Translate

Saturday, May 31, 2014

جمال الجمل لينكون والحمار وأحمد موسى جريدة التحرير 31/5/2014

«نحن على حافة العالم الآن، ومصير كرامة الإنسان بين أيدينا، الدماء سفكت من أجل هذه اللحظة، وأنتم تصرخون وتتلاسنون وتتشاجرون حول أمور تافهة مثل الباعة الجائلين فى سوق شعبية، أدركوا ما هو أمامكم، أدركوا هذا الآن، وفورا، وإلا فإنكم تهددون مستقبل هذه الأمة».
(هذه صرخة الرئيس الأمريكى أبراهام لينكون فى أعضاء مجلس النواب فى أثناء جلسة التصويت على طلبه بتعديل الدستور من أجل المساواة وإنهاء الرق).
لا توجد مناسبة تقليدية للكتابة عن لينكون، لكنه أكثر شخصية تعجبنى من بين رؤساء أمريكا، ليس فقط بسبب شجاعته فى مواجهة الحرب الأهلية، ونضاله من أجل وحدة أمريكا وعدم تقسيمها بين شمال وجنوب، ولا بسبب جرأته فى إعلان تحرير العبيد، ولكن بسبب شغفه بالحكايات «اللى من غير مناسبة»، فرئيس المشكلات والأزمات لديه قدرة عجيبة على الخروج من الموضوعات الخطيرة التى يطرحها عليه كبار المسؤولين فى إدارته، أو من جانب المعارضة، حيث يقطع الحوار ليحكى قصة طريفة تبدو لأول وهلة أنها بعيدة تماما عن الموضوع الساخن المطروح للنقاش، لكن يتضح مدى تأثيرها وارتباطها بالقضية!
وقصة الحمار، من أشهر الحكايات التى قامت «وما زالت تقوم» عليها السياسة الأمريكية حتى الآن، ففى أثناء انهماك النواب فى النقاش الساخن عن الحرب، وموقف الزنوج المجندين، أسرفت الكتلة المعارضة فى التخوف من مخاطر المساواة، وقدمت افتراضات كثيرة لإثبات جدية تخوفها، وفجأة وجه لينكون سؤالا للجميع: لو افترضنا أن ذيل الحمار قدم، فعندئذ يصبح للحمار كم قدم؟
أجاب النواب بحسبة سريعة وواثقة: 5 أقدام..
قال لينكون بهدوئه المعتاد، هذا أكبر خطأ، لأن افتراضاتنا لا تغير من الأمر الواقع شيئا.
وبهذه البرجماتية العاقلة نجح لينكون فى تمرير تعديل المادة 13، التى أرست مبدأ المواطنة والمساواة فى المجتمع الذى وصفه الأمريكان أنفسهم، بأنه «أمة من المهجرين»، و«أمة من الغنم»، و«مستودع الجنسيات المتنافرة».
فى نفس الجلسة كان أحد الديمقراطيين المعترضين يصرخ محرضا المجلس على رفض مشروع لينكون، لأنه سيقلب الأوضاع وينتقص من حقوق السادة البيض لصالح العبيد، ووجه سؤالا محرجا للرئيس: هل تطالب بالمساواة بيننا وبين هذا الحارس الزنجى كريه الرائحة؟
كان السؤال أشبه بفخ، يثير الغضب فى مجلس من البيض المؤيدين لاستمرار التفرقة مع السود حفاظا على امتيازاتهم، لكن لينكون أجاب بهدوء حاسم: لا أؤمن بالمساواة فى كل الأشياء، فهناك فروق بين الطويل والقصير، والنحيف والبدين، لكننى أطالبكم فقط بالموافقة على المساواة أمام القانون.
حاول كثيرون إثناء لينكون عن تعديل الدستور، لإقرار مبدأ المساواة فى المواطنة، بتكرار الحديث عن عدم امتلاكه نسبة الثلثين فى الكونجرس، وأمام هذه اللغة اليائسة المتكررة، حكى لينكون هذه الحكاية: «كنت أعرف صديقا لديه ببغاء، يُوقظه كل صباح على جملة كئيبة يكررها دوما: اليوم هو نهاية العالم، كما تنبأ الكتاب المقدس.
وكان صديقى يصبر على ببغائه الكئيب اليائس حتى يفهم أن العالم لم ينته، وأن نبوءاته ليست إلا وهما يسكن عقله هو، لكن الببغاء استمر دون فهم لما يقول، وذات يوم استيقظ صديقى متفائلا، وفوجئ بالببغاء يكرر نفس الجملة: اليوم هو نهاية العالم، فسحب مسدسه، وأطلق عليه النار، وعندما سألته لماذا فعلت هذا؟
قال: لسببين، أولهما من أجل السلام والهدوء، والثانى أننى أردت أن أحقق نبوءة الكتاب المقدس، فجعلت اليوم هو نهاية العالم بالنسبة للببغاء».
يقال إن لينكون كانت لديه عادة يومية وهى شراء جهاز تليفزيون صغير، يلقيه فى التواليت ويشد السيفون، وعندما سألوه: لماذا تفعل ذلك؟
قال: احتجاج رمزى على ظهور إعلاميين مثل أحمد موسى وعمرو أديب وتوفيق عكاشة.
تنبه أحد المستمعين، وأقسم أن الحكاية كاذبة لسببين، أولهما أن التليفزيون لم يكن قد ظهر أيام لينكون، وثانيهما أنه لا يمكن أن يتخيل أبراهام ولا أى عاقل أن يصبح مثل هؤلاء إعلاميين.
وقبل أن يموت لينكون كمدا أمام الشاشة قال: هذا «الخبل» أكبر دليل على غباء النواب الذين ساعدوا «الذيل الافتراضية» لتصبح «قدما»!
فاصل ونواصل.

حلم لاح لعين الساهر! بقلم د. وسيم السيسى ٣١/ ٥/ ٢٠١٤


أعطنى الناى وغنى فالغنا سر الوجود، وهذه الملايين التى نزلت كثريات الذهب.. ترسم لوحة للخلود!
كان كل صوت من هذه الملايين بآلاف الأصوات.. كانت أصواتاً كسلوك الذهب، أصواتاً ليست مدهونة بزيت أو مرشوشة بسكر، أصواتاً لا تباع ولا تشترى، ولا تشحن فى سيارات نقل كالأنعام!.. أصواتاً من حناجر ذهبية أحبالها الصوتية من ياقوت ومرجان!
أصواتاً لم تمر على أصحابها كراتين السمن، ولا ظروف المال، بل حلم لاح لها فى ٣٠/٦، فتشبثت به، وأرادت أن تصل عظمة الماضى بيمن المستقبل!
وفجأة وجدنا أنفسنا فى رياض، نضر الله ثراها، وسقى من كرم النيل رباها، فأتى إليها الفجر فطواها بين أفراح الضياء الغامر! ألف مبروك علينا.. هذا الشعب العبقرى الذى قهر الزمانا!
هتف الداعى ونادى بالجهاد
أى بشرى يوم نادى بالنفير
نحن شعب حكم الدنيا وساد «أصبح سيداً» ونما والدهر فى المهد قديم!
وألف مبروك علينا من أحببنا وأحببناه، غير العالم، وسهل عليه أن يغير مصر!
ألف مبروك علينا جيشنا العظيم.. الذى تحمل من العقوق والنكران الكثير!.. أذكر طفلاً صغيراً.. ثلاث سنوات.. أجريت له جراحة أنقذت بها حياته، وبعد شفائه رآنى.. فقال لى: يا ابن الكلب!
هذا ما حدث مع جيشنا العظيم من حفنة غبية جاهلة لم تقرأ فى حياتها كتاباً.. مرتشية بأموال أمريكية قطرية تركية إخوانية.. حفنة من الصبية الرعاع يرددون كلمات كالببغاوات! ينطبق عليهم قول أمير الشعراء:
ملأوا الجو هتافاً بحياة قاتليه
فياله من ببغاء عقله فى أذنيه!
دعونا منهم.. فمصيرهم مثل مصير كل الجماعات الإرهابية!. أين الألوية الحمراء فى إيطاليا؟! أين الماينهوف فى ألمانيا؟ أين الكوللاس كلان فى أمريكا؟ كلهم ذهبوا لعالم العدم والنسيان!
بل أين التكفير والهجرة؟ الجهاد؟ فقاعات ظهرت واختفت ولا أحد يأخذ من التاريخ عبرة ودرساً!
حين أصبح إبراهام لنكولن رئيساً.
حدث الآتى:
قال لزوجته: انتصرت اليوم على منافسى وعدوى!
سألته: هل اعتقلته؟!
قال: بل زرته فى منزله، فقتلت العداء الساكن فيه، وحولته إلى صديق!
أتمنى لو أن رئيسنا المحبوب المشير عبدالفتاح السيسى يزور الأستاذ حمدين صباحى.. خصوصاً أنه كان منافساً شريفاً، أعطى معنا للعالم صورة رائعة قال عنها الشاعر:
يتنازعون الفوز فيما بينهم وقلوبهم خلو من الأضغان. «الكراهية».

