Translate

Sunday, November 27, 2022

مصادر المشاكل الأسرية.. ثانيًا: المصادر الثنائية (5) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 27/11/2022

 تحدثنا في الأعداد الماضية عن المصادر الثنائية للمشاكل الأسرية وذكرنا منها: 1- عقل وقلب 2- التعلق العاطفى بالأم 3- إهمال البيت وعدم مشاركة الزوج 4- فرق السن

5- الفارق الثقافى 6- إدارة تنظيم الأسرة. وذكرنا أنه لا بد من الحوار بين الزوحين، والحوار مع الأولاد.. ونستكمل حديثنا...

■ إن مشكلة المشاكل في هذه الأيام أننا نرفض «التفكير الجماعى، أو «شركة الرأى».. وهذه تمزق الإنسان، والأسرة، والمجتمعات.

إن الرأى السديد ليس ملكًا لإنسان واحد، مهما كان.. ولا يأتى سداد الرأى إلا من شركة التفكير، وتعدد وجهات النظر، واختلاف الرؤى، واحتكاك الحوار.

أ- الحوار بين الزوجين: هو حوار مطلوب، يشترك فيه الزوجان للوصول إلى القرار الصائب، بعقل مفتوح، واحترام متبادل، وقلب محب، ونية صادقة لعدم السيطرة، ونقاء صادق دون غرض شخصى. وما أكثر المسائل التي تحتاج إلى حوار داخل الأسرة، ابتداء من تنظيم الميزانية، إلى العلاقات بالأسرتين، إلى التفكير في المستقبل، وتربية الأولاد، ومواجهة مصادمات الحياة، وغير ذلك من الأمور التي تجد للأسرة كل يوم.

المهم أنه لا يتمسك طرف برأيه في عناد، فالعناد كما ذكرنا يولد عنادًا مقابلًا، وتناطح للآراء مما يؤدى إلى تمزيق أكيد للأسرة. ومكتوب في الكتاب المقدس أن العناد كعبادة الوثن.

■ كذلك مطلوب من كل طرف أن يحتمل الآخر في لحظات ضعفه، أو توتره العصبى؛ فلا يتعامل معه من منطلق الذات بل من خلال المحبة المتبادلة، فقد يأتى الزوج متوترًا من الخارج، مرهقًا من العمل، فيتحدث في موضوع بعنف، أو حزم غير سليم، أو يعطى قرارًا متسرعًا متشنجًا.. على الزوجة أن تصبر في هدوء إلى أن يستريح.. وتعاود فتح الموضوع. أما إذا كانت غير هادئة وصاخبة وليس لها جذور في الحياة الروحية.. فإنها إما أن تثور هي أيضًا، أو أن تلح بأسلوب منفر، وهكذا تزداد الفجوة بينهما.

■ إن النفس الراسخة في العبادة، المملوءة سلامًا، ووداعة، تستطيع أن تكون كالمياه التي تطفئ لهيب النار، فإن «اَلْجَوَاب اللَّيِّن يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَم الْمُوجِع يُهَيِّجُ السَّخَطَ» (أم 1:15).

ب- الحوار مع الأولاد: وهذا مهم أيضًا.. فيستحسن حينما نربى أولادنا، أن يتفق الشريكان على الأسلوب المناسب، المتكامل وليس المتناقض، فما أخطر أن يقسو الأب، بينما الأم تدلل! ولكن يمكن أن يتخذ الأب الموقف الحاسم، الذي قد يكون مؤلمًا مؤقتًا، ثم تشرح الأم أبعاد الموقف والمحبة التي وراءه، وهكذا تتكامل التربية ولا تتناقض.

كذلك من المهم أن يتحاور الوالدان مع الأولاد والبنات، أثناء توجيههم للصالح. فهنا أيضًا لا يصلح القمع ولا الضغط، بل القناعة والاقتناع. ومن خلال الحوار والثقة والحب يصل الوالدان إلى القرار السليم مع أولادهما، سواء في حياتهم الروحية أو الدراسية أو الاجتماعية.

من الخطأ أن يشربوا الدين كالدواء المر، مفروض ومرفوض. ومن الخطأ أن يذاكروا بالقهر لا بالاقتناع. وكذلك من الخطأ أن نمنعهم عن صديق دون اقتناع بأهمية ذلك، وبدون بديل يختارونه برضا وفرح.

الحوار لغة الشركة، أما فرض الرأى فينتج عنه الانقسام والتمرد.

■ فلنحرص على الأسلوب الأمثل، ومن أجل قرار أمثل، وبيت متدين أفضل!!.

ج- تنظيم الأسرة: ويحدث الخلاف في ظروف متنوعة مثل:

1- أن يؤمن أحد الزوجين أن تنظيم الأسرة سليم روحيًّا وإيمانيًّا، بينما لا يؤمن الزوج الآخر بذلك.

