Translate

Wednesday, October 29, 2014

نص رسالة الإيرانية «ريحانة» إلى أمها قبل إعدامها بتهمة قتل رجل حاول اغتصابها

IRAN-JUSTICE-EXECUTION
التالي نص رسالة الإيرانية ريحانة جباري إلى أمها «شعلة» بعد علمها بالحُكم عليها بالإعدام. أُعدمت ريحانة في يوم السبت 25 أكتوبر 2014، بعد إدانتها بقتل موظف سابق في الاستخبارات الإيرانية؛ وتقول ريحانة إنه قد حاول اغتصابها فطعنته بسكينٍ دفاعًا عن النفس في عام 2007.
سجَّلت ريحانة الرسالة بصوتها في 1 أبريل 2014؛ ونشر نشطاء إيرانيون النص مُفرغًّا بعد تنفيذ حكم الإعدام.

عزيزتي شعلة،

علمت اليوم أنه قد جاء دوري لمواجهة القصاص. أشعر بالأسى لأنكِ لم تخبريني بنفسكِ أني قد وصلت إلى نهاية رحلتي في الحياة. ألا تعتقدين أنه من حقي أن أعرف؟ أتعلمين؟ أشعر بالخزي لأنكِ حزينة. لماذا لم تعطيني الفرصة لأُقبِّل يدكِ ويد أبي؟
لقد عشتُ 19 سنةً في هذا العالم. في تلك الليلة المشؤومة كان يجب أن أكون أنا القتيلة. كان جسدي ليُلقى في إحدى زوايا المدينة؛ وبعد أيام كانت الشرطة ستأخذكِ إلى مكتب الطبيب الشرعي لتتعرَّفي على الجثة؛ وكنتِ ستعرفين حينها أني قد اغتُصبت. لم يكُن أحدٌ ليتوصَّل إلى هوية القاتل؛ لأننا لا نملك أموالهم ولا نفوذهم. عندئذٍ كنتِ ستُكملين بقية حياتكِ في معاناة وعار؛ وكنت ستموتين كمدًا بعد بضع سنين؛ وكانت القصة ستنتهي.
لكن قصتي تغيَّرت بضربة ملعونة. لم يُلقَ جسدي جانبًا، بل أُودع في قبر سجن «أوين» بعنابره الانفرادية، والآن في سجن «شهر ري» الذي يشبه القبر. استسلمي للقدر ولا تشتكي. أنتِ تعلمين أكثر مني أن الموت ليس نهاية الحياة.
تعلَّمت منكِ أن المرء يولد في هذا العالم ليكتسب خبرات، ويتعلَّم دروسًا؛ وأن كل امرئ بما كسب رهينة منذ لحظة مولده. تعلَّمت أنه يجب على المرء أحيانًا أن يقاتل. أذكرُ حين أخبرتِني أن سائق العربة قد احتج على الرجل الذي كان يجلدني، لكن الجلَّاد ضرب رأسه ووجهه بالسوط؛ ليموت في النهاية بأثر ضرباته. لقد أخبرتِني أن المرء يجب أن يثابر حتى يُعلي قيمة، حتى لو كان جزاؤه الموت.
تعلَّمت منكِ وأنا أخطو إلى المدرسة أن أتحلَّى بالأخلاق الرفيعة في مواجهة الشجار والشكوى. هل تذكرين إلى أي حدٍ كنتِ تشددين على الطريقة التي يجب أن نتصرف بها؟ لقد كانت تجربتكِ خاطئة. حين وقعت الواقعة، لم تساعدني مبادئي. حين قُدمت إلى المحاكمة بدوت امرأةً تقتل بدمٍ باردٍ، مجرمةً لا تملك ذرة من رحمة. لم تسقط مني ولو دمعة واحدة. لم أتوسل إلى أحد. لم يغمرني البكاء لأني وثقت في القانون.
لكني اتُهمت باللامبالاة أمام الجريمة. أترين؟ لم أكُن أقتل حتى الحشرات؛ وكنت أرمي الصراصير بعيدًا ممسكةً بقرون استشعارها. أصبحت بين ليلة وضحاها قاتلة مع سبق الإصرار. لقد فسَّروا معاملتي للحيوانات على أنه نزوعٌ لأن أصبح ذكرًا؛ ولم يتكبَّد القاضي عناء النظر إلى حقيقة أني كنت أملك حينها أظافر طويلة مصقولة.
كم كان متفائلاً من انتظر العدالة من القضاة! لم يلتفت القاضي إلى نعومة يدي بشكلٍ لا يليق بامرأة رياضية، أو مُلاكِمة بالتحديد. البلد التي زرعتِ فيَّ حبها لم تكن تبادلني الحب؛ ولم يساعدني أحدٌ وأنا تحت ضربات المُحقق وأسمع أحط ألفاظ السباب. وحين تخلَّصت من آخر علامات الجمال الباقية في جسدي بحلاقة شعري أعطوني مكافأة: أحد عشر يومًا في الحبس الانفرادي.

عزيزتي شعلة،

لا تبكِ مما تسمعين. في أول يوم لي في مركز الشرطة آذاني ضابط كبير السن وغير متزوجٍ بسبب أظافري. عرفت حينها أن الجمال ليس من سمات هذا العصر: جمال المظهر، وجمال الأفكار والأمنيات، وجمال الخط، وجمال العيون والنظر، وحتى جمال الصوت العذب.

أمي العزيزة،

تغيَّرت فلسفتي وأنتِ لستِ مسؤولة عن هذا. لن تنتهِ كلماتي فقد أعطيتها إلى شخصٍ تعهَّد بتسليمها إليكِ بعد أن أُعدم دون حضوركِ، ودون علمكِ. لقد تركت لكِ الكثير من الكتابات ميراثًا.
لكن، وقبل أن أموت، أريد أن أطلب منكِ أمرًا يجب عليكِ تلبيته بكل ما تستطيعين من قوة، وبأي طريقة في مقدورك. هذا، في الحقيقة، الأمر الوحيد الذي أريده من هذا العالم، ومن هذا البلد، ومنكِ. أعلم أنكِ تريدين وقتًا لإعداده؛ لذا أخبركِ جزءًا من وصيتي قبل الموت. لا تبكي واسمعيني جيدًا. أريدك أن تذهبي إلى قاعة المحكمة وتعلني رغبتي. لا يمكنني كتابة هذه الرغبة من داخل السجن لأن مدير السجن لن يسمح بمروره؛ لذا سيتوجَّب عليكِ أن تعاني من أجلي مرة أخرى. إنه الأمر الوحيد الذي لن أغضب إذا اضطررتِ إلى أن تتوسلي من أجله، رغم أني طلبت منكِ عدة مراتٍ ألَّا تتوسلي إلى أحد لينقذني من الإعدام.

أمي الطيبة، العزيزة شعلة، الأعز عليَّ من حياتي،

لا أريد أن أتعفَّن تحت الثرى. لا أريد لعينيَّ أو لقلبي الشاب أن يتحوَّل إلى تراب. توسَّلي لهم ليعطوا قلبي، وكليتي، وعيني، وعظمي، وكل ما يمكن زرعه في جسدٍ آخر، هديةً إلى شخصٍ يحتاج إليهم بمجرد إعدامي. لا أريدُ لهذا الشخص أن يعرف اسمي، أو يشتري لي باقة من الزهور، ولا حتى أن يدعو لي. أقول لكِ من أعماق قلبي أني لا أريد أن أوضع في قبر تزورينه، وتبكين عنده، وتعانين. لا أريدكِ أن تلبسي ثوب الحداد الأسود. ابذلي ما في وسعكِ لتنسي أيامي الصعبة. اتركيني لتبعثرني الريح.
لم يحبنا العالم؛ ولم يتركني لقدري. أنا أستسلم الآن وأقابل الموت بصدرٍ رحب؛ أمام محكمة الله سأوجه الاتهام إلى المفتشين؛ سأوجه الاتهام إلى المفتش «شاملو»؛ سأوجه الاتهام إلى القاضي، وإلى قضاة المحكمة العليا الذين ضربوني وأنا مستيقظة، ولم يتورَّعوا عن التحرش بي. أمام الخالق سأوجه الاتهام إلى الطبيب «فروندي»؛ سأوجه الاتهام إلى «قاسم شعباني» وكُل من ظلمني أو انتهك حقوقي، سواءً عن جهلٍ أو كذب، ولم يفطنوا إلى أن الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو.