يا بهيه - ماجدة الرومي وأغنية جديدة لمصر الحرة العربية - حصرياً

Tuesday, May 27, 2014

أم كلثوم - على باب مصر تدق الأكف

حزب الكنبة ومستقبل الديمقراطية بقلم د. محمد أبوالغار ٢٧/ ٥/ ٢٠١٤

عند نشر هذه المقالة ستكون الانتخابات الرئاسية قد تشكلت ملامحها النهائية، وأصبح واضحاً أن السيسى سيفوز بأغلبية كبيرة.
هناك تيار كبير يؤيد السيسى بقيادة أعضاء حزب الكنبة ومجموعات من رجال الأعمال والكثير من الوجوه الناصرية وطوائف أخرى مختلفة. الحزب الأكبر هو رجال وسيدات الكنبة، وأريد أن أتحدث مع أعضاء هذا الحزب الكبير المهم الذى عليه واجب وطنى كبير ليكمل المسيرة، فبينما كان يرى مصر تضيع وتنهب وتسرق ثرواتها أيام مبارك وهو يتفرج من بعيد وكأن هذا بلد آخر وشعب آخر. وبعد ٢٥ يناير شعر أعضاء الكنبة بالقلق والخوف من الذين أقلقوا مزاجهم وتسببوا فى إزعاجهم وعدم قدرتهم على الحياة فى هدوء أعصاب بعيداً عن أحداث الوطن فى ظل ثورة تعددت مراحلها ولم تبد لها نهاية. وخاف الكثيرون على وضعهم الاقتصادى والاجتماعى بدرجات مختلفة، فهناك الكنبة الكبيرة والصغيرة والكنب العالى والكنب الرخيص، وهناك أيضا الدكة الخشبية البسيطة.
وقد تحرك حزب الكنبة بجميع درجاته وهو الذى لم يبد أى اهتمام بالتصويت فى الانتخابات فى الماضى حين جاءت اللحظة الحاسمة، وحين شعر الشعب المصرى كله أنه على وشك أن يفقد هويته المستمرة منذ آلاف السنوات، فانتفض أبناء الكنبة مع الملايين من الشعب المصرى فى مظاهرات حاسمة طردت الإخوان فى ٣٠ يونيو، وقد اعتبرت أن خروج حزب الكنبة من مقعده فى مصرهو من أكبر الحركات الإيجابية فى العصر الحديث، ولو استمرت وتوحدت لتمكن الصوت المدنى من اكتساح جميع الانتخابات المصرية المقبلة ولانتهت حكاية غزوة الصناديق بالإسلاميين إلى الأبد.
ولكن يبدو أن اندحار الإخوان كان له أثر سلبى على حزب الكنبة؛ فالكثير منهم قد شعروا بالاطمئنان بعد زوال الإخوان، وبعضهم انسحب من النشاط السياسى، والبعض انسحب من الأحزاب التى شاركوا فيها، والأغلبية العظمى من حزب الكنبة تؤيد السيسى، وقد وقعت له على شيك على بياض؛ لأنها تعتبر أن مجهودها السياسى قد وصل إلى خط النهاية وأن نفسها قد انقطع. ما أطلبه من هذا الحزب العظيم أن يتسمر فى الدفاع عن الوطن وعن هوية مصر. حين يعمل السيسى يجب أن نساعده ونقف وراءه، وإذا استمع لزبانية الفساد فعلينا تحذيره، وإذا حدثت أخطاء فيجب أن نحاول إصلاحها ونتحدث عنها حتى لا تكبر. أريد منكم أن تطالبوا بحقوقكم وأولها الحرية والديمقراطية حتى نستطيع أن نحقق السلام الاجتماعى ويتقدم الوطن. لن نقبل أن يظلم مصرى أو تُحرق كنيسة أو لا يتساوى جميع المصريين من سيدات ورجال، مسيحيين ومسلمين وشبابا وشيوخا.
أعزائى أعضاء حزب الكنبة، مصر أمامها طريق طويل وأنتم يجب أن تكملوا المسيرة وتراقبوا الموقف، استمروا فى عملكم السياسى والدفاع عن الوطن فأنتم أمل مصر.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

Monday, May 26, 2014

من بن لادن إلى بيل كلينتون «٥» بقلم د. مراد وهبة ٢٦/ ٥/ ٢٠١٤

ماذا فعل بن لادن بفتوى سيد قطب التى أعلن فيها طبيعة العلاقة بين المسلم والدولة العلمانية سواء كانت فى الغرب أو فى العالم الإسلامى. وكانت فتواه تساوى بين الدولة العلمانية والجاهلية، الأمر الذى يلزم منه ضرورة محاربة العلمانية للقضاء عليها؟
التزم بن لادن بالفتوى واستقر فى أفغانستان فى صيف ١٩٩٦. ومن هناك أعلن الحرب على أمريكا لطردها من شبه الجزيرة العربية. وكان من رأى بن لادن أن ذلك الطرد هو أحد مكونات القتال الكوكبى بين أمريكا وحلفائها من جهة، والعالم الإسلامى من جهة أخرى.
وفى سبتمبر من عام ١٩٩٧ اتسعت دائرة الجهاد، إذ نظمت المخابرات الإيرانية مؤتمراً دعت إليه القيادات الإرهابية من مختلف أنحاء العالم تحت غطاء الاحتفال بالذكرى السنوية للحرب بين إيران والعراق. وكان من بين المشاركين أيمن الظواهرى نائب بن لادن وأحمد جبريل زعيم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وثلاث قيادات من حزب الله. وقرر المشاركون أن يكون من مهام الإرهابيين الهجوم على البعثات الدبلوماسية والتجارية الأمريكية والغربية. وإثر ذلك أسس بن لادن «مجلس حرب» فى أفغانستان من كبار القيادات الإسلامية الدولية، وكلف أيمن الظواهرى ومَنْ معه من المصريين الأفغان بتنفيذ عمليات يكون من شأنها إسقاط نظام مبارك. وفى ١٧ نوفمبر ١٩٩٧ نفذت قوات الظواهرى مذبحة الأقصر حيث قُتل سبعون سائحاً أوروبياً وجُرح أكثر من مائتى سائح. إلا أن أمريكا لم تعلن إلا جزءاً من الحقيقة وهو أن عدوها الأول هو التطرف الإسلامى، أما الجزء الآخر فقد أخفته وهو أن تدمير أمريكا لن يتم إلا بأيدى المسلمين. وهنا قرر الرئيس الأمريكى بيل كلينتون إجراء مباحثات بين أيمن الظواهرى وممثل عن المخابرات الأمريكية اسمه «أبو عمر الأمريكى» تم الاتفاق فيها على أن أمريكا لن تمنع الإسلاميين من الاستيلاء على السلطة فى مصر إذا امتنع المسلمون المجاهدون عن مهاجمة الجيش الأمريكى فى البوسنة والهرسك. وقد كان، إذ قدم ممثل المخابرات الأمريكية خمسين مليوناً من الدولارات إلى الجمعيات الإسلامية الخيرية فى مصر. وبعد ذلك أصبح الرئيس السابق مبارك على يقين من أن مستقبله مرهون بالتحالف مع إيران استعداداً للتصادم مع إسرائيل. وفى إطار هذا التحالف يمكن لمصر أن تكون لها القيادة فى العالمين العربى والإسلامى، ومن ثم يمتنع سقوط نظامه.
ومع بداية عام ١٩٩٨ بدأ تعاون أمريكا مع الإسلاميين وانجرفت مصر نحو القيادة الجهادية للعالم الإسلامى. وفى بداية فبراير من ذلك العام تم التعاون الاستراتيجى بين العراق وإيران وسوريا ومصر، ومن ثم بدأت إيران فى تحريض جيرانها على التعاون معها. ولم تفلت مصر من هذا التحريض. ففى ١٣ فبراير من ذلك العام تظاهر ما يقرب من سبعة آلاف طالب فى جامعة الأزهر مطالبين بالجهاد ضد أمريكا بسبب تهديدها للعراق وكان الهتاف السائد «لا إله إلا الله بيل كلينتون عدو الله». وإثر ذلك بدأت الدعوة إلى تشكيل حكومة إسلامية فى مصر. وفى ٧ أغسطس من نفس ذلك العام انفجرت قنبلتان أمام السفارة الأمريكية بنيروبى عاصمة كينيا وبدار السلام عاصمة تنزانيا، وقد تم هذا الانفجار بقرار من بن لادن تهديداً لبيل كلينتون، الذى امتنع، فيما بعد، عن مواجهة الإسلاميين فى باكستان. إلا أن هؤلاء امتنعوا عن التعاون معه كما امتنعت المخابرات الباكستانية لأنها كانت على وعى بأن تعاونها مع أمريكا من شأنه أن يدفع إلى «الدخول فى حالة حرب» مع الإسلاميين الجهاديين.

طوابير بعضها وراء بعض بقلم د. يحيى الجمل ٢٦/ ٥/ ٢٠١٤

الذى يسير فى أى شارع من شوارع القاهرة يرى طوال الطريق لافتات متشابهة فى مضمونها تؤيد المرشح الرئاسى المشير السيسى، ولكن اللافت للنظر فى هذه اللافتات أنها جميعاً – باستثناء واحدة سأذكرها فيما بعد – تجرى بنفس الصيغة: فلان الفلانى رئيس الحزب الفلانى يؤيد المشير السيسى.
وأزعم أن هناك أكثر من خمسين لافتة بنفس الصيغة، وأنا واثق أن كل حزب من الأحزاب التى تعلن تأييد المشير أكبرها – على أحسن الفروض – لا يزيد على عشرين شخصا ومنها من لا يتجاوز عدد أعضائه خمسة أشخاص. وأن المقصود من هذه الإعلانات هو الدعاية لهذه الأحزاب قبل الدعاية للسيسى. ماذا كان يضير هذه الأحزاب لو كانت أحزاباً حقيقية وتبتغى المصلحة العامة أن ينضم بعضها إلى بعض إذا كانت الأسس والأهداف بينها متقاربة. ولكنها فى الواقع ليست أحزاباً إلا على الورق ولا معنى لها. طبعاً قد يكون التعميم فيه قدر من الخطأ – هذا جائز – ولكن الأغلبية من هذه الأحزاب لا معنى لها ولا طعم ولا تخدم قضية الديمقراطية من قريب أو من بعيد.
الاستثناء الوحيد الذى لفت نظرى وأعجبت به حقاً هو إعلان لم يذكر فيه صاحبه اسمه ولم يذكر أنه يعبر عن حزب من الأحزاب وإنما كتب عبارة واحدة «كان الله فى عونك».
هذا رجل صادق يعرف أن المرحلة القادمة مرحلة صعبة وثقيلة الأعباء، وكان الله فى عون من سيحملها على كتفه ويعبر بها نحو المستقبل.
إن مصر منذ أربعين سنة على الأقل تتراكم مشاكلها وأعباؤها ولا أحد يفكر فى حل ناجز لها أو على الأقل فى بداية الحل.
الناس للأسف تتصور أن الرئيس القادم بيده عصا موسى، وأنه سيلقى عصاه فإذا بها تلتهم المشاكل التهاما، وتتخلص مصر من كل مشاكلها، ما كان أهون الأمر لو كان على هذه البساطة، ولكن الأمر للأسف الشديد أكثر تعقيداً وأكثر تشعباً وتشابكاً.
إن مصر محتاجة إلى تخطيط علمى تواجه به مشاكلها على مدى سنوات قادمة، فالأمر ليس أمر شهر أو شهرين أو حتى عام أو عامين.
ذكرت أكثر من مرة – ولا مانع من إعادة التذكير – أن كثيرا من زعماء أوروبا الشرقية بعد انحلال الاتحاد السوفيتى وأخذها مصائرها فى يدها كانوا يقولون إنكم لو تصورتم أن مرحلتكم الانتقالية من التخلف إلى التقدم ومن الديكتاتورية إلى الديمقراطية ستسغرق عاما أو عامين فإنكم إذن لمن الواهمين.
إننا كنا جزءًا من أوروبا وكانت أوروبا الغربية حريصة على مساعدتنا، ومع ذلك فقد أخذ بعضنا خمس سنوات أو حتى عشر سنوات إلى أن بدأ يضع قدميه على طريق الحل السليم. ولم يكن عندنا شبح التخلف الدينى الذى كان قد انتهى منذ قرون عندما انفصلت الكنيسة عن الدولة. وليس هذا هو الحال عندكم. كثير من جماهيركم تخلط بين الدين والسياسة، والخلط بين الدين وهو يقوم على اليقين المطلق والسياسة وهى تقوم على المصالح المتغيرة هو خلط يؤذى الدين، ويؤذى السياسة فى آن واحد. ثم تلقيت صدمة النتيجة التى كان يريد أن ينتهى إليها هؤلاء بالنسبة لنا. قالوا لى إن أمامكم على الأقل خمسة وعشرين عاما حتى تكملوا المرحلة الانتقالية وحتى تواجهوا مشاكلكم المتعددة المتراكمة. وصدمتنى مدة الخمسة والعشرين عاما فى بداية الأمر، ولكنى عندما هدأت وفكرت قلت وما هى الخمسة والعشرون عاما فى حياة الشعوب، خاصة إذا كان شعبا عاصر التاريخ منذ كان التاريخ كما هو الحال بالنسبة للشعب المصرى. إن خمسة وعشرين عاما تستغرق عمر الفرد – أو على الأقل الفترة الناضجة فى عمره – ولكنها بالنسبة للشعوب العريقة صانعة التاريخ ليست إلا لمحة من لمحات الزمن.
وقد صدق ما يقوله هؤلاء الأصدقاء. لقد أزحنا حكم مبارك بثورة الخامس والعشرين من يناير. وأزحنا حكم الإخوان المسلمين بعد ثورة ٣٠ يونيو. هذا وإن كان البعض من هؤلاء وهؤلاء مازالوا يكابرون ويحاولون أن يفرضوا أنفسهم على ساحة العمل السياسى.
إن ذلك لن يكون. حقيقة لن يكون أمراً سهلاً خاصة فى ظل غياب أحزاب مدنية مؤمنة بالديمقراطية إيماناً حقيقياً. والديمقراطية تعنى أول ما تعنيه وجود تعددية سياسية حقيقية وإدراكاً أن جوهر الديمقراطية وفى مقدمتها تداول السلطة وعدم بقائها فى يد حاكم واحد أو مجموعة واحدة مدة طويلة. السلطة فى ذاتها مفسدة وكلما طالت زادت مفاسدها، خاصة إذا كانت جذور التخلف ضاربة فى نخاع المجتمع. ومع ذلك فإن إيمانى بأن مصر ستعود إلى مكانتها فى عالمها العربى وفى الشرق الأوسط كله هو إيمان لا يتزعزع.
إن المرشح الرئاسى الذى تشير كل الدلائل على أنه قادم بإذن الله لديه تفكير واع ولديه خطط مدروسة للمشاكل المتراكمة ولديه إيمان كامل بالشعب المصرى وبقدرة هذا الشعب على الرغبة فى أن يعمل بجدية وإخلاص.
أمامنا رجل مؤمن بالله إيمانا بسيطا ومؤمن بالشعب إيمانا حقيقيا، ويدعونا جميعاً أن نكون معه. وسنكون بإذن الله مع مصر ومعه. مصر التى فى خاطرى وفى دمى وفى كل نبضة من نبضات قلبى.
كل ما أطلبه أن يستعين بذوى الخبرة من أهل العلم. ومصر مليئة بأهل العلم المخلصين الذين يريدون لها الخلاص من مأزقها الراهن وإن شاء الله ستتمكن من ذلك. وأن يبتعد عن المنافقين أصحاب الأغراض والأهواء.
إن هذا شعب حيّ. شعب صانع للحضارات وهو قادر على أن يعبر هذه المرحلة الصعبة بإذن الله.