2- أن يؤمن كلاهما بضرورة التنظيم، وإن اختلفا على الوسائل.

3- أن يختلف الزوجان في توقيت التنظيم، هل نؤخر الطفل الأول أو لا؟

4- أو يختلفا على عدد الأطفال.

5- أو يختلفا بسبب إهمال الطرف المسؤول عن التنظيم، وحدوث حمل غير متوقع، قد يدفعهم إلى الإجهاض المقصود.

■ وفى النهاية... الاتفاق هو طريق السلام، والاختلاف هو طريق الانقسام..

أعاننا الله على التمسك بالسلام والمصالحة، له كل المجد.

* الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


Saturday, November 26, 2022

هل الإسلام يحتاج لتسويق وزبائن؟ - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 25/11/2022

 مانشيتات وبوستات وتويتات هستيرية قبل وأثناء المونديال كشفت عن خلل شديد فى وعينا الجمعى لا بد له من علاج سريع وحاسم، اللاعب دورجبا أعلن إسلامه! الشيخ محمود المصرى يزف البشرى بأن ميسى قد نطق الشهادتين! مورجان فريمان اعتنق الإسلام! الداعية المسلم الهندى الشهير أدخل ٥٥٨ شخصاً فى الإسلام فى ثلاثة أيام! الداعية المصرى الصغير ابن الداعية المصرى الكبير جعل عشرة من المارة يدخلون الإسلام خلال نصف ساعة!! أسرة برازيلية تسمع الأذان فى قطر فتقرر اعتناق الإسلام.. فيضان من الأخبار كلها تحتفى بالعدد والكم الذى دخل الدين، وتصور الأمر على أنه سباق دينى لا كروى، وتنافس عقائدى لا رياضى، وهذا إن دل على شىء فإنه يدل على إحساس عميق عندنا بالدونية وبالهشاشة الفكرية، وبأن الإسلام يحتاج إلى زبائن، هذا الجرح الحضارى يجعل حالنا مثل حال بائعى الموسكى الجائلين الذين يقفون أمام بضاعتهم ينادون بأعلى أصواتهم «قرّب قرّب.. باتنين ونص وتعالى بص»، وذلك لجلب المزيد من الزبائن!

يا سادة، ديننا - وأى دين بالمناسبة - لا يحتاج إلى زبائن جدد، لا يحتاج لتسويق بكثرة العدد، بل لا يحتاج لتسويق أصلاً، كثرة العدد لا تصنع مستقبلاً ولا علماً ولا حضارة ولا حداثة، بل أحياناً وعلى العكس تصنع فى ظروفنا الاقتصادية الصعبة ضغطاً وشللاً وكساحاً، تصبح مثل قتب الظهر، عبئاً على الكاهل تمنعه من الحركة، نحن محتاجون لأن نثبت أنفسنا من خلال المشاركة فى الحضارة والعلم وصناعة التكنولوجيا وليس بتجييش الملايين من الأتباع الذين نفاخر بأنهم دخلوا الدين فى نصف ساعة وهى مدة أقل من مدة اختيارك لقميص أو بنطلون مناسب على ذوقك، فما بالك بشخص ندّعى أنه فى ذلك الوقت القليل غيّر وبدّل وتخلى عن كل معتقداته التى تربى عليها وبمنتهى الاقتناع!والسؤال: هل إسرائيل اكتسبت قوتها من زيادة عددها؟ وهل سيطرة اليهود على مقدّرات الاقتصاد والآلة الإعلامية الضخمة كانت عن طريق التكاثر المليونى الأرنبى، وانضمام الملايين إليهم أفواجاً؟ بالعكس ما صنع قوتهم هو تحويل تلك القلة إلى ميزة وقدرة، لا تجعلوا العالم يضحك علينا ونحن نلهث فى هذا الماراثون الوهمى، ماراثون الاحتفاء وإقامة الأفراح والليالى الملاح بانضمام متسابقين وعدائين آخرين إلى فريقنا الدينى ومنتخبنا العقائدى.

يا جماعة، بعض الثقة فى أنفسنا، وبعض المرونة فى تغيير أفكارنا وجعلها متسقة مع الزمن ومتوائمة مع المستقبل ومتماشية مع حركة التاريخ، وإلا سنتحنط فكرياً وستقف عقارب الزمن عندنا، ونتقهقر كأمة تريد الخروج من شرنقة التخلف فتجد نفسها وقد تشرنقت أكثر، لا بد أن نقرأ حركة التاريخ حتى لا نخرج من التاريخ.


Sunday, November 20, 2022

مصادر المشاكل الأسرية ..... ثانيًا: المصادر الثنائية «4» - الأنبا موسى - المصري اليوم - 20/11/2022

 تحدثنا فى الأعداد السابقة عن المصادر الثنائية كمصدر للمشاكل الأسرية وذكرنا منها: 1- عقل وقلب 2- التعلق العاطفى بالأم 3- إهمال البيت وعدم مشاركة الزوج 4- فرق السن

5- الفارق الثقافى 6- إدارة تنظيم الأسرة.. ونستكمل حديثنا عن...

