Translate

Sunday, June 27, 2021

رحلة العائلة المقدسة (3).. «فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل» - الأنبا موسى - 27/6/2021 - المصري اليوم

 ذكرنا فى العددين السابقين بعضا من أماكن رحلة العائلة المقدسة (السيدة العذراء ويوسف النجار والطفل يسوع، وسالومى العجوز) من فلسطين إلى أرض مصر، وكان عمر السيد المسيح وقت خروجه من بيت لحم إلى مصر أقل من سنة ونصف.. ونستكمل رحلتنا..

17- ديروط أم نخلة (ديروط أشمون):

عندما ترك الأشمونين (ديروط) فى طريقهم إلى الجنوب، ووصلوا إلى مكان يعرف الآن باسم ديروط أم نخلة، وهناك أيضًا أنبع السيد المسيح عين ماء، ثم ارتحلوا شرقًا إلى دير أبوحنس.

18- دير أبوحنس:

وفى دير أبوحنس استراحوا يومًا واحدًا، بعد أن استقبلهم أهلها بحفاوة شديدة، فتبارك المكان، وسكن الجبل، فى القرنين الرابع والخامس، آلاف من الرهبان، ومازالت آثار الأديرة العديدة كائنة بالمنطقة.

أ- بير السحابة فى أنصنا:

بالقرب من الجبل الشرقى، بين دير أبوحنس والشيخ عبادة، توجد هذه البئر- ولاتزال- تنبع ماءً حلوا، وهى بالقرب من دير البتول بأنصنا، وتسمى بير السحابة، نسبة لوالدة الإله، السحابة الخفيفة (السريعة) كنبوة أشعياء النبى، فعندما أرادت العذراء أن تسقى الطفل يسوع ولم تجد ماء، فبارك الرب المكان وأنبع هذه العين.

ب- كوم ماريا:

وهو كوم كبير جدًا، تبلغ مساحته نحو 10 أفدنة بالقرب من كنيسة السيدة العذراء الأثرية، والتى أعيد تجديدها عدة مرات، بالناحية الشرقية، منها كوم يطلق عليه كوم ماريا، يقال إن العائلة المقدسة استراحت عليه، واعتاد سكان قرية دير أبوحنس والقرى المجاورة، منذ سنوات طويلة، عمل احتفال كبير فى شهر يونيو من كل عام على هذا الكوم، لا سيما فى عيد السيدة العذراء حالة الحديد، وكان هذا الكوم تابعًا لهيئة الآثار حتى عام 1998م، وقد طالبت المطرانية المسؤولين بتخصيص مساحة فدان يبقى كمزار تاريخى للرحلة وللاحتفالات السنوية.

19- ديروط:

وهى حاليا ديروط الشريف، مركز ديروط، محافظة أسيوط، وتبعد عن الأشمونين بحوالى 20 كم لناحية الجنوب، حيث أقاموا فيها أيامًا قليلة، ثم ذهبوا بعدها إلى القوصية.

20- القوصية:

لم يرحب أهلها بهم، وقضوا 3 أيام هناك وطردوهم، وذلك عندما رأوا معبودتهم تسقط، وتتحطم أمام هيبة السيد المسيح، فهربت العائلة المقدسة إلى قرية مير.

21- مير أى شاطئ أو جرف:

استقبلهم أهلها بالترحاب الشديد، لذلك بارك الرب أرض مير، وأصبحت من أخصب الأراضى فى مصر، حتى أصبحت مضرب الأمثال، وذهبوا بعد ذلك إلى جبل قسقام.

22- قسقام (الدير المحرق):

ويقع الدير فى سفح الجبل الغربى - المعروف بجبل قسقام - ويقع على بعد 48 كم شمال غرب أسيوط، 12 كم غرب بلدة (القوصية) التابعة لمحافظة أسيوط.

ومن أسماء الدير (دير السيدة العذراء) نسبة إلى العذراء مريم التى أقامت - مع ابنها الحبيب والشيخ البار يوسف النجار - فى الموضع الذى أصبح هيكلا للكنيسة الأثرية، ولهذا السبب تعتبر العذراء مريم شفيعة الدير ورهبانه، بل شفيعة المنطقة كلها، (دير قسقام أو دير جبل قسقام) نسبة إلى الجبل الذى يقع الدير عند سفحه، وكانت هناك مدينة - إلى جوار الدير - تسمى (قسقام) خربت منذ زمن، ولم يبق سوى الدير الذى يحمل اسمها (دير المحرق).

ويرجع تاريخ تأسيس الدير إلى منتصف القرن الرابع الميلادى (سنة 342 م) على يد القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة، ومن أهم الكنائس بالدير كنيسة السيدة العذراء الأثرية: وهى أقدم وأهم ما فى الدير.. فهيكلها هو ذات المغارة التى أقامت فيها العائلة المقدسة، ومذبحها هو نفس الحجر الذى كان بالمغارة، والذى جلس عليه السيد المسيح، والمعروف أن صحن الكنيسة رُمم فى أوائل القرن الـ 19، وهذه الكنيسة هى تتميم للنبوة «يكون مذبحا للرب فى وسط أرض مصر» (أش 19:19).. (فى منتصف المسافة بين شمال البلاد وجنوبها، وأيضا فى منتصف المسافة بين شرق البلاد وغربها).

