Translate

Saturday, August 29, 2020

فيروس الإيدز بقلم الأنبا موسى ٣٠/ ٨/ ٢٠٢٠ ١- ماهو؟ - المصري اليوم

 

كلمة إيدز AIDS هى اختصار للتعبير الإنجليزى: Acquired Immune Deficiency Syndrome وهو مرض خطير اكتشف حديثا فى عام ١٩٨١ فى أمريكا بين مجموعة من المنحرفين جنسيًا.

ومعناه «مرض نقص المناعة المكتسب». ذلك تمييزًا له عن أمراض نقص المناعة الوراثية. ووجد أن سبب المرض فيروس أطلق عليه اسم (HIV) Human Immunodeficiency Virus أى فيروس نقص المناعة فى الإنسان... وذكر الخبراء أن استخدام الفيروس المعالج للإيدز يمكن أن يوقف فيروس كورونا المميت.

عندما يدخل فيروس الإيدز إلى دم لإنسان، فإنه يهاجم جهاز المناعة الطبيعى الذى يعتمد على كرات الدم البيضاء، ما يجعل الإنسان عرضة للإصابة بالأمراض، خاصة التهابات الصدر والجهاز الهضمى وغيرها.

٢- كيفية الإصابة؟

يوجد فيروس الإيدز فى دم الإنسان المصاب، وفى السائل المنوى، وبنسبة قليلة فى اللعاب. وفيروس الإيدز هو فيروس ضعيف لا يستطيع مقاومة العوامل الخارجية، كما لا يقدر على اختراق جلد الإنسان، كما أنه لا يعيش داخل الحشرات مثل البعوض وغيرها، لذلك فإن الإصابة بالمرض تتم عن طريق:

أ- تلامس دم المريض مع دم إنسان سليم، فى عمليات نقل الدم، أو تلامس دم ملوث من خدش أو جرح فى جسم الإنسان السليم.

ب- فى العلاقات الجسدية إذا كان أحد الطرفين- رجلاً أو امرأة- مصابًا بالإيدز.

ج- ينتقل الفيروس إلى الجنين فى حالة إصابة الأم.

د- عمومًا لا ينتقل المرض من خلال تلامس أشياء المريض الملوثة أو عن طريق استنشاق الرذاذ لضعف الفيروس فى مقاومة العوامل الخارجية.

٣- الفئات الأكثر عرضة للإصابة:

أ- الشواذ جنسيًا.    ب- الزناة والزانيات.    ج- المدمنون الذين يتعاطون المخدر عن طريق الحقن.

د- فى حالة نقل دم ملوث.

هـ- أطفال الأمهات المصابات بالفيروس.

لقد وجد فى أمريكا فى وقت ما أن ٦٦% من حالات مرض الإيدز المسجلة هى بين المنحرفين جنسيًا، ١٧% بين المدمنين، و٢% بسبب نقل دم ملوث.

٤- أعراض المرض:

عند إصابة الإنسان بفيروس الإيدز تختلف الأعراض من مريض إلى آخر. ولكن يمكن تقسيم المصابين إلى مجموعتين:

أ- حامل المرض: لا تظهر عليه أى أعراض، ولا يشعر بالإصابة بالفيروس. ولكنه مصدر عدوى للآخرين.

ب- المرضى: هؤلاء تظهر عليهم أعراض، وتتفاوت الأعراض من: ارتفاع درجة الحرارة وصداع، واحتقان الحلق، وتضخم فى الغدد الليمفاوية، إلى التهابات حادة فى الرئتين، أو الأمعاء، أو المخ، وضعف عام بالجسم وهزال شديد وغالبًا يقضى المرض على حياة الإنسان بعد فترة سنوات معدودة يعانى خلالها المريض من آلام مبرحة نتيجة الالتهابات فى جسمه. كما تظهر بعض الأورام الجلدية.

٥- تشخيص الإصابة:

يتم تشخيص الإصابة بالمرض عن طريق اختبار لدم المريض. هذا الاختبار لاكتشاف وجود الأجسام المضادة التى تكونت نتيجة وجود الفيروس.

٦- خطورة المرض:

أ- مرض لا علاج له حتى الآن... مجرد تخفيف أثر المضاعفات.

ب- سريع الانتشار، فلقد تزايدت حالات المرض المكتشفة فى السنوات العشر الأخيرة لتتعدى الملايين. كما اكتشف المرض فى أغلب بلدان العالم.

ج- لقد وجد أن نسبة مرضى الإيدز الذين تظهر عليهم أعراض، لا تتعدى ١٠ - ٤٠% من نسبة المصابين بالفيروس. ما يعنى أن هناك ملايين من حاملى المرض الذين يمثلون تهديدًا خطيرًا لنقل المرض للآخرين.

٧- البعد الأخلاقى لمرض الإيدز:

أ- مرض الإيدز ليس مشكلة طبية فقط، ولكنه فى المقام الأول مشكلة أخلاقية، السبب الأساسى لانتشار المرض، هو انتشار الانحرافات الجنسية، والإدمان (أكثر من ٨٠% من الحالات). حقًا توجد نسبة من الأبرياء ينتقل لهم المرض عن طريق نقل الدم، أو العاملين مع مرضى الإيدز، فى حالة تلامس دم ملوث من المريض مع جرح فى جسم الطبيب المعالج أو الممرضة. وكذلك الأطفال المولودون لأمهات مصابات، ولكن هؤلاء يمثلون نسبة صغيرة. ولقد أمكن التعرف على مرضى الإيدز عند التبرع بالدم، قبل إعطائه لأى مريض، حتى لا تحدث إصابات بسبب نقل الدم.

ب- كما أن مراعاة القواعد الصحية فى التعامل مع مريض الإيدز، من الممكن تقلل نسبة الإصابة بين العاملين.

ج- إن انتشار الانحراف الجنسى فى كثير من المجتمعات، وعدم التعامل بحزم مع هذه المشكلة، والمفهوم الخاطئ للحرية خاصة فى العلاقات الجنسية خارج الزواج، والتفكك الأسرى وأثره على الزوجين والأبناء، وانتشار الإدمان، هى عوامل تمثل تحديًا حقيقيًا لمواجهة مشكلة الإيدز.

د- لذلك فإن أراد مجتمع الوقاية من الإيدز، فعليه أن يتصدى بحزم لهذه السلوكيات المنحرفة.

هـ - وهذا يجعل قضية الإيدز قضية المجتمع كله، وليست وزارة الصحة فقط. ويعطى لدور العبادة والمؤسسات الدينية دورًا خاصًا فى مواجهة هذا المرض الذى يهدد البشرية.

و- نحتاج لتوعية شعبية بالمرض وخطورته، وكيفية انتشاره، وكيفية الوقاية منه. وفى المقام الأول نهتم بنشر المبادئ الأخلاقية، التى تدعو لحياة العفة والتقوى، ورفض السلوك المنحرف، خاصة بين الشباب، خصوصًا من يسافر إلى الخارج.

ع- إن المبادئ الدينية التى تدعو إلى حياة عفيفة ومقدسة، والتى تقود الإنسان فى حياة النقاوة والطهارة، تمثل عنصراً هامًا وحيويًا فى الوقاية من مرض الإيدز.

وأخيرًا: الكتاب المقدس يقول: «احفظ نفسك طاهرًا» (١تيموثاوس ٢٢:٥)، وهذه الوصية تعطينا الوقاية من هذا المرض، واليقظة لمنع تسرب هذا المرض الخطير لبلادنا وأجيالنا، حفط الله بلادنا.

* أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


سين وجيم حول اختبار ومسحة الكورونا - جريدة الوطن - 8/2020 /29

 كتب الصديق الطبيب المثقف الموسوعى د. أسامة شوقى، أستاذ طب النساء بقصر العينى، هذه الملاحظات المهمة حول كوفيد 19: واختبار RT PCR، تم جمع بعض ملاحظات ومعلومات من علماء الفيروسات وعلم الأمراض، ويقول إنه أفرد للقراء هذا الملخص المفيد من مراجعة عدة تقارير ومنشورات دولية بالإضافة لمراسلات شخصية بينه وبين زملاء له فى عدة دول، وذلك للإجابة عن أسئلة متكررة من الناس بخصوص أزمة الكورونا وعدوى الكوفيد، كتب د. أسامة:

١- لماذا الاختبار محدد بنسبة 67٪ فقط وليس 100٪؟وما نسبة الخطأ فى نتيجة التحليل؟

الإجابة: يمكن أن تكون المشكلة على 4 مستويات:

- انخفاض شديد فى كمية الفيروس فى الدم ما يعرف طبياً باسم virus load وذلك فى وقت جمع العينة.

- أسلوب خاطئ فى أخذ العينات.

- أسلوب نقل غير صحيح للعينة.

- تقنية معملية معيبة.

لذلك يجب إعادة الاختبار فى حالة الشك الشديد.

٢- كيف يتم تقييم الاختبار بشكل صحيح؟

الإجابة: التفسير الصحيح - يجب اختبار مستضدين Antigens على الأقل أو أكثر باستخدام نفس الكواشف Reagents ونفس المختبر.

٣- هل هناك أى نتيجة إيجابية خاطئة والعكس؟

يعنى هل ممكن حد يطلع تحليله إيجابى بالعدوى ويكون مفيش ميكروب أو يطلع سلبى بينما فيه ميكروب؟

الإجابة: لا توجد إيجابيات خاطئة - الإيجابية بالتأكيد إيجابية.

يعنى لو طلع نتيجة التحليل موجب يبقى ١٠٠٪ مصاب بالعدوى، ولكن لو طلع تحليل سلبى فذلك ليس أكيد أن الشخص غير مصاب، يمكن أن تكون سلبية خاطئة.

كرر الاختبار - إذا كان هناك شك إكلينيكى بنسبة عالية!

٤- كم عدد أنواع (المستضدات) Antigens الموجودة فى فيروس COVID- 19؟

الإجابة: إلى الآن تم اكتشاف أن فيروس Covid-19 يحتوى على 6 (ستة) مستضداتAntigens-

E

S

N

- ORF 1a

- ORF 1b

- RDRP.

٥- ما هو المستضد Antigen المشترك لجميع فيروسات كورونا؟

الإجابة: مستضد E شائع فى جميع فيروسات الكورونا.

إذا كانت E سالبة - لا كورونا.

يعنى لو الـE سلبى يبقى أكيد مفيش كورونا.

الـ5 الأخرى خاصة بـCovid-19.

٦- هل كل البلدان تختبر نفس Antigen المستضدات؟

الإجابة: يختلف اختبار المستضد Antigen من بلد إلى آخر.

7- ما تأثيره على المسافرين الدوليين؟

الإجابة: نظراً لأن اختبار المستضد يختلف من بلد إلى آخر. لذلك قد يكون الشخص الذى تم الإعلان عنه سلبياً فى بلد ما إيجابياً فى مكان آخر، يعتمد ذلك على اختبار Antigen المستضد / المستضدات.

٨- هل يكفى التقرير الإيجابى/ السلبى؟

الإجابة: لا، مجرد ذكر الإيجابى / السلبى فى الشهادة لا معنى له.

٩- كيف يمكن للطبيب أن يؤكد أن المريض غير معدٍ؟

الإجابة: جنباً إلى جنب مع التقرير الإيجابى / السلبى، يجب أن يكون الطبيب قادراً على إثبات أن الشخص مُعدٍ / غير مُعدٍ فى ظل الظروف التالية:

أ) يوضح المريض وجود الأجسام المضادة IgG مع أو بدون وجود مستضد.

ب) يكون المريض بدون أعراض بعد 10 أيام دون إجراء اختبار المستضد Antigen.

ج) كـان المريـض موجباً لمدة أسبوعين وكان ESR وCRP طبيعياً.

