Translate

Monday, May 31, 2021

هل صُنع الفيروس في المعمل؟ - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 30/5/2021

 صار السؤال عن أصل فيروس كوفيد ١٩ الآن أهم من سؤال أصل الحياة، ظهرت على السطح مرة أخرى إمكانية أن يكون مخلَّقاً فى المعمل، أصبح هذا الاحتمال مساوياً فى قوته ووزنه لقصة انتقاله من الخفاش إلى الإنسان، قالها «ترامب» قبل ذلك واتهم الصين، لدرجة أنه فى كل خطبه كان يذكر ويكرر اسم الفيروس الصينى بدلاً من كوفيد، ولأن «ترامب» كان هو القائل، فقد تم رفض نظرية المؤامرة المعملية أو التسرب من المختبر، تقف منظمة الصحة العالمية ضد هذا الاستنتاج وتدعم نظرية الانتقال من الحيوان للإنسان عبر طفرة أو عدة طفرات، هاجمت عالمة الفيروسات فى منظمة الصحة العالمية ماريون كوبمانز قائلة: «إذا كان هناك دليل حقيقى، فأنا أعتقد أن مسئولية الولايات المتحدة هى مشاركتها»، بدأت حرب التصريحات ما بين أمريكا والصين، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه يتوقع نشر نتائج تقرير استخباراتى حول أصول الفيروس، واتهمت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بـ«التلاعب السياسى وتحويل اللوم»، ورفضت أى صلة بين Covid-19 ومختبر لأبحاث الفيروسات فى مدينة ووهان الصينية.

للأسف كل طرف عنده أدلته وسنظل فى تلك المتاهة ولن نعرف أصل الفيروس، فهناك دائماً الكثير من الأدلة لدعم النظريتين المتنافستين، نظرية الأصل الحيوانى، حيث ينتقل الفيروس بشكل طبيعى من الخفافيش إلى البشر، تدعمه حقيقة أن فيروسات كورونا قد عبرت حاجز الأنواع بهذه الطريقة بالضبط من قبل، نظرية التحليق المعملى والتسرب، هناك أيضاً الكثير من السوابق للتسريبات المختبرية حيث يصاب الباحثون عن طريق الخطأ بالفيروس الذى يعملون عليه، وهل مصادفة أن تفشى ووهان كان على أعتاب المختبر الرائد فى العالم لجمع ودراسة وتجريب فيروسات الخفافيش، هل مصادفة أن ثلاثة أعضاء من معهد ووهان لعلم الفيروسات قد تم إدخالهم إلى المستشفى فى نوفمبر 2019، قبل عدة أسابيع من اعتراف الصين بأول حالة إصابة بالمرض الجديد فى الولايات المتحدة!، ما تغير ليس الدليل ولكن السياسة هى التى تغيرت، إن نظرية التسرب فى المختبر، التى وُلدت فى بيئة تسممها المعلومات المضللة، لم تقوض كثيراً بسبب إنكار الصين، ولكن بسبب حقيقة أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب كان هو الذى يضخها، والإعلام كان كارهاً لترامب، تم الكشف فى زمن ترامب عن برقيات وزارة الخارجية الأمريكية فى أبريل 2020 التى أظهرت أن مسئولى السفارة قلقون بشأن الأمن البيولوجى هناك، لكن الإعلام رفضها وشوّش عليها بسبب «ترامب» وليس بسبب الشك فى المعلومات.

جاء أمر «بايدن» بإجراء مزيد من التحقيقات فى اليوم التالى لحث وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكى منظمة الصحة العالمية على ضمان إجراء تحقيق «شفاف» فى أصل الفيروس.

وقال: «يجب إطلاق المرحلة الثانية من دراسة أصول كوفيد بشروط مرجعية شفافة وقائمة على العلم وتعطى الخبراء الدوليين الاستقلال لتقييم مصدر الفيروس بالكامل والأيام الأولى لتفشى المرض»، وعلى الرغم من عدم وجود دليل يشير إلى أنه من صُنع الإنسان، قال موقع فيس بوك يوم الخميس الماضى إنه فى ضوء التحقيقات الجارية وبالتشاور مع خبراء الصحة العامة، فإنه «لن يزول الادعاء بأن Covid-19 من صنع الإنسان».

أين الحقيقة؟، وهل ستغتال مراوغات السياسة حقائق العلم؟، وهل سيتغير شعار: «أحب أفلاطون ولكنى أحب الحقيقة أكثر»، ويتحول إلى شعار: «أكره ترامب وأكره الحقيقة إذا قالها أكثر»!.


Sunday, May 30, 2021

المسيحية والغيبيات (2) الأنبا موسى - الأنبا موسى - 30/5/2021 - المصري اليوم

 تحدثنا الأسبوع الماضى عن رأى المسيحية فى الغيبيات، وذكرنا كيف نتعامل مع الغيبيات، وذكرنا أن

1- لا نلجأ إلى الغيبيات بل إلى الله.. ونستكمل موضوعنا:

الغيبيات معناها الاستسلام للواقع دون محاولة لتغييره إلى الأفضل. وهذا إلغاء للاجتهاد الإنسانى، والرغبة فى النمو والتقدم فى الحياة، واكتساب خبرات إضافية، تسند الإنسان فى جهاده على الأرض مثل بذل المجهود الممكن لتغيير الحياة إلى الأفضل، أو طلب مساعدة أو مشورة آخرين، لحل مشاكل الحياة اليومية، أو الاستفادة بإنسان لديه اختبارات فى الحياة، كرجل الدين مثلًا أو خبراء العلوم المتنوعة..