7- تنظيم ميزانية البيت:

ببساطة- بعد أن نقتنى الروح الجميلة المتسامحة والغفورة السابقة هذه- يمكن أن يتفاهم الزوجان بشأن تنظيم ميزانية البيت.. فمثلًا:

1- العشور والزكاة: تُستقطع منذ البداية لكى تحُل البركة فى البيت، كوعد الرب للأسخياء: «هَاتُوا الْعُشُورِ.. وَجَرِّبُونِى بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (ملاخى 3: 10) وحتى إذا رفض شخص هذه الفكرة الإلهية، فعليه أن يمهله بها بعض الوقت وسيرى!! ويكمل الآية: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوى السَّمَاوَاتِ وَأُفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.. وَيُطَوِّبُكُمْ كُلُّ الأُمَم» (ملاخى 10:3-12). وإذا وضع الزوجان عشور راتبيهما، وأى عشور لأى دخل آخر فى درج خاص، ينظمان صرفه على الفقراء والمحتاجين، واحتياجات دور العبادة، ومشروعات خدمية.. إلخ.

ولا يعنى هذا ضرورة صرف العشور كل شهر بشهر، بل يمكن تجميع بعضها، إلى أن يعلن الرب أوجه الصرف المناسبة شيئًا فشيئًا.

المهم أن تكون هذه (فلوس ربنا) نحرص عليها، حتى إذا اقترضنا منها لطارئ.. ولن نحتاج!!

2- احتياجات المنزل: وتشمل الطعام والإيجار والنظافة والمياه، والغاز، والكهرباء، والنت، وأى مصروفات يومية مهمة لحياة الأسرة، وهذا هو الجزء الأكبر من الدخل.

3- احتياجات كل شريك: للمواصلات، والمصروفات الشخصية اليومية. هنا ندعو الأخت العزيزة لعدم الصرف فى مجالات المظاهر والبهرجة.. إلخ. كما ندعو الأخ الحبيب إلى عدم التدخين الذى يأكل ميزانية الأسرة وصحة الزوج، بل صحة الجميع، حيث ثبت علميًّا تأثير الدخان على غير المدخنين، أيضًا حينما يضطرون لاستنشاقه.. بل حتى على الجنين فى بطن الأم.

وأما الانحرافات الأخرى كالخمر، والمخدرات.. وما شابهها فهى أمور خارج حظيرة الأسرة المؤمنة، والمتماسكة، وعلينا أن نبكى دمًا على من يتعاطونها، ولو ادعوا عدم تسلطها عليهم، وأنهم يفعلون ذلك من قبيل المجاملة فى الحفلات. وأما المصروفات غير اللازمة: كالإسراف فى الحفلات العائلية، أو الرحلات المكلفة غير البناءة، فلابد من الحد منها، حيث لم يعد الإسراف ممكنًا، ولا كان الإسراف مستحبًّا.. ويقول سليمان الحكيم: «السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ» (أمثال 21:23).

4- مصروفات موسمية: كرسوم الدراسة، وملابسها، وبعض الدروس الخصوصية التى أصبح لا غنى عنها أحيانًا، بسبب ضعف العملية التعليمية، أو لأسباب أخرى.. إلخ. فهذه يجب حسابها مقدمًا وبمرونة، وحجز قسط شهرى لها.

5- الفائض: يجب أن يكون هناك قدر الإمكان فائض يدخر للظروف.. وهذا لا يعنى الاتكال على المال، بل يعنى عدم الإسراف، والأمانة فى الوكالة، إلى أن يعلن الرب طريقة استخدام هذا الفائض.

6- شىء للأولاد: يا ليتنا نتمكن، بالحكمة من الصرف، من حجز نصيب شهرى صغير للأولاد فى صورة ادخار أو شهادات أو غيره، لمستقبل الأولاد حينما يكبرون. ومازلنا نتمنى أن يتمكن الآباء من وضع مبلغ شهرى للأولاد حين يحتاجونه فى الزواج فيما بعد. إن المحبة الحقيقية والأسرة المتفاهمة، التى تخشى التصرف فى عطايا الرب لها، وتحسن توجيه أولادها فى صرف المال، لهى بالحق الأسرة السعيدة فى الرب.