١٠- بعد كم يوماً يصبح فيروس الجسم غير قابل للتوالد والتكاثر أو غير قابل للزراعة فى المعمل؟

الإجابة: بعد 10 أيام يكون الفيروس غير قابل للتوالد وتكرار نفسه. لذلك لا يلزم إجراء الاختبار بعد 10 أيام.


د. وسيم السيسى يكتب: قناة سيزوستريس ٢٩/ ٨/ ٢٠٢٠ - المصري اليوم

 

بدعوة كريمة من الدكتورة ناهد عبدالحميد «دار الأوبرا» لإلقاء محاضرة عن تاريخ قناة السويس، حدثتهم عن بداية حفرها «سنوسرت الثالث الأسرة ١٢».

هذا الملك العظيم الذى جرد حكام الأقاليم من نفوذهم وقام برحلات استكشافية عالمية «رأس الرجاء الصالح، أمريكا الجنوبية- هايدردال- الرحالة النرويجى»، هو أول من حفر قناة السويس، وأوصل البحر الأبيض بالأحمر خلال البحيرات العذبة «المرة الآن» وفرع النيل «البلزيوم» وكان ذلك سنة ١٨٨٦ قبل الميلاد.

دخلت مصر فى عصر الاضمحلال الثانى «الهكسوس»، وبعد ٥٦٠ سنة أعاد سيتى الأول حفرها، وسيتى الأول هو والد ملك من أعظم ملوك مصر وهو رمسيس الثانى «الأسرة ١٩»، هذا الملك الذى ظلمته التوراة «كريستين لاروش دى نوبل كور»، والذى وصفه أمير الشعراء فى كبار الحوادث فى وادى النيل:

بايعته القلوب فى صلب سيتى

يوم أن شاقها إليه الرجاء

من كرمسيس فى الملوك حديثاً؟

ولرمسيس الملوك فداء

مرت السنون، أراد ملك الأسرة ٢٦ نكاو الثانى أن يعيد حفرها، ولكن العرّافة «ميليت» حذرته من الكوارث التى ستلحق بمصر، فتوقف عن إعادة حفرها.

ثم جاء قمبيز وأعاد حفرها فمات، فأكمل حفرها دارا الأول، ثم جاء الإسكندر وبدأ فى حفرها فمات. أكمل حفرها بطلميوس الثانى، ثم جاء الإمبراطور تراجان الرومانى وبدأ فى حفرها فمات ١١٧م، فأكمل حفرها هادريان ١٢٢ ميلاديًّا.

ثم جاء الخليفة عمر بن الخطاب وأعاد حفرها، وسميت قناة أمير المؤمنين.

وأخيراً جاء مهندس نمساوى- نيجريللى- للخديو سعيد، عارضًا عليه إعادة حفرها، تدخل الإنجليز والفرنسيون، واستقر الأمر على مهندس فرنسى اسمه ديليسبس، وكانت عقود إذعان وسخرة، وديون، وافتتحت فى عصر الخديو إسماعيل، هذا الرجل المفترى عليه والذى مات مظلوماً، وكان افتتاح القناة أسطورياً.. الكل يعرفه، وكان ذلك ١٨٨٦ ميلاديًّا! العجيب أن أول حفر لها كان ١٨٨٦ قبل الميلاد «قناة سيزوستريس» وآخر حفر لها ١٨٨٦ بعد الميلاد، وما بين التاريخين حوالى أربعة آلاف عام.

لقد كذّب هيرودوت رحلة الشاطئ الشرقى لإفريقيا فى عهد سنوسرت الثالث لأن البحارة كتبوا: لأمر ما لا نعرفه، كانت الشمس تشرق من على يسارنا، وبعد بضعة أشهر أصبحت تشرق من على يميننا! هذا التكذيب دليل على صحة الرواية، وأن البحارة المصريين لفوا حول رأس الرجاء الصالح دون أن يعرفوا، والدليل أنهم نزلوا وعاشوا فترة فى أستراليا أن سكان أستراليا الأصليين «الأربوجينيانز» يشيرون إلى الشمس ويقولون را.. را، أى رع.. رع، وجميلة يا مصر.


فنان الشعب سيد درويش - جريدة الوطن - 8/2020 /28

 أن تضاء أنوار المسرح الجاد والحقيقى، وأن تبث الحيوية فى أرجائه ثانية ويعود النشاط إلى خشبته، فهذا فى حد ذاته إنجاز يدعو للتفاؤل، سعدت جداً عندما دخلت إلى مسرح البالون لمشاهدة العرض المسرحى «فنان الشعب» عن حياة الفنان سيد درويش، فوجدت عائلات وأطفالاً، وما أدهشنى هو وجود عريس وعروسة بملابس الزفاف!!، عودة الحالة المسرحية وفن الفرجة من جديد بالفعل شىء يدعو للفرحة، حتى لو اختلفنا حول بعض تفاصيل العرض من الناحية الفنية، ولذلك أتقدم بالشكر لوزيرة الثقافة على عودة مسرح البالون لنشاطه وخاصة أن العرض القادم هو احتفالية للراحل محمود رضا، بالإضافة إلى إعادة عرض «سيرة الحب» بليغ حمدى، والشكر أيضاً لرئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية المخرج المتميز عادل عبده، عرض «فنان الشعب» فى مجمله مبهج من خلال الأغانى الخالدة التى لن تموت لسيد درويش، ومن خلال تعريف الشباب الذى يجهل مَن هو سيد درويش والذى تربى ذوقه على نوعية رديئة من الموسيقى وأغانى المهرجانات، تفاعل جمهور المسرح مع أغانى الشيخ سيد والتى أداها بتمكن وفهم وحب أيضاً بطل العرض محمد عادل الشهير بميدو عادل والذى أتوقع له مستقبلاً كبيراً فى عالم الدراما، فهو يمتلك كل أدوات الممثل الجيد، العرض من الممكن أن أقول عنه إنه أغانٍ يتخللها القليل من الدراما، نقطة ضعف العرض هى الإيقاع الذى تاهت خيوطه، مناطق المباشرة كانت كثيرة، وتكرار مسألة أن سيد درويش كان هو المضاد لأغانى الهلس وقتها، جعل العرض يقع فى فخ المباشرة والتنميط، وتقديم الشخصيات المحيطة بسيد درويش بشكل مسطح باهت بدون النفاذ لعمق الشخصية، أهلاً نجيب الريحانى، إزيك يا بديع.. إلخ، لكن التفاعل بين «درويش» وهذه الشخصيات لم يتم تضفيره بشكل جيد، اللهم إلا علاقة سيد درويش بجليلة العالمة والتى أدت دورها الفنانة لقاء سويدان بشكل جيد، وقد أثبتت لقاء أنها فنانة استعراضية تمتلك كل مقومات النجاح فى هذا المجال، وهذا جانب لم يظهر من قبل لها وما أحوجنا إلى تلك النوعية الآن، أجمل ما فى العرض هو كم الأغانى الرائعة من تراث هذا العبقرى الذى رحل فى قمة التوهج وعز الشباب، وأضعف ما فى العرض هو تفكك اللوحات المسرحية وتناثرها وعدم ترابطها بالشكل الدرامى الجيد، لكن بالرغم من كل تلك الملاحظات، فإننى أتقدم بالتهنئة والشكر للمؤلف السيد إبراهيم والمخرج أشرف عزب وكل طاقم العمل من ممثلين، فالظروف التى يعمل فيها المسرح الآن ظروف ضاغطة يكون فيها القابض على مسرحه كالقابض على جمر النار، كل التحية لمن يشعل شمعة فى نهاية النفق الدرامى، فأبوالفنون هو الذى نراهن عليه لإعادة روح الثقافة الجادة إلى المجتمع المصرى، أضيئوا جنبات كل المسارح المهملة فى مصر ستجدون مواهب تتفجر وعقولاً تتنور وشباباً يهجر التوافه ويتفاعل مع الفن الذى لا يموت، فن المسرح.


Friday, August 28, 2020

التنمر الجماعى - جريدة الوطن - 8/2020 /27

 لايكاد يمر يوم إلا ونجد تنمراً بهمجية وسفالة ووضاعة لم تشهد مثلها مصر من قبل، انتهى عصر ألفاظ «يا هانم ومن فضلك ولو تسمح وممنون واعذرنى»... الخ، وحل محلها الطجرمة وطولة اللسان وعنفوان الدراع!!، وقد رفعت وسائل التواصل الاجتماعى غطاء بلاعة الصرف اللاصحى الاجتماعى لتنطلق كل الهوام والحشرات بألسنتها اللزجة لتخوض فى سمعة وعرض أى شخص وبكل وسيلة وطريقة حتى ولو كانت دنيئة ومزيفة.

الكارثة أن ٩٩٪ من تلك السفالات تصدر من شباب ومراهقين ما بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين من العمر، أى إن هؤلاء هم من سيصنعون مصر القادمة، مصر المستقبل، ويغذيها أفاقون مدّعون تجار وسماسرة، يشعلون الحرائق ويتاجرون فى الرماد.

نرى مثلاً خطوبة بنت الكابتن عصام الحضرى الذى طالما رفعناه على الأعناق وكان سبباً مباشراً فى حصولنا على بطولات كثيرة، دخلت الضباع على صورتها وكتبوا تعليقات ليست بحروف ولكنها بمطاوى قرن غزال وبألفاظ خادشة للحياء بل وتتجاوز أى سقف سمعناه من قبل، نفس الكلام مع الفنانة سوسن بدر وهى تتمايل مع أغنية حسين الجسمى، تعلق عليها بنات المفروض أنهن متدينات ممن يطلقن على أنفسهن ملتزمات، يشتمنها ويسخرن من سنها ويسألن مستنكرات «انت لسة عايشة؟».

تنمر على البدانة، تنمر على قصار القامة، تنمر على ذوى الاحتياجات الخاصة.. الخ، وهكذا طوال تجولك وترحالك فى «الفيس بوك» والإنترنت تجد نفايات البشر تتقيأ أقذر الألفاظ. صار الجو مسموماً، وصارت البلطجة سيدة الموقف، وفقدنا أى سيطرة على قاموسنا اللفظى، فصرنا نسمع الشتائم «لايف»، وصار أكبر شير وانتشار هو لفيديوهات القباحة والردح!!، الكل يتفاخر بطول لسانه وقدرته على تشريح البشر وابتزازهم بالشتيمة، صارت «الغجرية ست جيرانها» بالفعل.

حالة تنمر جماعى مخجلة، جعلت صورة المجتمع غابة ينتصر فيها المخلب والناب، صار التجريح شطارة، والسباب مهارة، وقلة الأدب سلاحاً ماضياً فعالاً وناجحاً.

ماذا حدث للشعب المصرى؟، وأين ذهب الذوق وذهبت الجدعنة والشهامة وعفة اللسان؟، غاب العقل وحضر الرخص وحضرت الدناءة، ما يحدث من تنمر يومى بات علامة خطر مأساوية، فقدنا البوصلة الأخلاقية، والضمير صار الطريق إليه سراباً موحشاً، صارت هناك نشوة لتلويث البشر، وشهوة لتمزيق لحمهم وأكل لحمهم جثثاً.

إذا استمرت ظاهرة التنمر الجماعى بهذا الشكل سنصير من «الزومبى» وأكلة لحوم البشر، سكان الكهوف فى زمن ما قبل الديناصورات، لنرتقِ بلغتنا ونفرح لفرح الناس ونتعلم عدم الحشرية، ولنعرف أن الأخلاق ليست طقوساً بل هى ممارسة وسلوك، فلنلحق أنفسنا قبل فوات الأوان.