Saturday, May 24, 2014

فيلم بحلم لساندرا نشأت DVD

فيلم بحلم لساندرا نشأت DVD

العقل الجمعى متخلف عن العقل الفردى لهؤلاء الرواد بقلم د. وسيم السيسى ٢٤/ ٥/ ٢٠١٤

لماذا يحكم على سقراط بالإعدام وهو الفيلسوف العظيم، وعلى توماس مور صاحب اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة، وعلى برونو بالحرق لأنه قال إن الأرض ليست مركز الكون، وكوبرنيكس، وجاليليو كذلك؟! لماذا يطرد فولتير من فدلينيا، ونصر حامد أبوزيد من مصر؟ لماذا يقتل فرج فودة، وهو الذى نبهنا إلى ما نحن فيه الآن بكتابه «قبل السقوط» ١٩٨١؟! ذلك لأن الرواد يقرأون المستقبل فيصطدمون بالحاضر المتخلف، وهذا يفسر الهجوم عليهم فى الحاضر، ثم تكريمهم بعد ذلك!
قرأت قواتنا المسلحة المستقبل المظلم الكارثى لمصر فى حكم الإخوان، كما قرأت المخزون الحضارى لغالبية الشعب المصرى، فهب الاثنان فى ٣٠/٦، ٣/٧ لإنقاذ مصر من ثقب فلكى أسود يلتهم الكواكب بل المجموعات الشمسية!
وبدلا من أن نحس بالامتنان والحب للمؤسسة التى أنقذتنا من وحوش الخارج والداخل الذين كانوا يخططون لمصر أن تكون مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان حتى تعيش إسرائيل فى سلام، ونهدم بعضنا بعضاً! نجد من أصحاب الأعمدة أو الإعلاميين أو المأجورين أو الأغبياء المغيبين، من يهاجم من أنقذهم وجعلهم يعيشون فى نور بعد ظلمة، وأمان بعد رعب وخوف!
لا تبتئس يا جيشنا العظيم.. لقد صلبوا المسيح، حاربوا محمداً، وقتلوا غاندى!
ابن جرير الطبرى صاحب أعظم تفسير للقرآن الكريم، قذفوا باب داره بالحجارة، حتى سدوه، فمات الطبرى حزناً وكمدا على جهل شعبه، قبل أن يموت جوعاً وعطشاً!
حتى ابن رشد.. حرقوا كتبه، وكاد أن يقتل لولا نفيه فى مدينة لليهود، فمات ابن رشد وسطنا، وعاش فى أوروبا بفكره وفلسفته!
حتى الشيخ محمد عبده.. كفروه لأنه قال: لبس القبعة ليس حراماً! والشيخ على عبدالرازق.. عزلوه لأنه وقف ضد الملك فؤاد فى موضوع الخلافة!
واليوم نحن نكرم هؤلاء الرواد! وتفسير ذلك بسيط جداً: العقل الجمعى متخلف عن العقل الفردى لهؤلاء الرواد! لذا قال برناردشو: سر الفشل هو محاولة إرضاء كل الناس!
وإنى لأعجب أشد العجب من هؤلاء الذين يقتلون من أنقذهم، ويهدمون بلداً رباهم وكبرهم ويشتمون من أعاد لهم كرامتهم!
فهل كانوا يريدون أن نكون ولاية لتركيا؟ أو خدماً لإسرائيل، أو جالية مصرية فى بلدنا مصر، من أنتم وأى جمجمة خربانة تخرج منها أفكاركم؟!
وأنتم يا من تلعبون على الحبلين، وكلماتكم المعسولة المسمومة فى الإعلام والصحافة، أفيقوا فنحن نعرفكم تماماً!
وأنت أيها الشعب المحتل منذ ٢٥٠٠ سنة باستثناء بضع عشرات من السنين.. آن الأوان أن تنزل وترد الجميل لمن أنقذك من نهابة لم يكن لها نهاية، وفناء ما بعده فناء!
وأنت يا جيشى العظيم.. أهديك كلمات توماس جيفرسون:
قد يغلب الباطل الحق فى بعض الأحيان، ولكن تبقى للحق ميزته الكبرى التى ينفرد بها، إذ يجعل من أصحابه رواداً للتنوير ومصابيح للتاريخ.