نهاية الرحلة:

وصلت إلى جبل أسيوط حيث قرية درنكة - دير السيدة العذراء بجبل درنكة، والبعض يقول إنها وصلت إلى دير الجنادلة بأبوتيج.. فلا شك أن الجبل كله وأرض مصر كلها تباركت بمجىء العائلة المقدسة.

رحلة العودة:

ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم بمصر، وأعلمه بموت هيرودس، وأمره بالعودة إلى أرض إسرائيل.

«فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر فى حلم ليوسف فى مصر قائلاً: قم وخذ الصبى وأمه، واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى، فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل». (متى 19:2-21).

وعلى الأرجح أن تكون رحلة العودة رحلة سريعة بالنيل دون توقف.

مدة إقامة السيد المسيح فى مصر:

اختلفت الآراء حول المدة التى أقامتها العائلة المقدسة فى مصر فحسمت البردية القبطية باللهجة الفيومية، وتم تحقيقها بمعرفة علماء البرديات، والتى حددت مدة إقامتها فى مصر بثلاث سنوات وأحد عشر شهر.

فمصر هى الملجأ والملاذ لكل من قصدها.. عشت يا مصر دومًا لكل من لجأ إليكِ واحتمى فيكِ.

أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

فستان حبيبة - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 26/6/2021

 من يعتبر أن ألوان أجنحة الفراشات خطيئة فيقرر قصقصتها كى لا تثيره فهو إنسان مريض يجب وضعه فى مصحة أو فى جبلاية، من أثاره وهيج مشاعره فستان الطالبة حبيبة هو شخص مكانه كهوف زمن الديناصورات أو عنبر الخطرين، بنت صغيرة تذهب إلى الامتحان بفستان بسيط جميل لا يحمل أى إغواء أو إغراء، مجرد فستان كانت ترتديه أمهاتنا فى الستينات وجداتنا فى الأربعينات، قامت الدنيا ولم تقعد، سألها الموظف هل أنت مسيحية؟ وتنمرت عليها موظفة منتقبة وأخرى بخمار وسألتها واحدة لماذا لم تلبسى البنطلون؟ ونعتتها الأخرى بقلة الأدب، وسخرت الاثنتان من كونها إسكندرانية، وكأن الإسكندرية بلد الجمال والرقى هى علبة من علب الليل! ما حدث هو حصاد عشرات السنوات من إهمال ما يحدث من فقدان للهوية وانتشار الأفكار السلفية كالسرطان فى نخاع الوطن، وإغفال التشوهات الاجتماعية وتضخم غدة الوصاية والحسبة، وكراهية الجمال والتآلف مع القبح.

تحليل وقراءة ما حدث للطالبة حبيبة يحمل عدة رسائل ودلالات لا بد أن ننتبه إليها:

- ما قاله عصام العريان عن أن توزيع الخمار فى الجامعة كان معركة الإخوان الكبرى، معركة حياة أو موت، وهانحن نحصد ثمرات ما بذروه، تم التمييز فى الشارع، وصار الموظف فى الجامعة عندما يرى فتاة بدون حجاب يعتبرها مسيحية فوراً، ويتعامل معها بمنطق استعلائى عنصرى تكفيرى، سكين الإخوان طعن المواطنة فى مقتل، ورسخ الفرز الطائفى منذ بداية الثمانينات.

- الحشرية الغلسة والوصاية اللزجة والاقتحام الغبى لحياة الآخرين ومساحاتهم الشخصية، الموظف ما له يسألها مسلمة ولا مسيحية؟ مراقبة الامتحان هل هى تراقب برشام الغش أم تراقب خصلات الشعر؟ هل هى مصمم أزياء أو ترزى حتى تأمرها بالبنطلون وتصنفها على أنها قليلة الأدب وعديمة التربية لأنها لا ترتديه؟!

· المراقبة تقول لزميلتها أصلها كانت محجبة وقلعت الحجاب!! وانت مالك؟! هذا هو الرد الطبيعى المهذب، لكن البنت أسقط فى يدها وهى تتعرض لافتراس مع سبق الإصرار والترصد، واستباحة مع خروج عن كل قواعد اللياقة والذوق، هل فستان البنت شغلك إلى تلك الدرجة لكى تتركى لجنتك وتجلسى للبحث فى تاريخ البنت؟! هل الهستيريا نتيجة أن بنات كثيرات يخلعن الحجاب الذى يمثل للسلفيين والإخوان أداة سيطرة؟ الحكم على البنت من خلال قطعة قماش هو قمة الفراغ.

- كان يجب على المتحدث الإعلامى للجامعة أن يدافع عن حرية البنت أولاً، ويؤكد أن الجامعة ليست مكاناً للقمع أو لفرض العقد النفسية للبعض على بنات فى عمر الزهور، لا أن يحول الأمر ويختزله فى خطأ البنت الإدارى فى عدم التقدم بشكوى مكتوبة للعميد!