Thursday, August 27, 2020

ثورة فى علاج ألزهايمر - جريدة الوطن - 8/2020 /26

 كتبت مراراً وتكراراً عن أننى أعتبر ألزهايمر أخطر من السرطان الذى تُخصص لأبحاثه المليارات كل عام، بينما ألزهايمر محروم من واحد على ألف من ميزانية أبحاث السرطان، فبرغم ألم السرطان وخطورته، فإن الإنسان يظل محتفظاً بهويته، محتفظاً ببصمته الإنسانية، لكن مع ألزهايمر أنت مع إنسان آخر، ليس أباك وليست أمك، هنا تكمن المأساة، بالإضافة إلى أنه مرض قاتل وليس مجرد نسيان، لذلك سعدت أمس بالخبر الذى تناقلته وكالات الأنباء عن بشرى علاج هذا المرض العضال فى معامل أستراليا بواسطة باحثين ألمانيين وللمصادفة العجيبة هما شقيقان!!، أنقل إليكم ملخص ما كتبته وكالات الأنباء:

الأخوان المولودان فى ميونيخ الدكتور آرنى إيتنر والبروفيسور لارس إيتنر هما قائدان مشاركان فى البحث فى مركز أبحاث الخرف بجامعة ماكوارى بأستراليا، الذى يقول إنه عكس آثار فقدان الذاكرة المرتبط بمرض ألزهايمر فى الفئران المصابة بالخرف المتقدم، قال الشقيقان اللذان لهما هواية مشتركة وهى تسلق جبال الألب لـSBS German إنهما يأملان فى تكرار نجاحهما على البشر فى غضون من خمس إلى عشر سنوات، بناءً على عملهما الذى يتضمن استخدام إنزيم موجود بشكل طبيعى فى الدماغ، طورا علاجاً جينياً يُحسن الذاكرة ويعيدها فى الفئران المصابة بمرض ألزهايمر، وقد وُجِد أن هذا الإنزيم، عند تنشيطه، يمكنه تعديل البروتين بطريقة تمنع تطور أعراض مرض ألزهايمر، ينسب البروفيسور لارس إيتنر، مدير مركز الأبحاث، الفضل إلى شقيقه الأصغر الدكتور آرنى إيتنر فى إجراء أول اكتشاف مهم للعلاج الجديد فى عام 2016، يقول البروفيسور لارس إيتنر: «لسوء الحظ، كلما تقدمت فى مسار مرض ألزهايمر، فقدت المزيد من الذاكرة فعلياً - وفقدت أيضاً تأثير الحماية الطبيعى»، من خلال تطبيق العلاج الجينى المتطور على مدى السنوات الأربع الماضية، تمكن Arne Ittner من تعزيز القدرة الطبيعية على محاربة مرض ألزهايمر فى أدمغة فئران التجارب وحتى وقف المزيد من فقدان الذاكرة، يقول: «فى تركيبتها الجينية، تشبه الفئران نسبياً البشر، كما أن بنية أعضائها متشابهة»، يحكى لارس عن يوم المفاجأة قائلاً «أتذكر بوضوح اليوم الذى جاء فيه آرنى إلى مكتبى ومعه البيانات. قمنا بتحليلها معاً وفى البداية، لم نستطع تصديق ما أخبرنا به.

«استعادت الفئران وظيفة ذاكرتها وعادت قدرتها على التعلم»، ويضيف: «بعد شهرين من علاجنا للفئران فى سن كبيرة جداً، تصرفت هذه الفئران فجأة مثل أشقائها الطبيعيين، لقد فرحنا حقاً، لا يوجد علاج مماثل ولا علاج جينى آخر أيضاً»، كما يقول لارس إيتنر.

الخطوة التالية هى الانتقال إلى اختبار سلامة وفعالية العلاج الجديد على البشر.

يقول آرنى: «سيتطلب هذا مستوى إضافياً من التعقيد والتكلفة والوقت»، ويضيف: «لقد نجح العلم فى خفض معدل الوفيات فى جميع الأمراض الرئيسية - السرطان والسكرى وضغط الدم وما إلى ذلك- ولكننا ما زلنا نشهد زيادات فى مرض ألزهايمر، وبالتالى فإن الدخول فى هذا المجال والقيام بشىء حيال ذلك هو أمر بالغ الأهمية».

يتوقع الباحثان أن هذا العلاج الجديد يمكن أن يكون فى متناول البشر فى أقل من 10 سنوات، «قد يكون هذا قريباً فى إطار زمنى مدته خمس سنوات بالنسبة لنا لنرى النجاح الذى شهدناه فى الفئران».

لقد لاحظت بالفعل بعض أكبر شركات الأدوية فى العالم التقدم البحثى الأسترالى وهى تقدم للأخوين خبراتها المالية والتصنيعية لتقديم أول علاج مضاد لمرض ألزهايمر، ننتظر الحل البشرى لإنقاذ البشرية من مرض يمسح ويمسخ الإنسان ويدمر مَن حوله بقنبلة الإجهاد والحزن والفراق برغم الحياة والنفس والنبض»، إلا إنه فراق لأن المريض بالفعل موجود وغير موجود.


Tuesday, August 25, 2020

تراث مصر الحضارى أمانة فى عنق الجميع بقلم د. محمد أبوالغار ٢٥/ ٨/ ٢٠٢٠ - المصري اليوم

 

مصر تمتلك تراثًا عظيمًا يبدأ من تراث المصريين القدماء الذى هو مثار إعجاب العالم كله، وسوف يظل كذلك على مدى المستقبل القريب والبعيد. بالرغم من السرقات الكبرى للآثار الفرعونية عبر قرنين من الزمان، وعدم وجود قوانين لحماية الآثار المصرية لسنوات طويلة إلا أن مخزون الآثار المصرية الذى مازالت مصر تحتفظ به عظيم. وشكرًا لثورة ١٩١٩ والحكومات المصرية فى عشرينيات القرن الماضى التى أصدرت أول قوانين للحفاظ على الآثار المصرية، ودافعت بكل قوة أمام رغبة الولايات المتحدة وإنجلترا فى استمرار نهب هذه الآثار، ورفضت بشدة بيع تراث مصر. وشكرًا لعبد الخالق ثروت وسعد زغلول وعدلى يكن الذين تولوا رئاسة الوزارة فى فترة اكتشاف آثار توت عنخ آمون العظيمة فى عامى ١٩٢٢ و١٩٢٣ والفترة التالية لها، الذين رفضوا بإصرار بيع كنوز توت عنخ آمون، رغم الضائقة المالية للوطن، وذلك لفهمهم أهمية الحفاظ على تراث مصر الحضارى.

وقد اهتم النظام المصرى عبر جميع العهود السابقة والحالية بالحفاظ على الآثار المصرية بالرغم من صعوبة ذلك لوجودها بكثافة فى مناطق نائية، ووجود عصابات منظمة لسرقتها فى الداخل مرتبطة مع عصابات دولية، وقد ساعد مصر على الحفاظ على آثارها أنها أصبحت جزءًا هامًا من التراث العالمى واليونسكو والعالم كله يرفض المساس به، وقد قارب المتحف الكبير على الافتتاح فى الهرم وأعتقد أنه سيكون مفخرة عظيمة لتاريخ القدماء.

الآثار القبطية والإسلامية واليهودية ترعاها وزارة الآثار، والمتحف الإسلامى تم تجديده منذ فترة والمتحف القبطى الذى أنِشأه سميكة باشا وأصبح الآن جزءًا من الآثار الوطنية يحمل الكثير من الآثار الرائعة. وتم تجديد معبد النبى دانيال اليهودى هذا العام وهناك إجراءات لإصلاح والمحافظة على مقابر البساتين اليهودية.

متاحف مصر المتعددة والموجودة فى كل مكان تحمى آثار مصر القديمة وفنون مصر الحديثة وتحتاج لرعاية ودعم للمحافظة على المقتنيات.

هناك آثار مصرية هامة أهملناها إهمالًا شديدًا ونسينا أنها جزء من تراث مصر بدءًا من المقابر المصرية والشواهد من العصر المملوكى وحتى النصف الأول من القرن العشرين. زحفت الناس بسبب الانفجار السكانى لسكن القبور، ثم بدأت المشروعات العمرانية التى لم تضع فى الحسبان هذه المقابر، ولم تعتبرها آثارًا. فى العالم كله يتم تحديث الطرق والمواصلات والأنفاق، ولكن يراعى الحفاظ على كل ما هو أثرى. تجول فى باريس أو لندن أو روما وانظر حولك تجد مبانى عمرها مئات الأعوام وأكثر محتفظة بجمالها وروعتها. حتى الولايات المتحدة الحديثة العهد بالحضارة، تجول فى العاصمة واشنطن أو فى كبرى المدن تجد المبانى العظيمة شامخة فى بهاء.

فى مصر، القاهرة الخديوية تنهار تدريجيًا من الإهمال تارة ومن الفساد تارة أخرى بإعطاء تصاريح هدم وبناء مبان قبيحة. عواصم المحافظات وخاصة الصعيد كان بها قصور تاريخية عظيمة بعضها تحول إلى مبان للجهات الإدارية وبعضها تحول إلى مدارس أو تم هدمه. الإسكندرية أصابها نفس الداء.

على الدولة أن تتخذ قرارًا شجاعًا بتسليم هذه المبانى والقصور إلى وزارة الآثار والبدء فى مشروع ترميمها. تحديث المدن والمواصلات وبناء الطرق والكبارى لا يعنى إعدام تراث مصر، ولا إهدار تخطيط رائع لأحياء تخطى عمرها قرنا من الزمان. هناك وسائل حديثة فى البناء. فى هذه المناطق يجب التروى والدراسة وبحث الطرق الممكنة لمنع تدمير أى أثر مصرى. كما تم تدمير الآثار المصرية وإهمالها تم أيضًا بيع تراث مصر الفنى من السينما وأصبحت قنوات غير مصرية تحذف أجزاءً من هذه الأفلام لا تناسب ذوقها ومزاجها، وتم ذلك بسهولة.

تراث مصر من الوثائق والكتب القديمة تم سرقة الكثير منه وتهريبه للخارج، وتم بيع البعض منه ونقله إلى دول الخليج. وينطبق الأمر على الفن التشكيلى المصرى الرائد.

بعض المكتبات والوثائق والأراشيف الخاصة كبيرة القيمة، وجدت طريقها إلى مكتبة الإسكندرية أو مكتبات الجامعات الكبرى، ولكن الأغلبية العظمى انتقلت خارج الوطن. مصر تقوم الآن بحركة بناء واسعة فى المدن الجديدة، بعضها فى الصحراء القريبة من القاهرة وبعضها فى الساحل الشمالى مثل مدينة العلمين الجديدة.

إقامة مشروعات للاستثمار الأجنبى فى الساحل فى هذه المناطق أمر جيد أما إقامة مشروع استثمارى شاهدت (ماكيت) له فى المنتزه أمر خطير، فهذه المنطقة جزء من تاريخ مصر وبيعها أو تغيير هويتها القديمة يضر بالحفاظ على تراث وتاريخ مصر. فى أوروبا لا أحد يطور المناطق القديمة ويبيعها، نطور نعم بخبراء للحفاظ على هويتها ولا نغير شيئًا.

يجب أن يتم وضع مشروع للحفاظ على جميع مبانى القاهرة الخديوية وترميمها، وإصلاح ما أفسده المفسدون فى واجهات بعض المبانى. قاهرة المعز يجب استكمال مشروعات الحفاظ على هويتها بطريقة علمية.

