وأحس بها كلما تذكرت قداسته، وما أكثر ما أتذكر قداسته!
حقيقة الدين محبة، وجوهر الدين كله وكل الأديان هو المحبة، وبغير المحبة لا دين ولا حياة.
هذا الاحتفال الذى دعيت إليه، وسعدت بحضوره كان مخصصا لتوزيع جائزة الحكمة التى يقدمها المركز الثقافى القبطى المصرى الأرثوذكسى والتى صارت هذا العام من نصيب عالمين مصريين كبيرين ملآ أسماع الدنيا، ولا يعرف بهما للأسف الشديد أحد فى مصر، رغم شدة حاجة مصر لمعرفتهما والاستفادة من خبرتهما.
أما العالمان الجليلان، فهما المهندس إبراهيم سمك، خبير الطاقة الشمسية والمهندس هانى عازر، خبير النقل. وفى الاحتفال أُلقيت كلمتان عن العالمين الكبيرين اللذين رغم معيشتهما فى ألمانيا وقدرهما وتقديرهما الكبير فيها مازالت مصر ملء قلوبهما وعقولهما، ومازال عشقهما لها يفوق كل عشق.
أما المهندس إبراهيم سمك، فهو خبير فى الطاقة الشمسية، وقد استطاع أن يخترع مصباحاً قادراً على إمداد الطاقة الشمسية من أى بقعة شمس وتحويلها إلى مصابيح تضىء، وتنير أحياء، بل مدنا كاملة، وقد تمت تجربة ذلك فى ألمانيا- دولة التقدم العلمى، وليس فى الصومال أو فى تشاد مثلا، مع اعتزازى بالصومال وتشاد وكل بلد أفريقى، بل كل مواطن فى العالم.
ونحن فى مصر نشتكى بصفة دائمة من انقطاع الكهرباء، ونتحدث- نتحدث فقط- منذ عدة سنين عن توليد الطاقة من الطاقة الشمسية، وقد نجحت كلية الهندسة فى جامعة القاهرة فى إقامة نموذج صغير لذلك فى فرع الكلية للدراسات العليا فى الشيخ زايد، والمسألة لم يعد فيها أسرار، ومع ذلك فما من بيت فى مصر كلها ريفها وحضرها إلا يشكو من انقطاع التيار الكهربائى أكثر من مرة فى النهار، مما أدى إلى أن أصبحت تجارة المولدات تجارة رابحة، وأسعارها فلكية لا يقدر عليها إلا قلة من المصريين. لماذا يقتصر الاحتفال بالعالم المصرى الجليل إبراهيم سمك على المركز القبطى الأرثوذكسى والكنيسة القبطية؟ لماذا لا تحتفل به مصر كلها؟ ولماذا لا يقابله رئيس مجلس الوزراء الوطنى المقاتل المهندس إبراهيم محلب، ويطلب منه العون فى التغلب على هذه المشكلة؟ وإبراهيم محلب مهندس لن يجوز عليه التهريج وإنما سيستطيع أن يعرف حقائق الأمور.
ليت المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، يقوم باستدعاء المهندس إبراهيم سمك، ويعرف منه، ثم يقرر الاستعانة به، كما استعانوا به فى ألمانيا نفسها. وأظن أن مصر أحق من ألمانيا.
أما العالم الثانى، فهو المهندس هانى عازر، خبير النقل العالمى، الذى أنشأ محطة مترو فى برلين، وهى من أكبر محطات المترو فى العالم. وأظن أن مشكلة المواصلات عندنا بلغت حدا يضيع معه أكثر من نصف وقت المصريين فى الطرقات والمواصلات العامة، ويصلون إلى عملهم منهكين لا يكادون يحسنون عملاً. إن أزمة المواصلات فى مصر أحاطت الجميع، وأرهقت الجميع- من يستعملون سيارات خاصة، ومن يستعملون وسائل النقل العام.
وهنا أكرر السؤال: لماذا لا يستدعى رئيس مجلس الوزراء الوطنى المقاتل المهندس إبراهيم محلب- المهندس هانى عازر الذى أنشأ، وأدار محطة مترو برلين للاستعانة به؟ وأظن أن الرجل مستعد لتلبية الطلب، لأن مصر تعيش فى قلبه ووجدانه أكثر من أى مكان آخر فى العالم.
خاطر خبيث خطر فى ذهنى، وقلت لعله هو الذى يحول دون الاستعانة بهذين العالمين الجليلين ذلك أن كليهما مسيحى. لو كان ذلك الخاطر له بعض الصحة، فإنه سيكون عاراً ووزراً علينا جميعاً. إن مصر بلد المواطنين جميعاً، المسيحى قبل المسلم. إننا جميعاً مواطنون من تراب هذا البلد، ونعشق هذا البلد.
أرجو أن أسمع فى الأسبوع القادم نبأ استدعاء المهندس إبراهيم محلب هذين المهندسين المصريين العظيمين للاستعانة بهما فى حل جزء من مشاكل مصر التى تراكمت، والتى لا بد من مواجهتها اليوم قبل الغد.
بل أقترح على المستشار الفاضل عدلى منصور، رئيس الجمهورية، أن يستدعيهما، ويقابلهما، ويكرمهما، ويطلب معونتهما فى التغلب على بعض مشاكل مصر التى تراكمت جيلاً بعد جيل.
والله المستعان.

Saturday, March 22, 2014

أصابتنا ضربة من الله.. اسمها الهكسوس! بقلم د. وسيم السيسى ٢٢/ ٣/ ٢٠١٤

فى سهرة منزلية مع الأصدقاء تطرق الحوار للانتخابات الرئاسية، قالت الدكتورة نجوى: هو علشان واحد أنقذ ابنتى من الاغتصاب.. أقوم أجوزها له!
كان واضحاً أنها تعنى مصر والذى أنقذها هو المشير السيسى!
قلت لها مبتسماً: ولكن إذا تقدم لها من أنقذها يطلب يدها، كما يتقدم لها من تحالف مع العصابة التى حاولت اغتصابها، وتقطيع أطرافها شمالاً وجنوباً ثم اقتسام ما تبقى منها.
قاطعتنى د. نجوى: ماذا تعنى بالعصابة؟
قلت: العم سام «أوباما»، العم جان بول «إنجلترا»، العمة أشتون «الاتحاد الأوروبى»، العمة ميركل «ألمانيا»، العم أردوجان «تركيا»، العم بن جوريون «إسرائيل»، العمة موزة «قطر»، العم بديع «الإخوان»، ثم أكملت: لو أن هذا الفارس النبيل تقدم لابنتك وسط هؤلاء المتظاهرين بالحب لها، ولكن ابنتك تعرفهم تماماً، واختارت من كان على استعداد أن يضحى بعمره وعمر أسرته «المؤسسة العسكرية» من أجلها فهل هى مخطئة إن اختارته؟!
قال: أ.د. أحمد عبدالهادى: بل غبية إن اختارت غيره! قالت: د. نجوى.. وصلت يا دكتور أحمد.. شكراً!
قالت المهندسة تغريد: أليس عجيباً أن الذين حاولوا تفجير محطات كهرباء الهرم، من كليات الطب والصيدلة؟!
قال د. يوسف وهو قادم من أمريكا: أخبرتنى طبيبة روسية أنها قرأت دراسة عن الأطباء والصيادلة، ملخص هذه الدراسة أن الذكاء سبعة أنواع، أكاديمى، اجتماعى، نفسى، رياضى، ذاكرة، رقمى، إلهامى inspiration، وأن معظم الأطباء والصيادلة أغبياء فى معظم هذه الأنواع إلا الذكاء الأكاديمى، فتجد الواحد منهم أستاذاً جامعياً وفاشلاً مع زوجته وأبنائه!
قلت أنا لا أعتقد أنها مسألة ذكاء بقدر ما هى جهل مطبق بالتاريخ! هؤلاء المساكين لا يعرفون أن التاريخ كاد يعيد نفسه معنا! المؤرخ السمنودى مانتون ٣٠٥ ق.م يقول: فى عهد الملك توتى مايون أصابتنا ضربة من الله اسمها الهكسوس، تسللوا سلمياً إلى بلادنا حتى وصلوا لحكم البلاد وإذلالها، استوطنوا الشرقية «أواريس»، تآمر زعيمهم أبوفيس مع ملك كوش لمهاجمة مصر من الجنوب، وسوف يقتسم البلاد معه، ولكن كاموس «ابن سقن رع» ألقى القبض على رسول الخيانة، بدأت المعارك.. استشهد ملك مصر سقن رع، ومن بعده الملك كاموس، وتم التحرير على يدى أحمس.. يقول المؤرخون: نساء أواريس لن تلد بعد الآن من شدة الرعب وهول المعارك!
قصرت مصر فى غزو الهكسوس «السلمى» وملوكهم الـ٨١، كما قصرت فى جماعة ١٩٢٨، ٨١ عاماً من التدمير علماً وديناً ووطنية، ووحدة قومية! طردتهم مصر إلى غزة.
قال دكتور إبراهيم رياض: بفرض جهلهم بمخطط بن جوريون ومساعدة باقى العصابة فى تفتيت ٣ دول كبرى «العراق- سوريا- مصر» إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، يقول بن جوريون: نجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر! دمروا العراق، سوريا، وأوشكوا على القضاء على مصر!
استطرد اللواء إبراهيم منفعلاً: ماذا يريد هؤلاء الأغبياء الجهلة المغيبون المرتشون.. هل يريدون بلادهم مثل سوريا والعراق؟!
قلت: أنت مريض ضغط، وهؤلاء المساكين لم يكتووا بنيران حربى ٦٧، ٧٣ مثلك، ولا يعرفون معنى وطن، ألم يقل عاكفهم: طظ فى مصر!
رجعنا إلى د. نجوى.. قلت لها: مبسوطة كده؟
قالت: اتشتمت واتبهدلت، وطلعت غبية وجاهلة.
قاطعتها: وبنتك أذكى منك..
ولكن مصرنا.. اسمها المحروسة.. وربك يا نجوى رب الجنود.. قال مصر قدهم وقدود.