- ما حدث لحبيبة طالبة طنطا هو خطوة فى رحلة ترهيب وخطة تخويف من الفاشية الدينية لبنات الجامعات، سيرجمون البنات بالكلمات، ويتحرشون بالخارجات على الكتالوج الإخوانى السلفى، يا أى حبيبة البسى فستانك ولا تهتمى ولا تخافى من أى حاقدة على جمالك، تريد دفن الأخريات ليشاركنها قبحها الداخلى والخارجى.


Thursday, June 24, 2021

يوسف إدريس والسينما - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 23/6/2021

 الكتب التى أصدرها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة فى هذه الدورة، كانت وجبة ممتعة وإضافة ثرية لعالم السحر الجميل الذى شكّلته مجموعة الأفلام المتميزة التى عُرضت هذا العام من خلال أوركسترا قاده المايسترو عصام زكريا باقتدار.

من أهم الكتب التى اطلعت عليها وحضرت ندوة مناقشته كان كتاب «يوسف إدريس بين الأدب والسينما» للسيناريست الكبير عاطف بشاى، وعندما يكتب بشاى عن إدريس فلا بد أن تكون النتيجة تفرداً له طعم خاص، فمؤلف الكتاب كان مشروع تخرجه فى معهد السينما عن قصة يوسف إدريس «لغة الآى آى»، وبعدها ربطتهما صداقة عقل وفن وعمل أيضاً رغم أن إدريس كان بركاناً مستعصياً وجواداً جامحاً يثير دائماً غبار المعارك، وصداقته مخاطرة فى حد ذاتها.

كتاب عاطف بشاى قصيدة حب لأمير القصة القصيرة وعريضة اتهام لمبدعى السينما الذين لم يستفيدوا من فن يوسف إدريس كما ينبغى، فمن بين كل الأفلام التى أُخذت من قصص يوسف إدريس لم ينفذ إلى العمق ويصيد لؤلؤته إلا بركات فى فيلم الحرام، ولذلك احتل «الحرام» مساحة كبيرة فى الكتاب، وكتب عنه وحلله «بشاى» بمنتهى الحرفية، مستعيناً بكل ما كُتب عن تلك الأيقونة السينمائية.

«الحرام» كان معزوفة شجن وصرخة ألم ووثيقة إدانة لمجتمع منافق، عزيزة فيه مجرد ضحية، وعمال التراحيل فيه مجرد جثث تتنفس، أضاء عاطف بشاى مناطق رمادية وضبابية فى الفيلم بقلمه الرشيق، وفتح العدسة على مشهد اغتصاب اجتماعى لقاء التواطؤ أكبر من مشهد الاغتصاب لقاء جدر البطاطا.

ناقش عاطف بشاى أسباب ضعف الأفلام الأخرى التى اقتُبست من قصص إدريس، وكلها قصص رائعة وقوية، ولكنها عندما تحولت إلى شريط سينمائى لم تكن على مستوى تلك القوة والروعة والإتقان.

كنت أتوقع شخصياً أن فيلماً مثل «حادثة شرف» سيكون أفضل أو على نفس مستوى «الحرام»، لكن الفيلم للأسف لم ينجح جماهيرياً أو فنياً، ونفس المشكلة واجهت قصص يوسف إدريس التى تحولت إلى أفلام قصيرة أو مشاريع تخرُّج لطلبة المعهد، حلل عاطف بشاى أسباب هذا القصور السينمائى، وأعتقد أن سقف الإبداع والتجاوز والجموح القصصى عند إدريس وكمّ التابوهات التى يحطمها بمطرقته لم تستطع تلك الأفلام أن تصل إليه، ولا أظن أن الرقابة الحكومية هى السبب، فمعهد السينما لا رقابة على أفلامه، ولكنها الرقابة الذاتية والتابوهات التى تسكن المبدع السينمائى نفسه الذى لم يحسم مع نفسه أولاً قضايا الجنس والدين، وهما أهم تابوهين واجههما يوسف إدريس وتصادم مع السائد والبديهى حولهما.

التحية لعاطف بشاى على هذا الجهد الذى بذله فى تأليف هذا الكتاب الذى استمتعت به وبمناقشته فى قصر ثقافة الإسماعيلية، وفى انتظار عاطف بشاى السيناريست الذى اشتقنا لأعماله الكوميدية الرائعة منذ زمن طويل.


Sunday, June 20, 2021

رحلة العائلة المقدسة (2) «مبارك شعبى مصر» - الأنبا موسى - 20/6/2021 - المصري اليوم

 مصر ليست مجرد حدود لوطن، ولكنها تاريخ ممتد عبر العصور. وإن كانت لها حدود فموقعها الجغرافى الفريد ميز حضارتها بين سائر البلدان.