يجب أن نلفت الأنظار إلى أن بناء ناطحات سحاب وأشياء معقدة فى البناء ومكلفة ليس هناك ضمان فى بلاد العالم الثالث لاستمراريتها لأنها تعتمد على تكنولوجيا مكلفة مستوردة، ولا يوجد ضمان فى القدرة على الحفاظ عليها مستقبلًا فى ظل ظروف اقتصادية صعبة. ثم أخيرًا فإن القاهرة والإسكندرية والمدن الكبرى هى مدن بناها المصريون، وعاشوا فيها آلاف السنين، وأى تطوير جذرى لا بد من أخذ رأى أصحاب هذه المدن وسكانها فيه.

مصر أمانة فى عنق الجميع، والحفاظ على تراث مصر أصبح الشىء الباقى لنا، والذى لا تملكه دولة فى المنطقة، فلنحافظ عليه ولا ندمره لأن هناك من الخارج من يريد أن تختفى هوية مصر ويختفى تراثها ونحن، شعبا ودولة، مصممون على الحفاظ عليهما.

قم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك


مرض مؤمن زكريا ليس الـ«إم إس» - جريدة الوطن - 8/2020 /24

 عاد اللاعب مؤمن زكريا إلى الأضواء بعد انتشار فيديو ترحيب النجم الجميل أحمد عز به فى مسرحية علاء الدين واحتفاء الجماهير به، اكتسب الحب والتعاطف، وعاد معه الكلام عن مرضه العضال القاسى، لكن حدث خطأ إعلامى نتيجة عدم وجود ثقافة طبية صحيحة فى البرامج، وهى الحديث عن هذا المرض على أنه التصلب المتعدد «MS»، وهذا أثار هلع الكثير من الأسر التى فيها فرد يعانى من هذا المرض الأكثر انتشاراً من مرض مؤمن زكريا، وكنت أول من كتبت فى هذه المساحة عن مرض زكريا، وأعيد وأكرر اليوم لطمأنة تلك الأسر التى يعانى ابنها من «إم إس» والذى له علاج موجود الآن فى مصر ويصرفه التأمين الصحى أيضاً، ويمكن التحكم فيه جيداً.

دائماً تحدث «اللخبطة» ما بين مرضين: الأول motor neurone disease وتحته عدة أمراض أهمها وأشهرها Amyotrophic Lateral Sclerosis-ALS التصلب الجانبى الضمورى وهو المرض الذى أصيب به العالم الفيزيائى الإنجليزى الشهير ستيفن هوكنج، ويعانى منه مؤمن زكريا، والثانى هو مرض multiple sclerosis واختصاره m s التصلب المتعدد، وسنستعرض كلاً من المرضين:

1-ALS التصلب الجانبى الضمورى:

وللصدفة هو معروف أيضاً باسم «مرض لو جريج» (Lou Gehrig)، على اسم لاعب كرة قاعدة (بيسبول) أمريكى مشهور أصيب به.

هذا المرض يصيب الخلايا العصبية الحركية فى غالبية العضلات الإرادية فى الجسم، والتى يقوم الدماغ من خلالها بمراقبة عمل العضلات.

ونتيجة لهذا المرض، تتلف الخلايا العصبية، ولا يمكن بعد ذلك تحريك العضلات. عدم القدرة على تحريك هذه العضلات أو التحكم بها عصبياً يؤدى شيئاً فشيئاً إلى ضعفها الشديد. خلال المرض، تصاب تدريجياً العضلات المسئولة عن تحريك الأطراف، البلع، النطق وحتى التنفس، دون ترتيب ثابت. لا يضر هذا المرض بالحواس الخمس، بالقدرات العقلية أو بالعضلات الداخلية (القلب، المثانة البولية، الجهاز الهضمى وغيرها).

تبلغ نسبة انتشاره ما بين 1 و6 من كل 100 ألف شخص.

الفحص التشخيصى الأكثر أهمية لهذا المرض هو تخطيط كهربية العضلات (EMG-Electromyography)، الذى يُظهر انعدام أداء العصبون الحركى، بينما تعمل الأعصاب الحسية بصورة سليمة.

من ضمن العلاجات المساعدة عقار الريلوزول (Riluzole)، الذى يساعد فى تخفيف التصلب، تخفيف حدة اضطرابات الكلام، الانقباضات واضطرابات البلع.

2-MS التصلب المتعدد أو المتناثر:

هذا أقل ضرراً من التصلب الجانبى وله علاجات متقدمة وناجحة متوافرة الآن، يهاجم ‏الشباب ما بين العشرين والأربعين من العمر، ويهاجم الجهاز ‏العصبى المركزى ويجعل العصب عارياً من مادة المايلين ‏التى تحميه، والتى تسهم فى توصيل الإشارات العصبية ‏لعضلات الجسم.‎ ‎

المرض يصيب أكثر من 2 مليون شخص حول العالم، ‏وأعراضه الشائعة إذا لم يعالج ويكتشف فى بدايته إعياء وإرهاق شديد من أقل مجهود وأقل ‏تغير فى درجات الحرارة، اختلال وظائف المثانة والأمعاء، ‏رعشة، مشكلات فى النظر، صعوبة فى البلع، صعوبة فى إنجاز ‏أنشطة اليوم الروتينية مثل الأكل والاستحمام وارتداء ‏الملابس، وبالطبع ينعكس كل هذا على مزاج المريض فيدخل ‏فى اكتئاب.

العلاج ينقسم الى:

• علاج الهجمة أو ما يُعرف بالـattack:

يكون العلاج على المدى القصير ويهدف إلى معالجة الأعراض من خلال حقن الكورتيزون (Methylprednisolone 1g) مرة يومياً لمدة 3 إلى 5 أيام فى المستشفى.

• علاج المرض على المدى الطويل وهناك اختيارات كثيرة منها:

- حقنة Interferon beta.

- أقراص Dimethyl fumarate 240mg.

- حقنة Natalyzumad 250mg.

- حقن Alentuzumab.

- حقنة Ocralizumab.

نتمنى الشفاء لمؤمن زكريا ولكل مريض.


Sunday, August 23, 2020

بين فيروسى (الكورونا والإيدز) بقلم الأنبا موسى ٢٣/ ٨/ ٢٠٢٠ - المصري اليوم

 

يجتاح العالم هذه الأيام، وباء الكورونا الذى حصد آلاف الأرواح، فى أرقى بلاد العالم، فى أمريكا وأوروبا والبرازيل.. وهناك علاقة وثيقة بين الكورونا والإيدز كونهما من الفيروسات، التى تسبب أمراض نقص المناعة، والتى لم نصل إلى مصل أو لقاح لكليهما حتى الآن.

١- وقد نشرت جريدة الفجر أن وزارة الصحة والسكان، وقعت مذكرة تفاهم بين الوزارة ممثلة فى البرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز، وكل من جمعية (كاريتاس مصر)، ومؤسسة الشهاب للتطوير والتنمية الشاملة، وذلك فى إطار التعاون لتقديم التوعية للحد من انتشار مرض نقص المناعة البشرى«الإيدز» بحلول عام ٢٠٣٠، ودعم المرضى المتعايشين مع المرض وتوفير العلاج.

٢- وأوضح الدكتور محمد حسانى، مساعد وزير الصحة والسكان لمبادرات الصحة العامة، أهمية الدور الحالى لمنظمات المجتمع المدنى، والجمعيات فى المساهمة فى نشر التوعية، بهدف القضاء على الإيدز والفيروسات بشكل عام، من خلال الوصول للفئات الأكثر عرضة للإصابة، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، وتنسيق العمل الميدانى فى هذا المجال.

أولًا: الكورونا

١- مازال يجتاح العالم فيروس «الكورونا»، الذى استطاع أن يقتل أعدادًا ضخمة من البشر، وأن ينتشر

فى الهواء، ليطال كل الناس، إذ يستنشقونه كقطع هلامية، تشبه لقاح النخيل، تطير فى الهواء، وتدخل إلى الصدور، ولا يستطيع أن يمنعها أحد، ما دامت موجودة فى الهواء الذى نستنشقه.

٢- وبعد أن تدخل هذه الكتلة الصغيرة إلى الصدر، ثم تنطلق إلى الدم، وتكتسب من دم الإنسان حياة، وتتحول إلى كائن حى مدمر، يدمر كبد الإنسان وكليتيه ورئتيه وقلبه، وطحاله.. إلخ. فهو - إذن- عدو خطير إذا احتل كيان الإنسان، فإنه يدمره شيئًا فشيئًا، إلى أن ينهى حياته فعلًا.

٣- وبعد أن نرى الفيروس يتعامل العلماء معه بمواد قاتلة: الاستربتومايسين، والكلورامفينيكول والبنسلين.. إلخ، وذلك لكى يكتشفوا الدواء الذى يمكن أن يقتله، وهكذا انتهت تقريبًا الكوليرا والتيفود والدرن.. لكن كوفيد ١٩ الحالى، لم يتمكن العلماء حتى الآن من اكتشاف الدواء الذى يقتله!!، وقال البعض: فيروس كورونا قد يصبح مثل الإيدز!!.

٤- وهناك تجارب علمية كثيرة، يجرونها الآن من خلال منظمة الصحة العالمية وغيرها من مراكز البحوث فى أمريكا وإنجلترا وغيرها، تحاول أن تجد لقاحًا- «فاكسين»- يقى الإنسانية من دمار كوفيد ١٩ وما اكتشفوه يحتاج إلى سنة كاملة أو أكثر، ليثبت فاعليته، وينال اعتماد منظمة الصحة العالمية. ونتذكر هنا قول الكتاب المقدس فى سفر يشوع ابن سيراخ فى الإصحاح الـ ٣٨:

- «إنَّ الْطِّبَّ آتِ مِنْ عِنْدِ الْعَلِىّ».

- «الْرَّبُّ خَلَقَ الأدْوِيَةُ مِنْ الأرْضِ».

- «يَا بَنِىَّ إذَا مَرِضْتُ فَلا تَتَهَاوَنْ بَلْ صَلِّ إلى الْرَّبّ فَهُوَ يَشْفِيَكَ».

■ مجموعة الكورونا:

١- كلمة كورونا من «Сrown»، أى «التاج»، حيث تتسم هذه الفيروسات التاجية بتاج فوق جسمها الميكروسكوبى، ومن يرى الصورة يذهل من جمال «التاج» الذى فوق رأس هذا الفيروس الصغير، وهو فى منتهى الجمال والزركشة بصورة فوق الخيال الإنسانى.

٢- كوفيد ١٩ واحد من هذه، وللأسف صغير جدًا، ولم يستطع العلماء - حتى الآن - مشاهدته تحت الميكروسكوب العادى ولا الإلكترونى ولا السوبر إلكترونى، الذى يكبر ما يراه على الشريحة، مئات الآلاف من المرات، لأنه دقيق جدًا، وهكذا نحارب فيروسًا لا نشاهده وفى الظلام، تصور رجلًا يصارع آخر قويا، فى ظلام دامس، طبعًا سيخسر المباراة. فهو يحيا فى الظلام، ويدمر الإنسان، هو عدو خفى، لذلك تصعب محاربته.

٣- ويذكرنا هذا أيضًا بمرض الإيدز، الذى يقتل الكثيرين سنويًا، وليس له دواء ناجح حتى الآن، ومازال العلماء يجتهدون، فى الوصول إلى دواء أو مصل لهذا الفيروس الفتاك، سواء لفيروس الإيدز أو الكورونا.. نطلب من الله المعونة للأطباء والعلماء فى الوصول إلى الأدوية والأمصال، لهذه الأمراض الخطيرة الفيروسية.

٤- وعن التشابه بين فيروس الإيدز وكورونا، كلاهما فيروس يضرب جهاز المناعة ويتمثل باستهداف الخلايا التائية، إلا أن فيروس كورونا قد يكون غير قادر على تجنيدها للتكاثر، على عكس الإيدز الذى يستطيع التكاثر بداخل هذه الخلايا، وهذا الأمر مهم جدًا لأن هذه الخلايا ليست الهدف الأكيد لفيروس كورونا.