عزيزتي شعلة ذات القلب الطيب،

في الآخرة سنوجِّه نحن الاتهام؛ وسيكونون هم مُتهمين. دعينا ننتظر إرادة الله. أردتُ أن أضمكِ حتى أموت. أحبكِ.
ريحانة،
1 أبريل، 2014
للاستماع إلى تسجيل الرسالة بصوت لمى رأفت، إحدى زائرات ساسة بوست

Saturday, October 25, 2014

حائل بين يد الطبيب وجيب المريض! بقلم د. وسيم السيسى ٢٥/ ١٠/ ٢٠١٤

انزعجت كثيراً حين سمعت عن الطفل الذى فقد حياته نزفاً من أجل المال، والسيدة التى ولدت فى الطريق، هذا بالإضافة إلى الأتعاب الفلكية المطلوبة من المرضى لبعض المستشفيات والأطباء!
كانت إنجلترا مثلنا قبل أن تأخذ بأفكار جورج برنارد شو فى كتابه «حيرة الطبيب»: the doctors dilemma فماذا قال؟
قال: لن تتقدم مهنة الطب وتصبح مهنة إنسانية وليست تجارية، ما لم نضع حائلاً بين يد الطبيب وجيب المريض، على أن تكفل الدولة للطبيب حياة كريمة براتب معقول، كما قال أيضاً: الطبيب الجائع أو عديم الضمير أشد خطراً على المجتمع من أى مجرم! فالمجرم يرتكب جريمة واحدة أو اثنتين فى حياته، أما هذا النوع من الأطباء فيرتكب أكثر من جريمة كل أسبوع باختلاق عمليات لا داعى لها!
أذكر حين كنا فى البكالوريوس، كان من ضمن المقرر خمس محاضرات عن آداب المهنة، وكان أستاذنا أ.د. حليم جريس، وكانت أول محاضرة بعنوان: طبقة قذرة من الأطباء!
!dirty class of doctors
وكان دكتور حليم جريس عصبى المزاج.. قال بانفعال: اكتب انت وهو:
١ - الطبيب الذى يجّهل زميله.
٢ - الطبيب الذى يغير دواء زميله وهو نفس الدواء ولكن بمسمى آخر لشركة أخرى.
٣ - الطبيب الذى يجرى عملية لا لزوم لها.
٤ - الطبيب الذى يجرى عملية وهو يعلم أن المريض لن يستفيد منها.
٥ - الطبيب الذى يكثر من وصف دواء غالى الثمن وله بديل رخيص الثمن بسبب اتفاق بينه وبين شركة معينة.
٦ - الطبيب الذى يفشى سراً سمعته أذناه أو رأته عيناه.
٧ - الطبيب الذى ينظر لفتاة جميلة نظرة قذرة غير طاهرة.
٨ - الطبيب الذى يسمح لمريض أن ينال من زميل له، خصوصاً إذا كان الطبيب لم يخطئ... إلخ.
أذكر أنه منذ بضع سنوات جاءنى مريض يشكو من البروستاتا، واستهل كلامه بقوله: الدكتور فلان الفلانى.. الله يخرب بيته، روحت له علشان يعمل لى عملية فتق إربى، شال لى الخصية.. حد يعمل كده؟!
سألته: هل كان الفتق كبيراً؟
قال: نعم.. كان نازل فى الكيس!
قلت له: أنت رجل فى الثمانين، والدكتور فلان الذى تشكو منه، أراد أن يضمن عدم ارتجاع الفتق، فاستأصل الخصية، وهذا أمر مذكور فى المراجع الطبية، ولو كنت مكانه لفعلت نفس الشىء، ولعلمك، دكتور فلان هذا لو قابلته فى الطريق لا أعرفه!
فحصت الرجل، وأرسلته لعمل أشعات، عاد إلىّ ثانى يوم، ومعه زجاجة عطر جميلة هدية لى!
فلما سألته: لماذا؟ أنا لم أفعل لك شيئاً!
قال: بل فعلت الكثير، أرحتنى، لأول مرة أنام وقلبى مرتاح من الدكتور فلان!
الطب.. هذه المهنة النبيلة، والطبيب هذا الإنسان الرائع الذى يكون من أقرب الناس إلى الله إذا التزم ضميره، وأبعدهم عنه إذا مات ضميره، صحيح أن الطبيب كإنسان قد يصيب وقد يخطئ، ولكن يكفيه فخراً وشرفاً أنه يصارع المرض والموت من أجل الإبقاء على الحياة.
مصر القديمة هى أول من أعطى المريض حق شكوى الطبيب، والزهراوى كان يعلم تلاميذه أن العدو والصديق أمام الطبيب سواء بسواء.
وأخيراً jamison hurry الإنجليزى يطلب من أطباء العالم جميعاً أن يكون رمز مهنتهم إيمحوتب، أى القادم فى سلام، وليس أبوقراط، لأن إيمحوتب شخصية حقيقية من لحم ودم وليست شخصية هلامية مثل أبوقراط.

Friday, October 24, 2014

د. بطرس غالى السكرتير العام للأمم المتحدة الأسبق لـ «المصري اليوم»: لا يمكن الحكم على السيسى إلا بعد عامين ٢٤/ ١٠/ ٢٠١٤