ذكرنا الأسبوع الماضى عن الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة وهى بالترتيب: 1- الفرما 2- تل بسطا 3- مسطرد (المحمة) 4- بلبيس 5- منية جناح 6- سمنود 7- البرلس 8- سخا.. ونستكمل الرحلة:

9- وادى النطرون:

حيث باركه السيد المسيح، وكان مهدًا للرهبنة، وفى القرن الرابع بلغ عدد الرهبان بالآلاف، ومازال عامرًا بالرهبان، ويسمى «ببرية شيهيت» أى «ميزان القلوب»، فصار مسكنًا للرهبان والنساك المجاهدين.

ثم اتجهت العائلة المقدسة جنوبًا نحو 60 كم واخترقت النيل شرقًا، ومرت على القناطر (القناطر الخيرية حالياً).

10- القناطر:

ومن القناطر الخيرية ارتحلت العائلة المقدسة، وعلى بعد 20 كم، وصلوا إلى مدينة قديمة تسمى أون، وهى عين شمس الحالية، ثم ذهبوا إلى المطرية.

11- المطرية:

استظلوا هناك تحت شجرة جميز، ومازالت الشجرة حتى الآن، وتسمى شجرة مريم، وهناك نبع ماء بجانب الشجرة، حيث شرب منها السيد المسيح، ونبتت هناك أشجار البلسم التى يستخرج منها زيت البلسم.

12- حارة زويلة:

ثم رحلوا من هناك ومكثوا يومين فى حارة زويلة، واتجهوا جنوبًا إلى أسوار بابليون (مصر القديمة الآن).

13- مصر القديمة:

حيث سكنوا فى مغارة أبى سرجة (كنيسة القديس سرجيوس بمصر القديمة حاليًا)، وهناك سقطت الأوثان وتحطمت، بمجرد حلول الطفل فى ذلك المكان، وثار والى المدينة وكذلك جواسيس هيرودس، الذين كانوا قد سبقوهم إلى هناك، وبدأوا يفتشون ويبحثون عن الطفل، فلما عبر الجنود المكان لم يجدوا سوى يوسف النجار وسالومى ولم يعرفوهما ومضوا. فكانت مصر بالنسبة للعائلة المقدسة بمثابة سفينة النجاة من بطش هيرودس الملك.

مكثوا هناك سبعة أيام، ثم اضطروا لتركها نظرًا لتحطم أوثان تلك المنطقة، فانصرفوا على عجل، وساروا جنوبًا على شاطئ النيل، وركبوا مركبًا ووصلوا إلى المعادى.

14- المعادى:

فى كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالمعادى، التى تقع على شاطئ النيل مباشرة، على بعد حوالى 12 كم جنوب ميدان رمسيس بالقاهرة، وبفناء الكنيسة يوجد سلم يؤدى إلى النيل، يقال إنه المكان الذى ركبت منه العائلة المقدسة. واعتاد الشعب بالمنطقة أن يستقل الكثير من المراكب الشراعية، ويأتى إلى هذا المكان، ويبدأ الاحتفال بعشية عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر.

وفى يوم الجمعة 12 مارس سنة 1976م رأى الذين حضروا القداس الإلهى ذلك اليوم - عقب خروجهم من القداس - وهم لا يزالون فى الفناء الخارجى للكنيسة (المطل على النيل)، كتابًا مقدسًا ضخمًا يعلوا ويهبط على سطح الماء وهو مفتوح، وحين انتشل من الماء (من عند السلم الأثرى)، وُجد مفتوحًا على الإصحاح الـ19 لسفر أشعياء النبى حيث نجد بعض الآيات عن مصر: «فيٌعرف الرب فى مصر، ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ويكون لمصر بركة فى الأرض. بها يبارك رب الجنود قائلاً: مبارك شعبى مصر» (أشعياء 19:19-21،24،25).

مكثت العائلة المقدسة فى هذا المكان، مدة تتراوح ما بين عشرة أيام وشهرًا، ويروى التقليد الشفاهى أن العائلة المقدسة أقلعت - فى مركب شراعى بالنيل - من البقعة القائمة عليها كنيسة العذراء بالمعادى، متجهة إلى الصعيد، ومروا بالقرب من (البهنسا)، بعد أن ترك اسمه فى بقعة تسمى بدير أباى ايسوس أو «بيت يسوع» حاليًا وهى دير الجرنوس، ومكانه الآن قرية صندفا - بنى مزار، وقرية البهنسا الحالية تقع على مسافة 17 كم غرب بنى مزار، التابعة لمحافظة المنيا، وعبروا النيل إلى الشاطئ الشرقى جبل الطير.

15- جبل الطير (بسمالوط) - طحا:

استغرقت الرحلة من المعادى إلى سمالوط نحو خمسة أيام، حيث وصلوا إلى مدينة سنوبوليس Conoplis بالقرب من سمالوط، ويقال إن الطفل نبع بئرًا كانت قد جفت مياهها، وسند بكفه الصغيرة صخرة كادت أن تسقط على المسافرين بين الجبال، فبنت الملكة هيلانة كنيسة هناك، باسم «سيدة الكف» شرق سمالوط، وصار الجبل يعرف بجبل الكف.

ثم رحلوا بعد ذلك من جبل الطير بطريق النهر، إلى بنى حسن بمركز أبوقرقاص الحالية، ثم نزلوا من المركب واستكملوا الرحلة مشيًا على الأقدام، إلى قرية الروضة بملوى. ثم قطعوا مسافة أربعة أميال من الروضة متجهين إلى الأشمونين.

16- ملوى:

انتقلت العائلة إلى الأشمونين الحالية (مركز ملوى)، وهى مدينة هامة، ومن أقدم مدن مصر. وفى مدخل المدينة كانت هناك شجرة ضخمة، وعند دخول السيد المسيح إلى المدينة انحنت الشجرة، وكأنها سجدت إلى الأرض، ثم عادت منتصبة كما كانت، كما أنه كان هناك صنم عبارة عن حصان من نحاس، تسكنه الشياطين، وعند دخول المسيح سقط التمثال وتحطم، وهربت منه الشياطين، كما صنع السيد المسيح هناك عجائب كثيرة، وكما قال أحدهم: بلاد مصر مليئة بالعجائب وبالمعجزات لأنها مليئة بالمؤمنين. وكان اسمها بالهيروغليفية خمنو (أى ثمانية)، ذلك نظرًا لعدد آلهتها الثمانية. (يتبع)

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

أسقف الشباب العام.

Saturday, June 19, 2021

كمال رمزي - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 18/6/2021

 أحببت السينما، هذا الفن الساحر، وتعلمت أن قراءة الفيلم ليست مجرد الفرجة مع كيس الفيشار، تعلمت أن الفرجة على الفيلم متعة وجدان ووجبة عقل أيضاً، أحببت وتعلمت وتدربت واستمتعت من خلال أقلام نقاد علموا جيلنا أبجديات السينما، منهم سمير فريد وسامى السلامونى وعلى أبوشادى ورؤوف توفيق، وأيضاً الصديق الجميل كمال رمزى، الذى تم تكريمه فى مهرجان الإسماعيلية السينمائى لهذا العام، وهى خطوة يشكر عليها المركز القومى للسينما والسيناريست محمد الباسوسى والصديق عصام زكريا دينامو المهرجان، والذى قدم لنا هذا العام شكلاً مختلفاً فى ظل ظروف عصيبة خانقة ولكنه استطاع تجاوزها. كنت قد وصفت كمال رمزى فى مقال سابق قائلاً:

كمال رمزى شاعر يرتدى نظارة الناقد السينمائى، وعاشق سينما تتلبسه روح نيرودا ولوركا ونزار ومحمود درويش، لغته منحوتة بأزميل مايكل أنجلو وملونة بريشة فان جوخ، أحس كثيراً بالغيرة من رشاقة عباراته التى أراها محلقة على سطور الجريدة أو المجلة كأجنحة فراشة تستعصى على التقليد أو الاستنساخ، عليها بصمته وختمه الخاص، صنع فى معمل كمال رمزى الخاص الذى لا يفتح إلا بباسوورد لا يفك شفرته إلا هو، موجز ومقتصد من دون تسطيح، عميق ونافذ من دون تقعير، أحياناً تظنه يكتب كحكيم بوذى متأمل، وأحياناً تلمس وجهك إيقاعاته الكريشندو كراقص يعانق السحاب، حتى صوته المميز وهو يحكى أو يسرد أو حتى ينفعل بإيقاع موسيقى فريد، يمثل إنصاتى له متعة خاصة ومتفردة. باختصار أنا أحب الإنسان والفنان والشاعر والناقد كمال رمزى، ومن الممكن أن أكتب مجلداً عن إضافات وإسهامات هذا الرجل للفن السابع، لكننى أريد فى هذه المساحة أن أعرفكم على زاوية جديدة له، فهو واحد من أجمل من كتبوا البورتريه الإنسانى، بنفس وعبق وروح يحيى حقى وخيرى شلبى فى صياغة هذا الفن النادر، اسمعوه -مثلاً- وهو يقول واصفاً محمود مرسى: «المفروض أن يكون عنوان هذا المقال (الغابة)، ذلك أن محمود مرسى بغموضه ورهبته.. وسحره.. بكثافته واستقلاله وطابعه الخاص يذكرك بالغابة، فهو عالم كامل، مبهم ومثير، وقد يبدو ساكناً من الخارج، لكن ما إن تتوغل فى أحراشه حتى تجد أشكالاً وألواناً من الأشجار والكائنات، بعضها مسالم هادئ أليف.. وطيب ولطيف، وبعضها الآخر عدوانى، وحشى الطباع.. بالغ الشراسة.. مفترس.. يثير الهلع والرعب فى النفس». واقرأوه وهو يصف السندريلا سعاد حسنى قائلاً «وجهٌ صافٍ بقدر ما هو جميل، متسق التقاطيع، جماله ليس من النوع الطاغى الذى يسدل ستاراً سميكاً بينك وبين صاحبته، ويخلف إحساساً بأنها بعيدة، قادمة من عالم آخر، ولكنه جمال أليف، تأنس له، تشعر أن صاحبته قريبة منك، قرب الأخت أو ابنة الخال أو الزميلة أو الجارة، وهو وجه شفاف، يعبر ببساطة عن أدق الانفعالات، بألوانها ودرجاتها المختلفة والمتباينة، فالعينان الواضحتان، الصادقتان، تكشفان بوضوح عما يعتمل فى روحها، فإذا ابتهجت فإن أشعة الفرح تنفذ إلى قلبك، وإذا حزنت فإن غيوم الكدر تصبح ملموسة أمامك. وهى تنتقل من انفعال لانفعال، على نحو سلس، لا أثر فيه للصنعة أو التزيد، تلقائية إلى آخر الحدود، مع انضباط حاسم. تقنعك فى صمتها.. وإذا تكلمت، فإن صوتها يجسد بنبراته أدق خلجاتها». كمال رمزى وشم إنسانى متفرد نفذ من مسام البشرة إلى عمق الروح، أدعو له بالتوفيق ودوام الصحة والعافية والسعادة.


