Translate

Thursday, June 27, 2019

خالد منتصر - ختان البنات عار وتبريره طبياً جريمة - جريدة الوطن - 6/2019 /26

آن الأوان أن نخجل من ختان البنات وأن نعتذر لهن على ما فعله الجهل بهن، وأن نعاقب كل من يبرره طبياً، وأشكر د.مايا مرسى على جهدها الرائع ونشاط المجلس القومى، والذى أرجو ألا يكون بالنسبة للختان مجرد شهر، وفى تلك المساحة سأعرض بعض النقاط الطبية والدينية سريعاً لكى تفهم كل أم ويفهم كل أب مدى الجرم الذى يقترفونه فى حق بناتهم.
أولاً: ما هو الختان.. وما هو البظر المتهم؟
الختان، أو بالأصح لغوياً «الخفض»، هو عملية يُزال فيها البظر، وهى عدة أنواع تتدرج من الختان البسيط الذى يتم فيه إزالة جزء بسيط من مقدمة البظر إلى الختان السودانى أو الفرعونى الذى يتم فيه استئصال البظر بكامله والشفرتين الصغيرتين والكبيرتين أيضاً، ثم يجرى تخييط النسيج المتبقى أو ضم ساقى الفتاة إلى بعضهما وربطهما جيداً بهدف التحام هذه الأنسجة حتى لا تبقى إلا فتحة صغيرة فى مدخل الفرج.. أما ذلك البظر المتهم، فهو جزء لم تُعرف له وظيفة فى الجهاز التناسلى إلا الإشباع الجنسى، وهو يقع فى أعلى التقاء الشفرين الصغيرين، وهو يناظر العضو الذكرى تشريحياً، ولكنه لا يحتوى على أى فتحات، ويحدث له أيضاً ما نستطيع أن نطلق عليه الانتصاب حيث ينتفخ ويمتلئ بالدماء، إذا حدثت الاستثارة. ولكى تتخيل حجم الجريمة باختصار، إزالة البظر يماثلها فى الرجل إزالة العضو الذكرى كاملاً. ولكى نفهم وظيفة البظر، علينا أولاً أن نفهم الفرق بين الإثارة الجنسية والإشباع الجنسى.
ثانياً: الفرق بين الإثارة والإشباع:
البظر ليس دوره خلق وصياغة وتشكيل الإثارة، إنما هذا هو دور المخ، ولكن دوره هو فى الإشباع الجنسى، ولذلك فنحن حينما نجرى عملية الختان لا نحرم الأنثى من الإثارة كما ندعى، ونتعلل بسبب جوِّنا الحار، ولكننا ندمر إشباعها الجنسى حتى لا تصل إلى النشوة التى هى من وجهة نظرنا عيب، ومن حقنا فقط نحن الرجال، و«علشان نريح أصحاب نظرية قطع البظر تحقيقاً لبعد النظر»، وبُعد النظر هنا بالطبع هو الحفاظ على الشرف الذى يراق على جوانبه الدم، نقدم لهم تلك الإحصائية التى ستهدم نظريتهم وهى أن ٩٠% من المتهمات فى قضايا الدعارة قد أجريت لهن عمليات ختان! وهذا يعنى ببساطة أن ما سينقذ بناتنا من الوقوع فى هوة الدعارة ليس هو قطع هذه الجلدة، وإنما هو التربية السليمة.
ثالثاً: «ليس فى ختان البنات خبر ولا سنة»
من الأحاديث التى يستند إليها أنصار الختان:
«الختان سنة للرجال مكرمة للنساء»، وهذا الحديث منقول عن الحجاج بن أرطأة، ويقول القرطبى وابن حجر «والحجاج ليس ممن يحتج به».
«إذا التقى أو مس أو جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل». والرد: لا حجة فى هذا الحديث على وجوب الختان، لأن اللفظ هنا جاء من باب تسمية الشيئين باسم الأشهر منهما، أو باسم أحدهما على سبيل التغليب، ومن ذلك كلمات كثيرة فى صحيح اللغة العربية، منها العمران (أبوبكر وعمر) والقمران (الشمس والقمر).
«إن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبى لا تنهكى، فإن ذلك أحظى للرجل وأحب للبعل»، وقد علق عليه أبوداوود فى سننه الجزء الخامس قائلاً: «ليس بالقوى وقد روى مرسلاً، ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف».
اختصاراً: يقول الإمام شلتوت معلقاً على هذه الأحاديث جميعاً فى فتاواه الصادرة ١٩٥٩ «وقد خرجنا من استعراض المرويات فى مسألة الختان على أنه ليس فيها ما يصح أن يكون دليلاً على السنة الفقهية، فضلاً عن الوجود الفقهى، وهى النتيجة التى وصل إليها بعض العلماء السابقين، وعبر عنها بقوله ليس فى الختان خبر يرجع إليه، ولا سنة تتبع».

Wednesday, June 26, 2019

خالد منتصر - سعد هلالى غير ممنوع - جريدة الوطن - 6/2019 /24

اندهشت من الفرحة العارمة التى غمرت صفحات السلفيين والإخوانجية عندما نشر البعض خبراً عنوانه «القضاء الإدارى يوافق على منع سعد هلالى من الظهور فى التليفزيون»، اندهشت أولاً لأن الخبر غير صحيح وبرغم ذلك تم تناقله بسرعة الضوء! وهذا يعكس مرضاً مزمناً فى العقلية المصرية، وهو مرض التفكير بالتمنى وليس التفكير بالواقع، ويعكس إسهال الاستسهال الإعلامى وعدم التوثيق وضعف الجدية وأنيميا المهنية، وثانياً لأن د. سعد هلالى لم يرتكب جريمة حتى يكون رد فعل الفرحة والشماتة بهذا الحجم!
الإخوانجية وأصحاب الهوى السلفى من الكارهين للدكتور سعد هلالى غاضبون لأنه دمر السبوبة الدعوية وضيّق على البوتيكات الدينية بتشجيعه للناس على التفكير باستقلالية عنهم ورفع وصايتهم عن عقول المسلمين. هؤلاء «عاملين فرح».. لكن يا فرحة ما تمت.. فهموا قرار المحكمة على هواهم وبأمانيهم الوهمية. القضية رفعها محام ضد الأزهر والهيئة الوطنية للإعلام، هى دعوى غاضبة تتساءل: كيف لم يمنعا د. هلالى من الظهور؟! المحكمة ببساطة رفضت هذه الدعوى.
لذلك اطمئنوا، د. سعد هلالى مستمر فى الظهور فى التليفزيون، ولا عزاء لأرامل البنا وثكالى التنظيم ويتامى العصابة الإخوانية.
كان رأى د. سعد هلالى الذى قاله لى هو أن أفضل رد على الشامتين تجاهلهم، قال تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، قريباً سيتم نشر منطوق حكم القضاء المصرى العادل والشامخ برفض دعوى الأستاذ المحامى محمد أحمد صابر المقدمة ضد الهيئة الوطنية للإعلام وضد جامعة الأزهر بسبب امتناعهما عن إصدار قرار يمنع الدكتور سعد هلالى من الظهور فى الإعلام، فصدر الحكم يوم الاثنين ٢٣ يونيو ٢٠١٩ برفض دعوى الأستاذ المحامى محمد أحمد صابر.. لصالح الدكتور سعد هلالى الحاصل على موافقة الأزهر فى أداء برامجه الإعلامية. هذه هى الحقيقة التى يتعمد أوصياء الدين تضليلها أو الشغب فيها، وأفضل رد على هؤلاء استمرار الدكتور سعد هلالى فى برنامجه (كن أنت) على قناة مصر الأولى من السبت إلى الثلاثاء، وتقديمه لفقرة الفكر الدينى على قناة mbc لكشف أطماع أوصياء الدين وتآمرهم فى إشعال الطائفية والعصبية الدينية، والمبيّن لسماحة الأديان وتواضع المؤمنين.
فى انتظارك د. سعد، وألف مبروك.

Tuesday, June 25, 2019

د. محمد أبوالغار يكتب: مديحة دوس: رحيل جوهرة مصرية ٢٥/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

رحلت عن عالمنا نجمة ساطعة من نجوم الأكاديميا المصرية والتى درس على يديها عبر سنوات طوال أعداد هائلة من شباب الباحثين. الدكتورة مديحة دوس أستاذة اللغويات بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة. كانت باحثة متميزة أضافت إلى لغتنا العربية أبحاثاً فريدة وأنجزت فى دراسات اللغة العامية وتطورها دراسات عظيمة وألفت كتاباً مهماً فى تخصصها بالاشتراك مع باحثين أمريكيين وأوروبيين، ولها دراسة مهمة عن الترجمان ولغته، ودراسة كبيرة عن تطور الفصحى والعامية ونشرت بحثاً عن جحا واللغة، وأعمالها العلمية تعد من الدراسات المهمة عالمياً فى تخصصها.
لقد أصدر المركز الثقافى الفرنسى للآثار كتاباً تذكارياً نشرت فيه مقالات باللغات الفرنسية والعربية والإنجليزية عن مديحة دوس وحياتها وأعمالها الأكاديمية ونشاطها الثقافى وشرفنى محررو الكتاب د. عزيزة بوشريت من فرنسا ود. هبة مشهور ود. ملك رشدى بدعوتى لكتابة فصل عن مديحة. وأقيم احتفال العام الماضى فى المركز الثقافى الفرنسى بمناسبة صدور هذا الكتاب وسعدنا كلنا بتكريم الصديقة مديحة.
وفى هذا العام أقامت كلية الآداب وقسم اللغة الفرنسية تكريماً لمديحة بجامعة القاهرة على إنجازاتها المهمة للعلم وللكلية وحضر باحثون أمريكيون وفرنسيون من كبار الأساتذة على نفقتهم الخاصة خصيصاً لحضور الاحتفال والتحدث عن دور مديحة المهم فى تقدم اللغويات.
مديحة محبة للفن والأدب والمسرح والسينما وعندها قدرة هائلة على تقييم الأعمال الفنية بالإضافة إلى معلوماتها المتبحرة فى الثقافة العامة، وأشرفت مديحة على رسائل دكتوراه فى مختلف الجامعات المصرية ولها تلاميذ فى كل مكان فى مصر وخارجها.
هذا عن مديحة الأستاذة الأكاديمية والعالمة. أما الدور الآخر الشديد الأهمية فهو دور مديحة الوطنى. مديحة عندها حس وطنى عظيم، فهى تعمل كل شىء لصالح الوطن، ومصر دائماً فى تفكيرها. شاركت مديحة من اليوم الأول فى تكوين مجموعة ٩ مارس للدفاع عن الحرية الأكاديمية عام ٢٠٠٣ واستمرت تقوم بنشاط لرفع مستوى الجامعة وتحقيق الحرية للبحث العلمى ورفع شأن الجامعة الأكاديمى وكانت لها مواقف شجاعة ورائعة فى أحلك الأوقات.
فى عام ٢٠١٠ حدث اعتداء إجرامى على الأقباط أدى إلى مقتل أعداد من المسيحيين أمام كنيسة نجع حمادى؛ فسافرنا فى وفد صغير للتضامن مع أهالى الشهداء والمصابين واحتجاجاً على ما حدث وكانت مديحة شريكة أساسية لنا فى هذه الرحلة.
وانتقل هذا النشاط إلى الوطن ككل فكان لها دور عظيم فى ثورة ٢٥ يناير، ومنذ اليوم الأول كانت موجودة فى الميدان تدافع عن الوطن وتحارب الظلم والفساد، وترفع علم مصر. وكانت ذات مبادئ واضحة وصريحة ومعلنة؛ فلا تجامل أحداً ولا تدافع بدون وجه حق عن أحد. مديحة رأيها كان معروفاً للجميع بأنها مع العدالة الاجتماعية قلباً وقالباً، وكانت مؤيدة على طول الخط لفكرة أن التعليم كالماء والهواء وبأنه على الدولة أن تساعد الضعفاء ولا تقهرهم. كانت مديحة دائماً مع الحرية ومدافعة بشدة عن حقوق الإنسان.
مديحة دوس حفيدة العائلة الأرستقراطية والمؤمنة بالاشتراكية والمدافعة عن العدالة وتقليل الفوارق بين الطبقات؛ هى حفيدة توفيق باشا دوس أحد كبار المحامين عن المصريين فى محاكمات ثورة ١٩١٩ وعضو لجنة كتابة الدستور ١٩٢٣ وصديق سعد زغلول. وعمة مديحة هى ليلى دوس مؤسسة جمعية تحسين الصحة ومن أنشط السيدات فى العمل المجتمعى، وقد اشتركت فى المظاهرات على كرسى متحرك فى ثورة ٢٥ يناير وعمرها ٩٥ عاماً وكانت مديحة قريبة جداً من عمتها وتعلمت منها العمل الاجتماعى وساعدتها على نشر مذكراتها وعمرها ٩٦ عاماً.
مديحة دوس الإنسانة هى التى يتساوى عندها الوزير والمليونير مع الفراش والبواب، الكل يتساوى بل هى تفضل أن تجلس وتتحدث وتتحاور مع الكادحين وملح الأرض، وهى التى تساعد أولادهم بدفعهم نحو مزيد من التعليم والتدريب ليشقوا حياتهم بأنفسهم.
مديحة هى التى تساعد فى هدوء وتنظيم بدون كلل وتقترح أفكاراً لمساعدة ناس مظلومين أو الدفاع عن المقهورين وعن حقوق الآخرين.
مديحة دوس هى الأم الرائعة التى ربت ابنتيها تربية مثالية أعطتهما الحرية والثقافة والثقة بالنفس واختيار طريقهما فى الحياة، كلتاهما سارتا على نفس الدرب. ملك حصلت على الدكتوراه فى التاريخ، وشمس حصلت على الدكتوراه فى علم النفس وتشقان طريقيهما فى الحياة على نفس الطريق.
مديحة لها صداقات عظيمة على رأسها صديقة عمرها ملك رشدى الأستاذة بالجامعة الأمريكية والتى هى توأم روحها. ولها صداقات فى الجامعة والمجتمع المدنى وفرنسا وأمريكا وصداقات مع كل من يعمل فى العمل العام أو العمل الأهلى، فالجميع يحبها ويقدرها.
مديحة بالنسبة لى ولعائلتى كلها هى الصديقة الرائعة التى أرتاح لها وأحكى لها وتفهمنى وأفهمها عبر سنوات طويلة. آخر رحلة لنا سوياً كانت فى واحة سيوة مع عائلتى ومع ملك رشدى ومجموعة من الأصدقاء المصريين الأمريكان حيث قضينا رأس السنة الماضية هناك.
سوف أفتقدك كثيراً يا مديحة وسوف يفتقدك المجتمع العلمى والبحثى بالجامعة وسوف يفتقدك أصدقاؤك وتلاميذك المنتشرون فى ربوع الكرة الأرضية. أعلم أنك كنت وما زلت تفكرين فى مصر ونهضتها ولأنك أجدع مصرية أقول لك: قوم يا مصرى مصر.. دايماً بتناديك.