٥- وتعتبر استراتيجية مناعة القطيع غير مجدية فى حالة فيروس الإيدز HIV لأنه ينتقل بأساليب مختلفة كالتواصل الجنسى ونقل الدم وغيرها، ويختلف عن الفيروسات التى تنتقل عن طريق التنفس التى منها كورونا.

٦- ويشار إلى أن اختبار الأطباء والعلماء للأدوية التى تم تجريبها فى علاج كوفيد ١٩ كأدوية الإيدز والملاريا، كان على أساس المادة الوراثية، إذ يتم تجريب هذه الأدوية على المادة الوراثية سريريًا، وبعضها نجح فى استهدافها.. وقانا الله شر هذه الأمراض الفتاكة.

وحديثنا العدد القادم إن شاء الله عن الإيدز، نجّى الله شبابنا ومصرنا من كل هذه الفيروسات.

* أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


ذكاء عمرو دياب - جريدة الوطن - 8/2020 /22

 عمرو دياب 37 سنة غناء وما زال على القمة، 27 سنة غياباً عن التمثيل وما زالت عنده الرغبة فى تقديم عمل درامى، السر هو الذكاء، اختيارات فنية ذكية هى التى أبقت هذا السوبر ستار على القمة كل هذا الوقت، بدليل اختياره الذكى لمنصة نتفلكس لعمله الدرامى القادم، فالمسلسلات الرمضانية صارت جهداً جباراً شبيهاً بالأشغال الشاقة، فوق طاقة البشر، الممثلون والمخرج وكل عناصر المسلسل خلفهم كرباج رمضان، يعملون فى ظروف غير إنسانية لا تسمح فى معظم الأحيان بصياغة وتشكيل عمل فنى، بنفس هادئ، وعمق وتركيز وتجويد، لكن عمرو دياب أذكى أبناء جيله وأكثرهم شغلاً وعملاً على نفسه وعلى موهبته، اختار الابتعاد عن المسلسلات التقليدية واختار نتفلكس، لأنها منصة متحررة من صنم الثلاثين حلقة، ذلك الصنم الذى سيذبح الدراما المصرية بسكين بارد، ويغتال كل عناصرها برصاصة المط والتطويل والسربعة، سيصبح «دياب» حراً فى عمل مسلسل أربع أو خمس حلقات فقط، يوفر له كل عناصر النجاح والهدوء، ذكاء عمرو دياب أيضاً جعله يختار الشكل الموسيقى للدراما التى ينتظرها الجميع، هو يعرف أن الموسيقى والغناء هما ملعبه، فلماذا يغرد على شجرة لم تحتضن عشه الأول؟، فهو يعرف جيداً أن التمثيل مجرد ضيف، مجرد زائر، إذا لم يخدّم على موهبته الغنائية فلا حاجة له، هذه هى فلسفته التى جعلته منذ لقائه بالنجم عمر الشريف فى آخر فيلم منذ ٢٧ سنة يتأنى فى اختياره التمثيلى القادم، عمرو دياب موهبة تعرف كيف تستغل كل سنتيمتر فى مساحتها، من الممكن أن يكون هناك من هم أقوى صوتاً، لكنهم يبددون مساحاتهم ويستنزفون طاقاتهم فيفقدون القمة، عمرو يعرف جيداً أنه رأسمال نفسه، هو أثمن رأسمال عند عمرو، لذلك يعمل على الحفاظ عليه واستثماره جيداً، يحافظ على صحته بالرياضة، نادر جداً فى لقاءاته التليفزيونية بحيث يظل دائماً عطراً غامضاً يسأل عنه الجميع وليس سلعة ملقاة على قارعة الطريق يتعود عليها المارة، استطاع تسويق موهبته بذكاء، واختيار مناطق النجاح الفنى والموسيقى التى تلمس وجدان الشباب بمنتهى المهارة، من البداية اختار هدفه وهو أن يكون عالمياً لا محلياً، فانفتح على كل موسيقى العالم ونسجها بمهارة فى أغانيه، شارك مطربين من النجوم من كافة الجنسيات، كان الأول فى الحصول على جوائز عالمية، وكان الأول فى حصاد عدد المستمعين فى ألبوماته، وكل من سافر أوروبا أثناء صدور ألبوم نور العين يعرف جيداً كيف انتشرت تلك الأغنية فى ديسكوهات ومطاعم وبيوت أوروبيين وأمريكيين وأفارقة.. إلخ، باختصار عمرو دياب شعلة ذكاء، وطاقة عمل، وقصة إخلاص وعشق لفنه، وأنا أحبه بشكل شخصى وأحترم قصة نجاحه وجهده الدؤوب، وأتمنى له مواصلة رحلة نجاحه فى عمله الدرامى القادم.


Saturday, August 22, 2020

الظلم.. قتل محمد فوزى بقلم عباس الطرابيلى ٢٢/ ٨/ ٢٠٢٠ - المصري اليوم

 

نعم، تعددت الأسباب والموت واحد.. لأنه حق، الموت وليس الظلم!! وحكاية الفنان متنوع المواهب محمد فوزى تؤكد ذلك.. إذ لا أحد ينكر أنه فنان تفوق فى أفكاره. وفى أعماله.. فهو مطرب، وموسيقى وممثل، ودائماً كان سباقاً فى كل أعماله.. فهو أول من غنى للطفل.. وفى نفس الوقت كان خفيف الدم فى كل الأفلام التى قدمها لنا، وهل ننسى دويتو شحات الغرام مع الرائعة ليلى مراد.. ولا دوره كأشهر واحد رفض رائحة البصل الأخضر.. وصاحب أكبر المقالب من زوجته- فى الفيلم- مارى كوينى.. ولا حتى عندما انفعل وكلفته أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال ليضع موسيقى النشيد الوطنى الجزائرى.. كان سباقاً فى كل شىء.. ولكنه راح ضحية أنه رفض أن يغنى بالريموت كنترول.. أى عليه أن يغنى لثورة ٢٣ يوليو بالتعليمات.. فكان جزاؤه مصادرة أعظم أعماله.. ذلك هو مصنع الأسطوانات.. إذ هو أول من سبق فى إنشاء مصنع لأسطوانات الأغانى ودفع فيه كل مدخراته.. ولكن هذه الثورة حرمته من أن يحصد نتاج عمله هذا وإنشائه أول مصنع وطنى للأسطوانات فى الشرق الأوسط.. وعودوا إلى زوجته سمراء الشاشة مديحة يسرى وهى تروى قصته مع هذه الجريمة التى ارتكبتها ثورة يوليو فى حقه. فقد ذهب مبكراً كالعادة إلى مقر هذا المصنع فوجد الجنود يحيطون بالمصنع وصغار الضباط يتجولون داخل ردهات المصنع.. ولما حاول الدخول إلى مكتبه منعه ضابط صغير الرتبة من الدخول.. وقال له مكانك هناك فى غرفة بجوار الباب.. وبكى الفنان محمد فوزى.. بالذات عندما عرف أنهم قرروا له راتباً شهرياً لا يكفى مشروباته مقابل إدارته المؤقتة للمصنع.. وكان ذلك بعد شهور قليلة من إنشائه لمصنع الأسطوانات هذا. وكان المرض اللعين قد بدأ يتسلل بطيئاً إلى جسده ولكن قرار تأميم المصنع الذى وضع فيه كل مدخراته عجل بانتشار المرض فى جسمه الرقيق.. وأخذ الفنان الذى كان أكثر فنانى مصر أناقة «يحبس آلامه» فى جسده الذى فقد ٧٠٪ من وزنه.. حتى بات فعلاً «جلداً على عضم» وهبط وزنه تحت ٣٥ كيلو جراماً، كل ذلك لأنه رفض أن يمضى فى طابور «الغناء بالأوامر..» حتى وإن قدم واحدة من أفضل أغنياتنا الوطنية «وطنى أحببتك يا وطنى» وفيها لم يغن لشخص أو لزعيم ولكنه غنى للوطن.

■ ■ وأجمع كل من أحاطوا به فى محنته هذه مع المرض أن الظلم وأن القهر هو الذى قتل جسد محمد فوزى، ثم قتل «الفنان» محمد فوزى.. وقد حاول أحد أصدقائه أن يخفف عنه قائلاً «يا سيدى إذا كانت الثورة قد أممت شركات ومصانع طلعت حرب وهى أفضل ما نملك فكان يرد: ولكن طلعت حرب مات قبل أن يؤمموا شركاته ولذلك لم يحس بالوجيعة، أما أنا فقد «أممونى» وأنا على قيد الحياة.. رحم الله فناننا الذى أسعدنا حتى ونحن أطفال.


د. وسيم السيسى يكتب: دعنى أضع اسمك فوق كل قانون عادل! ٢٢/ ٨/ ٢٠٢٠ - المصري اليوم

 

بدعوة كريمة من السفير خالد راضى، مدير المعهد الدبلوماسى، والسفيرة أمينة جاد، لإلقاء محاضرة عن القانون فى مصر القديمة، قلت لهما: نسجت مصر قانونها من خيوط الفضيلة حتى تكسو جسم البشرية بالحق والعدل. كان القانون فى مصر القديمة مثالياً فى قواعده، عادلاً فى أحكامه، عالمياً فى مراميه، نقياً فى مبادئه، صافياً فى مواده. كان القانون يُصاغ فى دار حوريس الكبرى، عبارات واضحة.. سليمة ومختصرة، فى صيغة بلاغية وفى منتهى الإتقان.

كان القانون المصرى القديم دهشة للمؤرخين، فمصر أول من وضعت: العدل أساس الملك، وأن الملك يحيا بأعماله العادلة كما كان يقدم تمثالاً لربة العدالة ماعت، كما كان كل قاض يضع تمثالاً لربة العدالة حول عنقه، كذلك العدالة الاجتماعية بين كل أفراد الشعب، كانت المساواة بين الحاكم والمحكوم، الرجل والمرأة، الوزير والخفير، الغنى والفقير، العظيم والمتواضع، وكأن قانون مصر رضع من ربة العدالة حتى يكون هدية الله للإنسان على الأرض!

جاء سولون واعتنق الأمونية حتى يدخل المعابد، حيث بها المكتبات، وتعلم من مصر القانون، وذهب به إلى أثينا، ومنه انتقل إلى روما «موسوعة جوستنيان والألواح الاثنى عشر» ومن روما إلى فرنسا «قانون نابليون» ومن فرنسا إلى مصر! بضاعتنا وقد ردت إلينا! كانت الزوجة من حقها خلع زوجها إذا صدرت منه قسوة باليد أو اللسان، كما كانت ترث زوجها بالكامل، كما كان لها حق التصرف فى أملاكها بالبيع أو الشراء أو الهبة، كما كان لها إرادة كاملة فى قبول أو رفض زوج المستقبل، كما كان لها حق الدفاع عن حقوقها أمام المحاكم، سواء كانت مدعية أو مدعى عليها لأن نظام المحاماة لم يُعرف فى مصر إلا فى العصر الرومانى الذى بدأ ٣١ ق.م. الملك خيتى الرابع، الأسرة العاشرة، يقول لابنه ولى العهد: هدئ من روع الباكى ولا تجرد أحداً مما يملك، ولا تطرد موظفاً من عمله دون وجه حق، قرب إليك الإنسان حسب كفاءته، واحرص على أن يتم كل شىء حسب القانون.

تكونت محكمة من ١٤ قاضياً وحكمت بإعدام بنتاؤر ابن الملك رمسيس الثالث «الأسرة ٢٠» لخيانته، ولما اكتشفت المحكمة أن اثنين من القضاة كانا يسهران فى القصر، حكموا بإعدام القاضيين، فانتحر القاضيان قبل تنفيذ الحكم.