Friday, June 18, 2021

«كوفيد» وشركة «مصر للطيران» - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 17/6/2021

 وصلتنى رسالة من د. ناجى إسكندر، المهاجر إلى كندا، والذى كان أستاذاً لنا يعلمنا الفسيولوجى فى طب قصر العينى، وكان نعم المعلم والمثقف، وكان إلى جانب نظرته العلمية الرصينة والعميقة صاحب أسلوب متميز فى التدريس ولغة رشيقة فى الشرح والكتابة، وهو منذ أن سافر وتنقل ما بين أمريكا وكندا يحمل وطنه بداخله فى وجدانه وعقله، مهموم بمشكلاته ومتواصل مع نبضه فى كل لحظة، وأنصحكم بمتابعة فيديوهاته التى بعنوان «سعادتك فى صحتك»، والتى أتعلم منها أنا شخصياً ويتعلم منها الآلاف أحدث ما فى علم الطب وكل مستجدات «كوفيد ١٩»، كتب د. ناجى وأرسل لى تلك الرسالة لتوجيهها إلى رئيس شركة مصر للطيران، يقول فيها:

نداء إلى السيد المهندس الفاضل/ رئيس شركة مصر للطيران

تحية طيبة، وبعد:

منذ قرابة العام، وبالتحديد فى التاسع عشر من يونيو لعام ٢٠٢٠، كنت قد تقدمت لوزير النقل الكندى والمسئولين عن قطاع الطيران بكندا باقتراح عنوانه: الأساس السليم لفتح خطوط الطيران وقد تضمن الاقتراح وقتها شرط وجود مسحة أنفية سلبية لفيروس «كوفيد ١٩» قبل 72 ساعة من السماح بالسفر على متن الطائرات الكندية وقد تم العمل بالاقتراح.

واليوم وبعد أن تم اعتماد عدد من اللقاحات المضادة لـ«كوفيد ١٩» من قِبَل منظمة الصحة العالمية. أرسل لسيادتكم اقتراحاً آخر يتناسب مع مستجدات الساعة، وذلك لدراسة كيفية العمل على تطبيق هذا الاقتراح فى حال موافقتكم على مضمونه.

والاقتراح هو: يتم السماح بالسفر على متن طائرات شركة مصر للطيران دون الحاجة إلى المسحة الأنفية السلبية لأى شخص ممن يحمل مستنداً رسمياً موثقاً يثبت أنه قد تلقى الجرعات الكاملة من أى من اللقاحات المعتمدة، ومضى على ذلك أكثر من أسبوعين أو أن يكون حاملاً لجواز سفر خاص باللقاحات والمنتظر صدوره فى العديد من الدول لمن تلقوا اللقاحات ومدة صلاحية هذا المستند أو جواز اللقاحات ستكون -بإذن الله- لعام واحد، وذلك لحين إعلان منظمة الصحة العالمية عما يفيد عن مدة فاعلية اللقاحات.

ولكون ٨٨٪ من المصابين بـ«كوفيد ١٩» يعانون من ارتفاع فى درجة حرارة الجسم فإننى أقترح كإجراء إضافى قياس درجة حرارة المسافرين على متن الطائرات ومنع من يعانى منهم من ارتفاع فى حرارة الجسم من الصعود للطائرة، وهذا الإجراء غير مكلف ولا يستغرق سوى ثوانٍ معدودات.


نصف ساعة هدمت أصنام نصف قرن - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 16/6/2021

 شهادة شهريار الدعاة استغرقت نصف ساعة، لكنها كانت كفيلة بهدم أصنام نُحتت منذ نصف قرن، وظل الناس يلقون إليها بالقرابين ويتعبدون فى محرابها طيلة تلك السنوات وهم يظنونها آلهة معصومة، لكن الصدمة فى أنها كانت أصناماً من عجوة! استيقظ الغافلون من غفوتهم على كم من الأكاذيب التى يبررها هؤلاء السماسرة تحت عنوان «المعاريض»، استيقظوا غير مصدقين أن هؤلاء الدعاة يستحلون الكذب ويتراجعون عن فتاواهم التحريضية التكفيرية بسهولة أكل الملبن ومضغ اللبان، ويبيعون أتباعهم عند أول زقاق.