2- الإيمان لا يلغى العقل:

يتصور البعض أن العقل يلغى الإيمان، أو أن الإيمان يلغى العقل. والحقيقة أن العقل وزنة من الله،

فهو الذى وضع فينا هذه الروح العاقلة، والإيمان أيضًا «عَطِيَّةُ اللَّهِ» (جامعة 13:3)، فهو الذى يشرق فى قلوبنا لمعرفة الله.

أ- ودور الإنسان هو أن يتعقل ليؤمن، وأن يؤمن ليتعقل. بمعنى أنه حينما يفكر بعقله فى هذا الكون الفسيح، ويرى يد المهندس الأعظم تنظمه بعد أن تخلقه، وتحفظه بيد قديرة عالية، يؤمن بالخالق الذى خلقه. ومن يدرس قليلًا فى علوم الفلك يعرف أننا نعيش فى مجرة من بلايين المجرات فى الكون تحوى ملايين الشموس والأقمار، فلهذا قال داود النبى: «السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» ) مزمور 19: 1)، ولم يقل السماء بل السماوات فنحن نؤمن بثلاث سموات: 1- سماء الجلد 2- سماء النجوم الأفلاك 3- والسماء الثالثة (أى الفردوس) مكان انتظار النفوس بعد الموت الجسد، انتظارًا لقيامته من الأموات، ليمضى إلى مصيره النهائى: السماء أو جهنم، أى إلى مكان المجد والسعادة مع الله، أو جهنم، أى مكان الندم وعذاب الضمير.

ب- الإيمان فوق العقل، وليس ضد العقل. والإيمان بالنسبة إلى العقل، كالتلسكوب بالنسبة إلى العين المجردة، فالعين المجردة تبدأ، ولكنها محدودة، فيأتى الإيمان ويكمل لها الطريق فترى ما لا يرى، وتثق فى وجود الله الذى هو فوق العقل وفوق الحواس. وكما أن العين والتلسكوب لا يغنى أحدهما عن الآخر، كذلك العقل والإيمان يتكاملان.

ج- لذلك لا يليق بالمؤمن أن يلغى عقله، أو أن يسمح لآخرين بأن يتحكموا فى عقله بعملية «غسيل مخ»

(Brain wash) أو ما يسمى علميًّا «التحكم العقلى» (Mind Control)، وهذا ما نراه فى الجماعات المتطرفة، حينما تسلم الجماعة عقلها للقائد، فيدمرهم ويدمر بهم كثيرين.

3- النعمة لا تلغى الجهاد:

فنحن نؤمن فى حياتنا الأرثوذكسية بدور فاعل لكل من الاجتهاد والنعمة. والإنسان لا يخلص بالنعمة فقط، لكن بالاجتهاد أيضًا. ولا يخلص بالإيمان فقط، لكن بالأعمال أيضًا. لأن «الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ»

(يعقوب 20:2). وهذا ما يسميه بعض الكتاب «السينرجية Synergism» أى «العمل المشترك: الله والإنسان».

أ- وكلنا نذكر سؤال السيد المسيح للمفلوج: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟!» (يوحنا 6:5)... وتوبيخ الرب لأورشليم:

«كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا» (متى 37:23)...

وقول القديسين: «الله الذى خلقك بدونك، لا يخلصك بدونك».

ب- لهذا فالمؤمن الأمين لا يلجأ إلى الغيبيات، ويمكث سلبيًا فى انتظارها. بل عليه أن يجتهد ويكون أمينًا فيما يقدر على فعله، تاركًا للرب بقية الأمر. أما أن يهمل طالب فى المذاكرة، ويتكل أن شخصًا ما سيصلى من أجله، أو يفتح له الكتب على صفحات معينة.. فهذا غير مقبول. والرب الذى قال لنا:

«بِدُونِى لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا» (يوحنا 5:15)، هو الذى أوحى للرسول بولس أن يقول:

«أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَىْءٍ فِى الْمَسِيحِ الَّذِى يُقَوِّينِى» (فيلبى 13:4).

4- المعجزات لا تلغى الأمور الطبيعية:

أ- فالله يستخدم المعجزة، ولكنه لا يجعلها منهجًا للحياة الروحية واليومية.

ب- ومع أنه قادر على الشفاء، إلا أنه أوجد لنا الطب والأطباء. لهذا لا يليق بالمسيحى أن يطلب معجزة فى كل شىء من أموره اليومية: كالنجاح بدون مذاكرة، أو الشفاء بدون عملية ودواء، أو البناء والزرع والإثمار بدون مجهود بشرى.

ج- بل إن الرب كثيرًا ما يحجب عنا المعجزة، فلا يسمح بشفاء مريض، بل ربما يسمح بانتقاله.