  حوار   وائل على    
تصوير - أيمن عارف












«يبدأ يومه فى الثامنة صباحا، ويختتمه عند الواحدة صباحا، ما بين الصباح والمساء يشرع فى قراءة عدد من الصحف المصرية والأجنبية».. كانت هذه إجابة السؤال الأول الذى طرحته «المصرى اليوم» على الدكتور بطرس غالى، سكرتير عام الأمم المتحدة الأسبق، الرئيس الشرفى للمجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى شارف عمره على ما يقرب من ٩٢ عاما، وأنهى الحوار- الذى كان فيه حاضر الذهن- بمزحة لخص فيها وضعه الصحى قائلا: «عندما تسأل طفلا عمره ١٢ عاما عن سنه يقول ١٤، الآن لو سألتنى كم عمرك أقول لك ٨٢ عاما.. وهى الصورة العكسية لسؤال الطفل ذى الـ١٢ عاما».
موضوعات شائكة وقضايا متنوعة، ومتداخلة تطرق إليها «غالى» استفاض فى كثير منها، واكتفى بالإشارة إلى بعضها بالقليل من المعلومات، كما فى واقعة ابن شقيقه الدكتور يوسف بطرس غالى المتواجد حاليا بلندن قائلا: «أنه بمثابة ابنه، ولا يرغب فى الحديث عن قضيته» وعندما ألحت «المصرى اليوم» فى سؤالها باعتباره أقرب الناس إليه، وصف قضيته بـ «الانتقامية»، موضحا أنه على اتصال دائم معه، وأنه حصل مؤخرا على لاجئ سياسى، ويعمل الآن فى العاصمة البريطانية، مضيفا: قالوا عن مبارك إنه يمتلك ٢٤ مليار دولار فى الخارج، وطلع كل ما قيل عنه مبالغ فيه.
■ كيف تبدأ يومك؟.
- أبدأ بقراءة الصحف، وأهمها «الأهرام» التى عملت بها لمدة ٢٠ عاما، وجريدة «المصرى اليوم» و«هيرالد تريبيون» وصحيفة فرنسية فى حال تواجدى بمقر إقامتى بباريس، وفى الغالب يومى يبدأ فى الساعة الثامنة وأسهر حتى الواحدة صباحا.
■ من واقع رصدك للصحف الأجنبية تحديدا ما هى ملاحظاتك؟.
- الصحف الأجنبية على الأقل الفرنسية والإنجليزية والأمريكية معادية لمصر، وتناصب العداء لها منذ ٣٠ يونيو.
■ ما تفسيرك لهذا العداء؟
- فى الحقيقة شغلنى هذا الأمر كثيرا، وخصصت له نقاشات عديدة على مدار العام الماضى مع شخصيات صحفية ورجال دولة فرنسيين وأجانب من جنسيات أخرى، وتوصلت إلى ٣ تفسيرات محتملة من وجهة نظرى.
■ حدثنا عنها؟
- الأول: الضغط الأمريكى.. أوروبا مازالت خاضعة للأمريكان من خلال الحلف الأطلنطى أو من خلال العلاقات الاقتصادية،.. والثانى: أن تلك الدول تخشى من تيارات الإسلام السياسى المتشددة، والجماعات الإرهابية لأن لو «قنبلة» انفجرت فى باريس على سبيل المثال تؤثر على نسبة السياحة فى فرنسا وبالتالى تدمير اقتصادها، لأن عدد السائحين فى فرنسا يقدر بنحو ٨٠ مليون سائح سنويا، وقس على ذلك باقى الدول، بينما أرى أن السبب الثالث يتمثل فى وجود تمويلات لوسائل إعلام وصحف أجنبية من قبل دول ونظم حكم ومن بينها على سبيل المثال «قطر»، وعندما أتحدث عن السبب الثالث أكون دبلوماسيا عند طرح السبب الثالث، نظرا لعدم إحراج من يشاركنى الحوار.
■ أى من تلك الأسباب يمثل التأثير الأكبر من وجهة نظرك؟.
- جميعها تمثل خطورة وتضر بمصر.
■ ما نتائج الضرر؟
- مثال واحد فى مجال السياحة عندك مليون أسرة تعيش على السياحة، الآن ماذا عن وضعك فى هذا المجال، الفنادق فارغة والمراكب واقفة ألا تعتبر ذلك ضررا.
■ الموقف الأمريكى المناصر للإخوان، يثير الكثير من علامات الاستفهام.. ما تفسيرك لذلك؟
- هناك جناح أمريكى قوى مازال يرى أن تأييد الإخوان هو الوسيلة لتحقيق الاستقرار، وإن كانت المؤشرات تؤكد أن هذه الرؤية تشهد تغيرا الآن.
■ على أى أساس تم بلورة تلك النظرية؟.
- أنت تخطئ لعدم وجود خبير واحد، وأيضا تخطئ بسبب وجود ٢٠ خبيرا، والأمريكان لديهم عشرات المعاهد والمراكز البحثية والخبراء، إضافة إلى ذلك فإن القيادة ليس لديها خبرات فى السياسة الخارجية.
■ هل هناك تضارب مصالح بين «البنتاجون» وإدارة أوباما؟
- هذا عنصر.. لكن ما أقصده أن بوش الأب على سبيل المثال كان بارعا فى السياسة الخارجية، وشغل منصب سفير بالصين، وعمل رئيسا لجهاز المخابرات، فامتلك خبرات خارجية جيدة عكس أوباما الذى ليس لديه خبرات.
■ آراء وتحليلات متضاربة حول المجىء بالإخوان خلفاً لمبارك بعد ما سمى بـ «ثورات الربيع العربى» وتحديدا فى مصر وتونس؟
- وجهة نظرى، وتفسيرى الشخصى أن الغرب رأى أنه من خلال الإخوان فإنهم يستطيعون احتواء الإرهاب، خاصة أنهم- تنظيم الإخوان- سيركزون على قضاياهم الداخلية ويتعاونون معهم كما حدث مع إسرائيل.
■ ما أوجه هذا التعاون مع إسرائيل؟
- يكفى أن يكون التعاون «خلينا أصدقاء وبس».
■ الدعوى القضائية التى تتهم مرسى بالتنازل عن ١٦٠٠ كليو متر من أرض سيناء للجانب الفلسطينى تجدد أزمة المطامع فى سيناء.. ما رأيك فى ذلك؟.
- مشروع إسرائيلى قديم يسعى لأن تكون سيناء للفلسطينيين وقناة السويس قناة دولية.
■ كيف ترى دعاوى للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين؟.
- أحب أقارن الوضع فى العالم العربى بالوضع فى أمريكا الوسطى وتحديدا فى تشيلى فى عهد «بينوشيه».. إذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط نرى أن الباعث هو «الدين» بينما الباعث فى أمريكا الوسطى هو «المخدرات»، نفس الظاهرة الموجودة فى العالم العربى، ولكن بشكل مختلف جماعات تتناحر.
■ هل أنت مع المؤيدين لفكرة ضرورة المصالحة مع الجماعة؟.
-الاتجاه العام يرى عدم المصالحة، وأنا أرى أنه لا مصالحة، لأنهم ليس لديهم أمانة أو ذمة، ولا يزالون متمسكين بمشروعهم على حساب الدولة.
■ كيف ترى الحدود المصرية فى ضوء ما تشهده خريطة المنطقة من متغيرات؟.
- سوف تسمع مشروعات خيالية، هل سوف يستمر مشروع «سايكس- بيكو» القديم أم أنه سوف يشهد تعديلات؟!.. فى الحقيقة لا أعلم.
■ البعض يرى أننا على أعتاب مشروع «سايكس- بيكو» جديد والبداية من العراق وسوريا.. ولكن الأهم ماذا عن الوضع المصرى فى ضوء تلك المتغيرات؟.
- مصر وضعها خاص بسبب موقعها الجغرافى وعوامل أخرى، أما البلدان الأخرى فكل له حالته المتفردة.. وفى حالات مشابهة هناك دول مثل يوغسلافيا انقسمت إلى ٥ دول، ودولة تشيكوسلوفاكيا إلى دولتين والاتحاد السوفيتى إلى عدة دول، بينما الملاحظة التى بحاجة إلى دراسة هى أن دول أمريكا اللاتينية، مازالت كما هى ولم تنقسم أو تتفكك رغم ما بها من صراعات وعمليات اقتتال.
■ ما الأسباب وراء تماسك هذه البلدان مقابل تفكك الدول العربية؟.
- مرتبطة بأسباب كثيرة منها «الزعامة»، لو هناك رئيس قوى يستطيع أن يوحد الدولة ويقويها فقطعا سوف يحافظ عليها، إضافة إلى موقف الدول الأجنبية، وإسرائيل التى يكون لها رغبة فى أن تتفكك دول الجوار إلى دويلات بحيث تكون الدولة الواحدة ٥ دول، جميعها تكهنات.
■ بماذا ترد على من يعتبرون أن عقد المنطقة انفرط بعد احتلال العراق فى ٢٠٠٣؟.
- أقول لهم أمريكا ليس بها رئيس جمهورية منذ نحو أكثر من ٦ أشهر، رغم أن بها أكثر من ٢٠ طائفة، ولكنها مازالت متماسكة، كما قلنا كل دولة ولها ظروفها الخاصة، وعن نفسى أؤمن بالزعيم إذا وجدت قيادة تتماسك الدولة والعكس.
■ كيف ترى المشهد فى سوريا؟.
- القيادة ضعيفة، رغم أن بشار مازال متماسكا، وبسبب أن هناك أقلية هى التى تحكم وهذه الأقلية إذا ما تركت السلطة سوف تتعرض لعمليات إبادة فهى تقاوم وهذا يفسر الصراع القائم الآن.
■ ترى أن الطائفية هى المسؤولة عن الصراع فى سوريا، ماذا عن القبلية فى ليبيا؟
- لو وجد زعيم قوى فى ليبيا لاستطاع أن يوحد شعبها.
■ ماذا عن العنصر الخارجى فى الأزمة الليبية سواء كان عربيا أو أجنبيا؟.
- ليست تلك هى المشكلة من وجهة نظرى، وأن الأزمة الحقيقية هى غياب الزعيم الذى بإمكانه توحيد تلك القبائل، وأرى أن الوضع مرشح للتصعيد فى ليبيا لمدة عامين مقبلين.
■ تأثير المشهد فى ليبيا على الأوضاع فى مصر؟.
- تأثير ثانوى، متمثل فى أن لديك نحو مليون عامل، فقدوا عملهم وبالتالى أصبح عبئا اقتصاديا على مصر.
■ ماذا عن الوضع فى السودان؟.
- أهملنا السودان، الانفصال الذى حدث فى الجنوب، وقديما كانوا يطلقون على حاكم مصر «حاكم مصر والسودان» حتى ١٩٥٢، وأحزننى عدم الاهتمام الإعلامى بمتابعة تلك القضية، فضلا عن عدم اهتمام مصر بالتقسيم أو متابعة ما حدث وكأن ما حدث فى دولة أجنبية وليس فى دولة حدودية تعتبر امتدادا لأمنك القومى.
■ ما الذى كان يجب أن تقوم به مصر والانفصال حدث بالفعل؟.
- أن تكون موجودا فى «الجنوب».. لماذا لم تنشئ مستشفى فى جوبا أو مدارس أيام مبارك.. للأسف الثقافة المصرية مازالت تنظر إلى فرنسا وانجلترا.
■ ماذا تقصد؟.
- بمعنى أنه عندما قلت لشاب خلال عملى بوزارة الخارجية سوف أبعثك فى سفارتنا فى الهند تساءل وقال لى: «أنا عملت إيه.. أنت زعلان منى يا سيادة الوزير»، وعندما سألته عايز تروح فين قال: «الدنمارك» رفض أن يذهب إلى دولة أراها منذ ١٠٠ عام أنها تساوى الغرب كله.