نصف قرن من ضخ نصوص الكراهية فى شرايين الوطن، جهاد وغزو وولاء وبراء وجزية وذبح وقتل وتفجير، نصف قرن فتح لهم فيها الرئيس السادات ساحات الجامعات ضرباً لليسار، وجاء مبارك وترك لهم الشارع مستوصفات ومدارس ومنابر وسيطرة وتنويم مغناطيسى، ظلوا يبتزون الدولة طيلة تلك السنوات، لكن القدر منحهم المشنقة التى لفوها حول رقبتهم بأنفسهم فى أخطر نصف ساعة من عرض الاستربتيز الظلامى الذى تعرى فيه تجار بازارات الدين وأصحاب بوتيكات السلفية من كل أوراق التوت التى كانت تستر عوراتهم.

برغم كل النفاق والاستكانة التى أظهروها بعد أن ضاعت سطوتهم، ما زالوا يقولون ويرددون أمام القضاء ممنوع قتل المسلمين فقط! وكأن أبناء الأديان الأخرى مستباحو الدم، وهمٌ كبير أن نظن أن جدال المجرمين بالنصوص الدينية سيهديهم إلى الحق ويرجعهم عن طريق الإرهاب، خدعة أن نصدق ذلك، يجب أن يحاكموا كمجرمين فى ظل قانون مدنى لأننا لسنا فى برنامج توك شو أو حوار فى معهد الدعاة، هناك دم وضحايا وفتاوى ونصوص صنعت هذا الدم وأولئك الضحايا، من حرّض على الدم فى رابعة لا بد أن يحاكَم، من حوَّل الديمقراطية إلى غزوة صناديق لا بد أن يحاكَم، من وقف فى الاستاد يدعو الشباب للجهاد فى صفوف دواعش سوريا وابنه المنعَّم المرفه يقود الهامر لا بد أن يحاكَم، من حرَّض على الشيعى حسن شحاتة حتى سحله المرضى المغيبون المخدرون المدروشون من الأتباع الضباع يجب أن يحاكَم.

نصف ساعة تاريخية فعلت ما لم تفعله برامج دينية تقول عن نفسها إنها تجدد الخطاب الدينى وهى فى الحقيقة مجرد تنويعة على نفس لحن خفافيش الظلام وغربان الخراب، نصف ساعة لبسوا فيها الأبيض ليخدعونا بأنهم ملائكة ولكن السواد نضح وغطى وساد، سقط القناع ولم تستطع اللحية أن تراوغ وتناور وتغطى على أطنان الكذب الفاجر، ذبحوا الوطن من الشريان للشريان ويقولون عن أنفسهم إنهم مجرد عُباد! استباحوا أعراض النساء وتاجروا فى السبايا وجعلوا من فحيح شهواتهم نشيداً قومياً، حاربوا المرأة فى العلن ولهثوا خلفها فى السر، وما زال لعابهم يسيل عليها فى كل صوب وحدب.

خدعوكم باللحية والجلباب والسواك وفزاعة نحن السلفيون، وهم فى الحقيقة يستليفون ويخصمون من أرصدة فرحنا وبهجتنا وحياتنا، ليضعوا أرصدة تجهم وجلافة وغلظة روح وقسوة وجدان، إنها نصف الساعة التى فضحت البشاعة.


Monday, June 14, 2021

الطب الرياضي فن وعلم - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 14/6/2021

 كانت لقطات لاعب خط الوسط الدنماركى كريستيان إريكسن وهو ينهار على أرض الملعب يوم السبت الماضى ثم يأتى الفريق الطبى لإنقاذه بالضغط على صدره بينما كان ينظر الجمهور مذهولاً فى ملعب باركين بكوبنهاجن، واللاعبون يبكون بحرقة، ويتجمعون حوله فى حلقة لمنع نقل المشهد إلى الشاشات وإلى أسرته ومحبيه، كل تفاصيل المشهد كانت صادمة، وقد قيل إن اللاعب كان «مستيقظاً» وهو يُنقل على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث استقرت حالته مساء السبت، أى أن الإنقاذ الحقيقى تم على أرض الملعب وليس فى المستشفى، وهذا يعلمنا دروساً كثيرة عن أهمية الفريق الطبى، أهمية الطبيب والمسعف والمدلك والعلاج الطبيعى، أن تكون شنطة الإسعاف شاملة وبمثابة كلينيك متنقلة، فنحن لم نجد شاشاً وقطناً فقط لكننا وجدنا كل شىء فى حوزة الطبيب الفاهم، حتى جهاز الصدمات لإنعاش القلب موجود، الأهم هو الثقافة الطبية لدى اللاعبين، كيف وضعوه على جنبه بحيث لا يبتلع لسانه، كيف استوعبوا بسرعة أنها ليست سقطة عادية نتيجة التحام أو إجهاد عابر، دروس كثيرة نستخلصها ويجب أن تتعلم منها أنديتنا الرياضية، وحتى الآن لم يُعرف بعد سبب انهيار إريكسن وتوقف قلبه بدقة وتحديد، لكنها ليست المرة الأولى التى تشهد فيها كرة القدم مثل هذه المشاهد، فما زال الكثيرون يتذكرون انهيار نجم بولتون واندرارز «فابريس موامبا» فى عام 2012، اللاعبان كانا فى ذروتهما الجسدية دون أى علامات على وجود خطر خفى ويتعرضان لفحوصات شبه أسبوعية للاطمئنان! إذن ما الذى يمكن أن يؤدى إلى سكتة قلبية مفاجئة لدى الرجال والنساء الرياضيين الأصحاء وهم فى قمة اللياقة البدنية؟

أجاب الدكتور ريتشارد تيل، استشارى فى الفسيولوجيا الكهربية للقلب فى قسم مستشفيات نورفولك ونورويتش المتخصص فى النشاط الكهربائى للقلب، وقال فى حواره لصحيفة الإندبندنت: «إن ما حدث لكريستيان إريكسن كان نادراً ومن المرجح أن الإنعاش القلبى الرئوى السريع الذى حصل عليه داخل الملعب هو الذى ساعد فى إنقاذ حياة اللاعب»، وقال: «إن السكتة القلبية المفاجئة لا تشبه النوبة القلبية الناجمة عن مرض الشريان التاجى وانسداده، وهو المكان الذى تسد فيه الرواسب الدهنية الشرايين المغذية للقلب، مما يؤدى إلى موت عضلة القلب، مما قد يوقف ضخ الدم من القلب».

وقال أيضاً: «من غير المرجح أن يكون هذا هو السبب، والأرجح أنه يعانى من عيب خلقى لم يتم اكتشافه حتى الآن».

وأضاف «تيل» أن الأسباب الأخرى للسكتة القلبية المفاجئة يمكن أن تشمل حالة تُعرف باسم اعتلال عضلة القلب المتضخم التى يمكن أن تتسبب فى زيادة سُمك عضلة القلب وتجعل ضخ الدم أكثر صعوبة، ومن الممكن أيضاً أن يكون إريكسن مصاباً بعدوى فيروسية أدت إلى التهاب عضلة القلب.

وأضاف المتخصص فى فسيولوجية القلب وكهربائه السحرية أنه يمكن ربط الأسباب الأخرى للسكتة القلبية بخلل كهربة القلب فى الإشارات التى تحفز أقسام أو حجرات القلب المختلفة على ضخ الدم فى تناغم، هذا يمكن أن يؤدى إلى إيقاع غير طبيعى، مما يقلل من تدفق الدم من القلب إلى أعضاء مثل الدماغ ويؤدى إلى هذا الانهيار، وتلك الحالة إحدى الحالات المعروفة باسم متلازمة بروجادا هى حالة وراثية، ويمكن أن تؤثر أيضاً حالة وراثية أخرى مماثلة تُعرف باسم متلازمة «كيو تى الطويلة» على إيقاع دقات ونبضات القلب.

قال الدكتور تيل إن هذه يمكن أن تكون متقطعة، ومن المحتمل أن تفوّتها رسوم القلب (ECG) والمسح بالموجات فوق الصوتية التى تُعد تقييمات صحية شائعة للاعبى كرة القدم المحترفين والرياضيين الآخرين.

وأضاف: «المفتاح هو الحفاظ على تدفق الأكسجين والدم إلى الدماغ من خلال الضغط على الصدر، وأنا أفهم أن كريستيان إريكسن تلقى إنعاشاً قلبياً رئوياً سريعاً على أرض الملعب. كان من الممكن توصيله بجهاز إزالة الرجفان الذى يفحص ضربات قلبه ويصدم القلب لإعادته إلى الإيقاع الطبيعى إذا كان ذلك مناسباً، وهو ما أتوقع أنه قد حدث».

«هذا أمر نادر جداً جداً بالنسبة لشخص فى هذا المجال المهنى، وهو أكثر شيوعاً فى ألعاب القوى للهواة والأشخاص الذين يُجرون سباقات الماراثون لأول مرة، على سبيل المثال، ولكن مرة أخرى لا يزال نادراً».

وقال: «من المحتمل أن شبابه ولياقته ساعدا دماغه على البقاء حتى بدأوا الإنعاش القلبى الرئوى».

وأكد أن الإنعاش القلبى الرئوى السريع أمر بالغ الأهمية، مضيفاً: «إنها مهارة يجب أن يعرفها الجميع. هذا حدث علنى جداً لشىء نادر جداً فى الواقع. لا ينبغى أن يُمنع أى شخص من ممارسة الرياضة، ويجب أن يشجع الجميع على تعلم الإنعاش القلبى الرئوى، إنها حقاً مهارة تنقذ الأرواح».