7- غياب روح الحوار: وذلك حينما يتصور الزوج أنه الآمر الناهى فى البيت، فيصطدم بزوجة متعلمة أو عاملة، أو حتى صاحبة رأى فقط، كالمرأة الريفية الآن.. إن تعديلًا أساسيًّا يجب أن يجرى فى حياة شبابنا اليوم، وهو ألا يتصوروا الزوجة كائنًا لابد أن يخضع ويطيع دون مناقشة، وتفهم، وحوار. إن هذا العصر قد انتهى إلى الأبد. فلقد صار أمامنا نوعان من الزوجات: زوجة متعلمة، يجب أن نتحاور معها لتقتنع، وأخرى غير متعلمة ولكن ثقافتها تلفزيونية، يجب- هى الأخرى- أن نتحاور معها لتقتنع.

وفرق بين كلمات ثلاث: القمع، والإقناع، والاقتناع، فالقمع هو الرأى الواحد، الذى يفرضه أحد الشريكين على شريكه دون مناقشة. والاقتناع هو محاولة إقناع شريكى بما فى فكرى، دون استعداد للتنازل عما فى نفسى من رؤية، وفى فكرى من قرار. وكلا الأسلوبين خاطئ ومرفوض. القمع مرفوض بوضوح، لأنه دكتاتورية وضد عقارب الساعة. والإقناع مرفوض أيضًا، لأنه دكتاتورية مقنعة. أما الأسلوب المثالى فهو: القناعة أو الاقتناع، أى أن يتحاور الاثنان معًا، وربما يشتركان فى فرح بعض الأحباء، ليصلا بعد ذلك إلى قرار جماعى يريح الشريكين، ولا يفرضه أحدهما على الآخر قسرًا أو استعلاء.

نحن فى حاجة- على كل المستويات- أن نتعلم أسلوب الحوار، فهو أسلوب العصر، بل هو أسلوب الله معنا: «هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ» (إشعياء 18:1). وحينما أراد الله أن يخلق حواء لآدم، جعله يرى كل الحيوانات والطيور، فيجدها اثنين اثنين، ويدعوها بأسماء، «فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تكوين 20:2) من هنا خلق الرب حواء لتسد احتياجًا عند آدم.. ففرح بها.. وعاشا فى اتحاد.

الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


Saturday, November 19, 2022

بلجيكا والأطفال - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 18/11/2022

 أهم ما شاهدته فى رحلتى لبلجيكا، بالإضافة لمعالمها المعمارية الرائعة، خاصة ميدان «الجراند بلاس»، كان اهتمامهم الشديد بالأطفال، يكفى أن قراراً رسمياً قد صدر بأن يحتوى جواز السفر البلجيكى على شخصيات كارتونية، مثل تان تان والسنافر.

وتان تان هو المحقق الصحفى البلجيكى، صاحب أشهر المغامرات هو وكلبه ميلو حيث تجد صوره فى كل مكان هناك، وهو بطل سلسلة من الروايات المصورة من تأليف الكاتب البلجيكى جورج ريمى، المعروف باسم هيرجيه، وتعتبر السلسلة إحدى أكثر الروايات المصورة شعبيةً فى أوروبا فى القرن العشرين، حيث تمَت ترجمتها لأكثر من 70 لغة مختلفة، وقد طُبع منها أكثر من 200 مليون نسخة حول العالم، وقد ظهرت السلسلة للمرة الأولى باللغة الفرنسية فى 10 يناير 1929 فى صحيفة «القرن العشرين» البلجيكية، أما السنافر فهى شخصيات خيالية صغيرة الحجم، زرقاء اللون، وتعيش فى الغابة، ابتكرها الرسام البلجيكى بيير كوليفورد، تجدها مرسومة هناك على المحلات واللافتات، كان أول ظهور لها فى يوم 23 أكتوبر من عام 1958، ضمن قصة «جوهان (جون) وبيويت» (Johan & Peewit) فى مجلة «لو جيرنال دى سبيرو» (Le Journal de Spirou) الفرنسية، وكان لهذا الظهور الأول الأثر الكبير على حياة مبتكر الشخصية الذى تحول من الفقر إلى الغنى، وبعد فترة قصيرة أصبحت قصص السنافر متداولة بين كل الناس، وحققت قفزة أخرى عندما قام مايكل ليجراند (Michel Legrand) بكتابة قصة الفيلم «السنافر والمزمار السحرى» الذى قُدم ضمن نسق موسيقى القصة، ثم تلا ذلك ظهور قصص السنافر فى هولندا عبر المغنى هولندى الأصل فادر أبراهام (Vader Abraham)، ثم انتشرت قصص السنافر فى جميع أنحاء العالم، ولا تزال حتى اليوم محبوبة من جميع الناس.