■ ما سبب إعجابك بالنموذج الهندى؟.
- استطاعوا أن يحافظوا على الدولة بدلا من أن تصبح ٥٠ دولة، رغم أن بها أكثر من ١٠٠ ديانة مختلفة، ولغات مختلفة وتقاليد مختلفة.
■ نحن نعيش على أرض واحدة بديانتين على الأكثر ولا نستطيع الحفاظ على تماسكنا؟
- حقيقة وواقع.
■ عودة إلى «الإخوان» نظام البشير محسوب على جماعة الإخوان المسلمين كيف ترى زيارة الرئيس السودانى الأسبوع الماضى للقاهرة؟.
- تأتى فى إطار سياسة مصرية حكيمة تريد تهدئة الأمور على الأقل فى المرحلة الانتقالية الحالية.
■ ماذا عن تقييمك لنظام البشير؟.
- قسم السودان إلى دولتين، ومرشح لدولة ثالثة فى «كردفان» ولا أحد يعلم ماذا سيكون الوضع عندهم بعد ٢٠ سنة.
■ كيف استقبلت التصريحات التى جاءت متزامنة مع زيارة البشير حول الادعاء بأن مثلث «حلايب وشلاتين» سودانية وأنها ليست مصرية؟.
- يكفى أى شخص الاطلاع على الوثائق والمستندات فى هيئة المستعمرات البريطانية ليعلم أن هذا المثلث مصرى ١٠٠%.
■ ما أسباب إثارة تلك التصريحات من الجانب السودانى فى هذا التوقيت من وجهة نظرك؟.
- حسب الظروف.. ربما يريد تقوية شخصيته- البشير- وأرى أن إثارة هذه القضية تجارة سياسية، ولم يكن لها تأثير يذكر.
■ ماذا عن أفضل رد للحكومة المصرية حول تلك الادعاءات؟.
- الرئيس الراحل محمد أنور السادات قال من قبل: «أنتم عايزين إيه.. مش معانا الأرض خلاص الموضوع منتهى».. بمعنى أنه ليس هناك أزمة فى الأصل.
■ أزمة مياه النيل مازالت تلقى بظلالها على العلاقات المصرية الإثيوبية؟.
- فشلت على مدار ١٥ سنة فى إنشاء منظمة دولية تتولى الإشراف على النيل ملاحة وكهرباء وزراعة ونواحى سياسية، وأرسلت وزراء الرى لكى يزوروا منظمة «الميكونغ» فى آسيا للاطلاع على تجربتهم فى إدارة النهر الذى يمر بعدد من البلدان فى جنوب شرق آسيا.. وفشلت لأن هناك بعض الدول الأفريقية ترفض ذلك.
■ كيف ترى الاتهامات بأن بعض تلك الدول تحركها دول أجنبية بهدف التلاعب بملف «الأمن المائى المصرى»؟.
- انتفض من مكتبه، وضرب بيده على المنضدة، وقال بلهجة حادة: «أنت لم تقم بالمجهود اللازم مع تلك الدول، أنا ذهبت إلى إثيوبيا أكثر من ٢٠ مرة وأحضرت الرئيس الإثيوبى «منجستو هيلا ماريام» فى زيارة للقاهرة فى أواخر الثمانينيات، وظل يتفسح فى حديقة قصر القبة فى القاهرة ماذا فعلوا فيما بعد؟ لا شىء.. كل القيادات المصرية السياسية اتجاهاتها شمالا على حساب الجنوب، وسبب ذلك تأثير الثقافة الفرنسية والإنجليزية كما ذكرنا من قبل.
■ يبدو أن سد النهضة لن يكون أول الأزمات فى ملف أزمة المياه، خاصة فى ظل إعلان عدد من دول حوض النيل بناء سدود هى الأخرى؟.
- قلت ومازلت أردد بأن الأزمة ليست فى بناء سد النهضة ولكن فى بناء إثيوبيا سدود أخرى، وفى الطريق أيضا أوغندا، سد النهضة خطوة أولى وهم يعانون من أزمات كما تعانى أنت من أزمات مثل الانفجار السكانى.
■ كيف ترى الأزمة الأخيرة التى أثارها الرئيس الأمريكى جيمى كارتر بإغلاق مركزه فى القاهرة بدعوى أن المناخ فى مصر غير ديمقراطى لإجراء انتخابات برلمانية مقبلة؟.
- لماذا نعطى أهمية لهذه الرقابة «إن شاالله ما جه»، لماذا نحن مهتمون بـ «الخواجة كارتر»؟
■ لأن البعض اعتبره منحازا ويخدم على جناح داخل الإدارة الأمريكية مازال يدعم جماعة الإخوان.
- هل كلامى يقنع الرأى العام الأمريكى أو يهمه فى شىء فى هذا الشأن.. نحن نأتى نركز فى أشياء ثانوية، ونغفل قضايا جوهرية.. وكلنا نتحدث عن الخواجة كارتر، هناك أكثر من ٥٠٠ منظمة غير حكومية غير كارتر تراقب.
■ من خلال متابعتك لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كيف ترى واقعة «التلاسن» التى جرت من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوجان ضد مصر ورئيسها؟.
- نحن نبالغ، وهذا كلام للإعلام الداخلى.
■ تقصد أن أردوجان ظاهرة صوتية؟.
- طبعا.. وهو يستفيد من الظاهرة الصوتية التى يمتلكها، ومنذ إلغاء الخلافة الإسلامية عام ١٩٢٢ تقريبا، كان هناك أكثر من تجربة لشخصيات أرادوا أن يقلدوا منصب الخليفة، وكثيرون لا يعلمون أن من بين هؤلاء الأشخاص الملك فؤاد، ومن عارضه فى ذلك سعد زغلول، وكان ذلك من بين أسباب النزاع آنذاك بين السرايا وحزب الوفد.
■ تساءل البعض عن الأسباب الحقيقية وراء توجيه الرئيس الأمريكى أوباما انتقادات لمصر بشأن تراجع الحريات وذكر عدد من أسماء النشطاء المحبوسين على ذمة قضايا بتهمة التظاهر؟.
- ربما يكون ذلك لإرضاء تيار داخلى بأمريكا، أو إسرائيل، أو أنه يدعى الدفاع عن الحريات.
■ ما تقييمك لأداء السيسى فى الحكم؟
- مصر تشهد حالة من الاستقرار الآن، ولا يمكن الحكم على السيسى إلا بعد مرور عامين.
■ كيف ترى الانتقادات الموجهة إلى قانون التظاهر؟
- أجدد بأن العبرة بالاستقرار وليست بقانون التظاهر، مازال هناك تركيز على القضايا الثانوية.
■ القوانين إحدى أدوات استقرار المجتمع إن صحت نصوصها؟
- تسألنى عن التشريعات والقوانين، وأنا لدى قنبلة كل يوم تقتل الناس فى الشوارع، وهناك من يقتلون كل يوم جنودا، أنت فى حالة حرب مع الإرهاب، مازلت أرى أنها أشياء ثانوية والعبرة بالاستقرار.
■ ما تراه ثانويا يراه آخرون داخليا وخارجيا قضايا جوهرية؟
- عندما خرج الإخوان من الحكم، قلنا أول انتخاب فى مصر، هذا غير صحيح حدثت ٢٠ مرة انتخابات، البرلمان تم إلغاؤه أكثر من ٥ مرات، كان هناك أحزاب فى الفترة من ٢٢ وحتى ٥٢،.. ثم بعدها بأقل من ٦ أشهر رئيس أوكرانيا حدث ضده انقلاب لم يذكره أحد وهرب إلى روسيا، هناك تمييز على المستوى الدولى ضد مصر، لو هناك دولة تريد تشويه صورتها تطلع لها «بلاوى» من تحت الأرض، فى المقابل هناك انتهاكات مازالت تحدث الآن فى «جوانتانامو» لم يتطرق إليها أحد، مؤخرا كتبت مقدمة لكتاب بأن أوباما لم يف بوعده حول غلق المعتقل، فقط ما أود قوله اتركهم يتحدثوا ولا تعط لهم الأهمية الكافية، أنت الحاكم.
■ مصر على أعتاب مرحلة جديدة فى تاريخها.. ومن واقع دراستك للمشهد المصرى كم من الوقت نحتاجه لبلوغ تلك المرحلة؟
- مشكلتنا أننا نريد كل شىء على وجه السرعة، أنت بحاجة من ١٠ إلى ١٥ سنة لبلوغ تلك المرحلة، ولك فى ذلك نماذج سابقة فى أمريكا الوسطى كما حدث فى تشيلى والبرازيل والأرجنتين وغيرها من الدول، ويجب أن تكون قضية الاستقرار فى مقدمة الأولويات.
■ كنت شاهدا على اتفاقية السلام مع إسرائيل كيف ترى مطالب بعض القوى السياسية بتعديل الاتفاقية من أجل سيطرة أكثر على سيناء؟.
- يمكن ذلك بإجراء اتفاق ودى مع إسرائيل دون تعديل الاتفاقية.
■ هل يمكن التغاضى عن بعض الانتهاكات مقابل تحقيق الاستقرار؟.
- طبعا.. أنا فى حالة حرب يوميا، وهناك عمليات إرهابية، ركز على المهم، وعندك مشكلة خطيرة لم يتم التطرق لها ومازلت أراها الأخطر وهى قضية الانفجار السكانى، انظر إلى القاهرة كانت مليون نسمة أصبحت الآن ٢٠ مليونا، ماذا فعلت لعلاج تلك المشكلة، بينما دول أفريقية نجحت فى نقل عواصمها، هناك شىء ناقص فى العقل المصرى، لماذا لم تفكر فى نقل العاصمة تلك هى المشاكل الكبرى، العام المقبل لديك ٢ مليون مواطن جديد، القاهرة ساكنة لا تتحرك ولا يمكن أن تسير فيها أو تتحرك.. أعود وأكرر ماذا عن اهتمامنا بقضية الانفجار السكانى، وما هو العلاج، تعمل زى الصين، ولد بس حتى تقوم القيامة، هناك أكثر من وسيلة لم تتم دراستها، هل تم التفكير فى تشجيع الهجرة خارج مصر، برلمان خاص يجتمع مرة فى العام، وأعطى له امتيازات وينظر إليه على أنه منبوذ.
بعد ٦٠ سنة كفاحا لست أعلم السبب، الشخصية المصرية مغلقة على نفسها، هل تستطيع أن تأتى برئيس خارجية أرمنى، أعظم دكتور فى أمريكا يأتون به ويعطونه الجنسية، وهذا هو الانفتاح الفكرى، وهذا هو السبب وراء سر عظمة أمريكا.
■ هل أنت على اتصال دائم بابن شقيقك الدكتور يوسف بطرس غالى؟.
- طبعا.. وهو بمثابة ابنى والأوضاع لم تستقر بالنسبة له، خاصة أن هناك أحكاما قضائية صادرة ضده بالسجن ٤٠ سنة، وأراها قضية انتقامية.
■ من الذى يريد الانتقام منه؟.
- لا أرغب فى الحديث فى هذا الموضوع.. والآن هو لاجئ سياسى فى لندن، وبعد عامين ربما تهدأ الأوضاع.. ويكفى أنهم قالوا عن قضية مبارك أنه يمتلك ٢٤ مليار دولار وتبين أن كل ذلك مبالغ فيه فيما بعد.
■ ما تقييمك لحقبة مبارك؟.
- له عيوب لا شك، ومشكلته أنه كان متجمدا ولم يكن يحب التجديد، عرضت عليه من قبل إنشاء محطات نووية رفض وقتها واعترض بشدة، الآن وبعد نحو ٢٠ عاما يفكرون فى إنشاء تلك المحطات، علاقتى به كانت جيدة، وكنت أستطيع إقناعه وساعدنى فى ذلك معرفتى به عن قرب عندما كان نائبا للسادات، والقاعدة تقول إن «السلطة تجنن أى شخص».
■ هل وصل لمرحلة الجنون بالسلطة؟.
- أشاح بيده اليمنى واكتفى بابتسامة.