الفلاح الفصيح «خون أنبو» اشتكى لحاكم وادى النطرون «رنزى ابن ميرو»، سرقة بضاعته فى رسائل رائعة: أنت والد اليتيم، وستر من لا أم له، دعنى أضع اسمك فوق كل قانون عادل، أنت كالميزان.. لسانك هو المؤشر وقلبك هو رمانة الميزان، وشفتاك هما ذراعاه! أعجب الملك «نب كاو رع» بفصاحة هذا الفلاح، أوصى بالقبض على اللصوص دون أن يخبروه حتى يكتب رسائل أخرى بليغة! غضب الفلاح فكتب سبع رسائل غاضبة منها: اعدل فما أنت بعادل، لقد عينك الملك حتى تطارد اللصوص ولكنك أصبحت ملاذاً لهم، احذر اقتراب الأبدية، وفى الرسالة التاسعة أعلن الفلاح تركه الإقليم لأن ربة العدالة غادرته! أعلنوا له الحقيقة، ردوا له بضاعته، حاكموا اللصوص، كرَّموا الفلاح الفصيح.

فى فيلم «آلهة مصر»، فى محاكمة الروح، ريشة العدالة فى كفة، والذهب فى كفة أخرى، تشويهًا للعدالة فى مصر، ومصر مليئة بالأثريين، والمثقفين، والأكاديميين، ولا حس ولا خبر، وكأننا من أهل الكهف أو يزيد.


Friday, August 21, 2020

دعوة للكتابة بالأرقام الأجنبية - جريدة الوطن - 8/2020 /20

 هناك معلومة تقول إن الأرقام الأجنبية هى فى الأصل أرقام عربية، وإن الأرقام التى نكتب بها الآن هى أرقام هندية الأصل، ولكن حتى لو كانت هذه المقولة خاطئة فإننى أفضّل الكتابة بالأرقام الأجنبية، وأدعو للكتابة بها وأتعمّد كتابة رقم تليفونى لأصدقائى بهذه الصيغة، ليس على سبيل «الأنعرة» أو التعالى، وليس لأننى متفرنج أو مغترب، ولكنى أكتب بها لأنها أكثر دقة، ولأن أرقامنا العربية رديئة جداً، ومن السهل تزويرها جداً جداً.

كان أبى، رحمة الله عليه، مدير أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعى، وكان يقول لى، من خلال خبرته الطويلة فى هذا المجال، إن من ضمن أسباب سهولة تزوير الشيكات والكمبيالات عندنا رداءة أرقامنا العربية، وخاصة الصفر! ولينظر كل منا إلى هذا الصفر الهلامى الذى ليس له قوام أو كيان، مجرد نقطة تائهة، من السهل تحويلها إلى أى رقم، من السهل حذفه وإضافته، الصفر حقاً لعنة رقمية لا تستحق التمسك بها.

سبقتنا تونس إلى استخدام الأرقام الأجنبية فى صحفها ومكاتبات مصالحها الحكومية، وهى بالفعل محقة فى ذلك، فالرقم الأجنبى له منطق وكيان وحيوية، فالواحد له زاوية واحدة، والاثنان لو كتبناها كحرف الزد لها زاويتان.... وهكذا، والصفر الأجنبى له أيضاً هيبة وكينونة وأهمية، وليس مجرد غرسة سن قلم تائه فى البرية. واستخدام تلك الأرقام ليس له أى علاقة بخيانتنا لعروبتنا ولا لهويتنا، ولا يُعد غزواً ثقافياً ولا مؤامرة صهيونية صليبية أمريكية استعمارية كونية، ولكنه بحث عن مزيد من الدقة والمنطق والوضوح.

اندهشت عندما اطلعت على فتوى مجلس هيئة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية فى دورته الحادية والعشرين المنعقدة فى مدينة الرياض ما بين ١٧ و٢٨ من شهر ربيع الآخر عام ١٤٠٣ هـ فى هذا الموضوع بتحريم استعمال الأرقام الأجنبية لأسباب كثيرة، من ضمنها: أن الفكرة لها نتائج سيئة، وآثار ضارة، فهى خطوة من خطوات التغريب للمجتمع الإسلامى تدريجياً!. والسؤال: هل هذه الأرقام التى نقول عنها عربية مقدسة؟ هل نزلت بشأن كتابتها على هذا النحو نصوص قرآنية تحث على استخدامها ورفض غيرها؟ هل عرب الجزيرة العربية هم مخترعو هذه الأرقام؟!

إننا لا نتحدث عن مقدسات، ولا نخوض فى أوامر ونواهٍ سماوية. تطوير الأرقام وحتى تطوير النحو وقواعد اللغة العربية شىء مطلوب ومُلح وضرورى، وهذا التغيير ينبغى ألا يُطرح على بساط الخلافات الفقهية فى المجامع الإسلامية، ولكنه يخضع للعقل وللضرورة ولظروف التطور فقط.

فلنجرب الكتابة بهذه الأرقام، وثقوا بأنكم لو كتبتم بها لن تخونوا دينكم أو هويتكم أو عروبتكم، بل ستخونون شيئاً واحداً، ستخونون الجمود والتشرنق والتحجر، وهذه خيانة مشروعة جداً.


Thursday, August 20, 2020

تعليم لا تلقين - جريدة الوطن - 8/2020 /19

 أعرف أن وزير التربية والتعليم يستمع جيداً لكل رأى حريص على تجديد دماء العملية التعليمية، وهذه رسالة من الأستاذ صالح سعد من دمياط، وهو مهموم بمشاكل التعليم المصرى منذ فترة كبيرة، وصلتنى منه تلك الرسالة المهمة التى أرجو أن يهتم بها د. طارق شوقى، يقول صالح سعد:

فن التدريس هو الفن الذى يجعل المتعلمين يعبرون ويقرأون ويفهمون، يفكرون ويحللون، يستنتجون ويركبون، والمدرس الجيد كالبستانى الذى لا يحاول أن ينمو بدل نباتاته، وهو كالمايسترو لا يعزف عوضاً عن عازفيه، وهو كوكيل الرحلات الذى لا يسافر نيابة عن زبائنه من السياح، التعليم كما نرجوه ونتمناه حفز وتمكين، لا هو حفظ ولا تلقين، المفهوم الصحيح لفن التدريس على خلاف ما هو سائد فى النماذج الأكثر انتشاراً، حيث أكثر من ثمانين فى المائة من وقت الكلام يهيمن عليها المدرس الذى يقوم بنفسه بالعمليات العقلية المركبة، فى حين أن هذا المدرس مطالب بترك مسئولية التعلم لمتعلميه من أجل التعلم وإثارة فضولهم خلال مرحلة التحفيز وتعزيز قابليتهم وضمان اهتمامهم وانجذابهم للمجهول فى حالة مادة جديدة للدراسة، وهكذا، فإن النباتات الصغيرة التى هى المتعلمون يمكنها أن تنتج ثماراً عن طريق شهية المعرفة والتساؤلات والتفكير والتحفز والإبداع، فيكون التعليم كما نرجوه ونتمناه: «حفز وتمكين.. لا هو حفظ ولا تلقين، صحيح قد يحتوى الكتاب المدرسى المصرى على 80% من المعلومات التى تحتويها كتب العلوم فى البلاد الأجنبية المتقدمة ولكن العبرة ليست فى معلومات المقرر التلقينى، إنما العبرة فى طريقة المنهج التربوى الذى تتم به معالجة هذه المقررات، فهدف التربية الأسمى أن يتعلم الطلاب كيف يفكرون، لا كيف يحفظون، وهذا هو الفارق بين المنهج والمقرر، وبين وظيفة المربى والملقن، وبين تربية هدفها الحفز والتمكين، وتلقين هدفه الحفظ والتدجين.

لا نريد تعليماً من نوع «التدجين التربوى»، يتحول فيه الطلاب إلى أوانٍ فارغة ومخازن تودع بها نصوص ومحفوظات يحفظها الطلاب عن ظهر قلب وممنوع اللمس، إنه تعليم يسير على طريقة الودائع البنكية «إيداع وسحب»، وتنتظم علاقة التلميذ والملقن فى «التعليم البنكى» على النحو التالى:

الملقن يعلم والتلميذ لا يعلم، الملقن يلقن والتلاميذ يتلقون، الملقن وحده يفكر والطالب لا يفكر، الملقن يتكلم والتلميذ يستمع وينصت، الملقن ينظم والطالب لا ينظم، الملقن يختار ويفرض اختياره والطالب يذعن، الملقن يتصرف والطالب يعيش فى وهم التصرف من خلال عمل الملقن، الملقن هو قوام العملية التلقينية والتلاميذ نتيجتها.

والملقن وتلاميذه تابعون أذلاء لواضع «المقرر التلقينى»، ويقوم الملقن وتلاميذه بملء وتفريغ وسحب نصوص المقرر التلقينى متى طُلب منهم ذلك، ولا اختيار أمامهم وإلا تعرض التلاميذ للهلاك والعقاب، وويل للمبدعين من «بعبع الامتحان» الذى يكرم فيه المرء أو يهان، ولسان حاله يقول: لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك، وأخرج كل من لم يدخل بيت «الطاعة المدرسية» ذليلاً مهاناً، يجرجر خيبة وعار الرسوب ويصبح فاقداً للأهلية والصلاحية التعليمية، وبمرور الوقت فإن بعض الطلاب ممن شاهدوا الملك عارياً يشعرون بالقهر، ويتسربون، ويكتشفون أن «التربية التلقينية» من مخلفات عصر القطيع والعبيد ويخرجون من «غرفتهم المعرفية المغلقة» من ظلام الغرفة إلى ضوء النهار وشمس «التعليم الحوارى» ويسلكون طريق التحرر وفيه يتمكن المقهورون من كتابة تاريخ جديد للبشرية، إنه ميثاق جديد لتعليم يحرر الإنسان، وفيه يتعلم كيف يعيش حراً ويتعلم كيف يتعلم حتى يتحرر من التبعية ويكتسب دائماً معرفة جديدة طوال حياته ويتعلم كيف يفكر بطريقة حرة وكيف ينقد نقداً بناءً ويتعلم كيف يكون كى لا يتعرض لسرقة عقله وقلبه وعرقه، ويتعلم أن مشروع التربية الحوارية هو جوهر التربية الحقيقى لإعادة بناء العالم على أسس عادلة منصفة، ويستعيد فيها الإنسان حق تقرير مصيره، يحدث هذا.. عندما تصبح التربية عبارة عن «حفز وتمكين لا حفظ فيها ولا تلقين».


Tuesday, August 18, 2020

د. محمد أبوالغار يكتب: صلاح عبدالصبور أجمل الشعراء ١٨/ ٨/ ٢٠٢٠ - المصري اليوم

 كتب صلاح عبدالصبور كثيرًا عن الحب والعشق الإلهى، فهو شيخ المتصوفين، ولكنه كتب شعرًا جميلًا عن المحبين والعشاق فى عالم الإنسان. وأبدأ بقصيدة «أقول لكم» من أول ديوان له: لأن الحب مثل الشعر/ ميلاد بلا حسبان/ لأن الحب مثل الشعر/ ما باحت به الشفتان/ بغير أوان/ لأن الحب قهار كمثل الشعر/ يرفرف فى فضاء الكون... لا تعنو له جبهة/ وتعنو جبهة الإنسان/ أحدثكم - بداية ما أحدثكم - عن الحب/ حديث الحب يوجعنى، ويطربنى ويشجينى/ ولما كان خفق الحب فى قلبى هو النجوى بلا صاحب/ حملت الحب فى قلبى، فأوجعنى وأوجعنى.

تمر تسعة وثلاثون عامًا على رحيل هذا المبدع العظيم الذى أمتعنا وأسعدنا وأبكانا. فى فترة قصيرة من العمر أبدع عبد الصبور دواوينه الثلاثة الأولى التى هزت مشاعرنا فى شبابنا، وهى الناس فى بلادى، وأقول لكم، وأحلام الفارس القديم. وانتقل بعدها إلى المسرحية الشعرية فأبدع أعمالًا خالدة، وحقق ما آمن به الإغريق بأن الشعر قد خلق للمسرح. وحقق نجاحًا مبهرًا بكتاباته لمسرح شعرى حقيقى متقدم بمراحل عن مسرح شوقى من الناحية الدرامية والمسرحية. ثم نشر ثلاثة دواوين أخيرة.

أتحدث أولًا عن صلاح الإنسان فى تجربة شخصية. حين كنت مدرسًا فى قصر العينى كونت مع مجموعة نشطاء الطلاب أسرة جامعية، بعض أعضائها كانوا يكتبون الشعر، وطلبوا منى أن أساعدهم فى مقابلة صلاح عبد الصبور الشاعر الكبير آنذاك، فحصلت على رقم تليفون منزله، واتصلت به، وطلبت منه مقابلة الطلبة، فلم يتردد، ودعانى إلى منزله، وحضرنا وشربنا الشاى وأكلنا الجاتوه، واستمع إلى أشعار الطلاب وعلق عليها، ولم يكن يعرفنى أو سمع باسمى من قبل.

لقد قرأت أعمال عبد الصبور مرات ومرات فى زمن الصبا وشاهدت جميع مسرحياته على المسرح باستثناء مأساة الحلاج. ولا زلت أذكر مسرحية «بعد أن يموت الملك» والتى كان بطلها ملك ديكتاتور سفاح لم يصدق أحد أنه مات، وظل الجميع خائفين ومرعوبين منه بعد أن مات، وكانت بطلة المسرحية برلنتى عبد الحميد، وذلك بعد سنوات من وفاة عبد الحكيم عامر. وذهلت لأننى كنت أظنها ممثلة إغراء تافهة، فوجدتها ممثلة قديرة متميزة، وتقرأ دورها الشعرى باقتدار وبدون خطأ واحد فى مسرحية طويلة. تحكى كيف تصرفت الحاشية والزوجة وشاعر الملك، فى عمل مسرحى حقيقى ممتع. وفيها يقول الملك:

ما هذا يا قاضى السوء/ مادمت أنا صاحب هذى الدولة/ وأنا الدولة.. أنا ما فيها، أنا من فيها..

أنا بيت العدل، وبيت المال، وبيت الحكمة/ بل إنى المعبد والمستشفى والجبانة والحبس/ بل إنى أنتم، ما أنتم إلا أعراض زائلة تبدو فى صور منبهمة/ وأنا جوهرها الأقدس.

فى العام الماضى ذهبت لمشاهدة مسرحية مسافر ليل، وكان ديكور المسرح عبارة عن عربة قطار فى حديقة دار الأوبرا أمام مسرح الهناجر، وهو مماثل لوصف الديكور فى المسرحية، ولم يسمح الديكور داخل العربة إلا بعدد محدود من المشاهدين داخل العربة مع الممثلين، وهم ثلاثة فقط، الراوى والمسافر وعامل التذاكر، وسماها عبدالصبور كوميديا سوداء وكان عرضًا رائعًا ومتميزًا.

لازلت أذكر ليلى والمجنون، وقعت فى غرامها، وقرأتها مرات، وشاهدتها على المسرح. وتدور أحداثها فى دار صحيفة صغيرة تصدر قبل عام ١٩٥٢، محرروها من الشبان والشابات، أحدهم معتقل والباقون يكتبون بشجاعة مطالبين بالحرية، ويقعون فى الحب. أنقل إليكم بعضًا من المسرحية الممتعة: ما تملكه يا مولاى الشاعر/ لا يطعم طفلًا كسرة خبز/ لا يسقى عطشانًا قطرة ماء/ لا يكسى عُرْى عجوز تلتف على قامتها المكسورة.

وعن الثورة: رفقًا حسان/ ما تذكره ليس هو الثورة/ الثورة أن تتحرك بالشعب/ إنى لا أعرف معنى هذه الكلمة/ لكنى أعرف معنى البيت ومعنى الثوب ومعنى اللقمة/ أعرف معنى وَجْد امرأة هرقة/ تنتظر بقلب ذائب/ أن يرتفع الدلو بعائلها من بئر السلطة/ أو أن يتثاءب باب السجن عن الولد الغائب/ تلهو الشرطة بحسام كما يلهو المجنون بدمية.

وفى الفصل التالى من المسرحية يقول البطل:

فى بلد لا يَحكُم فيه القانون/ يمضى الناس إلى السجن بمحض الصدفة/ لا يوجد مستقبل/ فى بلد يتمدد فى جثته الفقر/ كما يتمدد ثعبان فى الرمل/ لا يوجد مستقبل.

مأساة الحلاج هى إحدى روائع عبد الصبور، وللأسف لم أشاهدها على المسرح لسفرى فى بعثة دراسية. يحكى بشعرية حالمة ولكنها قوية عن تصوف الحلاج فيقول: لا أبكى حزنًا يا ولدى، بل حيرة/ من عجزى يقطر دمعى/ من حيرة رأيى وضلال ظنونى/ يأتى شجوى، ينسكب أنينى/ هل عاقبنى ربى فى روحى ويقينى/ إذ أخفى عنى نوره؟/ أم عن عينى حجبَتْهُ غيومُ الألفاظ المشتبهة/ والأفكار المشتبهة؟/ أم هو يدعونى أن أختار لنفسى؟/ هَبْنِى اخترت لنفسى، ماذا أختار؟/ هل أرفع صوتى؟/ أم أرفع سيفى؟/ ماذا أختار؟../ ماذا أختار؟.

على مصر أن تستعد من الآن لاحتفال ثقافى كبير فى العام القادم بذكرى ٤٠ عامًا على رحيل صلاح عبد الصبور، على أن يتضمن مهرجانًا تعرض فيه مسرحياته الشعرية ليتعرف الشباب على جانب شديد الإضاءة من تاريخ مصر الثقافى. سوف يبقى هذا الشاعر الموهوب والإنسان الرائع فى ذاكرة المصريين وكل محبى الشعر والفن، فلروحه السلام.

قم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك.


ساكنة الظل التى صنعت النور - جريدة الوطن - 8/2020 /17

 وراء كل عظيم امرأة، جملة تنطبق تمام الانطباق على «مرسيدس» أرملة الروائى «جابرييل جارثيا ماركيز» التى رحلت يوم السبت الماضى، مرسيدس التى تستحق لقب «أيقونة الإخلاص» و«صانعة النجاح الحقيقى لماركيز»، إنها صانعة النجاح الحقيقى لرواية «مائة عام من العزلة» والتى لولاها لما خرجت إلى النور، صدرت الرواية عام 1967 وتجاوزت طبعاتها الـ53 مليون نسخة، كما تمت ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة مختلفة، وحصل ماركيز على جائزة نوبل للآداب بسببها، تعالوا نسمع قصة إسهام مرسيدس ذات الأصول المصرية فى شهرة ونجاح وتألق ماركيز من موقع «إحكى»، تعالوا نسمع عن ساكنة الظل التى صنعت نور أشهر روائيى العالم:

فى مدينة «نيو مكسيكو» المكسيكية، بالتحديد أمام مكتب بريد «سان أنجل» عام 1966 كان الأديب «غابرييل غارسيا ماركيز» واقفاً هو وزوجته السيدة «مرسيدس» بهدف إرسال نسخة روايته «مائة عام من العزلة» بعد أن انتهى من كتابتها إلى دار النشر «سود أمريكانا» بالعاصمة الأرجنتينية، بعد أن كرّس كل وقته لمدة 18 شهراً لكتابتها، كانت الحصيلة 510 صفحات، وبعد وزن موظف البريد للصفحات وحساب التكلفة كانت 85 بيزو، ولسوء الحظ كان كل ما يملكه هو وزوجته فى هذا الوقت 50 بيزو، وبعد التفكير خرجا بحل معقول وهو تقسيم الرواية إلى جزأين وقاما بإرسال الجزء الأول من الرواية، وعادا إلى المنزل بالنصف الثانى، بعد عودة الثنائى، إلى منزلهما ظلا يبحثان عن أى شىء يمكن رهنه ليحصلا على ثمن إرسال الجزء الثانى من الرواية، فلم يجدا سوى الآلة الكاتبة، لكنهما سريعاً تخلّيا عن تلك الفكرة، فهى مصدر رزقهما الوحيد، وبعد التفكير فى الاقتراض من الأصدقاء لم يجدا أحداً لم يقترضا منه طيلة السنة ونصف الماضية، حسمت «مرسيدس» الأمر باقتراحها رهن خاتم زواجها، لكن ماركيز رفض بشدة تنفيذ تلك الفكرة، فرأى أن رهن خاتم الزواج فأل سيئ، لكن مرسيدس أصرت ونفذت اقتراحها، وبعد رهن الخاتم أصبح معهما ثمن إرسال الجزء الثانى من الرواية وفاض منه أيضاً، وبالفعل ذهبا لإرسال نصف الرواية الثانى بعد ثلاثة أيام من إرسال نصفها الأول، «الشىء الوحيد الذى ينقصنا هو أن تكون الرواية جيدة».. كانت جملة «مرسيدس» نهاية لحياة المعاناة التى تحملتها فى سبيل الوصول لحلم مشترك بينها وبين «ماركيز» زوجها وحبيبها.

النموذج المصرى المقابل لمرسيدس هى سوزان زوجة عميد الأدب العربى طه حسين، إنها ساكنة ظل أخرى تقف خلف الكاميرا لصناعة نور صانع التنوير، إنها الفرنسية الجميلة التى أحبت ابن المنيا الكفيف، وقرأت معه كتب الأدب الفرنسى واللاتينى، ورسمت له خريطة اليونان فى أول محاضرة له بكلية الآداب، رسمتها بالقطن حتى يستطيع تحسس الهضاب والجبال والوديان وشرحها للطلبة، ذهبت معه إلى معارض الفن التشكيلى لتصبح عينه الكاشفة لكل جمال الفن الذى حُرم منه، كانت سنده الإنسانى والفنى والاجتماعى حتى لحظة الرحيل.

مرسيدس وسوزان نموذجان للدعم وإنكار الذات ورىّ حقل موهبة رفيق رحلة الحياة حتى يزهر النجاح ويتم حصاده، فأروع الزهور هى التى تحتاج إلى الظل والنور.


Sunday, August 16, 2020

نحو التكوين لا التلقين.. وسائـل القائــد التكوينــى بقلم الأنبا موسى ١٦/ ٨/ ٢٠٢٠ - المصري اليوم

 

تحدثنا فى العدد الماضى عن سمات القائد التكوينى (لا التلقينى)، أى الذى يحرص على «تكوين» مجموعته، بمعنى أن يكونوا متفاعلين ومثمرين، يخلق منهم قيادات، وليس مجرد أن يحفظوا عبارات، لا تحمل لهم معنى حياتيًا وعمليًا.. وذكرنا أن هذا القائد يجب أن:

١- لا يشعر فى نفسه بالتميز والعصمة.

٢- يحترم إنسانية الإنسان، مهما كان بسيطًا.

٣- وأن يؤمن بأن كل إنسان عنده مواهب تميزه عن غيره.