فهل نفقد إيماننا بأن المعجزة لم تحدث؟! المعجزة لها أهدافها، فى دفع غير المؤمنين إلى الإيمان، أو فى تشجيع روحى فى ظرف ما، أو فى إظهار مجد الله أمام غير المؤمنين به (مثل معجزة نقل جبل المقطم).. ولكن هذا لا يعنى أن نحيا بالمعجزات ونتوقعها فى كل شىء أو موقف أو احتياج.

فالله له مشيئة مقدسة، يعرف متى يجرى المعجزة، ومتى يترك الحياة تسير على طبيعتها. وعلى الإنسان أن يدرك أن الرب «صانع الخيرات»، سواء إذا صنع معجزة معنا، أو إذا سمح بتجربة،

أو مرض، أو وفاة.. إلخ.

(يتبع)

أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

Saturday, May 29, 2021

فاكسين مصر وكورونا الإخوان - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 28/5/2021

 فى لقائى مع الإعلامية المتميزة فضيلة سويسى على شاشة سكاى نيوز عربية، ذكرت أن مصر هى الوحيدة التى تستطيع القضاء على الإخوان فكرياً، وأن اللقاح المصرى هو الذى سيمنع انتشار الفيروس الكوفيدى الإخوانى ويقضى عليه، وبدون مصر والتركيز على دورها المحورى والأساسى فى محاربة فكر الإخوان، ستصبح المعركة مع طواحين هواء وأشباح خواء، وعندما نبّهتنى المذيعة إلى أن المفكرين العرب الآخرين سيتضايقون من كلامى، قلت لها أحترم كل المفكرين العرب من المحيط إلى الخليج وأقدرهم واستضفت معظمهم فى برنامجى للاستفادة من تحليلاتهم ورؤاهم، وما قلته ليس شوفينية ولا عنصرية، إنما هو إقرار واقع ومحاولة إشارة إلى أجندة المواجهة الحقيقية الفعالة، المواجهة الأولى والجذرية لا بد أن تكون من مصر مع احترامى لكل مجهودات الدول الأخرى، للأسف الشديد مصر هى التى ولدت فيها الجماعة سنة ١٩٢٨، كانت هى الرحم الذى ولدت منه الفكرة ولا بد أن تكون هى مدفن فكرتهم الشيطانية، مصر كانت البداية ولا بد أن تضع كلمة النهاية فى ختام هذا الشريط السينمائى المسموم، عندى أسبابى ومبرراتى فى إعلان أنه لن ينجح فى تشخيص سرطان الإخوان سوى مصر والمصريين، ولن ينجح فى استئصال هذا الورم الخبيث سوى مصر والمصريين، المعركة صعبة ومريرة، والمقاتلون فيها هم نحن المثقفين قبل الدولة والحكومة، بشرط توافر الإرادة والإيمان بخطورة القضية وبأهمية خوض المعركة وجعلها من الأولويات، المصرى هو الوحيد الذى شاهد التنظيم لايف وعلى الهواء مباشرة، بلفح الأنفاس وتقطيبة الجبين وتميز اللحية ولزوجة الدم وبرود الانفعال وشراسة الثأر وتقية الخديعة ومراوغة الضبع، المصرى تعامل مع الأصل، مع الفرز الأول الإخوانى، البلاد الأخرى تعاملت مع الفرز الثانى، المصرى شاهد الولادة فى الإسماعيلية، طبع لهم عامل المطبعة منشوراتهم وأسكنهم صاحب البيت شقته ووصفهم الغلبان البسيط بأنهم الناس بتوع ربنا، المصرى هو أول من جنّد فى تنظيمهم ودفع جزءاً من دخله الشهرى لهم، تعرض لإغوائهم وإغرائهم وتهديدهم ووعيدهم، هو الوحيد الذى يستطيع كشف ألاعيبهم للعالم كله، المصرى هو الذى شاهدهم يطلقون الرصاص على «عبدالناصر» فى المنشية بعد أن منحهم وزارتين فى أول حكومة بعد الثورة، المصرى هو الذى سمع دوى الرصاص فى المنصة والسادات يحتفل بيوم عرسه، المصرى هو الذى رصد ركوبهم ثورة يناير ونفى صناعها الحقيقيين، المصرى الذى اكتوى بالنار هو القادر على صناعة النور، ولأن صوت المثقف المصرى خافت فى أوروبا، فستظل أوروبا وخاصة اليسار غارقة فى أحلام غيبوبة الفصيل الإخوانى الوطنى الكيوت، برغم وجود مثقفين محترمين من جنسيات عربية أخرى هناك، افتحوا النوافذ فى كل المنصات العربية والأوروبية والأمريكية للمفكرين المصريين المستنيرين، هم رأس الحربة فى المواجهة والكشف وتقديم بروتوكول العلاج، المصرى صارت رؤيته التاريخية للإخوان معمّدة بالدم، خريطة الإخوان صارت مألوفة ومعروفة ومكشوفة للمصرى مثل كف يده، صدقونى كوفيد -٢٨ الإخوانى لن يقضى عليه إلا لقاح مصروفارم.. مصرموديرنا، مصر الحديثة الحداثية.