الاهتمام هناك غير محدود بتان تان والسنافر، ولكنى عندما زرت متحف الفن الحديث فى بروكسل كانت هناك قاعة مخصصة للاحتفاء ببيكاسو، حيث وجدت هناك أكثر من حجرة للأطفال، يجلس فيها أطفال المدارس الذين يدخلون المتحف مجاناً، يرسمون لوحات بيكاسو فى قصاصات تعلقها إدارة المتحف على الجدران، وهناك من معه ورق قص ولصق ملون لعمل لوحاته التكعيبية، فضلاً عن البازل وألعاب أخرى كلها تدور حول فن بيكاسو، وعندما زرت متحف الشيكولاتة هناك، وجدت أيضاً عدة رحلات مدرسية تسمع وتشاهد مراحل زرع الكاكاو وصناعة الشيكولاتة، وتشاهد عرضاً عملياً ينتهى فى آخر مرحلة بصناعة قطعة شيكولاتة توزع على الطلبة الذين شاركوا فى صناعة أهم إنتاج اقتصادى للبلجيكيين وهو الشيكولاتة والوافل، أما عدد المكتبات المنتشرة فى كل أنحاء بروكسل والتى تعرض قصصاً وكتباً للأطفال فهى بلا حصر، والاهتمام بتدريس الموسيقى والرسم اهتمام لا حدود له، وبرامج الأطفال تحتل الأوقات المتميزة على قنواتهم.البلجيكيون يعتبرون الطفل هو صانع المستقبل الحقيقى، لذلك هو المواطن رقم واحد هناك.


Sunday, November 13, 2022

مصادر المشاكل الأسرية.. ثانيًا: المصادر الثنائية (3) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 13/11/2022

 تحدثنا فى الأعداد الماضية عن المصادر الثنائية كمصدر للمشاكل الأسرية وذكرنا منها: 1- عقل وقلب 2- التعلق العاطفى بالأم 3- إهمال البيت وعدم مشاركة الزوج 4- فرق السن.. ونستكمل حديثنا..

5- الفارق الثقافى:

امتدادًا لحديثنا عن «الهرم المقلوب» فى مصر: وكيف صارت اليد العاملة والفنية والمدربة شحيحة جدًّا، بينما صار أصحاب الدرجات العلمية بالملايين، نقول إن الفارق الثقافى نقطة خطر مهمة فى الحياة الزوجية، فالملاحظ الآن أن خريج الجامعة لا يملك أسباب الزواج، بينما يستطيع العامل الفنى أن (يفتح بيتًا) ويصرف بسخاء.

والذى يحدث الآن أنه يتقدم العامل إلى فتاة جامعية مع فارق ثقافى كبير، إذ يكون حاصلًا على الابتدائية أو الإعدادية، وتبدأ الضغوط على الفتاة حتى لا يتركها القطار.. وحين تضطر إلى الموافقة تكتشف فارقًا هائلًا فى الفكر والنفسية، والسلوكيات اليومية فى النظافة والطعام والكلام والنشاط الاجتماعى... إلخ. فتبدأ المشاكل وربما لا تنتهى، أو تنتهى بالطلاق.

ولنا هنا ملاحظتان:

اقرأ المزيد ..

1- يمكن أن تقبل الفارق الثقافى والتعليمى المعقول: «جامعة مع دبلوم أو معهد فنى أو ثانوية عامة» خصوصًا إذا كان الشاب مثقفًا فعلًا، ومتحضرًا، ومن بيئة تتوافق مع بيئة العروس، اجتماعيًّا وماديًّا وحضاريًّا. فحقائق العصر تدفعنا إلى مباركة هذا الزواج الذى كثيرًا ما ينجح، إذ يحس الزوج بإمكانيات أخرى غير العلم، يمكن أن تعوض هذا الفارق التعليمى، فلا يكون معقدًا أو شاعرًا بالنقص، الأمر الذى يدفع أمثاله إلى العنف والسخرية بالزوجة وتعليمها وبالمتعلمين جميعًا.

2- لا شك أن الكبار فى الأسرة هم سبب أساسى فى متاعب الشباب، حيث يختار الشاب الجامعى شريكته الجامعية عن قناعة وارتياح، ولكنه يصطدم (بالطلبات) الرهيبة، من شبكة، إلى شقة إلى أثاث، إلى احتفالات مكلفة (بنتى لازم أفرح بيها ومتقلش عن حد)... إلخ.

متى يترك الكبار الشباب يختارون المنزل الصغير، والأثاث البسيط والاحتفال غير المكلف؟!!

متى يقبل الشباب- فى جرأة وعدم تقليد- شقة صغيرة من حجرتين، ومائدة طعام عبارة عن صورة معلقة على الحائط تنزل لتصير مائدة عند اللزوم، وسريرًا غير فاخر، ودولابًا عمليًّا بسيطًا، وأنتريه خفيفًا سهل التنظيف، وسريرًا من دورين للأطفال... وبعد سنوات كثيرة، إذا احتاج الأمر يأخذون شقة أكبر، وهذه تصلح لعروسين جديدين؟!

متى؟ متى؟ متى؟ أحلام تحتاج إلى رواد!

6- إدارة ميزانية البيت:

اقرأ أيضا..

كانت هذه الإدارة سهلة، حينما كان الرجل وحده هو الذى يعمل ويصرف على البيت. أما الآن فقد تعقدت هذه المهمة، بسبب الدخل الخاص بالمرأة، إذ صار لها راتبها المستقل. وتبدأ المشاكل حين يحس كل طرف أنه مستقل عن شريك حياته، مع أن كلمة (شريك) تحمل بين طياتها معنى (الشركة) والمعاونة والاتحاد. كما تبدأ المشاكل حين يكون أحد الطرفين أنانيًّا لا يريد أن يساهم مما يأخذ، بل يريد أن يختزن مبلغًا لنفسه (للزمن).

إن الاتحاد الحقيقى للزوجين اتحاد الروحين فى روح واحدة والجسدين فى جسد واحد، والفكرين فى فكر واحد، يستحيل أن يسمح لمثل هذا النوع من المشاكل، إذ يهتم كل طرف بشريك حياته كما يهتم بنفسه إن لم يكن أكثر.

ينبغى أن يحب كل شريك شريك حياته ويبذل نفسه من أجله، حبًّا، ومالًا، وصحة، وجهدًا.

لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى:

1- قلب علمانى مادى.

2- قلب أنانى ذاتى.

فإذا كان قلب الإنسان علمانيًّا ماديًّا، ترابى النزعة، وأرضى الاهتمامات، نجده يرى فى المادة كل شىء، وينسى الجوانب الروحية والمعنوية فى الحياة، بل ينسى بركة الرب التى «تُغْنِى وَلاَ يَزِيدُ الرَّبُّ مَعَهَا تَعَبًا» (أمثال 22:10)، بل إنه ينسى الأبدية والخلود طمعًا فى حفنة تراب، سواء كان هذا التراب قروشًا أو ذهبًا أو أطيانًا أو بيوتًا.

أما القلب الروحانى، فكنزه فى السماء، والرب هو نصيبه فى الزمن والأبدية، لذلك فهو لا يفرح بمجىء المادة ولا يحزن لذهابها، بل يسلم كل شىء للرب، الذى يعطى ويأخذ، فما دام الإنسان لم يفقد الكنز اللانهائى، والخلود، والحياة الأبدية، فهو لم يفقد شيئًا، فهذا كله تراب فى تراب، يأتى اليوم ليذهب غدًا، ولا يتكل عليه إلا الأحمق المسكين، الذى يرى فى الذهب عمدته، وفى الفضة سنده، ويكون «قَدْ جَحَد اللهَ مِنْ فَوْقُ» (أيوب 28:31).

أما القلب الأنانى الذاتى، فهو المتمركز حول نفسه، لا يهتم بمشاعر شريك حياته، ولا باحتياجاته، بل يهتم بشهواته الخاصة، لذلك فهو لا يكف عن الصراخ: (فلوسى وفلوسك).. وينسى أن ذاته كان يجب أن تتحد بالرب المعطى والمانح كل الخيرات، ويكون الرب هو مركز حياتنا، وشهوة قلوبنا، وسندنا الوحيد فى الكون. فالمال لا يُشبع من جوع، ولا يمنح سعادة ولا يعطى صحة.. واسألوا المليونيرات!.

الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


سريلانكا تمنح النور لعيوننا - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 12/11/2022

 نحن وفي ظل عدم تفعيل قانون زرع الأعضاء نستورد معظم القرنيات من سريلانكا !! بلد فقير اقتصادياً لكنه غني انسانياً ،بلد يعاني من من جفاف الموارد لكنه لايعاني من جفاف الانسانية ،مجتمع يصدر ألاف القرنيات من عيون موتاه وبدون مقابل وبروح عطاء رائعة انطلاقاً من تعاليم بوذا التي تحكي لهم أنه منح عينه لفقير ، معظم تلك القرنيات لمصر ولباكستان ، للأسف انهما الدولتان الوحيدتان في العالم المحرومتان من زرع القرنية من الموتى اكلينيكياً ،سواء المصريين أو الباكستانيين ،برغم أن القرنية لاتحتاج الى الموت الدماغي أو الإكلينيكي، هذه الفزاعة التي منعتنا وتمنعنا من زرع الأعضاء من الموتى ، القرنية من الممكن أن تؤخذ بعد توقف نبض القلب ، وهو مايريده رجل الدين لتعريف الموت ،يعني كل الشروط موجوده،ولا يوجد لغط ، وبالرغم من ذلك فإن زرع القرنية من الموتى المصريين ممنوع ،وقائمة الانتظار بعشرات الألاف، وهناك عميان كثيرون في مصر نتيجة هذا العبث ،وهناك مرضى القرنية المخروطية الذين ينتظرون أن يدق بابهم العمى في أي لحظة ، ولكن الشعب المتدين بطبعه لايهتز لمثل تلك المسائل ،ويدع سريلانكا البوذية تمنحه العطاء والنور !!!اسمعوا المتبرعة السريلانكية بعد توقيعها على استمارة التبرع في بنك العيون الوطني ، تقول" "إذا كنت أتبرع بعينيا في هذه الحياة،حتماً سأحصل على رؤية أفضل في حياتي القادمة "، ماهذه الروح الجميلة المتسامحة ؟مؤسسة التبرع بالعيون السريلانكية هي منظمة غير ربحية أسسها طبيب شاب، هو هدسون سيلفا، في عام 1961 - تعهدت واحدة من كل خمسة سريلانكيات بالتبرع بالقرنية،من هو هذا الشخص العظيم هديون سيلفا؟مصدر المعلومات عنه هو السوداني حيدر ميرغني :الدكتور هدسون سيلفا مؤسس ورئيس مجلس ادارة بنك العيون الدولي وبنك الانسجه والجمعية السريلانكية للتبرع بالعيون ، وعضو فخري في كلية اطباء العيون في سريلانكا. بدأالدكتور هدسون سيلفا حملته لجمع القرنية في عام 1958 عندما كان طالبا بكلية الطب، وحصل على اول مجموعة من القرنيات في 1959. انشأ الجمعية السري لانكية للتبرع بالعيون في عام 1961 ،واصل الدكتور هدسون سيلفا حملته دون هوادة ونجح في اقناع غالبية السكان البوذيين في سري لانكا بان التبرع بالعيون بعد الوفاه عمل

جدير بالتقدير. وعندما وجدت حملته الزخم المناسب ، وقع آلالاف للتبرع بعيونهم ، ونمت عضوية الجمعية بسرعة وأنشئت فروع للجمعية فيجميع انحاء البلاد.ومنذ ذلك الحين ، تبرعت الجمعية باكثر من 100000 قرنية لإعادة البصر للمكفوفين في سري لانكا، وأرسلت أكثر من 36000 قرنية لجراحي العيون فى اكثر من 62 دولة فى العالم مجانا ،تم تكريم الدكتور هدسون سيلفا من قبل المواطنين ورؤساء العديد من الدول بمنحه الالقاب الفخريه والجوائز. وتم إطلاق إسمه على مستشفى للعيون في باكستان . لقيت حملته الناجحه للتبرع بالعيون صدى كبير في العديد من الصحف والمجلات الدولية،إجازة قانون الانسجه البشريه من قبل البرلمان السرى لانكي فى عام 1987 مكَن الدكتور هدسون من إنشاء بنك الانسجه البشريه في كولومبوعاصمة سريلانكا. بالاضافة الى التبرع بالعيون ، تقوم سريلانكا أيضا بالتبرع بالانسجه البشريه للعالم،الدكتور سيلفا توفي في كولومبو ، سري لانكا ، 22 اكتوبر ، 1999،وترك بصمة لن ينساها العالم.


Sunday, November 6, 2022

مصادر المشاكل الأسرية.. ثانيًا: المصادر الثنائية (2) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 6/11/2022

 تحدثنا فى العدد الماضى أن من بين مصادر المشاكل الأسرية، مصادر ثنائية وتحدثنا عن 1- عقل وقلب 2- التعلق العاطفى بالأم.. ونستكمل حديثنا:

3- إهمال البيت وعدم مشاركة الزوج:

معروف أن المرأة الحديثة عاملة، سواء كانت موظفة أو فلاحة. الكل الآن يعمل، وإذا كانت هناك بعض الدعوات منذ فترة تنادى بعودة المرأة إلى البيت، فهذا أشبه بمحاولة العودة بعقارب الساعة إلى الوراء. ولكن هذا لا يعنى الفرح بهذا الوضع، فكم نتمنى أن تتمكن المرأة من أن تجد الفرصة المناسبة للاهتمام بالبيت وتربية الأولاد، لأن (صناعة) الطفل- كما يقولون- هى أخطر وأهم (موارد) الدولة. وخدمة الطفل ورعايته: الصحية والنفسية والروحية هى لخير الأرض والسماء حيث الأبدية السعيدة.

اقرأ المزيد ..

نتمنى من الأمهات أن يأخذن إجازة مناسبة لتربية الأطفال، خصوصًا فى السنوات الأولى، التى تتكون فيها بذور الشخصية المستقبلية للطفل.

ولا شك أن نزول المرأة إلى ميدان العمل، صار أمرًا واقعًا وله إيجابياته التربوية على الأبناء، بغض النظر عن العائد المادى البسيط، الذى يضيفه العمل على ميزانية الأسرة.

كذلك فإن ظروف العصر لم تعد تسمح بأن تظل المرأة المتعلمة حبيسة جدران أربعة، ليل نهار.. بل إن إسهاماتها كنصف المجتمع لها تقديرها.

