|
Translate
Thursday, June 29, 2017
أعارض السلطة وأتجاهل ذيولها بقلم د. عمار على حسن ٣٠/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
شعور الصدمة والإهانة بقلم د. نادين عبدالله ٣٠/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
|
رامى جلال - هل يفعلها السيسى؟ - جريدة الوطن - 30/6/2017
«الإرهاب والكباب» هو أفضل وصف لمذبحة المماليك بالقلعة عام 1811، عشاء فاخر تحول إلى مقتلة.. دعا «محمد على» قادة المماليك إلى قلعته، يوم الجمعة الأول من مارس (قبل عيد ميلاده ببضعة أيام)، ثم أعمل فيهم الرصاص فى حدود الساعة الثانية ظهراً (وكأنها الضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر 73).. قُتل فى القلعة نحو 470 من قادة المماليك، مع كل من صحبهم، حتى الخدم، وكذلك العامة ممن كانوا يلتحقون بالركاب افتخاراً.. بعدها ذهب الجنود لبيوت المماليك لسلبها ونهبها لأيام.
وقائع المذبحة نفسها مؤلمة، فمثلاً: «شاهين بك» قطعوا رأسه وذهبوا به مسرعين للوالى لأخذ البقشيش، أما «سليمان بك» فجرى لباب الحريم وصرخ: «أنا فى عرض الحريم»، وكان العرف يُحتم تركه، إلا أن الأعراف والتقاليد لم تزر القلعة فى هذا اليوم.. ووصل ثمانية من المماليك إلى «طوسون باشا» (ابن محمد على)، ونادوا عليه لينجدهم، فلم يستجب بالطبع (وهو بالمناسبة لم يكن يعلم بما خطط له أبوه).
فور النهاية قال الإيطالى «ماندريتشى»، طبيب «محمد على» لسيده: «اليوم يوم سعد لسموكم».. فشرب «محمد على» كوب ماء، ربما لبلع الموضوع، أو لإغراق ضميره.. وعلى طريقة الثانوية العامة الشهيرة «لم ينجح أحد»، كادت المذبحة تحذف حرف الحاء فحسب لترفع شعار «لم ينج أحد»، إلا أن «أمين بك»، أفسد هذا التناص اللغوى؛ فقد تأخر لدقائق بفعل محاولات زوجته «جميلة» إثناءه عن الذهاب لملاقاة «محمد على»، وحين سمع صوت الغدر والرصاص قفز بحصانه من مسافة عشرين متراً، فمات الحصان المسكين، وهرب صاحبه بعد إغماءة بسيطة.. ذهب الرجل إلى سوريا وسمى نفسه «سليمان»، وهربت زوجته إلى لبنان وسمت نفسها «سلمى»، وبعد قصة درامية طويلة اجتمع شملهما مع ابنهما «غريب» الذى وُلد بعد الهروب.. (ألهمت تلك القصة الأدباء مثل: اللبنانى «جورجى زيدان» مؤلف رواية «المملوك الشارد»، والفرنسى «ألكسندر ديماس» مبدع قصة «خمسة عشر يوماً فى سيناء»). رتب «محمد على» لمذبحته العزيزة بدقة؛ فقبلها أغرى المماليك ليتمركزوا بالقاهرة، وجعل حياتهم مترفة بعيداً عن ميادين القتال.. وفى أثناء المذبحة كان الترتيب أكثر دقة؛ وقت دخول القلعة وُضعت فى المقدمة فرقة الأدلة بقيادة «أوزون على» ثم «محمد على» نفسه، ثم رئيس فرقة الانكشارية العسكرية (وكان يدعى الأغا)، ثم وزير المالية (وكان يسمى المحتسب)، ثم مجموعة من الكبراء بترتيب الأهمية، ثم الألبانيون بقيادة «صالح فوج» وبعدهم المماليك، يتقدمهم «سليمان بك البواب»، وخلفهم المشاة والفرسان وأصحاب المناصب (لاحظ الكماشة).. وفجأة أُغلق الباب الرئيسى واتخذ الألبان مراكزهم وأطلقوا الرصاص من كل اتجاه، وأنجزوا أضخم عملية اغتيال سياسى فى العالم، كل هذا و«محمد على» جالس يدخن النرجيلة فى مكان يمكن منه رؤية الجميع، فيما يتوارى هو عن كل العيون.
مذبحة القلعة عمل لا أخلاقى، أرق ضمير «محمد على» لسنوات، وجعل زوجته «أمينة» تهجره إلى الأبد، لكنه على الجانب الآخر أزال عقبة كانت تقف أمام تقدم الدولة.. وأى حاكم الآن لن يتمكن من تحقيق أى تقدم حقيقى لمصر إلا بمذبحة تقضى على الجهل والمرض والفقر (بهذا الترتيب)، ولدينا بالفعل رؤية جيدة مكتوبة وهى «رؤية مصر 2030»، وهى تحتاج لآليات واضحة وإطار زمنى دقيق، وقبل كل ذلك إرادة سياسية حقيقية.. فهل يفعلها السيسى أم ننتظر آخر؟
خالد منتصر - قضاتنا لا يقطعون يد السارق فهل سيطبق عليهم قانون الكراهية؟! - جريدة الوطن - 30/6/2017
ما زلنا مع مقدمة قانون الكراهية الكريه الفاشى الذى قدمه الأزهر إلى الرئيس، وما زلنا مندهشين من تعبيراته المطاطة ومصطلحاته الـ«أول سايز»، كلماته مثل الأستك تنكمش وتمتد حسب الطلب، ولذلك يحتاج هذا الأستك القانونى إلى أستيكة شعبية لمسحه ورفضه، طبقوا مواد قانوننا الحالى ففيه النجاة، واقتنعوا كدولة وشعب بمبدأ المواطنة فى الدولة المدنية التى هى دولة القانون وليست دولة الفتوى ولا الملالى، وللأسف شعار «قدم لى صباعك حاكل دراعك» هو المبدأ الذى يتسلل من خلاله رجال الدين إلى السيطرة على حياتنا من خلال فزاعة لماذا لا تريدون حكم الله؟!، والحقيقة أنه ليس حكم الله ولكنه حكمهم هم، يبدأون بطلبات بسيطة كجس نبض ثم عندما يجدون هرولة وانسحاقاً من الدولة يطلبون المزيد ثم المزيد إلى أن نتحول، ودون أن نشعر، إلى دولة دينية بصورة رسمية، لنصبح الشعب الذى عزل جماعة الإخوان لتحكم جماعة رجال الدين!!، سأحكى لكم سيناريو بسيطاً متوقعاً وسأطرح أسئلة شرعية بديهية؛ ينص قانون الكراهية على أنه سيطبق على التأويلات المغرضة والتفسيرات المنحرفة، وبالطبع أصحاب القانون أو بالأصح محتكرو تفسيره وقطع غياره مقتنعون بتطبيق الحدود، وبأن تطبيق الشريعة فى مصر ما زالت تنقصه تلك الثغرة الخطيرة، ولنأخذ كمثال مداخلة الراحل د. محمد رأفت عثمان على قناة «دريم» فى مارس 2012 وتعمدت اختيار هذه الفترة بالذات لأن الكثيرين من رجال الدين الرسميين حينذاك عبروا عن المكنون المسكوت عنه من رغباتهم الحقيقية التى كانت سرية وخرجت إلى العلن مع حكم الإخوان، قال د. عثمان: لا بديل عن تطبيق الحدود تطبيقاً لشرع الله، وأكثرهم استنارة الآن يقول الحدود ستطبق لكن عندما يحين الوقت الملائم، وطبعاً لو قالت هيئة كبار العلماء، التى تملك الـ«ستوب واتش» الإيمانى، إن الوقت مناسب الآن سنقول آمين وإلا طُبق علينا قانون الكراهية!، السؤال الآن هل رئيس الدولة والحكومة التى لا تنفذ الحدود طبقاً لتأويل ما أو تفسير مختلف لمقاصد الشريعة سيطبق عليهم قانون الكراهية، وسيتهمون بأن تفسيراتهم منحرفة وتأويلاتهم مغرضة؟!!، هل قضاتنا الذين لا يحكمون بقطع يد السارق أو رجم الزانية أو جلد شارب الخمر.. إلخ، هؤلاء ستطبق عليهم نصوص قانون الكراهية نظراً لأفكارهم الشاذة؟!!، هل الدولة لديها الشجاعة ومستعدة أمام العالم الآن أن تعلن أنها ستطبق تلك العقوبات البدنية التى تجاوزتها مواثيق حقوق الإنسان وأعلن المجتهدون المستنيرون بأن تغير الظروف يؤدى إلى تغير أحكامها؟!، وإذا كان الشيخ الطيب كشخص مقتنع بأن قانوننا المصرى مطابق لمقاصد الشرع فماذا يضمن لنا إذا تغير الشخص وغلب التيار السلفى؟، ولا يرد شخص بكلمة مستحيل، فلنا فى حكم الإخوان الذى كان على بعد خطوة من الإتيان بالإرهابى عبدالرحمن البر شيخاً للأزهر وهو الذى كان عميداً ولديه كل مؤهلات المشيخة على الورق وقتها!!، والحمد لله جاءت 30 يونيو لتنقذنا من عبدالرحمن البر وجماعته، ولكنها أنقذتنا من الأشخاص لنقع فى براثن الأفكار والقوانين التى ستوقعنا ثانية فى فخ تلك الجماعة وهؤلاء الأشخاص، والسقوط هذه المرة سقوط بلا قيام.
د. عماد جادن - حن والديمقراطية - جريدة الوطن - 30/6/2017
كثيرة هى النظريات التى نشأت فى الغرب كى تفسر غياب الديمقراطية فى دول الشرق، وعندما نقول دول الشرق فإن المقصود بها التى تسود فيها الثقافة الشرقية، ومن ثم فهى تشمل روسيا الاتحادية، الصين وجوارها، إضافة إلى العالم العربى، اتسمت هذه الدول بمقاومة الديمقراطية وفق المفاهيم الغربية، فقد قاومت الثقافة السائدة فى الشرق مكونات الديمقراطية وفق المعايير الغربية، وابتدعت لنفسها أطراً خاصة بها، تارة يتحدثون عن المستبد العادل، وأخرى يتحدثون عن ظل الإله على الأرض، خليفة الله الذى يحكم باسمه، ويرى فى المقدسات مصدراً للسيادة وليس الشعب، ومن ثم فمن يقاوم الحاكم إنما يعصى الخالق، سادت هذه المجتمعات أفكار وليدة نظرية «الاستبداد الشرقى» وقيل إن الشرق شرق والغرب غرب، بمعنى أن لكل منهما طابعه الخاص وسمات شعبه تجعله متميزاً عن الآخر.
تحايلت نخب الشرق فى بحثها عن بدائل الديمقراطية الغربية وابتدعت أشكالاً للحكم مختلفة ومتنوعة، كان هناك الحكم الإمبراطورى (الصين) والقيصرى (روسيا) والخليفة (تركيا والعالم العربى) ومع اتساع موجة انتشار الديمقراطية وفق المعايير الغربية، هناك من قاوم هذه الظاهرة وحافظ على أسس نظام الحكم دون تغيير (الصين) أو مع قدر من التغيير الشكلى (روسيا الاتحادية) أو عمل على استيراد بعض الأشكال المؤسسية دون الجوهر (مثل عدد من الدول العربية الشرق أوسطية) ومنها من ظل يتخندق وراء الخصوصية والهوية ليرفض التكيف (دول الخليج العربى وفى مقدمتها السعودية). وفيما يخص علاقتنا بالديمقراطية، نقول بوضوح إن الديمقراطية هى ثقافة ومجموعة من القيم مثل الحرية، المساواة، قبول التنوع والتعدد والاختلاف، المواطنة، حرية الرأى والاعتقاد، حرية التعبير... وغيرها من تلك القيم الإنسانية المصاحبة للديمقراطية والمؤسسة لها، هذه القيم تتطلب مجتمعاً له مواصفات خاصة تتعلق بالإنجاز المادى والمعنوى، إذ لا بد من تحقيق إنجازات كبرى فى التعليم والقضاء على الأمية والجهل، فلا ديمقراطية فى مجتمعات ترتفع بها معدلات الأمية، كما لا بد من تحقيق معدلات مرتفعة لمتوسط الدخل السنوى للأفراد، فلا ديمقراطية فى مجتمعات فقيرة ترتفع فيها معدلات الفقر بالمعايير العالمية، فالفقر والجهل يؤديان إلى انتشار الخرافات، وسهولة سيطرة رجال الدين على العقل الجمعى، وتجهيز الشعب للرضوخ للحاكم وفق المقولة الخالدة «الدين أفيون الشعوب». طبعاً هناك نظريات ورؤى تقول بإمكانية انتشار الديمقراطية فى مجتمعات ترتفع فيها معدلات الفقر والجهل، ويتخذون من الهند نموذجاً لذلك، لكن علينا أن نلاحظ أن النموذج الهندى فقد باكستان على أساس دينى، ومن الأخيرة خرجت بنجلاديش، ولا تزال المشاكل المتراكمة تعوق عمل النموذج الهندى، مقابل نموذج كوريا الجنوبية الذى أغلق ملف الديمقراطية لتحقيق معدلات تنموية مرتفعة، ارتفعت معها معدلات التعليم، فولدا لاحقاً الطلب على الديمقراطية وقد كان فتحولت كوريا الجنوبية بعد حكم غير ديمقراطى إلى دولة ديمقراطية غادرت العالم الثالث التى كانت تشاركنا فيه وقفزت من العالم الثانى لتتصدر دول العالم الأول وتصبح نموذجاً فى التطور الاقتصادى والسياسى. ما نريد التأكيد عليه هنا هو أن طريق الديمقراطية طويل للغاية بالنسبة لنا، ولن يتحقق فى ليلة وضحاها، فهناك معوقات ثقافية وفى التراث الشعبى، وهناك ارتفاع معدلات الفقر والجهل، وهما من أكبر معوقات التحول الديمقراطى، ومن ثم فإن النضال من أجل الديمقراطية ينبغى أن يوجه إلى تحقيق معدلات تنمية اقتصادية مرتفعة أولاً، ورفع معدلات وتحسين محتوى التعليم، وبها سوف يتزايد الطلب على الديمقراطية تلقائياً.
خالد منتصر - هل سنطبق على محمد عبده والغزالى قانون الكراهية؟! - جريدة الوطن - 29/6/2017
فى تصريح للمستشار القانونى لشيخ الأزهر لجريدة «اليوم السابع» قال إن وراء إصدار قانون الكراهية الذى تقدم به الأزهر إلى الرئيس السيسى محاربة الأفكار الشاذة، وفى مقدمة وديباجة القانون كتب أن المقصد هو محاربة التفسيرات المنحرفة والتأويلات المغرضة.. الخ، بهذا الكلام الفضفاض الـ «أول سايز» القابل لأى تفسير والمفتقد لأى صياغة قانونية دقيقة تم عرض هذا القانون الذى لو تم تطبيقه لعدنا إلى عصر الكهف ومحاكم التفتيش وخطايا وفاشية الدولة الدينية، فالمعيار مع الشيوخ والترمومتر مع هيئة كبار العلماء والرادار حكر على رجال الدين، والاجتهاد حسب المزاج وطبقاً للاستظراف والقرب والحظوة، حتى الشيخ المجتهد لكنه ليس على المزاج أو خارج دائرة الشلة فهو مطرود من جنة توزيع صكوك الغفران ومن الممكن جداً تطبيق قانون الكراهية عليه.