خالد منتصر - دروس كندية - جريدة الوطن - 6/2019 /24

لا أعرف من الذى قال «فى السفر سبع فوائد»، ولكنى متأكد من أنه مخطئ، ففى السفر سبعون فائدة، دائماً تتعلم فى السفر دروساً لا تنتهى ولا سقف لها، لذلك أعتبر عدم السفر والعراقيل التى يضعونها أمام الشباب المصرى فى استخراج الفيزا من أهم أسباب التطرف، لأن عالم هؤلاء سيصبح ضيقاً محدوداً، يتصورون الكون متآمراً عليهم، ويتخيلون أفكارهم المحنطة هى شفرة المستقبل، لذلك أعشق السفر وأعتبر أن كل رحلة هى بمثابة سبعين كتاباً، وفى رحلتى الأخيرة لكندا زرت تورنتو ومسيساجا، وأحببت أن أنقل لكم بعض المشاهدات والدروس:
· أثناء الزيارة فاز فريق السلة التابع لتورنتو على واحد من أقوى فرق أمريكا، وكانت موقعة خرجت فيها تورنتو عن بكرة أبيها احتفالاً بهذا الانتصار الرائع، لكن الأجمل هو الصفحة التى هنأ فيها الفريق الأمريكى المهزوم فريق الرابتورز الكندى الفائز فى أشهر الصحف الكندية.
· حكى لى صديق مصرى يعيش هناك أنه أثناء مشاهدة مباراة السلة، حمد الله بعفوية على إصابة نجم الفريق المنافس، فوجه إليه ابنه الصغير المولود فى كندا اللوم الشديد على هذا الكلام وتلك الفرحة، قائلاً له: ألم يحزنك الألم الذى على وجه اللاعب، ألم تسمع صوت «طقطقة» العظام، كان يتحدث بغضب وحزن، وأعطى له درساً بليغاً.
· أثناء رحلتى من تورنتو إلى مسيساجا توقفت السيارات على الهاى واى، وكان السبب انتظار سرب بط يمر متبختراً فى عرض الطريق، أخبرنى الصديق أن هذا السرب لو استغرق ساعة عليهم الالتزام والانتظار، سألته: ألا ترى هذا مبالغة، كان رده: من يخاف على الحيوان حتماً سيخاف على الإنسان ويحميه.
· رأيت أحدهم يستعد للذهاب إلى المحكمة، وعندما سألته عن السبب قال إنها مخالفة طريق بدولارات زهيدة وهو قد اختصم الضابط وسيقفان معاً أمام القاضى للفصل فى تلك المخالفة، ولما قلت له إنه مبلغ تافه وأليس هذا تضييعاً لوقت المحكمة، قال: هذا حقى وهم هنا يعلموننا أن نحافظ على حقوقنا ما دمنا نؤدى واجباتنا.
· أكبر مخالفة هناك فى قيمتها، والتى تصل إلى السجن، هى الركن فى مكان ذوى الاحتياجات الخاصة، لا تسامح فيها.
· الاعتزاز بكل ما هو كندى سمة مميزة لهذا الشعب برغم قرب أمريكا وإبهار النموذج الأمريكى، على سبيل المثال هناك قهوة ستار بكس التى تسيطر على العالم كله، إلا فى كندا فهم مهووسون بقهوتهم الكندية التى تبيعها محلات «توم هورتونز» التى كان يملكها لاعب هوكى كندى شهير، ويعتبرونها مشروبهم الوطنى الذى يميزهم.
· إلقاء ورقة فى الشارع أو البصق فيه جريمة يعاقب عليها القانون بشدة وصرامة، فالشارع ملكنا جميعاً لا يحق لك استباحته.
· أبوتك لابنك لا تعنى أنه عبد عندك تضربه وتعنفه وتقسو عليه، عندما ستفعل ذلك سيأخذون هذا الابن وينقذونه من جحيمك ويقومون بتربيته، لأنهم يراهنون على مواطنين أسوياء، والأوطان لا يبنيها المرضى.

Monday, June 24, 2019

فاطمة ناعوت تكتب: لماذا مصرُ استثنائيةٌ؟ ٢٤/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم


فى بلاد العالم المتحضِّرة الطبيعية، (لأن الطبيعىَّ أن تكونَ كلُّ البلاد متحضرةً)، يكونُ هناك ما يلى: شعبٌ يعمل بجدٍّ ينتمى لوطنه ويحافظ عليه، حكومةٌ تُديرُ شؤون البلاد بوعى، مجلس نوّاب يراقبُ الحكومةَ بنزاهة واضعًا نُصب عينيه صالحَ الوطن وصالحَ المواطن وفقط، مدارسُ تعملُ بكفاءة تُنشئُ النشءَ على العلم والقيم، مستشفياتٌ تقوم بدورها النبيل فى الحفاظ على حقّ الحياة للإنسان، مصانعُ ومؤسساتٌ تبنى اقتصادَ الوطن، حقولٌ تُنبتُ الخيرَ والرغدَ والزهور، دورُ عبادة (آمنة دون حراسة) تغرسُ «الأخلاقَ» فى النفوس، منظماتُ مجتمع مدنى ورجالُ أعمال شرفاء يُساندون الدولة فى رعاية الشباب ومشاريعهم الصغيرة، مسارحُ تُقدّمُ الرسائلَ الفنيّة والتربوية لبناء إنسان سوىّ، أوبرا تصدحُ بالفنون الراقية التى تُهذِّبُ الروح وتُغذّى الأفئدة، ملاعبُ رياضيةٌ ونوادٍ تبنى الجسدَ السليم للمواطن، قضاءٌ شريفٌ يحكمُ بين الناس بالعدل، شرطةٌ يقظة تحفظُ أمنَ الوطن الداخلى، ووراء كلِّ هذا جيشٌ باسلٌ يسهرُ على جبهات الوطن، يحمى الأرضَ والعِرضَ والإنسانَ من عدوٍّ خارجى مُحتمَل. ثم حاكمٌ مثقفٌ يُعلى شأنَ دولته أمام العالم. (المُفردُ) من (الجموع) السابقة هو (مواطنٌ) صالحٌ مُنتَمٍ، يعشقُ وطنَه ويرفع لواءه، ويُقدِّمُ صالحَ الوطن على ما عداه من مصالح.
لدينا مما سبق فى مصرَ الشىءُ الكثيرُ. رئيسٌ جسورٌ انتزعَ مصرَ من أنياب الشيطان الإخوانىّ، ومازال يجهدُ ليُخلِّص بقية جسدها من ذيول الأفعى الزاحفة تحت الأرض، ويصلُ الليلَ بالنهار لإعادة بناء وجه مصر الذى تهدّمَ بعضُه بمعاول الإخوان الخونة، جيشٌ عظيمٌ يحمى الحدودَ ويُشيّدُ منشآتِ الوطن وبِنيته التحتية ويُساهمُ فى كسر احتكار تجّار الغذاء، قضاءٌ شريفٌ عادل، شرطةٌ تعملُ جهدَها لتأمين يوم مائة مليون مواطن، مدارسُ ومستشفياتٌ فى طريقها للتعافى، حكومةٌ واعية فى مجملها تكافحُ لإنهاض الوطن من كبواته المزمنة، مسارحُ لا تُسدلُ ستائرُها، أوبرا فاتنة لا تنطفئُ أنوارُها، وغيرها. ولستُ أنكرُ أن هناك عثراتٍ شتّى فى كثير مما سبق من مُكوّنات الوطن. بعضُ تلك العثرات تحاول النهوض، وبعضها لا تفكّرُ أصلًا فى العلاج. أعلم هذا يقينًا وأضعُ يدى على مشاكلنا، التى بإذن الله إلى زوال، حتى يصفو وجهُ مصرَ مشرقًا كما ينبغى لها أن تكون. ولكن.
ولكن المدهشَ فى حالة مصر، وما يميّزُها عن (الدول الطبيعية المتحضرة) التى قدّمتُ وصفتها فى صدر المقال، هو أن تلك الدولَ غيرُ مُهدَّدة، لا من عدوّ خارجى ولا من عدو داخلى، إلا فى حدود الاستثناءات الفردية التى تمرُّ بالبلاد على مدار التاريخ. بينما مصرُ تُحاربُ أعداءَ كثيرين فى أكثر من جبهة. وكلُّ عدوٍّ أشرسُ من الآخر وأشدُّ بغضًا لمصر وحقدًا. تركيا، قطر، منظمات الإخوان العالمية السرطانية الموجودة فى إنجلترا وألمانيا والنمسا وفرنسا وتركيا وقطر وغيرها من الدول. ثم العدوُّ الأقذرُ والأحقرُ وهو الإرهاب المزروع (داخل) جسد الوطن، مثل دودة طفيلية خبيثة، لا تُستأصلُ إلا بالدماء. مواجهةُ الأعداء الخارجيين على الجبهات هى حروبٌ واضحةٌ لها أجروميةٌ عسكرية معروفة، تدرسها الجيوشُ وفق استراتيجيات عالمية ثابتة. ولكن مواجهةَ أعداء (الداخل) أمرٌ عسرٌ وشاقٌّ لا ينتظمه إطارٌ ولا فلسفة. لأنك لا تدرى من أين تأتيك الضربةُ من داخل جسدك. بوسع المرء أن يلمح عدوَّه آتيًا إليه، فيتأهب للدفاع عن نفسه. لكن أنّى للمرء أن يرى الفيروسَ الكامن فى جسده، يضربه حين لا يتوقع؟!.
يجبُ أن يعلمَ المواطنُ المصرىُّ أن ما يحدثُ بين الحين والحين فى مصر من حوادثَ إرهابية لا يُمثِّلُ أكثرَ من واحد فى المائة مما يحاولُ الإخوانُ ارتكابَه كلَّ نهار، ولكنهم يخفقون، بسبب يقظة جهازنا الأمنىّ رفيع المستوى. تلك الجرائمُ الخسيسة التى كان آخرها جريمة «كمين البطل»، ثم عمّال مطار العريش، رحم اللهُ شهداءَ مصر الشرفاءَ من الجيش والشرطة والمدنيين، وأذاقَ الإرهابيين من ويل الثكل والفقد والتيتم، الذى نثروه فى أرجاء مصر.
هنا تتجلّى استثنائيةُ مصرَ فى أنها رغم التهديد اليومىّ من (الخارج والداخل)، إلا أنها لا تتوقفُ عن إدهاش العالم بفرادتها وقوّتها. فى حفل افتتاح مباريات كأس الأمم الأفريقية، وقف العالمُ مشدوهًا يصفق لمصر التى قدّمت حفلًا أسطوريًّا تاريخيًّا لا يُنسى. حتى هِناتُه الطفيفة كانت هى النقصَ الذى يؤكد الكمال. أثبتت مصرُ جاهزيتها الكاملة لاستقبال حدث عالمى رفيع المستوى، تحت وطأة مظلّة الإرهاب الثقيلة التى تمنع الهواء والشمس. وفازت مصرُ، حتى قبل فوزها على زيمبابوى، فازت فى إشراقة عُرسها البهىّ، والجماهيرُ تحتشدُ بأعلام مصر الجميلة فى استاد القاهرة، وأمام الشاشات فى النوادى والمقاهى والشوارع والبيوت، يصدحُ اسمُ (مصر) على الألسن فيطير إلى مسامع الدنيا بأسرها. فقط فى مصرَ الاستثنائية، جندىٌّ يحمى، وبطلٌ يفوز.
«الدينُ لله، والوطنُ لمَن يحبُّ الوطن».


Sunday, June 23, 2019

فوائد العمل الجماعى بقلم الأنبا موسى ٢٣/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

تحدثنا فى العدد الماضى عن أن عائد العمل الجماعى أكبر بما لا يقاس من عائد العمل الفردى، كما تحدثنا عن القائد والمجموعة، ودور كل منهما.. واليوم نتحدث عن سلبيات الأسلوب الفردى فى القيادة..
ثالثًا: السلبيات الفردية
١- الفردية إلغاء للجسد: إذا كان هناك عضو واحد يتحكم فى الآخرين فهذا إلغاء للجسد كله، واختزال له ليكون عضوًا واحدًا، وبهذا يكون قد ألغى مفهوم الجسد والعمل الجماعى، فالفردية تلغى المجموعة كلها.
٢- التنوع لا يلغى الوحدة: فالجسد يحتوى على أعضاء كثيرة متنوعة.. «جَسَد وَاحِد.. وأَعْضَاء كَثِيرَة» (رو ٤:١٢).
وفى الجسم الواحد نجد الكبد والمعدة والبنكرياس والقلب.. لكن هذا التنوع لا يلغى الوحدة فالأعضاء تتكافل معًا.
٣- الفردية تلغى المرجعية: لا بد من مرجعية جماعية للعمل، وذلك بالتخلى عن الفردية والأنانية والعزلة، فالانحصار فى الذات والحياة داخل قوقعة ذاتية محضة أشبه بالحياة داخل حجرة تسرب فيها الغاز، وأضحت محفوفة بالمخاطر. إذن، فلنخرج من ذواتنا، ونناقش فى روح هادئة، قابلة للنقد، والتعلم، معترفة بإمكان الخطأ وبحقيقة أن الإنسان ضعيف ومحدود.. وهكذا بقلب مفتوح، وعقل واع، نصل إلى القرار الحسن.
٤- والمرجعية احتياج نفسى أيضًا: ليس فقط لاهوتيًا أو دينيًا. فنحن عندما ندرس الاحتياجات النفسية، والجهاز النفسى للإنسان، نجده فى حاجة إلى التفرد وإلى المرجعية: والتفرد معناه أن لكل إنسان مواهب معينة، وملامح خاصة، ووظيفة وعملًا فى المجموعة. ولكن هذا التفرد يحتاج إلى مرجعية من المجموعة التى يعمل من خلالها.. إذ تستريح إلى سلوكياته وعمله.
٥- تنوع المواهب: كما أنه فى جسد واحد لنا أعضاء كثيرة «وَلَكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ.. َأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ» (رو ٤:١٢-٥). لا أحد يستطيع أن يستغنى عن أخيه، ولا أنت تستطيع أن تستغنى عن أحد إخوتك فى البيت، أو فى دور العبادة أو فى المجتمع أو فى الوطن، ولا حتى عن العامل البسيط، إذا شعرنا أننا جميعًا منظومة واحدة، يحتاج بعضنا البعض، يسند بعضنا البعض، ونصحح بعضنا البعض، ونرجع للكبار فينا، ونخضع لرأى المجموعة، لكى نكون فى الطريق الصحيح.
«وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا» (رو ٦:١٢). مواهب كثيرة فى الخدمة مثل: موهبة التعليم، والوعظ، والعطاء، والتدبير، والرحمة، والمحبة، والمشاركة الوجدانية، والعبادة، واحتمال الألم، وخدمة الفقراء، واستضافة الغرباء. لا يمكن أن يوجد شخص واحد فى الدنيا عنده كل هذه المواهب، وكل هذه الطاقات! هو مجرد طاقة واحدة فقط أو أكثر... ولكنه لا يستطيع أن يكون بديلاً عن المجموعة كلها، لذلك من المهم أن نؤمن بالتنوع.
٦- إن موافقة المجموعة على عمل أحد أفرادها، ضمان له حتى لا ينحرف، فالفردية طريقة الانحراف!!
٧- لهذا نؤمن بالمجامع: وذلك منذ مجمع أورشليم فى (أع ١٥)، فى القرن الأول للمسيحية. وهذا هو العمل السليم، فالقيادة هى قيادة المجموعة كلها، بحيث نأخذ قرارًا، ونكون مطمئنين. العمل السليم ينزع دائمًا إلى الجماعية.
رابعًا: فوائد العمل الجماعى
العمل الجماعى يعطينا فوائد كثيرة منها:
١- طاقات أكثر.
٢- تنوع أكثر.
٣- رأى أصوب.
٤- مرجعية مضمونة.
٥- انتشار أكبر.
٦- استمرار أضمن.
طاقات أكثر: فالقائد مهما نجح، لكنه فى النهاية فرد واحد. والعمل الجماعى يعطى طاقات أكثر، إذ إنه يطلق طاقات الجماعة ويوظفها للخدمة، فيشترك كثيرون فيها.
تنوع أكثر: حيث إن ما يمتلكه القائد موهبة أو اثنتين أو ثلاثا، ولكننا فى العمل الجماعى نضيف إلى مواهبه، المواهب المتاحة لدى باقى أعضاء المجموعة.
رأى أصوب: لأنه من خلال الحوار والمناقشة ستظهر بعض النقاط الغامضة، أو نصحح خطأ هنا أو هناك. والقائد الجماعى الناجح يستعين بالكل، لكن الإنسان الفردى يرفض كل الآراء، ويقول أنا رأيى كذا، ويتمسك به، بل ربما يفرضه على الجماعة. إن الرأى الأصوب يأتى من خلال الحوار، ومن مجموعات العمل.
مرجعية مضمونة: فهى التى ترسل الفرد لأى خدمة. وتصبح له مرجعًا وسندًا. وما دامت المجموعة وافقت على الموضوع، وقالوا له: اذهب واعمل عملاً ما، يكون الإنسان فى ذلك الوقت له مرجعية. لذلك فى كل عمل أؤديه لا بد أن يكون بتكليف من المجموعة، حتى تكون لى مرجعية.
انتشار أكبر: شىء طبيعى أنه طالما هناك بدلاً من طاقة واحدة ثلاث أو أربع مواهب، ويكون انتشار الخدمة أفضل، إذن تتكامل الطاقات والمواهب معًا، ويحدث انتشار أكبر للعمل.
استمرارية أضمن: إن أى قائد مهما عاش، فى النهاية سيموت، أو قد ينتقل إلى مكان آخر.
استمرار العمل سيأتى إذا كانت كل الجماعة نشطة، وكل الجسد فعال «لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ» (أع ٢٨:١٧). إن العمل سيستمر، حيث يكون هناك صف ثان وثالث ورابع، وهكذا يستمر العمل، لمجد إلهنا العظيم.
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية



خالد منتصر - عام على رحيل باقى زكى - جريدة الوطن - 6/2019 /22

قصة الضابط باقى زكى يوسف هى قصة لا بد أن تظل فى وجدان وعقل كل مصرى، قصة لا بد أن تدرس للأطفال حتى ينتهى مناخ التعصب وهستيريا التقسيم الطائفى البغيض الذى يصبح فيه المصرى فجأة وبدون مقدمات نصف إله يوزع الجنة والنار على البشر، يكفر هذا ويعفو عن ذاك، وللأسف ما زال الدعاة الذين كفروا شركاء الوطن يمارسون بث سمومهم بدون مساءلة وبكل ما يملكون من شر.
لكن ما هى القصة؟
صاحب فكرة هدم الساتر الترابى بخراطيم المياه هو الضابط المهندس المسيحى باقى زكى يوسف، الذى كان برتبة مقدم آنذاك، أدعوكم بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته لقراءة قصته بلسانه ومن خلال حكيه، لعل الأجيال تتذكر وتفيق من غيبوبة تقسيم الوطن.
يقول اللواء باقى زكى: «فى أبريل 1964، انتُدبت للعمل فى السد العالى من القوات المسلحة، والأعمال هناك كانت كلها تتم بنظام معين، وبتكنولوجيا معينة، السد العالى كان عبارة عن رمل وزلط وحجر، وفى 5 يونيو 1967 حدثت النكسة، فقررت القوات المسلحة آنذاك إنهاء عمل كل الضباط المنتدبين فى الخارج فى جميع المؤسسات الحكومية، وعدت مرة أخرى للقوات المسلحة، وتم تعيينى رئيس مركبات فى أحد التشكيلات التى كانت موجودة غرب قناة السويس. وبطبيعة عملى كنت أمر على صف عربات الوحدة التابعة للتشكيل الذى أترأسه، وفى هذا الوقت كان الجيش الإسرائيلى لا يزال فى مرحلة بناء الساتر الترابى الذى كان جزءاً حصيناً من خط بارليف الدفاعى، والذى كان عبارة عن كثبان رملية طبيعية، وكثبان رملية نتيجة حفر القناة على الشاطئ الشرقى للقناة، العدو قام بتعلية هذه السواتر الترابية بتشكيلاتها القديمة والحديثة وأوصله إلى ارتفاعات تصل إلى 12 أو 20 متراً ارتفاعاً، وبعرض 8 إلى 12 متراً من السويس إلى بورسعيد. أثناء مرورى بالقرب من هذه المنطقة، كنت أرى الساتر الترابى وهو فى مرحلة البناء، وبدأوا فى تعليته، وجعلوه مائلاً بنسبة 80 درجة حتى يتماشى مع قاع القناة، فأصبح بذلك مانعاً شديداً للغاية بعدما تم وضع ألغام ومفرقعات ومدافع داخله، وخطر على بالى فكرة، أنه لو كان الساتر الترابى فى أسوان، لكانت خراطيم المياه التى تجرف الرمال إلى قاع السد العالى من الممكن أن نستفيد منها فى مقاومة هذا الساتر الترابى، وهذا كان أقصى تفكير لى. فى مايو 1969 جاءتنا الأوامر بعبور قناة السويس، وفى أثناء جلوسى مع قائد الفرقة، عرضت فكرتى الخاصة بالساتر الترابى، وقام رؤساء العمليات بشرح الموقف كاملاً أمام الفرقة بتفاصيل شديدة الدقة، نشأته، طبيعته، مكوناته، التجهيزات الهندسية والقتالية الموجودة فيه، والتجارب التى يمكن إجراؤها للتغلب عليه، والتى كانت كلها نابعة من المدرسة الاستراتيجية العادية التقليدية العالمية، التى كانت ستتم إما بالصواريخ أو المدفعية أو الطيران، وبتجربة كل هذه الطرق وجدنا أن المدة التى سنستغرقها فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى ستكون ما بين 12 إلى 15 ساعة، دون وجود دبابات أو مدفعية تغطى الجنود، المشكلة كانت صعبة للغاية، علاوة على أن الخسائر التقديرية كانت على أقل تقدير قد تصل إلى 20 ألف شهيد على الأقل لحين إتمام هذه المهمة. قلت للقيادة: الساتر الترابى مبنى فى الأساس على رمل، بتحصينات قديمة ومتوسطة وجديدة وتم وضع كل التحصينات داخله، ومضخات ماصة كابسة، يتم وضعها على زوارق خفيفة، تسحب المياه من القناة وتضخها على الساتر الترابى مباشرة، خاصة بعد أن قام العدو بتعليته وتمييله، وعلى رأى المدفعية أصبح فى «السوادة» أى مرمى المدفع وأصبح فى حضن مدافع المياه، لأن الساتر الترابى على الحافة وبنفس درجة الميل. تكريمى الحقيقى كان عندما عشت اللحظة التى رأيت فيها فكرة من أفكارى تنقذ البلد، أنا لا أحتاج بعد كده ولا ورقة ولا شهادة، لأن ربنا أكرمنى جداً بفكرة الساتر الترابى، فبدلاً من 20 ألف شهيد عاد 20 ألف بطل، ربنا منحنى الفكرة ومنحنى حقى تماماً».

Saturday, June 22, 2019

خالد منتصر - المصريون فى كندا - جريدة الوطن - 6/2019 /21

الجالية المصرية فى كندا جالية مشرّفة، بل أستطيع أن أقول مطمئناً بأنها أنجح جالية مصرية فى الخارج، هى كريمة الكريمة كما يقول التشبيه الفرنسى. لا يوجد من يستطيع الهجرة إلى كندا إلا الناجح جداً، المتعلم جداً، المجتهد جداً، أطباء وصيادلة ومهندسون على أعلى مستوى. على سبيل المثال أعلى نسبة صيادلة فى كندا هم المصريون، تقريباً سيطروا على بيزنس الصيدلة فى كندا كلها، يتمتعون هنا باحترام الجميع، وتساعدهم طبيعة كندا التى تسمح بقبول الآخر إلى أبعد مدى بدون الضغط عليه ليفقد هويته مثلما تفعل بلاد أخرى كثيرة. تجلس فى مسيساجا تجد المقهى المصرى والمطعم المصرى يمتلئ بالمصريين وكأنك فى الحسين! تمشى فى الداون تاون فى تورنتو فتسمع اللهجة المصرية الدارجة بكافة إيقاعاتها.
أما الأجمل فهو نجاح المصريين فى عالم السياسة، فقد اقتربت خطوة التمثيل فى البرلمان الفيدرالى من خلال ثلاثة أسماء مصرية نجحت فى ترشيحات حزب المحافظين، ومتوقع فى أكتوبر أن ينجحوا فتصبح لدينا فى البرلمان الفيدرالى الذى يشرع القوانين أصوات ضاغطة لصالح مصر، والأسماء هى، مع حفظ الألقاب: غادة ملك وهانى توفيليس وميلاد ميخائيل، وقبلها كان قد نجح شريف سبعاوى فى برلمان مقاطعة أونتاريو. نريد استغلال تلك الفرصة ليصبح لدينا ثلاثة أسماء مشرّفة فى البرلمان تساعد على تنمية العلاقات الكندية المصرية، وأتمنى اجتماع وزيرة الهجرة مع المرشحين أثناء شهر التراث المصرى الذى وافق عليه برلمان أونتاريو بناء على اقتراح تقدم به النائب شريف سبعاوى، هذا الاجتماع يناقش فيه كيف ستساهم الجالية المصرية كلها وتساند تلك الوجوه المصرية المشرّفة، هى وجوه نفخر بها وشخصيات تستحق كل دعم، وأنا متوقع كل الخير بعد نجاحهم فى أكتوبر إن شاء الله.

لم يتقدم أحد لنيل الجائزة حتى الآن!! بقلم د. وسيم السيسى ٢٢/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

بدعوة كريمة من الأستاذ محمد على خير «القاهرة والناس» قال: توقف قلب صائب عريقات ثلاث دقائق وعشرين ثانية أثناء جراحة قلب مفتوح، وبعد الإفاقة، حدثنا عن عوالم غريبة شاهدها، أرجو أن تحدثنا عن هذا الموضوع.
قلت: عرف الإنسان البدائى أن هناك عالما غير عالمنا بعد الموت لأسباب ثلاثة ١- الموت ٢ الأحلام ٣- الكوارث الطبيعية. اعتقد الإنسان البدائى «عشرون ألف سنة قبل الميلاد» أن ما يراه فى أحلامه من عودة المتوفى إليه، إنما هو التنفس الذى يختفى عند الموت، فأطلق عليه كلمة معناها الهواء، وحتى الآن روح من ريح، وريح معناها هواء! وتؤكدها اللغات الأجنبية: Spirit أى روح وهى من Respirstion أى تنفس! خاف الإنسان البدائى من الميت حتى إنه كان يخرج به من ثقب بالجدار وليس من الباب، ويلف به سريعاً ثلاث مرات حول الدار حتى يضلله إذا فكر فى زيارته ليلاً، كما كان يدفنه بعيداً عن داره، ويحيط مدفنه بالنباتات الشائكة، وحتى الآن نحن نزرع الصبار حول المدافن!
«ويل ديورانت- مجلد١صفحة ١٠٠»
جاءت الحضارة المصرية، فأطلقت على الروح «البا» والنفس «كا» وهى القرين الآن.
أراد د. ريمون مودى أن يبحث موضوع الروح فجمع من المستشفيات مائة وستين حالة عادت لها الحياة، بعد أن أحضرت للمستشفى B.I.D أى Brought In Dead أى جاء ميتاً، تجرى له الإسعافات، وكل مائة حالة يعود للحياة واحد!
جمع مودى أسماء وعناوين هؤلاء، وأرسل لهم ٢٠٠ سؤال، الكل أجمع على أنهم مروا بثلاث مراحل:
١- الطفو ٢- النفق الأسود ٣- الكائن النورانى، كما أجمعواعلى أن أحلى لحظات حياتهم كانت تلك اللحظات، وأن هذا الكائن النورانى كان يغمرهم بدفقات من الحب لا حدود لها، قال أحدهم:
عرفت أن هذا الكائن النورانى هو يسوع المسيح! يؤخذ على دكتور مودى أنه لم يسأل المسلم أو اليهودى عن هذا الكائن النورانى، حتى يعرف ماهية هذا الكائن النورانى هل هى حقيقة أم انعكاس لما فى ذهن «المتوفى». كذلك لم يسأل مودى أطباء التخدير عن ظاهرة النفق الأسود إذا تم تخدير الكبار بالكتلار أو سلفات الكتامين! بمعنى آخر هل ما راه هؤلاء الناس كان حقيقيا، أم هو ظواهر تعرض المخ لنقص الأكسيجن؟ لذلك أرى أن كتاب مودى Life after Life«حياة بعد الحياة» تنقصه الموضوعية والدقة العلمية، وإن كان هذا الكتاب يقدم راحة نفسية لأهل الراحل، ولأنفسهم أيضاً.
سألنى الأستاذ خير عن علم الأرواح، قلت ليس هناك ما يسمى علم الأرواح، بل مذهب! كما يجب أن نقول رجال الدين، وليس علماء الدين، فالدين إيمان بالغيب، والعلم يخضع للتجربة والتكذيب أو التصديق، والدين ليس كذلك.
ذكرت للأستاذ خير وليم روى الذى خدع ٢٠٠ من علماء إنجلترا، وأخيراً حوكم من محكمة OLDBAIhY لندن، وسجن ثلاث سنوات، وكتب مذكراته فى الديلى ميرور واستهلها بالاعتذار وأخذ أموال الضحايا، ولكن فى مقابل الراحة النفسية التى وهبها للناس! وبدأ يذكر الوسائل العلمية التى استخدمها لخداع الملايين!
كذلك ذكرت قصة هيلن دنكن التى كانت تلقى الأكتوبلازم من فمها، وهو عبارة عن ورق تواليت بالماء تشربه فى جيب كبير بالبلعوم مغطى بحجاب حول رأسها ورقبتها، حوكمت وسجنت ثلاث سنوات، وماتت بعد خروجها من السجن بستة أشهر، وكانت أكبر مظاهرة فى لندن من أتباعها الممولين والمغيبين، يتهمون الحكومة البريطانية أنها السبب فى وفاتها خصوصاً وأنها كانت مصابة بالسكر، وضغط الدم، المرجع:
CRITICAL SURYEY OF SPIRITUOLISM نقد بحثى عن مذهب الأرواح لمؤلفه سايمون إدموندز، الغريب فى مقدمة هذا الكتاب: عرض بعشرة آلاف جنيه إسترلينى للقادر على تحضير روح، على شرط أن تخضع التجربة للزمان، والمكان اللذين يحددهما سايمون إدموندز، الغريب أنه لم يتقدم أحد لنيل الجائزة حتى الآن!


Wednesday, June 19, 2019

خالد منتصر - هل سيارة الوطن تحتمل الإخوان؟ - جريدة الوطن - 6/2019 /18

الداعون إلى المصالحة والحوار مع الإخوان أو الإسلام السياسى أو السلفية الجهادية التكفيرية أو تلك الأطياف من تيارات المتأسلمين ككل، لا يدركون شيئاً مهماً أن لا حوار متكافئاً بين من يتكلم باسم الأرض، ومن يتكلم باسم السماء، من يتكلم انطلاقاً من أن رأيه تجربة بشرية، ومن يتكلم بأن رأيه وكالة من الرب، لا حوار بين الرأى ونفى الرأى، سيارة الوطن من الممكن أن أركبها أنا وأنت، بل ونقودها معاً، مثل سيارات تعليم القيادة، من الممكن أن أدوس بنزين بقوة وأنت تدوس بخفة، أنت ترى الهدوء عند المطب، وأنا أرى أن السيارة عالية وقوية وتمر من فوق المطب بأمان، اختلافات لا تؤثر، ولن تؤثر على مسار سيارة الوطن، التى تتجه إلى الأمام، إلى المستقبل، من الممكن أن تؤخّرنا بعض الشىء أو تعطلنا، لكنها لن تمنعنا، لكن الإخوانى أو المنتمى إلى الإسلام السياسى يركب معك السيارة، تدوس أنت بنزين، وهو ممسك بعصا «الفتيس» إلى الخلف، ومصر أنه يجيب «مارش دير»!!، النتيجة توقف السيارة وتدميرها، فقد تحطم صندوق التروس!!، هذا ليس درساً فى ميكانيكا السيارات، لكنه درس فى قيادة الأوطان، مستحيل أن تنهض بوطن وفيه من يتوهم أن معه التوكيل الإلهى الحصرى، مستحيل أن يتقدّم متراً واحداً ويعبر الطريق وعيناه إلى الخلف، إلى الماضى، يريد استنساخه فى الحاضر ليشل المستقبل ويجعله كسيحاً، هذا مجرد مثال تقريبى لدعاة المصالحة الوهمية الكاذبة، فالإخوان وأشباههم وأذنابهم وأطيافهم قرروا تغيير تركيبتنا الجينية المصرية، لعبوا فى الدى إن إيه بفيروس شيطانى زيّف الهوية، فلم تتغير ملامح وجوهنا فقط، بل صرنا بوجوه «زومبى» غريبة، الروح ضربت فى مقتل وليس الجسد، الوطنى لا يمتزج مع الأممى مثل الماء والزيت، هذا ينطلق من أرضية مصرية وذاك ينطلق من أرضية خلافة وأمة كونية.
سيارة الوطن تريد الانطلاق إلى المستقبل، والإخوان ليسوا مجرد فرامل تبطئ معدل الانطلاق، وإنما هم من أحرقوا السيارة وشوّهوها خارجياً وداخلياً وتركوها بلا موتور وهم يتمتمون، هذا أمر السماء، وهذا طلب المرشد، وتلك إرادة الجماعة.

Tuesday, June 18, 2019

كارثة التفاوت الرهيب فى تعليم المصريين بقلم د. محمد أبوالغار ١٨/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم


مما لا شك فيه أن تحديث التعليم فى أوروبا من بدايات القرن العشرين قضى على الأمية وأتاح حرية كبيرة للتيارات الفكرية والثقافية المختلفة أن تصل إلى الجميع بغض النظر عن وضعهم الاقتصادى. والشعوب الأوروبية فى معظمها أصبحت ذات ثقافة متقاربة وأصبحت الاختلافات بين الأفراد مرجعها المزاج الشخصى والرغبة فى التعلم، فالعامل الفرنسى البسيط قد يكون قارئًا جيدًا وملمًا بقدر كبير من الثقافة والتاريخ، كمثل أستاذ جامعى، فالوظيفة والوضع الطبقى والمادى لم تعد هى المحدد للمستوى الثقافى والمعرفى. هناك مخاطر كبيرة من وصول التعليم الحديث فى مصر إلى شريحة صغيرة من المجتمع بسبب وضعها الاقتصادى المرتفع بينما لا يصل هذا التعليم لأغلبية الناس، وهو ما يحدث الآن.
أكتب الآن كتابًا جديدًا عن اليهود المصريين وهجرتهم فى منتصف القرن العشرين، وقد غرقت فى أكثر من ٢٠ كتابًا جديدًا وبعض الوثائق والرسائل الجامعية عن هذا الموضوع، وقد اتضح لى بعد بحث مستفيض أنه بالإضافة إلى الأسباب المعروفة عن سبب هجرة اليهود المصريين، وهى الصهيونية العالمية ونفوذها وقيام دولة إسرائيل وتصرفاتها المقلقة وجماعة الإخوان المسلمين وتفجيرها لحارة اليهود ومحلات اليهود والتظاهرات الفاشية لحزب مصر الفتاة وقلة الوعى عند النظام الحاكم. وحيث إن اليهود عاشوا فى مصر أكثر من ٢٠٠٠ عام مرورا بفترات ازدهار وفترات غاية فى الصعوبة ومع ذلك لم يتركوا مصر- اتضح لى أن أحد الأسباب الهامة لهجرتهم هو التطور فى التعليم والثقافة. منذ بداية القرن العشرين تغير نظام التعليم لمعظم الجالية اليهودية عن طريق مدارس الليسيه اليهودية الفرنسية إلى نظام تعليم شديد الحداثة والتقدم مصحوب بثقافة أوروبية متقدمة والنتيجة أن اليهود الذين ولدوا فى نهايات القرن التاسع عشر تلقوا هذا التعليم وامتصوا هذه الثقافة فقفزوا خطوات سريعة إلى الأمام اقتصاديًا بسبب العلوم الحديثة، وثقافيًا ومهاريًا وأصبحوا يعيشون حياة الأوروبيين المتقدمة وانفصلوا تدريجيًا عن الشعب المصرى بل فقدوا اللغة العربية التى كان يتحدث بها آباؤهم وأجدادهم. وحدث شرخ ثقافى بينهم وبين بقية المصريين وبدأوا فى إنشاء المدارس لفقراء اليهود فانعدمت الأمية بين فقرائهم مبكرًا. النهاية هى أنهم كانوا سعداء فى مصر ما داموا يعيشون فى الجزء الأوروبى منها ويتحدثون بلغة أوروبا ويأكلون بالطريقة الأوروبية ويتمتعون بالثقافة والموسيقى والغناء الأوروبى، وما دام المصريون بالنسبة لهم هم الخدم والبوابين والسائقين والطباخين مع علاقة متميزة مع بعض الباشوات الذين يحاولون تقليدهم. النتيجة الطبيعية أن هؤلاء اليهود بسهولة بالغة تركوا البلد ولم يذهبوا إلى إسرائيل بل ذهبوا إلى أوروبا وأمريكا حيث اندمجوا ببساطة فى مجتمعهم الطبيعى. واضطر فقراؤهم إلى الهجرة إلى إسرائيل، بسبب ضغوط من جميع الاتجاهات وبدون مال أو سلطة أو نفوذ يدافع عنهم، لأنها البلد الوحيد الذى رحب بهم.
قد يسأل القارئ ما دخل اليهود الذين خرجوا منذ حوالى ستين عامًا بمصر الآن؟.. أكاد أجزم أن هناك طبقة من الجيل الجديد (تحت ٣٠ عامًا) الذى نما وكبر وتعلم فى مدارس ليس لها علاقة بتعليم كافة المصريين وبثقافة مختلفة لا تشبه ثقافة باقى الشعب ويعيش بطريقة مختلفة فى منتجعات لها أسوار ولا يرون من الشعب غير السائقين والخدم وغيرهم، وإذا خرج من المنتجع وذهب إلى النادى يقابل هناك أهل المنتجع وفى الصيف يقابل نفس الناس فى نفس القرى فى الساحل الشمالى أو يسافر إلى أوروبا حيث يتم تعليمه الجامعى، الأكثر أهمية أن هؤلاء المصريين هم أعلى المصريين تعليمًا حديثًا متقدما وهم أصحاب الكثير من المؤسسات الخاصة ورؤوس الأموال بل يتولون المناصب الحكومية والوزارية التى تحتاج إلى لغة وتعليم خاص. قبل ١٩٥٢ كانت هناك طبقة أرستقراطية تعيش فى قصور ولكنها وسط الناس وتختلط بهم وتتكلم لغتهم وعندهم ثقافة مرتبطة بثقافة الشعب العامة أو على الأقل يفهمونها.
قالت لى فتاة عمرها أقل من عشرين عامًا إنها تعيش فى مصر فى فقاعة كبيرة مع ناس لا ينتمون إلى بقية الشعب ومجرد اختلاطها ببقية الناس أصابها بصدمة. كيف سيقود هذا الجيل مصر وكيف ستستفيد منهم مصر. أنا متأكد أنه إن لم تحدث مفاجأة ما سوف يخرج هذا الجيل بالكامل بأمواله وتعليمه المتميز ليعيش فى المجتمع الذى ينتمى إليه خارج مصر، وليزداد العالم المتقدم تقدما بأبناء هذا الوطن. وأنا واثق أنه بدون تقدم ملموس فى التعليم المصرى والثقافة المصرية ليشمل كل الطبقة الوسطى وكل النابغين من الطبقة الفقيرة ويا حبذا لو شمل الجميع، سوف تفقد مصر مستقبلها.
فكرة تحديث التعليم التى يحاول أن يقوم بها الوزير فكرة ضرورية بل مسألة حياة أو موت للمصريين، ولكن طريقة تطبيقها خاطئة تمامًا ولن تؤدى إلى شىء.
فى طفولتى وشبابى لم يكن عندنا أملاك ولا سائقون ولكن كنا مبسوطين. كنت أصاحب ابن الباشا وابن الفلاح والعامل فى المدرسة والكلية وألعب الكرة فى الشارع وألعب تنس فى النادى، وأذهب إلى الحارة وأعرف كل الأحياء الشعبية ولغتها. ونذهب إلى مولد السيدة نشاهد الذكر ونذهب إلى الأوبرا نستمع إلى أوركسترا القاهرة السيمفونى، لأن مصر كانت واحدة بأطياف مختلفة ولكنها متناسقة ومتحدة. والآن مصر أصبحت عدة أمصار لا علاقة لبعضها ببعض، وإن لم تتقارب هذه الطبقات على الأقل اجتماعيًا وتعليميًا وثقافيًا فقل على مصر السلام.
قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك.

توت عنخ آمون للبيع بقلم زاهى حواس ١٨/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

عندما عرضت صالة كريستى رأس الإله آمون فى شكل الملك أو الفرعون الذهبى توت عنخ آمون للبيع، صرخ كل محبى الآثار المصرية فى وجوه المسؤولين عن هذه الصالة بعدم عرض الرأس، بل واعترض آلاف المصريين. وصرخ عمرو أديب- لارى كينج مصر- عندما سمع بعملية بيع رأس الملك توت، وطالب وزارة الآثار بالتدخل لإيقاف عملية البيع. وعلى الفور، دعا وزير الآثار الدكتور خالد العنانى اللجنة القومية للآثارالمستردة للانعقاد. وصدر العديد من القرارات المهمة، ومنها قيام وزارة الخارجية باتخاذ إجراءات إيقاف البيع، وكذلك التعاون التام بين المستشار نبيل صادق النائب العام والدكتور خالد العنانى لرفع دعوة قضائية لإيقاف البيع.
وقد اتصل بى العديد من الصحف العالمية لإبداء رأيى فى هذا الموضوع. وهنا يجب أن أوضح أن مقبرة توت عنخ آمون، عُثر بداخلها على ٥٣٩٨ قطعة أثرية. ولا يوجد بها أثر واحد من الحجر، وأن التابوت المصنوع من الكوارتز هو القطعة الحجرية الوحيدة التى صُنعت من الحجر. وهناك العديد من رؤوس التماثيل التى تخص الملك توت عنخ آمون، ومنها ما يمثل الإله آمون بوجه توت عنخ آمون، ومنها من الجرانيت بالمتروبوليتان، وأخرى فى اللوفر أبوظبى. وقد تكون هذه الرأس خرجت من معبد مونتو شمال الكرنك أو معبد موت جنوب الكرنك، بل ويمكن من داخل معبد آمون بهليوبوليس. ولكن كل الدراسات التى تمت إلى الآن تشير إلى أن هذه الرأس قد خرجت من معبد الكرنك بعد عام ١٩٧٠. وقد عُرضت هذه الرأس داخل معرضين بأوروبا، آخرهما ما عرضه فليدونج داخل متحف برلين وداخل معرض. وتم نشرها علميًا عام ١٩٨٦.
ولا أعتقد أن صالة كريستى لديها أى دليل على خروج هذه الرأس بطريقة قانونية؛ لسبب بسيط جدًا، وهو أنه لا يمكن أن تخرج من مصر فى ذلك الوقت، قبل قانون الآثار عام ١٩٨٣، من خلال المتحف المصرى، لأن هذا لا يمكن حدوثه لرأس ملكى بحجم أشهر ملوك مصر وهو توت عنخ آمون.
هذا بالإضافة إلى أن قانون اليونسكو يشير إلى أن من حق أى دولة أن تستعيد أى أثر خرج من أراضيها بعد عام ١٩٧٢؛ لذلك فإن هذه الرأس من حق مصر. أما الطريقة التى عُرضت بها الرأس بصالة كريستى وقُدر ثمنها بأربعة مليون دولار يدل على أن هذا تم بطريقة غير أخلاقية؛ لأنهم يعرضون أثرًا لأشهر ملك مصرى، وهو الملك توت عنخ آمون بالإضافة إلى أنهم لم يعلنوا إلى الآن عن المالك الأصلى للرأس.
وقد أشرت فى أحاديث إلى أن مالك هذه الرأس وصالة كريستى قد يدخلان التاريخ فى حالة إهداء هذا التمثال لمصر، بدلاً من الملاحقة القانونية التى سوف تقوم بها ضدهما وزارة الآثار. وقد يكون السبب المباشر هو شهرة هذا الملك، وأن كل المصريين، بل والعالم كله ضد بيع هذا الرأس. ولا يمكن أن يصبح الفرعون الذهبى، الذى توجد صورته داخل قلوب العالم كله، للبيع.
ومن أهم ما نستخلصه من هذا الموضوع هو وقوف كل المصريين ضد هذا البيع، بل والصحافة العالمية وقفت مع مصر، بالإضافة إلى التحرك السريع من د. خالد العنانى، مما جعلنا نصفق له، ونصفق أيضًا للمستشار نبيل صادق. وكل هذا جعلنا نعرف أن آثار مصر بخير وبيد أمينة.
توت عنخ آمون ليس للبيع.

Monday, June 17, 2019

خالد منتصر - المرض النفسى ليس وصمة عار - جريدة الوطن - 6/2019 /17

فى حملة د. أحمد عكاشة لإزالة الوصمة عن المرض النفسى، أكد أن الصحة النفسانية يلزم أن تعد أولوية إنسانية وإنمائية عالمية، وأولوية فى كل بلد من البلدان، كما يلزم توفير العلاج الآن لمن هم فى أمَسّ الحاجة إليه، وفى المجتمعات المحلية التى يعيشون فيها. وإلى أن يتم ذلك، سيظل المرض النفسانى يستنفد إمكانيات الناس والاقتصاد.
وأشار إلى أن الاستثمار فى مجال الصحة النفسانية معقول على ما يبدو من الناحية الاقتصادية، لأن استثمار كل دولار أمريكى واحد فى تحسين علاج الاكتئاب والقلق يحقّق عائدات قدرها 4 دولارات أمريكية فى ميدان تحسين صحة الفرد وزيادة قدرته على العمل.
يزيد الاكتئاب من خطورة الإصابة باضطرابات وأمراض ناجمة عن استعمال المواد النفسانية التأثير، مثل داء السكرى، وأمراض القلب والسرطان.
إن وصمة المرض النفسانى وتهميش المريض النفسانى والابتعاد عنه ونبذه من الجيران، ونظرة الأطفال له على أنه مجنون ويجب الحذر، والابتعاد عنه والخوف من التقرب إليه، تؤثر فى المريض بطريقة سلبية، وتجعله يفقد ثقته بنفسه ويصاب بانخفاض فى الروح المعنوية وعدم قدرته على الاختلاط والعمل، مما يشكل العجز فى التكافل الأسرى، وزيادة حالات الطلاق، والامتناع عن العمل، بل إن اللجوء للمخدرات منتشر بينهم، للهروب من الوصمة (حوالى 30 - 40%) وكذلك قد ينتشر الانتحار بنسبة تتراوح من 12 إلى 15%.
إن المريض النفسانى لا يحظى بالعناية إذا أُصيب بأمراض فى القلب، الضغط، السكر، أو السرطان، لأنه مريض نفسانى، مما جعل المرض النفسانى يقلل من عمر الإنسان نحو 15 عاماً.
وقال د. عكاشة إنه لا يوجد فى الطب النفسانى اضطراب أو مرض يسمى بالجنون، وأساء الإعلام المرئى والمقروء لصورة المريض النفسانى فى الإعلام، وما كانت تراه الناس فى السينما والمسلسلات لا يعبِّر عن حقيقة المريض النفسانى، بل معظمها تصورات خاطئة، وكلنا مرضى عقليون لمدة ساعتين يومياً، فالأحلام عبارة عن هلاوس وخيالات وضلالات، 90 دقيقة من النوم الحالم تتناوب مع ساعتين من النوم غير الحالم، فالمرض النفسى الذهانى ما هو إلا زحف الأحلام والخيالات إلى اليقظة.
كما أن هناك بعض الاعتقادات الخاطئة، من بينها «أن المريض النفسانى لا يشفى». والحقيقة: هى أن الفصام ليس مرضاً، يتدهور بصفة مستمرة، لأن هناك نسبة كبيرة تشفى منه مع العلاج، كما أن الاعتقاد «أن فشل الأهل فى التربية والتنشئة يسبب المرض النفسانى»، والحقيقة: هى أن الأطباء النفسانيين منذ زمن فرويد والتحليل النفسانى وكذلك علماء النفس والاجتماع قد اعتبروا الأسرة الركيزة الأساسية فى تكوين شخصية الإنسان الفرد وما قد تعانيه من المرض النفسانى -واهتم الكثيرون بالأسرة لتوضيح القوى المحركة لإحداث المرض- وبالرغم مما بُذل من الجهود فى هذا الصدد، لا يوجد دليل على أن الجو الأسرى أو سوء أو فشل الأهل فى التربية يسبب المرض النفسانى، والاعتقاد الخاطئ «أن الاضطراب النفسانى مرض معدٍ» ليس صحيحاً، أو «أن معظم مَن يعانون من الاضطراب النفسانى غير قادرين على العمل أو الزواج أو الحصول على بطولات»، وهناك اعتقاد خاطئ «أن الصالحين والأتقياء لا يمكن أن يصيبهم المرض النفسانى نظراً لما يعتقده الكثيرون من أن الفصام إنما يُعزى فقط لتسلُّط الشيطان على ضعاف الإيمان»، والحقيقة هى أن الفصام مرض عضوى فى المخ مثله مثل بقية الأمراض التى تصيب أعضاء الجسم كأمراض القلب أو الشرايين أو المعدة أو الكلى أو العضلات أو العيون أو السكر وأنه يعالج كما تعالج هذه الأمراض بالأدوية المناسبة.
وأخيرا أكد الدكتور أحمد عكاشة أن نصفاً فى المائة فقط من المرضى النفسانيين هم مَن يحتاجون إلى الدخول إلى المستشفيات لتلقِّى العلاج، بينما ٩٩,٥٪ يمكن علاجهم من خلال العيادات الخارجية، فيما لا يذهب من المرضى إلى الطبيب النفسانى عالمياً من المرضى سوى ٣٪ فقط من المصابين الفعليين، وهذا الرقم ما يجب أن يتغير ويرتفع لفائدة المرضى، والمجتمع، والدول.

حين تكون القراءة النقدية إبداعًا بقلم د. نوال السعداوى ١٧/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم


وصلتنى رسالة من مايكل ريان، أستاذ الأدب المقارن بالجامعة الأمريكية، فى لوساكا- زامبيا، يقول إن طلاب وطالبات فصل النقد الأدبى، يدرسون الأعمال الأدبية المترجمة، لأدباء وأديبات من مختلف أنحاء العالم. وقد درسوا ضمن الروايات المقررة عليهم فى الفصل، روايتى «امرأة عند نقطة الصفر»، وأنهم قد أعدوا بعض الأسئلة، لأجيب عليها، قد تساعدهم فى كتابة ورقة الامتحان النهائى.
ألهمتنى الأسئلة، بعض الأفكار، وذكرتنى بطلاب وطالبات الفصل
الذى كنت أدرسه بعنوان «التمرد والإبداع»، لمدة ١٦ عاما، حينما
كنت أعيش المنفى خارج الوطن.
أن تدريس هذه المادة فى جامعات العالم، والتعامل مع طلاب وطالبات من جنسيات وثقافات متباينة، قد أفادنى أكثر من أغلب الدراسات النقدية التى قرأتها عن رواياتى، وخاصة رواية «امرأة عند نقطة الصفر». فالطالبات والطلاب، يقرأون النص الأدبى، قراءة مفتوحة، منفتحة، رحبة، غير مقيدة بالنظريات العلمية، الأكاديمية المتعارف عليها فى النقد الأدبى. يطلقون مشاعرهم المتدفقة تنساب مع الرواية، بلا تحيزات مسبقة، بدون أفكار جاهزة. كأنهم جزء عضوى لا يتجزأ، من العمل الأدبى. وبذلك، يفيدون الكاتبة، أو الكاتب، ويضفون حيوية القراءة الشغوفة، المتوهجة، فى أقصى
عنفوانها، وطزاجتها.
أحد الأسئلة، يقول: «هل ترين أن بطلة روايتك «فردوس»، التى تعمل بمهنة البغاء، كانت تتوهم حينما اعتقدت أن لها قوة، فى علاقتها بالزبائن، والقوَّاد، لكنها فى الحقيقة تفتقد لأى قوة حقيقية؟».
سؤال آخر، يقول: «هل العلاقة المزدوجة بين «شريفة» القوَّادة، وزميلها القوَّاد «فوزى»، التى تجمع بين العمل، والعاطفة، تجعلها أفضل حالا من «فردوس»؟.
تقول إحدى الطالبات فى سؤالها الآتى: «أدهشنى استخدامك للعين فى روايتك، للتعبير عن أحاسيس عميقة، يعجز عنها اللسان، مما جعل النص وكأنه فيلم سينمائى، لماذا التركيز على العين؟».
بالنسبة للسؤال الأول، فإن اعتقاد البطلة «فردوس» لقوتها، هو اعتقاد خاطئ، فالنظام الطبقى الأبوى، الذى يخلق حاجة النساء لبيع
أجسادهن، بسبب الفقر والبطالة، المفروضة عليهن، ويخلق حاجة الرجال لشراء أجساد النساء، رغم وجود مؤسسة الزواج. المرأة تحتاج
الفلوس، والرجل يحتاج الجنس. فالمجتمع بقوانينه وشرائعه يسمح له بل يبرر علاقاته الجنسية المتعددة، داخل الزواج، وخارجه. فى ظل النظام الطبقى الأبوى، القائم على عدم المساواة، والاستغلال، والقهر، تستحيل الحرية الحقيقية، فى أغلب العلاقات، والمهن، وليس فقط فى مهنة البغاء. فى ظل أنظمة غير عادلة، يُستخدم التعليم، والاعلام، والثقافة، والفن، لترسيخ الظلم، والتكيف مع غياب الحرية، والعدل.
نعتقد أننا أحرار، وأننا نختار بإرادتنا، وأننا نتحكم فى مصيرنا، لمجرد أننا من بين ألف نوع من السلعة الواحدة نشترى واحدة بالذات.
كلنا نقع تحت «وهم الحرية والاختيار الحر». العصفور له له حرية الحركة، يمينا، ويسارا، إلى أعلى وإلى أسفل، طالما أنه لا يغادر القفص.
بالنسبة للسؤال الثانى، فإن «شريفة» القوَّادة، تقع تحت سيطرة زميلها «فوزى» القًواد، الذى يستغلها كعشيقة باسم الحب، وكعاهرة، يعيش على بيع جسدها. فى الأمرين، هى «ضحية» القهر الجنسى، والقهر الاقتصادى، والاستغلال العاطفى. والضحية دائما، من أجل التأقلم، ونسيان عجزها عن تغيير واقعها، تتوهم أنها أفضل حالا، من الأخريات. وكلما زاد الوهم، ازدادت ضعفا، وعجزا. وهكذا تلف فى حلقة مفرغة، مغلقة، من الدفاع، والتبرير، وتعميق المعاناة. هى إذن ليست أفضل حالا من «فردوس». الاثنتان وجهان لعملة واحدة فاسدة، وهى النظام السياسى الطبقى الأبوى.
أما عن «العين»، فهى جهاز معقد متنوع الوظائف، ليس مثل اللسان الذى يتكلم فقط. اللسان يعبر فقط عن اللغة، وأداته هى الكلمات، والأصوات. ولكنه محدود بحدود اللغة، ومعانى الكلمات. لغة العيون مثل الموسيقى، لا يمكن ترجمتها، تعلو على اللغات، والأصوات، ولها شفرتها الخاصة. ولهذا فإنه كثيرا ما يكون الصمت أبلغ من الكلام.
خلال الصمت، تتكلم العيون.
يمكن للقراءة النقدية المتعمقة، أن تكون إبداعا مثل الكتابة.

طاووسُ الشرقِ الساحر بقلم فاطمة ناعوت ١٧/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

قبل أعوام دقَّ هاتفى من رقم فرنسى. وهالنى أن أسمع صوت الموسيقار «محمد عبدالوهاب»، بنبرته العميقة الرصين، يقول: «بونسوار فاطمة هانم!»، انتفضتُ وخفقَ قلبى بعنف وأنا أسمعُ الصوتَ الذى لا تُخطئه أُذنٌ تربّتْ وكبرت على موسيقى عبدالوهاب وأغانيه! هل يهاتفنى ذلك الشاهقُ من العالم الآخر؟! أم أنّ فى كوكبنا حنجرتين ثمينتين تحملان تلك النبرةَ الفريدة التى لا تُشبه إلا نفسها؟! ارتبكت الكلماتُ على لسانى ولم أدرِ بمَا أجيبُ. فصمتُّ. والصمتُ، كما تعلمون، فى حرم الجمالِ جمالٌ!. استأنف الصوتُ قائلا: «أشكركِ على المقالات الجميلة عن أبى. كلماتك تدلُّ على أنكِ من دراويشه!» وذيّلَ كلامه بضحكة الموسيقار الشهيرة. هنا أدركتُ أن الچينومَ البشرىَّ أحيانًا يكون كريمًا؛ فيمنحُنا جزءًا مما فقدنا، حين يكون المفقودُ هائلًا لا يُعوَّض. كان المتحدثُ هو المهندس المعمارى «محمد محمد عبدالوهاب»، نجلُ الموسيقار الكبير، الذى يعيش فى مدينة «كان» الفرنسية. فى ألمانيا التى تعرفُ قيمةَ الموسيقى، أطلقوا لقب «هرم» على ثلاثة من عباقرة الموسيقى الألمان، تبدأ أسماؤهم بحرف B هم: (بيتهوفن- باخ- برامز) (Three B Pyramids). وإن كان الألمان قد استعاروا منّا رمزية (الهرم)، فنحن أولى أن نطلق لقب: (أهرامات الموسيقى)، على: عبد الوهاب، السنباطى، بليغ حمدى، الموجى. فى صالونى الشهرى الجميل، الذى يستضيفُ كلَّ شهر قامةً شاهقة من قامات مصر الفكرية، الفنية، العلمية، الوطنية، كان ضيفُ الشرف لشهر مايو هو الموسيقار العالمى «محمد عبدالوهاب» الذى حضرَ شخصيًّا فى صورة نجله الذى جاء إلى القاهرة لتشريف صالونى فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية. واكتشف جمهورُ الصالون الحاشد أن التشابه بين الأب والابن، ليس فقط فى نبرة الصوت، بل فى الشكل والهيئة وحتى أسلوب الجلوس والأداء الحركى. شىء معجزٌ ملغزٌ، وجميل. حين سمعَ الجمهورُ ضيفَنا العزيز يقول: «مساء الخير» ضجّ المسرحُ بالهتاف والتصفيق يطالبونه بالحديث، حتى يستعيدوا نوستالجيا الأب الأسطورى، فى صورة الابن الجميل.
وكان ضيف الشرف الآخر هو المايسترو الجميل «سليم سحاب» الذى فنّد ملامح عبقرية عبدالوهاب، التى صنعت لنا تلك المعجزة الموسيقية الخالدة.
حمل صالونُ هذا الشهر عنوان: «طاووسُ الشرقِ الساحر». واندهش بعضُ الناس من كلمة «طاووس»، لما تحمل من سمات نرجسية سلبية، رفض «دراويش» عبدالوهاب أن ألصقها بمحبوبهم الكبير. ولكننى أؤمن أن كلَّ فنان «حقيقى» يحمل قدرًا من النرجسية. بعضُهم «يتماكرُ» ويحاولُ إخفاءها، والبعضُ يكون أكثر صدقًا وجسارة، فلا يعبأ بإخفائها. ومنهم محمد عبدالوهاب. ولماذا الاستثنائيون فى هذا العالم «طواويسُ» معتدة بفرادتها؟ اقرأوا هذه الكلمات: «محمد عبدالوهاب فنانٌ عبقرىٌّ، لو أنَّ اللهَ خلقَه فى أيِّ عصر، أو أيّ مكانٍ، لكان مخلوقًا فذًّا. يؤمنُ بأن مكانَه الطبيعيّ بين صفوف الزعماء. استطاعَ بفضل فنّه أنْ يكتبَ اسمَه بحروفٍ كبيرة فى التاريخ». هذا الرأىُ، الصحيح، ليس من كلماتى. ولا هى كلمات ناقدٍ موسيقيّ واعٍ. وليس تعريفًا من موسوعة عن قامةٍ مصريةٍ رفيعة. إنما كتبَ تلك الكلمات «طاووسٌ» جميل يعرف قدر نفسه، اسمه: «محمد عبدالوهاب». وكانت مجلة «الكواكب» قد طلبت منه عام ١٩٥٠ كتابة شهادة عن نفسه، صدّرتْ بها د. «رتيبة الحفنى» كتابَها: «عبد الوهاب، حياتُه وفنُّه». كلُّ مبدعٍ عظيم يحملُ قدرًا من النرجسية تجعلُه يصنعُ المدهشَ والاستثنائىّ من صنوف الفنون. طاووسيةُ الفنّان ملمحٌ طفولىٌّ نبيلٌ، يجعله يرى نفسَه مختلفًا وجميلًا، جديرًا بصناعة الجمال. ولو قَبِلَ أن يرى نفسَه عاديًّا، لقَبِل، بالتالى، أن يصنع «العادىَّ المعتاد». وهذا أحدُ أسبابِ انهيار الجمال فى مصر الآن. عاديون يقدمون لنا العادىَّ فنقبلُه باعتباره فنًّا! لكن الفنانَ «الطاووس» يرى نفسَه جميلًا، ويعيشُ فى رعبٍ دائم على هذا الجمال؛ ويخشى زوالَه، فيأبى إلا أن يُقدّمَ المدهشَ الممتاز. لهذا نقبلُ تلك الطاووسية من المبدع، لأنها أداةُ إبداعِه، ومن ثم سببُ مُتعتنا. لذلك أحببنا نرجسيةَ «محمود درويش» حينما يختالُ ويتدلّلُ على الصحافة والمعجبين. وأحببنا طاووسيةَ «أحمد عبدالمعطى حجازى» وهو يلقى قصائدَه مثل مايسترو؛ عصاهُ يدُه؛ تُطوِّعُ الحرفَ نَبْرًا وقَطْعًا وحركةً وسُكونًا وإدغامًا وإشباعًا، فيخرجُ الحرفُ مشحونًا بالغناء. ولهذا نُردِّدُ بَاسِمين قول المتنبى، عن نفسه، لسيف الدولة: «سيعلمُ الجمعُ مِمَن ضمَّ مجلِسُنا/ بأننى خيرُ مَنْ تسعى به قدمُ/ أنا الذى نظرَ الأعمى إلى أدبيْ/ وأسمعتْ كلماتيْ من به صَمَمُ». نحبُّ طاووسيةَ عبدالوهاب الجميلةَ، لأنه ملأ حياتَنا موسيقى وعذوبة. وأما ضيفُ صالونى هذا الشهر (السبت ٢٩ يونيو)، فسوف يكون الرمز الوطنىّ النبيل «قداسة البابا تواضروس» تقديرًا لدوره الوطنىّ المشهود فى إعلاء اسم مصر أمام العالم والحفاظ على وحدة صفّها فى لحظات دقيقة من تاريخ الوطن. «الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن».

Sunday, June 16, 2019

أهمية العمل الجماعى بقلم الأنبا موسى ١٦/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

أولاً: من المقبول رياضيًا أن نقول إن المجموع أكبر من حاصل جمع الأفراد، وأن عائد العمل الجماعى أكبر بما لا يقاس من عائد العمل الفردى. المجموع هو حاصل جمع كل الأعضاء (هذا من الناحية العددية)، وهو حاصل عمل ومواهب كل الأفراد (هذا من الناحية النوعية). وهكذا نحصل على طاقات كثيرة ستعمل معاً، وسوف تشتمل على مواهب متنوعة تتكامل معاً.
لذلك فالعمل الجماعى له بركات كثيرة نذكر منها:
أ- الانتشار: لأن طاقة عشرة أشخاص، تنشر العمل أكثر بكثير من طاقة شخص واحد.
ب- الاستمرار: لأن الشخص يمكن أن يغيب عن العمل، لسبب ما كالمرض أو السفر، فتبقى المجموعة، لتكمل العمل بكفاءة بنعمة الله. لذلك فأكبر دليل على نجاح الشخص، استمرار العمل بعد أن يتركه لأى سبب كالهجرة، أو السفر أو غير ذلك، وذلك من خلال من تم إعدادهم فى فترة وجوده معهم.
ج- الازدهار: فلا شك أن طاقة الإنسان واحدة، مهما تعددت مواهبه، ومهما كان إخلاصه، ويستحيل أن تعطى فرصة دخول إلى العمق، أو وصول إلى الأطراف، أو نمو فى نوعية الخدمة، قدر ما تفعل المجموعة المتكاملة، بما تحتويه من شخصيات وطاقات ومواهب.
ثانيًا: بين القائد والمجموعة:
هناك شعارات أساسية ينبغى أن يتبناها كل من يؤمن بالعمل الجماعى، منها ما يلى:
١- لا تلغ نفسك:
فالقائد الأمين لا يكون سلبياً أثناء قيادته للمجموعة، سواء كانت اجتماعاً للشباب، أو فصلاً فى التربية الدينية، أو مشروعاً ما.. فالقائد يطرح الفكرة، ويتركها للتفاعل داخل المجموعة، ولكنه لا يترك الأمور لتسير دون نظام، ودون اتجاه سليم، فهو يقود المناقشة بنظام، ويلاحظ اتجاهها، وما يمكن أن ينجم عنها من قرارات... ومن غير المعقول أن نترك الشباب مثلاً ليقرروا القيام برحلة إلى مكان غير مناسب، أو أن يسمح باعتماد أسلوب عمل يتبنى الخطيئة: كالخمر أو العلاقات الخاطئة... إلخ، بحجة أن هذا ما تراه الجماعة. القائد لا يلغى نفسه، ويلاحظ الاتجاهات، ويعترض فى حالـة الخـروج عن الخط السليم.
٢- لا تلغ المجموعة:
بمعنى أن يعطى القائد الفرصة لكل عضو فيها أن يعبر عن نفسه، وعن رأيه.. وذلك من خلال الحوار المنظم. فكل فرد فى المجموعة فيه من المواهب ولديه من الوزنات والطاقات، ما يجعل من المهم أن يسهم بما عنده.
لذلك يوصى علماء الإدارة هذا القائد قائلين: «دع بريق المجموعة يشرق». وهكذا لا يكتم رأياً، أو يرفض عضواً، أو يصادر فكراً، ما لم يكن هناك ما يدعو إلى ذلك، كالانحراف عن الطريق أو الهدف أو الوسيلة السليمة.
٣- لا تنس المرجعية:
فهذا ما سقطت فيه بعض المؤسسات الغربية، إذ أنها تركت التصويت للشعب، وألغت دور رجال الدين، ولكن الأخطر هو أنها ألغت المرجعية الكتابية والآبائية، فخرجت بالموافقة على اتجاهات خاطئة، وقننتها!.
يجب أن يكون الرأى السديد نابعاً مـن شركة رجال الدين مع الشعب، مع مرجعية نابعة من الكتب الدينية.
٤- التزم بالشركة المنظمة:
بمعنى أن يقوم القائد بعمل حوار حىّ، هادئ ومنظم، مع أعضاء المجموعة، للوصول إلى الرأى السديد، عند مناقشة أى عمل أو رحلة أو حفلة أو نشاط أو برنامج... إلخ.

وهناك أنواع من القادة:
١- هناك قائد ديكتاتور صريح، يلغى الحوار من أساسه، ويفرض رأيه على الجميع.
٢- وهناك قائد ديكتاتور مقنّع، يأتى ليحاور المجموعة، ولكن القرار مأخوذ سابقاً، ويحاول تجميله فى أعين الأعضاء.
٣- وهناك قائد فوضوى، يبدأ الحوار، فينتهى إلى شجار، ولا نصل إلى قرار!.
٤- وهناك قائد جماعى، ينظم الحوار. فلا يكون فيه انفعالات زائدة، أو خروج عن النظام، أو جنوح عن الهدف، أو استقطاب.. وينتهى بأن يحدد النقاط التى تم الاتفاق عليها، أو الرأى النهائى، أو عدم الوصول فى المرحلة الحالية إلى رأى نهائى، فيتم التأهيل للمزيد من الدراسة فى مرة أخرى مقبلة... إلخ.
٥- ويقول علماء الإدارة إن هناك عاملين أساسيين فى نجاح أى مشروع جماعى هما: «ع = العمل»، «ن = الناس».
- هناك قائد ع = ن – (يهتم بالعمل ويتجاهل الناس الذين يعملون معه).
- وهناك قائد ع - ن + (وهو يدلل العاملين معه، دون اهتمام بالعمل نفسه).
- وهناك قائد ع - ن – (لا يهتم لا بالعمل ولا بالناس).
- وقائد ع = ن = (يهتم بالعمل والناس معاً).
- وقائد ع + ن + (يهتم بالناس بصورة ممتازة، ويأخذهم معه إلى أعلى لينمو العمل بصورة أفضل).
فما يميز الدول المتقدمة الآن، عن الدول النامية، أنها تؤمن بما يسمى «عمل الفريق» (Team Work) أو «العمل الجماعى». ذلك لأن الفرد، مهما كانت مواهبه وطاقاته، فهو - بالنهاية - فرد واحد، يستحيل أن يمتلك كل المواهب، وكل الوزنات، وكل الطاقات، وكل الفكر الثاقب أو الحقيقة. الفرد طاقته طاقة إنسان واحد، أما الجماعة فهى مجموعة من الطاقات، التى تستطيع أن تنمى العمل، وتصل به إلى العمق والانتشار والتقدم.
العمق.. أى تنمية نوعية العمل، والانتشار.. أى توسيع دائرته، والتقدم.. أى الوصول به إلى آفاق مستقبلية أفضل.. وهذا فى المقال القادم إن شاء الله.
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


خالد منتصر - الألم النفسى صرخة احتياج من حقها العلاج - جريدة الوطن - 6/2019 /15

تحت شعار «الألم النفسانى زى أى مرض.. له علاج» أطلق الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى ومستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسانية والتوافق المجتمعى، أمس، «الحملة الوطنية لإزالة وصمة المرض النفسانى»، حيث تشير الإحصاءات الدولية إلى أن الاضطرابات النفسانية الشائعة فى جميع أنحاء العالم فى ازدياد، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق من 416 مليوناً إلى 615 مليون نسمة بنسبة 50% تقريباً، وتمثل الاضطرابات النفسانية 38% من العبء العالمى للأمراض. بينما يصيب المرض فى مصر ٢٤٪ من السكان، أى ما يعادل ربعهم تقريباً.
كما أشارت الدراسات إلى أن عدد المنتحرين فى العالم نحو مليون نسمة 70% منهم يعانون من الاكتئاب، وأن علاج الاكتئاب والمرض النفسانى هو استثمار لاقتصاد الأمة، وفى دراسة حديثة فى لندن من كلية الاقتصاد البريطانية، ثبت أن علاج الاكتئاب وعودة المرضى للعمل والمشاركة تزيد من الناتج القومى 3%.
وأوضح الدكتور عكاشة، أستاذ الطب النفسانى بكلية طب جامعة عين شمس، أنه عندما كان رئيساً للجمعية العالمية للطب النفسانى، قامت الجمعية بحملة على مستوى العالم لإزالة الوصمة بسبب المرض النفسانى، وعندما وجد الفرصة سانحة الآن للقيام بهذه الحملة فى مصر فقد قرر إطلاقها مرة ثانية.
وقال «عكاشة» إن الطب النفسانى يُعرف بأنه أحد فروع التخصصات الطبية ويعنى اضطرابات التفكير (الشكل، والمحتوى، والتحكم، والتأثير، والعواطف، والإدراك، والحواس) وقد يؤدى عدم العلاج إلى تدهور فى الشخصية، لافتاً إلى أن الدماغ هو أساس كل الاضطرابات النفسانية.
وأشار إلى أن وصمة المرض النفسانى بدأت عندما تم فصل الجسد عن النفس، فقدماء المصريين كان عندهم المرض النفسانى مكانه فى القلب أو الرحم (الهستريا)، وذُكرت كل الأمراض النفسانية فى بردية «إبر» المخصصة لأمراض القلب أو بردية «كاهون» عن أمراض الرحم، وكان المرضى يعالَجون على أنهم مرضى بالقلب، وبالطبع لا يوجد وصمة. وكلمة الطب النفسانى بدأت فى عام 1808 ومعناها الحرفى «العلاج الطبى للروح»، الآن العلوم العصبية (سواء السلوكية أو العضوية)، وفى القرون الوسطى كان المرض النفسانى يؤوَّل على أنه مس من الجن أو الشياطين أو أرواح شريرة، وكانوا يعذبون ويحرقون فى أوروبا.
وقال إن الغرض من المستشفى العقلى كان إيداع المريض لحماية المجتمع من خطورته حيث لا يوجد علاج، ولكن العلاج لمعظم الأمراض النفسانية قد تم اكتشافه بالفعل، وأصبحت كل المستشفيات العامة والمستشفيات الجامعية بها أقسام للطب النفسانى مع مستشفيات وزارة الصحة (17 مستشفى) والآن تتجه معظم بلاد العالم إلى بناء مستشفيات أو أقسام للطب النفسانى مثل باقى التخصصات داخل المدينة وليست على أطرافها، وأصبح المريض النفسانى يعامَل مثل مريض القلب والسكر والسرطان وله كل حقوق المريض.
فيما وجدت دراسة أن التكاليف المقدرة للتوسع فى العلاج، الذى يتضمن فى المقام الأول المشورة النفسانية الاجتماعية والأدوية المضادة للاكتئاب، تبلغ 147 مليار دولار أمريكى، تفوق التكاليف مع تحسين مشاركة القوى العاملة وإنتاجيتها بنسبة 5٪، وتقدر قيمتهما بنحو 399 مليار دولار أمريكى، فتحسين الصحة يضيف إلى ذلك 310 مليارات دولار أمريكى من العوائد.
ومع ذلك، فإن الاستثمار الحالى فى خدمات الصحة النفسانية يقل بكثير عن اللازم. فوفقاً لمسح عام 2014 لأطلس الصحة النفسانية التابع للمنظمة العالمية للصحة، تنفق الحكومات 3% فى المتوسط من ميزانيات الصحة الخاصة بها على الصحة النفسانية، وتتراوح النسبة من 1% فى البلدان المنخفضة الدخل إلى 5% فى البلدان المرتفعة الدخل.

Saturday, June 15, 2019

د. وسيم السيسى يكتب: قَسَم إيمحوتب وليس أبوقراط! ١٥/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

إنها السيدة بلسم سعد، شرفتنى بزيارتها لى فى المنزل، قالت: أنا مهتمة بتعليم أولادنا حضارتنا المصرية القديمة، ولأننى صاحبة دار البلسم للنشر والتوزيع، فقد اتفقت مع عالمة المصريات الدكتورة مرفت عبدالناصر، أن تكون كراريس التلاميذ منذ الإعدادى وحتى الثانوى، على غلاف الكراس الأمامى والخلفى من الداخل والخارج، موضوع عن الحضارة المصرية القديمة، أخرجت الأستاذة بلسم من حقيبتها مجموعات، كل مجموعة من خمس كراريس، وقالت: أتمنى أن تصل لوزير التربية والتعليم، ويوصى بتوزيعها على الطلاب ودراستها.
كانت الكراسة الأولى عن الكاتب والكتابة، الغلاف الأمامى من الداخل تكتب الدكتورة مرفت عبدالناصر: إن الكتابة أفضل من بناء ضخم، كل أطفال الأرض أبناؤك حين يصبح القلم ابنا لك، لغتنا أخذت شكل الطيور، لأنها تحلق فى السماء وهى الوسيط بين معرفة الأرض والسماء «عن الكاتب المصرى»، أما الغلاف الخلفى، فنجد بداخله الأبجدية الهيروغليفية، أما الكراسة الثانية فهى ربة العدالة ماعت، والعدالة الاجتماعية، وكيف أن القضاة كانوا يسمون كهنة ماعت، نجد على الغلاف الخلفى قيم ماعت الإنسانية «قانون الأخلاف» منها: أنا أعمم السلام، أنا أؤكد أن حياة كل إنسان مقدسة، أنا أحترم كل المعتقدات، أنا أكرم الحيوان، أنا أذكر محاسن الآخرين، أنا أنشر الفرح، أنا أتسامح أنا أترقى بقدراتى، أنا أحب الكل، أنا أحافظ على المياه ولا ألوثها، أنا أحيا بالحق.. إلخ.
أما الكراسة الثالثة فهى عن إيمحوتب، الطبيب والعالم الذى بنى أول هرم «المدرج» ومعنى اسمه: القادم فى سلام، وهو عميد الطب الأول فى العالم أجمع، وصف هوميروس «الشاعر اليونانى» مصر: هى الأرض التى تعطى العالم قمحا، كما تعطى أعشابا تهب الناس الشفاء، أما الغلاف الخلفى ففيه قسم إيمحوتب وفيه: لن أسخر من إنسان به إعاقة أو فقد بصره، أو عقله فى يدالله «مرض عقلى»، يطالب الطبيب البريطانى جاميسون HURRY أن يكون إيمحوتب هو رمز مهنتنا وليس أبوقراط.
أما الكراسة الرابعة فهى عن حجر رشيد، وكيف بدأ توماس يونج البريطانى فى فك رمز الكتابة المصرية القديمة «الهيروغليفية، الديموطيقية أى العامية»، ولكنه لم يكمل، جاء من بعده شامبليون الذى كان دارسا ١٣ لغة، كما ساعده المصرى يوحنا الشفتشى، وكان الحجر مكتوبا عليه بثلاث لغات، كانت اليونانية هى الثالثة.
نجد على الغلاف الخلفى الحروف الهيروغليفية، خرطوش كبير للطالب حتى يكتب بداخله اسمه بالحروف الهيروغليفية، جدير بالذكر أن خارطوش أ كارتوش كلمة يونانية، وهى بالعربى: تحويطة أى شكل بيضاوى يحيط بالاسم، وهى بالمصرى معناها «شن رن» ونحن نقول عن الشخص المهم، اسمه له شنة ورنة!
أما الكراسة الخامسة فهى عن البردية الرياضية المسماة بالرند، جمع أربعة من العلماء ٣٦ وثيقة أصلية من البرديات المصرية: أرشيبالد، تشيز، مانج، بل، وقسموا هذه البرديات إلى برديات خاصة بالدائرة، وبرديات خاصة بالمثلث الذهبى، جدير بالذكر أن مصر وصلت للنسبة التقريبية ٣٥٠٠ قبل الميلاد، هذه النسبة التقريبية ضرورة لمعادلات أينشتين، بوهر، كبلر، ماكس بلانك، عاش فيثاغورث ٢٢ سنة فى مصر نهل من علومنا حتى المثلث القائم الزاوية عرفه من عمال البناء، كانوا يستخدمون حبلا من ١٢ عقدة لإقامة جدار قائم الزاوية! ضلع من أربع عقد، ضلع من ثلاث، الوتر من خمسة، مربع ١٦=٤، مربع ٩=٣، مربع ٢٥=٥ وهى التى تساوى ٩+١٦!
وفى الغلاف الخلفى من الداخل نجد أشكال الأرقام من واحد إلى عشرة، ثم شكل المائة، ثم الألف، ثم العشرة آلاف، ثم المائة ألف، ثم المليون، وهى صورة رجل رافعا يديه إلى السماء، وعلى رأسه سعفة نخيل، وكأنه يقول: أحمدك يا رب!
أتمنى لو أن الدكتور طارق شوقى، نظر بعين الاهتمام لهذا المشروع ونحن على استعداد لإرسال مجموعة كراريس للسيد الوزير إذا طلب منا ذلك.
وبنينا فلم نخل لبان
وعلونا فلم يجزنا علاء
قل لبان بنى فشاد فغالى
لم يجز مصر فى الزمان بناء.

مفيد فوزى يكتب: مشكلة امرأة زوجها جذاب جدًّا! ١٥/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

زوجها، حسب أوصاف على لسانها: يتمتع بطلة ساحرة، له قامة رشدى أباظة وملامحه تقترب من عمر الشريف بعد بعض الشيب الذى دأب على غزو شعره وله خفة دم عادل إمام، وإذا كشر عن أنيابه فهو محمود مرسى! لم تره صديقة لها إلا وشهقت «ده يجنن»! مشكلتها أنها تشعر دائما بالخوف من أن يهرب الطير إلى أغصان أخرى. هى مهددة دائماً من الأخريات الفاتنات الأنيقات! نقطة ضعفه جمال امرأة، وأناقتها وعطرها الهادئ. تقول إنها كثيرة الشبه بالممثلة هند صبرى، وقد تعارفا فى مزاد قصر من القصور الفاخرة. رسا المزاد عليه فى ثلاثة كراسى عتيقة ورسا المزاد عليها فى صينية فضة كبيرة. يجمعهما حب رياضة المزادات. تقريباً، لا تفارقه خوفاً من أن يتعرض لحادث خطف ليس من داعش، إنما من امرأة جميلة أنيقة معطرة! هو «سى السيد» فى حياتها ولا ترفض له طلباً حتى لا يغضب فتزوغ عيناه! قال لها مرة «أنت معارضة مستأنسة» ولم تفهم مقصده! سمعته مرة يقول فى التليفون بغضب: لا وألف لا! فاقتربت منه وربما عانقته وقالت له- وهى معطرة «سايس الأمور يا حبيبى»! فانفجر فيها «من هنا بيولد الديكتاتور لما ميلقاش حد يقول لا..» ثم هدأ قليلاً واقترح عليها السفر فاقترح عليها أن تقود السيارة النصف الأول من الرحلة للعلمين والنصف الباقى يتولى هو القيادة. لم تعترض بل رحبت وقالت: ممكن أكمل طوالى، لكنه رفض حتى لا ترهق. وانحنت تقبل يده امتناناً. لكنها لاحظت أن زوجها يرد على تليفوناته ردودا مقتضبة غير مفهومة. يقول مثلاً: كلامى أسىء فهمه! ويقول فى مكالمة أخرى: لا تصلح المناقشة فى التليفون، المواجهة أفضل! وفى مكالمة ثالثة يرفع صوته: دى مش ذكاوة دى غباوة! هى مندهشة من ردوده وهو ينهى المكالمة بعبارات مثل: شكراً يا أمير الأمرا أو تسلم لى يا أصيل! اعتادت كأى امرأة «أن يلعب الفار فى عبها». داهمها الشك وشعرت من مكالماته المقتضبة أنها مكالمات بنات.. هو بالمناسبة- فى منظورها- لا يحب إعجاب الزوجات ويطلق عليه عبارة دقيقة «بدل ملل»! هو مفتون بإعجاب البنات به من عمر الثانية عشرة إلى الخامسة والعشرين، وفى تقديرها أن البنات فى هذا العمر جريئات ويتعدين خط الحياء! باتت ليالى طويلة تفكر كيف تتأكد من شكوكها التى طردت النوم من عينيها. ولما كان لها صديقة من مقاعد الدراسة حاصلة على ماجستير فى علم النفس. أجابت عن أسئلتها كما يلى: لا يبيت خارج البيت مطلقاً. أى ساعة من النهار ممكن أطب عليه فى مكتبه الخاص دون موعد. لم أفتش فى تليفونه إلا مرة واحدة ووجدت شاشة الـface مفتوحة ولم أفهم ماذا تعنى. وقالت لها الصديقة: لا يوجد ما يؤكد الخيانة التى تؤلم كبرياءك، فاستراحت يومين ثم عادت للشك القاتل حين سمعت زوجها يقول «أنا جذاب وأنت كذاب» كان يخاطب رجلاً ولكنها متأكدة أنه كان يخاطب بنتا من «اللى ماتعرفشى الخشا» يومها بكت فلما استفسر عن سبب دموعها، لم تصارحه بالحقيقة وقالت «مامى وحشتنى» فاحتضنها بقوة وراق لها هذا الحضن! صحت ذات صباح على صوت صديقتها دارسة علم النفس تبشرها بأن لها صديقة بارعة فى التكنولوجيا لديها «برنامج على الموبايل يتيح لك الاستماع لمكالمات زوجك بسهولة على موبايلك»!!
فصرخت فى وجهها «الحقينى بيها» تعالوا الساعة واحدة الضهر. فى ذلك الصباح كانت أسعد البشر. سوف تعيد لها التكنولوجيا الهدوء النفسى. جاءت صديقتها فى الموعد وطلبت «قرفة عيدان» فأسرعت بتقديم فنجان القرفة وأعطتها الموبايل. وفتحت «البلوتوث» مصدر الأشرار، وتركتها تعبث بأزرار الموبايل نصف الساعة وهى تتأملها بعين فاحصة وتستعجلها! ثم قالت لها: هايديكى إنذار صغير بأن تليفون زوجك يستقبل مكالمة! وانتظرت بفارغ الصبر أول تجربة ولكنها لم تحدث وظنت أنه فطن لحيلتها ولكنها لم تيأس. ثم دق الإنذار فسمعت مكالمة سائقه مذكره بموعد تشحيم السيارة! وتليفون آخر من مدير حسابات الشركة يطلب توقيعه على شيكات! وتليفون ثالث من ٥٧٣٥٧ يطلب التبرع السنوى المعتاد، وتليفون من شخص يقول التذاكر محجوزة فى الشباك يا أفندم. فصرخت وكتمت صرختها بسرعة قائلة «يا ترى مين اللى هيروح معاه سينما؟!» انتظرت عودته وعانقته وقال لها بعد الغذاء «أنا حجزت تذكرتين فى فيلم ليلوسن من ستة لتسعة» قالت وقد خجلت من أفكارها وشكوكها «أى مكان معاك يا حبيبى حتى لو كان كوز ذرة مشوى على كوبرى قصر النيل»!
اتصلت بها صديقة التكنولوجيا تطمئن، فردت عليها «التشغيل هايل، لكن حتى الآن براءة» قالت الصديقة الإلكترونية «الحمد الله لا مكان لشكوكك»! ولأول مرة تعود من السينما وتنام نوماً عميقاً. فى الأيام التالية لم تبد أى اهتمام بإنذار تليفونها بالبرنامج المضاف فكلها تليفونات روتينية تافهة. قررت فى لحظة أن تلغى الخاصية الجديدة لولا أن شيئاً حدث، فقد دعيا إلى حفل تخرج طالبات الجامعة الأمريكية وله شقيقة تدعى «ولاء» ضمن الحفل. وقد داعب فى الحفل ولاء وصديقاتها الجميلات وطلبت منه واحدة منهن تليفونه فأشار لها على شخصى الضعيف وقال مازحاً «اطلبيه من الحكومة»، والحقيقة أنها أعطتها رقمها هى وليس رقم موبايله!
الأيام التى تلت ذلك كانت تشعر بالذنب بسبب شكوكها التى جعلتها بخاصية تكنولوجية تسمع مكالمات زوجها. واعتبرت هذا حسب نص كلماتها «تصنت غير مقبول» قررت أن تلغى الخاصية الجديدة ثم تراجعت. وسألت نفسها «كيف تحتل قلب رجل جذاب جداً؟» ووجدت نفسها تجيب بالاهتمام وبالإنصات له وبالتجمل الدائم ودائماً معطرة! شعرت بتأنيب الضمير واستفحل إحساسها حتى كاد يعصف بعلاقتها. وبالطبع كان تليفونها مغلقاً طوال جلوسهما معا. وأخذت تتساءل: لو أن زوجى رجل عادى ليس جذابا هل سأكون أكثر سعادة؟ الإجابة: نعم، ثم تساءلت: هل هو يغار علىَّ مثلما أغار بصورة دمرت خلايا أعصابى؟ الإجابة: قليلاً وهذا يعكر صفو حياتى! تساءلت: هل ما فعلته مشروع؟ الإجابة: إنه غير مشروع ومهما بلغت مساحة الحب فيجب مواجهة الزوج بهذه المخاوف! كان الزوج لطيفاً وحنوناً فى كل الأوقات ويقدم لها هدايا دون مناسبة وتذكرت قول صديقة «الهدية دون سبب تكفير عن خيانة»! فقفز أمامها طائر الشك ولكن ليس معها أى دليل بالخيانة واستدعت صديقتها التكنولوجية وطلبت منها إلغاء الخاصية الجديدة وعادت إلى قواعدها مرتاحة البال.
■ ■ ■
تذكر أنه وصفها فى بعض مكالماته التى سمعتها جيداً بـ«حكومتى الرشيدة» ومرة ثانية «ست الكل» ومرة ثالثة «قمر حياتى» وربما ظنت أنه فطن لحيلتها ولكنها أرادت أن تطفئ نار الشك!
وهى تنظف مكتب زوجها عثرت على تليفون صغير ليس فيه أى خواص ولا بلوتوث ولا برامج. تليفون بدائى ولكنه يستقبل تليفونات. فتشت فيه، فلم تعثر على شىء يذكر.
و... وعاد الشك فى الزوج الجذاب جداً!

Friday, June 14, 2019

خالد منتصر - أخطار جراحات السمنة كمان وكمان - جريدة الوطن - 6/2019 /15

ما إن كتبت عن موضوع جراحات السمنة، حتى حدث جدل شديد أكد قناعتى بأن الموضوع يحتاج إلى بروتوكول وضوابط لا بد أن يلتزم بها جميع من يُجرون تلك الجراحات ومن خلال إلزام وزارة الصحة.
وإلى أن يحدث ذلك أعتبر رسالة اليوم من د. محمد عبيد هى الأخيرة، لينتقل الموضوع إلى وزارة الصحة التى لا بد أن تعقد مائدة مستديرة لوضع الضوابط التى ينادى بها الجراحون الذين يحترمون علمهم وأنفسهم، يقول د. محمد عبيد فى رسالته:
أتوجه إلى سيادتكم وإلى جريدة «الوطن» بجزيل الشكر لإتاحة الفرصة لإظهار الحقائق الطبية للمرضى فى مصر وخارجها، وعلى رأسهم مرضى السمنة التى تُعد من أهم وأخطر أمراض العصر، والتى قد تودى بحياة الكثيرين.
سأكتب ردى بطريقة النقاط حتى يسهل على القارئ معرفة الحقائق:
جميع الدراسات المذكورة فى مقالى موجودة مجاناً على الإنترنت فى كبرى المجلات الطبية العالمية.
تم نشر بعضها «للعامة» فى وكالة رويترز الإخبارية العالمية.
تم عرض بعض هذه النتائج فى أكبر مؤتمر فى العالم لأمراض الجهاز الهضمى فى أمريكا فى مايو ٢٠١٩.
تم عرض بعضها الآخر فى المؤتمر العالمى للسمنة فى بريطانيا فى مايو ٢٠١٩.
تم عمل بعض هذه الدراسات فى كبرى جامعات العالم، ومنها جامعة نيويورك بأمريكا وفى بريطانيا وفى السويد وفى تايوان، ومعظمها دراسات ذات مصداقية بحثية عالية جداً Meta-Analysis.
سرطان القولون قد يحدث بنسب مرتفعة جداً بعد جراحات السمنة بعد ١٠ سنوات من الجراحة لحدوث اختلال فى البكتيريا النافعة الواقية من السرطان بعد هذه العمليات.
جراحات السمنة فى أمريكا منذ عام ١٩٥٠ وإلى هذه اللحظة لم يتم إجراؤها إلا لأقل من ١٪ من مرضى السمنة، ويقول الأمريكان إنها عمليات «خطيرة ولا فائدة لها» (من جريدة الفوكس الإخبارية الأمريكية بتاريخ ١٦ مايو ٢٠١٩).
عمليات تكميم المعدة الجراحية وعمليات حزام المعدة «مسرطنة»، وقد تؤدى لمرض ارتجاع المرىء المزمن فيما يقرب من ٢٠ ٪ من المرضى والذى بدوره قد يؤدى لسرطان المرىء (دراسة منشورة فى الموقع الرسمى للجمعية الأمريكية لجراحة الجهاز الهضمى فى ٢٠١٣).
عملية تحويل مسار المعدة (إحدى جراحات السمنة) لا تعالج مرض ارتجاع المرىء المزمن فى كل الحالات كما كان يشاع، ونسبة الشفاء لا تتعدى ٥٠٪ (دراسة فى السويد نُشرت الأسبوع الماضى فى الموقع الجراحى للأخبار الطبية، وهذه الدراسة تمت على ٢٤٥٤ مريضاً، وتوفى منهم ٦٨ مريضاً بسبب العملية).
عملية تحويل مسار المعدة لا تعالج مرض السكر فى كل الحالات كما كان يُشاع، وفى نسبة ٥٦٪ لا ينخفض السكر نهائياً ويعود مرة أخرى بعد خمس سنوات (دراسة من كليفلاند كلينيك فى أكتوبر ٢٠١٢).
جراحات السمنة فى طريقها للنهاية (المؤتمر العالمى لأمراض الجهاز الهضمى فى أمريكا مايو ٢٠١٩).
بعد الاطلاع على كل هذه الأبحاث، وبعد التحدث شخصياً مع معظم الأساتذة القائمين على هذه الأبحاث فى أمريكا وكونى استشارى مناظير جهاز هضمى فى جامعة القاهرة والتأمين الصحى المصرى وأقوم بتدريب الأطباء من مصر وخارج مصر وفى جامعة القاهرة وجامعة عين شمس على مناظير الجهاز الهضمى للكشف المبكر عن «أورام» الجهاز الهضمى ووظيفتى الرئيسية الكشف المبكر عن «أورام» الجهاز الهضمى كان من واجبنا نقل الحقائق للمرضى فى «مصر» وخارجها لتفادى الضرر الشديد والوفيات وتفادى حدوث سرطان القولون وسرطان المرىء (لا قدر الله)، وتم إرسال معظم الأبحاث السابق ذكرها للدكتور خالد منتصر وأنا هناك فى أمريكا منذ أسبوعين.
رداً على ما قيل عن بالون المعدة للتخسيس، وأيضاً فى نقاط:
بالون المعدة للتخسيس الحاصل على موافقة وزارة الصحة المصرية والأمريكية والعالمية آمن جداً على المعدة ولا يُحدث اتساعاً بها.
لا توجد حالة وفيات واحدة فى مصر منذ ١٠ سنوات وحتى هذه اللحظة بسبب بالون المعدة الأمريكى «الأصلى».
يتم الآن وحتى هذه اللحظة تركيب بالون المعدة للتخسيس الأمريكى فى كل دول العالم وفى أعرق الجامعات والمستشفيات الأمريكية بداية من جامعة هارفارد الأمريكية ومايو كلينيك وجون هوبكينز وكل الولايات الأمريكية.
يتم الآن تركيب بالون المعدة للأطفال من سن ١٢ سنة.
معظم «جرّاحى» السمنة فى مصر والعالم الآن يقومون بتركيب بالون المعدة للتخسيس لمرضى السمنة أو عمل تكميم المعدة «بدون جراحة» عن طريق الفم لتفادى مضاعفات جراحة السمنة.
تم نشر ١٦٠٠ حالة بالون معدة للتخسيس من «مصر» هذا الشهر، يونيو ٢٠١٩، فى المجلة الرسمية للفيدرالية الدولية لجراحة السمنة IFSO، والتى يرأسها رئيس قسم جراحة السمنة فى جامعة هارفارد الأمريكية بدون حالة وفاة واحدة.
المؤتمر العالمى للفيدرالية الدولية لجراحة السمنة IFSO، والذى انعقد فى سبتمبر ٢٠١٨ فى دبى، أشاد بدور بالون المعدة للتخسيس فى فقدان الوزن، وكان هناك كثير من الدراسات عن بالون المعدة للتخسيس وعن تكميم المعدة الجديد «بدون جراحة» والنتائج مبهرة وأن المستقبل سيكون للتخسيس «بدون جراحة».
تم حصول بحثى عن بالون المعدة للتخسيس فى «مصر» المقدم فى المؤتمر العالمى لأمراض الجهاز الهضمى DDW 2019 فى أمريكا فى مايو ٢٠١٩ على واحد من أفضل الأبحاث المقدمة على مستوى العالم.
٤٦٪ من البحث المقدم عن بالون المعدة للتخسيس من مصر كان على مرضى السمنة المفرطة وبنسب نجاح عالية جداً، وفقدان الوزن تراوح بين ٤٠ و١١٠ كيلوجرامات خلال ستة أشهر بدون مضاعفات.
يمكنك تركيب بالون المعدة للتخسيس أكثر من مرة إذا عاد الوزن مرة أخرى، وفى مرضى السمنة المفرطة، وبأمان تام، وتوجد حالات كثيرة لم يعد الوزن بعد استخراج البالون.
ختاماً، وفى نقاط:
على مرضى السمنة توخّى الحذر الشديد قبل إجراء أى طريقة لإنقاص الوزن، جراحية أو غير جراحية.
على المرضى الذين خضعوا لجراحات السمنة عمل فحوصات بصفة دورية بعد الجراحة وعمل فحص للجهاز الهضمى عن طريق مناظير المعدة والقولون «غير الجراحية».
معظم أدوية التخسيس المتاحة حالياً لها مضاعفات شديدة على الصحة، وبعضها قد يؤدى لحدوث سرطان بالغدة الدرقية، وبعضها يؤثر على الحمل، وقد تُحدث تشوهات بالجنين، ولا يتم أخذ أى عقار إلا بعد استشارة طبيب أمراض النساء والتوليد وطبيب أمراض الباطنة والغدد الصماء.
توجد أنواع «دايت» قد تؤدى للوفاة، فعليك توخى الحذر الشديد عند عمل أى نظام غذائى جديد، وبعد استشارة طبيب أمراض الباطنة والغدد الصماء.
يوجد فى مصر بالون معدة للتخسيس روسى وصينى الصنع و«غير مصرح» باستخدامه من قبَل وزارة الصحة المصرية ومصنوع من كاوتشوك سيارات وألياف صناعية، وقد يؤدى لاتساع المعدة أو انفجارها، ومن ثم الوفاة، وتم تقديم بلاغ فى عام ٢٠١٦ فى مكتب وزير الصحة فى مصر، وجارٍ التحقيق وتم إغلاق بعض المراكز المتورطة.
عليك توخى الحذر الشديد عند تركيب بالون المعدة، وأن يكون التركيب فى مستشفى ذى سمعة طيبة ومع استشارى مناظير «غير جراحية» وفى وجود استشارى تخدير والتأكد من وجود فاتورة ضريبية للبالون والرقم التسلسلى.