Thursday, May 27, 2021

ضرب الجن حتى الموت - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 27/5/2021

 الخبر الذى نشرته «الوطن» يوم الأربعاء الماضى عن وفاة شاب ٢٥ عاماً أثناء علاجه بالقرآن وإخراج الجن من جسده!!، هو خبر كارثى وصادم ويدل على مدى تغلغل الخرافة فى العقل المصرى، ويشير إلى علة شديدة أصابت هذا العقل بالتغييب والموت الإكلينيكى، الخبر يجعلنا ندق ناقوس الخطر بأنه لا بد من تضافر الجهود ما بين الإعلام والتعليم لإنقاذ عقل مصر بنشر التفكير العلمى، الخبر يقول إن نيابة مركز طنطا بمحافظة الغربية أصدرت قراراً يوم الأربعاء، بحبس 5 أشخاص، بينهم موظف إدارى فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، بتهمة التعدى على شاب بالضرب المبرح حتى الموت، وتوثيقه بالحبال بدعوى علاجه بالقرآن من سحر مسه، مما أسفر عن مصرعه. وكشفت مصادر أمنية أن التحريات توصلت إلى أن المجنى عليه توفى أثناء قيام شخص «دجال»، يدّعى العلاج بالقرآن، اسمه «ن. ع»، يعمل موظفاً إدارياً بكلية الشريعة والقانون، إضافة إلى والد المجنى عليه وعدد من أشقائه، حيث قاموا بربطه بالحبال، وضربه ضرباً مبرحاً، بحجة وجود «جن»، وأنهم كانوا يقصدون إخراجه منه عن طريق الضرب.

انتهى الخبر، لكن لا بد ألا ينتهى التحليل والدرس واستخلاص الدلالات، الخبر ملىء بالألغام.

أولها عدم الاعتراف بالطب النفسى وعلوم هذا التخصّص وجهود تيار كبير من الأطباء على مدى التاريخ ليضعوا بروتوكولات العلاج ويكتشفوا كيمياء المخ وأسرار النفس البشرية وأمراضها، نكتشف فجأة أن تأثير الدجالين والنصابين على العقل المصرى أكبر بكثير من تأثير الأطباء النفسيين وجمعياتهم وروابطهم وأقسامهم، وهذه مصيبة أن تتمكن الهلاوس والضلالات من عقل الشعب إلى تلك الدرجة.

ثانياً: سيطرة أى شخص يحمل لقب شيخ أو يرتدى عمامة على وجدان وعقل الغلابة وتخديرهم لدرجة انسياقهم كالقطيع خلفه، ما زالت لهم القدرة على توجيه قطاع كبير من أهلنا فى الريف وتحريكهم بريموت التغييب الدينى.

ثالثاً: رفع فزاعة استخدام القرآن فى العلاج واعتبار أن أى اعتراض هو كفر بواح، ووصم منتقد تلك الممارسات بالكفر، والعودة بنا إلى ممارسات القرون الوسطى، والتى ثار عليها الأوروبيون، ولكنها ما زالت تعشش كالعنكبوت فى عقولنا.

رابعاً: فى القرن الحادى والعشرين ما زال الكثير من المصريين بفضل ما يقال على المنابر وفى الفضائيات عن الجن يؤمنون بتلبس الجن لأجسادنا، بل مشاركته لأفراد الشعب فى كل تفاصيل حياتهم حتى النكاح، وبث الرعب فى قلب وعقل كل من يفكر فى التفنيد أو الدحض بأنه معترض على كلام ربنا أو مرتد أو خارج عن الملة أو مادى صهيونى علمانى ملحد ماسونى.. إلخ!!.

خامساً: أن يصل الخبل والجنون بالبنى آدم إلى ضرب ابنه حتى الموت لطرد الجن من جسم ابنه بفرمان من الشيخ المعالج، والمصيبة هى أن هذا الأب وهؤلاء الإخوة لا يحسون بأى تأنيب ضمير، فقد كانوا يؤدّون واجباً دينياً!!، وأخطر الجرائم هى التى تتم بمبرر دينى.


حملة للاهتمام بالقدم السكرى - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 26/5/2021

  كتبت أمس عن حالة الفنان الجميل شريف دسوقى، الذى تعرض لجراحة بتر ساقه بعد أن تعرّضت لغرغرينا، الفنان شريف مريض سكر، وقد حصل على تعاطف شديد من الجمهور، وقد اهتم به الرئيس شخصياً، وقد اعتبرت هذا الاهتمام بداية تدشين حملة للاهتمام بهذا المرض حتى نتفادى مثل هذا الحل الفاجع القاسى، وإليكم بعض الأرقام العالمية عن القدم السكرى:

يعانى 1 من كل 11 بالغاً من مرض السكر.

فى عام 2017، عانى ما يقرب من 425 مليون شخص من البالغين فى العالم من مرض السكر، وبحلول عام 2045 سيرتفع هذا إلى 629 مليوناً.

كان مرض السكر السبب الرئيسى السابع للوفاة فى عام 2016.