Friday, March 21, 2014

إوعى وشك م الغرائز بقلم إسعاد يونس ٢١/ ٣/ ٢٠١٤


■ صباح الخير يا مولاتى.. يا كل أم.. مهما كان مستواكى الاجتماعى.. مهما كان وضعك الاقتصادى.. مهما كانت مهنتك وصنعتك.. مهما كانت ظروفك ميسرة أو صعبة.. مهما كان ربنا كتب عليكى من عذاب وحرمان أو راحة بال وهنا.. التوزيعة توزيعة ربنا والنصيب ميزان هو اللى مالك عدله.. صباح الخير يا كل من عملت كل اللى فى قدرتها لتربية عيالها ورعايتهم.. وشقيت عشان يكونوا أفضل وأصلح منها.. «الجنة تحت أقدام الأمهات» جملة ما ميزتش بين أم وأم.. ربنا ما وضعش شروط ولا مناصب ولا صنفهم تصنيف بشرى ولبسهم رُتب.. أعطى منحة لأم الشهيد والمريض وصاحب الظرف الصعب.. وجعلها تسبقنا على الجنة وتمد إيدها تستقبل أحباءها.. يعنى المعنى كله طيب.. لأن ربنا طيب.. ياريت نفهم..
■ على فكرة إحنا زهقنا بقى.. إحنا نصف المجتمع اللى عايشين فى البلد دى.. والحكاية مش مجرد حادث تحرش جماعى حصل فى حرم الجامعة وفى عب وحضن كلية القانون اللى بتخرج عدالة قاعدة وعدالة واقفة.. لأننا بقالنا سنين عمالين نتفرج على مجتمع ذكورى أهطل مش عارف يعمل إيه بذكورته اللى ناقحة عليه باستمرار دى.. زهقنا من سماع المبررات والتحليلات والاتهامات وفلحسة ما أنزل الله بها من سلطان.. مجتمع إيه ياخويا اللى مشغول قوى بالتهليل للذكورة بالصوت العالى ده؟؟.. هو إنتوا بس اللى ذكور فى العالم؟؟.. يعنى السبعة مليار اللى برانا كلهم عبارة عن كائنات وحيدة الخلية وإنتوا بس اللى مصروفلكوا ذكورة؟.. هو إنتوا الكائنات الوحيدة على الكورة الأرضية الذكور؟.. ما فيه حمير ذكور.. وتيوس ذكور.. وكل حاجة فيها من الصنف يعنى.. مش خاصية ينفرد بيها بعض المواطنين المصريين دونا عن غيرهم من المخلوقات.. يبقى إيه أمارة الفشخرة دى؟..
■ وإيه حكاية «أصل الشباب دول عبارة عن قنابل موقوتة».. بالذمة ده كلام يتقال؟.. والقنابل دى ما بتنفجرش ليه وتريحنا من قرفها؟.. إنت يا أخ يا قنبلة موقوتة.. إنت ما بتفرقعش ذاتياً ليه؟.. هى الموقوتة دى مش لو ماحدش قربلها بتفرقع؟.. وبعد ما تفرقع خلاص بيرموها فى الزبالة.. مافيهاش إعادة تدوير دى.. ولو خبير أبطل مفعولها وفصل أسلاكها بتبوظ وبرضه تترمى فى الزبالة؟؟.. والا بتفضل تتكتك على طول كده؟.. وحتى لو كانت فرقعة متكررة.. تفرقع فينا إحنا ليه؟؟.. تكونش فاكر نفسك حزام ناسف؟.. ياكش فاهم إنك خارج فى مهمة انتحارية وإن ده جهاد والا حاجة. حاكم مفهوم الجهاد اتزروط وباظ خالص على إيدين السادة الأفاضل أصحاب اللحى الألامونيا اللى ربنا ابتلانا بيهم ونزلوا عالبلد زى سرب الجراد كده عشان يقرقضوا كل أخضر ويابس ويقلّعوا البلد من كل قيمها..
■ قالك إحنا لازم نراعى الشوباب.. أحسن تعبان.. تعبان من إيه يا نضرى؟؟.. تعبان من حاجة باقى الناس مش تعبانة منها؟؟.. التعب عندك حصرى عالشاب المصرى؟.. مالك يا ولا؟؟.. ما تسترجل كده وتفوق.. واللى بيروجوا للفكرة دى على الملأ كده.. تقصد إيه بإن الشباب تعبان؟.. دى صفة ملازمة ليه يعنى؟.. يعنى نكتب فى بروشورات السياحة لما تبقى ترجع إن شاء الرحمن «تعالى اتفسح عندنا بس خللى بالك الشوباب تعبان؟.. ومدام تعبان يبقى حايلوش.. فكل سايح وسايحة ياخد باله من ممتلكاته لأن اللى بيلوش مش بيميز.. نحن نرحب بكم بكل الطرق والوسائل التى تريح الشباب التعبان.. واللى تعبان منكم ما يجيش لأنه حايلاقى اللى أتعب منه»..
■ سبحان الله.. قاعدين عالنت ليل ونهار ومسجلين أعلى أرقام فى العالم لعدد زيارات المواقع الإباحية وتعبان.. وفى نفس الوقت معدل استهلاك المقويات الجنسية غير مسبوق وتعبان.. وفاشلين فى الدراسة وصيع وملقحين فى الشوارع طول اليوم وتعبان.. وعاملينلى ألتراس وتجمعات وشغل الفلوس فيه بالهبل من تحت لتحت وبتتمولوا من كل من هب ودب وولا واحد فيكم رياضى ولا يعرف يلعب حكشة حتى وتعبان.. أمال العيال المجتهدة اللى بتذاكر وتلعب رياضة وبيشتغلوا عشان يساعدوا أسرهم مش تعبانين ليه؟.. جبلات؟.. والا بنى آدمين محترمين ولاد ناس لسه عند أهاليهم دم وبيربوهم الغنى زى الفقير؟..
■ يعنى ستات البلد مكتوب عليهم يتعاملوا مع قطاع مريض من البشر وكأن هى دى القاعدة.. اللى عنده جرب ينتشر فى الشوارع والسليم يتوارى.. لأن الجربان بيستخسر يحتفظ بجربه لنفسه.. عنده مهمة نشر هذا الجرب.. وإحنا علينا التوخى والحذر.. إنما علاج مفيش.. وأولى الأمر بيبرروا.. إخفى من وشه الساعة دى.. البعيد تعبان.. فالست تنزل من بيتها وهى لابسة عتاد الحرب وتمشى تتكعبل ف هدومها ويطلع عين أهلها وعينيها فى وسط راسها عشان المخفى تعبان.. وياريتها بتسلم وياريته بيفيد.. لبست ما لبست حاتلاقى واحد تعبان بيرمى بلاه عليها.. وواحد تانى بيلومها ويجرمها ويفصص ملابسها وينقد ويتعوج ويتأمز ويحط شروط لأن الواد تعبان.. وده بدل ما يتدور يلهف الواد التعبان قلم مباحث على صداغه يعدله ويفوقه أو يسلمه لأقرب قسم شرطة يتعلق من قفاه..
■ قالك الحاجات التى تثير غرائز الشباب.. إوعى وشك عالغرائز.. حركة استنفار عالية.. جحافل من الغرائز نازلة تتدلع تملا القلل.. العيال أُمات غريزة نايمة عندهم مشوار.. فيانساء البلد إمشوا على طراطيف صوابعكوا.. لحسن الغريزة تصحى والا تتقلب والا حاجة.. وداهية سودة ومرار طافح لا تصحى مخضوضة.. حايبقى نهار أبوكوا اسود.. غثاء فى غثاء فى غثاء..
■ الصادم إن فيه ناس المفروض إنها كبيرة وناضجة وراقية هى اللى بتدافع عن الفكر ده.. وهما فى ذات نفس اللحظة اللى بيشجعوا الكائنات المريضة دى على الاستمرار والتباهى والتفاخر بغرائزهم الحيوانية دى مدام بيلاقوا ناس جهلة بتشجعهم وتدافع عنهم وتصنع لهم المبررات وتلوم ضحاياهم.. ونقول لهم.. راجع يا حبيبى ألبوم الأسرة عندك وشوف مامى كانت شكلها إيه وبتلبس إيه.. أياميها ماكانتش الغرائز اتولدت لسه؟.. أمال إنت جيت إزاى؟.. بالبوستة؟.. ماما ساعتها كانت بتلبس لبس رقاصات وشراشير؟.. والا المجتمع كان ناضج وسليم وصحى؟.. والا البلد كانت أيامها فيها أمخاخ بتفكر بشكل طبيعى لحد ما جيتوا إنتوا وشيوخكوا المرضى ومسحتوها وسكنتوا الغرائز مكانها؟..
■ البنات الخرائر اللى انطلقوا فى وشنا فجأة.. المحجبات المنقبات المصونات خرج البيوتات اللى إنتوا عايزين تحولوا المجتمع كله لأشباهها.. الخرائر اللى مارسوا كل أنواع السفالة والانحطاط وتلفظوا بكل الألفاظ البذيئة وضربوا الأساتذة وعروا المدرسات وحرقوا الفصول انطلقوا فى الشوارع زى التيران الهايجة.. كانوا نتاج مجتمعات مغشلقة زى اللى إنتوا بتروجوا لإنها تكون القاعدة.. الكبت يولد الانفجار.. بس هما ساعتها انفجروا فى وشنا إحنا مش فى وش اللى كبتهم وكيسهم وزرع فيهم فكرة إنهم أدوات لفك الحصر فقط.. والاستمرار فى الضغط على النساء بالشكل ده ونشر فكرة إن الشوباب يعمل اللى هو عايزه فى أى وكل وقت.. سوف يواجه فى لحظة ما برد فعل عنيف.. وتخيل هذا الرد فعل سوف يكون كارثيا.. استخدموا خيالكم الواسع المفلطح ده فى تخيل ما يمكن أن يحدث.. بدل مانتوا تاركين المساحة لكل هذه الأمراض..
■ من ساعة ما جالنا مرض التشضض وإحنا بقى حالنا حال.. من ساعة ما بطلنا نمارس هوية الإنسان ونتحول إلى أشياء وإحنا نابنا اللى نابنا.. من ساعة ما اتعلمنا نمثل على بعض وندعى ما ليس فينا.. من ساعة ما لبسنا وشوش بلاستيك.. من ساعة ما اترشمنا شيوخ الدين الجديد وإحنا فقدنا نصنا الفوقانى وتكورنا على أنفسنا ناظرين مدققين مهتمين مستوطنين فى نصفنا الأسفل بدعم من طوفان الفتاوى الجنسية المريضة.. من ساعة ما بطلنا نغنى ونرقص ونقول شعر ونسمع مزيكا.. من ساعة ما بطلنا نفرح بدعوى إنه عيب.. من ساعة ما تحولنا إلى قلّاشين شامتين شتامين واستعيبنا المشاعر الإنسانية زى الصدق والحب والحنية والعطف والرومانسية.. من ساعة ما بقت الزغروطة عيب والضحك بصوت عالى قلة أدب.. من ساعة ما استبحنا أعراض بعض وأهاننا الأمومة والأبوة والقدوة الحسنة.. من ساعة ما طفينا النور وفضّلنا نعيش فى الضلمة وإحنا استبحنا كل طقوس الضلمة..
■ إحنا محتاجين عصاية ببزابيز.. قلتلى الديمقراطية هى ال إيه؟؟؟..