Friday, May 23, 2014

فككوا م الخنقة دى بقلم إسعاد يونس ٢٣/ ٥/ ٢٠١٤

■ حسين ما اتكلمش يا ولاد؟.. لا أحد يرد.. يبدون منشغلين بالعمل.. فنحن نسجل فى الاستوديو حلقة الأسبوع القادم فى نفس توقيت إذاعة حلقة الأسبوع الحالى.. أدخل إلى البلاتوه وأستغرق فى تصوير الفقرة، وعندما أخرج أعاود السؤال «حسين ما اتكلمش؟.. زمان الحلقة بتتذاع وزمانه شاف فقرته».. لا أحد يرد.. أبحث عن كومبيوتر أو آى باد لأتابع ردود فعل الحلقة.. غريبة.. لا شىء يعمل.. لا الكومبيوتر ولا الآى باد ولا التليفونات.. وكأننا فجأة فى صحراء بلا أى وسائل اتصال ولا شبكة ولا شىء.. فأدخل مرة أخرى لأواصل العمل.
■ المكان ملىء بالضيوف.. أعداد كبيرة.. لهذا لم ألاحظ ما كان مرتسما على الوجوه.. الآن انتهت الفقرات وانصرف الضيوف وأصبح الاستوديو خاليا إلا منى وفريق العمل.. بدأت أستشعر حالة من الصمت الغير طبيعى.. الوجوه منكسة ولا صوت يصدر من أحد.. لا هزار كالمعتاد ولا جد.. صمت كصمت القبور..
■ اجتمع الولاد حولى وقد بدت فى عيونهم دموع.. حسين الإمام ذهب ليلقى وجه رب كريم.. بدا الخبر غريبا.. كان هنا معى منذ أسبوع.. يلقى بدعاباته ويعزف على جيتاره ويتذكر معى أجمل الأيام.. كنت أشتاق إليه كما أشتاق لكل أصحابى رفاق الرحلة.. ووعدنى ألا يبتعد مرة أخرى.. فنحن نحتاج إلى بعضنا البعض.. كل الرفاق يشتاقون للقاء واستعادة كل ما كان جميلا فى حياتنا فى هذا البلد.. ولكنه ذهب.. وأخفى الولاد عنى كل وسائل المعرفة حتى أنتهى من العمل.. كانوا يعلمون مدى معزّة حسين الإمام عندى.. والذى لا يعرفه الكثيرون أنه كان عزيزا على كل من عرفه.. فقد كان خلوقا مسالما صاحب فلسفة وحكمة.. كان دائما ما يردد أننا جئنا فى هذه الدنيا لنصنع الجمال والسلام.. وأن لدينا فى تكويناتنا نقاط للتنوير دورها أن تشع دفئا ومحبة فقط.. كان يدير ظهره لكل قبح فى السلوك أو النفوس أو المجتمع.. ينصرف بعيدا فى هدوء معلنا رفضه لأى رداءة.. ولذلك آثر أن يبتعد فى الفترة الأخيرة، وفضل أن ينتظر حتى يعود الناس إلى رشدهم ويتوقفوا عن نهش بعضهم البعض..
■ العمر مكتوب باللحظة والثانية.. والحمد لله أن حسين رحل فى هدوء بلا معاناة أو مرض.. عاد ليحتضن الناس بلقائه معى ويلقى عليهم تحيته الأخيرة.. ثم ذهب ليرقد فى سلام.. فسلام عليك يا صاحبى.. وإلى لقاء..
■ الست منى البحيرى ست مصرية بسيطة دأبت على النزول للشارع لتهتف ضد مرسى والإخوان وحبت تعبر عن مشاعرها وتوصل رسالة لباراك أوباما.. لبست طرحتها الخضرا ونزلت ترفع العلم المصرى وتهتف ضده.. اختارت تكلمه بلغته مع اختلاف السرعات.. فرزعته خطبة عصماء أشك أنه ممكن يفهم منها غير اسمه.. وعلى قد العلام قالتله شوية بليظ وشاطب يوم ماوس وإسطوب طو هيلب زا موزلمز براظرظ هود بيكوظ تريتورز جروب.. هواى ديد يو أوباما طو هيلب زا براظرظهود؟.. هواى هواى؟.. آر يو فورجيت زا إيليفين اوف زبتمبر؟.. وى آر إيجيبشيان.. وى آر دونت نيض إينى هيلب فروم أوباما..
■ لحد هنا وحلو الكلام.. الناس احتفوا بيها وجابوها فى البرامج.. والست صادقة جدا وبتدافع عن قضيتها بمنتهى الحماس غير مدركة طبعا إن الإنجليزى اللى بالكوارع ده حايتحول بعد كده إلى دعابة وموضوع للهزار.. لأن كل واحد يجيبها يقولها قولى الشويتين قال يعنى معجب بكفاحها فتقوم منطلقة فى موال بليظ وشاطب وكده..
■ إيه بقى اللى يخللى الست دى توصل للمنتدى الثقافى العربى فى دبى؟؟؟.. تظهر هناك وسط لفيف من الإعلاميين العرب ووفد مصر برئاسة رئيس الوزرا ونقيب الصحفيين وشوية أساتذة جهابذة؟؟؟.. إيه الفكرة؟؟.. إيه الهدف من وجودها هناك؟.. إيه المراد من كونها تصبح النمرة الضاحكة فى المنتدى ويلقطها كل واحد شوية يستعرض الخطاب اللى بالعكاوى ده ويتصور معاها ويحط الفيديو عاليوتيوب؟؟.. هل كانت موجودة ضمن الوفد المصرى اللى رايح يمثل مصر ثقافيا؟؟.. اختيار من عندنا يعنى؟؟.. قالولنا اختارولنا رموز الثقافة والتنوير عندكوا قام حد لوذعى حط اسمها ضمن الوفد؟؟.. على اعتبار إنها إيه؟؟.. ثقافة شعبية مثلا؟؟.. شكوكو بقزازة إذربما؟.. دى اللى حانضحك عليها بقى ونعملها تسلية القعدة والا إيه؟؟.. والا تم دعوتها من القائمين على المنتدى هناك أصلا؟؟.. طيب هو لو الدعوة موجهة ليها من هناك مش فيه أجهزة بتراجع القائمة المدعوة والا هيييييه أى عزومة وخلاص؟؟.. أسئلة كتير محتاجة لإجابة لأنه ليس جزاء إخلاص المرأة وعفويتها فى طرح قضيتها وما تؤمن به أن نحولها عامدين إلى أضحوكة القعدة..
■ أسعدتنى ظروفى أن أكون بالقرب من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فى أواخر سنوات عمره، ضمن صداقة أسرية جمعتنى وزوجى مع أسرته الكريمة.. وكنت أحب أن أسأل الأستاذ فى أمور كثيرة لتتحول أذناى بعدها إلى جهاز مسجل كبير يسجل صوته وهو يجيب على أسئلتى..
■ وكان وقتها عمرو دياب فى بداياته يشكل ظاهرة شبابية رائعة يهيم به أبناء جيله وطبعا طبعا طبعا يهاجمه المتحجرون من الأجيال السابقة، على اعتبار أنه غير رزين وما بيقفش قدام الميكروفون ثابت كده ويحرك إيديه ورقبته بس.. ده بيتنطط!!!!.. على اعتبار إنه فى الأول كان جمهوره بيسمعه وهو هيمان ومسنح، خصوصا البنات ثم عندما بدأ يدخل الإيقاع بحدة شوية فى الأغانى ابتدا يتنطط وينطط العيال..
■ يومها سألت الأستاذ وأنا حاطة إيدى على قلبى من الإجابة «هو حضرتك يا أستاذ متابع لعمرو دياب؟».. قاللى «طبعا» بحماس شديد.. «وحضرتك يا أستاذ ماعندكش اعتراض على إنه بيتنطط؟؟».. قاللى بحماس أكثر ويمكن شوية حدة «لأ طبعا.. ما يتنطط.. وخللى العيال تتنطط.. مايسيبوا الشباب يتفك ويتنطط ويعبر عن فرحته وسعادته.. ما يسيبوهم يطلعوا الطاقة اللى فيهم».. قلتله «يا أستاذ دول بيتنططوا عالترابيزات».. ابتدا يزعق بقى وكان وارد يلهفنى قلم «يتنططوا عالترابيزات أحسن ما يستخبوا تحتها.. يتنططوا قدام عينينا بدل ما يتداروا ومانعرفش بيعملوا إيه من ورانا.. إيه ضيق الأفق ده؟؟»..
■ نظرت له فى امتنان شديد.. كان الرجل يتمتع بقلب وعقل شاب.. مش مقدد زى ناس..
■ تذكرت هذه الحكاية وأنا أتابع بعض الاشمئناط من شوية ناس مش معجبين بغنيوة حسين الجاسمى وأيمن بهجت قمر «بشرة خير».. على أساس أن الناس بتترقص وتتنطط فى الغنيوة من أولها لآخرها.. وكأن عصر الإخوان وموجة التأسلم المصطنعة اللى ابتلينا بيها فرضت عتامة على بعض النفوس، زى ما غشلقت مظهرهم وجعلتهم يختبئون خلف قماش ودقون وفقدوا أى صلة بأى معنى أو مباهج للحياة.. جعلتهم يشمئنطون فقط من أى وكل شىء.. ناس قالبة خلقتها عمال على بطال.. بارعون فى التبويخ وفرض القيود وتسخيف البشر وإشاعة التؤ تؤ تؤ.. ناس متخشبة وشاربة نشا ويمكن جبس كمان.. ناس مضيّقاها على نفسها وعالخلق بدون أى مناسبة.. الناس فى بلادى يرقصون يا سادة.. هذا طقس متوارث منذ قديم الأزل.. يعبرون بالرقص عن الفرحة والسعادة وأحيانا عن الحزن والشجن وربما عن الموت.. الناس يرقصون عندما تعود إليهم فطرتهم ويستشعرون بهجة فى الدنيا.. بلا اتفاق ولا توجيهات ولا أوامر.. بيرقصوا بلدى وخواجاتى وفلاحى وحجالة ونوبى وبدوى وصعيدى ويحطبوا ويبرعوا فى التنورة والذكر والزار وكله.. ده حتى الحصنة العربى الأصيلة بترقص.. فيه إيه؟؟..
■ الناس بدأت ترقص بلا اتفاق مع الاستفتاء الأخير على الدستور.. كلهم بلا استثناء.. عارفين ليه؟؟.. لأنهم شعروا أنهم تحرروا من قيود كانت تفرض عليهم شخصية غير شخصيتهم ومظهر غير مظهرهم وادعاء بأخلاق مزيفة ظاهرها حلو وباطنها كله كذب وإفك وتدليس.. لبسوا غير لبسهم وقالوا كلام مش سلوهم واضطروا يكذبوا من الخوف.. شعروا بانفصام فى الشخصية وبكم نفاق كانوا مجبرين يمارسوه لحسن ما يدخلوش الجنة الملاكى بتاعة البعدا.. والآن يعودون لطبيعتهم.. لما يفرحوا يزغرطوا ويرقصوا ويتنططوا.. حالهم حال كل شعوب الدنيا.. مفيش على راسهم بطحة ولا شايلين حجر على صدرهم.. فكوها الله يرضى عليكم.. الناس بتشحت لحظة سعادة بعد هم طويل..
■ وللعلم بقى... إحنا يوم الاتنين والتلات.. نازلين كلنا ننتخب.. وحانزغرط ونتنطط ونرقص بالعند فيكم.. واللى مش عاجبه يبقى ينتخب وبعدين يضرب كبايتين كشك بالأسمنت وياخد جنب.. بلاش خنقة بقى..

الدكتور محمد أبوالغار رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى لـ«المصري اليوم»: السيسى سيُخرج مصر من النفق المظلم ٢٣/ ٥/ ٢٠١٤













المشير عبدالفتاح السيسى رئيس مصر القادم، هذا الأمر منته بلا فصال، لكنه لن ينجح إلا بأن يكون رئيساً لكل المصريين، بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، حديثه، مؤكداً أنه على الرغم من أن جزءا كبيرا من الشعب يريد السيسى، إلا أن اختيار مرشح رئاسى ليدعمه الحزب شهد صراعاً قوياً ولم يحسم فتركت الحرية للأعضاء فى التصويت.
وأضاف «أبوالغار» أن الرئيس القادم إن لم يكن عادلا وديمقراطيا، فلن يستمر، على الرغم من أنه يرى أن فرصة السيسى للخروج بمصر من النفق المظلم أكبر بكثير من فرص حمدين.
فيما أشار إلى أن ترشح صباحى ليس مسرحية كما يظن البعض ولو لم يخض المعركة الرئاسية لكنا فى كارثة كبرى.
وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى المشهد السياسى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية؟
أرى أن المشهد السياسى طبيعى فى هذه الفترة خاصةً فى وجود جماعة الإخوان، والظروف الاقتصادية الصعبة والمعقدة، وعدم وضوح الرؤية فى الفترة المقبلة، كل تلك الأمور تخلق نوعا من القلاقل، وأعتقد أنه بعد الانتخابات الرئاسية، وحين ينجح «السيسى» يستطيع إقناع الشعب المصرى بسرعة بأن يكون رئيساً، ليس بإصلاح التعليم والصحة فقط، لأن كل مرشح يتناول هذه الأمور فى برنامجه الانتخابى، ولكن سيتطلب الأمر وقتاً طويلاً، يصل إلى ١٠ سنوات للحصول على نتائج حقيقية.
■ ماذا عن الوضع الاقتصادى والأمنى؟
إصلاح الاقتصاد صعب، لكن هناك أشياء يمكن عملها نسبياً بسرعة، وكذلك تحقيق الأمن ليس سهلاً، لكن الأمر الذى سيجعل «السيسى» ناجحاً هو قدرته على أن يكون رئيس كل المصريين، فلو استطاع تحقيق ذلك سيكون رئيساً ناجحاً.
وكيف يستطيع تحقيق ذلك فى ظل رفض المصالحة مع الإخوان؟
الإخوان خارج الموضوع، أنا أتحدث عن المصريين المدنيين، فلدينا مجموعتان كبيرتان جداً، إحداهما مجموعة الشباب، وجزء كبير منها ليس مع السيسى، ولا يمكن القول بأنهم مع «حمدين»، فالمجموعات الضخمة جداً جداً من الشباب تكون نصف المجتمع ولديها قلق شديد من المستقبل، أما المجموعة الثانية وهى الأعداد الكبيرة من المفكرين والمثقفين والكتاب وهم أيضاً قلقون.
■ وما مصدر قلقهم؟
السيسى رئيس مصر القادم وهذا الأمر منته بلا فصال، ولأن الرئيس القادم رجل ذو خلفية عسكرية، وأى شخص يأتى من خلفية عسكرية تكون الناس قلقة منه خوفاً من أن يكون ديكتاتورا أو لا يعطى مساحة كافية للديمقراطية، الأمر الثانى هو مظاهر هجوم الشرطة المبالغ فيه على المدنيين، من خلال حبس الشباب بأعداد ضخمة جداً وكتابة بلاغات ملفقة أو فيها مبالغات غير طبيعية.
■ هل ترى أن الأمن يتعامل بممارسات ما قبل ثورة ٢٥ يناير؟
نعم ولكن جزئياً، فبعض الشرطيين يعتقدون أن هؤلاء الشباب هم الذين رفعوا نفوذهم وسطوتهم ومكاسبهم الضخمة جداً فى عصر دويتو «مبارك» و«العادلى»، وذلك محتمل أن يكون سبباً، من تاريخ تصرفهم مع الشباب، وكل هذا يقلق المواطنين من السيسى، فضلاً عن أن الناس تحتاج المساواة فى كل شىء، الفقير قبل الغنى، المسيحى مثل المسلم، المدنى مثل العسكرى فى التعامل، ولو السيسى أصبح رئيسا وقال أنا ديمقراطى و«هاسمع أى كلام وهاقبل أى نقد»، لن أصادر جريدة أو أمنع أى برنامج فى التلفزيون، شعبيته ستزيد ويستطيع بالشعب أن يحقق فكرة رئيس كل المصريين.
■ لمن ستعطى صوتك فى الانتخابات القادمة؟
الشعب كله أو جزء كبير من الناس يريد السيسى، وأنا لن أصوت له غيابيا، بل بناء على برنامجه وحديثه.
■ ماذا حدث فى اجتماع الحزب لاختيار مرشحه فى الانتخابات الرئاسية؟
التصويت فى الحزب شهد صراعاً قوياً استمر لفترة، والسيسى حصل على ٤٦.٥ % من الأصوات، وحمدين حصل على ٩.٥ %، و٤٤.٥% من الأصوات يرون أن المرشحين غير مناسبين، وبعضهم لم يدل بصوته فى الانتخابات، وهذا هو مصدر القلق، فلابد أن يكون السيسى جاذبا لهؤلاء.
■ لمــــــن أعطيت صـــــوتك فى الانتخـــابات الرئاســــــية الأخيرة؟
فى الجولة الأولى انتخبت حمدين، وكان انتخابا للضرورة، لأن كل واحد من المرشحين كان به إشكالية، وفى الجولة الثانية شطبت على الاثنين، فقد كان من المستحيل أن أنتخب الإخوان المسلمين لأننى أعرفهم منذ ٤٠ سنة، فالإجرام فى دمهم وسيقتلوننا جميعاً، وليس لهم كلمة ولا أعتمد عليهم ولا أثق فيهم، ولا يمكن أن أنتخب شخصا نصف أو ربع إخوانى، إضافةً إلى أننى أريد رجلا مدنيا، فقد كنت أختار بين حمدين وعمرو موسى، إلا أننى رأيت أن موسى ليس لديه فرصة مثل حمدين، لذلك حافظت على صوتى، واكتشفت فى عمرو موسى مواهب مدفونة خلال الـ٣ شهور التى قضيناها سوياً فى لجنة الخمسين لوضع الدستور.
■ هل يكون للإخوان مرشح فى الانتخابات الرئاسية؟
ليس لهم مرشح ولن يذهبوا للانتخاب، هم يعتقدون ومن وجهة نظرهم أن عدم مشاركتهم فى الاستفتاء والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، يعبر عن أن كل هذه الأمور باطلة، وهذا ما يسوقونه، ولذلك لن يذهبوا للانتخابات.
■ ما الضمانات المطلوبة لتمــــر العمــــلية الانتخــــــابية بنزاهة؟
أرى أن العملية الانتخابية وما يتخللها من وضع الورقة بالصندوق والعد، منذ الثورة لم يحدث بها أى تزوير، وقد سبق أن حدثت ممارسات خاطئة فى الدعاية الانتخابية، وكانت أكثر فى الانتخابات البرلمانية، أما فى الاستفتاء فقد قاموا بمنع المواطنين الرافضين، وهذا لم يؤثر فى النتيجة النهائية، لكنه أساء لشكل الاستفتاء، وأرى أن الدولة حريصة على ألا يحدث ما حدث فى الاستفتاء على الدستور من منع الناس الذين يرفضون مرشحا بعينه، كما تحاول الدولة أن تكون محايدة بقدر الإمكان من خلال إعطاء الفرصة لـ«حمدين» فى الصحف القومية والتليفزيون المصرى.
■ ما الشروط الواجب توافرها فى الرئيس القادم؟
إن لم يكن عادلا وديمقراطيا لم يستمر، وهناك فرق بين الحزم والديمقراطية، بمعنى أن الرئيس يمكن أن يكون شديد الحزم والانضباط ولكنه عادل جداً وشديد الديمقراطية.
■ فى أى من المرشحين تتوافر هذه الشروط؟
«السيسى» و«حمدين» جديدان على المناصب السياسية، فحمدين يتحدث عن الديمقراطية كثيراً لكنه طول عمره فى الشارع لم يتول منصبا، والسيسى طول عمره فى الجيش، ويعطى أوامر فقط ولا أحد يقول له لا.
■ من منهما قــــــادر على الخــــــــروج بالبلد مـــــن النفق المظلم؟
أرى أن فرصة السيسى فى خروج مصر من النفق المظلم أكبر بكثير من حمدين، لكن لو لم يكن ديمقراطياً ولم يطبق العدالة بجميع أنواعها، سيكون رئيساً سيئاً.
■ هل ترى ترشح صباحى مسرحية؟
ليست مسرحية كما يظن البعض، فلو لم يخض حمدين المعركة لكنا فى كارثة، لأننا كنا سنعود للاستفتاء مرة أخرى، وأرى أن معركته دور وطنى ومهم جداً، لأنه لو لم يترشح أحد أمام السيسى لكانت مصيبة، بمعنى أن نظام الحكم سيكون قمعيا ديكتاتوريا فاشيا، وفى هذه الحالة تكون كارثة.
■ كيف ترى وصف حمدين بمرشح الثورة؟
بالتأكيد هو مرشح الثورة ومرشح مهم لها، لكونه انضم إلى الشعب فى الثورتين، والثورية تأتى من الشارع، وهذا لا يعنى أن المرشح الآخر غير وطنى وليس مع الشعب، أما السيسى فلم ينزل فى ٣٠ يونيو ولم يقم بالثورة، لكنه وقف مع الشعب لمنع وقوع حرب أهلية، والذى قام بالثورة هو الشعب المصرى بسبب نظام الإخوان وقمعهم الذى أدى إلى كراهية الشعب لهم، وهذا ما بدا فى الأعداد التى نزلت إلى الشارع وشاركت، حيث كانت غير مسبوقة، والسيسى كان قائد جيش ووقف مع تطلعات الشعب المصرى ومنع حدوث حرب أهلية.
بماذا تفسر تأييد عدد كبير من التيار الناصرى لـ«السيسى» رغم انتماء «حمدين» لهم؟
تأييد أسرة عبدالناصر للسيسى، موضوع عاطفى وليس سياسيا، أما المخرج خالد يوسف، فتأييده سياسى لأنه يرى أن السيسى سيكون رئيساً مفيداً لمصر.
■ هل ترى أن هـــــــناك توجها داخل الحكومة لدعــــم السيسى؟
أرى أنها تتصرف بشكل معقول جداً، ومن المؤكد أن كل الدولة المصرية تؤيد السيسى وهذا أمر معروف حتى على مستوى موظف الشهر العقارى الذى لم يقال له شىء، فهو منفرداً منع بعض التوكيلات التى ليست للسيسى، والسيسى من الأساس لا يريد تأييدا لأنه سينجح منفرداً.
■ هل ترى «السيسي» مرشح الصدفة أم الضرورة وما الفرق بينهما؟
الرئيس القادم من مؤسسة عسكرية قد يكون اختيار صدفة أو ضرورة أو ما شابه، لأن الناس لا تعرفه من قبل أن يظهر وبالتالى الصدفة أو الضرورة هى التى أظهرته للشعب، وليس من خلال نضال سنوات.
■ هل سيكون للسيسى حزب بعد فوزه فى الانتخابات المقبلة؟
أولاً الدستور يمنع هذا فى مادة صريحة، ثانياً فكرة عمل حزب لدعم الرئيس، هى محاولة تاريخية معروفة، بأن هذا الحزب يجمع كل اللصوص والنصابين، ومن يسعون وراء السلطة ويريدون الحصول على استفادات مختلفة، وإذا نقل الرئيس من هذا الحزب سيتركونه جميعاً ويذهبون خلف الرئيس وهم ليس لهم ولاء لرئيس أو مؤسسة وإنما يبحثون عن مصالحهم.
هل لايزال كيان جبهة الإنقاذ قائما؟
لم تجتمع الجبهة منذ فترة طويلة، وهى رسمياً لم تحل، ولكن فعلياً غير موجودة، وهنا لابد أن أذكر أن الأحزاب السياسية فى مصر الجديدة عمرها لا يتعدى ٣ سنوات، والأحزاب القديمة حزبان الوفد والتجمع وأمن الدولة كان يضربهما ضربات شديدة جداً.
■ متى تنتهى العمليات الإرهابية فى مصر؟
الإرهاب لا يمكن أن ينتهى من أى دولة حتى لو كانت كبيرة، ولكن العالم المتقدم يستطيع أن يجعل احتمالات العمليات الإرهابية قليل جداً، أما فى مصر حتى تقل هذه العمليات يجب التعاون التام بين الشعب والشرطة وهذا غير حاصل لأن الشعب لديه مشكلة بينه وبين السلطة، ثم إن تدريب الشرطة من الواضح أنه ضعيف ويحتاج إلى أجهزة وتدريب، ولابد من تجفيف منابع الإرهاب، ولابد أن أضغط على المجتمع الدولى ليساعدنا على مواجهته.
■ لكن هل تأمين الكنائس ومرافق الدولة وجنود الجيش والشرطة مهمة أمنية فقط؟
بالطبع لا فالشعب يجب أن يشترك بشكل أكبر، ويجب عدم استعداء الشرطة للشعب، فالقبض على بعض المتظاهرين من الشباب يشعل الأوضاع.
■ ألا ترى أن لقب الناشط السياسى أصبح مهنة من لا مهنة له؟
عندما ينتهى القمع وتتواجد الديمقراطية لن تجد لقب الناشط السياسى، فالناشط السياسى لقب غير موجود إلا فى الدول القمعية، وكلما زاد القمع زادت أعدادهم.
■ وهل ترى أن القمع مازال موجودا فى مصر؟
بالطبع هناك قمع للشباب وهو كاف لاستنفارهم ضد الدولة.
■ ما رأيك فى الدكتور إبراهيم محلب؟
أرى أنه نشيط جداً، وسبق أن قلت أإن رئيس الوزراء «كثير الحركة وبيحب يتنطط كتير»، وهذه حقيقة، ولها ميزة ولها عيب أيضا، الميزة أن المواطن يحب الحركة الكثيرة لرئيس الوزراء وهذا يعطى ثقة فيه، وهذا بخلاف حازم الببلاوى الذى كان قليل الحركة ولا يظهر فى الإعلام إلا قليلاً، أما العيب فرئيس الوزراء مهمته تخطيط عمل الوزارة وينظم العلاقات، وكل هذه الحركة لا تمكنه من أن يفعل هذا.
■ كيف ترى توجه الحكومة لرفع أسعار المواد البترولية ورفع الدعم؟
رفع أسعار الطاقة أمر ضرورى، ولكن الشعب لن يتقبله إلا إذا كان رفع الأسعار بنسبة كبيرة على الأغنياء، وبنسبة أقل على متوسطى الحال وبنسبة ضعيفة على الفقراء، وهذا غير حادث على أرض الواقع.
■ أزمة سد النهضة كيف ترى طريقة حلها؟
الحل الوحيد لهذه الأزمة هو الحل الذى اتبعه مبارك، فاستطاع أن يحل الأزمة طوال حكمه، فمبارك كان يقوم بضغط من خلال دول الخليج وأمريكا وأوروبا على البنوك والمنظمات الدولية الممولة لبناء السد، وكان يقول لهم إذا مولتم هذا السد ستخسرون أموالكم لأنه بناء غير قانونى ولدينا اتفاقيات دولية تمنع بناءه.
■ هل ترى أن هناك تحولا فى الإدارة الأمريكية تجاه مصر خاصة فى ظل الإفراج عن جزء من المعونة؟
هناك ٣ قوى تحكم داخل أمريكا وهى البنتاجون والكونجرس بمجلسيه ورئيس الجمهورية، والدستور الأمريكى ينص على أن كل شىء بيد الرئيس ومع ذلك لا يمكن أن يتخذ قرارا عكس رغبة القوتين الأخريين، ولابد أن يتوافق معهم، وأى قرار يخص الالتزامات المالية لا ينفذ أإلا بموافقة الكونجرس، وبالتالى الإفراج عن المعونة لابد أن يوافق عليه الكونجرس، وأى أمور عسكرية لابد أن يوافق عليها البنتاجون، وإذا أردنا معرفة موقف كل قوة منها تجاه مصر، فالبنتاجون كان معنا طوال الوقت أم الكونجرس فقد كان منقسما أما الرئاسة فضدنا، وهناك طرق لتعديل المواقف إما أن يكون شعبياً أو إعلامياً، ولايزال البيت الأبيض ومستشارو الرئيس الأمريكى ضدنا، ولابد من التواصل مع الشركات الأمريكية الإعلانية ومراكز الخبرة لحل الأزمة، وقد كان لى إمكانية اللقاء بإحدى أكبر المؤسسات هناك.
■ وماذا حدث فى هذا اللقاء؟
تم عقد لقاء فى أحد المعاهد الذى يرجع عمره إلى أكثر من مائة عام، وهو مقسم داخله إلى أقسام كل قسم يخص دولة معينة، فجلست مع القسم المصرى بحضور رئيسة المعهد، و١٨ موظفا فى هذا القسم، واللقاء كان محدداً بمدة ساعة، إلا أننا جلسنا ٣ ساعات، وتواجد ٨ موظفين من الـ١٨ موظفا الحاصلين على دكتوراة فى الإخوان المسلمين، وجميعهم سبق له العيش فى مصر، وأجمعوا على أن الإسلام سيحكم مصر، وهذا ما كان مسيطرا عليهم.
■ العلاقات المصرية القطرية كيف تراها الآن؟
قطر دولة صغيرة وليس لها أهمية ونعطيها أكبر من حجمها، والاهتمام المبالغ فيه داخل مصر تجاه قطر أكبر من حجمها.
■ لماذا استقال الدكتور عماد جاد من الحزب؟
هو صديق عزيز جداً، ولكنه بدا ينشغل فى أعماله الخاصة، إضافة إلى أنه لديه وجهة نظر شخصية فى آراء بعض قيادات الحزب ولم يكن مرتاحا لأداء هذه القيادات وطريقة تفكيرها، فقرر الانسحاب.
■ ما الرسالة التى توجهها للسيسى وحمدين؟
بالنسبة للسيسى أقول له افتح ذراعيك للشباب وللشعب وأكد أنك ستكون ديمقراطيا وعادلا، وحمدين أنت رجل متمرس سياسياً ولك وجود دائم فى الشارع المصرى ويجب أن تفرق بين الآراء وتنفيذها.

Thursday, May 22, 2014

انتهت اللعبة.. أيها الإخوان الشياطين بقلم أحمد الجار الله ٢٢/ ٥/ ٢٠١٤

ينبغى على الإخوان المسلمين أن يفهموا حقيقة أن فترة الإعجاب بهم قد ولت، ليس فى مصر فحسب، وإنما فى العالم كله أينما وُجدت جماعاتهم.
فالفلول المتبقية من الحركة يجب عليها أن تدرك أن اتجاه عقارب الساعة لن يعود إلى الوراء، لأن مسألة استعادتهم السلطة أو لعب دور سياسى حيوى صارت- كما يقول المصريون- «عشم إبليس فى الجنة».
ولقد أصبحت هذه الحقيقة ساطعة، فبعد نسبة الإقبال الكبيرة من المصريين فى الخارج على التصويت فى الانتخابات الرئاسية منذ عدة أيام قليلة، بدت العملية وكأنها استفتاء شعبى أدان المصريون من خلاله الجماعة، المتهمة بارتكاب جرائم قتل وتنفيذ أنشطة إرهابية فى مناطق مختلفة من العالم العربى، وليس فى داخل مصر فحسب.
فلقد هاجم الإخوان قوات الشرطة والجيش، فضلاً عن قتل المدنيين والعسكريين، وتواصلت الخسائر فى الارتفاع على مختلف المستويات، ما أكد أن هذه الجماعة تتحرك نحو طريق مسدود لن يقودها إلى أى مكان.
فلقد قلنا فى وقت سابق إن أعضاء جماعة «الإخوان» يحتاجون إلى مئات السنين لاسترداد عافيتهم، قبل حتى أن يفكروا فى استعادة السلطة السياسية مجدداً. قلنا ذلك قبل أن يبدأوا القتل والترهيب، فما بالكم اليوم.
فعدد قليل من الناس لا يستطيعون هزيمة طموح ٩٠ مليون مصرى، فالعرب جميعهم أصبحوا يكرهون الجماعة، ويريدون حماية بلادهم من أعمالها الإرهابية، وهذا الأمر بدا أكثر وضوحاً فى دول مجلس التعاون الخليجى، حيث واصل ملايين السعوديين والكويتيين والإماراتيين والبحرينيين التنديد بهذه العصابة وأمثالها.
فـ«الإخوان» منحوا ميلاداً جديداً للعديد من العصابات القاتلة مثل «بوكو حرام» فى نيجيريا، والجماعات المسلحة المتطرفة فى ليبيا أو «جبهة النصرة» و«داعش» فى سوريا والعراق.
فربما كانت شعوب هذه الدول مقتنعة بالإخوان فى البداية، للدرجة التى أعمتهم عن حقيقة أن الجماعة أشبه بالغدة السرطانية التى تنتشر فى جسد البلاد، ولكن رغم ذلك حينما أراد الإخوان الانتشار فى جسد العالم الإسلامى بمهاجمة جهاز مناعة هذا العالم لم يتمكنوا من ذلك وسقطوا.
فالدول التى استوعبت وساعدت الجماعة اعتقدت أن الإخوان يمكنهم تغيير تبينهم العنف، لكنهم اكتشفوا لاحقاً معدل الألم الذى أصابهم جراء دعم الجماعة. وأقرب مثال على ذلك قطر، ملاذهم الآمن، التى اكتشفت أن علاقاتها بالجماعة لن تخدم مصالحها.
فبالتأكيد، أن الاستفتاء الكبير للمصريين فى الخارج أغلق صفحة «القتلة الأشرار»، وسنشهد تكرار ذلك المشهد مرة أخرى فى الانتخابات الرئاسية فى مصر بعد أيام قليلة، وحينها سيدرك الإخوان حجمهم الحقيقى، ويكتشفون أن اللعبة انتهت بالنسبة للجماعة الذى استخدمت الإسلام ستاراً لها زوراً وبهتاناً، وهى أبعد ما يكون عن الإسلام.
* رئيس تحرير صحيفة «آراب تايمز» نقلاً عن صحيفة «آراب تايمز»

Wednesday, May 21, 2014

Kalimat ماجدة الرومي كلمات Nava Aharoni - Desert Rose bellydance festiv...

Ancient Egyptian Music, Hieroglyphic ٍsong - Mohamed Maged - Ir Nfr Song

أشهر تلاميذ متى المسكين.. باسيليوس المقاري لـ«الشروق»: قرعة اختيار البابا غير موجودة بقوانين الكنيسة - الشروق - الثلاثاء 20 مايو 2014 - 1:06 م

باسيليوس الراهب - تصوير: محمد الميموني



باسيليوس الراهب

• علاقة الكنيسة بالدولة يجب أن تتمثل فى الصلوات وليس
 فى التصريحات
• اختفاء الفتيات سببه تصدع بنيان الرعاية فى الكنيسة.. وطلاق الأقباط أمر يخص المحاكم
• التعليم الروحى فى مدارس الأحد متراجع.. والسبب استبداله بالمهرجانات والفوازير
البعض يفسر معنى كلمة العزلة باعتزال الحياة والناس، وحينما يسأل شخص عن معنى العزلة فيجد معناها فى وصفها بالرهبنة، وحقيقة الأمر أن العزلة ليست انفصالا عن العالم البشرى والمجتمع، فالراهب يساهم بطريقة أو بأخرى فى تمريض وعلاج النفس البشرية المتعبة.
بهذه الكلمات الموجزة تحدث إلينا الراهب باسيليوس المقارى، أشهر تلاميذ الأب الروحى للأقباط «متى المسكين» عن الرهبنة التى قضى فيها 41 عاما، كان فى فيها المؤتمن على طباعة كتب الأب الروحى للأقباط متى المسكين، وكان أمينا على ما علمه أستاذه فى الرهبنة واللاهوت الأرثوذكسى، فألف 7 كتب، وترأس مجلة مرقس التى تصدر عن دير أبو مقار بوادى النطرون، ورشحه الأراخنة لمنصب البابا فى الانتخابات البابوية الأخيرة، ولكنه قرر أن يقضى بقية حياته فى الرهبنة.
«الشروق» التقت الراهب باسيليوس المقارى بدير أبو مقار لعرض مشكلات اختفاء الفتيات، واعتراض البعض على لائحة الاحوال الشخصية للأقباط، وكيف يرى علاقة الدولة بالكنيسة، وتأثيرها على الأقباط اجتماعيا، وإلى الحوار..
• كيف ترى علاقة الكنيسة بالدولة الآن؟ وما الذى يجب أن تكون عليه؟
ــ بحسب قول المسيح رأس الكنيسة ومؤسسها والذى اقتناها بدمه، الكنيسة هى نور العالم، ومصر على الأخص، والكنيسة تصلى فى قداساتها من أجل مصر وسلامة حدودها ورؤسائها ونيلها وزروعها، وحتى من أجل الهواء والرياح.. وهى يجب أن تكون قدوة لها، ومعزية ومشاركة لها فى محنها وآلامها، ليس بالكلام ولا بالتصريحات، بل بصلوات وقدوة سلوك وتقوى وقداسة شعبها وقادتها، وتمسكهم بوصايا المسيح وشرائع الكنيسة القبطية المسلمة من المسيح ورسل المسيح، والمجامع المسكونية الثلاثة (التى ضمت كل أساقفة الكنائس فى العالم آنذاك وهى: مجمع نيقية سنة 315، والقسطنطينية سنة 381، وأفسس سنة 431).
• لماذا يلجأ الأقباط دائما إلى الكنيسة فى حال وقوع أزمات تمسهم، مثل اختفاء فتيات أو حدوث مشكلات طائفية، بدلا من لجوئهم للدولة؟
ــ اختفاء الفتيات يرجع إلى عدم التربية الروحية منذ الصغر. كما يرجع إلى تصدع بنيان الرعاية فى الكنيسة بسبب التمسك بما يسمى راع بدون رعية أى أسقف عام، ومن جهة أخرى، فإن اللائحة الحالية منذ 1957 فتحت الباب إلى الطموح إلى المناصب الأعلى وأعطت له الشرعية، فلا عجب اليوم فى القرن الحادى والعشرين من حدوث ما يسمى باختفاء الفتيات وكثرة حالات الطلاق، أما المشكلات الطائفية ولجوء الشباب للكنيسة، هى لعبة مشتركة نشأت بين الكنيسة والدولة، الكنيسة ربما كانت تستريح لذلك، وأما الدولة فأيدت هذا الوضع لكى تريح دماغها من دوشة مشكلات الأقباط.
• هل ترى أن الكنيسة القبطية كان يمكن أن يكون لها دور فى حل أزمة أثيوبيا خصوصا أنها كانت مرتبطة بالكنيسة الأثيوبية قديما؟
ــ إثيوبيا بعد الإطاحة بالإمبراطور هيلاسلاسى عام 1974 أصبحت دولة مدنية، ليس للدين ولا للكنيسة الإثيوبية بربيبتها الكنيسة القبطية، أى تأثير على مجريات الأمور السياسية فيها، وأعتقد أن تأخر الدولة هنا فى أن يكون لها حضور قوى فى أفريقيا هو سبب أزمة السد، وكل دولة تبحث عن رقيها وتقدمها واستغلال مواردها، ولكن الحكم الشمولى فى مصر منذ 1952 وحتى 30 يونيو 2013 لم يكن يهتم بتحويل مركز مصر كقلب أفريقيا إلى تعاون ومشاركة داخل بلاد أفريقيا، ليس بالكلام ولا بالزيارات الروتينية، بل بالاقتصاد المصرى القوى الذى كان يمكنه أن يساهم ماديا فى مشاريع أفريقيا وليس إثيوبيا فقط، وبالتالى كان سيتاح لمصر النفوذ والحرص على أمان مصر من أى خطر يأتى من هذه المشاريع.
• ما رأيك فى ظهور بعض الائتلافات والحركات القبطية مثل اتحاد شباب ماسبيرو وائتلاف أقباط مصر وغيرها من الحركات الاحتجاجية القبطية؟
ــ أسلوب تعامل بعض الوعاظ مع الشباب القبطى فى نصف القرن الماضى، أفرز جيلا خالى الفكر عن حقيقة عمل المسيح والروح القدس فى الإنسان المسيحى فى حياته وفى خياراته الاجتماعية اليومية. وقد أدخلوا فى ذهن الشباب أن يكون رجل الدين هو المرجع فى حل مشكلات الحياة الاجتماعية التى يقابلها الشاب فى حياته. وأغفلوا وأبعدوا عمل المسيح والروح القدس داخل كل إنسان على حدة، عن أن يكون هو المرشد له فى حياته اليومية، وقد ساهم فى هذا إلى حد كبير تراجع التعليم الروحى فى مدارس الأحد واستبداله بالمهرجانات والمسابقات والفوازير والأنشطة الاجتماعية والرياضية، مما أفرز أيضا حالة التقوقع بين الشباب القبطى داخل الجامعات حول ما يسمى «الأسر الجامعية» التى كانت ضربة قاصمة لاستقلال شخصيات الشباب القبطى الاجتماعية كل شاب على حدة.
• كيف ترى رسامة عشرات من الأساقفة فى مرحلة سابقة من تاريخ الكنيسة فى ظل وجود عدد كبير من أساقفة الكنيسة وتزايد المشكلات التى يتعرض لها الأقباط يوميا؟
ــ لا يوجد شىء اسمه «أسقفية على شىء» وليس على «شعب فى موقع جغرافى محدد»، الأسقفية رعاية لنفوس بشر وليست منصبا إداريا أو رئاسيا من وراء مكتب، الأسقف بشعبه والشعب بأسقفه حول المذبح المقدس حيث تقديم سر الإفخارستيا يعلنان معا كنيسة المسيح رأس الكنيسة لتتشفع من أجل مصر والعالم.
كما أن هناك قانونا قديما فى الكنيسة يقول: (يجب ألا ينصب أسقف لقرية أو مدينة صغيرة أو حتى موضع كبير يمكن أن يكتفى فيه برسامة قس واحد، لئلا يزرى بالأسقف، أو لئلا يستخف باسم الأسقف، أو لئلا يصير اسم الأسقف رخيصا) ــ مجمع سرديقا.
لذلك كان يكتفى حتى عهد البابا يوساب الثانى (1946ــ1956) والبابا كيرلس السادس برسامة مطران أو أسقف فى عاصمة المحافظة، وينتدب قساوسة ذوى مواهب خاصة ويصلى عليهم الصلوات الخاصة بالإيغومانس (قمص) فى كل مركز من المراكز التى تتبع عاصمة المحافظة ليكون بمثابة وكيل للمطران لينهى الأعمال الكنسية الإدارية وغيرها التى تختص بشعب هذا المركز.

لحظة إعلان اسم البابا تواضروس خلفًا للبابا شنودة - تصوير: روجيه أنيس












• كيف كان يتم 
اختيار البطريرك قبل لائحة 1957، وإذا كانت شروط اختيار البطريرك قبل لائحة 57 مختلفة عما جاء فى اللائحة، لماذا تم تعديلها؟
ــ منصب الأب البطريرك منصب رئيسى فى الكنيسة القبطية وكان يتم اختياره وحتى أواخر القرن التاسع عشر بأن يتوجه أراخنة الشعب القبطى، أى كبار رجال الأقباط ومعهم بعض الأساقفة إلى مقر الأديرة فى الصحارى، ويستشيرون شيوخها ورؤساءها فيمن يصلح ليكون بطريركا، ولم يرد فى تاريخ الكنيسة على مدى 20 قرنا أن فكر أسقف واحد من هؤلاء أن من حقه الترشح لهذا المنصب بدلا من الراهب.
وبطريرك الأقباط كان ينظر إليه دائما على أنه شخص قديس دارس للكتب المقدسة وقوانين الكنيسة وعقائدها المسلمة من أباء الكنيسة من خلال المجامع المسكونية
والبطريرك ليس رئيس جمهورية سيرتب شئون الأقباط اليومية من سياسية إلى اجتماعية إلى اقتصادية، بل هو مسئول أولا عن خلاص نفوسهم وسيسأل عن هلاك أى منهم فى اليوم الأخير.
ولم يكن يوجد فى تقليد اختيار البطريرك ما نصت عليه لائحة 1957 من تقديم طالب البطريركية استمارة يملؤها على طريقة «من يجد فى نفسه الكفاءة فليتقدم» ويذهب للبطريركية ليسلمها طالبا أن يصير بطريركا، ومن أشهر الحوادث فى هذا الصدد ما حدث فى اختيار البابا يوحنا (البطريرك الـ72)، إذ تقدم أحد الرهبان وكان يسعى جهده لدى الحكام «ليفوز» بهذا المنصب، وفى المجلس الذى عقده الحكام نادى الأساقفة والكهنة وجاهروا أمام رجال الحكم قائلين:
(لن يكون للأقباط بطريرك إلا منْ طلبوه هم ورغبوا فيه، ولا يكون هو الطالب ولا الراغب، وهذا هو القانون الذى سار عليه الشعب القبطى منذ اعتناقه المسيحية وإلى وقتنا هذا) (منتصف القرن الثانى عشر).
• القرعة الهيكلية أقرتها لائحة انتخاب البطريرك الجديدة مجددا فى ظل محاولات رفض وجودها لمخالفتها للقوانين الكنسية.. هل القرعة الهيكلية منصوص عليها بالقوانين الكنسية أم لا؟
ــ لا وجود لها نهائيا فى أى من قوانين الكنيسة، والذى وضعها كان له غرض محدد لا علاقة له بمشيئة الله.. هذه خدعة دخلت سنة 1957، وليس لها مرجع فى أى من قوانين الكنيسة، وهى تعبر أولا عن السياسة الجديدة لحكام ثورة 1952 التى كانت تحتم رضاء وموافقة الرئيس على اسم البطريرك، ومثله الموافقة على أسماء شيخ الأزهر ورؤساء القطاعات الكبرى فى الدولة.
• كيف ترى المحاكمات الكنسية فى الكنيسة القبطية ومدى تطابقها مع القوانين الكنسية؟ وإذا كانت غير مطابقة كيف يمكن تعديلها؟
ــ المحاكمات الكنسية لها فلسفتها من الإنجيل، ومن الممارسات الآبائية، ومن نصوصها فى القوانين الكنسية، ومن طرق المحاكمات فى المجامع المسكونية الثلاثة. ولكن لابد أولا من تنقية التعليم اللاهوتى من التأثيرات الكاثوليكية والغربية التى دخلت على العلم اللاهوتى القبطى الأرثوذكسى خلسة وفى ظروف معينة وذلك فى أوائل القرن العشرين، ثم فى النصف الأخير من القرن العشرين، حتى لا يستخدم القانون الكنسى فى غير ما وضع من أجله وهو الحفاظ على التقليد الكنسى من أى انحراف.
ولقد نشرت فى كتاب «التدبير الإلهى فى بنيان الكنيسة» عام 2000 شرحا لمفهوم القضاء الكنسى ووضعت اقتراحا بمشروع للمحاكمات الكنسية لمن يريد أن يستفيد منه.
• كيف يمكن حل مشكلات طلاق الأقباط فى ظل لائحة الكنيسة الحالية؟
ــ الزواج فى المسيحية سر كنسى وهو زواج من امرأة واحدة فقط، ولكن كوضع طبيعى فى حالات وجود شخصين معا، قد يحدث خلاف بسبب الضعف البشرى من تغير وتعارض الطباع أو لأى سبب آخر، وفى أغلب الأحيان قد يستطيع الطرفان التغلب على هذه المشكلات الطارئة، ولكن فى حالات استثنائية قد تحدث مشكلات أخرى لا يستطع الطرفان حلها مما يؤدى إلى الطلاق بالمحكمة، لذلك لا مفر هنا من إلقاء معظم المسئولية أولا على تقصير التربية الروحية منذ الصغر (مدارس الأحد)، ثم على تقصير الرعاية بزيارات الافتقاد الروحى، لذلك أرى أنه يجب تكوين جماعات روحية بين العائلات فى كل حى وكل إيبارشية للافتقاد ولمحاولات الإصلاح والتوفيق بين الأسر المتنازعة.
أما استسهال حل مشكلة الطلاق بإصدار القوانين (مثل القانون الجديد) ذات العقوبات الأبدية على المذنب وبدون العقوبات لغير المذنب، فهذا أمر يخص المحكمة المدنية وليس الكنيسة.
والمسيح رفض أن يكون قاضيا لقضايا الأحوال الشخصية بقوله: «من أقامنى عليكما قاضيا» (إنجيل لوقا 12: 14)، فلا يصح أن يقوم خادم المسيح بمهمة القاضى التى رفضها المسيح رأس الكنيسة فيحكم على المذنب بالموت الأبدى أى عدم الزواج الأبدى! والموت أرحم من عدم الزواج الأبدى. والمشكلات المتراكمة للطلاق سببها توقف ممارسة عمل الشفاء فى الكنيسة.
• لائحة انتخاب البطريرك أقرت حق الأسقف العام فى الترشح لمنصب البطريرك وأقرته للمطران وأسقف الإيبارشية فى حالة الضرورة. ما هى حالات الضرورة التى تسمح بذلك؟ وهل يجوز ترشح أسقف عام لمنصب البطريرك؟
ــ أولا ليس فى المسيحية مبدأ «الضرورات تبيح المحظورات»، وثانيا لا يوجد لا فى تاريخ الكنيسة ولا فى أقوال وكتابات الآباء ما يسمى بالأسقف العام. هذا اسم ابتدع فى منتصف القرن العشرين، وأول من لقب نفسه بهذا اللقب هو المتنيح الأنبا إغريغوريوس، إذ هو الذى كتب بنفسه تقليد رسامته بأنه «أسقف عام على قاعدة الكرازة المرقسية»، وقد سرى هذا الاسم فى الكنيسة مع أنه لا يوجد فى تقليد الكنيسة ولا فى صلوات رسامة الأسقف مثل هذه التعبيرات، ولذلك يشترط فى شرعية الرسامة إجماع الرعية أى شعب الإيبارشية على اختيار أسقفهم. لأنه بحسب المبدأ الكنسى القائل: «الأسقف بشعبه والشعب بأسقفه».
فما يسمى بـ«الأسقف العام أو أسقف بلا إيبارشية» مع منْ يتحد؟ كمثل انعقاد سر الزيجة لرجل فقط فى غياب وجود زوجة ويقولون هذا «زوج عام»!
ويحرم القانون الكنسى وضع أيدى الأساقفة على رأس منْ سبق أن وضعت على رأسه أيدى الأسقفية من قبل وإلا يحرم هو والذين وضعوا أيديهم على رأسه للمرة الثانية وبالتالى يحرم الصلاة على جثمانه بعد موته.
• كيف ترى مدارس الأحد وتأثيرها فى حياة الأقباط، فى ظل كثير من الانتقادات بسبب تباين الأفكار والأساليب المستخدمة فى التعليم وتشويش للأهداف وتضاربها أحيانا؟
ــ فى بدء حبرية القديس البابا كيرلس السادس (سنة 1959) حدث موقفان مصيريان خاصان بمدارس الأحد بواسطة الرهبان المحيطين بالبابا آنذاك يوضحان لنا سبب تغير مدارس الأحد عن وضعها الأول. الموقف الأول: إجراء عملية تطهير للجنة العليا لمدارس الأحد من أعضائها الذين كانوا هم قادة ومن كبار الخدام الموجهين الروحيين للخدام فى فروع مدارس الأحد. وقد أتى إعفاؤهم بسبب أنهم كانوا يقرأون الكتابات التى بدأ يكتبها الأب متى المسكين، أو لأنهم كانوا يزورونه ويسترشدون بأفكاره، والموقف الثانى: عام 1962 تعيين أسقف لمدارس الأحد وللتعليم «الأنبا شنودة» تكون مهمته تكفير كتابات الأب متى المسكين فى اجتماعات الشباب والخدام فى مدارس الأحد. ومن هذين الموقفين نعرف لماذا اختفت الرسالة الروحية لمدارس الأحد التى كنا نخدم فيها سابقا، والتى كان قد بدأها منذ أوائل القرن العشرين المتنيح القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس. ومن هذين الموقفين نستنتج لماذا أصبحت مدارس الأحد على ما هى عليه الآن. أما تطويرها فهو فى يد المسئولين عنها، ويكمن فى الرجوع مرة أخرى للخدمة الروحية التى تهدف إلى خلاص النفس والنمو الروحى فى معرفة المسيح بالروح القدس الساكن فى الإنسان، دون خلطها بالأنشطة الأخرى التى لا منفعة من ورائها فى التربية الروحية التى هى عمل مدارس الأحد أولا وأخيرا.
• كيف ترى حال البحث العلمى فى الكنيسة وغياب الصلة بين المعاهد الدينية فى مصر وما يقابلها فى العالم؟
ــ فى أوائل منتصف القرن العشرين انضم لهيئة تدريس الكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية كوكبة من كبار العلماء الأقباط، وعلى رأسهم الدكتور عزيز سوريال عطية، وظلوا يرتقون بالمستوى العلمى للكلية الإكليريكية، ولكن سرعان ما غادر كل هؤلاء الأساتذة الكلية فور رسامة أسقف للكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية أواخر عام 1962.
ولكن فى العام الدراسى الحالى (2013/2014) ضم البابا تواضروس الثانى مجموعة من الأكاديميين من جامعة القاهرة ومن الجامعات الأكاديمية فى ألمانيا واليونان وغيرهم إلى هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية. وهذه خطوة طيبة وتبشر بالخير، ونرجو أن تكون خطوة لاكتمال وتنامى وامتداد العمل الأكاديمى فى سائر المؤسسات العلمية فى الكنيسة القبطية.
• كيف ترى حال الرهبنة فى الكنيسة القبطية الآن؟
ــ فى عام 1969 كلف البابا القديس كيرلس السادس الأب الطوباوى القمص متى المسكين بإعادة الحياة الرهبانية إلى دير القديس أنبا مقار. وقد نجح الأب متى المسكين إلى حد كبير بمعونة الله وبجهد شخصى كبير فى ذلك، ولكن بعد نياحته فى 8 يونيو سنة 2006 ثم بعد استقالة نيافة الأنبا ميخائيل من رئاسة الدير فى شهر مارس 2009، حدثت فى الدير نكسة محدودة وغير مؤثرة. ولكن البابا تواضروس بحكمته أسرع بعد رسامته وطلب من رهبان الدير انتخاب من يرونه كفؤا لقيادة الدير واستدراك واسترجاع الحياة الرهبانية «كما عرفناها عن دير أنبا مقار» بحسب تعبير قداسة البابا، وهكذا رسم نيافة الأنبا إبيفانيوس أسقفا ورئيسا للدير.
• هل ترى علاقة بين ما يتعرض له الأقباط من مشكلات اجتماعية «مثل حرق الكنائس واختطاف الأقباط وتدمير ممتلكاتهم» وبين التصريحات السياسية من بعض رجال الكنيسة؟
ــ حرق الكنائس أو بيوت العبادة المختلفة أو ما تذكره فى السؤال من التعرض للأقباط، هى جرائم منكرة لم تحدث فى مصر طوال تاريخها، مهما كانت هوية الغزاة، فما بالك إن كانوا مواطنين وإخوة فى وطن واحد، وهى ليست لها أى مبرر ولا سبب يحتج به فاعلوا هذه الجرائم. والكنيسة التى تسمى «البيْعة» وجمعها «بيع» قيل عنها فى القرآن الكريم: «وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا». فماذا تسمى الاعتداء على بيوت الله؟ والله أعلى من كل تعديات البشر ليظل هو وحده الرب الأعلى على الكل.
وأما التصريحات السياسية على فم رجال الدين فهى ممجوجة، ورجل الدين دائما من فمه تطلب الشريعة، وهو منْ يصلى فى الخفاء وراء الأبواب المغلقة ولا يسمعه إلا الله، كما قال المسيح (إنجيل متى 6: 5، 6)، أو داخل الكنيسة مع شعبه فى الصلوات الطقسية.
أزمات الكنيسة
الكنيسة طيلة تاريخها كانت تمر بأزمات، ولكنها فى معظمها لم يكن لها يد فى حدوث الأزمات لأنها كانت تعتمد على الصلاة والتقوى الشخصية لأبنائها وبناتها وقداسة سيرة خدام الكنيسة، وفى معظم هذه الأزمات أيضا كانت تحت اضطهاد ولكن فى كل هذه الاضطهادات كانت الكنيسة القبطية فى قوة روحية وتتقوى أكثر فأكثر بسبب الصلاة والصوم وحياة التقوى للشعب وخدام الكنيسة، وهذا كان أقوى درع وسند وحماية للكنيسة القبطية فى مصر. هذه هى ما تسميه «الروشتة».