يعتبر مرض السكر من الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوى والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية.

فى جميع أنحاء العالم، يُفقد أحد الأطراف بسبب مرض السكر كل 20 ثانية.

الأشخاص المصابون بمرض السكر أكثر عرضة للإصابة بالبتر من 10 إلى 20 مرة مقارنة بمن لا يعانون من مرض السكر.

يمكن أن يتسبب داء السكر فى تلف الأعصاب، خاصة أعصاب القدمين.

يعانى ما يقرب من 80٪ من مرضى السكر من خدر فى أقدامهم (اعتلال الأعصاب السكرى المحيطى)، وقد يؤدى تلف الأعصاب إلى تقليل وعى الأشخاص بالإصابات، وقد يؤدى إلى الإصابة بقرحة القدم، و25٪ من مرضى السكر الذين يعانون من ضعف الإحساس فى أقدامهم قد يصابون بقرحة القدم فى حياتهم.

يصاب 1 من كل 7 مرضى بالسكر بقرحة فى القدم.

85٪ من حالات بتر الأطراف السفلية كانت مسبوقة بقرحة فى القدم.

يشكل مرض القدم السكرى عبئاً اقتصادياً كبيراً، حيث يُعد مرض القدم السكرى فى جميع أنحاء العالم من المضاعفات المكلفة، حيث أفادت بيانات من دراسة أوروبية متعددة المراكز أن التكلفة السنوية المقدّرة لإدارة قرحة القدم السكرى تبلغ 13.561 دولار. وتتراوح تكلفة البتر بين 35000 دولار و45000 دولار فى البلدان المتقدمة، وأقل منها فى البلاد الفقيرة، ورغم الاختلاف، فمع الارتفاع المتوقع فى انتشار مرض السكر فى جميع أنحاء العالم، فإن تكاليف علاج مرض القدم السكرى ستشكل عبئاً إضافياً على المجتمع على مستوى العالم، وستكون تكاليف العلاج المتوقعة هائلة.

أظهرت الأبحاث فى رعاية القدم السكرى أنه يمكن الوقاية مما يصل إلى 85٪ من حالات بتر الأطراف السفلية. لهذا فإن توافر الخدمات الفعّالة لمرضى السكرى له أهمية قصوى، يتطلب توفير رعاية كافية للقدم لمرضى السكر، من معرفة ومهارات كافية، وتمويل ودعم حكومى.

تشمل الأولوية الاستراتيجية الرئيسية لـD-Foot International تحسين بقاء القدم السكرى فى جميع أنحاء العالم، بهدف عام يتمثل فى تحقيق خفض عالمى لعمليات بتر الأطراف السفلية المرتبطة بمرض السكر.


Wednesday, May 26, 2021

وداعاً لبتر القدم السكرى - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 25/5/2021

 ألحَّ على ذهنى هذا السؤال وأنا أتابع حالة الفنان الجميل شريف دسوقى التى انتهت للأسف بالبتر، وهو حل صعب وقاسٍ وصار فى الدول المتقدمة محدوداً جداً بعد التقنيات الطبية الحديثة، لكن لابد أن يعرف كل مريض سكر كيفية الوقاية من تقرحات القدم التى هى بداية هذا الطريق الموحش الكئيب. أفضل استراتيجية للوقاية من مضاعفات مرض السكرى -بما فى ذلك قرح القدم- هى الإدارة السليمة لمرض السكرى باتباع نظام غذائى صحى وممارسة الرياضة بانتظام ومراقبة نسبة السكر فى الدم والالتزام بنظام العلاج بمنتهى الصرامة.

تتضمن نصائح العناية المناسبة بالقدم ما يلى:

� افحص قدميك يومياً، افحص قدميك مرة واحدة يومياً بحثاً عن بثور أو جروح أو تشققات أو تقرحات أو احمرار أو ألم أو تورم. إذا كنت تواجه صعوبة فى الوصول إلى قدميك، فاستخدم مرآة اليد لرؤية قاع قدميك. ضع المرآة على الأرض إذا كان من الصعب حملها أو اطلب من شخص ما مساعدتك.

� اغسل قدميك يومياً، اغسل قدميك بالماء الفاتر (وليس الساخن) مرة واحدة فى اليوم، جففهما برفق، خاصة بين أصابع القدم، استخدم حجر الخفاف لفرك الجلد برفق حيث تتشكل ما يسمى المسامير بسهولة.

� استخدم كريماً أو غسولاً مرطباً على الجزء العلوى والسفلى من قدميك للحفاظ على نعومة الجلد، يساعد منع التشققات فى الجلد الجاف على منع دخول البكتيريا.

� لا تقم بإزالة مسامير القدم أو غيرها من آفات القدم بنفسك، لتجنب إصابة بشرتك، لا تستخدم مبرد أظافر أو مقص أظافر أو مقص النسيج أو مسمار القدم أو الورم أو الثآليل والسنط، لا تزل السنط (عين السمكة) بالكى، راجع طبيبك أو أخصائى القدم السكرى.

� تقليم أظافرك بعناية. قص أظافرك بشكل مستقيم، ابرد الأطراف الحادة بعناية لا بعنف. اطلب المساعدة من مقدم الرعاية إذا كنت غير قادر على تقليم أظافرك بنفسك.

� لا تمشِ حافى القدمين، حتى فى أرجاء المنزل.

� ارتدِ جوارب نظيفة وجافة. ارتدِ جوارب مصنوعة من ألياف تمتص العرق بعيداً عن بشرتك، مثل القطن، تجنَّب الجوارب ذات الأربطة المرنة الضيقة التى تقلل الدورة الدموية.

� شراء الأحذية المناسبة بشكل صحيح. اشترِ أحذية مريحة توفر الدعم والتبطين للكعب والقوس، تجنب الأحذية الضيقة والكعب العالى أو الأحذية الضيقة التى تزدحم وتتلاصق فيها أصابع قدميك.

� إذا كانت إحدى القدمين أكبر من الأخرى، فاشترِ أحذية بحجم أكبر. قد يوصى طبيبك بأحذية مصممة خصيصاً (أحذية تقويم العظام) التى تناسب الشكل الدقيق لقدميك، وتوسِّد قدميك وتوزع الوزن بالتساوى على قدميك.

� ممنوع التدخين، يضعف التدخين الدورة الدموية ويقلل من كمية الأكسجين فى الدم. يمكن أن تؤدى مشاكل الدورة الدموية هذه إلى جروح أكثر خطورة وضعف الالتئام.

� حدد مواعيد منتظمة لفحوصات القدم. يمكن لطبيبك أو أخصائى الأقدام فحص قدمك بحثاً عن العلامات المبكرة لتلف الأعصاب أو ضعف الدورة الدموية أو مشاكل القدم الأخرى. حدد موعداً لفحوصات القدم مرة واحدة على الأقل سنوياً أو أكثر إذا أوصى طبيبك بذلك.


Sunday, May 23, 2021

المسيحية والغيبيات (1) - الأنبا موسى - 23/5/2021 - المصري اليوم

 فى ظل تفشى وباء فيروس كورونا فى العالم، لجأ الكثيرون إلى المنجمين وأصحاب الجان والعرافين والأبراج، لذلك شهد الاهتمام بالأبراج انتعاشًا فى مختلف أنحاء العالم.

يلجأ بعض الناس إلى الغيبيات، التى أغلبها يرتبط بالشيطان وحيله ومكائده، فإبليس يقوم بأعمال متعدّدة ومتنوّعة، ليُضل أكبر عدد من الناس، كلّ بحسب نقطة ضعفه أو احتياجه أو تطلعاته.. وكأمثلة لذلك نذكر:

1- السحر

2- أدعياء السحر

3- العرافة وطلب الجان

4- الإجازة فى النار

5- استشارة الموتى

6- التفاؤل والتشاؤم

7- التنجيم والأبراج

8- الفنجان والرمل والودع والتعزيم

9- قراءة الكف

10- الأحلام

11- الرؤى الكاذبة

12- سكنى الأرواح الشريرة

13- الأنبياء الكذبة

14- المسحاء الكذبة

15- عودة التجسد

16- الأحجبة

17- الرسائل التى للنسخ (كتابة عدة نسخ)

18- تغييب العقل

19- طلب الخوارق

- لقد أوصانا بولس الرسول: «امتحنوا كل شىء، وتمسكوا بالحسن» (1تسالونيكى 21:5).. لهذا يجب ألا نجرى وراء كل هذا، ووراء «الخوارق» أو نطلبها بإلحاح، تاركين للرب أن يفعل مشيئته المقدسة فى حياتنا. ومثال ذلك من يُصلى من أجل مريض محبوب، متشفعًا بالقديسين أن يجروا معجزة، فإن لم يفعلوا ذلك قاطع القديسين، وسقط فى حزن ويأس، فريسة ليد الشيطان.

- نحن نطلب تدخل الرب، وحتى إجراء معجزة، لكننا نترك له أن يتمم مشيئته، فهى الأفضل لنا وللجميع. وهذا ما فعله داود النبى فى مرض ابنه، إذ صام وصلى وانسحق أمام الله، وعندما مات الطفل نزع عنه صومه وتذلله وقال: «أنا ذاهب إليه، وأما هو فلا يرجع إلىّ» (2صموئيل 23:12). وهكذا عاش التسليم والسلام معًا!!

مع الأخذ فى الاعتبار أن:

1- الله كلى المعرفة: كما يقول القديس بولس الرسول: «وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِى مَعَهُ أَمْرُنَا» (عب4: 13).

2- الله لا يخفى عنه مكان ولا زمان، كقول دانيال النبى: «السِّرُّ الَّذِى طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السَّحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ. لكِنْ يُوجَدُ إِلهٌ فِى السَّمَاوَاتِ كَاشِفُ الأَسْرَارِ، وَقَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ نَبُوخَذْ نَصَّرَ مَا يَكُونُ فِى الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ» (دا2: 27- 28).

- وأيضًا قول المرنم فى المزمور: «لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِى لِسَانِى، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِى، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِى ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟» (مز139: 4- 7).