Monday, October 20, 2014

خروج الأقباط من القمقم بقلم د. محمد أبوالغار ٢١/ ١٠/ ٢٠١٤

الدولة المصرية الحديثة منذ عهد محمد على وهى تعلن بصفة مستمرة أن الأقباط متساوون فى الحقوق والواجبات، وباستثناء الفترة الليبرالية من ١٩٢٣ إلى ١٩٥٢، والتى حدث فيها تحسن كبير فى وضع الأقباط فى مصر، لم يكن الأقباط يأخذون حقوقهم كاملة كمواطنين مصريين. وخلال حكم مبارك، ومع تنامى التيار الإسلامى المتطرف، ساء وضع الأقباط، وتدهورت العلاقة بين المسلمين والأقباط، ولم تصبح الدولة هى الوحيدة المسؤولة عن تدهور وضع الأقباط، ولكن قطاعات كبيرة من الشعب كانت أيضاً مسؤولة، وحدث تغيير سلبى كبير تجاه الأقباط فى السياسة التعليمية والإدارات الحكومية والجامعات، ووصل الأمر إلى احتقان شديد وحوادث دامية فى الصعيد، مثل الكشح ونجع حمادى وغيرهما.
وخلال العقود الماضية، استسلم معظم الأقباط للأمر الواقع، ولم يحتجوا على الواقع الأليم إلا فى حدود ضيقة. والكل يعلم ما يحدث عند إصلاح دورة مياه فى كنيسة أو اجتماع مجموعة من الأقباط للصلاة فى حجرة صغيرة فى صعيد مصر. وبعد أن كان انتخاب نائب قبطى عن حزب الوفد فى الأربعينيات أمراً عادياً، أصبح تمثيل الأقباط فى المجالس المنتخبة رمزياً، بالتعيين فى مجلس الشعب، وتعيين وزير واحد فى الحكومة غالباً ما يكون للبيئة أو البحث العلمى.
وقبل ٢٥ يناير، حذرت معظم الكنائس أبناءها من المشاركة فى التظاهرات.. ولكن ما حدث فى ٢٥ يناير كان مفاجأة للجميع. لقد شارك الكثير من شباب الأقباط من اللحظة الأولى، وسقط منهم شهداء، واحتج الكثير من الشباب بعد ذلك على منعهم من المشاركة، وحدثت فورة شعبية قبطية صادقة، قادها الشباب والشيوخ الذين يحملون قلوباً شابة، وتلت ذلك مطالبة الأقباط بكل حقوقهم كاملة كمواطنين، وكان ذلك تطوراً إيجابياً عظيماً، ولكن ذلك قوبل من جهات كثيرة فى الدولة والمجتمع بامتعاض شديد. وخلال الفترة الأخيرة وحين بدأ الهجوم على ٢٥ يناير، كان من ضمن هذه الهجمة الضغط على الأقباط ليعودوا إلى سابق عهدهم، وتم تغيير نظام الانتخابات ليقوم بتحجيم الصوت القبطى، الذى كانت له أهمية كبيرة فى القوائم النسبية، وما حدث من التهديد المباشر وغير المباشر على الأقباط لعدم إحياء ذكرى ماسبيرو، ثم ما حدث فى المنيا من هجوم كاسح على كل سكان قرية فقيرة واقتحام منازلهم وتقييدهم بالسلاسل.
كل هذا أمر ممنهج ورسالة لكل الأقباط بأن العلاقة بيننا وبينكم يجب أن تعود إلى ما قبل ٢٥ يناير ويجب أن تعرفوا حدودكم.
الأقباط خرجوا من القمقم وانطلقوا فى رحاب الوطن يغردون بحرية، ولن يعودوا إليه مهما كانت الظروف، وسوف تظل الكنيسة هى ملاذهم الروحى والدينى، ولكن الوطن كله سوف يكون بيتهم الكبير لممارسة الحياة السياسية والفن والأدب إلى جوار المسلمين، كلهم مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

Friday, October 17, 2014

المغيبون والممولون بقلم د. وسيم السيسى ١٨/ ١٠/ ٢٠١٤

قتل عبدالرحمن بن ملجم الإمام العظيم على بن أبى طالب، أمسكوا به، بدأوا فى تقطيع أطرافه، وعندما أخرجوا لسانه لقطعه، أجهش فى البكاء، فلما سألوه: قطعنا أطرافك فلم تبك! لماذا تبكى الآن عند قطع لسانك؟ كان الرد الذى توقفت عنده طويلاً: حتى لا أقابل المولى عز وجل ولسانى لا يلهج بذكره!
هذا المجرم يعتقد أنه ذاهب إلى الجنة! فهل إلى هذا الحد يكون غسيل المخ وغياب الوعى!
هو ذا محمد بن أبى بكر ابن الخليفة أبى بكر الصديق، يكون أول الطاعنين لخليفة عظيم ضحى بأمواله من أجل الرسالة المحمدية، ويعتقد أنه على صواب، ويعتلى السلطة معاوية بن أبى سفيان فيأمر بحرق محمد بن أبى بكر انتقاماً لخاله عثمان بن عفان.. مرة ثانية.. هل إلى هذا الحد يغيب الوعى حتى عن الحديث النبوى الشريف: القاتل والمقتول كلاهما فى النار!
هو ذا حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين، كان يقدم لأتباعه الخمر والنساء والحشيش فى حدائق غناء ويوحى إليهم أنهم فى الجنة، ويعدهم بإرسالهم إليها إذا اغتالوا أعداءه السياسيين، ومن هنا جاءت كلمة assassination.. أى الاغتيال السياسى، كما دخلت كلمة القاتل الحشاش السياسى: assassinator والكلمتان من أصل كلمة الحشيش!
هؤلاء الحشاشون المغيبون، هل إلى هذا الحد، غسل حسن الصباح عقولهم؟!
حقاً ما قاله أمير الشعراء فى الهمزية النبوية: أبوا الخروج إليك من أوهامهم.. والناس فى أوهامهم سجناء!
أين حسن الصباح وفرقته الآن؟ بل أين الخوارج والقرامطة، الذين نزعوا الحجر الأسود! بل أين الجماعات الإرهابية فى العصر الحديث؟
الألوية الحمراء فى إيطاليا، الماينهوف فى ألمانيا، الكوكلاس كلان فى أمريكا؟، كلهم ذهبوا إلى عالم النسيان كما سيذهب داعش والإخوان؟
هؤلاء الممولون المغيبون، ألم يقرءوا خطة الصهيونية المذكورة فى مذكرات بن جوريون؟ قوة إسرائيل ليست فى سلاحها النووى، ولكن فى تفتيت ثلاث دول كبرى حولها مصر- سوريا- العراق، إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر!.. هل وصل بنا الغباء والجهل إلى هذا الحد؟! نحرق بلادنا، ندمر جامعاتنا، نغتال أبناءنا؟!
ماذا تريدون أيها الممولون المغيبون الجهلة حتى بتاريخ بلادكم! هل تريدون مصر كسوريا أو العراق؟ هل تريدون داعش داخل بلادنا؟ هل تريدون خلافة تركية عليكم، وقد كانت أسوأ احتلال عرفته مصر! اقرءوا الجبرتى وماذا قال!
صحيح ما يقال: تهلك الشعوب من قلة المعرفة! ماذا تعرفون عن سايكس بيكو، لويس برنارد، روبرت دريفوس، لعبة الشيطان واستخدام أمريكا والصهيونية العالمية لكم وأنتم كالقطيع لا تحسون بالأخطار التى تحيط ببلادكم!
ماذا ننتظر من قوم يقولون عن وطنهم: حفنة من تراب عفن، طظ فى مصر- غير الخراب والدمار؟.. حسن الصباح فى القرن ١١، حسن البنا فى القرن العشرين، الدراسات كلها تقول: ما من جماعة خرجت على القانون فى مصر، إلا وكانت فى قبضة الحاكم ثم إلى زوال.

Thursday, October 16, 2014

معجزة عظيمة اقرأوها ياسادة ... الدكتور وسيم السيسى

معجزة عظيمة اقرأوها ياسادة
**********************
يقول الدكتور وسيم السيسى أستاذ المسالك بالقاهرة فى جريدة وطنى بتاريخ 20 سبتمبر 1998 ما يأتى :
لم أتصور نفسى أكتب يوماً عن المعجزات .. ذلك لأنى أؤمن بالعقل ، و المعجزات
هى الخوارق التى يقف أمامها العقل عاجزاً مقهوراً .. و كثيراً ما كنت أردد
قول أبو العلا المعرى :
كذب الظن لا أمام سوى العقل مشيراً فى صبحه و المساء
فإذا أطعته جلب الرحمة عند المسير و الإرساء
والمعجزة التى أكتب إليكم عنها .. شهودها أحياء من المسلمين و المسيحيين، و
هم أناس لهم وزنهم فى عالم الطب و العلوم .. الأستاذ الدكتور مكرم ميلاد
أستاذ ورئيس قسم الباثولوجى فى كلية الطب قصر العينى جامعة القاهرة، و
الأستاذ الدكتور عمر عبد العاليم أستاذ ورئيس قسم التخدير بجامعة
المنوفية، و الدكتور أحمد ضرغام ماجيستير جراحة المسالك بمستشفى مبرة
المعادى، و كاتب هذه السطور .
كانت البداية حين جاءتنى أم بطفلتها
خمس سنوات اسمها مريم، تشكو من وجود دم بملابسها الداخلية، وكانت الأم
تعتقد أن هذا الدم مصدره البول من المثانة البولية، ولكن عند الفحص
والتدقيق أكتشف أن مصدر هذا الدم من المهبل، و قد قررت عمل منظار للمهبل
وعنق الرحم دون المساس بغشاء البكارة حيث أن المناظير تطورت إلى درجة
كبيرة من الدقة و صغر الحجم .
وقام بتخدير الطفلة أ.د. عمر عبد العليم،
و كان مساعدى دكتور أحمد ضرغام وعند فحص المهبل بالمنظار وجدت ورماً فى
جدار المهبل قرب عنق الرحم، فأخذت عينه بالمنظار وأرسلتها إلى أ.د. مكرم
ميلاد . و بعد بضعة أيام جاءتنى الأم بالتقرير الباثولوجى من أ.د. مكرم
ميلاد .. أخبث نوع من أنواع السرطان .. ساركوما .. أنه حكم بالإعدام لأن
نسبة الوفاة فيه مائة يالمائة، و لم يكن أمامى إلا تحويلها للعلاج
بالكيماوى، و هو تحصيل حاصل لا فائدة ترجى منه .
وبعد بضعة أسابيع
جاءتنى الأم و الطفلة ووالدها يقولون لى .. لقد أقمنا الصلوات حتى ظهرت
السيدة العذراء مريم للطفلة مريم و قالت لها : سأشفيكِ يا مريم بقوة الله
لأن اسمك مثل اسمى، أذهبى إلى دير مارمينا العجائبى و سأجرى لك عملية،
استخرج منها هذا الورم .. و قد ذهبنا للدير، ونامت مريم، و قامت، و قالت
لنا : " لقد أخرجت منى العذراء حاجة ذى البالونة فى داخلها حاجة سوداء."
ولم أصدق هذا الكلام، و صممت على عمل منظار وأخذت عينة وأرسلتها للتحليل.
وتحدد
موعد العملية، وجاءت الأسرة، و قبل دخول الطفلة لغرفة العمليات، قصت علينا
جميعاً فى وجود أ.د. عمر عبد العليم، و الدكتور أحمد ضرغام ما حدث لها،
ولما خرجت الأسرة من غرفة المكتب، سألنى دكتور عمر .. ما رأيك فى هذا
الكلام ؟ قلت : الأسرة متدينة. وهذا الجو الدينى جعل الطفلة تحلم هذا
الحلم ولكننا بالتأكيد سنجد هذا الورم وقد أزداد توحشاً .. وعلى كل ..
كلها بضع دقائق ونرى الحقيقة أمام عيننا. وقام أ.د. عمر بالتخدير للمرة
الثانية، وحين أدخلت المنظار .. كانت المعجزة الإلهية، انكمش الورم حتى
كاد أن يختفى إلا من بعض الأنسجة المتليفة، أخذت عينة بعد أن جعلت دكتور
أحمد ضرغام يرى بعينيه، وأرسلنا العينة إلى أ.د. مكرم ميلاد ونحن جميعاً
فى حيرة شديدة .
وبعد بضعة أيام أتصل بى دكتور أحمد ضرغام يقول لى أ.د.
مكرم ميلاد حاول الإتصال بكم فلم يجدك .. أنه يضرب كفاً بكف ويسأل .. ماذا
حدث ؟ اتصلت بالدكتور مكرم ميلاد .. قال لا أثر لأى خلية سرطانية !!
قصصت
عليه قصة الطفلة وما حدث وكيف أن السيدة العذراء مريم أخرجت منها ما يشبه
البالونة وبداخلها جسم أسود، وهنا كانت المعجزة الإلهية الثانية التى
فاجأنى بها دكتور مكرم ميلاد، قال: أن خلايا هذا المرض خلايا كبيرة تشبه
الفقاعات بداخلها نواة سوداء !! قلت له : أنا لا أعرف شكل هذه الخلايا تحت
الميكروسكوب، فكيف وصفتها الطفلة مريم هذا الوصف الدقيق ؟؟ قال : يبدو
أننا فى عصر المعجزات !!
وأردت نشر هذه المعجزة فى حينها ولكننى أتفقت
مع أ.د. مكرم ميلاد أن نتريث لمدة سنة حتى نتأكد من الشفاء . الآن مر على
المعجزة ثلاث سنوات (وقت تدوين المعجزة سنة 1998) و الطفلة على خير ما
يرام .
ما أعظم كلمات القديس بولس الرسول "لأننا نعرف بمن آمنا" (2
تى 1 : 12 ) .. هل ما حدث يتعارض مع العلم ؟ أجابتى : لا .. لأن ما لا
يستطيع العلم أن يثبته ليس له الحق فى أن ينكره .
وقد يتساءل البعض ..
ولماذا لا تتدخل القدرة الإلهية فى شفاء باقى الأمراض ؟ و أجابتى هى ..
ولماذا طلب السيد المسيح من الناس أن يدحرجوا الحجر وهو الذى سيقيم لعازر
من الأموات ؟ .. نحن نقدر على بعض الأمراض، ولا نقدر على ساركوما مريم،

فكانت المعجزة الإلهية لأن هذه القوة فى ضعفنا البشرى تكمل

Sunday, October 12, 2014

‎رخصة المحمول الرابعة... أبو طرطور جديدة....بقلم :- نجيب ساويرسالسبت، 11 أكتوبر 2014





أتابع وزير الاتصالات في نشاطه المستمر للنهوض بهذا القطاع... وأعرف أنني أخاطر عندما أحذر من مخاطر الاستثمار في الرخصة الرابعة للمصرية للاتصالات وسيقال أنني أحاول ان أحمي استثماراتي في موبينيل وأني اريد ان احرم المصرية للاتصالات من هذه الفرصة العظيمة... الا أنني قررت وكعادتي ان أقول الحق رغم كل... حتي أرضي ضميري وحتي أحذر من كارثة اقتصادية أسوأ من فوسفات ابو طرطور...
وللعلم فإنني قد بعت معظم حصتي في موبينيل !
وإليكم كل الحقائق والدلائل علي مخاطر هذا الاستثمار المزمع في الرخصة الرابعة للمصرية للاتصالات وحتمية فشله من شركة مملوكة للشعب:
- بلغت خسائر شركة موبينيل في عام ٢٠١٢ مائتين وثلاثين مليون جنيه وفي عام ٢٠١٣ بلغت الخسائر خمسمائة مليون جنيه وهي الشركة الاقدم والتي لديها أكثر من ثلاثين مليون مشترك وثلث السوق وذلك نتيجة للمنافسة الشرسة وانخفاض الأسعار! فما بالك بشركة رابعة جديدة تريد ان تنافس في سوق متشبعة بنسبة وصلت إلي اكثر من ١٢٠٪ 
- تقريبا ٢٠٪ من إيرادات المصرية للاتصالات تحصل عليها حاليا من خلال توفير خدمات البنية التحتية والاتصالات الدولية لشركات المحمول الثلاث، وستفقد المصرية هذه الايرادات في حال حصولها علي الرخصة الرابعة نتيجة السماح لشركات المحمول بالمنافسة في التليفون الثابت والبوابة الدولية ونقل البيانات عبر الالياف الضوئية والكابلات من خلال شروط الرخصة الموحدة

اري انه من الأفضل ان تتخارج الدولة من الشركـة المصرية للاتصالات

- المصرية للاتصالات تحصل أيضاً علي ٩٧٠ مليون جنيه سنويا وذلك من حصتها في فودافون والتي مطلوب منها الآن بيعها في حالة حصولها علي الرخصة الرابعة وذلك لتعارض المصالح ومن ثم فإنها ستفقد هذا الإيراد !!!
- ان فكرة طرح رخصة موحدة لكل الشركات تنزع من الشركة المصرية احد أهم استثماراتها التي تحقق ربحية عالية وتلزمها بالتخارج من شركة فودافون لتفقد مرة اخري إيراداتها منها...فكرة عبقرية صحيح... !!!!
بالإضافة إلي ما سبق، فإن المصرية للاتصالات ستسدد اثنين ونصف مليار جنيه ثمنا للرخصة الجديدة و٦٪ من الإيرادات هذا بالإضافة إلي فقدها للإيرادات السابق ذكرها !!!! مع العلم بأن سعر الترددات الجديدة التي سوف تحتاج اليها المصرية لبناء شبكة محمول متكاملة لم يحدد بعد وفي الغالب سوف تتكلف مليارات اضافية غير تكلفة إنشاء الشبكة نفسها، ثم في المرحلة الأولي من بدأ النشاط كمشغل افتراضي ستضطر المصرية لدفع مبالغ طائلة إلي شركات المحمول الثلاث للحصول علي الحق في استخدام خدمة التجوال المحلي. وحيث أن سعر دقيقة المحمول في مصر يعتبر من أرخص الاسعار عالميا بعد الهند، فإن دخول منافس جديد لن يخدم العملاء في شئ بل سوف يؤدي إلي تردي مستوي الخدمة للجميع.
لا اعلم من الذي يقف وراء هذه الفكرة العبقرية... ولا الفكر العظيم حولها... وعادة لا أحب ان اذكر أني قد قضيت معظم حياتي العملية في بناء واحدة من اكبر عشر شركات للاتصالات في العالم من حيث عدد المشتركين في مجال الهاتف المحمول وبالتالي أرجو ان تؤخذ شهادتي بجدية وأكرر مرة اخري اني قد تخارجت من موبينيل ولا أدافع هنا عن أي مصالح غير مصلحة بلدي ومصلحة ملاك المصرية للاتصالات وهم أبناء الشعب المصري...
والجدير بالذكر أيضاً ان إعطاء المصرية للاتصالات رخصة المحمول بالأمر المباشر بالإضافة إلي انه أمر لا يستقيم، فهو ايضا يخالف اتفاقية الرخص السابقة ويفتح الباب علي مصرعيه للتقاضي في حال عدم الاتفاق مع الشركات التي لمحت من قبل بأنها سوف تلجأ إلي التحكيم الدولي.
اري انه من الأفضل ان تتخارج الدولة من الشركة المصرية للاتصالات وان تطرح باقي الأسهم في البورصة لكافة جموع الشعب وتتحصل الدولة من ذلك علي مليارات تستخدمها في التنمية والمشاريع الطموحة المقبلة. ان المصرية للاتصالات حاليا من أنجح الشركات في هذا المجال ولا أريد لكبرياء البعض ان يقودهم إلي هدم هذه الشركة العريقة وتدمير مواردها سعيا وراء حلم ليلة صيف...و هذه هي شهادتي للتاريخ..

Saturday, October 11, 2014

خمس مسلات من خمس وخمسين يا لصوص! بقلم د. وسيم السيسى ١١/ ١٠/ ٢٠١٤

أين ذهبت مسلاتنا؟ ترك الأجداد لنا ٥٥ مسلة، لم يعد باقياً لدينا منها سوى خمس مسلات!
بكل أسف أهدى محمد على باشا سنة ١٨٧٧ مسلة إلى إنجلترا، تم نقلها خلال أسطوانة عملاقة حديدية تعوم فى الماء، وتم جرها بباخرة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى لندن!
وبنفس الطريقة تم نقل مسلة أخرى إلى نيويورك!
أغسطس قيصر سرق مسلة المعبودة إيزيس إلى روما ٥٥ ق.م، ثم تبعه كاليجولا وسرق مسلة تحوتمس الثالث ٣٠ق.م وهى الآن فى ميدان القديس بطرس بروما.
عمرت عواصم أوروبا بالمسلات المصرية.. لندن.. نيويورك.. روما.. باريس! إنها المسلة التى أهداها محمد على لفرنسا.. إنها إحدى مسلتى معبد الأقصر، تبقت لنا واحدة تبكى فراق أختها وتقول: كيف يعطى من لا يملك لمن لا يستحق!
لدينا مسلة فى أسوان لم يكتمل تشكيلها بسبب تصدع أصابها! وزن هذه المسلة ١١٦٨ ألف ومائة وثمانية وستون طناً! والله كانوا عمالقة!
كانت المسلات تنحت من الجرانيت لسببين:
١ - ساعات زمنية أثناء النهار.
٢ - إصبع الإله الواحد المكسو برقائق الذهب تشير إلى السماء بالتوحيد «إيمحوتب».
مصر بمسلاتها مازالت تعيش فينا.. إنها المآذن وقباب الكنائس.
نهبوا مسلاتنا، كما نهبوا ذهبنا وفضتنا «اليهود» وما زال ذهبنا منهوباً حتى الآن! نصيب مصر من ذهب منجم السكرى ٢٪! من هذا الأجنبى الملعون الذى وقع على هذا العقد نيابة عن مصر!
من هذا الأجنبى الملعون الذى فكر وصمم وأمر بنقل تمثال رمسيس الثانى «أعظم ملوك مصر» من ميدان رمسيس وألقاه بعيداً فى ميدان الرماية! مصر كانت حتى ٢٠١٣ تحت الاحتلال الأجنبى من حكامها «الأوفياء».
المواجع بالمواجع تذكر، هو ذا لورد كارنارفون مع هوارد كارتر نهبا مقبرة توت عنخ آمون كما جاء فى اعترافات حفيد اللورد، وقد أحس المصريون فى ذلك الوقت ١٩٢٢ بهذه السرقات، عبر عنها أمير الشعراء مخاطباً اللورد كارنارفون:
أخا اللوردات سمعت لغوا
فعذرا للغضاب المحنقينا
يقول الناس فى سر وجهر
ومالك حيلة فى المرجفينا
أمن سرق الخليفة وهو حى
يعف عن الملوك مكفنينا؟!
ذلك لأن إنجلترا سرقت الخليفة وحيد الدين حيا من تركيا، فليس صعباً عليها أن تسرق توت عنخ آمون وهو ميت!
سرقوا بناة الأهرام وقالوا نحن بناة الأهرام!
والهرم قبل مجىء إبراهيم بألف عام
سرقوا حِكَم أمين موبى المصرى، ونسبوها لسفر الأمثال العبرانى «برستد- فجر الضمير».
سرقوا أناشيد إخناتون ونسبوها لمزامير داوود التوراتى!
سرقوا بطولات تحوتمس الثالث ونسبوها لداوود العبرانى التوراتى!
وما زال النهب مستمراً، والمسؤولون عاجزين.. يتفرجون ولا أقول يشاركون.

Friday, October 10, 2014

مصر والـ«نيويورك تايمز» الإثنين 06 أكتوبر 2014 م مأمون فندي


  الرأي الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يوم 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2014 بخصوص ربط المساعدات الأميركية لمصر بالتقدم في المسار الديمقراطي، رأي خطير لا بد أن نتوقف عنده كثيرا ولا بد للمسؤولين في القاهرة أن يأخذوه بجدية؛ إذ لا يكفي أن نقول إنه «رأي متحيز ضد مصر»، أو إن «(نيويورك تايمز) هي صحيفة اليهود»، إلى آخر تلك التعازي للنفس التي اعتدناها لتبرير عجزنا في توصيل فكرتنا للغرب عموما، ولأميركا خصوصا.
رأي الـ«نيويورك تايمز» هذا ليس رأي كاتب واحد فيها، وإنما الرأي بالطريقة التي عرض بها ومكانه في الصحيفة، يعبر عن توجه الصحيفة الأولى في أميركا التي يقرأها ويخطب ودها كل من له علاقة بالسياسة الخارجية الأميركية، بداية من الرئيس أوباما، إلى وزير خارجيته جون كيري، إلى أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب أو الكونغرس، حتى أصغر طالب وأستاذ في أي جامعة أميركية يهتم بعلاقة أميركا ببقية العالم. من هنا تأتي خطورة رأي الـ«نيويورك تايمز» في توصيف الحالة المصرية وعلاقة أميركا بمصر. فماذا قالت الـ«نيويورك تايمز» باختصار؟
الصحيفة قالت ما ملخصه 3 نقاط مهمة رغم أنها متحيزة ومتعسفة في التوصيف: الأولي هي أن الوضع في مصر فيما يخص الحريات أسوأ من عهد حسني مبارك، والثانية هي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء إلى الرئاسة من خلال {انقلاب} عسكري، والثالثة هي أن تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية هو أمر غير عادل، وعليه تكون مصر بعيدة عن فكرة المسار الديمقراطي، ويجب ربط المعونة الأميركية لمصر بتصحيح المسار. هذا رأي الصحيفة باختصار شديد.
يمكنني هنا أن أمتطي حصانا خشبيا وأدافع عن مصر بقوة تجاه هذه الاتهامات، ولديّ الأدوات لفعل ذلك باللغتين الإنجليزية والعربية، ولكن إذا فعلت هذا دونما توضيح الفشل الداخلي في شرح طبيعة المشهد وتحدياته، فهنا أدخل في عملية التضليل للداخل والخارج معا، فالمهم قبل الرد على اتهامات صحيفة بحجم الـ«نيويورك تايمز»، هو ما يجب أن يفعله صانع القرار في القاهرة من نقاش جاد حول كيفية وصول صحيفة بحجم الـ«نيويورك تايمز» إلى هذه القناعات الخطيرة والضارة لصورة مصر عالميا. الـ«نيويورك تايمز» - أو (السيدة العجوز) كما يلقبونها - لا تحدد أجندة الأخبار في أميركا فقط كما يظن البعض، بل تحدد ما هو مهم وما ليس مهما في العالم، وحتى أكون دقيقا، في الغرب كله.
نحن في مصر لدينا تحديات أهم من تلك التي ذكرتها الـ«نيويورك تايمز» مثل الاقتصاد والوضع المعيشي للمصريين واستقرار بلد بحجم مصر، ومع ذلك صورة مصر عالميا تظل هاجسا مهما لدولة ترغب أن يكون لها دور إقليمي، بل وعالمي؛ لذا يجب أن يدار نقاش جاد في القاهرة عن تلك الفجوة القائمة بين ما يريده المصريون في الداخل وصورة مصر في الخارج، التي تعاني كثيرا الآن.
ما تقوله الـ«نيويورك تايمز» إن السيسي لم يكن مطلبا شعبيا وأن الانتخابات كانت مزورة، هو مجاف للحقيقة، ولكن ليس هذا هو المهم، الأهم هو كيف فشلت القاهرة في شرح الوضع المصري وتسويق رؤيتها عالميا.
هناك فشل ذريع في هذا، خصوصا أن القائمين على مسألة شرح مصر عالميا ليس لديهم لا القدرة ولا الخبرة، وكثير منهم جاءوا من النظام القديم الذي فشل بجدارة خلال العقود الفائتة في شرح الوضع المصري إلا من خلال شركات دعاية درجة ثانية في واشنطن، وأسماء الشركات معروفة. إضافة إلى أن النظام القديم لم يكن يعترف بقدرات آلاف المصريين ممن يحبون وطنهم من أجل حفنة ممن يتحدثون اللغة الإنجليزية أو الفرنسية لأبناء الطبقة الحاكمة، رغم أن فهمهم للغرب محدود ثقافة وسياسة. رسم صورة بلد في الخارج ليست للهواة، وليست أيضا قضية رشاقة اجتماعية في القاهرة، فالموضوع أكثر تعقيدا.
لذا لو كان مقال الـ«نيويورك تايمز» مقياسا، فإن ما قالته مصر في الأمم المتحدة ومعه مجهودات رجال الأعمال فشلا في شرح الوضع المصري الداخلي للغرب، ولو نجحا لما قالت الـ«نيويورك تايمز» ما قالت، وهي الصحيفة الرصينة التي لا تجازف بسمعتها.
الاعتراف بالفشل هو بداية تصحيح المسار. التفكير بشكل علمي والبحث عن أسباب الفشل هو بداية الحل. رأيت البعض ممن توكل إليهم مسؤولية الإعلام وصورة مصر بالخارج في القاهرة، وأعرف أن معظمهم سيربت على كتف الآخر قائلا له: «سيبك من (نيويورك تايمز) دا جورنال صهيوني، واحنا زي الفل، ويضربوا رأسهم في الحيط يا ريس»، إلى آخر هذا الكلام الذي «يلبس مصر عالميا في الحيط».
هذه الشلل والأندية المغلقة هي التي كانت وراء خراب صورة مصر بالخارج في عهد مبارك، وبعضها باق إلى الآن، بالغرور نفسه، والجهل نفسه الواثق من نفسه.
مصر وصورتها يجب ألا تكون حكرا على شلة أو جماعة أو تصور شركة دعاية لما يجب أن يقال وما لا يقال، صورة مصر مسؤولية الجميع ولا يجب التهاون مع الأغبياء الذين يكلفون مصر الكثير بتصدرهم مشهد يجهلون تعقيداته.
أكتب هذا بغضب، لأن ما قالته الـ«نيويورك تايمز» متحيز، ولكن ليس وظيفة الـ«نيويورك تايمز» شرح حقائق مصر، فتلك وظيفة من يتصدون للمسؤولية في مصر.
مصر كما سيارة فاخرة، ولكن الذين يعملون في مهنة تسويق مصر، إما لا يعرفون تجهيزات السيارة أو يحاولون بيعها في أسواق لا تستهلك سيارات فارهة. هناك مشكلة حقيقية في تسويق ما حدث في مصر بعد 30 يونيو (حزيران) 2013.
كنت في واشنطن في الأسبوع الفائت، وقال لي صديق إن هناك ندوة عن الإعلام المصري في واشنطن، فهل ستذهب؟ قلت: أنا في واشنطن لأمر آخر، ولكن لماذا هذه الندوة الآن؟ ومن يمولها؟ وما الهدف منها؟ قال: من مصر. وبعدها مباشرة نشرت الـ«نيويورك تايمز» مقالا قاسيا بخصوص الإعلام المصري؛ أي إن نتيجة المؤتمر أو الندوة جاءت بعكس القصد.
تسويق مصر بالطريقة البلدي السائدة توصل إلى عكس النتائج المرجوة، فهل من إعادة نظر؟
لا بد أن نعرف أن تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية فشل مصري، مع أن هناك دولا أخرى صنفتهم كذلك ونجحت، الفارق يكمن في الإرادة. وأعرف الإجابات الجاهزة على هذا المقال.
لا الخطاب في نيويورك نجح في رسم صورة جديدة لمصر، ولا دعاية رجال الأعمال، ولكن هنا لا بد أن نسأل: أين الخطأ؟ (what went wrong).
الخطأ يكمن فيما يسميه العرب الآن، بـ«تلك الفجوة بين أهل الخبرة وأهل الثقة».
أمام القاهرة الكثير كي تتعلمه لتسويق صورة مصر في الخارج، فمعظم من في المشهد الآن، عندما يذهبون إلى نيويورك أو لندن، لا يتحدثون للخارج، بل يتحدثون للقاهرة، يريدون إحراز نقاط في الداخل وليس الخارج للحفاظ على وظائفهم.
ما قالته الـ«نيويورك تايمز» خطير، ومن يحاول أن يجعله يمر هكذا مرور الكرام مجرم في حق مصر وشعبها.
على القيادة المصرية أن تأخذ الموضوع بجدية، وتبحث الأمر، فهذه أول طلقة في حملة خطيرة تبعاتها أخطر بكثير مما يتصور البعض. رأي الـ«نيويورك تايمز» ليس مجرد رأي صحيفة، بل إشارة لصورة خطيرة تتشكل، لا أعتقد أننا قادرون على دفع فاتورة ثمنها.
  

Tuesday, October 7, 2014

مقالة خطيرة فى «نيويورك تايمز» بقلم د. محمد أبوالغار ٧/ ١٠/ ٢٠١٤

«نيويورك تايمز»، فى عددها الأسبوعى، يوم الأحد الماضى، مقالة خطيرة عن مصر والمعونة العسكرية، وعلينا جميعاً أن نكون منتبهين لما يحدث فى أمريكا. المقالة مهمة لأنها نُشرت فى أهم صحيفة فى العالم، وأقواها تأثيراً على صاحب القرار الأمريكى فى البيت الأبيض وفى الكونجرس. وخطورة المقالة أنها ليست بقلم محرر أو صاحب رأى، ولكنها بقلم مجلس تحرير الجريدة، وهو ما يعنى أن هذا هو خط الصحيفة بكل كتابها ومحرريها.
وتتهم الصحيفة الرئيس الأمريكى بعدم القدرة على اتخاذ قرار بتخفيض المعونة العسكرية إلى مصر، وتقول صراحة إن ما حدث فى يوليو ٢٠١٣ كان انقلاباً عسكرياً قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولم تذكر الصحيفة شيئاً عن الثورة الشعبية غير المسبوقة على حكم الإخوان ونزول الملايين إلى الشوارع للخلاص منهم، ولم تكن هناك فرصة للجيش لعمل أى شىء بدون هذا الحراك الشعبى الضخم الذى سانده الجيش.
وتتهم المقالة النظام الحاكم فى مصر بأنه قام بسجن الإخوان المسلمين، وبالتالى سوف يقوم بتحويلهم إلى إرهابيين مثلما حدث فى العراق وسوريا.
ولم تذكر الصحيفة أن هذه الجماعة تاريخياً وحالياً هى جماعة سياسية، ولكن الإرهاب إحدى أدواتها وجناحها العسكرى، وهذا موثق تاريخياً. ولم يفكر المحررون أن كل ما يحدث من إرهاب وتطرف فى سوريا والعراق وسيناء أصله جماعة الإخوان المسلمين متعددة الأوجه، ولا ينسى أى مصرى الرئيس السابق مرسى فى احتفاله فى الاستاد، رافعاً يديه مع قتلة السادات وآخرين بكل فخر.
واتهمت المقالة الجيش المصرى باستخدام الدبابات الأمريكية فى قذف المدنيين فى مناطق كثيفة السكان، وهو أمر لم يحدث، واستخدامه الدبابات فى سيناء هو للتخلص من العصابات الإرهابية.
وتتهم المقالة انتخابات الرئيس السيسى بأنها مزورة، وهو أمر غير حقيقى، ولنعد إلى تقرير الاتحاد الأوروبى، الذى أقر بصحة الانتخابات، لكنه أدان حرية الدعاية المفرطة للسيسى، ومنعها عن المرشح المنافس، وهو أمر سيئ بسبب غباء بعض الإعلاميين، ولو تُرك الأمر مفتوحاً لما غير فى النتيجة شيئاً.
وأدانت المقالة ما جاء فى خطاب السيسى فى الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان والحريات لأنه غير حقيقى. وهنا أعتقد أن على الرئيس السيسى أن يستمع إلى وجهات نظر مختلفة وليس فقط الجهات الأمنية، لأن عدم تعديل قانون التظاهر واستمرار الحبس الاحتياطى لأعداد كبيرة من الشباب، ومشاريع قوانين تؤثر على الحياة المدنية، مثل الجامعة والجمعيات الأهلية والتضييق على الصحفيين وسجن بعضهم، كل هذه الأشياء نقاط ضعف فى نظام السيسى، وهى تضر به وبشرعيته ولن تفيده بشىء، وإنما سوف تفيد رجال الأمن فقط.
وأخيراً تطالب المقالة وزير الخارجية الأمريكى بأن يقف أمام تسليم الأسلحة لمصر إلا بشروط، وتريد إلغاء نظام الأفضلية الموجود لصالح إسرائيل ومصر.
علينا أن ندافع عن مصر أمام الهجمة الإرهابية ونحمى حدودنا، وعلينا أن نوقف أى اعتداءات على المسيرة الديمقراطية، ليس إرضاءً لأمريكا، وإنما لنشعر بأننا مواطنون لدولة محترمة تحترم الإنسان وحقوقه.