كما أن المرأة العاملة تحس بنوع من الأمان، الذى لا نستطيع إنكاره، وإن كان الأمان الحقيقى فى بيت متدين ومتماسك.

لكن موضوعنا الأساسى هو فى خطورة أن يتأثر البيت بسبب عمل المرأة، ولا شك أن الرجل أحيانًا يتعامل بمنطق (اللامعقول)، حينما يلوم زوجته باستمرار، ويتجاهل أن زوجته:

1- تعمل مع ما يجره العمل من تعب جسمانى ونفسى وعصبى.

2- تنجب وتربى الأولاد، وتذاكر للأولاد بجهد رهيب.

3- تهتم بالبيت من حيث النظافة والطعام والضيافة... إلخ.

ينسى الزوج أنها تقوم بثلاثة أعمال يحتاج كل منها إلى جهد ضخم، ويتناسى أن المطلوب منه هو المشاركة فى المسؤولية البيتية، كالنظافة والطعام، والمساعدة فى تربية الطفل الوليد، ويتصور أن هذه أعمال (نسائية) لا تليق برجولة سيادته. إن (عصر الحريم) قد انتهى إلى الأبد، وبدأ (عصر المشاركة فى المسؤولية). وعلى الزوجين تنظيم حياتهما فى حب وبذل وعطاء، من أجل بيت سعيد وحياة هنيئة.. والله هو الضامن الشامل لهما معًا.

اقرأ أيضا..

4- فارق السن:

مصدر مهم من مصادر المشاكل الأسرية أن يكون هناك فارق غير مقبول فى السن بين الشريكين.

والمعروف علميًّا أن الفارق المقبول لا ينبغى أن يزيد على 14 سنة تقريبًا يكبرها الزوج عن الزوجة، ذلك لأن الزوجة بعد الإنجاب والمجهود تكبر بسرعة تفوق سرعة الزوج، كما أن (سن اليأس) فى المرأة تكون فى حوالى الخامسة والأربعين، حيث تتوقف المرأة عن الإنجاب، بينما يستمر الرجل قادرًا حتى سن متأخرة كثيرًا عن ذلك.

وبالطبع لم يكن هذا الفارق قائمًا فى الزيجات القديمة، حيث كان كل شىء سهلًا وميسرًا، ابتداء من الاختيار (فلان لفلانة منذ الطفولة)، إلى العمل (الجميع معًا فى الحقل)، إلى السكن (البيت الكبير الذى يتسع للجميع).

أما الآن، فبسبب تعقيدات المدينة المعاصرة، من تعليم، إلى أسلوب اختيار، إلى صعوبات اقتصادية خطيرة، وغلاء عالمى، إلى تأخر رهيب فى سن الإنجاب لدى الشباب المصرى بسبب الإصرار على (الهرم المقلوب) إذ يزداد التعليم الجامعى بصورة مطردة، وبلا ضابط أو خطة، بينما تقل فرص العمل بصورة تهدد سلام وسلامة مصر.. أمام هذا كله صار الفارق مقبولًا حتى إلى 14 سنة، حتى يتمكن الشاب من إعداد نفسه اقتصاديًّا لحياة الأسرة.

ولا شك أن هذا تهديد رهيب للفتاة، إذ تكبر وتفلت فرص الزواج من بين يديها، الأمر الذى يهدد أخلاقيات وقيم وإيمان كثيرات.

والمشكلة الكبرى هى فى زواج مسن بزوجة شابة، متصورًا أنه سيقدر على أن ينجب منها، بعد أن ماتت زوجته الأولى، وتقبل هى الزواج طمعًا فى الميراث. أو فى حال ترمل شابة عروس، نجدها تقبل زوجًا يكبرها كثيرًا.

هذه كلها أمور يجب أن ننتبه إليها وأن ننبه غيرنا، فالفارق الكبير فى السن، كثيرًا ما يستحيل معه التوافق الزوجى، نفسيًّا وجسمانيًّا، بحيث تبدأ المشاكل، إذ تصاب الزوجة باضطراب عصبى، ويغطى الزوج عجزه بالإهانة والضرب وترك المنزل لأوقات كثيرة.. وأحيانًا يحدث الانحراف الخلقى من الزوجة لهذا السبب.

من هنا يجب أن يتنبه المختص عن إتمام عقد الزواج لما يحمله ذلك العقد بين طياته من قنبلة موقوتة، بل يجتهد فى حكمة ودون تطرف، فى منع هذا الخطأ قبل أن يقع، مقنعًا الزوج نفسه، بالمشكلة التى قد تحدث، والزوجة بالخطر الذى يتهددها، ويمكنه أن يستعين ببعض أفراد الأسرتين للوصول إلى هذا الحل، بصورة ودية وكريمة... حمى الله أسرنا ومجتمعاتنا من المشاكل.

الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية