Translate

Tuesday, May 31, 2022

راجعين يا أسامة أنور عكاشة - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 30/5/2022

 أعتقد ونحن فى ذكرى رحيل أسامة أنور عكاشة لا بد أن نعترف بأنه لم يحدث لكاتب دراما أن قدّم عمل درامى له بعد رحيله بأكثر من عشر سنوات ويكون طازجاً كل تلك الطزاجة وحاضراً كل هذا الحضور، نجاح مسلسل «راجعين ياهوى» يثبت أن المبدع الحقيقى لا يموت، أسامة هو الغائب الحاضر، واليوم أقدم لكم دليلاً آخر على هذا الحضور، اقتباس من مقال طويل أو بالأصح دراسة للناقد المغربى هشام بن شاوى، مكتوبة منذ أقل من شهر عن أسامة أنور عكاشة، مما يدل على أن أسامة لم يكن محلياً فقط، بل امتد تأثيره من المحيط إلى الخليج، أقتبس من نهاية الدراسة ما يلى:

لقد استطاع أسامة أنور عكاشة أن يصنع دراما تليفزيونية، تحمل بصمة شديدة الخصوصية، يمكن للمشاهد العادى أن يتعرّف على أعماله الماتعة، حتى دون قراءة اسمه على التترات، بفضل تلك «الشفرة» العكاشية، وقد نجح فى أن يجعل المتلقى العربى -من الماء إلى الماء- يتابع مصائر شخوصه بشغف، وكأنها شخصيات حقيقية من لحم ودم، كما فسح أسامة المجال لكل كتاب الدراما المصرية لكى يقدموا أنضج أعمالهم، بعدما أرسى «عكاشة» قواعد هذا الأدب الجديد، واستحق عن جدارة واستحقاق، لقب «نجيب محفوظ الدراما التليفزيونية».

ويمكننا أن نقول مع الناقد أحمد شوقى إن مشروع أسامة أنور عكاشة التليفزيونى الضخم لم ينل حتى الآن حقه من الدراسة والتحليل، فعالم عكاشة التليفزيونى ليس بسيطاً كما يدّعى البعض، ولا يعتمد على تيمة فكرية وبنائية واحدة، بل يمكن تقسيم مشروعه الفنى -حسب شوقى- إلى ثلاثة اتجاهات فكرية وبنائية، تتشابه فى بعض العناصر، وتتنافر تماماً فى بعضها الآخر.

الاتجاه الأول هو الدراما «الدون كيشوتية» المعتمدة على وجود شخصية رئيسية واضحة تكون مركز العمل، وهو دائماً فارس نبيل يحمل منظومة من القيم، التى يؤمن بها ويدافع عنها، ويحاول التمسّك بها فى مواجهة العالم، الذى يتغير من حوله، وهى دراما البطل فيها واضح، عادة ما يحمل المسلسل اسمه، وأبرز أمثلة لهذا الاتجاه بالطبع هو «أبوالعلا البشرى»، الذى زيّنت صورة الفارس دون كيشوت تتراته، ومعه «ضمير أبلة حكمت» و«امرأة من زمن الحب» و«الراية البيضا»، والأخير تحول الفارس فيه إلى مجموعة من الفرسان تواجه طوفان الجهل والقبح الذى هاجم مصر ويواصل هجومه حتى يومنا هذا.

الاتجاه الثانى هو الاتجاه الأشهر الذى يظن البعض أنه الوحيد، وهو الاتجاه الذى يندرج تحته عمله الأيقونى «ليالى الحلمية»، والذى يعتقد البعض أن البطل فيه هو المكان، وهو التفسير الخاطئ الذى أشرت إليه من قبل. فالبطل فى «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع» وأمثالهما هو الزمان وليس المكان، وهى أعمال تحليلية تهدف لدراسة التغيير الذى يُحدثه الزمن، عبر تجربة تكاد توصف بالعلمية، يقوم المؤلف فيها بتثبيت عنصرى المكان والبشر، ويقوم بتحريك الزمان ورصد أثره عليهما، ليقدم بذلك رؤية بانورامية عن التحولات والآثار، التى قد لا يستطيع رصدها إذا ما قام بمتابعة شخصية بعينها، أو انحصر فى فترة زمنية محدودة.

الاتجاه الثالث هو الاتجاه الذى شغل أسامة أنور عكاشة خلال العقدين الأخيرين من حياته، كهدف أسمى يتوج به تجربته شديدة الثراء، وهو اتجاه التفتيش عن الهوية المصرية، ومحاولة فهم حقيقة المصريين، والإجابة عن السؤال المحير: هل المصريون مسلمون أم أقباط أم فراعنة أم أتراك أم ينتمون إلى هوية أخرى؟ وهو السؤال الذى يمكن أن نعتبره الفكرة العامة لمشروع عكاشة الفنى ككل.

هذا الاتجاه الثالث أسفر عن عمل بديع هو «أرابيسك»، الذى يمكن اعتباره أحد أفضل المسلسلات التليفزيونية المصرية إن لم يكن أفضلها على الإطلاق، وأسفر أيضاً عن مشروعين شديدى الطموح لم يمهل العمر أسامة أن يكملهما هما «زيزينيا» و«المصراوية»، وهما استمرار لطرح كل الاحتمالات الممكنة للإجابة عن هذا السؤال، وإن كان المبدع قد تمكن مسبقاً من تقديم إجابة واضحة عليه، سواء فى «أرابيسك» أو فى باقى أعماله بشكل عام.


Saturday, May 28, 2022

اعرف زمانك (1) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 29/5/2022

 من الملامح الأساسية التي يجب أن يتسم بها الشباب، أن «يعرف زمانه» بحسب تعبير القديس أنطونيوس، بمعنى أن يكون واعيًا بالعصر، نحن في عصر العلم، والاتصال، والتداخل، والمادية، وانحلال القيم، والضغوط، والحرية.. ولابد من أن يتعامل شبابنا- ونتعامل معهم- بطريقة تجعلهم متأصلين في علاقتهم بالله، ويشعرون بانتمائهم لمصر، ويعيشون عصرهم دون التخلى عن تراثهم، ويتفاعلون مع مجتمعهم، ويكرزون بقدوتهم.


وهذه بعض ملامح السنوات التي نعيشها، ولا أقول العصر الذي نعيشه، لأن هذا العصر تتغير ملامحه تمامًا وجذريًا كل بضع سنوات، ويمكن كل بضعة أشهر، إن لم يكن أقل، بل كل بضعة أيام، وبالتالى يحتاج إلى متابعة واعية بالفكر والروح، والمراجعة المستمرة.
فمن غير المعقول في ضوء التقدم التكنولوجى الهائل ألا يكون الشباب شاعرًا ودارسًا للعصر الذي يعيش فيه، بما يتسم به من ملامح واتجاهات وصراعات، يستحيل أن يحيا الشباب من الجنسين بمعزل عنها، دون أن يؤثروا فيها أو يتأثروا بها.

1- عصر العلم:

فالمنجزات العلمية في هذا العصر جاءت مذهلة كثمرة لتراكمات الدراسات السابقة، والبحوث التي اجتهد فيها آلاف العلماء، على مدى الزمان. وكما تقول الإحصائيات كان عدد علماء القرن العشرين يساوى عدد العلماء في القرون السابقة، فماذا عن القرن الواحد والعشرين!! وإن الطاقة المستخدمة في هذا القرن أكثر من الطاقة التي استخدمها العالم عبر تاريخه الطويل.

الحروب الآن لم تعد أرقام بشر، أو كمية أسلحة ومعدات عسكرية، بل إنجازًا علميًّا في مجال التجسس والتشويش، وإعادة طبع الشفرات، والحروب البيولوجية، وربما الفيروسات والأمراض.. وما إلى ذلك.

بحوث الفضاء جعلت إمكانية التعامل مع الأرض ككرة صغيرة سواء في التصوير أو البث، أو ربما توجيه الصواريخ أو إعادة توجيهها إلى من أطلقها لتنفجر فيه.. جعلت كل هذه أمورًا ممكنة.

الوصول إلى القمر، والصراع حول الكواكب، ودراسة المناخ، وها هو مؤتمر تغير المناخ، الذي يقام تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى سوف يُعقد في مصر في نهاية هذا العام إن شاء الله، ومشروعات تحلية البحار، والزراعة بالطائرات، والازدهار التكنولوجى والإنسان الآلى، والهندسة الوراثية، وأطفال الأنابيب، وتأجير الأرحام، والجديد في الطاقة، وشبكات الكمبيوتر، وفيروس الكمبيوتر، ومواقع التواصل الاجتماعى.. هذه كلها تجعل شباب العصر محتاجًا إلى:

أ- الوعى بهذا الكم الهائل من المنجزات.

ب- استثمار هذه المنجزات في الحياة، لخدمة الإنسان.

ج- مع الأخذ في الاعتبار مناقشة الموقف الدينى والإنسانى والأخلاقى من كل هذه الأمور.

2- عصر الاتصال:

منذ فترة وجيزة وصلت إلى مصر قناة ال‍ C.N.N التي تعمل 24 ساعة يوميًا، مقدمة لنا: أخبار العالم لحظة وقوعها بالصوت والصورة، تعليقات مختلفة عليها، مغرضة أو صادقة.. وأخبار المجتمعات المختلفة الغربية غالبًا، بكل ما فيها من أمور تخالف التقاليد المصرية والأخلاقيات والدين.. إعلانات مثيرة تفتح لدينا الشهية الاستهلاكية، فنشترى ما لسنا بحاجة إليه.. وهكذا.

وها المزيد والمزيد من البث التلفزيونى، الذي يقدم وسيقدم لنا ما هو أخطر على حياتنا وأسرنا وأولادنا من قيم غريبة، تتجه نحو المادة والجسد والعنف، أكثر مما تتجه نحو الروح والأخلاق والفضيلة.

وها هي تقتحم هذه المشاهد بيوتنا دون استئذان، في المشاهد غرائز الجسد والعنف. وثمار هذه المواد التلفزيونية واضحة في المجتمعات الغربية.

ورغم أن ثورة الاتصال لها إيجابياتها بالطبع كسهولة الحصول على المعلومات والعلوم، وسهولة توصيلها إلى الغير عبر وسائل التواصل الاجتماعى.. إلخ، إلا أن المطلوب هو كيفية استثمار هذه الوسائل لما فيه خير للإنسان والإنسانية، وخدمة للرب.

إذن المطلوب هو استغلال أمثل لهذه الوسائل، بعد دراسة جيدة لتنقيتها، وكيفية صيانتها واستخدامها.

3- عصر التداخل:

لم يعد ممكنًا أن يحيا الإنسان في جزيرة معزولة عن العالم.. بل حتى الدولة نفسها، أصبح مستحيلًا أن تحيا في حالها، دون تداخل أخبار وحضارات وثقافات وقيم الدول الأخرى.

إن المادة الإعلامية المبهرة أصبحت أخطر مستعمر للشعوب، والغزو الثقافى الذي تقوم به أصبح أخطر من الغزو العسكرى.

لقد عفا الزمن على الغزو العسكرى، وجاء أوان الغزو الاقتصادى والإعلامى.. تفتح الراديو أو التلفزيون، خصوصًا بعد البث المباشر، وقنوات التواصل الاجتماعى، فتجد خلطًا إعلاميًا عجيبًا: الدين والأخلاق، والعلم، والثقافة، والفن، والأدب.. هذه كلها مختلطة مع الإباحية والمادية والجريمة والعنف والتدنُّس.. برامج تدعو إلى التدين، وأخرى إلحادية أو ضد الدين وضد الله.. كلها تختلط معًا: في الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعى والكتاب والشريط.

... لهذا يحتاج الأمر إلى بنيان وتأصيل لشبابنا، ليستطيع بجذوره الراسخة: دينيًّا ومصريًّا وحضاريًّا، أن يواجه هذا الطوفان الإعلامى الهادر، ويقف شامخًا بدينه وإلهه ومبادئه فوق كل المؤثرات والمعثرات.

.. نحتاج أن نبنى شبابًا يتعرف على إلهه، ليعيش به وله، ويقتنى روحه، ويسترشد بوصاياه، ويشبع بنعمته، وهكذا تصير له رسالة إيجابية بناءة، وأن يقف ضد الخطيئة، لا أن يخضع لها صاغرًا، وذلك بقوة الله تعالى.. له كل المجد إلى الأبد آمين.

«تختخ» و«سوبرمان» والمعرفة - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 27/5/2022

 القراءة عادة لا بد لها من التمرين المستمر، فضولُ أن تقرأ، حتى ولو قصاصة جرائد، شىء مهم ويحتاج إلى التشجيع. أطرق على باب ذاكرتى لكى تمنحنى إجابة السؤال: ماذا كان يقرأ جيلى؟ وما الذى زرع فينا نحن من أدمنّا القراءة تلك العادة؟

أنا شخصياً أتذكر وكان يشاركنى فى هذا معظم زملاء دراستى، مجلات سوبرمان وباتمان وتان تان وكانت مطبوعات لبنانية، كنا نتهافت عليها كل أسبوع، وهناك ميكى العالمية وسمير المنافس المصرى، وكلها كانت تُشبع خيالنا وتثريه، وكنا نبنى عالمنا الموازى الافتراضى بخيالنا بعيداً عن الفيس بوك المعاصر وغيره.

فى الابتدائية، ظهرت مجلة كانت ثورة ثقافية حينذاك، اسمها مجلة المعرفة، تصدر مترجمة عن مؤسسة الأهرام كل أسبوع، كنت مواظباً عليها بالرغم من موضوعاتها الدسمة، كان فيها التاريخ والعلم والفن بأسلوب مبسط ورسومات متميزة وكأن دافنشى أو مايكل أنجلو قد رسمها خصيصاً للمجلة! ما زالت مجلداتها فى مكتبتى حتى اللحظة، فيها رائحة وعبق الذكريات، أما ما فعلته دار المعارف بنا فقد فاق الحدود، فقد صدرت سلسلة «المغامرون الخمسة» التى جذبتنا نحن أطفال تلك المرحلة كما تنجذب الفراشات إلى النور، اللغة البسيطة والإثارة البوليسية الذكية، ورسم شخصيات المغامرين بتفرد، كل منهم له بصمة معينة، تختخ ومحب وعاطف ونوسة ولوزة والعسكرى فرقع والكلب زنجر، أحببنا حى المعادى الذى تدور فيه الأحداث ويسكنه المغامرون، كان يمثل بالنسبة لنا وقتها الفردوس المفقود واليوتوبيا التى نبحث عنها.

بالنسبة لى كانت هناك سلسلة تُطبع على ورق رخيص اسمها الهارب، هذه السلسلة سحرتنى، أتذكر أنها كانت رفيقى قبل النوم وكنت أحتفظ بعدد الأسبوع تحت وسادتى حتى ألتهمه وأنا أغالب النوم، الهارب كان بمثابة سيناريو مبسط للمسلسل الشهير ريتشارد كمبل، الذى كان أشهر مسلسل وقتها منافساً بيتون بليس.

«كمبل» كان طبيباً وسيماً متهماً بقتل زوجته. يطارده البوليس وهو يطارد الأكتع قاتل زوجته الحقيقى، المسلسل كان بمقاييس وقتها الأروع فى كل شىء، وقد سحر الجميع أطفالاً وشباباً وشيوخاً، ومن فرط التعاطف مع ريتشارد كمبل بكت مصر كلها فى الحلقة الأخيرة.

حب القراءة، كما يعتمد على جهدك الخاص كطفل، يعتمد أيضاً على مكتبة الأب والتى كنت ألتقط منها ما يجذبنى ويشدنى طبقاً لمقاييسى ومعاييرى حينذاك، فمعيار الأنانية جعلنى أقرأ عبقرية خالد، لأننى أحمل اسمه برغم صعوبته وجفاف لغته بالنسبة لطفل، وهناك سلسلة دار القلم، العدد بـ«قرشين صاغ»!! وكان يشدنى فيها الكتب العلمية التى كان يكتبها واحد من أعظم مَن كتب فى الثقافة العلمية وهو د. عبدالمحسن صالح وكان أستاذاً على ما أعتقد فى كلية علوم إسكندرية، كتب عن البكتيريا والفيروس وعلم البيولوجى، بلغة بسيطة وكان يمتلك خفة دم فى كتاباته تيسر على القارئ أية أفكار صعبة ومعقدة، هذه مجرد شذرات من مخزون الذكريات.


Saturday, May 21, 2022

أساسيات فى خدمة الجيل المعاصر.. التعددية وإعمال العقل - الأنبا موسى - المصري اليوم - 22/5/2022

 تحدثنا في الأسبوع الماضى عن أساسيات في التفاعل لخدمة الشباب المعاصر، وذكرنا منها:

1- عدم التعلق العاطفى.

2- عدم اقتحام النفس.

3- عدم الطغيان في التوجيه.

ونستكمل موضوعنا حول..

4- التعدديــــة:

هي مبدأ مهم يتسم به هذا العصر، فقد «انتهى عصر الحكم الشمولى»، حكم الفرد. كما انتهى «عصر الأيديولوجيات الثابتة»: كالشيوعية والاشتراكية والرأسمالية. وأصبحنا في الطريق إلى خليط يتمخض عنه هذا كله، إلى نظام يأخذ من كل النظم السابقة أفضل ما فيها، ويترك مساوئها. كما أن رياح الحرية هبت على كل شعوب الأرض، فتحركت دوافع كثيرة من مكانها: كالانتماء الدينى أو العرقى أو القبلى أو السياسى أو الفكرى أو الاجتماعى... إلخ.

الأمر الذي لم يعد ممكنًا معه أن يعيش الإنسان أحادى التوجه، بل يجب أن يؤمن بالتعددية في كل شىء، مثل: الرأى والرأى الآخر، الشخص والآخر، الدين والدين الآخر، العرق والعرق الآخر، الفكر والفكر الآخر... إلخ. وهذا ما تسعى الدولة لتحقيقه في الجمهورية الجديدة التي تنادى بالمساواة، وبأننا جميعًا مصريون، سواء كنا مسلمين أو مسيحيين.

وهذا ما يجب أن يحياه ويمارسه المربى، سواء المعلم أو الوالدين مع الأبناء، فليس هو ولا غيره:

1- معصومًا من الخطأ. 2- أو مالكًا لكل الحقيقة.

3- أو حائزًا على كل المواهب.

4- أو محتكرًا لكل الطاقات.

من هنا وجب على المربى أن يكون أفقه واسعًا، وقلبه رحبًا، وفكره قادرًا على التوافق والتفاعل والنقد البنّاء، وتعديل الاتجاه، وجماعية الأداء.

إن التعددية في كل شىء أصبحت سمة معاصرة، وعلى الوالدين أو المربى أن يؤمن بها ويحياها.. فما أكثر المواهب التي يتمتع بها الأطفال والفتيان والشباب.

5- الموضوعيـة:

يتسم الشرق عمومًا بحرارة العاطفة التي تجعل فكره يميل إلى التفكير الشخصى لا الموضوعى، بينما يتسم الفكر الغربى بالموضوعية، بمعنى أن يفصل بين الشخص والموضوع، فلا يتخذ موقفًا من فكر أو رأى أو اقتراح بالموافقة أو الرفض لأنه صادر عن «فلان»، بل بعد أن يدرس هذا الأمر بموضوعية مجردة.

ولا نقصد طبعًا إلغاء العاطفة من حياتنا، لكننا نقصد ترشيدها بالعقل، فالعقل أساسًا «يعقل» أي «يربط» العاطفة والانفعال والميول الشخصية، ويتجه إلى التفكير الموضوعى في الموضوع نفسه، بغض النظر عن الشخص الذي يطرحه.

ونحتاج أن نتعلم نحن ونسلم هذا الأساس المهم لغيرنا، حتى يسود التفكير الموضوعى، ويتوارى التفكير الشخصى في الأمور.. فهذا الموضوع مرفوض لأنه جاء من طرف فلان، بغض النظر عما يحتويه من نقاط جيدة، يجب أن نستفيد منها.

6- إعمال العقـل:

يتصور البعض أن الإيمان هو نوع من التواكلية، أو مصادرة العقل أو حتى الاحتيال عليه.. لكن العقل هو بالقطع وزنة إلهية، لها دورها في حياتنا، ومن الخطأ، بل من الخطورة، أن نركن إلى عقل راكد سلبى، ونتصور أن هذا هو الإيمان.

- العقل مهم للإيمان.. والإيمان مهم للعقل: لا يستغنى أحدهما عن الآخر.. فحينما يتوقف العقل عند حدوده يتدخل الإيمان لينيره ويصل به إلى ما فوق حدود العقل: وجود الله. واللانهاية، والخلود.. تمامًا كالتلسكوب الذي يستكمل مسيرة الرؤية، حينما تتوقف العين المجردة عند حدودها.

- القديس أغسطينوس كان دائمًا يربط بين العقل والإيمان، ويرى أننا نؤمن لكى نتعقل، وأننا بالعقل ندرك الكثير من الإيمانيات، ولكن في حدود ما يسمح به العقل المحدود.

- الأرقام مثلًا لا نهاية لها سلبًا وإيجابًا، فحينما نبدأ عد الأرقام من واحد إلى مليون، ونستمر في وضع الأصفار على يمين الواحد الصحيح، لن ننتهى من عد الأرقام حتى تنتهى البشرية كلها، لذلك نصمت قائلين هناك رقم اسمه «ما لا نهاية...».

- وهذا الأمر ممكن أن نعده سلبًا: ناقص واحد، ناقص مليون.. إلى ما لا نهاية أيضًا، لنكتشف في النهاية أن هناك «ما لا نهاية» واحدة، هي الله..

- لذلك لابد من إعمال العقل المستنير بالروح القدس في أمور حياتنا، وتفكيرنا في مستقبلنا، واتخاذ قراراتنا المختلفة، المهم أن يكون العقل مستنيرًا بالروح، وفى تسليم كامل لمشيئة الله المقدسة، وتحت إرشاد الأب الروحى.

7- التكامــل:

وهذا أساس مهم في التربية الإنسانية، فنحن لا نحرص فقط على تربية الروح وإنمائها، دون تربية كل مكونات الشخصية الإنسانية.

لذلك نحتاج أن نربى شبابنا في الكثير من الزوايا والنواحى، مثل:

1- التربية الإنسانية: من هو الإنسان؟ وكيف تتحقق له إنسانيته؟

2- التربية الثقافية: وضرورة إنماء الوعى. وإيقاظ وتنشيط الذهن من خلال القراءة والحوار والنقد البناء.

3- التربية النفسية: وكيف يضبط الشباب غرائزه، وعواطفه، واتجاهاته.. وكيف يشبع احتياجاته النفسية المختلفة؟

4- التربية الجنسية: كيف يتفهم الشباب دوافع الجنس. وقدسية الحياة الزوجية، وفسيولوجية الزواج، وسيكولوجية الحب، حتى لا تغرق الزيجة المقدسة في مفاهيم وممارسات وانحرافات خاطئة.

إن هذه مجرد بعض الأساسيات المهمة، التي يجب أن نراعيها أثناء خدمتنا للشباب، بمعرفة الرب، وإرشاد روحه القدوس.

الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

الإعلامى المظلوم سمير صبرى - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 21/5/2022

 رحل الفنان الجميل الجدع المعطاء ابن الأصول سمير صبرى، معظمنا يتحدث عنه كممثل ومنتج، خاصة الجيل الجديد، هم معذورون لأنهم لم يشاهدوا الإعلامى سمير صبرى نجم الحوار التليفزيونى وموسوعة حكايات أهل الفن، كاريزما سمير صبرى فى برامج المنوعات لم يحصل عليها مذيع فى تاريخ الإعلام المصرى، لياقة ذهنية ورشاقة حركية ووسامة ملامح وتمكُّن من لغات أجنبية وثقافة فنية رفيعة وقدرة على الغناء والتمثيل داخل البرنامج لم يتمكن منها أحد قبله ولا بعده، انتظار برنامج النادى الدولى كل أسبوع كان طقساً مصرياً أساسياً للأسرة المصرية بكافة طبقاتها. ميزة سمير صبرى كمذيع منوعات أنه «تأسس صح» جداً، تربى فى استوديوهات الإذاعة، البداية كانت من البرنامج الأوروبى، ومن تكون تربيته الأولى فى الإذاعة يصير مختلفاً بالضرورة، الإذاعة تعلمك احترام الكلمة كمضمون وشكل، اجتهاد فى توصيل المعنى، ونطق سليم حتى تصل الرسالة، كل حرف يأخذ حقه أمام تلك الحديدة المسماة «ميكروفون»، لذلك عندما انتقل سمير صبرى إلى التليفزيون عمل برنامج المنوعات الصح، مذاكرة الفقرات، الإعداد الجيد لها، التنوع، عدم الرغى والثرثرة، معرفة دور المذيع الذى ليس زعيماً بل أداة توصيل جيدة، لا يسعى لخطف الكاميرا من الضيف بل يحترم الضيف ويجعله نجماً قبله، كان يحب ضيوفه ولا يستخدمهم لتريند، لا يصعد على جثثهم، ظل النادى الدولى سنوات وسنوات، تعرّض للغيرة والحسد والدسائس، برغم ذلك استمر، احترم المصادر، ولأن كل الوسط الفنى كان يحبه ويقدره، كانوا يأمنون له ويثقون فيه، وهو بالفعل كان أهلاً لتلك الثقة. سمير صبرى تحول إلى مؤسسة فنية تمشى على قدمين، أنتج أفلاماً وصرف على الفن أكثر مما ربح وكسب، ورغم كل هذا لم تُكتشف طاقاته كلها، من شاهد فيلم «البحث عن فضيحة» مع عادل إمام وضحك حتى الثمالة مع خفة دمه أمام غول الكوميديا عادل أمام، لا بد أن يسأل نفسه لماذا لم يلتفت المخرجون إلى هذا الجانب البرّاق فى أدائه، من يشاهد له أفلام الميلودراما مع فريد شوقى مثل «وبالوالدين إحساناً» على النمط الهندى البوليودى المطلوب أحياناً، يجد أيضاً أنه غاب ولم يُستغل بعد ذلك.

ظل سمير صبرى فى سنواته الأخيرة بعيداً عن الشاشة لكن عشقه لها جعله يقبل أدوار ضيف الشرف عدة مرات ومعظمها لم يكن يتناسب مع إمكانياته، أما إنسانية سمير صبرى وحبه للخير فحدّث ولا حرج، وأعرف هذا عن قرب وبمعلومات مؤكدة، فهو قد تبنى فنانين بشكل كامل وكومبارسات فقدوا مصدر رزقهم، والجميل والمؤثر والمدهش أن كل ما كان يفعله كان فى السر وبدون شو أو ضجيج، رحم الله سمير صبرى، فهو ليس مجرد فنان رحل، لكنه حالة وزمن وسلوك سنفتقده ونشتاق إليه كثيراً.


Tuesday, May 17, 2022

مؤمن وليفربول ومعنى الإنسانية - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 16/5/2022

 هزّنى مشهد احتفال لاعبى نادى ليفربول مع مؤمن زكريا بالكأس، حقاً محمد صلاح له دور مهم فى هذا الاحتفال، لكن يبقى أن هؤلاء اللاعبين النجوم الذين يوزنون بالذهب فعلاً لا مجازاً، اهتموا بلاعب يعانى من مرض عضال، يفصلهم عنه بحر عميق وثقافة مختلفة وعقيدة مغايرة ولغة صعبة وظروف معقّدة، مسافة نفسية وهوة فكرية كبيرة، ولكن لأنهم يبجّلون الإنسان والإنسانية، رقصوا واحتفلوا بجد، لم يكن تمثيلاً أمام الكاميرات، مما أسعدنى أنهم يريدون إسعاد مؤمن بحق وحقيقى ومن قلوبهم، كتبت أثناءها أثناء الفرجة على الاحتفال بعد الماتش: «عندنا فيه ناس بتصادر الجنة، وكأنها عزبة أبوهم، لكن عندهم فيه ناس الجنة جوه صدورهم، ناس هما الجنة، ساكناهم مش ساكنينها، إيه الجمال والإنسانية والرقة دى؟ كلهم بيتفانوا إنهم يخلوا مريض يبتسم، لا سألوه عن ديانته ولا جنسيته ولا جنسه ولا لغته ولا لونه، المهم إنه إنسان محتاج حضن وطبطبة، المهم يبقى سعيد حتى ولو للحظات.

ماتتخانقوش ع الجنة، الجنة مش محتاجة صعودك وطلوعك، الجنة يا صديقى بين ضلوعك».

المال والشهرة والمجد لم تنسهم الإنسانية، هم من أوطان مختلفة، لكنهم جميعاً انصهروا فى حضارة الحداثة التى لا تشغل نفسها بأسئلة عقيمة من قبيل هل هذا الإنسان الذى أحتفى به سيصعد إلى الجنة أم سيصعد إلى النار؟ هل يستحق هذا الإنسان الترحّم والرحمة أم أصب عليه لعناتى لأنه مختلف؟ لم يسأل منهم داعية أو حاخام أو كاهن أو شيخ ويستأذنه قبل أن يترحّم عليه، لأنه لو قال له عكس ذلك فمن المؤكد أنه ليس الدين الذى من المفروض أن يعرفه، وأن ينفذ إلى جوهره، دين الضمير والإنسانية، إنه فى هذه الحالة سيكون دين المؤسسة أو دين البيزنس والسيطرة والتسلط، لأن الدين فى صورته النقية الأولى قبل التحول إلى مؤسسات وحراس فضيلة وسدنة معبد وحملة مباخر وباعة صكوك غفران وفدادين جنة وأبعاديات فردوس وعزب نعيم.. إلخ، إنهم اعتنقوا دين الإنسانية والبهجة والرحمة، أخطر ما يحدث فى فرقنا الرياضية منح التنافس صبغة دينية، وتفسير ما يحدث على أرض الملعب بتفسيرات ما وراء الطبيعة من أساطير، حتى وصلنا إلى مستويات من الهلاوس والضلالات بأن نُفسر هزيمة بأن حارس مرمى الفريق المنافس يقول تعاويذ أو يدفن عملاً بجانب العارضة أو أنهم قد أحضروا ساحراً لكى يدخل مرمانا أهدافاً أكثر.. إلخ، الفوز أو الهزيمة معيارها عندهم العرق والجهد، منتهى الجدية والصرامة فى الملعب، ومنتهى البهجة والشقاوة واللطف فى غرفة الملابس وفى الحفلات العامة، أتمنى أن تسود هذه الروح عندنا، فنحتفل ونحتفى بالمختلف، شكراً مو صلاح، شكراً ليفربول، شكراً إنجلترا التى أنجبت نيوتن وداروين ونصف العلماء الذين غيّروا وجه التاريخ والعلم، وشكراً للإنسانية


Sunday, May 15, 2022

أساسيات التفاعل مع الشباب المعاصر - الأنبا موسى - المصري اليوم - 15/5/2022

 هناك أمور أساسية، يجب أن يراعيها المربى أثناء تربية الأبناء، لتكون تربية فعّالة ومثمرة بنعمة الله، ونحصل على شخصيات متكاملة ومنها:

1- عدم التعلق العاطفى.

2- عدم اقتحام النفس.

3- عدم الطغيان فى التوجيه.

4- التعددية.

5– الموضوعية.

6- إعمال العقل.

7- التكامل.

1- عدم التعلق العاطفى:

- الشباب هو سن العاطفة الحارة، لذلك فمن المتوقع أن يرتبط الأبناء بالوالدين عاطفيًا، وهكذا يرتبط التلاميذ والتلميذات بأساتذتهم عاطفيًا. والعاطفة جزء من الجهاز النفسى. وهى انفعال سار، وغير سار، متكرر، مرتبط بموضوع ما. لذلك فهى تنتمى إلى الطبيعة البشرية، فالإنسان مولود بها.

- والشباب فى حاجة إلى أبوة روحية، وعاطفة على مستوى روحى ونفسى منضبط، ليس فيها ذات ولا انحرافات، بل محبة روحية هادئة وهادفة. لهذا يجب أن يلتفت الأهل والمدارس إلى هذه الزاوية، فلا يسمح أيهما للشباب بارتباط زائد عن الحد، أو عن الحاجة. وقد قال الآباء قديمًا: «إن الدالة تشبه ريح السموم».. لهذا يجب أن نتحفظ فى علاقاتنا، وأن تكون فى النور، مرتفعة إلى السماء، لا متدنية إلى الحسيات والمشاعر الخطرة.

- حقًا إن الشباب فى حاجة إلى أبوة حانية، وأستاذ ودود يحبه، وقد قال القديس أغسطينوس مرة: «لا يخلص عن طريقك إلا الذى يحبك».. لذلك فلابد من تقديم محبة ومشاعر مقدسة، دون تعلق عاطفى، قد يتحول فى النهاية إلى وحدة عاطفية طاردة لحضور الله والآخرين، فهما يشبعان أحدهما بالآخر خارج الدائرة الصحيحة الإلهية.