وقت أن كتب الشيخ محمد عبده أفكاره وأعلن فتاواه اتُهم وقتها بأنه يعرض أفكاراً شاذة وتأويلات مغرضة وتفاسير منحرفة، ووقت أن كتب الشيخ محمد الغزالى كتابه الشهير عن السُنّة انقلبت الدنيا فى السعودية ومصر وتم الرد عليه بأكثر من 14 كتاباً؛ كلها تتهمه بالتفسير المغرض والفكر الشاذ والتأويل المنحرف الفاسد، بل كفّروه!!، السؤال: هل سيطبق الأزهر قانون الكراهية المزعوم -المفصّل خصيصاً للحصول على مكاسب لهم- على الشيخ محمد عبده والشيخ الغزالى وسعد هلالى وغيرهم من أصحاب الأفكار التى قيل عنها شاذة والتى من الممكن بتركيبة مختلفة من المشايخ الذين يحتكرون التقييم أن يصفوها بـ «الشاذة» مرة أخرى، وهذه بعض الأفكار الشاذة المغرضة المنحرفة لإنعاش الذاكرة:
أولاً: رفض الشيخ الغزالى حديث فقء سيدنا موسى عين ملك الموت، كتب فى كتابه «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»، الذى هوجم عليه أقسى هجوم وأُلِّف ضده 14 كتاباً، قال الشيخ الجليل: «إن الحديث صحيح السند، لكن متنه يثير الريبة، إذ يفيد بأن موسى يكره الموت، ولا يحب لقاء الله بعد ما انتهى أجله، وهذا المعنى مرفوض.. ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التى تعرض للبشر من عمى أو عور؟!!.. لما رجعت إلى الحديث فى أحد مصادره ساءنى أن الشارح جعل رد الحديث إلحاداً!»، ويستنكر «الغزالى» أى دفاع عن الحديث ويقول: «إنه دفاع تافه لا يساغ، ومن وصم منكر الحديث بالإلحاد فهو يستطيل فى أعراض المسلمين، والحق أن فى متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة»، انتهى نقد الشيخ الغزالى للحديث الموجود فى الصحيح، فهل هو ملحد ومزدرٍ كونه رفض هذا الحديث؟! وهل ستطلقون عليه قانون الكراهية؟.
ثانياً: رفض الشيخ الإمام محمد عبده حديث سحر الرسول، وقال: «لا يخفى أن تأثير السحر فى نفسه يصل به الأمر إلى أن يظن أنه يفعل شيئاً، وهو لا يفعله، ليس من قبيل تأثير الأمراض فى الأبدان، ولا من قبيل عروض السهو والنسيان فى بعض الأمور العادية، بل هو ماس بالعقل، آخذ بالروح، وهو مما يصدق قول المشركين فيه {إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا} وليس المسحور عندهم إلا من خولط فى عقله، وخُيّل له أن شيئاً يقع وهو ما لا يقع، فيُخيل إليه أنه يوحَى إليه ولا يوحَى إليه»، ثم يواصل الإمام محمد عبده وجهة نظره قائلاً: «وأما الحديث فعلى فرض صحته هو آحاد، والآحاد لا يؤخذ بها فى باب العقائد، وعصمة النبى من تأثير السحر فى عقله، عقيدة من العقائد، لا يؤخذ فيها بالظن المظنون»، هل تعرفون حكم الشيخ محمد عبده الرافض لحديث السحر عند الشيخ «ابن باز» حسب الفتوى رقم 6280 (راجع موقع نداء الإيمان)، هذا هو حكم الشيخ «ابن باز» عندما سُئل عن منكرى حديث السحر: «يجب اعتزالهم وعدم مخالطتهم؛ اتقاءً لشرهم، إلا إذا كان الاتصال بهم من أجل النصح لهم وإرشادهم، أما الصلاة وراءهم فحكمها حكم الصلاة وراء الفاسق، والأحوط: عدم الصلاة خلفهم؛ لأن بعض أهل العلم كفّرهم»، يعنى: الشيخ محمد عبده كافر ولا يصلَّى وراءه من وجهة نظركم وعلينا أن نسجنه طبقاً لقانون الكراهية ونشر الأفكار الشاذة!!
Tuesday, June 27, 2017
خالد منتصر - المتحرش والإخصاء الكيميائى! - جريدة الوطن - 28/6/2017
مشروع قانون إخصاء المتحرش الذى تحاول تقديمه نائبة مجلس النواب المحترمة كل فترة، ليس مجرد ورقة أو دراسة أو طلب أو اقتراح، ولكنه أكبر وأعمق وأخطر من ذلك، إنه إشارة لحالة هزال فكرى وكساح عقلى تمر بها مصر منذ فترة طويلة، فالنائبة قد أجهدت ذهنها فى اختراع وسيلة عقاب تقضى بها على ظاهرة التحرش الجنسى، بدأت بالإخصاء الجراحى وانتهت بناء على انتقادات أعضاء المجلس بحل مخفف وهو الإخصاء الكيميائى عن طريق أدوية تسبب الضعف الجنسى وفقدان الرجولة!!، والحمد لله أنها لم تطالب بصب ماء النار على الأعضاء التناسلية للمتحرشين تحت قبة البرلمان وبإشراف من لجنة الصحة فى المجلس كطريقة من الطرق الكيميائية للنائبة البرلمانية!، نحن مبدئياً نتفق على بشاعة وسفالة جريمة التحرش، لكن لا يعنى هذا أن نطبق القانون القبلى البدائى البدنى الذى صار فى متحف التاريخ وتجاوزته الحضارة، الوعى الجمعى فى مصر ما زال واقعاً تحت تأثير تلك القبلية الهمجية، مثل ما نسمعه من مطالبات الإعدام فى ميدان عام أو قطع رأس القاتل أمام ابن القتيل.... الخ، إنه انتقام لحظى يرضى غريزة التشفى لكنه يخلق ألفة مزمنة مع مشاهد أشلاء مبتورة وعنف معلن، تنتقم من مجرم لتخلق نسخاً من ملايين المجرمين بإماتة قلوبهم وتخدير أرواحهم وتنويم تأففهم من مشاهد العنف الفاشية. الخلل الفكرى الذى يعبر عنه الإلحاح على إخصاء المتحرش وغيرها من مثل تلك المطالبات التى تطلب المثلة البدنية للانتقام، تتلخص فى أننا مجتمع شكلى لا يتعمق فى دراسة الظاهرة وجذورها بل ينشغل وينخدع بثمارها، مجتمع الجرى وراء البعوض بدلاً من تجفيف المستنقعات، مجتمع منافق يجعل من المرأة وسواساً قهرياً ومن النصف الأسفل انشغالاً مزمناً وإدماناً يومياً، مجتمع مكبوت جنسياً، مزيف الوعى، الرجل فيه يتحرش ليس لاقتناص اللذة وإنما لإثبات التفوق الذى دشنه له المجتمع وأعطاه جواز مرور لممارسته وشيكاً على بياض لصرفه فى أى ميدان أو شارع من خلال ماكينة الـ «إيه تى إم» لجسد المرأة المشتهاة!، مجتمع يخرج فيه شيخ كبير يصفونه بالمستنير ليقول إن المرأة التى لا ترتدى الحجاب فى الشارع أسقطت رخصة حمايتها من غض البصر!!، يعنى حلال فيها التحرش!، هل الإخصاء سيكون الحل أيتها النائبة المحترمة لكل تلك الظاهرة المركبة المعقدة؟!، ولماذا حلولنا دائماً «one way»؟، قطار فى اتجاه واحد لا يخرج عن قضبان المألوف!، هى مصرّة على حل الإخصاء فقط وعندما انتقدت خرجت من حجرة الإخصاء الجراحى لحجرة الإخصاء الكيميائى!، مما ذكّرنى بالرجل الذى غيّر اسمه من شفتورة الجحش إلى حسونة الجحش!، مجرد تغيير لافتة ظاهرية، إنما المضمون كما هو، نحن أمهر أمة فى التاريخ تدهن الحوائط المخوخة التى بلا أسمنت وتزين الدواليب المسوسة التى بلا خشب ونغلق جروحنا على صديد وقيح!.
د. عماد جاد - إجرام يفوق الخيال - جريدة الوطن - 28/6/2017
كشفت التحقيقات مع الخلية الإرهابية التى أوقفتها الأجهزة الأمنية المصرية قبيل عيد الفطر، وهى مكونة من شخصيات مصرية تربت على أرض مصر، وعاشت وتعيش بيننا، عن حالة متقدمة للغاية من الإجرام والرغبة فى القتل والتدمير لا تحدها حدود، فقد كشفت التحقيقات عن الإعداد لثلاث موجات من التفجيرات الانتحارية، الموجة الأولى جرى التخطيط لها بحيث تكون داخل كنيسة بمدينة الإسكندرية، أو أمامها مباشرة، بحيث توقع أكبر عدد من الضحايا من المواطنين المصريين المسيحيين، والموجة الثانية ستحدث بعد مجىء قوات الأمن وعربات الإسعاف التى ستتولى نقل الضحايا والمصابين، بحيث يسقط أكبر عدد من الضحايا من بين المصابين ورجال الأمن والإسعاف، وكل من يتجمع لمتابعة الجريمة، وهنا سيكون الضحايا مزيجاً من المسيحيين والمسلمين، أما الموجة الثالثة فقد خططت الخلية الإرهابية لها لتكون أثناء تشييع جثامين الضحايا، أو أثناء العزاء الذى سيقام للضحايا، بحيث يتم إيقاع أكبر عدد من المعزين.
تكشف هذه العملية المركبة عن عقلية إجرامية تفوق الخيال بالفعل، فالعملية تستهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا المصريين من مسيحيين ومسلمين، والهدف الحقيقى هنا هو إحداث حالة من الفوضى فى البلاد وإشاعة أجواء الخوف، ومن ثم ضرب الشعور بالأمن والاستقرار الذى بدأ المصريون يشعرون به لأول مرة منذ سنوات. هذا الإجرام لا يمكن أن يكون وليد فكر محلى، بمعنى أن هذا التفكير ينتمى إلى فكر إقليمى تكرر فى العراق بالأساس، فتفجير النفس فى التجمعات وتفجير سرادقات العزاء هو فكر داعشى ظهر فى العراق بالأساس، ومن ثم فالتخطيط والترتيب لكل هذه الجرائم وراءه فكر داعشى مجرم لا ينتمى للإنسانية بصلة، فكر متوحش ينتمى إلى مراحل ما قبل التحضر. لكن ما علينا إدراكه والتعامل معه أن أدوات التنفيذ مصرية بالكامل، فالذين كانوا سيفجرون أنفسهم، مصريون تربوا بيننا ويعيشون على الأراضى المصرية، صحيح بعضهم قد يكون تلقى تدريبات على أيدى دواعش فى سوريا والعراق، إلا أن الصحيح أيضاً أنهم مصريون ماتت قلوبهم وتحجرت عقولهم بفعل غرس فكر داعشى متطرف من قبل عناصر سلفية تعيش بيننا أيضاً، وقد شهدنا وجوههم خلال عام حكم المرشد والجماعة، فقد ملأوا الشاشات حضوراً، وكانوا يعبرون عن قناعاتهم الفكرية ومعتقداتهم الأيديولوجية المعادية لكل ما ينتمى للإنسانية والحضارة الحديثة، فهذه النوعية من البشر تحمل فكراً معاكساً لكل ما هو إنسانى. لديها شهوة غير طبيعية لرؤية الدماء والأشلاء، ونزعة دموية تفوق ما لدى الحيوانات المتوحشة فى البرارى، ففى عالم الحيوان رحمة لا تتوافر لدى هؤلاء، فقد نقلت القنوات التى تغطى الحياة البرية مشاهد متنوعة لحيوانات مفترسة، مثل الأسود والنمور تحجم عن التهام فريسة لصغر عمرها، كم من مرة أحجم أسد ونمر عن التهام غزال وعجل لمجرد أنهما حديثا الولادة، وتحول الحيوان الكاسر فى لحظة إلى أليف يداعب ويلاطف الفريسة الصغيرة، بل ويحميها من هجمات أقرانه الذين أرادوا التهام الضحية الصغيرة. هذه المشاعر التى توافرت فى قلوب حيوانات متوحشة كاسرة، لم تتوافر فى قلوب الدواعش وأمثالهم من المتطرفين الدمويين الذين يفجرون أنفسهم وسط بشر دون التوقف أمام نوع وعمر الضحايا، بل منهم من قام بأكل أكباد الضحايا فى سوريا.
نحن أمام ظاهرة إجرام غير طبيعى يتجاوز حالة التطرف والتشدد، ومن ثم لا بد من مواجهة هذه الظاهرة بتفعيل القانون، واختزال الإجراءات وتطبيق الأحكام فوراً لتحقيق أهداف القانون، ومن بينها الزجر والردع، أو الحد من هذه الظاهرة المخيفة، التى بدأت تنتشر فى مجتمعنا.
مشروع قانون الأزهر نكسة للحريات والمساواة والدراسات الإسلامية بقلم د. محمد أبوالغار ٢٧/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
|
د. عماد جاد - أجواء مكارثية - جريدة الوطن - 27/6/2017
كنت ضمن وفد من مجلس النواب المصرى فى زيارة للكونجرس الأمريكى، وهى الأولى من نوعها منذ عام ٢٠٠٨، وعلمنا ونحن فى واشنطن أن مجلس النواب سوف يبدأ فى مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية وهى الاتفاقية المعروفة إعلامياً باتفاقية «تيران وصنافير»، وعلى الفور قرأنا اتهامات من جانب شخصيات مصرية عامة للوفد المسافر بأنه تعمد الهرب أو تم تهريبه إلى الولايات المتحدة حتى لا يشارك فى مناقشة الاتفاقية، وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن السلطة التنفيذية تعمدت رشوة النواب بزيارة إلى واشنطن حتى لا يشاركوا فى مناقشة الاتفاقية، ثم بدأ التشكيك وبدأت الاتهامات المتبادلة بين من قال (نعم) ومن قال (لا).. اتهامات وتخوين، تهجم وإهانات، وكان هناك انقسام مشابه فى رأى العام والنخبة المصرية مع كيل الاتهامات المتبادلة والتخوين.
هنا وجدت نفسى فى أزمة شديدة، ماذا يمكن للمرء أن يكتب فى مثل هذه الأجواء الهائجة والمكارثية (التى سادت فى الولايات المتحدة فى خمسينات القرن الماضى ضد الشيوعية، فقد كان يكفى لمكارثى وأنصاره أن يوجهوا الاتهام لشخصية عامة بالانتماء للشيوعية كى يتم اغتياله معنوياً)، فإذا كتب المرء فى قضايا جوهرية تتعلق بجولة الوفد البرلمانى فلن يكون ذلك مقبولاً منه وسوف يُسأل عن رأيه فى تيران وصنافير، وإذا كتب رأيه حول الاتفاقية فسوف تنهال عليه الشتائم من الطرف الذى يتبنى وجهة النظر الأخرى، كان الحل العملى هو التوقف أياماً عن الكتابة حتى تهدأ الأنواء والعواصف، ويزول غبار المعركة التى دخل فيها الرأى العام المصرى، وتتنفس السلطة الصعداء بعد أن تمرر الاتفاقية فتصبح أكثر تسامحاً فى التعامل مع الرؤى المخالفة.
هدأت العاصفة، ودفع البرلمان ثمن سوء إدارة السلطة التنفيذية لملف من ملفات السياسة الخارجية، لو كانت هناك حِرفية أو خبرة سياسية لتمت إدارة الملف بحنكة ومهارة سياسية من خلال الاستعانة بقواعد التفاوض وحل المنازعات أو الخلافات، التى تتضمن طرقاً عديدة من بينها الوساطة والتوفيق والتحكيم، وهى علوم قائمة بذاتها، الدراية بها تكسب المرء مهارات متنوعة فى إدارة وحل مثل هذه الملفات، وفى تقديرى أن مصر لديها رجال على درجة عالية من المهارة والكفاءة فى علوم التفاوض، بل إن المفاوض المصرى هو الأمهر فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى، وتكشف تجربة التفاوض مع إسرائيل من مفاوضات فض الاشتباك إلى كامب ديفيد ومعاهدة السلام وصولاً إلى استرداد طابا بالتحكيم الدولى، عن مهارات متقدمة، أصابت المفاوض الإسرائيلى بالاكتئاب الشديد مثلما حدث مع رئيس الوزراء الذى وقع الاتفاقية مناحم بيجن.
ما حدث عملياً هو أن الحكومة الحالية فاقدة للرؤية ومجردة من المهارة السياسية اللازمة لإدارة ملفات داخلية وخارجية، طريقتها الهوجاء فى الإدارة تدفع فئات المجتمع المصرى إلى الصدام مع بعضها البعض، وتخلق طريقتها فى التعامل مع ملفات حيوية أجواء مكارثية فى البلاد فى وقت تحتاج فيه مصر إلى تكاتف أبنائها من كل الأطياف والألوان، وتحديداً مكونات «تحالف ٣٠ يونيو».
Monday, June 26, 2017
دستور ماعت.. وقانون الأزهر بقلم فاطمة ناعوت ٢٦/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
|
Saturday, June 24, 2017
خالد منتصر - حتماً سيعود «السبت» متعطراً بك يا «سناء» - جريدة الوطن - 24/6/2017
أعرف ومتأكد أن الكاتب الصحفى العزيز ورئيس تحرير الأهرام دمث الخلق الأستاذ علاء ثابت رجل يعرف قيمة وقدر ومكانة الكاتب الحقيقى، لذلك أثق فى أنه يتفق مع رأيى فى أن سناء البيسى قيمة كبيرة وكاتبة تنتمى إلى فئة الألماظ الحر واللؤلؤ الأصلى، وأعرف أنه سيستجيب ويتفهّم طلبى وطلب قراء «الأهرام» جميعاً بعودتها لتشرق علينا كل سبت، كنت قد ناشدت مسئولى «الأهرام» قبل تعيين «ثابت»، لكن لا حياة لمن تنادى، وسأكرر ما كتبته، وما لم يستجب إليه بسبب معارك الصغار فى الكواليس وقتها.
أن تطلع عليك شمس يوم السبت دون أن تقرأ سناء البيسى، فهذا معناه أن يومك ناقص، وأن أسبوعك صار ستة أيام. كما أفتقد نسمة العصارى فى هجير صحراء أغسطس، أفتقد قديسة الحكى المصرى وعازفة الكتابة باللون والرسم بالكلمات. عندما تقع عيناك على مقال «سناء» فى زحمة وركام وسخام ما نقرأه الآن، كأنك شاهدت متحف اللوفر وسط عشوائيات سكان المقابر، كيف يتم حرماننا من كتابة بمذاق المانجو العويسى لنتجرّع عصير «الجعضيض»، وكوكتيل «الجميز» والصبار؟ مهما كانت الخلافات المهنية، فلا يمكن أن تكون نتيجتها غياب شمس «سناء» عن حديقة «الأهرام»، مهما كان رأى المسئول الذى تعامل معها بجفاء وغلظة فى أن نوعية تعامله طبيعية ونمط تصرفه عادى، فإنه لا يصح مع قامة وقيمة مثل سناء البيسى، ألا أتنازل، وألحّ عليها، وأطاردها، بل أتظاهر لعودتها، مهما كانت درجة مسئوليتى ووظيفتى وموقعى فى الجريدة!! لم نعد نملك إلا فتات قوتنا الناعمة من مثقفين ومفكرين وفنانين ومبدعين، أرجوكم حافظوا عليهم، لا تجبروهم على دخول شرنقة الإحباط وكهف الاكتئاب، سناء البيسى تاريخ صحفى وإبداعى وفنى ومهنى لا يمكن لأى قارئ عادى، ولا أقول «مثقف كبير»، إغفاله، ولا يمكن لرهافة الإحساس أن تعامل بـ«جليطة» التقريع، ولا يمكن لعصفور الإبداع أن يُسجن فى قفص الروتين والشطب والاختزال. من يريد أن يضغط على زر لتحويل سناء البيسى إلى مجرد موظف أرشيف فهو كمن يريد تحويل الإلياذة إلى ألفية ابن مالك، أو سيمفونية موتسارت إلى «إييييه شعبان عبدالرحيم»!!، إخلاص سناء البيسى المتبتل لـ«الأهرام»، الذى جعلها، وأنا شاهد على ذلك، ترفض أموالاً مغرية يسيل لها اللعاب فى صحف خاصة أخرى، هذا الإخلاص الذى ما زالت «سناء» مصرة عليه، حتى لو لن تكتب ثانية كان لا بد أن يقابل بأفضل من هذا التجاهل والطمس والإهمال والجلافة، سناء البيسى فنانة قبل أن تكون صحفية، لوّنت بريشتها أحلامها التى بلا سقف قبل أن تخط حروف مقالاتها التى بلا شبيه. ظلت أحلام «سناء» تعدو كجواد عربى منتشٍ جسور بلا لجام، حتى وصل إلى تخوم قوس قزح الملون وأنجب أجمل وأروع وأبدع بنات المجلات الصحفية فى تاريخ مؤسسة «الأهرام»، وربما فى تاريخ الصحافة. «نصف الدنيا» لم تكن مجلة نسائية فحسب، بل كانت نافذة ثقافية وكنزاً إبداعياً ومنجماً فنياً، كان ملحق «نصف الدنيا» مرجعاً فى الفن والموسيقى والسينما وجميع أنواع الفنون الرفيعة، ظلت «نصف الدنيا» مثار الغيرة ومكمن الحسد فى الشكل والمضمون. من يستقبل مقال سناء البيسى قبل النشر كان لا بد أن يغمض عينيه قليلاً ويتذكر ويرجع بعجلة الزمن ويصعد سلالم خياله، إن كان ما زال يملك خيالاً، حيث الدور السادس لـ«الأهرام»، ليجد سناء البيسى تشرب قهوة الصباح مع «إحسان»، وتتبادل النكت مع يوسف إدريس، ثم تشخبط على أوراق توفيق الحكيم، لترسمه بورتريهاً، لتنتقل إلى غرفة زكى نجيب محمود، لتتناقش معه فى فلسفته الوضعية، ليدخل عليهما لويس عوض ويحكى عن آخر رحلاته إلى أوروبا، فيطالبه السندباد حسين فوزى بالصمت قليلاً حتى يضع الإبرة على أسطوانة «باخ»، لتعود إلى بيتها فتجد العبقرى الفنان كنعان حائراً كيف يقتنص اللحظة بريشته المشتعلة ويحولها خطاً أو لوناً أو ظلاً!!، هذا هو الأكسجين الذى تنفسته يا من لا تعرف قدر سناء البيسى، هذا هو الفرن الذى صهر وعجن موهبتها الفياضة البركانية المتدفّقة يا من تجهل من هى قديسة الكتابة، التى ما زالت حتى هذه اللحظة تقبض على جمر المهنية والموهبة فى زمن سماسرة الأقلام، وبوتيكات الحبر المسكوب على الورق الذابل.
يموتون بسبب الشيخوخة ولكنهم يموتون شباباً! بقلم د. وسيم السيسى ٢٤/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
|
ممدوح حمزة.. فارس بلا جواد فى الصحراء بقلم د. سعد الدين إبراهيم ٢٤/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
|
خالد منتصر - من لم يُسجن بالازدراء.. أُعدم بالكراهية! - جريدة الوطن - 24/6/2017
نحن نخسر كل يوم أرضاً من مساحة الدولة المدنية المحدودة المحددة، كل فترة نخرج قانوناً ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، برّاق الصورة، مظلم المضمون، عذب الخارج، مسمم الداخل. قوانين هى رد فعل تستغل لإحداث فعل، وإسباغ حماية، والحصول على مكاسب ذاتية لشخص أو مؤسسة. قانون العيب من الرئيس المؤمن، كما أطلق على نفسه، أنور السادات فى كوكتيل لا يقدم إلا فى كافيهات الدولة الدينية. العيب!! حد يقدر يرفض إننا نحارب العيب، ده حتى يبقى عيب!!، تم استخدام هذا القانون للتلويح والتهديد والسجن والتنكيل، ثم قانون الازدراء، الذى صدر بعد أحداث الزاوية الحمراء لمنع الفتنة الطائفية، والمدهش أنه استخدم لسجن أطفال مسيحيين هم ضحايا تلك الفتنة ولوحق به مفكر إسلامى وضعته المؤسسة الدينية كخصم مزمن إلى أن تم سجنه، ثم ملاحقته بعد الإفراج لمنع برامجه تليفزيونياً، وعندما فشلوا فى منعه وشطب برامجه من على اليوتيوب، لأنهم لم يدركوا أننا فى زمن السماوات المفتوحة، اضطروا إلى اختراع قانون اسمه قانون الكراهية!!، يقال للتمويه فى الكواليس إن هذا القانون تمت صياغته وتقديمه بعد حادث الشيخ سالم عبدالجليل، الذى تعرض فيه للعقيدة المسيحية بكراهية، ونحن طبعاً ضد أى كراهية ولكن ما يحافظ على المجتمع بدون كراهية دينية هو المزيد من العلمانية، وليس المزيد من تحكم قبضة الدولة الدينية!!، فبنظرة بسيطة على المكتبة الكبيرة القابعة فى جامعة الأزهر، التى تضم كتب التراث الإسلامى كله، سيجد من قدم القانون آلاف النصوص، التى تحض على الكراهية!!، ماذا فعلوا بها وماذا قدموا من تفنيد يساير الزمن؟ إنهم ما زالوا يسجنون المفكرين الذين ينتقدون البخارى أو أى فقيه، قدم نصوصاً تبرر القتل أو كراهية المسيحيين واليهود أو تحض على قتل المرتد.. إلخ، الكراهية يا مشايخنا الأفاضل، ويا مستشارى فضيلة الإمام على بعد أمتار قليلة من بيوتكم، على منابر المساجد التى تدعو فى الميكروفونات ليل نهار على أحفاد القردة والخنازير، وعلى الضالين وعلى الشيعة.. إلخ، وبمناسبة الشيعة والبهائيين، هل هؤلاء من ضمن المبشرين بجنة هذا القانون وستفردون مظلتكم عليهم، أم ستتركونهم نهباً للضباع وعابرى السبيل بحجة أنكم الفرقة الناجية؟؟!، هل الملحد واللاأدرى والبوذى والهندوسى الذى لم يكوّن ميليشيا عسكرية ليفجر بيوتكم ويقتل رجال الشرطة هل ستحمونه من الكراهية؟؟!، هل ستحتكرون ترمومتر ومعيار ومقياس الكراهية فى مكاتبكم المكيفة فى المؤسسة الدينية؟!، وكيف تكتبون فى مادتكم الرابعة من هذا القانون العجيب الغريب بما معناه وبالعربى الصريح وبدون ماكياج ولا تزويق، وبمبدأ «ادبح القطة»، «محدش يتعلل بحرية التعبير، فلتذهب إلى الجحيم»، ظهرت الرؤية، كلما ضعفت الحجة وازدادت الأفكار هشاشة يلجأ أصحاب تلك الرؤى والأفكار إلى ترسانة قوانين وحزمة كرابيج للحصار والقمع!!، قانون الازدراء صار ازدراء البخارى وقانون الكراهية سيصير كراهية الاختلاف مع رجال الدين حتى الدعاة الكاجوال منهم، الذين يظهرون بالبراندات والسينيهات!!، محظور الاقتراب والتصوير والنقد، باختصار قانون منع الاحتكار على الجميع لكنه ليس علينا نحن رجال الدين، هل نسينا أن من أصدر ملحقاً لمجلة الأزهر به حض على كراهية المسيحيين هو عالم دين كان رئيس تحرير المجلة وكان مناصراً لرابعة!!، فمن إذن كان يحض على الكراهية ولماذا لم تصدروا قانوناً حينها؟ ولماذا تعطلت وثيقة وورقة التنوير التى قدمها د. صلاح فضل وماتت فى الأدراج وعلى العكس وبسرعة الفيمتوثانية تقدمتم بهذا القانون؟؟!، هل لأن ورقة التنوير ستضطركم إلى التجديد وقانون الكراهية سيحميكم من الأراذل الأفندية المفكرين المثقفين الذين لم يبيعوا أدمغتهم بعد؟؟!، قانون الكراهية تحسبونه حبل إنقاذ، وهو فى الحقيقة حبل مشنقة.
Friday, June 23, 2017
خالد منتصر - ومن شر حاسد إذا حسد - جريدة الوطن - 23/6/2017
كلما راجعت شخصاً فى إمكانية تأثير العين والحسد على شخص وإيقاع الضرر به، يرد عليك بكل ثقة واستنكار صارخاً فى وجهك: «يا راجل انت حتكفر، ده الحسد مذكور فى القرآن!»، ويردد على مسامعك سورة الفلق، ويرفع من صوته مفحماً إياك حين يصل إلى «ومن شر حاسد إذا حسد». لم أقتنع يوماً بأن «العين فلقت الحجر» كما يقولون، وأنه من الممكن بمجرد نظرة حسد أن تخرب سيارتك الزيرو، أو تحترق شقتك الجديدة، أو يرسب ابنك المتفوق فى الامتحان، أو تطلق زوجتك ليلة الدخلة... إلى آخر تلك الترهات المنتشرة فى مجتمعاتنا المتفننة فى خلق شماعات لتعلق عليها فشلها وتبرر إخفاقاتها. لو كان هذا صحيحاً لجمعنا الحاسدين دفعة واحدة فى سيناء وأعطيناهم فرماناً عسكرياً بتسليط أشعة ليزر عيونهم الحسادة تجاه إسرائيل المتقدمة لتحترق! الحسد كشعور قلبى معنوى بالطبع موجود، ومن المستحيل أن يختفى من الحياة، لكنه لن يتحول أبداً إلى خانة فعل أو أداة ضرر، والآية الكريمة التى يشهرها دوماً أصحاب نظرية الحسد ومعتنقو تأثير العين، هل هى تتحدث عن شر الحسد أم شر الحاسد؟ إنه شر الحاسد الفاعل الذى يستطيع إحداث الضرر وإيقاع الأذى بك، ليس من خلال الحسد القلبى ولكن من خلال الفعل والتنفيذ البدنى والتخطيط العقلى، يعنى إذا ظل ينظر الحاسد إلى سيارتك الجديدة قرناً من الزمان لن يحدث لها أى مكروه إلا إذا جاء بمسمار وحكّ الباب أو أفرغ الإطار أو فكّ الفرامل... إلخ، وإذا حدث المكروه بدون تلك الأفعال فهو من باب الصدفة أو من باب إهمالك عوامل الأمان، لأن المنطق العلمى يقول إن الارتباط يتم بين تكرار الحدث وتكرار نفس الفعل كل مرة، وبالطبع هذا لا يحدث، وهذا هو المعنى الذى يقوله القرطبى فى تفسيره: «قلت: قال العلماء: الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، فيتبع مساوئه، ويطلب عثراته»، وكما فهمه أيضاً الكاتب المغربى ياسين ديناربوس عندما كتب: «أفهم من اﻵية الكريمة أن الحاسد لا سلطان له إلا إذا حسد، أى إن رغبة وتمنى زوال النعمة هى شعور يحتاج لتطبيق على أرض الواقع بدلالة وجود (إذا) فى اﻵية، وهى أداة شرط تشترط الفعل العينى لوقوع شر الحاسد، وإلا لكانت تستقيم اﻵية بقوله تعالى (من شر حسد الحاسد)، أو (من شر عين الحاسد)، هنا يكمن شر الحاسد، شر الحاسد عمل فعلى ملموس خاضع لقوانين الفيزياء وسنن الكون التى سنّها الخالق عز وجل والتى لا تبديل لها إلا بإذنه! إن تدخُّل الإنسان فى مجريات الأحداث لا يخرج عن قوانين الطبيعة التى يسيّر بها الخالق هذا الكون! و كل ما يشاع عن شر حاسد بمجرد النظر بالعين فهو محض هراء وتخريف!». فنّد الكاتب محاولة البعض الاستدلال بالقرآن الكريم لإثبات صحة الاعتقاد بالعين من خلال تفسير اﻵيتين التاليتين:
الأولى قوله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام فى وصيته لأبنائه: «وَقَالَ يَا بَنِىَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِى عَنكُم مِّنَ اللهِ مِن شَىْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إلاَّ للهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ»، فقد فُسِّرت دعوة يعقوب لأولاده بالتفرُّق بأنها حماية لهم من العين، لأنهم كانوا ذوى جمال وهيئة وكمال، لكن التفسير المذكور غير تام، إذ من الممكن أن يكون السبب وراء أمرهم بالتفرق هو حمايتهم من الأذى والملاحقة فى حال دخولهم مجتمعين من باب واحد، ثم إنه لا يوجد أى شىء يدل على العين فى اﻵية لا من قريب ولا من بعيد.
الثانية قوله تعالى: «وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ»، وهنا حمل قوله «ليزلقونك بأبصارهم» على معنى: يهلكونك ويصيبونك بأعينهم، ويلاحظ على ذلك: بأنّ دلالة الآية على الإصابة بالعين غير واضحة، وغاية ما تدل عليه أن الذين كفروا لشدة غيظهم ينظرون إلى رسول الله نظرات ملؤها الحقد والغضب تكاد تصرعه، وهذا التعبير متعارف عليه ومألوف ويراد به بيان حدة النظرة ولؤم صاحبها، دون أن يكون لها تأثير سلبى واقعاً، ونظيره ما يتردد على الألسنة فى التعبير عن النظرة الحانقة: «يكاد يأكلك بعينيه».
Wednesday, June 21, 2017
خالد منتصر - الجفرى وهلاوس التنصير وجزاء سنمار - جريدة الوطن - 22/6/2017
الداعية اليمنى الحبيب الجفرى قدم نفسه للمجتمع المصرى ولأوساط الشباب على أنه ممثل الوسطية والتسامح والاعتدال، وتم التسويق له حتى وصل إلى أعلى الجهات الرسمية كسفير للحوار الهادئ ومبعوث لنبذ العنصرية والكراهية، لكن للأسف كلما راهنت على وسطية داعية خسرت الرهان، وكلما داعبنى الأمل من خلال ابتسامة وداعة وحنان سرعان ما يسقط القناع ويظهر الوجه العنصرى الصادم لمعظمهم، فى الحلقة رقم 23 من البرنامج الرمضانى لفضيلة الشيخ الجفرى وعنوانها العطاء
https://www.youtube.com/watch?v=aGRiF88kqso&feature=youtu.be
يحكى الحبيب حكايات لطيفة عن العطاء، ولكنه وإذ فجأة وفى الدقيقة 13 من الحلقة يبدأ فى سرد حكايات عن تنصير اللاجئين فى أوروبا أقل ما توصف بها أنها من قبيل الهلاوس والأوهام وتنم عن المكنون الذى كان مختفياً تحت الجلد ومتوارياً خلف الابتسامة الناعمة والصوت الهادئ الرخيم، يقول الشيخ الجفرى لا فض فوه إنهم فى ألمانيا واليونان وبعض الدول العربية!! يقدمون للاجئين أوراقاً لتنصيرهم ويجبرونهم على التوقيع!!، بداية الحكاية مفتعلة وليست لها أى علاقة بالحلقة وظاهر جداً أنها شىء محشور فى الزور ومخبوء فى القلب وعايز يطلع إن شالله كان بيتكلم عن أزمة المرور فى شبرا!، ولن أتكلم عن اليونان ولا طبعاً الدول العربية ولكنى سأتحدث عن ألمانيا لأننى رأيت عندما سافرت إلى هناك كيف يتعاملون مع اللاجئين ولمست كم المزايا التى يتمتعون بها وأيضاً كم الانتقادات والصعاب بل الشتائم والتهديدات التى واجهتها المستشارة ميركل، والحمد لله أنها لم تسمع الشيخ الجفرى وهو يلقنها جزاء سنمار ويدعى أنها تفعل كل ذلك هى وحكومتها من أجل السبب الخفى الذى طبعاً لا يعلمه إلا هو عن طريق مخابراته اللدنية الفضائية الصوفية، وهو رغبة الألمان ووسواسهم القهرى فى تنصير اللاجئين المسلمين!، طبعاً الجفرى لا يستطيع الحديث عن إجراءات تحدث علانية وليست فى الخفاء من هيئات دينية رسمية لإجبار أبناء الأب الذى يشهر إسلامه على الدخول فى الدين الأفضل وإجبار الشهر العقارى على تغيير الاسم من جورج إلى أحمد!، لكنه يؤلف وينسج من خياله فى برنامج تليفزيونى على الهواء أن بلداً فتحت أبوابها أمام اللاجئين وقت أن أغلقتها بلاد إسلامية مجاورة لسوريا والعراق، ليقول إنها تجبرهم على التنصر!، إذا كان يوجد من يعتنق المسيحية هناك فهو يمارس حقاً طبيعياً من الممكن أن تكون لحظة يأس أو انتهازية أو اقتناع، وكل هذا لا دخل للألمان به، ألمانيا يا شيخنا الجليل دستورها علمانى لا ينص على أن لها ديناً ولديها حساسية رهيبة من التمييز على أساس الدين وهى تقف على مسافة واحدة من كل الأديان وثقافتهم هناك من يريد أن يكون بوذياً أو هندوسياً أو مسلماً فله مطلق الحرية، ألمانيا يا شيخنا قد استقبلت من 2015 حتى 2016 مليوناً و100 ألف لاجئ منهم 40% سوريون، فى الوقت الذى تعانى فيه أقليات هى من دينك نفسه فى دول تستقبلك بالأحضان من أن جوازات سفرهم مكتوب فيها «بدون»!، فضيلة الحبيب ألمانيا هى الدولة الوحيدة التى فتحت حدودها فى 2015 بقرار شخصى من ميركل التى شاهدت طفلة عربية بلا بيت تبكى وتأثرت وواجهت أوروبا كلها وتحملت المسئولية التى كانت ستكلفها ضياع تاريخها السياسى كله، هل تعرف كم يتقاضى اللاجئ السورى هناك فى ألمانيا؟، 600 يورو إعانة سكن ولو الزوجة متضايقة من زوجها تأخذ هى إعانة مستقلة بنفس الرقم وبالطبع تستغل هذه الثغرة من العرب!، هذا فى الوقت الذى يخسر فيه الثرى العربى المسلم الورع التقى مليون يورو على مائدة القمار يا من تحدثنا عن العطاء وقيمة العطاء!، يتمتع اللاجئ بدون أى تنصير ببرامج تعليم مجانية للغة الألمانية ومدارس مجانية وتأمين صحى وصيغ قانونية للحماية الداخلية والخارجية... إلخ، هل تعرف يا من تتهمهم بالتنصير كم تكلفت ورصدت الحكومة الفيدرالية هناك للاجئين؟، رصدت 15 مليار يورو لدرجة أن الولايات الألمانية اشتكت، أكثر من ذلك الشركات الألمانية صارت عليها مسئولية اجتماعية للتوظيف والرعاية!، ألم تنظر يا فضيلة الشيخ ناحية الشرق الإسلامى لترى كيف يتعامل الماليزيون والبنجلاديش المسلمون مع الروهنجة المسلمين اللاجئين إليهم بمنتهى العنف والقسوة؟!، يا شيخنا الجليل هذه بلاد واثقة من نفسها، وواثقة من قوتها وعلمها وإمكانية تفوقها، وليست مهمومة بسفاسف وتفاهات إجبار شخص على الدخول فى ديانة معينة، تلك هى اهتمامات المهمشين الهامشيين من أمثالنا الذين يشعرون بهشاشتهم الثقافية والفكرية والذين يقيمون الأفراح والليالى الملاح لإسلام مسيحى أو يهودى لإحساسهم العميق بالدونية وعمق الفجوة الحضارية، أرجوك شيخنا الفاضل الجليل قبل أن تتهم ألمانيا بتنصير اللاجئين المسلمين أقنع المملكة جارتك ببناء كنيسة أو اذهب إلى اللاجئين هناك فى ألمانيا وأنقذهم وأنقذ الإسلام وانقلهم إلى دول الخليج أو حتى الصومال!
Tuesday, June 20, 2017
مصر حزينة ومهمومة وغاضبة بقلم د. محمد أبوالغار ٢٠/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
|
خالد منتصر - لجنة شئون الأحزاب نسيت النظارة فلم ترَ حزب النور! - جريدة الوطن - 20/6/2017
أخيراً، وبعد أن اقترب الرئيس من إنهاء فترة رئاسته، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ثورة 30 يونيو، التى قامت أساساً على رفض تجارة الأديان واستخدامها فى السياسة، أخيراً انتبهت الدولة وأحالت لجنة شئون الأحزاب أوراق خمسة أحزاب دينية إلى النائب العام!، وكأن اللجنة لم تكن تعرف طوال هذا الوقت أن تلك الأحزاب هى أحزاب دينية، وأعتقد أنها كانت منذ ذلك الوقت مخدوعة بأنها مدارس لتعليم الباليه، أو أندية لتنسيق الزهور!، لكن هل هذه الخطوة استراتيجية أم تكتيكية؟، بصراحة ووضوح أكثر نطرح السؤال: هل اتخذت الدولة تلك الخطوة، لأن طارق الزمر، زعيم أحد تلك الأحزاب وهو «البناء والتنمية»، قد جاء اسمه فى قائمة الإرهاب التى صدرت بعد الاجتماع المصرى - السعودى - البحرينى، وأنه للخروج من ذلك المأزق خرجت تلك التوصية؟!، رأيى المتواضع أنها خطوة تكتيكية لا تعبّر عن شعور الدولة واقتناعها بأن هناك خطراً حقيقياً من تلك الأحزاب، ولا أعرف سر هذه الطمأنينة الزائفة التى يعيش فيها المسئولون عن مقدرات هذا الوطن، وسر البطيخة الصيفى التى تحتل بطونهم تجاه تلك الأحزاب التى يعتبرونها «كيوت» ووسطية ومدنية، ويمارسون معها لعبة الاستغماية، والصفقات التى تُمرر من أسفل الترابيزات الأمنية، تيمناً وتطبيقاً لسياسة «مبارك» مع السلفيين، التى ظهرت ثمارها فى الإطاحة به، لكننا للأسف لا نتعلم، والتاريخ لدينا مجرد نتيجة حائط، وليس دروس زمن!، أنا لا أستنتج، ولا أحلل من فراغ، ولم أصل إلى تلك النتيجة إلا بناءً على قراءة الواقع، الدولة تلعب لعبة الموت مع السلفيين، تداعب الحية وتحتضنها وتظن أنها نزعت أنيابها، بينما السم يسرى فى مسام الجلد، منذ سنتين يوجد حكم فى الأدراج من القضاء الإدارى بإلزام لجنة الأحزاب بمراجعة موقف 11 حزباً دينياً، أين هذا الحكم؟، تم طناشه والتعتيم عليه، الأحزاب التى أُحيلت أوراقها إلى النائب العام بجانب «البناء والتنمية» هى: «الوسط والاستقلال وغد الثورة والوطن»!، والسؤال الذى يفرض نفسه: أين حزب النور؟، هل اعتبرته لجنة شئون الأحزاب من ضمن الأحزاب الماركسية؟!، وإذا كان الرد الجاهز هو أنهم كانوا حاضرين خطاب الرئيس بعد 30 يونيو، هل تتذكرون «البرادعى»، ولكم فيه أسوة حسنة؟، كان حاضراً هو الآخر، بل كان هو الرجل الثانى فى الدولة!!، أين هو الآن؟، إذاً لا حصانة لأى شخص أو حزب أو مؤسسة لمجرد الحضور والوقوف خلف وزير الدفاع السيسى حينذاك، أما الكارت الثانى الذى يرفعه حزب النور فى وجوهنا منذراً إيانا بأنه حزب لا يُشجّع الإرهاب ولا يكفّر أحداً وأنه حزب مدنى، فأطمئنهم بأنه كارت مضروب ليس له رصيد، فالحزب الذى لا يقف للسلام الجمهورى، ولا يعترف بعلم الدولة، هو مشتل إرهاب منظم وتكفير مزمن، وسأسوق لكم بعض القصص عن كيف أفرز وأنتج هذا المشتل إرهابيين بامتياز، كان كل ما يجمعهم هو أنهم أعضاء فى حزب النور!!، فى 3 مايو 2015 كشفت هيئة محكمة جنايات القاهرة عن انتساب المتهم أحمد محمود الملاح، أحد متهمى تنظيم أنصار بيت المقدس، والمتهم بارتكاب أعمال إرهابية كثيرة، إلى حزب النور السلفى، وكان من ضمن الأحراز كارنيه حزب النور!!، وأسندت النيابة العامة إلى المتهم وجماعته ارتكابهم جرائم تأسيس وتولى قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، والتخابر مع منظمة أجنبية، المتمثلة فى حركة حماس، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصُّد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات، فى شهر 7 من العام نفسه، أعلن تنظيم داعش عن مقتل لاعب الكونغ فو هشام عبدالحميد، الذى كان عضواً بحزب النور واستقال منه قبل سفره إلى سوريا للجهاد، وقال بيان «داعش» إن هشام عبدالحميد كان جندياً من جنود دولة الخلافة الإسلامية، استُشهد قبل الإفطار فى معركة مع جنود «بشار» فى الشام، وكان هذا اللاعب قد رفع شعار «رابعة» فى بطولة العالم بماليزيا، أما ثالثة الأثافى التى أهداها لنا حزب النور، فقد كانت أحمد جلال، أو عز الدين المصرى، زعيم تنظيم أجناد مصر، الذى تم قتله فى معركة شقة الرحاب الشهيرة، والذى وجدوا فى أحد أوكار اختبائه خمسمائة قنبلة مجهّزة للتفجير وإحراق القاهرة!، هذا الزعيم الإرهابى كان عضواً عاملاً فى حزب النور وحركة حازمون!!، أما خاتمة مشتل حزب النور الذى صدّر لنا ثمار صباره المر وأقربها فقد كانت قصة الإرهابى «محسن مصطفى السيد قاسم»، أحد المتهمين فى قضية تفجير الكنيسة البطرسية، الذى راح ضحيته نحو 25 شهيداً، وكان يعمل رئيس نوبة فى برج المراقبة الجوية بمطار القاهرة ومسئولاً عن السلامة الجوية، هذا الإرهابى كان عضواً فى «الدعوة السلفية» التى هى مشتل المشتل وصانعة البذور الرئيسية لفدادين حزب النور ومقراته، ومفاجأة التحقيقات أنه كان عضواً فى حملة مرشح حزب النور بالزيتون، وأن عضواً مهماً فى الحزب هو الذى توسّط لعودته إلى عمله فى المراقبة الجوية بعد استبعاده من هذا المكان الحساس، والذى كان لا يعلم إلا الله ماذا كان ينتظرنا من كوارث لو استمر هذا الإرهابى فى هذه الوظيفة؟!!
Monday, June 19, 2017
القَضِية الأصلْ.. بقلم د. مصطفى حجازى ١٩/ ٦/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم
|
Subscribe to:
Posts (Atom)