3- الله يعلم المستقبل:

الإنسان محدودٌ فى معرفته ويخضع علمه للتغيير. الإنسان يعرف الماضى، ويحيا الحاضر، أما المستقبل فيجهله كليًّا. أما الله فيعرف الماضى والحاضر والمستقبل، فهو فى الأمس واليوم وإلى الأبد. نعرف أنه خالق الكون والإنسان. لا بداية له ولا نهاية. ولا تغيير فيه (يعقوب1: 17). لا يوجد عند الله نفسه ماض أو حاضر أو مستقبل، فالكل مكشوف أمام عينيه. فهو فوق الزمن، أزلى أبدى (سرمدى).

والغيبيات والممارسات السحرية إما أن تكون:

أ- اعتقادات خرافية وقد تكون موروثة.

ب- أو أساليب شيطانية لمعرفة شىء معين، والوصول له.

ج- أو أساليب لاستجلاب قوة الشيطان، لإحداث ضرر ما أو اتقاء شر ما.

والسؤال الآن هو:

كيف نتعامل معها؟

هناك عدة مبادئ يجب أن نلتزم بها، فى التعامل مع هذه الغيبيات، منها:

1- لا نلجأ إلى الغيبيات بل إلى الله:

أ- لأن طلب المعرفة والمعونة من غير الله، هو خطية كبيرة، فالمصدر الجوهرى لهذه الغيبيات هو الشيطان، فهو الذى يعمل فى السحر، وتحضير الأرواح، والعرافة، واستشارة الموتى، وغير ذلك. واللجوء إلى الشيطان فيه نوع من عدم الثقة فى الله، وفى محبته، وخيريته، وقدرته. وهذا نوع من الإلحاد العملى، حتى إذا قال من يمارسون ذلك إنهم يؤمنون بالله!

ب- من هنا يجب أن يتوب أى إنسان سار فى هذا الطريق، طريق «الأعمال والأحجبة» وغير ذلك. ولا شك أن التوبة بابها مفتوح للجميع، ومغفرة الرب جاهزة لكل من يرجع إليه. وهو الذى قال: «من يقبل إلىّ، لا أخرجه خارجًا» كما قال القديسون: «ليست خطية بلا مغفرة، إلا التى بلا توبة».

ج- إن عدو الخير يتظاهر بصنع الخير عن طريق أجناده، حينما يقومون بعمل هذه «الأعمال أو الأحجبة»، فواحد من الشياطين يقوم بالإيذاء، والآخر يتظاهر بمنح الشفاء، فيعود الأول ليمارس دوره، فيلجأ الإنسان إلى الشيطان الآخر ليريحه، وهى- بلا شك- دوامة رهيبة، تفرح قلب الشيطان الأثيم، الذى يستحيل أن يريد الخير للبشر، بل يشاء أن يسقطهم فى حبائله وحيله ودواماته، فيبعدهم عن إلههم المحب، والقدوس. ولذلك يقول الرسول بولس: «إننا- كأولاد الله- لا نجهل أفكاره» (2 كورنثوس 11:2). ويوصينا معلمنا يعقوب: «قاوموا إبليس فيهرب منكم» (يعقوب 7:4).

(يتبع)

أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

ما مدة المناعة بعد لقاح الكورونا؟ - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 22/5/2021

 هذا هو أكثر سؤال قد تكرر خلال الفترة الأخيرة منذ أن بدأت ثورة لقاحات كوفيد فى الظهور تباعاً حتى وصلت إلى ستة لقاحات والباقى فى الطريق، قد تكون من بين أكثر من 170 مليون شخص تناولوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا، أو ربما لا تزال تنتظر دورك، سواء كنت هذا أو ذاك فأنا متأكد من أن السؤال الذى يسيطر عليك الآن هو: إلى متى ستحمينا اللقاحات من «COVID-19»؟

اللقاحات التى تم تطويرها هى فعلاً فعالة فى الوقاية بنسب مختلفة لكن الأهم هو فاعليتها فى تخفيف شراسة المرض لو حدثت العدوى، لكن الذى ما زال مبهماً وغير واضح هو المدة التى تمنح فيها اللقاحات المناعة، وما إذا كانت اللقاحات بحاجة إلى التعديل لمحاربة المتغيرات الناشئة للفيروس، وما إذا كانت هناك حاجة إلى جرعات معززة لاحقاً، كل ما نعرفه حتى الآن هو الآتى، وقد لخّصته إحدى المجلات المهتمة بالطب والتى تصدر فى نيويورك.

متى تبدأ المناعة؟

بعد تلقى اللقاح، يستغرق جسمك أسابيع ليطور أجساماً مضادة لمكافحة الأمراض تجعلك محصّناً، كما يقول الدكتور بيتر جوليك، خبير الأمراض المعدية فى جامعة ولاية ميشيغان، تحدث الحماية الكاملة بعد أسبوعين من الجرعة الثانية من لقاح Pfizer-BioNTech أو Moderna، وبعد أسبوعين من لقاح Johnson & Johnson الذى يتم لمرة واحدة، هو بالطبع يتحدث عن لقاحات أمريكا، و نفس الكلام ينطبق على أسترازينيكا، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه فى دراسة أجريت على ما يقرب من 4000 من العاملين فى مجال الرعاية الصحية، كانت جرعة واحدة من لقاح فايزر ولقاح موديرنا فعالة بنسبة 80 فى المائة فى الوقاية من العدوى، وجرعة ثانية فعالة بنسبة 90 فى المائة، وقد أشار الدكتور أنتونى فوسى إلى أن الاعتماد على الجرعة الأولى فقط يوفر حماية «ضعيفة».

ما مدة الحماية؟

الموقف الرسمى لمركز السيطرة على الأمراض (CDC) هو «لا نعرف»، وقد أخبر جوليك أنتليجنسر: «لقد بدأنا للتو فى فهم المدة التى قد تستمر فيها هذه المناعة». جاء جزء من الإجابة الأسبوع الماضى من شركة فايزر، التى أعلنت أن الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاح والمناعة القوية التى تحفزها تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل بين الأفراد الذين تم تلقيحهم. يشير بحث جديد أيضاً إلى أن الحماية التى يوفرها لقاح Moderna تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، هذا لا يعنى أن المناعة من هذه اللقاحات تتوقف عند ستة أشهر، إنها المدة التى تتم خلالها متابعة المتطوعين فى التجارب السريرية للقاحات. يقول جوليك إن «بعض الخبراء قد يقولون إن الأمر قد يستمر لفترة أطول، لكن ليس لدينا إجابة جيدة حتى الآن».

وقال عالم الأحياء والأستاذ السابق فى جامعة هارفارد «ويليام هاسيلتين» لمجلة The Atlantic: «لقاحا Moderna وPfizer هما تقليدان جيدان للعدوى الطبيعية... لكن من المهم حقاً التأكيد على حقيقة أن هذه اللقاحات من المحتمل أن تكون حماية مؤقتة، سنة أو ربما سنتين».

وقال تشونوى تشى، مدير مركز الصحة العالمية فى جامعة ولاية أوريغون، لصحيفة واشنطن بوست، إن عدة عوامل قد تؤثر على مقدار الحماية التى توفرها اللقاحات ومدة الحماية. على سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين لديهم استجابة مناعية أقوى للقاح سينتجون المزيد من الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة، وبالتالى يتمتعون بمناعة أقوى، لكنه يضيف أنه لا يوجد حالياً دليل يثبت أن الاستجابة المناعية الأقوى ستزيد من مدة المناعة، العامل الآخر هو ما إذا كانت هناك متغيرات جديدة أكثر عدوى يمكن أن تقلل من فاعلية اللقاح، قال جوليك: «مع مرضاى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يعانون من ضعف المناعة، أحذرهم دائماً: لقد حصلت على اللقاح، وستحصل على مناعة، لكن كن حذراً وحافظ على ارتداء الماسك».

هل سنحتاج إلى جرعات معززة؟

يعتقد الخبراء أن جائحة كوفيد من المرجح أن تظل كوباء مدة طويلة، مما قد يتطلب جرعات معززة لتقوية المناعة، قال «فوسى» فى نوفمبر الماضى: «نحتاج إلى التخطيط لأن هذا شىء قد نحتاج إليه للحفاظ على سيطرتنا بشكل مزمن» وأضاف: «قد يكون شيئاً مستوطناً، وعلينا فقط أن نكون حذرين بشأنه».

إن المقارنة الجيدة لما سيبدو عليه «COVID-19» فى المستقبل هى الإنفلونزا، وهو مرض تنتج أحياناً متغيرات مقلقة تسبب تفشى المرض، يحصل الملايين من الأشخاص بشكل روتينى على لقاح الإنفلونزا كل عام، وقد تمت صياغة هذه اللقاحات لمكافحة أحدث طفرات فيروس الإنفلونزا، حالياً تدرس شركتا Pfizer وModerna ما إذا كانت الجرعة المعززة قد تكون مفيدة فى الحفاظ على حماية «COVID-19» بعد التطعيم الأوّلى، خاصة عندما يتعلق الأمر بمتغيرات ومتحورات مثل تلك التى تم اكتشافها لأول مرة فى بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، قال أوجور شاهين، الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لشركة BioNTech، شريك Pfizer فى تطوير اللقاح، فى بيان صحفى: «تتيح لنا مرونة منصة لقاح mRNA الخاصة بنا تطوير لقاحات معززة تقنياً فى غضون أسابيع إذا لزم الأمر»، وتقوم شركة Johnson & Johnson أيضاً باختبار معززها الخاص.

يعتقد «جوليك» أنه ستكون هناك حاجة لتطوير اختبار لقياس الأجسام المضادة لدى الأشخاص، ويقول: «من الناحية النظرية يمكننا أن نراقب ونقول: حسناً، تنخفض مستويات الأجسام المضادة لديك الآن، نحن بحاجة إلى لقاح معزز أو أى لقاح آخر، أو لقاحك جيد»، كما يقول. يعمل الخبراء على هذا الاختبار، لكنه يقول، «لأننا لا نملك ذلك الآن، كل شىء هو نوع من التخمين».