Monday, March 17, 2014

مراجعة لدرس التاريخ علاء الأسواني 18/3/2014 بالمصرى اليوم


شكل حادث مسطرد واقعة مهمة فى تاريخ مصر، ففى يوم ١٥ مارس ٢٠١٤ تمكنت مجموعة إرهابية من قتل ستة من الجنود المصريين فى كمين تابع للجيش بمنطقة مسطرد، وأثبتت التحقيقات أن الجنود الشهداء كانوا نائمين ولم يتمكنوا من إطلاق رصاصة واحدة دفاعا عن أنفسهم. كشف هذا الحادث عن تقصير فى تأمين القوات، كما أكد أن الإرهابيين المناصرين لجماعة الإخوان يستهدفون إسقاط الجيش الذى كان دائما بمثابة العمود الفقرى لمصر. فى تلك الفترة، كان المشير عبدالفتاح السيسى يشغل منصب وزير الدفاع، وإن كان من الناحية العملية الحاكم الفعلى للبلاد فى الفترة ما بعد إسقاط الإخوان وقبل انتخاب رئيس جديد. وقد أجمع المؤرخون على أن السيسى بعد حادث مسطرد وجد نفسه بين اختيارين: إما أن يقصر مقاومة الإرهاب على الجانب الأمنى ويستمر فى ذات السياسات التى اتبعها بعد سقوط الإخوان، وإما أن يلجأ إلى إجراءات إصلاحية فورية تحقق العدل وتستعيد وحدة الصف الوطنى فى مواجهة الإرهاب، وقد تلخصت الإجراءات المتوقعة فيما يلى:
أولا: إلغاء قانون التظاهر والإفراج عن جميع المعتقلين
بالرغم من أن الدستور كان ينص على الحق فى التظاهر فإن السلطة الانتقالية أصدرت قانوناً غير دستورى للتظاهر، استعملته الأجهزة الأمنية فى القبض العشوائى على المتظاهرين وضربهم وتعذيبهم ثم تلفيق باقة التهم المعتادة لهم مثل إثارة البلبلة وتكدير السلم الاجتماعى... إلخ، أدى ذلك إلى اعتقال آلاف المواطنين، كثيرون منهم لا علاقة لهم بالإخوان بل إن من بينهم شباناً ثوريين كان لهم دور كبير فى التخلص من حكم الإخوان. بعض الأجهزة الأمنية فى تلك الفترة كانت تحركها شهوة الانتقام من شباب الثورة الذين أسقطوا مبارك فى يناير ٢٠١١.. وحيث إن المحبوسين كثيرا ما كانوا يقضون أسابيع طويلة بدون إحالتهم إلى المحاكمة، فإن ذلك جعلهم من الناحية العملية فى حكم المعتقلين. كل هذه الممارسات القمعية أدت إلى تشويه صورة السلطة المصرية فى الخارج، الأمر الذى صب فى صالح الإخوان، الذين كانوا يسعون لإقناع العالم بأن ما حدث فى ٣٠ يونيو انقلاب وليس ثورة. كما أدى القمع إلى انصراف قطاع كبير من الشباب عن تأييد السلطة الانتقالية، لأنهم رأوا زملاءهم يعتقلون ويقضون أعواما فى السجن لمجرد أنهم اشتركوا فى مظاهرة. ومن هنا، يرى المؤرخون أن إلغاء قانون التظاهر المخالف للدستور، والإفراج عن المعتقلين، واحترام الدستور وحقوق الإنسان، كلها إجراءات، لو أن المشير السيسى اتخذها لكان من شأنها تحسين صورة الحكومة المصرية واستعادة ثقة المواطنين جميعا فيها، مما يؤهلها للانتصار على الإرهاب.
ثانيا: تخصيص دوائر قضائية خاصة لسرعة البت فى جرائم الإرهاب
بينما كان شباب الثورة يخضعون لمحاكمات عاجلة تلقى بهم فى السجون لمجرد أنهم اشتركوا فى مظاهرة، فإن الإرهابيين الحقيقيين الذين فجروا القنابل وقتلوا الأبرياء كانت محاكماتهم تسير بشكل بطىء للغاية، من هنا كان من الضرورى تخصيص دوائر خاصة لسرعة الفصل فى قضايا الإرهاب كخطوة أساسية لردع الإرهابيين.
ثالثا: إجراءات العدالة الاجتماعية
فى تلك الفترة كان بعض المصريين يتمتعون بثروات طائلة تضعهم فى مصاف أكبر أثرياء العالم، وفى الوقت نفسه كان نصف المصريين على الأقل يعيشون تحت مستوى الفقر وينفقون على أسرهم أقل من دولار واحد يومياً، ويكفى أن نعلم أن ٦٠ فى المائة من المصريين كانوا يعيشون بدون صرف صحى، وأن واحدا من ثلاثة من سكان القاهرة كان يعيش فى العشوائيات. هذا التفاوت الفاحش بين الفقراء والأغنياء كان من أسباب الثورة، ولم تعالجه الحكومات التى أعقبتها، ويرى المؤرخون أن السيسى كان يتحتم عليه تطبيق إجراءات فورية لتحقيق العدالة الاجتماعية، مثل تطبيق ضرائب تصاعدية على الأغنياء، ورفع الدعم عن الغاز والكهرباء والمياه بالنسبة للمصانع التى تبيع منتجاتها بالسعر العالمى، وربط الحد الأدنى للأجور بالحد الأقصى فى قطاع الحكومة، والاستغناء عن آلاف المستشارين فى الوزارات المختلفة الذين يقبضون ملايين الجنيهات بدون عمل حقيقى، وإلغاء الصناديق الخاصة، وهى صناديق شبه سرية يستولى بها كبار المسؤولين على المال العام بعيداً عن رقابة القانون. هذه الإجراءات كان من شأنها أن توفر للدولة موارد جديدة تستطيع بها أن تكفل حياة إنسانية لملايين الفقراء، وكان ذلك كفيلاً بالقضاء على التوتر الاجتماعى الذى راح يتجلى فى حركة إضرابات شملت قطاعات عريضة من المجتمع. إن تحقيق العدالة الاجتماعية عامل أساسى فى القضاء على الإرهاب.
رابعا: تطبيق ميثاق الشرف الإعلامى
بعد الثورة، أنشأ كبار الأثرياء من فلول نظام مبارك وسائل إعلامية ضخمة ومؤثرة.. وبعد سقوط حكم الإخوان، شنت فضائيات الفلول حرباً شرسة على الثورة واعتبرتها مؤامرة، كما اتهمت شباب الثورة بالخيانة، وتحول عملاء أمن الدولة فى الإعلام إلى نجوم يتقاضون ملايين الجنيهات ويصنعون برامج تليفزيونية مخصصة للتشهير بالثوريين، وقد تعدت الحملة ضد الثورة كل حدود الأخلاق والقانون، فبدأ الإعلاميون المخبرون يذيعون مكالمات لبعض شباب الثورة تكشف عن أسرار شخصية لهم مما يعد انتهاكاً للدستور الذى أكد حرمة الحياة الخاصة وجرّم التنصت دون إذن من النيابة. وقد أدان هذه الحملة كبار المسؤولين، لكن الدولة نفسها لم تفعل شيئا لإيقافها، مما أعطى انطباعاً بأنها راضية عنها، أو أن فلول مبارك أقوى من الدولة ذاتها. كان تشويه الثورة خطوة ضرورية حتى يحافظ الفلول على مصالحهم، ويعودوا إلى الحكم من جديد. وهكذا فإن شبان الثورة أشجع وأنبل من مصر، الذين واجهوا الموت وأصيب وقتل منهم عشرات الألوف من أجل تحقيق العدل والحرية لكل المصريين، أصبحوا يتلقون اتهامات الخيانة بواسطة بعض المنافقين الذين كان منتهى أملهم أن يعملوا شماشرجية لجمال مبارك وخدما مطيعين لوالدته سوزان. مع استمرار حملات التشهير والاعتقالات، كان من الطبيعى أن يتخذ شباب الثورة موقفا ضد الحكومة الانتقالية ويتهمونها بأنها تنتمى للثورة المضادة. من هنا فإن تطبيق ميثاق الشرف الإعلامى وإيقاف تلك الحملات الظالمة ضد الثورة كان خطوة مهمة لاستعادة ثقة شباب الثورة لكى يساندوا الدولة فى حربها ضد الإرهاب.
خامسا: تطبيق العدالة الانتقالية
على مدى ثلاث سنوات من الثورة، تم قتل آلاف المصريين فى عهد مبارك والمجلس العسكرى والإخوان، وفى أعقاب كل مذبحة كانت الروايات تتعدد والاتهامات تتوزع بين أطراف مختلفة. أثناء بعض المذابح، رأى المصريون بأعينهم الضباط يقتلون المتظاهرين ويدهسونهم بالمدرعات، ومع ذلك فإن شخصاً واحداً لم يحاسب على جرائمه. جميع ضباط الشرطة الذين اتهموا بقتل المتظاهرين حصلوا على أحكام بالبراءة، وكثيرون منهم تمت ترقيتهم إلى رتب أعلى، مما ترك غضباً ومرارة لدى أهالى الشهداء والمصابين. إن تطبيق نظام للعدالة الانتقالية كان خطوة ضرورية يتم خلالها تشكيل لجان قضائية مستقلة عن القضاء العادى تتولى التحقيق من جديد فى كل المذابح التى تعرض لها المصريون والكشف عن قتلة المتظاهرين، وبعد ذلك يكون الاختيار لأهالى الضحايا: إما العفو عن القتلة مقابل تعويضات، أو تقديمهم للمحاكمة الجنائية طبقا للأدلة الجديدة. توقع المؤرخون من المشير السيسى أن يدرك أن المجتمع لن يهدأ أبداً إلا بتحقيق القصاص للشهداء، وبالتالى فإن العدالة الانتقالية شرط أساسى للقضاء على الإرهاب.
سادسا: انتخابات ديمقراطية نزيهة
مع اقتراب ترشح المشير السيسى لمنصب رئيس الجمهورية، ظهر ترزية القوانين الذين طالما قاموا بتفصيل القوانين وفقاً لرغبات مبارك وولده، واستعادوا نشاطهم فقاموا بتحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات، فأصبح المرشحون للرئاسة لا يستطيعون الطعن على قرارات اللجنة إلا أمامها، لتكون هى الخصم والحكم، الأمر الذى ينافى أبسط قواعد العدالة. وقد رفض مجلس الدولة مبدأ التحصين، لأنه يشكل مخالفة صريحة للدستور، إلا أن الحكومة أصرت على التحصين، وأصدرت قانونا للانتخابات يستحيل تطبيقه بشكل عادل على المرشحين جميعا، مما أعطى انطباعا بأن الانتخابات التى ستوصل المشير السيسى إلى رئاسة الجمهورية ستكون نسخة أخرى من استفتاءات مبارك المزورة التى حكم بها البلاد ثلاثين عاما. لاحظ المؤرخون أن الدعاية للمشير السيسى تستعمل نفس الطرق التى كان مبارك يستعملها، ولاحظوا أن فلول نظام مبارك يؤيدون ترشح السيسى بكل قوتهم وينفقون الملايين للدعاية له، وذلك لأنهم يعتقدون أن السيسى سيكون امتداداً لحكم مبارك، وبالتالى سيفلتون من المحاسبة على الأراضى والأموال التى نهبوها من الشعب. ولا شك أن إلغاء التحصين وإجراء الانتخابات الرئاسية طبقا للمعايير الديمقراطية وتحت رقابة دولية كان سيعطى شرعية للرئيس المنتخب، ويبعث الثقة فى نفوس المصريين بعد أن قاموا بثورة من أجل ديمقراطية حقيقية.
أجمع المؤرخون على أن هذه القرارات ضرورية للانتصار فى معركة الإرهاب، وأكدوا أن المشير السيسى كان بإمكانه أن يدخل التاريخ باعتباره مؤسس أول ديمقراطية حقيقية بعد ثورة ١٩٥٢.. هل أدرك المشير السيسى خطورة الموقف بعد حادث مسطرد واتخذ القرارات التى تعيد الحق إلى نصابه أم أنه استمر فى سياساته القديمة بلا تغيير؟. هل يقف المشير السيسى مع الثورة أم ضدها؟. هل يحرص السيسى على تحقيق أهداف الثورة، أم أنه يعتبرها مؤامرة كما صرح قائده السابق المشير طنطاوى؟. هذا ما سوف نشرحه بالتفصيل فى الدرس القادم..
تمرينات على الدرس:
■ أجب باختصار عن الأسئلة التالية:
١ - ما هو المغزى الحقيقى لحادث مسطرد؟
٢ - لماذا انصرف شباب الثورة عن تأييد السلطة الانتقالية، بالرغم من أنهم كانوا شركاء أساسيين فى إسقاط حكم الإخوان؟
٣ - ما هى الصناديق الخاصة وما تأثيرها على الاقتصاد القومى؟!
٤ - من هم ترزية القوانين وماذا قدموا للمشير السيسى؟!
٥ - لماذا تهاجم فضائيات الفلول شباب الثورة؟!
■ ضع الكلمة المناسبة فى مكان النقاط:
١- حتى يحتفظ المشير السيسى بثقة المصريين كان يجب أن يقف مع ..... ضد نظام مبارك.
٢- لن يستقر المجتمع قبل أن يتحقق ...... للشهداء.
٣- فى ظل انعدام تكافؤ الفرص بين المرشحين وانحياز جهاز الدولة للمشير السيسى كمرشح واستمرار القمع وتحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات ستتحول الانتخابات الرئاسية إلى ....... لها بطل واحد.
٤- لا يمكن أن نقنع العالم بأن النظام فى مصر ديمقراطى فى وجود...... العشوائية والتعذيب.
(انتهى الدرس الخامس فى الوحدة الثانية من كتاب التاريخ المقرر على الصف الثالث الثانوى القسم الأدبى فى العام الدراسى ٢٠٧٠ - ٢٠٧١ )

الإرهاب والعقل بقلم د. مراد وهبة ١٧/ ٣/ ٢٠١٤

 فى عام ١٩٩٨ تم التوقيع على اتفاقية عربية لمكافحة الإرهاب فى اجتماع مشترك لمجلس وزراء العدل والداخلية العرب.
وفى مارس عام ٢٠٠٢ تم عقد ندوة عربية بالخرطوم، فى إطار مجلس وزراء العدل العرب، حول اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة انتهت إلى توصية مفادها مكافحة الإرهاب وجريمة غسل الأموال.
وفى سبتمبر ٢٠٠٢ صدر قرار عن مجلس الجامعة على المستوى الوزارى يؤكد على الموقف العربى من مكافحة الإرهاب.
وفى ٣ فبراير ٢٠١٤ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً ينص على عقوبات تتراوح بين ثلاث سنوات وثلاثين سنة لمن يشارك فى قتال خارجى أو يحرض على ذلك بأى شكل من الأشكال. وأظن أن بداية التفكير فى إصدار ذلك الأمر الملكى مردود إلى ما لاحظه الملك من انخراط الشباب السعودى فى العمليات الإرهابية الانتحارية منذ أحداث ١١ سبتمبر فى أمريكا وفى العراق فيما بعد ٢٠٠٣ ثم تنظيمات الإرهاب فى سوريا اليوم.
وفى ١٢ مارس ٢٠١٤ انعقد المؤتمر الدولى الأول لمكافحة الإرهاب ببغداد. وفى نفس ذلك اليوم انعقد فى مراكش المغربية مؤتمر وزراء الداخلية العرب لتنسيق الجهود بين الدول العربية فى «الحرب الكونية على الإرهاب».
واللافت للانتباه أن جميع هذه القرارات تنص على ضرورة مكافحة الإرهاب، ومع ذلك فالسؤال مازال قائماً: ما الإرهاب؟
التعريف الشائع للإرهاب أنه الاستعانة بالقوة المسلحة القاتلة ضد الأفراد أو الجماعات فى زمن السلم من أجل إكراه طرف ثالث على تلبية طلبات الإرهابيين، فى حين أن ثمة إرهاباً يخلو من وجود طرف ثالث. فاغتيال السادات تم بفعل نفر من القوات المسلحة اعتقد أنه حاكم مرتد لأنه سمح للقوانين الكافرة بأن تحكم مسلمى مصر، وأنه قد أبرم معاهدة بين مصر والنظام الصهيونى فى فلسطين المحتلة. وهذا يعنى أن الاغتيال هاهنا لم يتم تنفيذه لإجبار طرف ثالث، ومع ذلك فإن هذا الاغتيال يعتبر عملاً إرهابياً.
إذن ما الإرهاب؟
أظن أن نقطة البداية فى تعريف الإرهاب تكمن فى الإرهابى وليس فى غيره من بنى البشر أجمعين، ومن ثم يمكن القول بأن الإرهاب يكمن فى عقل الإرهابى لأنه كائن عاقل فى المقام الأول. والسؤال إذن: ماذا يحدث فى العقل بحيث يتحول إلى عقل إرهابى؟
أظن أن الجواب عن هذا السؤال الشائك يبدأ من الفيلسوف الألمانى كانط عندما قال إن العقل له خاصية متميزة، وهى أنه يبحث عن المطلق ولكنه عاجز عن اقتناصه. وهنا يميز كانط بين حالتين: حالة البحث عن اقتناص المطلق، وحالة اقتناص المطلق بالفعل. الحالة الأولى قائمة منذ القدم ومازالت قائمة حتى اليوم. أما الحالة الثانية فإذا تمت فإنها تتم بالوهم لأن العقل النسبى ليس فى إمكانه اقتناص المطلق، لأن اقتناصه فى هذه الحالة يحيله إلى نسبى فيفقد مطلقيته. ومع ذلك فالأصولى يتوهم أنه مالك للحقيقة المطلقة. وحيث إن الحقيقة المطلقة واحدة فوجود منافس لها يهدد وجودها، ومن ثم فإذا تعددت الحقائق المطلقة فإنها تدخل فى صراع بالضرورة. ومن هنا يقال على الإرهابى إنه أصولى لأن الأصولى هو الذى على «يقين» بأنه مالك للحقيقة المطلقة. العلاقة إذن عضوية بين الأصولى والإرهابى وهذه العلاقة تشكل فى النهاية نتوءاً يأخذ فى الاتساع إلى أن يتحكم فى النسق الحضارى برمته وبالتالى تكون الحضارة معرضة للسقوط. وهكذا يمكن تعريف الإرهاب بأنه نتوء حضارى.
والسؤال إذن:
كيف يمكن إنقاذ الحضارة من نتوئها، أى من الإرهاب؟

Sunday, March 16, 2014

شجر البرتقال قد يطرح مرتين بقلم د.عزالدين شكرى فشير ١٦/ ٣/ ٢٠١٤ بالمصرى اليوم

معظم القيادات الأمنية المصرية تعتقد أن ثورة يناير عبارة عن مؤامرة دبرتها الولايات المتحدة بالتعاون مع آخرين من داخل مصر وخارجها، مستغلة حالة السخط الشعبى المتزايدة. هذا السخط تراكم نتيجة أخطاء الرئيس الأسبق مبارك وبطانته، سواء الأخطاء السياسية كمشروع التوريث وتزوير الانتخابات الفاضح والتقارب العلنى مع إسرائيل، أو الأخطاء الاقتصادية والاجتماعية مثل تلك التى أدت لانتشار الفساد وتضخمه، وتدهور الخدمات بصورة حادة، وصعوبات المعيشة لقطاعات متزايدة من الشعب. المؤامرة، فى نظر القيادات الأمنية، هدفها المباشر تغيير النظام وتسليم حكم البلاد لجماعة الإخوان التى اتفقت مع الجانب الأمريكى على الخطوط العامة للحكم فى مصر والمنطقة.
أما هدفها غير المباشر، والأقل وضوحا، فهو إدخال المنطقة فى حالة من الفوضى الممتدة بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمنية وبالطبع مصلحة حليفتها إسرائيل. هذه القيادات الأمنية لا تنفى صدق مشاعر الناس الساخطة التى خرجت فى الشوارع والميادين، ولا تقلل من معاناتهم ورغبتهم فى التغيير وبناء نظام جديد، لكنهم يرون هذا السخط أداة، حقيقية وصادقة نعم، لكن تم استخدامها دون علم أصحابها من جانب هؤلاء المتآمرين، وأولهم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه النظرية لا تفسر الثورة المصرية فقط. فـ«الثورات» العربية كلها تبعت نفس الخط: تونس كانت حقل التجارب، ومع مصر جاءت ليبيا واليمن وسوريا وغيرها، إلا من نجا بنفسه باتفاق أو بإجراءات استباقية. وخارج المنطقة، هناك محاولات مماثلة جرت فى فنزويلا والبرازيل وغيرهما. فهذه الخطة تعبر عن نموذج جديد لسعى واشنطن تغيير الأنظمة المعادية لها، أو على الأقل الضغط عليها. لكن أوكرانيا هى المثال الأبرز لهذه الخطة، وهى التى سبقت «الربيع العربى» وأرست نموذجه منذ عام ٢٠٠٣، حين اندلعت فيها «ثورة برتقالية» أسفرت عن الإطاحة بالنظام الموالى لروسيا وإحلال نظام موال للدول الغربية مكانه.
لست هنا فى معرض مناقشة هذه النظرية، ولا أريد الدخول فى جدل بشأن مدى صدقها أو دقتها. بل أريد من القارئ افتراض سلامتها ولو مؤقتا، حتى ينتهى من قراءة هذه المقالة. السؤال الذى أريد طرحه على كل من يعتقد بصحة هذه النظرية هو التالى: ماذا تعنى التطورات الأخيرة التى جرت فى أوكرانيا؟ هل تعنى شيئا لنا؟ هل تمثل تحذيرا ما؟ هل هناك دروس نتعلمها مما يجرى فى أوكرانيا؟ وطبعا يرد القارئ الملول: «مصر ليست أوكرانيا». وأقول مهلاً علىّ. تمعن قليلا فى الحالة الأوكرانية، وفقا للنظرية التى تؤمن بها أنت.
المؤامرة الأمريكية فى ٢٠٠٣ (الثورة البرتقالية) تم إيقاف تنفيذها من خلال ثورة مضادة قادتها أجهزة الأمن والدولة الأوكرانية استطاعت، من خلالها، وبالصندوق الانتخابى، الإتيان برئيس موال للنظام القديم ولروسيا، ثم الزج برئيسة الوزراء التى تمثل نتيجة «الثورة البرتقالية» فى السجن بتهم فساد وإساءة استخدام السلطة. هل يذكرنا هذا بشىء؟ طيب، لنتابع.
استمرت الثورة المضادة فى النجاح، وتم إخماد المؤامرة البرتقالية الأمريكية لسنوات. لكن أين ذهبت المؤامرة الأمريكية؟ هل تبخرت؟ هل غيرت الولايات المتحدة خطتها الاستراتيجية فى المنطقة وتخلت عن استمالة أوكرانيا أو جزء منها؟ وأين ذهبت المظالم التى دفعت برتقاليى الشعب الأوكرانى الأبرياء للخروج فى المظاهرات؟ بمعنى آخر أين ذهب الشجر الذى طرح ثورة البرتقال؟ هل تحسنت ظروف الشعب المعيشية خلال سنوات الثورة المضادة؟ هل تم تحديث مؤسسات الدولة وخدماتها بحيث تواكب تطلعات الناس؟ هل تم القضاء على الفساد فى قطاعات الطاقة والعقود الحكومية والمزايا؟ الإجابة عن كل الأسئلة الأخيرة هى لا. لم يتم شىء من هذا. طيب وبعدين؟ ماذا حدث للبرتقال؟
طرح مرة أخرى. عاودت المؤامرة الأمريكية استغلال السخط الشعبى الذى زاد، وأطلقت ثورة جديدة. ولأن المؤامرة قد تعلمت الدرس، ولأن الشعب الغاضب زاد غضبه، فقد أطاحت هذه الثورة بالنظام القائم كله.
ربما لا يستقر الأمر للثورة الأوكرانية الجديدة. ربما تنجح قيادات الدولة المطاح بها، بمعونة روسيا، فى البقاء. لكن من المؤكد أنها لن تعود لحكم أوكرانيا ككل. ومن المؤكد أن أوكرانيا أمامها أوقات أشد ظلاما مما عاشته. السؤال إذاً: هل لدى القيادات الأمنية المصرية خطة لتفادى هذا السيناريو؟ هل لديهم خطة مثلا للتفاوض مع الأمريكان المتآمرين أم سيمضون فى المواجهة معهم بلا نهاية؟ وإن كانوا ينوون المواجهة، هل لديهم خطة لإزالة شجر البرتقال: هل لديهم خطة عملية للقضاء على أسباب سخط الناس التى دفعتهم للانفجار، وموارد لتنفيذها فى إطار زمنى معلوم، أم ينوون الاعتماد على النوايا الطيبة والإخلاص وتوجيه النداءات للشعب أن يفطن للمؤامرة؟
التجربة الأوكرانية تقول إن استمرار السخط هو الأرجح لأن أسبابه عميقة، وأن «المؤامرة» تعود حتى لو توقفت لفترة، ومن ثم يحسن بالجميع الإعداد ليوم تطرح فيه أشجار البرتقال مرة أخرى.

Saturday, March 15, 2014

الطبيعة أحكم من أبنائها بقلم د. وسيم السيسى ١٥/ ٣/ ٢٠١٤


إنسان ما، هبط ضغطه، ففقد وعيه، وسقط، هذه حكمة الطبيعة حتى يذهب الدم للمخ والقلب، وبدلاً من مساعدته برفع ساقيه حتى تضخ دماء أكثر، تقوم أنت ومن حولك بوضعه على كرسى، وتخبط على وجهه فتقضى عليه! اتركه مسطحاً، عليك أن تعدل رأسه، تفك ياقة قميصه.. الطبيعة هنا أحكم منك بكثير.
أعلى نسبة سرطان بروستاتا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأقل نسبة هى فى اليابان، ولكن اليابانيين الذين يعيشون فى أمريكا، ويتناولون فيها طعامهم ترتفع النسبة كثيراً لديهم! تذكروا نصائح جدنا الكبير بتاح حتب: جاء جسدك من تراب هذه الأرض «مصر»، عليك أن تأكل من ثمارها، حتى يتوافق جسدك مع طعامك، ولا تأكل من ثمار البلاد الأجنبية!
غشاء البكارة! هذه تسمية خاطئة، الأصح أنه غشاء الوقاية للمهبل قبل البلوغ! عند البلوغ، نجد الهرمون الأنثوى «الأستروجين» يبنى جليكوجين فى جدار المهبل الذى يتحول إلى حامض لبنيك.. قاتل للبكتريا، أما قبل البلوغ، فنجد المهبل معرضا للبكتريا، لذا كان لابد من غشاء يحمى المهبل حتى يتم البلوغ، هنا الطبيعة تعطينا درساً بليغاً: ممنوع الزواج قبل سن البلوغ!
هل نحن بطبيعة تكويننا أكلة لحوم أم نباتات وفواكه؟!
نحن أكلة نباتات وفواكه، ولم نعرف اللحوم إلا بعد معرفتنا بالنار، الدليل على ذلك:
١ - الأنياب عندنا محاذية للقواطع، فلسنا مثل النمور والأسود.. أنيابنا بارزة!
٢ - نتشابه بيولوجياً مع الشمبانزى فى ٩٨٪ من الجينات، وهى لا تأكل اللحوم إلا فى المجاعات.
٣ - متوسط الأعمار أعلى عند النباتيين.
٤ - كثرة اللحوم والدهون تؤدى إلى هشاشة العظام، سرطان البروستاتا، قصور فى وظائف الكليتين.
ارتفاع درجة الحرارة.. هذه الحرارة هى المعركة القائمة بين الميكروبات أو الفيروسات من ناحية، وبين جهاز المناعة من ناحية أخرى، تأتى أنت، وتأخذ مخفضات لدرجة الحرارة، فيتوقف جهاز المناعة عن العمل ويعتقد أن المعركة انتهت، فتفتك بك البكتريا!
نعم مخفضات الحرارة إذا كانت ٣٩ أو ٤٠، ولكن أقل من ذلك عليك بالمضاد الحيوى والماء، تذكر هذا الحديث النبوى الشريف: «الحمى نار من لفح جهنم أطفئوها بالماء».
أخيراً كثرة الدواء بدون لازمة، خصوصاً المسكنات. تذكر أنه ليس هناك للدواء آثار إيجابية بدون آثار سلبية.
NO EFFECT WITHOUT SIDE EFFECT
الدواء يعطى فى الضرورة القصوى، كنت أعمل مع بروفيسور جرانت فى كمبردج، وكان قبل كل عملية يقول: يا رب دعنا نفيد هذا المريض أكثر مما نضره!. ثم يلتفت إلىّ ويقول: نعم نحن يمكن أن نضر المريض بالدواء أوالجراحات، إذا لم تكن لها ضرورة!
أوصت سيدة بلغت من العمر ١٢٠ عاماً بثروة لا تقدر بثمن لطبيبها الخاص نظير رعايته لها طوال خمسين عاماً من عمرها، وعندما فتحوا الشنطة الضخمة، وسط انفعال كبير، وجدوا مئات الروشتات لهذا الطبيب وعليها خطاب تقول فيه:
أشكرك كثيراً على رعايتك الصحية، لم أتناول قرصاً واحداً من هذه الأجزاخانة.. ولو أنى تناولت كل ما وصفته لى لما بلغت هذه السن الجميلة!

Friday, March 14, 2014

المتقشفون ناس كُمّل بقلم إسعاد يونس ١٤/ ٣/ ٢٠١٤


■ عايز تزرزر واحد مصرى.. ميل على ودنه وارزعه واحدة «تقشف».. يا ساتر يا رب.. حاتلاقيه اتفزع واتنطر ولبسه عفريت أشتوت مأشتت مأصل.. ويقولك أتقشف إيه تانى؟.. مانا متقشف أهو.. دانت لو جبت مراهم جليسيرين القارة كلها مش حاتزيل التقشف اللى على جتتى.. تقوله مش لازم انت اللى تتقشف.. الدولة كلها هى اللى لازم تتقشف واحنا معاها.. يبتدى يحسبها فى عقل باله..
■ هل التقشف ده حاييجى فى الأكل؟؟.. وهو أول خاطر يشغل بال المصريين.. حاكم احنا شعب ثقافة العز بتتمركز أولا فى الأكل.. نسمى العمل أكل عيش والعشرة عيش وملح والرشوة شاى.. عندما أسرح بخاطرى قليلا فى الأفلام العالمية مثلا.. لا أتذكر أفلاما كثيرة تحتفى بالأكل زى ماحنا بنحتفى.. المحروم هناك لما بيطلعله عفركوش بيطلب طلبات تانية قبل الأكل.. اللهم إلا إذا كان جعان ميت فى لحظة ظهور العفريت أو كان تايه فى الصحرا مثلا.. وغالبا بيطلب شرب الأول مش أكل.. لكنه بيطلب طبعا فلوس أول حاجة.. عشان هو بعد كده يبقى يجيب أكل من غير ماحد يبصله فيه.. لكن احنا؟.. أول طلب هو اللغ.. ولازم الصينية تيجى معمرة ومحمرة بأشكال محفوضة وتراثية.. فراخ وديوك وبط ووز وحمام زوفة واحدة كده.. وكله صحيح ومتحمر ومتكتف.. عشان الزبون يمسك الضحية من دول ويزرع سنانه فيها ويمزع لحمها أمام الكاميرا قوم المشاهد يحصله حالة تفريغ عاطفى ونشوة حسية.. محدش عمره سأل نفسه هو العفريت طبخ الحاجات دى فين؟.. افرض الفريك اللى كان فى الحمام كان فيه زلط والعفريتة مراته نتنة وبتطلسأ فى التنقية..
■ فإذا قلتله بص احنا السنة دى نستغنى عن الياميش مثلا.. تصعب عليه نفسه موت.. ويلوى بوزه زى العيال ويشفتر «يعنى حناكل الكنافة من غير بندق وفزدق؟.. ومش حانعمل خشاف بالصنوبر واللوز؟.. حسبى الله ونعم الوكيل.. الواحد عايش قد إيه يعنى لما يعدى رمضان عليه من غير نُقل؟».. ويبتدى يفكر ازاى حايجرى جرى يشترى المكسرات اللى فى السوق ويحوشها عشان يبقى يبيعها لجيرانه وقت أما تشح.. أو يعمل بيها مصلحة وسبوبة..
■ تقوله نخف من حلويات المولد والكحك والغريبة، ويا أخى بلاها فسيخ فى شم النسيم.. ده فى كل الظروف الاقتصادية اللى بتمر بيها البلد.. الفسيخ بينزل السوق وما بيرجعش منه ديل سمكة يا راجل والكحك بيتنسف نسف.. ما حوبوكش يعنى.. يشعر بالمهانة والمذلة ويقولك حاخش عالعيال إيدى فاضية؟؟.. مش حاحلى بقهم يعنى؟.. وهو مش واخد باله إن العيال لا فارق معاهم كحك ولا فسيخ ولا نيلة.. وإنهم كل مُناهم إنه يحل عن قفاهم يسيبهم ينزلوا يلعبوا مع صحابهم من غير ما يقعد على نفسهم يكتمه.. وإنه فى الغالب هو ومراته اللى بيلهفوا الأكل ده لوحدهم عشان يبقللوا ويفشكلوا ويبقوا كتل لحمية بتخبط فى بعضها وتزنّق عالعيال فى الطُرقة..
■ عايز تعمل بيزنس مضمون بنسبة كبيرة.. اشتغل فى الأكل فى البلد دى.. تفتح هايبر ماركت.. الصلا عالنبى يمشى حلاوة.. مطاعم شيك شغال.. مطاعم من نوعية زيزو عفاشة وعبده قريفة وسيد كل وانت ساكت الله ينور.. لحد عربيات الفول والكشرى والحلابسة.. مش عارفة إيه السبب فى إننا كده.. بعضهم يحللها على إنها المتعة الحسية الوحيدة اللى حلال.. ودى برضه ثقافة منحرفة شويتين..
■ كل البلاد والشعوب فيها ناس من كل الطبقات.. فيها فقر وطبقات متعددة وغنا.. لكن نسب التقشف تختلف وتفرض نفسها من غير توجيه من الحكومة بأن سدوا بوزكوا شوية.. قربتوا تاكلونا.. وهناك شعوب أستغفر الله العظيم أول اهتماماتها الكتب.. أستغفر الله يعنى.. ناس وحشين مالناش احنا دعوة بيهم.. حايروحوا النار..
■ ربما لا يعرفون التقشف اللطيف الذى عشناه زمان قوى.. كان تقشف على كل المستويات.. فإذا بدأنا بالأكل.. احنا يا محترم كان عندنا جبنه بيضا وقريش.. وحاجة صفرا تانية كده تاخدها وتتكل على الله وانت وحظك.. يا تطلع صابونة غسيل يا جبنة رومى.. واوعى تفكر ترجعها لأنك حتاكلها فى الدكانة وانت واقف.. وتبقى تتكلم بالرغاوى بعد كده.. وكان عندنا علب سردين وسلامون من بتاعة البحارة زمان.. فإذا عنّ ليك تجيب سيرة التونة ممكن تتخبط على بوزك عشان تبقى تتأدب فى الكلام.. والعيش كان نوعين.. بلدى وفينو.. وكانت هناك عدالة فى التوزيع بين الصنفين فى عدد عيدان الكبريت والمسامير وأحيانا إضافة بعض المحسنات البروتينية كالصراصير والنمل.. عناصر مساعدة فى التغذية يعنى.. للحق كان العيش البلدى لسه بحجمه المتعارف عليه، أما الفينو فكان شبه السوسيس من كتر رُفعه.. لدرجة إنه لما فتح فرن جديد اسمه واسيلى كان بيطلّع عيش فينو مدملك شوية ونضيف.. وقتها كان نوع من الفشخرة انك تمسك العيش وتستعرض مقاسه أمام الناس عشان تذلهم وتتمنظر عليهم.. وبالتالى تميز عصر الانفتاح فيما بعد بأول إنجازاته لما استورد آلية العيش الكايزر.. كنا فجرنا بقى..
■ كان التوجيه المعنوى يرسل برسائل تحقر من اللحمة والفراخ.. والبرامج تتحدث عن سمو ورقى الفول والعدس اللى هما بروتين برضه ماتقرفوناش بقى.. وكانت برامج الطبيخ تتفنن فى تنويع وصفات الفول النابت أبو زلومة والمدشوش والعدس الأصفر والكهرمانى والأسود وكنا بنتعشى فول حيراتى وجبنة بيضا ظنا منا إنه بروتين برضه وننام منفوخين وفى أشد الاحتياج لحبل وتُقّيلة حتى لا نطير فى الجو.. ولما كانت عائلة أرستقراطية مثل الأباظية تحب تجمل حياتها تقوم تخترع العدس الأباظى وتدس فيه كام قطعة لحمة فيتحول إلى أكلة وسطية غير متهمة بالغطرسة..
■ كان اللى يروح المدرسة معاه ساندوتش بيض ده يبقى بورجوازى متعفن.. لكن كان ممكن يبقى معاه حلاوة وما يخافش على نفسه م التحرش.. وكانت الفصول فى معظم المدارس بتفح بريحة المفتقة وهى نوع من المربة البلدى المصنوعة من الحلبة وفى متناول اليد.. نكرر حلبة.. تخيل انت بقى..
■ وهو عصر الريسايكلينج الأمثل.. أو إعادة التدوير.. ماكانش عندنا زبالة زى دلوقتى لأننا ماكناش بنرمى حاجة.. القماش ييجى على شكل ستارة فتقدم تبقى ملاية.. تقدم تبقى بياض صالون.. تقدم تبقى كوفرتة للعيال.. تقدم تبقى كومبينيزون.. تقدم تبقى كلسونات.. تقدم تتحول إلى فوط مطبخ ثم خيشة وما يبقاش فاضل غير اننا ناكلها مع المخلل.. البرطمان يفضى من المربة يتحول إلى كباية أو كوز أو زهرية أو حوض زرع على سور البلكونة أو مأوى للدبابيس والأمواس وبراوى الصابون أو مقلمة.. البطيخ.. ناكله ونقزقز لبه ونأكل قشره للحمير.. وهكذا..
■ كانت نص الستات بتفصل هدوم العيلة كلها فى البيوت.. ولهذا تألقت مجلة البوردا التى كانت تعلم السيدات كيف تقص باترون.. انا خيطت معظم هدوم جامعتى.. لدرجة انى مرة لقيت ماما جايبة قماش كاستور فاخر حبتين.. بقلبه لقيت ضهره احلى من وشه.. قعدت انا وصاحبتى الأنتيم وخيطنا منه بدل وتاييرات شيك جدا واتقنعرنا على زمايلنا وقلنا انه مستورد ومحدش فقسنا.. سر أعترف به لأول مرة..
■ أعتقد أن كل أبناء جيلى عندهم من القصص دى أطنان.. داحنا شفنا أيام.. السر والسحر فين بقى؟؟.. السر والسحر فى إننا لم نكن شكائين بكائين.. كنا مهمومين جدا كشعب إننا فى ضهرنا نكسة وأمامنا نصر يجب أن يتحقق.. نعم كنا نشعر بالنقص وسط الدول التى تحيط بنا لأننا لا نعيش مثلهم.. لكن خللى كلب ينطق على مصر كده.. صدقا وحقا كنا بنمزعه بسناننا.. والأهم أننا لم يكن يلهينا شىء.. ولا أذكر أبدا أننا كنا نتنكر لبلدنا على اختلاف انتماءاتنا.. مش زى ناس..
■ اللى عاش المراحل دى.. يدرك تماما إن مصر لم تتعرض لمحنة أقسى من التى تتعرض لها الآن.. بما فى ذلك النكسة.. فرق كبير بين عدو واقف عالحدود وبين عيل سو بيطفح من خيرها ويعضها ف قلبها.. أما التقشف ذات نفسيه.. فله ألف طريقة وطريقة.. أهمهم أن تدور عجلة الإنتاج حتى ننشغل فى العمل.. حاكم الفاضى يعز لقمة القاضى..

Tuesday, March 11, 2014

تسقط جمهورية كأن... بقلم د. علاء الأسوانى ١١/ ٣/ ٢٠١٤

يقف رئيس الجمهورية فى أوج أناقته داخل قاعة فسيحة وقد بدا على وجهه تعبير رسمى متجهم وكأنه يعيش لحظة تاريخية فعلا ويقف أمامه وزير الداخلية كما يقف الجندى أمام القائد. عشرات الكاميرات تصور وزير الداخلية وهو يقرأ النتائج الرسمية للاستفتاء، يبدأ بعدد الناخبين المسجلين ثم عدد المشاركين والذين قالوا نعم والذين قالوا لا، وأخيرا يهنئ وزير الداخلية الرئيس بفوزه فى الاستفتاء بنسبة تزيد على ٩٠ فى المائة.
هذا المشهد كان مقررا علينا نحن المصريين فلم نعرف سواه على مدى عقود باستثناء عام ٢٠٠٥ عندما قام حسنى مبارك بتعديل عنوان المهزلة من استفتاء إلى انتخابات رئاسية. طالما تساءلت: لماذا لا يوفر مبارك ملايين الجنيهات التى ينفقها من ميزانية الدولة فى تلك الاستفتاءات ويعلن للشعب أنه باق فى السلطة بالقوة لأن أحدا لا يستطيع إجباره على تركها؟!.. الديكتاتور يحتاج إلى مسرحية يلعب فيها دور البطولة وحوله مجموعة كومبارس.. يحتاج الديكتاتور إلى قانون انتخابات وتعديلات دستورية ومراقبين وإعلاميين ولجنة عليا للانتخابات. الهدف تحسين شكل الاستبداد فى الداخل والخارج.. هذا التدليس الذى يبدأ من رئيس الجمهورية سرعان ما ينتقل كجرثومة المرض إلى مؤسسات الدولة ثم إلى المجتمع كله..
 بعد سنوات من الاستبداد يعيش المجتمع فى «حالة كأن» فيبدو كل شىء وكأنه حقيقى بينما هو مزيف. نرى الرئيس يشكر الناخبين فيبدو كأنه رئيس منتخب بينما هو ديكتاتور مزور. نرى مناقشات حامية فى مجلس الشعب فيبدو المتكلمون وكأنهم ممثلون حقيقيون لإرادة الشعب، بينما هم منافقون مزورون لا ينطقون بكلمة إلا بموافقة الرئيس وأجهزة الأمن. نرى إعلاميين وقورين فى التليفزيون يبدون محايدين، بينما هم ينفذون تعليمات ضابط أمن الدولة الذى يتولى تشغيلهم. مع انتشار «حالة كأن» تنشأ اللغة الرسمية للنظام التى هى مجموعة أكاذيب مغلفة بلهجة وقورة، لغة تعلم الشعب ألا يصدقها لأنها تعنى بالضبط عكس ما تقول. إذا أكدت الحكومة أنها لن ترفع أسعار البنزين أدرك الناس أن البنزين الرخيص سيختفى حتى يضطروا إلى شراء النوع الغالى. إذا أكدت وزارة الصحة أنه لا وجود لأمراض الصيف أيقن الناس أن الكوليرا منتشرة. وإذا أكدت الداخلية أن مواطنا انتحر أثناء التحقيق معه تأكد للجميع أنه مات من التعذيب.. بعد ذلك تنتقل عدوى «حالة كأن» من النظام إلى المجتمع.. ينفصل الشكل عن المضمون وينفصل الدين عن السلوك ويهتم الناس بصورتهم أمام الآخرين أكثر من اهتمامهم بمطابقة تصرفاتهم للمعايير الأخلاقية. «حالة كأن» جعلت المصريين- طبقا للإحصائيات- من أكثر الشعوب حرصا على أداء شعائر الدين، ومن أكثرها أيضا ممارسة للفساد والرشوة والتحرش الجنسى. النظام السياسى يشكل العمود الفقرى للمجتمع، بمقدوره دائما أن يخرج من المواطنين أفضل أو أسوا ما فيهم. إذا كان الحكم عادلا ورشيدا فإن إحساس المواطنين بالعدالة يخلق لديهم حافزا للعمل ولا يكونون مضطرين إلى النفاق لأنهم يعلمون أن شرط الترقى هو الكفاءة وليس الولاء للنظام. إذا كان نظام الحكم ظالما وفاسدا فإن المواطنين يتملكهم الإحباط ويفقدون إيمانهم بالعدالة وتنتشر بينهم الأنانية والسلبية والنفاق والانتهازية لأن هذه المهارات المنحرفة هى التى تكفل لهم التقدم. فى «جمهورية كأن» تنشأ بين الشعب والنظام علاقات تبدو كأنها حقيقية لكنها مزيفة. الدولة تدفع مبلغا ضئيلا للمدرس كأنه راتب فيتظاهر بقبوله ثم يتظاهر بالعمل، بينما هو يذهب للمدرسة من أجل التعاقد على الدروس الخصوصية. تدفع الدولة جنيهات قليلة للطبيب وكأنها راتب فيتظاهر بقبولها لكنه يذهب إلى المستشفى الحكومى ليوقع بالحضور ثم يزوغ ليعمل فى مستشفيات خاصة تعطيه راتباً حقيقياً فيعمل فيها بجد. المحافظ يتفقد سير العمل فى الهيئات عن طريق زيارات مفاجئة يعلم بها الموظفون سلفا، حينئذ يبدو المحافظ وكأنه نشيط ويبدو العاملون وكأنهم فى منتهى الكفاءة.
إن الاستبداد يؤدى دائما إلى تدمير طاقة المجتمع فتصاب قدراته بالشلل وتندر القيم الإيجابية مثل الصراحة والشجاعة والأمانة وتنتشر بدلا منها الفهلوة والنفاق والانتهازية. هكذا عاشت مصر تحت حكم مبارك فانتهت إلى الحضيض فى كل المجالات، ثم ثار المصريون وأطاحوا بالطاغية وبدا أنهم قد شفوا من حالة كأن، المصرى الذى يهتم للغاية بنظافة شقته لكنه فى نفس الوقت يلقى بالقاذورات فى منور البيت وعلى السلم لأنه لا يشعر بأى انتماء خارج شقته، هذا المواطن السلبى المنكفئ على ذاته وأسرته رأيناه بعد الثورة ينزل مع أبنائه ليكنسوا الشوارع ويزينوها. المصرى الذى كان لا يذهب أبدا للإدلاء بصوته ويعتبر يوم الاستفتاء إجازة يقضيها مع العيال رأيناه بعد الثورة يقف فى الطابور أمام اللجان ساعات طويلة ليدلى بصوته. المصرى الذى كان يخاف من دخول قسم الشرطة أصبح يتظاهر ويواجه طلقات الرصاص بصدره بغير أن يخاف. إن الإحساس بالانتماء والثقة بالنفس الذى فقده المصريون تحت حكم مبارك قد استعادوه بالكامل بفضل الثورة. المجلس العسكرى السابق تحالف مع الإخوان من أجل الاكتفاء بتعديل الدستور القديم بدلا من كتابة دستور جديد حتى يحافظوا على نظام مبارك.
أعضاء المجلس العسكرى أصابهم القلق من مدى التغيير وعواقبه، والإخوان خانوا الثورة وتخلوا عن أهدافها من أجل تمكين الجماعة من مصر. المجلس العسكرى السابق مسؤول عن تدهور أحوال المصريين والانفلات الأمنى المتعمد ومذابح عديدة راح ضحيتها مئات المتظاهرين ولم يحاسب أحد عليها حتى اليوم. كان حكم الإخوان الوجه الآخر لنظام مبارك. حاول الإخوان استعادة جمهورية كأن لأنهم أصلا منفصلون عن الواقع، عاجزون عن رؤية الحقيقة، يعيشون فى عالم افتراضى ويعتبرون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الدين ما يمكنهم من ارتكاب أبشع الجرائم وهم يظنون أنهم ينصرون الإسلام.. فى ٣٠ يونيو نزل ملايين المصريين للتخلص من رئيس كذاب وفاشل ومستبد ألغى الديمقراطية ووضع قراراته فوق القانون. هنا لاحت فرصة عظمى لتأسيس ديمقراطية حقيقية..
 المصريون بكل أطيافهم اشتركوا فى خلع الإخوان وشكلوا جبهة ٣٠ يونيو التى ضمت كل أطياف المجتمع بلا استثناء.. ثم انحاز الجيش لمطالب الشعب وتم وضع خارطة طريق تحمس لها الجميع ثم تم اختيار أعضاء لجنة الخمسين التى بذل أعضاؤها مجهودا مضنيا لكتابة دستور ديمقراطى يؤسس لدولة القانون ووافق عليه المصريون بأغلبية كبيرة. على أننا نكتشف الآن أن السلطة الحالية مازالت تعيش فى جمهورية كأن ومازالت تعتبر سياسات مبارك هى الأفضل فى حكم مصر.. ربما يكون هناك فى السلطة من يريد إقامة ديمقراطية حقيقية إلا أنه من المؤكد أن عناصر لها ثقلها فى السلطة الحالية تعادى الثورة حفاظا على مصالحها ولديها شهوة ملحة للانتقام من الثوريين وهى تعمل وفقا لمخطط لاستعادة نظام مبارك بالكامل. الدولة المصرية تخوض حربا ضد الإرهاب، وواجبنا جميعا أن ندعمها لكن ثمة عناصر فى السلطة حربها الأساسية ضد الثورة. وهى تستعمل الحرب ضد الإرهاب كذريعة للقضاء على الثورة والانتقام من الثوريين الذين أسقطوا كبيرهم مبارك وألقوا به فى السجن. ما علاقة الحرب ضد الإرهاب بتعقب الثوريين وحبسهم سنوات بتهم ملفقة؟!.. ما علاقة الحرب على الإرهاب بتشويه سمعة الثوريين وانتهاك أعراضهم فى التليفزيون؟
.. لماذا لا يتحرك النائب العام ضد الشتامين المأجورين الذين ينتهكون أعراض الثوريين فى الفضائيات التى يملك معظمها فلول نظام مبارك؟!.. لمصلحة من يتم إلقاء خيرة شباب الثورة سنوات فى السجن لأنهم تظاهروا سلميا؟.. ما قيمة الدستور الذى أنفقت مصر ملايين الجنيهات للاستفتاء عليه إذا كان من يحكم مصر الآن يعتبر الدستور مجرد زينة وينتهكه كل يوم؟!.. إن قانون الانتخابات الذى صدر منذ أيام انتهك الدستور فى أكثر من موقع وتم تفصيله لصالح مرشح بعينه وهو أكبر دليل على أن هناك قوى حاكمة تريد أن تعيد المصريين إلى عهد مبارك. عن أى ديمقراطية يتحدثون، بينما رئيس الجمهورية المؤقت تجاهل رأى مجلس الدولة صاحب الاختصاص وقام بتحصين اللجنة العليا للانتخابات؟ ألم يؤد تحصين اللجنة العليا السابقة إلى إعلان فوز مرسى بالرئاسة قبل التحقيق فى الطعون المقدمة ضده؟.. ألم تدفن تلك اللجنة الطعون التى قدمها حمدين ضد شفيق فى المرحلة الأولى؟!.. من الذى سيطبق شروط قانون الانتخابات على المشير السيسى؟!.. ما هى الجهة التى بمقدورها أن تكشف عن مصادر تمويل حملة المشير السيسى وتراقب التزامه بالحد الأقصى للإنفاق؟!.. كيف نتحدث عن تكافؤ الفرص بينما قنوات الإعلام الرسمية والخاصة لا هم لها إلا كيل المديح للسيسى ليل نهار وشوارع القاهرة ممتلئة بملصقات الدعاية له؟
.. من يجرؤ على نزع صور المشير السيسى من الشوارع، ومن يجرؤ على سؤاله عن ميزانية حملته ومن يمولها؟! ما الفرق بين ترزية القانون الذين فصلوا قانون الانتخابات الأخير وهؤلاء الذين صاغوا التعديلات الدستورية تمهيدا لتوريث جمال مبارك؟ المشير السيسى قام بدور بطولى لحماية المصريين من الإرهاب، ومن حقه أن يترشح للرئاسة طبقا للقانون، لكن ما يحدث الآن يعيد مصر إلى المربع الأول وكأن ثورة لم تقم.. إنها محاولة أخرى لصناعة شكل ديمقراطى زائف بينما المضمون استبدادى ومتفق عليه. يريدون استعادة جمهورية كأن لكنهم لن ينجحوا لأن إعادة المصريين إلى حظيرة الخوف مستحيل. ملايين المصريين الذين واجهوا الرصاص والخرطوش والمدرعات وحملوا على أكتافهم الشهداء والمصابين لن يفرطوا فى حلمهم بالحرية.
من وضع قانون الانتخابات مازال يعيش فى عصر مبارك.. فليعلم أن معادلة مبارك لم تعد قابلة للتطبيق فى بلادنا. أعداء الثورة فى السلطة يعتقدون أنهم سيفعلون بالمصريين ما يريدون وستتولى أجهزة الأمن تأديب من يعترض.. لقد عملوا جاهدين لتشويه الثورة عن طريق عملاء الأمن فى الإعلام وألقوا رموز الثورة فى السجن ثم اعتقدوا أنهم قضوا على الثورة ويريدون الآن استعادة النظام القديم بالكامل. حساباتهم خائبة وغبية لأن علاء عبدالفتاح وأحمد دومة وعمر حاذق ورفاقهم شاركوا فى الثورة لكنهم ليسوا أصحابها. صاحب الثورة هو الشعب المصرى وحده، وهو لن يهدأ حتى يحقق أهداف الثورة بالكامل. ها هى موجة الإضرابات تعم مصر كلها.
 هؤلاء المضربون هم صناع الثورة الحقيقيون، وهم يطالبون الآن بحقوقهم التى ثاروا من أجلها. الثورة مستمرة ومنتصرة لأنها تنتمى إلى المستقبل، وأعداؤها يعيشون فى الماضى.. من يستطيع أن يوقف المستقبل؟!
الديمقراطية هى الحل

مأساة الأقباط فى بنغازى بقلم د. محمد أبوالغار ١١/ ٣/ ٢٠١٤

تصورأيها المواطن المصرى أن يطرق بابك مجموعة من البشر للتحقق من ديانتك، وحين تعرف أنك مسيحى تقوم بذبحك! هذه الكارثة الإنسانية الرهيبة التى حدثت فى الولاية المجاورة لحدودنا الغربية. هذا الإنسان الذى تحول إلى قاتل مع سبق الإصرار والترصد يعتقد تماماً أنه يقوم بعمل جليل وعظيم سوف يدخله الجنة.
هذه المأساة التى نعيش فيها الآن هى نتاج أفكار مسمومة انتشرت فى منطقتنا العربية بدرجات مختلفة، كانت قمتها القتل على الهوية كما كان يحدث فى لبنان أثناء الحرب الأهلية، ولكن الأمر الآن أكثر كارثية لأنه يتم بدون حرب ولا عراك ولا حتى خلاف من أى نوع. لقد اقشعر بدنى وأنا أسمع من أحد المسلمين فى بنى غازى عبر التليفون حين قال إن المسلحين طرقوا بابه ليسألوا سؤالاً واحداً وهو «عندكم مسيحيين ساكنين هنا؟» وكانت الإجابة «لا»، بينما واقع الأمر أنه كان هناك فى الأدوار العليا مجموعة من الصعايدة المسيحيين يختبئون. هذه الجريمة الكبرى فى حق الإنسانية وفى حق المواطن المصرى وفى حق الوطن كان من المفروض أن تحرك مشاعر الشعب كله لينتفض دفاعاً عن أبنائه ودفاعاً عن الحق والإنسانية والمساواة وكل مبادئ الأخلاق والوطنية التى ندرسها فى مدارسنا. لم يحدث شىء من ذلك، لم تتحرك المظاهرات الاحتجاجية على هذا الحادث الجلل، ولم تحدث اجتماعات مكثفة لمحاولة منع تكرار الكارثة.
صحيح أن الوضع غاية فى الخطورة فى بنى غازى، وأن المنطقة تحكمها عصابات ما يسمى بأنصار الشريعة وهى ملاصقة لحدودنا الغربية، وأن الوضع كان من الخطورة لدرجة اختطاف طاقم السفارة المصرية، إلا أن الأمر كان يقتضى وقفة أكبر من بعض الصور التى نشرت فى الصحف ومن الاجتماع الذى حدث فى نقابة الصحفيين لدعم المصريين فى ليبيا. صحيح أن السفير المصرى فى ليبيا والموجود فى مصر الآن وبعد الاتصال به عرفت أنه يقوم بمجهودات جبارة لإنقاذ مسيحيى بنى غازى، لكن السفير بمفرده مهما كانت قدراته فهى محدودة، فلابد من أن تقف وراءه الدولة ويقف وراءه المجتمع المدنى. كنت أتوقع أن يثور المصريون جميعاً مسلمين قبل المسيحيين على ما حدث، وهذا كان بالتأكيد سيدفع الدولة لأن تفعل أكثر مما فعلت بكثير. وكنت أتوقع أن تثور أوروبا وأمريكا على قتل الأبرياء وتتخذ مواقف جادة وواضحة ضد ما يحدث وأن تساعد فعلياً فى وقف المذبحة ونقل المسيحيين العالقين فى ليبيا إلى مصر، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
أعرف أن هناك مشكلة إضافية ربما تكون سبباً فى هذا الموقف الضعيف تجاه هذه المأساة، وهو أن هؤلاء المسيحيين من الفقراء الكادحين الذين ذهبوا إلى ليبيا من أجل لقمة عيش بسيطة، ومعظمهم صعايدة ذهبوا هناك للعمل بالطريق البرى لأنه أرخص، يرتدون الجلباب الصعيدى التقليدى. لو كان بعض هؤلاء الأقباط من رجال الأعمال أو من علية القوم لكان تصرف مصر شعباً ودولة مختلفاً. وقد علمت بعد كتابة هذا المقال أن وزارة الطيران قررت التعاون مع الدولة فى نقل المسيحيين المختبئين بعد أن تركوا جوازات سفرهم وأوراقهم، وقررت إصدار وثائق سفر مؤقتة لهم. وأن وزير الخارجية قام بزيارة إلى إيطاليا ناقش فيها وضع المصريين فى ليبيا وما يتعرضون له.
الأمة المصرية يجب أن تدافع عن كل مواطنيها بنفس الدرجة والقوة بغض النظر عن دينه أو مستواه الاجتماعى حتى نكون أمة محترمة وحتى نفخر بمصريتنا عن اقتناع وليس فقط بالشعارات.
علينا جميعاً ألا نهدأ حتى يعود كل المسيحيين فى بنى غازى إلى أرض الوطن سالمين.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

الإخوان أعداء أمريكا بقلم د. مراد وهبة ١١/ ٣/ ٢٠١٤

عنوان هذا المقال هو تحوير طفيف لعنوان كتاب صدر عام ٢٠١٣ لمفكر أمريكى اسمه إريك ستيكلبك. والعنوان هو على النحو الآتى: «الإخوان العدو الثانى الخطير لأمريكا». أما العدو الأول لأمريكا فقد كان الحزب الشيوعى السوفيتى على نحو ما ارتأى جون فوستر دالاس، وزير خارجية أمريكا فى كتابه المعنون «حرب أم سلام؟» (١٩٥٠)، ثم مات الاتحاد السوفيتى عام ١٩٩١، وأصبح الإخوان، بعد بزوغ ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا، هم العدو الثانى.
وإذا كانت رسالة الاتحاد السوفيتى أممية فرسالة الإخوان كوكبية، بمعنى إحياء الخلافة الإسلامية على كوكب الأرض وعاصمتها القدس. وبسبب دموية هذه الرسالة اختفى ثوار الربيع العربى وحل العلم الأسود لتنظيم القاعدة محل العلم الأمريكى عند مدخل السفارة الأمريكية بالقاهرة بقيادة محمد الظواهرى فى ١١ سبتمبر ٢٠١٢. والمفارقة هنا أنه على الرغم من ذلك الحادث العدوانى من قبل الإخوان على السفارة إلا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يتوهم أنهم «معتدلون»، ومن ثم يمكن التعاون معهم على حد قوله. وتأسيساً على هذا الوهم دخلت ست قيادات إخوانية كمستشارين فى البيت الأبيض. وتأسيساً على ذلك الوهم أيضاً بدأت أمريكا فى فقدان نضالها من أجل «حضارة التقدم» واندفاعها نحو النقيض، أى نحو «حضارة الجهاد» بالمفهوم الإخوانى، أى «حضارة التدمير» مع ما فى هذا المصطلح من
«تناقض فى الحدود» على رأى المناطقة. والمفارقة هنا أيضاً مشاركة اليساريين فى تدعيم حضارة الجهاد. وتأسيساً على ذلك أيضاً قبول المهاجرين الإسلاميين إلى أمريكا مع تسريع بناء الجوامع من قبل وزارة العدل الأمريكية.
وهنا يتساءل ستيكلبك عن مبرر هذا التسريع؟
ويجيب بأن الجامع ليس مجرد رمز على الإسلام، إذ هو- فى أصله- مركز إسلامى الغاية منه تأسيس مجتمع إسلامى صغير يكون ملتقى الأسر كما تنعقد فيه الندوات، وتقام المباريات الرياضية وبه مدرسة للأطفال ومكان لبيع الصحف والمجلات والكتب والأشرطة السمعية والبصرية. الجامع، فى عبارة موجزة، هو «بيت الدعوة» على نحو ما كان فى زمن الرسول محمد (صلعم). ومع التطور يمكن أن تسهم الجوامع فى أسلمة أمريكا، أى فى تحويل أمريكا إلى دولة إسلامية. وأنا بحكم خبرتى الدولية أضيف قائلاً بأن ما يقوم به الإخوان فى أمريكا مماثل لما يقومون به فى أوروبا وفى دول العالم الثالث بحيث تتأسس فى نهاية المطاف الخلافة الإسلامية على كوكب الأرض. أما أوباما فإنه يتوهم على نحو مناقض لما يتوهمه الإخوان أنهم يسهمون فى «تحقيق التطهر الروحى فى عصر جديد»- على حد تعبيره. ومع ذلك فثمة سؤال لابد أن يثار:
هل الخلافة الإسلامية التى يتوهم الإخوان إحياءها فى زمن الكوكبية مماثلة للخلافة الإسلامية على نحو ما كانت قبل إصدار أتاتورك قراراً بإلغائها فى عام ١٩٢٤ والذى كان بمثابة كارثة فى نظر العالم الإسلامى؟
لقد تأسست الخلافة الإسلامية عام ١٥٧١ عندما تحكمت تركيا فى معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقوقاز وجنوب شرق أوروبا بما فيها بلغاريا ورومانيا وألبانيا واليونان ويوغسلافيا وأجزاء من المجر. وأردوجان رئيس وزراء تركيا يسعى الآن جاهداً فى تحقيق الخلافة الإسلامية بعد نسف التراث العلمانى الذى ابتدعه أتاتورك. ومن ملامح ذلك التحقيق استقباله رسمياً لرئيس وزراء إمارة غزة الإسلامية إسماعيل هنية عام ٢٠٠٦. وفى عام ٢٠٠٨ دعم حماس فى عدائها لإسرائيل التى وصفها بأنها دولة إرهابية. وفى عام ٢٠١٣ أعلن «أن الصهيونية جريمة ضد البشرية». وبقيادة أردوجان اتجهت تركيا نحو تطبيق الشريعة بخطى بطيئة ولكنها راسخة، وابتعدت عن الناتو والغرب، واتخذت موقفاً عدائياً من إسرائيل بعد أن كانت متحالفة معها، مع موقف منحاز إلى إيران.
والمفارقة هنا أن اليسار الأمريكى دخل فى تحالف غير مقدس مع الإسلام الراديكالى، وهو تحالف مماثل لما كان بين هتلر وستالين فى الاتفاق الذى أُبرم بينهما عام ١٩٣٩ على الرغم من تناقض الأيديولوجيتين، وعلى الرغم من أن اليسار الأمريكى كان يزهو بأنه عدو الفاشية. وقد تكررت المفارقة عندما اعترض اليسار الأمريكى على مهاجمة طالبان فى أفغانستان إثر أحداث ١١ سبتمبر.
والسؤال إذن:
هل من مبرر لهذه المفارقة؟
وأجيب بسؤال:
إذا كانت المفارقة تنطوى على التناقض فأين التناقض بين اليسار الأمريكى والإخوان المسلمين؟
اليسار الأمريكى ضد النظام الرأسمالى الأمريكى بحكم انحيازه إلى الاشتراكية، أما الإخوان المسلمون فهم أيضاً يكرهون النظام الأمريكى ولكن ليس لأنه رأسمالى إنما لأنه يمثل الحضارة الغربية وهى حضارة مرفوضة من قِبلهم لأنها حضارة جاهلية تخضع لتشريع الإنسان للإنسان وليس لتشريع الله للإنسان. والإخوان المسلمون هم القادرون على تدمير النظام الأمريكى وليس اليسار الأمريكى لأنهم منظمة إرهابية كوكبية. ولهذا كان مؤلف الكتاب محقاً فى تشاؤمه الذى عبَّر عنه فى نهاية الخاتمة عندما قال: أنا متشائم إزاء مستقبل أمريكا وإزاء صعود الأصولية الإسلامية الكوكبية بلا مقاومة.

Saturday, March 8, 2014

النجمه ميس حمدان تقلد مطريبن ومطربات روعه على mtv

هل لديك يا رضوان تفاح يحاكيها؟! بقلم د. وسيم السيسى ٨/ ٣/ ٢٠١٤

هيا بنا نخرج من عالم السياسة إلى عالم الجمال!
قال أفلاطون: إذا أردت أن تسأل عن الجمال، اسأل عنه العميان! وهو يريد أن يقول لنا إن الجمال ليس فقط ما نراه، ولكن أيضاً ما نحسه! ولقد عبر عن هذا ابن البلد حين قال: قرد يسلينى ولا غزال يبكينى!
جوهانسون.. جراح سويدى عالمى فى جراحة التجميل، أجرى تسع عمليات تجميل فى وجه امرأة.. دون فائدة، وأخيراً اكتشف أنها حاقدة كارهة للناس، فقال لها: سيدتى لن يعيد لوجهك جماله ونضارته إلا.. حبك للناس!
كان العقاد يرى الجمال فى الخفة والرشاقة.. يقول: انظر إلى نفرتارى أو نفرتيتى.. تكاد الواحدة منهما تطير من فرط الخفة والرشاقة، وهذا هو الجمال المصرى القديم الذى عاد إليه العالم فى القرن العشرين.
نجد فى كتاب المحاسن والأضداد: وصف أحدهم من يحبها: ليست سمينة بحيث تسد على منافذ الهواء، وليست هزيلة كالخيال، ليست طويلة فأرفع لها رأسى، وليست قصيرة فأطأطئ لها رأسى، ليست بيضاء فأحسبها كالشمع وليست سوداء فأحسبها كالشبح.. إلخ رد عليه أحدهم: اذهب استفتح الجنة.. تجدها هناك!! أحب العقاد سارة «أليس» قال فيها شعرا جميلاً:
تلك الوجنتان السكران رائيها
هل لديك يا رضوان تفاح يحاكيها؟!
وقال: شفاه أذوق منها طعم الحياة
وهل طعمها غير طعم القبل؟
تسمونها قبلة، وأسميها
رحيق الحياة ورى الأمل!
كان العرب يتعوذون فى الزمن القديم من المرأة الذلاء، وهى النحيفة، خفيفة شحم الفخذين.. قال أحدهم: أعوذ بالله من ذلاء ضاوية كأن ثوباها علقا على عود!
وكانوا يحبون الجميلة العبلاء، والعبلاء هى من كان أعلاها خفيفاً، وأسفلها كثيباً!
وكانت قمة الجمال عندهم.. المرأة المجدولة، وهى التى تتمتع بصفات ثلاث ١- وسط بين السمنة والنحافة. ٢- ألا تظهر أى عروق أو عظام من جسدها. ٣- أن تنزلق اليد على جلدها من فرط نعومته!
كانت السمنة فى يوم من الأيام مظهراً للجمال، الثراء، الوفرة.. حتى إن أحد الشعراء وصف من يحب:
من كحبتى «حبيبتى» كالبدر إن بدا
تمر اليوم، فتمر أردافها غداً!!
جاء الطب الحديث بنسف هذا المفهوم عن الجمال فى كلمات قليلة: السمنة أشد خطراً من السرطان!
وأن العمر يتناسب تناسباً عكسياً مع قطر الوسط!!
فى بحث شيق لباحثة إنجليزية عن المتغيرات البيولوجية أثناء الحب، وجدت أن مادة الأمفاتمين التى تسد الشهية عن الطعام، ترتفع نسبتها عند المحبين، فكان استنتاجها أن السمنة سببها غياب الحب!
كما أن الحب يفرز مادة مناعة ضد الزكام والأنفلونزا «أصلا أنف العنزة» فى لعاب المحبين: SALTYARY IMMUNOGLOBUITNS
كما تفرز مادة تشبه المورفين اسمها إندورفين تجعل المحب يدمن المحبوب، وأخيراً مادة حروفها الأولى P.E.A وهى فنيل إيثيل آمين PNENYL ETHYL AMJNE وهى التى تجعل أصحابها كأنهم فوق السحاب، سعادة غامرة، حب للكائنات جميعاً.. يحسون أن النبات حتى الجماد إخوة لهم.
ولكن ليس هناك جمالاً مثل الجمال الذى عبر عنه أحد الصوفية:
يا مؤنس الأبرار فى خلواتهم
يا من زدت الجمال جمال
من ذاق حبك لا يريد زيادة
أنت الجميل وما سواك محال

Friday, March 7, 2014

يوم خاص جداً بقلم إسعاد يونس ٧/ ٣/ ٢٠١٤ بالمصرى اليوم

■ صباح الخير.. النهاردة الجمعة سبعة مارس ٢٠١٤.. تاريخ مهم جدا جدا جدا.. علينا أن نتذكره جيدا ونتوقف لديه كثيرا.. ليه؟؟؟.. مش عارفة الحقيقة.. بس هو الأكادة تاريخ مهم جدا جدا جدا وسنتوقف لديه كثيرا.. على الأقل لحد ما يخلص.. أمال يعنى حانسيبه ونتوقف عند يوم تانى وهو شغال؟؟
■ بس الأكادة الأكادة إن الواحد لازم يصحى مبرنشق ومتفوءل كده ويبتدى بداية فريش.. أجلس إلى تلك الآلة الغلبانة اللى مستحملانى وأنا بدقدق على مفاتيحها بعصبية وأخزن فى هارد ديسكها كل مشاعرى، اللطيف منها وغير المتحضر.. وأشاهد من على شاشتها أخبار الدنيا وأحيانا أنفحها من خيرى بعض فتافيت ساندويتش الجبنة البيضا بالطماطم اللى بلهفه.. وأبحث عن موضوع لطيف يناسب هذا اليوم المهم جدا جدا جدا.. وربنا يكرمنا ونعرف سبب أهميته دى.
■ أكتب عن إيه أكتب عن إيه؟؟.. أكتب عن الإرهاب اللى منطور فى البلد.. والخلايا القايمة والنايمة وعمليات التصفية المنظمة لكل من يرتدى زى الشرف فى هذا الوطن.. حاوجع قلبى وقلب الناس أكتر ماهو موجوع ومش حاضيف جديد غير الواجب اليومى المتكرر فى الدعا على الإرهابيين واللى خلفوهم وأكظم مشاعرى الهمجية فى الرغبة الشديدة فى القضاء على عناصرهم دفعة واحدة كده.. أمال هما اخترعوا الرشاش ليه؟.. الناس عايزة أى ابتسامة أو كلمة تريح أو تنسّى الهم.. إذن من واجبى أن أبحث عن ابتسامة ما لأزرعها على شفاه القراء.. كانت تعتبر شغلتى فى وقت من الأوقات.. ولكننى بشر مثلهم جميعا.. متنغص على أهلى وموجوع قلبى.. طب أعمل إيه؟؟
■ أكتب عن حالة السَرعة السودة اللى مسروعاها الأجهزة الحكومية ذات الإيد الطولى فى فرض ضرائب ورسوم وتقديرات جزافية وإعادة تقديرات بأثر رجعى اللى طايحة فى الناس لتحصيل أى فلوس تسد عجز الحكومة؟؟.. وتضييق الخناق على شوية الناس اللى بتدفع ضرائب فعلا وبتشتغل فعلا وبتصرف على القطاعات العريضة المتسلبطة عالحكومة وعليهم.. هؤلاء اللى تم تشطيف جيوبهم وقلبها لبره كعلامة دولية للشحورة.. مفيش داعى.. على الناس أن تبذل الجهد الجهيد لمساعدة الحكومة حتى لو كان الموضوع قد دخل فى فضايح وحجوزات على منقولات وبلاوى زرقا.. وعلى العموم الموضوع مؤقت مش حايستمر كتير.. القطاع الخاص بيفلس تقريبا وحاينزل يقعد يشحت عالرصيف، إن ماكانتش بوادر انفراجة حاتهل فى القريب العاجل.. العاجل قوى.
■ أكتب عن المعوقات اللى عماله تتفاقم وتزداد، تنتشر وتتوغل وتستفحل لكى تقف فى وجه المستثمر وتجعله يفكر ألف ألف مرة قبل أن يأخذ القرار ويضع استثماره لدينا.. ولا نفس المعوقات اللى خلت اللى هنا بيندم ويتمنى ينفد بجلده.. ولا بلاش.. حانخش فى تفاصيل كتيرة ونجيب سيرة ناس بعينهم فمالوش لزوم.. مسيرها حاتتعدل.. بنقول عايزين نبرنشق مش نتغم.
■ ولا أكتب عن الصناعة التى أنتمى إليها والتى ترقد فى غرفة الإنعاش وإنقاذها يحتاج إلى طيارة إس أو إس تنقلها فورا إلى دولة تكون بتحترم هذه الصناعة وتبقى اسمها خرجت تتعالج بره فى مستشفى متخصص.. لا مش حاينفع.. ده موضوع عايز مجلد ومش حايفهمه غير المتخصصين والمسؤولين اللى مش فارقة معاهم فى الوقت الحالى.
■ طيب أكتب عن ذلك اللى بيقولوله يا شيخ، اللى استضافه تونى خليفة فى إحدى الحلقات التى يناقش فيها موضوع الجهاد؟.. معرفش اسمه إيه لكنه اسم كارف على هندى كده.. وشغال فى تجنيد شباب الغرب للجهاد عشان يبعتوهم سوريا ومصر والعراق وأى حتة مش عاجباهم.. راجل بيتكلم إنجليزى ومايعرفش عربى.. سأله تونى خليفة إنت من أى بلد؟؟.. قام اتزعرر قوى وأعضاؤه نقحت عليه وقاله أنا لا أنتمى لبلد.. أنا مسلم أولا وثانيا وأخيرا.. نحن لا نعترف بالحدود.. نحن ننشر رسالتنا فى كل أنحاء العالم لنصرة الإسلام والجهاد فى سبيل الله.. قاله اللى هو بتعملوا إيه بقى؟.. قاله ما معناه بنجند الشباب من كل أنحاء العالم واللى مش مسلم بندخله فى الإسلام الأول وبعدين نجنده عشان يبقى استشهادى ونشيعه على بلد زى سوريا يقتل كل أعداء الإسلام.. ومن الحديث، ظهر إنه بيكفر العلويين والشيعة والسنيين غير الجهاديين.. وأى حد يطس ف وشه.
■ قاعد زى البغل فى لندن يطفح من خير الإنجليز ومش عارفة مستنطع على قفا مين هناك ويتحدث لغتهم ويصفهم بالمجتمع الكافر الذى يجب مقاتلته برضه وكل شغلته إنه يشحن فى عيال عشان تموت فى بلاد مايعرفوش عنها حاجة.. وتقتل ناس مش عارفين عنهم أى معلومة ولا فاهمين إيه طبيعة البلد ولا الوضع ولا حتى مدركين الناس دى بتتخانق ليه.. واتعوج قوى وشلاضيمه اشمأزت لما سمع حديث سيده وتاج راسه الشيخ أحمد كريمة اللى بيرفض هذا الفكر المأفون المجنون الوضيع.. لا لا مش حاكتب فى الموضوع ده.. حانقل شعورى بالغل والقرف للناس وهما مش ناقصين.. خصوصا وإنى بسأل نفسى.. الناس دى بتقول إنها عايزة تعيد الخلافة الإسلامية وتعممها فى العالم كله.. بعد ما تكون طبعا نجحت من وجهة نظرها فى إنها تفرغ العالم من كل من يخالف فكرها.. طيب بما إنهم بدأوا مخططهم بتصفية المسلمين فى البلاد العربية الأول.. يعنى حايموتونا كلنا ويفضلوا هما بس فى العالم العربى بتاعنا.. وبعدين حايتدوروا على البلاد الإسلامية اللى فى آسيا ويغربلوها برضه.. ثم يتفرغوا لبقية العالم بقى.. طيب.. افترضنا إنهم نجحوا فى خطتهم ومافضلش فى العالم إلا هما.. حايعيشوا إزاى دول لوحدهم فى العالم؟؟.. دول حمير خالص.. مايعرفوش حتى يخدموا نفسهم من حيث النضافة والعلاج والأكل والشرب والتنقل وكده.. يعنى الأشكال اللى بنشوفها فى داعش دى تعرف تعمل أى حاجة غير إنها تعيش فوق الشجر ويستعملوا الزلط بعد قضاء الحاجة؟؟.. المساكين متخيلين إنهم حتى لو قضوا علينا بقية العالم حايسيبهم.. مش حايبيدهم عن آخرهم عشان الأرض تروق بقى من الهرتلة والدمار ده.. المصيبة إنهم سايبينهم يعيشوا عندهم لحد ما يكتمل مخططهم وييجوا يدوروا القتل فينا.. وإحنا كمان سايبينهم ولسه بنتناقش فى جدوى فكرهم من عدمه.. يووووه قلنا عايزين نصطبح كده ونحتفل بهذا اليوم العظيم الذى يجب أن نتوقف لديه كثيرا.. قليل من الانشراح بقى.
■ واضح إن محاولة الهروب والتتويه مش نافعة.. وإن نية الانشكاح والابرنشاق ستظل مجرد نية حتى يختفى كثير من المعالم المزعجة والملحة اللى فى حياتنا حاليا.. وإن افتراض إن اليوم ده خاص جدا وهام جدا جدا جدا يجب أن نتوقف لديه كثيرا افتراض فاكس.. ولا هام ولا خاص ولا نيلة.. هو يوم شبه أيام الأسبوع وحايفضل شبهها إلى أن يفرجها ربنا علينا أجمعين.. إلا أننى سأتشبث بأنه يوم مختلف على أساس إنه يوم أجازة من المفيش شغل.. وبرضه حافضل متفوءلة رغم كل شىء.. وأضرب قرصين طعمية سخنة وأحمد ربى عالسلامة والنعمة.. صباحو عنبر.