- وهنا قد يصعب فك هذا الارتباط الخاطئ، والسبب فى هذا الخطأ هو ذاتية المربى وحبه لنفسه. فهو يريد أن يرى نفسه فى أبنائه، ويراه الناس والمحبون والمريدون يحيطون به.. والعلاج يكمن فى إدراك الخطر، وفهم تداعياته.

- ولا شك أن الوالد أو المدرس المرتبط مع الله بعمق، ينقل إلى الأبناء أو الطلبة حضور الله الدائم فى الحياة، وذلك فى تلقائية وبساطة واضحة، ويحذرهم من القيم الساقطة، وأهمية العلاقات المنضبطة، فى كل كلمة أو تصرف، كما يوجه أنظارهم إلى نماذج وقادة آخرين، ليأخذوا منهم ما يبنيهم من فكر سليم، أو خبرة صادقة.

2- عدم اقتحام النفس:

كثيرًا ما ينزلق الوالدون أو المدرسون فى هذا الخطر، حين يتصور هذا المربى أن هناك أسلوبا واحدا للجميع، ويتصرف فى غيرة منحرفة، فيبدأ يقتحم نفس ابنه او ابنته بأسئلة حساسة.

ولكن يجدر به أن يدرك أن المدخل إلى هذه النفوس الناشئة يختلف من نفس إلى أخرى، حسب ظروف تكوينها وتربيتها وبيئتها. كذلك يجب أن يدرك أن اقتحام نفوس الشباب، بغرض التعرف على مشاكلهم، يمكن أن يترتب عليه نتائج خطيرة منها:

1- إما أن يرفض الشاب هذا الاقتحام فتنغلق نفسه على والديه تمامًا.

2- وإما أن يستسلم له، ثم يندم بعد ذلك.. مما يدفع الشاب إلى كراهية ذلك الوالد، الذى اطلع على أسراره.

3- أما ثمرة هذا الأسلوب المنحرف، فهى إحساس خاطئ لدى المربى بإمكانية الوصول إلى موطن الداء، وهكذا يؤثر على العلاقات بينهما. والمطلوب إذن ألا يرفض السمع. لكنه يعزف عنه، ولا يطلبه، ولا يسترسل فيه.

3- عدم الطغيان فى التوجيه:

- كثيرًا ما يتصور الأب أو المدرس نفسه قادرًا على الإجابة عن كل سؤال، ودون أن يدرب الابن على التفكير الحر المستنير بنور الله. هكذا تنشأ النفس ممسوخة وضعيفة، ومنفصلة عن الينبوع الأصلى لوجودنا وحياتنا الأرضية.

- إن دور الأب أو المدرس ليس فى أن يلغى شخصية الابن أو الطالب، التى تختلف غالبًا عن شخصيته، بحكم عوامل كثيرة، ومنها اختلاف الأجيال.

- لذلك عليه أن يتحسس نوعية الابن أو التلميذ، وطريقه ومستقبله. وينميه فى نمطه المناسب له، وليس فى نمطه الشخصى، فهو لا يعزله عن الآخرين باتجاهاتهم وخبراتهم وفكرهم وكتاباتهم، لكنه يقوده إلى الصواب. وينمى فيه روح الحرية الملتزمة.

- الأب أو المعلم الأمين ليس أستاذًا يلقى محاضرات، وعلى الجميع الصمت والسمع والطاعة، لكنه قائد ديمقراطى يفكر معهم، ويتحاور معهم، ليصل الجميع إلى الحق، وإلى الطريق أو التصرف السليم.

- الأساتذة والزعماء الفرديون، والحكام الديكتاتوريون يقتلون المواهب ولا محال، فهم لا يخلقون صفًا ثانيًا وراءهم لاستمرار العمل والفكر والبناء. أما القائد الديمقراطى الذى لا يفترض فى نفسه العصمة، ولا يرى فى نفسه الصواب المطلق، فهو يتحاور ويتناقش ويتفاهم، فيصل مع المجموعة إلى الروح الواحدة والرأى السليم.

- الديكتاتور فى آرائه وأفكاره يبدو ناجحًا - إلى فترة - فى قيادة شعبه، لكن الغرور يكتنفه، والآراء الجديدة يكبتها المفكرون خوفًا منه. ثم تأتى سقطة واحدة فتدمر الكل.

- يجب أن نعوّد أولادنا على الحوار، والتفاهم المشترك، وروح الجماعة، منذ نعومة أظافرهم، وهم بعد فى جو الأسرة، والمدارس والجامعات، وفى دور العبادة، فهذا يخلق من الشباب شخصيات ناضجة، يسهل التفاهم معها، فيكونون أخوة وأخوات ومواطنين ناجحين.. ولربنا كل المجد إلى الأبد آمين.