٤- والقائد المتميز يكتشف الطاقات فى مخدوميه وينميها، مشجعًا إياهم على حرية التعبير، والإبداع، والعمل بروح الفريق.. ترى.. ما هى وسائل القائد التكوينى فى بلوغ كل ذلك؟

يستخدم القائد التكوينى وسائل كثيرة منها:

أولاً الحـــوار: وهو «لغة العصر»، والوسيلة الوحيدة لإنماء الإنسان، منذ الطفولة، وإلى نهاية العمر، لأنه يقوم على الأخذ والعطاء، الانفعال والتفاعل، القبول والرفض... وهو أبسط أنواع المشاركة ولكن بشروط:

أ- تشجيع كل من يتكلم، مهما كان نشيطًا.           ب- بناء أفكار الموضوع، على ما يقدمه المشاركون فى الحوار.

ج- عدم الخروج عن الموضوع، لكن بدون إحراج أو مواجهات لأحد من المشاركين.

د- تجنب: أسئلة «نعم» أو «لا». والأفضل أسئلة ما رأيك؟ - ما نقدك؟.

والحوار يؤدى بنا إلى:

١- معرفة احتياجات السامعين والمشاركين.                   ٢- الوصول إلى قناعات مشتركة.      

٣- يجعل المرؤوسين يساهمون بإيجابية فى تنفيذ القرار المتفق عليه.

٤- معرفة طاقاتهم، واستثمارها.

٥- الوصول إلى قرارات سليمة.                    ٦- معرفة مشاكل المجموعة والأفراد.

٧- الانتباه، إذ يستخدمون الحواس العديدة كالسمع والنظر والنطق، بعكس المحاضرة ذات الاتجاه الواحد.

ثانياً المشاركــة: أى أن يشترك أعضاء المجموعة فى صنع القرار، وقيادة العمل والاجتماع، لكى يتحول كل شاب إلى جزء من الاجتماع أو المحاضرة أو العمل، فيرفض السلبية، بل يكون له دور إيجابى فى العمل.

- إن الاشتراك فى صنع الاجتماع يجعل كل عضو جزءًا حيًا، يتمتع جسديًا وروحيًا ونفسيًا واجتماعيًا بالانتماء إلى هذا الاجتماع أو هذا العمل، أو دار العبادة.

- والمشاركة هى القناة التى توصلنا للآخر، ومفتاح التفاهم والانسجام، كما أنها تعطينا فرصة للتعبير عن أنفسنا وأفكارنا.

وفى هذا يقول الكتاب المقدس:

أ- «اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِد.. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ»(جامعة ٤: ٩-١٠).

ب- «الْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا» (جامعة ١٢:٤).

ج- «حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ، أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ» (أمثال ١٤:١١).

ومن فوائد المشاركة أنها:

١- تزيد من التركيز.          

٢- تعطى روحًا للجلسة ومتعة.

٣- تغير فى طريقة تفكير المتكلم والمتلقى.

٤- توضح مدى فهم الآخر لك.

٥- تساعد فى التواصل والعمل الجماعى feed back.     

٦- تنمى مهارات أخرى مثل: الثقة بالنفس- القيادة- احترام الرأى الآخر.

ثالثاً الالتقاط Learning by exposition: ومعناه أن تكون قدوة، فيتعلم أعضاء المجموعة من تصرفاتك، وسلوكياتك، أكثر مما يتعلمون من كلامك وتعاليمك. حتى أسلوب العمل وروحه، سوف يلتقطونه منك، فهم يلتقطون: ابتسامتك، وأفكارك العميقة، وألفاظك العذبة، ونبرة صوتك الهادئ، ومجاملتك الصادقة فى كل مناسبة.

والكتاب المقدس يوصينا بأن نكون قدوة فى التصرف والسلوك،لا بالكلام بل بالعمل، ومن هذه الآيات:

أ- «مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ» (متى ٥:١٩).

ب- «كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِى الْكَلاَمِ، فِى التَّصَرُّفِ، فِى الْمَحَبَّةِ، فِى الرُّوحِ، فِى الإِيمَانِ، فِى الطَّهَارَةِ»

(تيموثاوس الأولى١٢:٤).

ج- «مُقَدِّمًا نَفْسَكَ فِى كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ» (تيطس ٧:٢).

د- «إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِىِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «أمْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِى ذَاتِهِ»

(يعقوب١٥:٢-١٧).

رابعاً ثقافة التعلم بالممارسة: لأن ممارسة الشىء، أقوى وسائل التعليم.. وتكمن فى تكرار المادة المتعلمة بشرط

وجود هدف واضح، يؤدى إلى تحسين الأداء، وهو يعكس الطريقة الفعّالة التى يكتسب بها الأفراد والمجموعات المعارف والمهارات والاتجاهات، وذلك مثل زيارات ميدانية وبحثية، وحين يمارس الإنسان العمل بنفسه، سوف يتعلم الكثير فعلاً.

خامساً مجموعات العمل: حين يتحول الاجتماع أو المحاضرات إلى مجموعات أو ورش عمل، لأن ذلك يؤدى إلى: التعارف، واكتشاف المواهب، ومن خلالها يتم تبادل الخبرات والأدوار فى مجال ما، يأخذ فيها كل شخص فرصته، فالخجول سوف يتكلم، وهكذا يتم الاقتناع بما يقوله أحد زملائه، ولا شك وصول الموظف أو العامل أو الدارس إلى الحقيقة من خلال سماع الآراء، هو الطريق إلى تدريب قادة جدد بنعمة الله. وبهذا يتحول القائد الواحد إلى «مجموعة من القيادات»، مما يثرى الإنسان والعمل.

تحدثنا فى العدد الماضى عن سمات القائد التكوينى (لا التلقينى)، أى الذى يحرص على «تكوين» مجموعته، بمعنى أن يكونوا متفاعلين ومثمرين، يخلق منهم قيادات، وليس مجرد أن يحفظوا عبارات، لا تحمل لهم معنى حياتيًا وعمليًا.. وذكرنا أن هذا القائد يجب أن:

١- لا يشعر فى نفسه بالتميز والعصمة.

٢- يحترم إنسانية الإنسان، مهما كان بسيطًا.

٣- وأن يؤمن بأن كل إنسان عنده مواهب تميزه عن غيره.

٤- والقائد المتميز يكتشف الطاقات فى مخدوميه وينميها، مشجعًا إياهم على حرية التعبير، والإبداع، والعمل بروح الفريق.. ترى.. ما هى وسائل القائد التكوينى فى بلوغ كل ذلك؟

يستخدم القائد التكوينى وسائل كثيرة منها:

أولاً الحـــوار: وهو «لغة العصر»، والوسيلة الوحيدة لإنماء الإنسان، منذ الطفولة، وإلى نهاية العمر، لأنه يقوم على الأخذ والعطاء، الانفعال والتفاعل، القبول والرفض... وهو أبسط أنواع المشاركة ولكن بشروط:

أ- تشجيع كل من يتكلم، مهما كان نشيطًا.           ب- بناء أفكار الموضوع، على ما يقدمه المشاركون فى الحوار.

ج- عدم الخروج عن الموضوع، لكن بدون إحراج أو مواجهات لأحد من المشاركين.

د- تجنب: أسئلة «نعم» أو «لا». والأفضل أسئلة ما رأيك؟ - ما نقدك؟.

والحوار يؤدى بنا إلى:

١- معرفة احتياجات السامعين والمشاركين.                   ٢- الوصول إلى قناعات مشتركة.      

٣- يجعل المرؤوسين يساهمون بإيجابية فى تنفيذ القرار المتفق عليه.

٤- معرفة طاقاتهم، واستثمارها.

٥- الوصول إلى قرارات سليمة.                    ٦- معرفة مشاكل المجموعة والأفراد.

٧- الانتباه، إذ يستخدمون الحواس العديدة كالسمع والنظر والنطق، بعكس المحاضرة ذات الاتجاه الواحد.

ثانياً المشاركــة: أى أن يشترك أعضاء المجموعة فى صنع القرار، وقيادة العمل والاجتماع، لكى يتحول كل شاب إلى جزء من الاجتماع أو المحاضرة أو العمل، فيرفض السلبية، بل يكون له دور إيجابى فى العمل.

- إن الاشتراك فى صنع الاجتماع يجعل كل عضو جزءًا حيًا، يتمتع جسديًا وروحيًا ونفسيًا واجتماعيًا بالانتماء إلى هذا الاجتماع أو هذا العمل، أو دار العبادة.

- والمشاركة هى القناة التى توصلنا للآخر، ومفتاح التفاهم والانسجام، كما أنها تعطينا فرصة للتعبير عن أنفسنا وأفكارنا.

وفى هذا يقول الكتاب المقدس:

أ- «اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِد.. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ»(جامعة ٤: ٩-١٠).

ب- «الْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا» (جامعة ١٢:٤).

ج- «حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ، أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ» (أمثال ١٤:١١).

ومن فوائد المشاركة أنها:

١- تزيد من التركيز.          

٢- تعطى روحًا للجلسة ومتعة.

٣- تغير فى طريقة تفكير المتكلم والمتلقى.

٤- توضح مدى فهم الآخر لك.

٥- تساعد فى التواصل والعمل الجماعى feed back.     

٦- تنمى مهارات أخرى مثل: الثقة بالنفس- القيادة- احترام الرأى الآخر.

ثالثاً الالتقاط Learning by exposition: ومعناه أن تكون قدوة، فيتعلم أعضاء المجموعة من تصرفاتك، وسلوكياتك، أكثر مما يتعلمون من كلامك وتعاليمك. حتى أسلوب العمل وروحه، سوف يلتقطونه منك، فهم يلتقطون: ابتسامتك، وأفكارك العميقة، وألفاظك العذبة، ونبرة صوتك الهادئ، ومجاملتك الصادقة فى كل مناسبة.

والكتاب المقدس يوصينا بأن نكون قدوة فى التصرف والسلوك،لا بالكلام بل بالعمل، ومن هذه الآيات:

أ- «مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ» (متى ٥:١٩).

ب- «كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِى الْكَلاَمِ، فِى التَّصَرُّفِ، فِى الْمَحَبَّةِ، فِى الرُّوحِ، فِى الإِيمَانِ، فِى الطَّهَارَةِ»

(تيموثاوس الأولى١٢:٤).

ج- «مُقَدِّمًا نَفْسَكَ فِى كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ» (تيطس ٧:٢).

د- «إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِىِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «أمْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِى ذَاتِهِ»

(يعقوب١٥:٢-١٧).

رابعاً ثقافة التعلم بالممارسة: لأن ممارسة الشىء، أقوى وسائل التعليم.. وتكمن فى تكرار المادة المتعلمة بشرط

وجود هدف واضح، يؤدى إلى تحسين الأداء، وهو يعكس الطريقة الفعّالة التى يكتسب بها الأفراد والمجموعات المعارف والمهارات والاتجاهات، وذلك مثل زيارات ميدانية وبحثية، وحين يمارس الإنسان العمل بنفسه، سوف يتعلم الكثير فعلاً.

خامساً مجموعات العمل: حين يتحول الاجتماع أو المحاضرات إلى مجموعات أو ورش عمل، لأن ذلك يؤدى إلى: التعارف، واكتشاف المواهب، ومن خلالها يتم تبادل الخبرات والأدوار فى مجال ما، يأخذ فيها كل شخص فرصته، فالخجول سوف يتكلم، وهكذا يتم الاقتناع بما يقوله أحد زملائه، ولا شك وصول الموظف أو العامل أو الدارس إلى الحقيقة من خلال سماع الآراء، هو الطريق إلى تدريب قادة جدد بنعمة الله. وبهذا يتحول القائد الواحد إلى «مجموعة من القيادات»، مما يثرى الإنسان والعمل.

* أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية