Translate

Monday, November 30, 2015

نهاد أبو القمصان الذبح الحلال لامرأة مصرية - الوطن

قامت أسرة بالفيوم بإجبار ابنتهم الصغرى على ذبح ابنتهم الكبرى على طريقة التنظيم الإرهابى داعش، تنكيلاً بالكبرى وإرهاباً للصغرى حتى لا تتجرأ على تكرار ما فعلته أختها.
وحينما تدخلت الدولة والجهات الأمنية لم تتدخل للقبض على هذه الأسرة وإحالتها للمحكمة بتهمة القتل العمد، التى تصل عقوبتها للإعدام وتهم أخرى مثل ممارسة الإرهاب، إنما تدخلت لعقد صلح ودفن دولة القانون مع جثة القتيلة.
وتبدأ القصة بقيام أسرة بذبح ابنتها المطلقة البالغة من العمر 26 عاماً العاقلة الرشيدة، لسببين:
أولهما: تغيير ديانتها للمسيحية، الذى يعد حقاً لها بمقتضى الدين الإسلامى الذى يؤكد القرآن «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ»، وعدد هائل من الآيات التى تؤكد حرية المعتقد، كما أن العديد من فقهاء الدين نفوا حد الردة، بالإضافة إلى الدستور الذى تنص المادة 64 منه على:
«حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون».
والثانى: هو زواجها من شاب مسيحى، كان يسكن فى المنزل المجاور لها، وبعد أن تزوجا سافرا إلى محافظة أخرى هرباً من الأفكار الداعشية التى تسيطر على أسرتها والتى ترى أن تغيير ديانة ابنتها يعد ردة عن الإسلام وتستحق عليه القتل والتنكيل بها، وعاشا لمدة ثلاث سنوات وأنجبا خلالها طفلين، وقررا بعد هذه السنوات أن يذهبا لقريتهما لرؤية أهل الزوج، وهنا بدأت المأساة عندما رأتها ابنتها من زوجها السابق، وأخبرت أسرتها، التى قامت على الفور بأخذها بالقوة من منزل زوجها، إلا أن هذا الأمر لم يرض والدها وقام بإخفائها فى منزل أخيه فى محافظة أخرى خوفاً عليها وحماية لها من أعمامها وأخيها الذين أصروا على قتلها، إلا أنهم نجحوا بعد عدة أيام فى أخذها بالقوة من منزل عمها.
ولم يكتفوا بذلك بل أبدعوا فى الممارسات الإرهابية التى تفوق داعش، فجعلوا شقيقتها الصغرى تقوم بذبحها، ممارسين بذلك كل أشكال الإرهاب ضد الأخت الصغرى حتى لا تكرر فعل أختها الكبرى، سواء تغيير الديانة أو الهرب من القهر بالزواج والهروب، أبلغ الوالد الشرطة بما حدث من شقيقها وعمها، وتم استخراج الجثة وتشريحها.
والعجيب فى الحادثة بأكملها هو رد فعل أجهزة الأمن، فبدلاً من تطبيق دولة القانون والعدالة ووأد جذور الإرهاب، جاءت الشرطة لعقد جلسة صلح بين العائلتين انتهت بتنفيذ أوامر القتلة باستكمال منظومة داعش وذلك بتهجير أسرة زوجها وبيع جميع ممتلكاتهم فى القرية.
ولنا أن نتساءل:
هل يكون دور أجهزة الأمن فى الدولة حماية الأفراد والدفاع عن معتقداتهم التى كفلها لهم الدستور، أم وأد الدستور والقانون للأبد؟
أين دور وحدات مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية من كل ما حدث للفتاة الكبرى وشقيقتها الصغرى؟
أين دولة القانون فى القضاء على جذور الإرهاب والفكر الداعشى؟
أين دور رجال الدين فى تغيير الثقافة الداعشية للفكر الوسطى الذى يدعو إليه الإسلام؟
أين دور وسائل الإعلام فى نشر قيم التسامح والعدل وحرية المعتقد؟
أين دور الدولة فى خلق مجتمع متوازن يحمى حقوق أفراده المختلفين؟
وإن كان الأمر كذلك ويمكن التصالح فى دماء المصريين، فلماذا لا يتم ضم هذه القواعد للقانون الجنائى ولا نرسل أولادنا من الشرطة والجيش لمحاربة الداعشيين فى سيناء، طالما يمكن التصالح معهم؟

طفلٌ أصمّ فى الجوار بقلم فاطمة ناعوت ٣٠/ ١١/ ٢٠١٥

أخبرنى صديقى طبيب العيون الشهير عن زيارته الأولى لهارڤارد الأمريكية لاستكمال دراسته بعد تخرجه فى الجامعة المصرية. لاحظ على ناصية أحد الشوارع لافتة تقول: «يوجد طفلٌ أصمّ فى هذا الشارع» Deaf Child on the Street. ولم يفهم صديقنا ما دلالة هذا، وبعدها اعتاد على رؤية لافتات مثل هذه تحذّر المارة وسائقى السيارات من وجود شخص لا يسمع يمر بهذا الطريق، حتى ينتبه مَن يقود السيارة أن آلة التنبيه «الكلاكس» لن تكفى لتنبيهه لخطر ما، أو وجود آخر لا يبصر يقطن فى هذا الحى، لكى نتعامل مع الأمور بالحذر الذى يؤمّن سلامته. لكن الاهتمام بحق الحياة لم يتوقف عند بنى الإنسان، لدى الغرب الذى نلعنه فى سرائرنا بعين، ونرميه بسهم الحسد بالعين الأخرى، بل تجاوز ذلك الاهتمام منطقة الإنسان إلى منطقة الحيوان والطير والنبات، وكذلك الأثر، فمَن سافر إلى بلاد الله الأوروبية والأمريكية والآسيوية، لا شك لاحظ على الطرق السريعة لافتات مرسوما عليها «غزال»، تحته تحذير بوجود غزالات شاردة تعبر نهر الطريق بين الحين والحين، أو صورة بطة يسير خلفها سربٌ من صغار البط، حتى لا تدهس عجلات السيارة هذا الموكب البطىّ الصغير وهو يعبر من ضفة الطريق إلى الضفة الأخرى، بحثًا عن الماء والقوت. إنهم يدركون قداسة الروح ويحترمونها.
مَن عاش فى تلك البلاد فترة من الزمن سوف يعتاد على مشاهدة أمور مثل تلك لم تعد مدهشة إلا لنا نحن الذين مازلنا نتعلم أن للروح قداسة عند خالقها، حتى وإن كانت روح عصفور صغير يفتح منقاره الدقيق لقطرة ندى أو حبّة قمح يحملها منقار أمه العصفورة، أتت بها من سنبلة بعيدة لتُطعم صغارها. سيقول قائل إن بلادنا تدهس عجلاتُ قطاراتها الأطفال دون أن تطرف للمجتمع عينٌ. وسيقولون إن معدلات حوادث الطرق فى بلادنا وصرعى الأسفلت أكثر من صرعى الحروب، لأن بلاد العرب لا تحترم الإنسان، بل تنظر إليه باعتباره زائدًا عن الحاجة. وسأتفق مع الجميع فى هذا الطرح، وأزيد أن تركيبتنا النفسية لم تنشأ منذ الطفولة ليس على عدم احترام الإنسان، وحسب، بل على عدم احترام «الطبيعة» بكاملها من شمس وخضرة وحيوان وطير وغيرها مما خلقه الله فى توازن دقيق، من أجل رفاهية هذا الكوكب، الذى أنهكناه بالحروب والأمراض والأوبئة والتصحّر ومحاربة الجمال فيه وقتل البراءة.
الطفل فى الغرب يتعلّم أن كل كائن حىّ هو صديقٌ للإنسان بشكل أو بآخر. حتى الزواحف التى نطؤها بأحذيتنا فى تقزز، لها احترامها فى بلاد الغرب. شاهدتُ بنفسى إحدى المدارس فى كاليفورنيا موجودة فى منطقة جبلية تكثر بها الثعابين. ويعلّم المعلمون تلاميذهم كيف يتعاملون بتحضر، وأمان، ورحمة مع تلك الزواحف التى تتسلّل إلى فصولهم بين الحين والحين، دون فزع، ولا قسوة، فينشأ الطفل مدركًا أن لتلك الكائنات حقًا فى الحياة مثله تمامًا، وعليه احترام فكرة أن تلك الأم التى زحفت من جحرها لضرورة ما، من حقها العودة إلى صغارها الزواحف آمنةً، مادامت لم تؤذ أحدًا. تمامًا كما يتعلّم الطفلُ أن شعاع الشمس شىء ثمين يجب احترامه والنهل من خيراته، وأن النهر منحة سماوية من الله لا يجوز تلويثها بمخلفاتنا، وأن النبتة الخضراء ثروة قوية على الجميع احترامها، وغيرها من مفردات الطبيعة التى نهينها كل نهار، فتمتلئ أجسادُنا بالأمراض والأوبئة، وتمتلئ أرواحُنا بالغلاظة والفظاظة.
تعامل الإنسان الأول مع الطبيعة باعتبارها عدوًّا شرسًا يجب ترويضه لصالح الإنسان، وحين ارتقى الإنسانُ وتحضّر واستنار عقلُه، أدرك أن الله لم يخلق أعداء لأبناء الأرض، بل أصدقاء لو أنصت إلى إيقاعهم وقرأ كتالوجاتهم، لأحبهم، وعرف أن الكون كله ليس إلا أوركسترا هائلة، مضبوطة النغم مدوزنة الأوتار.

Saturday, November 28, 2015

أسئلة لا أعرف إجاباتهـا هــــل سيشهد عام ٢٠١٦ نهــاية داعـش ؟ 28/11/2015 بقلم : - نجيب ساويرس




لماذا يعتقد محافظ البنك المركزي أن تخفيض سعر تحويل الدولار عشرين قرشًا سيحل المشكلة ويوفر الدولار والعكس صحيح؟


لماذا لم نعلن نحن في مصر حتي الآن نتيجة التحقيقات حول أسباب سقوط طائرة شرم الشيخ بعد أن أعلنت بريطانيا وروسيا أن الحادث كان نتيجة قنبلة؟


هل يمكن أن ترجع السياحة قبل أن نعلن ما حدث وماذا فعلنا لمنع حدوث هذا مستقبلًا؟


ما خطة وزير السياحة لحل أزمة السياحة وهل لديه خطة؟


هل تنعقد جلسة مباحثات السد الإثيوبي أخيرًا قبل نهاية بنائه؟


هل سيسمح بمعارضة في مجلس الشعب القادم وهل ستكون موجودة أم لا؟


ما مغزي التضييق الذي حدث علي حزب المصريين الأحرار؟


ما الذي حدث للمستشارة الجليلة تهاني الجبالي؟


حكومة ما بعد البرلمان.... ؟؟؟؟؟


هل سندخل العام القادم بنفس الوجوه العكرة من الصحفي اليويو والإعلامي المخبر والمطبلاتي وإعلامي كل العصور؟ الرحمة


 هل سيظل الرئيس الأمريكي علي موقفه المخزي والمتردد في محاربة الإرهاب؟


 هل سينجح الرئيس الفرنسي في جهوده لتوحيد جبهة القتال ضد داعش في ظل الاختلاف بين الموقف الأمريكي والموقف الروسي من سوريا؟


هل سيشهد عام ٢٠١٦ نهاية داعش ؟


هل ستعلن أوروبا منع دخول اللاجئين السوريين إلي أراضيها نهائيًا بعد كل الأحداث الأخيرة وزيادة الأعداد المتدفقة؟


هل سنري نهاية للحرب السورية؟


هل فقد أردوغان عقله أم أعماه الغرور؟


ماذا سيكون رد الفعل الروسي علي إسقاط تركيا للطائرة الروسية؟


ليبيا إلي أين؟ هل فشل مشروع الحكومة التوافقية بعد رحيل برناردينو مهندس الصفقة الفاشلة؟


هل يسمح لي باعتزال السياسة بعد نهاية الانتخابات؟

مفيد فوزى يكتب: قواعد العشق الأربعون لمصر! ٢٨/ ١١/ ٢٠١٥


١- أن تكون مصرياً، ليس بشهادة الميلاد أو بجواز السفر إنما بالولاء والانتماء والإيواء والذوبان والاكتواء، أن تكون مصريتك وشماً لا يمحى.
٢- أن تعشق كل ذرة تراب على أرضها، عشقاً لا يتبدل مع الأيام عشقاً راسخاً فى الروح وأن ظلمتك يوماً أو كدرت صفاءك.
٣- أن تدرك أنك فى أرض أنبياء جئت وعلى ضفاف نيلها ترعرعت وأنها أعطتك وعليك رد الجميل، فتلك شيم العشق الأصيل.
٤- أن تفهم جيداً أن مصر - فقط - هى الأهل والولد والأرض وهى الغطاء والملاذ.. والقبر.
٥- أن تعى أن علم بلادك ليس قطعة قماش مثلما ظن أغبياء القرن ذات فترة غبراء من الحكم الطائش لمصر وكان علم مصر يئن وينتحب حتى بللته الدموع حزناً على رمز.. يهان.
٦- أن تدرك أن كل سفارة لمصر عبر العالم هى أرض مصرية تؤوينى إذا قصدتها، وتحمينى إذا لجأت إليها وأنها سندى.
٧- أن تدرك وتفهم أن كل حاكم جلس على كرسى الحكم فى مصر، يوماً ما أصاب وأخطأ ومن هنا فلا يوجد حاكم معصوم من الخطأ. وتلك هى بشرية الحكام إحدى المسلمات فى معادلة الحكم.
٨- أن ندرك ظروف بلدنا فلا نهيل التراب عليها إذا جارت علينا ذات مرة وفى نفس الوقت لا تحولنا كما المتسولين على أبوابها لحملة الماجستير والدكتوراه الذين يقفون فى طوابير البطالة بلا عمل أو.. أمل ولا يحق لحظتها لأحد أن يتساءل: لماذا غاب شباب مصر عن تأدية واجبات نحو مصر، لتعطيه مصر المعشوقة حقوقه ليؤدى واجباته، الحقوق مقابل الواجبات.
٩- العشق لأرض بلادك يفرض عليك ألا تساهم فى نشر إشاعة أو ترديدها، فهذه لعبة الخونة والأعداء، ويفرض العشق عليك أن تستخدم عقلك إزاء بذاءات على مواقع التواصل، ومن الأفضل أن تقتل رأس ثعبان الإشاعة.
١٠- من ثوابت حياتنا كمصريين: الشيخ محمد رفعت وأم كلثوم وطبق الفول وجمال حمدان صاحب عبقرية مصر ونجيب محفوظ نوبل ومحمد عبدالوهاب والسنباطى وجمال السجينى والبابا شنودة، نحن أمة لها عقل ووجدان.
١١- أرض المعشوقة سهول ونهر، ولهذا طبيعتنا بسيطة ونرفع رؤوسنا للخالق نبتهل ولا نعرف العنف إذا صح أن التضاريس الجغرافية تشكل أخلاق الشعوب وأقف حائراً ومذهولاً أمام دواعشة «مصريين».
١٢- ظلت الزراعة مصدر الخير فى مصرنا تنقله سيارات نقل ضخمة وعربات قطارات البضاعة، حتى دخل «الدش» حياته، حياة الريف وحياة الفلاح فقلبها رأساً على عقب وشح الخير فى الأرض، من أهم قواعد العشق لمصر أن تسد الفجوة بين الريف والحضر وتلغى الفوارق الطبقية، تلك هى «العدالة الاجتماعية» بمعناها الأشمل وغير ذلك مجرد عنوان أبكم.
١٣- ليكن شعار العشق لمصر «متقولش إيه إديتنا مصر، قول هندى إيه لمصر»، هكذا غنت أصالة لـ«حبايب مصر».
١٤- لابد من الإيضاح أن «الوطنية» ترجمة العشق الساكن فى الوجدان، معناها الفعلى والواقعى أن تعمل بسواعدك وبعقلك للمعشوقة، فليست الوطنية هى غناء الحناجر فقط.
١٥- العشق لمصر هو إحاطة السلطات بالخونة الذين يتحركون فى الظلام والمتعاطفين مع هوى الإرهاب، العشق سلوك وليس رفاهية شعورية.
١٦- أرى محبوبتى مصر حبيبة فائرة تتأرجح فى صدرها الطموحات وتلمع عيونها بالرغبة فى تحقيق آمالها الكبار وأراها حزينة من فرط جلدها وأسمعها باكية من جحود بعض أبنائها، وأعلم أن العالم يرمقنا من بعيد ومن قواعد عشق مصر أن أحنو عليها ولا أشمت، فالشماتة فى انكسارات الوطن «وضاعة ما بعدها وضاعة».
١٧- إن أصاب مصر أى مكروه، تفرض المصرية أن تنثر رياحين الحب ولا تزرع بذور السخط.
١٨- مصريتك - سيدى - تحتم ضرب الفتن الطائفية ووأدها، فالفتن هى مقتل مصر، والإرهاب الذى يحاصرنا ينتهز الفرصة لبث سمومه ولكن تماسك مصر الصلبة يدحر كل المحاولات.
١٩- مصريتك - إن كنت تاجراً - وقف رغبة الجشع لديك. أن تكسب القليل يباركه الله ويجعله كبيراً.
٢٠- كنا نحب الخير لبعضنا عندما كان تعدادنا صغيراً ولما كبرت أعدادنا صرنا نحجب الخير عن بعضنا، ومن قواعد العشق أن تراعى ضميرك، فلن تصل اللقمة إلى فمك دون عناء، لأ السماء لا تمطر ذهباً وفضة.
٢١- لكل زمان رجاله، الثابتون على مبادئهم والمتحولون الذين يرقصون على كل المنصات ومصر «الفوازة»، على حد تعبير د. يحيى الجمل، تحتضن المؤمنين بها وتلقى بالمتحولين إلى زبالة التاريخ، ومن قواعد عشق مصر أن يظل إخلاصك وولاؤك لها.. فريضة.
٢٢- يتحتم عليك - باسم العشق - أن تقف خلف رئيسك الوطنى الذى انتشلنا فى ٣/٧ من أكبر طوفان زيف وبيع للوطن وأن تقف خلفه ليس معناها أن تكون طبالاً أو عازفاً بربابة إنما تصارحه كمخلص له ضمير بكل ما تفرضه عليك وطنيتك.
٢٣- لا تفتعل معارك هزيلة باسم التنافس الانتخابى، صحيح أن ضربات التنافس تكون أحياناً تحت الحزام، ولكن من الوطنية وقواعد العشق أن تفهم التوقيت السليم، فالمعارك الوهمية تعصف بالوطن وتشغل الناس عن المحتوى والمضمون، ذلك أن بعض المشتغلين بالسياسة يجب حمايتهم من أنفسهم.
٢٤- من قواعد عشق مصر ألا تنقسم على نفسها وتصبح شرائح مثلما فعلها زمن الإخوان، تحتم مصريتك أن تلم الشمل.
٢٥- الكلمة، مكتوبة أو مذاعة أو مرئية يمكن أن تبنى أو تدمر، ومن قواعد العشق أن تكون الكلمة رصينة لا طائشة، عاقلة واعية لا هازلة أو هدامة.
٢٦- الالتفاف حول جيش مصر أو رجال أمنها، من أهم الرسائل لمصر الأم، وسقوط شهداء «عربون حب» للمعشوقة وتضحية بكل غال.
٢٧- اعتبر مصر هى أمك، فهل تغشها بدواء تحت السلم يقتلها أو بإطار سيارة يفرقع، أو تضع أمامها لحم حمار أو دجاج نافق، من قواعد العشق أن تحميها وتقدم لها كل نافع وتحجب الأضرار عنها، إنها أمك.
٢٨- المصرية ألا يستبد بك الطمع ويرتفع سقف أحلامك عنوة فتخرج فى مظاهرات تطالب بفلوس أكثر بهدف «لى ذراع الدولة» للإذعان لمطالبك، إنه ليس وقتاً مهدراً فى حياتك بل هو هدر لوقت مصر وهناك أشياء تسرق وقتنا، أثمن ما لدينا يا سادة.
٢٩- من مفردات العشق لمصر، الصلاة أن يحميها من «الكلمنجى والحلنجى»، فكلاهما ظاهرتان سيئتان، ظهرا فى حياة مصر مؤخراً وتدنت الحياة حيث تراجعت الكفاءة وانسحبت الموضوعية حيث صارت الفهلوة هى العلم الحاكم للحياة السياسية والاجتماعية.
٣٠- ابلع لوطنك «الظلط»، هذا إن كنت عاشقاً حقيقياً، لا كاذباً أو مدعياً، وإذا كنت عدواً للوطن تاجرت بجراحه وجروحه.
٣١- يتحتم على العاشق الصادق التنبه إلى «أساسيات» البلد لأن هناك من يريد شد الاهتمام للفرعيات والهدف تمييع الجاد من قضايانا.
٣٢- تأجيل المطالب المادية عندما يضرب الإرهاب إحدى ضرباته الخسيسة مثلما جرى فى فندق القضاة بالعريش، على الأقل شارك الحزن والأمل.
٣٣- فى كل أنحاء العالم بعد أى انتخابات تستقبلها الشعوب بروح رياضية إلا نحن، حيث نتفنن فى الانتقام، وآن الأوان لنغير أنفسنا وإلا هلكتنا شهوة الانتقام.
٣٤- مأساة الإعلام فى مصر جذباً للإعلان، الحاكم الحقيقى الآن أن هناك بين الإعلاميين من يتبنى شعار وفلسفة «ولعها، ولعها» فيُحبط الناس.
٣٥- المال السياسى فى الانتخابات، إهانة بالغة للمصريين، معناها أن لصوتك ثمناً نقدياً، معناه شراء ذمتك بحفنة جنيهات وتلك مصيبة.
٣٦- من أهم قواعد العشق لمصر، أن تبدأ بنفسك ولا تتحول إلى واعظ أو ناقد تحث الغير وأنت فى واد آخر، هذا عشق فاقد البكارة.
٣٧- لا تنافق رئيساً أو وزيراً أو محافظاً أو مأمور قسم أو حضرة الصول، فالعشق للوطن يتطلب شفافية مشاعر، والنفاق وقود ثورة ضد الحاكم.
٣٨- ليس بالنيات الطيبة والأمانى والأغانى، تعبر عن عشقك لمصر إنما بعمل متواصل بلا كلل أو ملل دون انتظار المقابل، الوطن تبنيه السواعد والعقول لا النيات الطيبة والأمانى أو كلام الأغانى، خذوا «ألمانيا» مثلاً.
٣٩- العشق يفترض أن نسمع بعضنا، إنه الحوار الصحى، ولكن وفاة الحوار، جعلت كل الناس تتكلم فى وقت واحد، ففقدنا البوصلة بما أدى إلى حالة توهان فى صحراء مترامية الأطراف نسمع صدى الغوغائية.
القاعدة الأربعون: لست ممن يتباهى بحضارة وأمجاد الماضى، إن مصر الصامدة بين خيارين إما أن تركع أو تنهض كنسر، وإذا كنا نعشقها من عظامنا وليس حناجرنا فقط سنبلغ الشاطئ بإيماننا الراسخ وليس الاضطرارى، سنقول لأعدائنا مثلما قال عبدالناصر «موتوا بغيظكم».

Friday, November 27, 2015

Mozart: Symphony No. 40 / Rattle · Berliner Philharmoniker

الإرهاب خطر... لكن الفساد أخطر فكيف نواجهه؟ (٢ ــ ٢) بقلم د. عمار على حسن ٢٧/ ١١/ ٢٠١٥

فى مقال الأسبوع الماضى عرضت ثلاث خصائص لأشكال وصور الفساد وهنا أكمل، حول مخاطره وسبل مواجهته:
٤ ـ للفساد عواقب وخيمة، منها: تآكل الرأسمال البشرى، وتداعى إمكانيات المجتمع وقدرته على الفعل الإيجابى، وإفساد ثقافة المؤسسات، وانتهاك الأمن الإنسانى، وسرقة الدولة بعد تضمين المسروق والمنهوب فى التكاليف، وبالتالى تراجع قدرتها على التنمية وتقديم الخدمات لمواطنيها.
٥ ـ فى ظل التفاوت الطبقى والتهميش الاجتماعى ووجود خلل فى السوق يوازيه انحدار فى القيم الإنسانية وتدهور فى الأخلاق، وفقدان الإحساس بالمصلحة العامة، أو الشعور بالأمان حيال المستقبل، حيث ما يمكن أن نسميه «تدوير الفساد وتعويمه» حيث يسعى كل فرد إلى تحصيل ما يسد رمقه وذويه بأى طريقة، وفى صورة مفرطة فى الأنانية، ودون أى اهتمام بما يفرضه القانون من واجبات، وما يجرمه من تصرفات، ودون توقف أمام أى سلبيات تنجم عن الرشاوى والاختلاسات، والتربح من المناصب والمواقع الإدارية العامة، حتى لو كانت من الدرجات البيروقراطية الدنيا. ويتم هذا فى حالة من التبجح واللامبالاة، فى ظل الاقتناع العام بأن التعفف يعنى الوقوع فى فخ الهلاك، وقت أن يعجز الناس عن ملء بطونهم.
وبذا بدأ كثيرون يخرجون على المفهوم التقليدى للفساد الذى تبنته «منظمة الشفافية الدولية» والذى اقتصر على الفساد فى معاملات الأعمال، وكذلك التعريف الأوسع الذى يعرف الفساد بأنه «اتخاذ القرارات فى الشأن العام، فيما يتصل بتخصيص الموارد الاقتصادية وتوزيع العائد الاقتصادى، وفق اعتبارات المصلحة الخاصة، وليس وفق الصالح العام، أو بالتضاد معه»، ليصبح الفساد هو «الاكتساب غير المشروع- أو من دون وجه حق- لعنصرى القوة فى المجتمع، السلطة السياسية والثروة»، حسب تعريف د. نادر فرجانى.
وحين يصل الفرد إلى المستوى الذى تتساوى عنده كل الاحتمالات، مع الشعور العام بوصول الفساد إلى النخاع، تتصاعد المخاطرة فى شقها الردىء والإجرامى عند أعداد غفيرة، فيقدمون على تحصيل الأرزاق عبر وسائل غير مشروعة، بأعصاب باردة، وضمائر ميتة، ويسعون إلى انتزاع أى موقع فى الزحام، بأى طريقة، خوفا من أن تدهسهم أقدام الصاعدين سريعا إلى قمة المجتمع، ممن يتحكمون فى الجزء الأكبر من حركة السوق، ويرسمون معالم الاقتصاد الوطنى فوق تلال هاوية.
وهذا السلوك لا يقتصر على المنخرطين فى صفوف الجهاز البيروقراطى، بل يمتد ليطوق حتى أصحاب المهن الحرة، بمختلف ألوانها، والأعمال الهامشية والموسمية، فى ظل حركة عشوائية غير صحية وغير صحيحة لإحداث أى قدر من التوازن أو الترميم الطبقى، حتى لو كان طفيفا.
وهنا يصطف أفراد المجتمع، كل حسب موقعه بالسلم البيروقراطى أو نوع المهنة التى يحترفها، فى طابور طويل، ليضع كل فرد يده فى جيب من يقف أمامه، ويترك جيبه لمن يليه، فى استمراء للسرقة الجماعية.
بالطبع هناك استثناءات، لكن المبتعدين عن التردى فى السرقة العامة، لتعفف أو بعض ضمير ووطنية فى ظل خوف من الله سبحانه وتعالى أو تهيب للقانون، قد يتقلصون بمرور الأيام، مع استمرار فشل السياسات الاقتصادية، وارتخاء الدولة، وتآكل قدراتها على سد احتياجات الشعب، وانكسار مكانة القانون بعدم تنفيذ الأحكام والنفاذ من الثغرات التى تعيبه.
ويفتح هذا الوضع الباب على مصراعيه أمام تساؤلات لا تنتهى عن الهوة الواسعة بين النصوص القانونية والدينية والواقع الذى ينحيها جانبا، وبقسوة، ليفرض شرائعه الخاصة، المشبعة بالفساد، والقادرة على الإفساد.
لهذا فإن محاربة الفساد لا يجب أن تتوقف عند الطرق التقليدية التى امتلك الفاسدون قدرات عجيبة فى التحايل عليها وتفريغها من مضمونها، وتحديها السافر بالتصرف وكأنها غير موجودة، أو الإفلات منها إن اكتشف فسادهم وقدموا إلى المحاكمة.
وحال وصول هذا الفساد إلى مستوى واسع وعميق فى الدولة والمجتمع، تبرر لمن يصفونه بأنه قد وصل إلى «الرقاب»، يكون على من يكافحونه مسؤولية أشد فى البحث عن طرق مبتكرة، يكون بوسعها أن تتصدى له بشكل حقيقى وليس مظهريا، كما فى كثير من الحالات التى يتحدث فيها مسؤولون عن جهود تبذلها مؤسسات مكافحة الفساد، لكن المواطن العادى يشعر أن الأمور تقف عند حالها القديم، إن لم تكن تتدهور.
إن الفاسد يستجمع كل قدرته على التخيل، وهو يخطط لسلب المال العام، أو التهرب من الضرائب، أو الاتجار فى سلع منتهية الصلاحية، أو تشييد مبان غير مطابقة للمواصفات المطلوبة... إلخ، ومن ثم فإن من يواجهه يجب أن يتمتع بقدرة أكبر على التخيل فى الاتجاه المضاد.
وهذا الخيال يبدأ بالقوانين التى تقى المؤسسات والهيئات والأفراد من الوقوع فى الفساد، فالقانون يجب أن يكون سابقا وليس لاحقا على المسائل التى يعالجها، وهى السبق ليس فى الزمن فحسب، بل فى تخيل المشرع لحالات عدة من الخروج على القانون، أو السلوكيات التى تظهر فى المستقبل، والثغرات التى يمكن أن تنشأ من عدم دقة فى الصياغة.
وهنا يقول د. محمد رؤوف حامد إن مواجهة الفساد هى عملية إدارية سياسية، وحزمة من العمليات الفكرية والعملية والفنية، ودون إدراك هذا الأبعاد، وتقسيم هذه المواجهة وفق خطط قصيرة المدى، وبعيدة المدى، فمن الصعب أن تنجح، ويتطلب الأمر كذلك أن تكون المواجهة واسعة وعميقة، بل حادة، فالتدرج فى محاربة الفساد من أسفل إلى أعلى، سيعطى من دون شك فرصة للفاسدين الكبار كى يهربوا. ولهذا يجب قطع الطريق على مجموعات وتوازنات الفساد، بحصرها وتحديد أفرادها بقدر الإمكان، وكشف خطوط وخلفيات التواصل بينهم.
وهناك من يفضل أن تبدأ محاربة الفساد من أعلى، اتكاء على الحكمة المتداولة التى تؤمن بأن «السمكة تفسد من رأسها»، وهنا يقول أمادو تومانى تورى، الجنرال الذى أطاح برئيس مالى موسى تراورى من الحكم عام ١٩٩١، وسلم السلطة عام ١٩٩٢ إلى حكومة مدنية منتخبة: «عند تنظيف المنزل، على المرء أن يبدأ من الطوابق العليا، وأن يرمى بالنفايات إلى الطابق الأرضى، هكذا تماما تكون الحرب على الفساد، بالبدء من أعلى مستوى فى الدولة».
إن مكافحى الفساد يجب أن يطلقوا خيالهم كى يصلوا إلى طرق ناجعة بغية تحقيق هذه الغاية، وأولها أن يجعلوا الفساد عملية تنطوى على أقصى مخاطرة وأدنى عائد، وأن يفكوا الارتباط بين الفساد وبين العمليات الأخرى التى يعتمد عليها، فهو أقرب إلى النبات الطفيلى الذى لابد من أن يلتصق بنبات آخر يقتات على زاده، وأن يقوموا بتجريس المفسدين، بما يردع غيرهم الآن وفى المستقبل، وعدم التهاون مع أى فساد صغير لو كان يبلغ حدا كبيرا من الضآلة، ولعل المثل الشعبى المتداول الذى يقول: «من يسرق بيضة يسرق جملا» أشمل وقرب تعبير إلى الذهن بهذا الخصوص. كما يجب ألا تترك مهمة مكافحة الفساد للهيئات الحكومية فقط، وفى الوقت نفسه لا يجب أن تقتصر هذه المهمة على القطاعين العام والحكومى، بل تمتد إلى القطاع الخاص أيضا.
لكن كل ما سبق يخص الطرق «الدفاعية» التى تبدأ بعد وقوع الفساد، إلا أن الأفضل هو «المبادرة» التى تعنى وجود سياسات عامة وتشريعات تشكل جداراً عازلاً أمام الفساد، بدءاً من التعليم الجيد، وتوافر الحريات العامة، وإزالة الاحتكارات، ومنع هيمنة طبقة أو شريحة أو فئة أو أتباع مهنة على الوظائف العليا فى الدولة، والمراجعة الدائمة لنظام الرواتب والأجور والحوافز، وكذلك نظام الضرائب بما يجعلها تحتفظ بعدالة دائمة، والأهم هو وجود قضاء مستقل.

Thursday, November 26, 2015

مولد مجلس النواب بقلم لينين الرملى ٢٦/ ١١/ ٢٠١٥

ماذا ينتظر الناس عندنا من مجلس النواب القادم؟
أنا عن نفسى لا أنتظر أى جديد إلا القليل، ولهذا صوّت مع المصوتين!
ولا أرى أن الناس تنتظر أى جديد تقريباً. ومن هنا عزوف عدد كبير من الناس لم يذهبوا للانتخابات. والقلة التى ذهبت لم يكن منهم الشباب، الذى كان من المفترض أن يكونوا أولهم، فهم لا يتوقعون منه شيئا يهمهم أو خيرا، وفى نفس الوقت لا يحاولون تغيير أى شىء اللهم إلا هجرة شرعية أو حتى غير شرعية. وهو وبخته. ولهذا ذهب كبار السن والنساء أكثر من غيرهم.
كم عدد الذين صوتوا لهذا أو ذاك، طمعاً فى الرشوة التى وصلت لهم أو ذهبوا لها أو مزايا أخرى كوجبات الأكل ولا يأبهون لغير ذلك؟
أما الزحام الذى ظهر أحيانا، (رغم خواء اللجان)، فسببه أقارب المرشحين وأصحابهم وعائلاتهم وجيرانهم من الذين رشحوا أنفسهم، علاوة على الذين قبضوا منهم، حتى يمشوا خلفهم ويهتفوا بأسمائهم ويتعاركوا مع المنافسين الآخرين، لدفعهم عنهم أو تأديبهم، ويكيدوا لبعضهم البعض ويطلقوا الشائعات عنهم، بينما المتفرجون فى الخلفية يتبادلون النكات عن الجميع. وتكتمل الزفة بالموسيقى وضرب الدفوف والرقص، فيندفع المتفرجون الذين يحبون الفرجة خلفهم على هذا المولد أو يتقربون من المرشحين ربما ينوبهم قطمة من اللحم أو حتى العظم.
أما الأحداث والأطفال فيجرون وراء الجميع وهم يتفرجون ويضحكون مثل الذين يجرون خلف السيارات، التى كانت ترش الماء فى الزمن القديم لترطب الجو من التراب، ثم ينفض الجميع.
مشاكل مصر عظيمة ولا تنتهى، والناس تدرك أنها لن تُحل إلا إذا عثرنا على المصباح السحرى، لكنه موجود فقط فى الغرب وبلاد أخرى بسيطة وفقيرة، لكنها تقدمت وسبقتنا كثيراً. وعلى سبيل المثال برعت فى التخلص من القمامة كل صباح، بل أصبحت تجنى الثروات من هذه القمامة، فسبحان الله الذى يعطى مَن يشاء ويذل مَن يشاء. ونحن تنقصنا أشياء بسيطة، منها (الاتحاد والنظام والعمل)، ومنها التعليم من الابتدائى إلى الجامعة وما بعدها، وكذلك رعاية صحة الناس أو منع غش الغذاء والمأكولات، وتوفير الدواء بثمن قليل، وأجور مجزية، والتخلص من البطالة، وعدالة ناجزة، وإرساء حقوق الإنسان. ولو اتسع الوقت يمكن النظر فى الحريات والكرامة وما شابه ذلك.
لكن عفواً، فقد نسيت أن أذكر ال... ال... آه الثقافة أظن، إلا إذا اعترض حزب النور وملحقاته. وفى هذه الحالة نرجئ هذا المشروع لبعض الوقت، فتماثيل الفراعنة الكفار والأهرامات ومعابدهم- أستغفر الله العظيم- وآلاتهم الموسيقية ونحتهم والنقش على الحجر والمسرح، كل هذا سوف يعطل مسيرتنا لزمن كبير. والأفضل أن نستغنى عن الأموال التى تأتينا من وراء السياحة الفرعونية الكافرة، أو نبيعها أو حتى نهدمها.
لكن المشكلة التى ستواجهنا عند اكتمال نواب البرلمان تكمن فى تعريف الدولة، فهل هى دولة مدنية، أم دولة دينية، أم هى تجمع بين المدنية والدينية والوهابية والمهدية والشيعية والإخوانية المعتدلة والإسلام الوسطى القديم فى الأزهر القديم أو الوسطى الجديد فى الأزهر الشريف؟
وما وضع الأكراد المسلمين، وهل نترك الجماعات المسلمة فى روسيا وباقى البلاد، التى تعتنق الإسلام مثلنا، والتى لا تعرف الكثير عن دينها؟
ولابد أن تمثل كل هذه الجماعات معنا فى هذا البرلمان، ولا ننسى الحكم التركى، الذى سوف يسبقنا لإعلان الخلافة الإسلامية قريبا، فيعيد أمجادها، فنصبح لنجد أنفسنا دولة إسلامية فقط. وأنا لا أرفض هذا بالطبع، ولكن يجب أن نبدأ نحن ونلتقى مع هذه الدولة التى عشنا سنوات تحت مظلتها ومظلة المماليك، قبل أن يقتحمها محمد على باشا، الذى قضى على المهدية فى السودان والوهابية فى صحراء نجد، وكاد يدخل تركيا فاتحاً ليستولى عليها، لولا تكالب الغرب علينا، لكن هذا الغرب هيهات أن يسبقنا مرة أخرى. والله الموفق.

هل صحيح أن «السيسى» يعمل منفرداً؟ بقلم رامي جلال ٢٥/ ١١/ ٢٠١٥

النظرية القديمة التى تقول إن رئيس الجمهورية يعمل منفرداً فى «صوبة» منعزلة، وإن كل من حوله فاسدون ويدارون عنه الحقائق (مثلما أراد فيلم «طباخ الرئيس» أن يكرس لتلك الصورة بسطحية)، هى نظرية مضحكة لا يتفهم مرددوها أنها تطعن فى شخص الرئيس نفسه وكفاءته.. الكل يحاول العمل، ومع ذلك فإن الكثير من الوزراء والمحافظين سيفشلون بسبب مشكلة لا يفطن إليها أحد، وهى أن زواج كائنين من فصائل مختلفة ينتج عنه كائن عقيم لا يلد (مثل -لا مؤاخذة- زواج الحصان بالحمارة، يُنتج حجشاً لا يتناسل)، يحدث هذا حين يتم أخذ أى شخص- مهما بلغت درجة نجاحه- من القطاع الخاص، ووضعه فجأة فى موقع تنفيذى بالقطاع العام.. جينات هذا الشخص وخلايا جسمه وكرات دمه وشعر رأسه لا يعرفون فى العمل سوى اتجاه واحد فحسب هو «تعظيم ربحية المساهمين»، وهذا ليس هدف العمل العام بالطبع. سيصبح المسؤول المسكين مثل «طرزان فى نيويورك».
بفرض أن هذا الشخص كفاءة نادرة لا مثيل لها بكوكب الأرض والكواكب المحيطة، فإنه فى عمله الخاص يعلم جيداً مع من يتعامل ولماذا وكيف يتعامل، ويعرف صلاحيات كل شخص، والصلاحيات المتقاطعة بين الأشخاص. لكنه فى الشق العام لكى يجيب عن تلك الأسئلة فإنه يحتاج، لو كان عبقرياً، سنتين على الأقل! وقبل انقضاء هذه الفترة بكثير سيكون الأوان قد فات وتم إعلان فشله بالفعل كمسؤول عام. وتتم إقالته لأنه فاشل (حتى لو كان ناجحاً فى عمله الخاص).. أمثلة بسيطة: فى القطاع الخاص هو يعلم كيفية التعامل مع قسم الموارد البشرية، لكنه لن يعى تقنيات عمل الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة.. وفى القطاع الخاص هو يعرف المحاسب القانونى، لكنه لن يفهم بسهولة عمل الجهاز المركزى للمحاسبات.. هو يعرف معايير الكفاءة والجودة فى التعيين، ولم يسمع عن التقارير الأمنية والرقابية لذلك.. وهكذا مئات الأمثلة، لأن الجينات مختلفة.
لهذا المنطق البسيط فإن صاحب المستشفى لن يكون بالضرورة وزير صحة ناجحا، وصاحب المصنع لن يصبح بالحتمية وزير صناعة جيدا.. فما هو الحل؟ الحل يأتى من فرنسا- مع حتمية تطويعه لظروفنا بالطبع- وهو «مدرسة السياسات العامة». مكان يمر عليه أى مسؤول فى أى موقع بالدولة قبل تولى المسؤولية، أياً كان موقعه حينها، خاصا أو عاما.. غياب مدرسة السياسات العامة، لا يجعل أمام صانع القرار إلا الاختيار من «أكاديمية ناصر العسكرية»، لكن المشكلة أن رجل الجيش لديه بالفعل الانضباط الإجرائى، لكن ليس لديه بالضرورة كفاءة فى الملفات المختلفة. وهذا موضوع مقال قادم بإذن الله.

Tuesday, November 24, 2015

نبوءات الراهب الشيخ باييسيوس الأثوسي

رد الفعل ونظرية المؤامرة بقلم د. محمد أبوالغار ٢٤/ ١١/ ٢٠١٥

لقد أسفت وغضبت من الشعور المعلن والمكتوب من بعض الإعلاميين اتجاه الحادث الإرهابى المؤلم فى باريس. لقد كان رد الفعل عند بعض المصريين أننا فى الهوا سوا، وأن ما حدث فى الطائرة الروسية هو إرهاب مثل الإرهاب الذى حدث فى فرنسا، وأن العالم كله متعاطف مع فرنسا وهناك مؤامرة كبرى عالمية ضد مصر ولا أحد يتعاطف معها.
إن ما حدث فى شرم الشيخ خطأ أمنى جسيم وتبعه أيضاً سوء إدارة جسيم للأزمة، فانتظرنا حتى أوقفت إنجلترا رحلاتها إلى شرم الشيخ، ثم تلتها روسيا والتى أوقفت أيضاً رحلات مصر للطيران إلى موسكو. وفقدنا السياح بعد أن تعاقدت الشركة الروسية على ذهاب نفس الرحلات إلى إيلات فى إسرائيل.
كان يجب أن يكون رد الفعل مختلفاً حتى لا نفقد السياح فى شرم الشيخ، مثلاً بأننا نعهد بأمن الطائرات والحقائب والمسافرين لشركة أوروبية محترمة فور شعورنا بأن هناك شكا أنها قنبلة ونحتفظ فقط بأمور الجوازات والأمن خارج المطار. ربما كان ذلك سوف يمنع أو يقلل الخوف الشديد للدول على مواطنيها ويجب أن يمتد ذلك إلى الغردقة ومرسى علم بدون حدوث شىء لطمأنة العالم.
وكان تصرف بعض الصحف والفضائيات اتجاه إعلان فرنسا حالة الطوارئ سيئاً للغاية فأعرب الكثيرون عن البهجة، وأن فرنسا أيضاً تعلن الطوارئ وتعتقل المواطنين بدون إذن قضائى. إن فرض الطوارئ فى فرنسا بقرار من رئيس الجمهورية فى حالة حدوث كوارث أو هجمات إرهابية وهو محدود فقط بمدة ١٢ يوماً يمكن لمجلس النواب أن يمدده لمدة ٣ شهور لمرة واحدة فقط وهى إجراءات صعبة ومعقدة. وحالة الطوارئ خاضعة للسلطة القضائية بحيث يمكن أن توقفها دعوة مرفوعة من أحد المواطنين. بعكس مصر التى اعتبر القضاء الإدارى فيها عام ١٩٨٦ أن إعلان الطوارئ من الأعمال السيادية. وفى فرنسا يتظلم المعتقل أمام المحكمة فى حالة عدم صدور حكم خلال ٣ شهور يفرج عنه تلقائياً. عدد المعتقلين فى هذا الحادث الرهيب الذى قتل فيه حوالى ١٣٠ مواطنا فرنسيا كان ٢٣ حالة بالإضافة إلى الإقامة الجبرية فى المنزل لـ ١٠٤ حالات ومنع التظاهر لمدة أسبوع، وبالتأكيد سوف ينتهى الأمر بمحاكمة عدد محدود من الأفراد والإفراج عمن ليس لديه تهمة محددة.
بالنسبة لنا فالطوارئ معلنة من ١٩٦٧ حتى ٢٠١١. واستحدثت الدولة قوانين تجعل حالة الطوارئ مستمرة مثل الحبس الاحتياطى، ومنع التظاهر، وآلاف المواطنين محبوسين احتياطياً بدون محاكمة، وفى كل البلاد العربية الطوارئ هى الأصل ومستمرة للأبد. أما فى فرنسا أعلنت الطوارئ مرة واحدة فى العقود القليلة السابقة بواسطة الرئيس شيراك حين حدثت مظاهرات شبابية دامية فى كل المدن الفرنسية.
المؤامرة هى أمر متخيل لنبرر لأنفسنا سوء إدارتنا للاقتصاد، والتى أدت إلى انخفاض الجنيه المصرى أمام الدولار وتضخم كبير، وعدم تحديث الأمن الداخلى وهو أمر لا يتم فقط باستيراد أحدث الأسلحة ووسائل التجسس بتسجيل كل مكالمات المواطنين، وإرهاب المواطنين الأبرياء والقبض عليهم بدون سبب، وإنما برفع كفاءة جهاز الشرطة وتدريبه والتزامه بالقواعد العالمية أثناء العمل.
أعلم أن الشعور الشعبى العام متعاطف مع فرنسا وما حدث لها من الإرهاب والعلاقة بين الشعبين والدولتين دائماً متميزة، وعلينا أن نتعقل فى مشاعرنا ولا ندع قلة تقنع البسطاء بأن هناك مؤامرة دولية على مصر، وأن ما حدث فى فرنسا شىء جيد. العقل زينة والحكمة مطلوبة.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.

Monday, November 23, 2015

خلاص استريحوا، صلاح جودة مات!! عصام العبيدي November 2015 20:33

اشراقات

لم يتحمل قلب الرجل الذى إمتلأ حبا وهياما ببلده.. لم يعد يتحمل سهام الفاشلين، كانت مشكلة الرجل الوحيدة، انه خلق عبقريا، أو قل إنه خلق عاقلا، فى امة غارقة - حتى أذنيها - فى الجهل والجنون!!
عندما قال استاذنا محمود عوض، رحمة الله عليه ان الموهبة فى مصر الان، أصبحت عبئا على صاحبها، وليست ميزة يتميز بها، لانه سيصبح كلوحة التنشين، التى يصوب عليها كل الفاشلين سهامهم المسمومة!!
عندما كنت أرى وجه صلاح جودة، فى اى برنامج تليفزيونى أو اذاعى أو حتى حوار صحفى، كنت أتذكر كلمات النابغة محمود عوض، عن الموهبة والموهوبين فى بلادنا!!
فهذا رجل امتلك علماً غزيراً، وطلاقة لسان نادرة، وقدرة على توصيل المعلومة الاقتصادية الجافة، لرجل الشارع البسيط، وكل ذلك مغلفاً بخفة دم مصرية ﻻتتكرر، فتسأله مذيعه مثلاً:
 - يعنى إيه يادكتور صلاح، مذكرات التفاهم، اللى بيقولوا عنها فى قمة شرم الشيخ الاقتصادية دى؟!
فيقول لك دى زى واحد ماشى قدامى، وأنا قاعد قدام البيت، رمى علي السلام، قولت له اتفضل عندنا، اشربلك كوباية شاى، وخدلك حتة كيك، قام قالى شكراً ومشى!!
وهنا ﻻ الراجل عابر السبيل شرب شاى، وﻻ دخل فى جوفه كيك، وكمان انا ما تحملتش مليماً من عزومة المراكبية دى، هى دى بالضبط عامله زى مذكرات التفاهم، هى مجرد وعد لم يتحقق حتى تاريخه!!
بالله عليكم، حد ممكن يبسط أعقد المسائل والقضايا الاقتصادية، لعوام الناس زى كده، فيفهمه أستاذ الجامعة، وبتاع الورنيش!!
لذلك لم أستغرب عندما ذهبت لمطعم فول وطعمية، لشراء ساندوتشات، ففوجئت بعامل المطعم - وكان يعرفنى جيدا - يسألنى قائلاً:
أنا بشوفك فى التليفزيون كتير يا استاذ عصام، بس انا لي سؤال عند سيادتك؟!
قلت: تحت أمرك!!
ففوجئت به يسألنى: تعرف الدكتور صلاح جودة؟!
قلت له ده صاحبى، ففوجئت بالرجل البسيط يقول فى صلاح جودة شعرا، ولم يكتف بذلك وانما سألنى ليه ياباشا ميخدوش الرجل ده رئيس وزرا، ده ممكن يحل مشاكل مصر، فى سنة واحدة!!
وعلى الفور وجدت نفسى اطلب الدكتور صلاح تليفونيا، وقلت له ضاحكا :
- ايييه ياعم اللي أنت عامله فى الناس ده، دا انت ليك معجبين فشر العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ، ففرح كالاطفال بعد ان حدثته عن اعجاب بائع الطعمية الذى اقف مكانه، وهنا سلمت الرجل التليفون ليحدث صلاح جودة بنفسه، ومهما اوتيت من بلاغة فلن استطع وصف انبهار الرجل، وكلمات الثناء والاعجاب ، التى اسمعها للدكتور صلاح، والتى انتهت باصرار العامل على عدم اخذ ثمن الساندوتشات. .لولا اننى هددته بعدم اخذها وامشى من غيرها !!
الحمد لله ان صلاح جودة ، سمع ورأى اعجاب الناس به خاصة بسطائهم، قبل ان يغادر دنيانا الاثمة، والمليئة بالثعابين والحيات ، والتى لم تترك جزءاً من صلاح جودة، دون ان تلدغه وتفرغ سمومهم فيه ، حتى قالوا ان الرجل لايحمل شهادة دكتوراه من الأصل، فقال الرجل بسخريته المعهودة :
معهم حق ياعم، فأنا لا أحمل شهادة دكتوراه واحدة، ولكن لدي شهادتى دكتوراه، وليس واحدة !!
ولعل حب الناس له هو ماخفف عنه آلالام الطعنات، التى كان يتلقاها فى كل طلعة شمس جديدة، والتى كان يعلق عليها اى ناجح فى البلد دى، يا عم عصام لابد وان يدفع الضريبة!!
فى كل تغيير وزارى أنتظر اسمه، فلا أجد له ذكراً، حتى أننى كتبت عقب التغيير الوزارى الأخير، وقلت يا ناس ريحونا، هو صلاح جودة ده، أمه يهودية، ولا والده زعيم نازى، حتى تتجاهلوه فى كل تغيير!!
وكتب كاتب فى الاخبار مقالا شهيرا عنوانه:
- ريحونا من صلاح جودة!!
وقال الكاتب فيه -موجها كلامه للمسئولين - من فضلكم، عينوا صلاح جودة وزيرا للاقتصاد.. فاذا نجح، تم حل كل مشاكل مصر، وإذا فشل نكون خلصنا منه، بعد ان ملأ الفضائيات، بحلول عجيبة لمشاكل الاقتصاد، وكأنه حااااااوى!!
لم اكن اعرفه - شخصيا - الا منذ عامين عندما تقابلت معه صدفه فى بهو ماسبيرو، ففوجئت به يتجه نحوى، ويأخذنى بالحضن دون سابق معرفة، وكأنه صديق حميم، وأسمعنى كلاما لم اسمعه من احد قبله، كله اطراء واستحسان لشخصى الضعيف،  فبادلته الكلمات الطيبة، وقلت له ده انا بتعلم منك، وفى كل حواراتى أكرر كلماتك البليغة، مصر كان لديها موارد كثيرة، وادارة غبية، لذلك ﻻ تعرف استغلال هذه الموارد، بل واحيانا تبددها !!
وكنت بين الحين والآخر.. أتبادل معه المكالمات الهاتفية الودودة، لأستشيره فى اى امر من الامور الاقتصادية، التى أعجز عن ادراكها ، فكان نعم الناصح الأمين
خلاص بقى صلاح جودة مات، وكل يوم يموت فى بلدنا عبقرى جديد، يذهب وهو يلعن الفشل والفاشلين، فى بلد ﻻيستحق من اهله، إلا كل خير!!
نم واسترح ياصديقى، فلا مجال للطعن فيك بعد اليوم، بعد ان ذهبت عند مليك مقتدر، لا تضيع عنده الحقوق

Friday, November 20, 2015

الإرهاب خطر لكن الفساد أخطر.. فكيف نواجهه؟ (١) بقلم د. عمار على حسن ٢٠/ ١١/ ٢٠١٥

يدفع الإرهاب الدولة لشحذ طاقاتها فى مواجهته، أما الفساد فيدمر هذه الطاقات أصلا. وإذا كنا نتحدث عن حرب ضد الإرهاب، والأمر فعلا كذلك، فالحرب، كما يقول الفيلسوف الألمانى هيجل، تكون فى بعض الأحوال «الحجر الذى يلقى فى البحيرة الراكدة فيمنعها من التعفن»، أما الفساد ففى نظرى هو بمنزلة ماء آسن يزيد هذه البحيرة ركودا وتعفنا.
لا يعنى هذا بأى حال من الأحوال التقليل من خطورة الإرهاب، لاسيما فى موجته الخامسة المدعومة بأموال طائلة، والمدفوعة بنوايا أكثر خبثا، والموظفة لخدمة أهداف أطراف لا تريد خيرا، لكن يعنى أننا يجب أن نحارب الفساد بالقوة ذاتها التى نحارب بها الإرهاب، وربما بقوة أشد.
فمما لا شك فيه أن محاربة الفساد أمر مهم لأسباب عديدة، والسبب البديهى الأول هو أن تداعيات الفساد تؤدى إلى موت أشخاص أبرياء، وخسارات اقتصادية ضخمة. فالفساد يزيد من كلفة الأنشطة الاقتصادية، ويخرب قوانين المنافسة، ويلغى إمكانات تمكن الزبون من اختيار الحل المناسب لمشكلته.
وعلينا أن نعمل خيالنا حيال ثلاثة أمور ونحن ننظر فى العلاقة بين الفساد والإرهاب، سواء فى تأثير كل منهما فى الآخر أو فى ترتيب أولوياتنا، ألا وهى:
١ ـ لا يمكن تأجيل المعركة ضد المفسدين بدعوى أننا نحارب الإرهاب، فمثل هذا الوضع يؤدى تباعا إلى إضعاف قدرة الدولة على المواجهة الشاملة للإرهابيين.
٢ ـ لا يمكن أن نربح المعركة ضد الإرهابيين إن استعنا بالمفسدين فى وسط رجال المال والأعمال وجهاز الأمن وبيروقراطية الدولة والإعلاميين والمثقفين، فولاء مثل هؤلاء لأنفسهم، واستعدادهم لبذل الجهد والتضحية يكاد ينعدم أو هو ضئيل، مما يجعل مساهمتهم فى مواجهة الإرهاب مظهرية وعابرة ومترددة.
٣ ـ إن الإرهاب يسعى إلى توظيف الفساد، وما يحدثه من إنهاك لقوة الدولة، فى تبرير ما يفعله القتلة والمخربون، وخلق دوائر من المتعاطفين، أو على الأقل دفع الشعب إلى الوقوف على الحياد أو أقرب إليه فى المعركة ضد الإرهاب، وهذا وضع غاية فى الخطورة لا يفيد سوى من يقتلون ويدمرون.
على وجه العموم هناك أمران أساسيان يجب أن يقالا فى تشخيص الفساد أو وصفه هما:
١ ـ يتدرج الفساد من الصغير الذى نلمسه فى دهاليز الجهازين البيروقراطى والأمنى وساحات الإنصاف والتعليم والتطبيب، وصولا إلى العمليات الاقتصادية الضخمة التى تقدر قيمتها بالمليارات، وبالتتابع يتزايد حجمه، وتتسع دائرته، وتتشابك حلقاته، وتترابط آلياته.
فممارسة الفساد، من رشوة ومحسوبية ووساطة، لم تعد قاصرة على الكبار فقط، بل امتدت إلى الصغار أو الفقراء، بفعل سياسات الإفقار، وتفاوت الدخول، والارتفاع المستمر للأسعار، وغياب القدوة فى قمة هرم السلطة والمجتمع، وتآكل دور أجهزة الرقابة على قطاعات الخدمات الحكومية وغير الحكومية. حسبما يقول عبدالخالق فاروق فى كتابه «اقتصاديات الفساد فى مصر».
٢ ـ لا يقتصر الفساد على الجانب المالى، إنما يمتد إلى الفساد الإدارى والسياسى. فالأول على بشاعته هو الأقل ضررا، لأن بعض الفاسدين يعيدون تدوير ما حصلوه من أموال فى عجلة الاقتصاد الوطنى، أما الثانى فهو مهلكة، لأنه يجعل الأردأ يصعد والأكفأ يهبط، فتُحرم الدولة من عطاء العقول المبدعة، وتتحلل قواها تدريجيا. ولعل المثل الذى يذكر دوما فى هذا المضمار هو العميل الذى جندته الولايات المتحدة الأمريكية فى الاتحاد السوفيتى الذى انهار، وطلبت منه فقط أن يختار الأقل كفاءة إذا عرضت أمامه أسماء من سيتولون المناصب القيادية فى البلاد. والفساد السياسى له أضرار جمة مميتة، ولا نبالغ إن قلنا إنه أس الفساد والبلاء، وقد يكون جانبا لا يستهان به من النوع الأخير من الفساد مرده إلى فقر الخيال السياسى، الذى يجعل من بيدهم مقاليد الأمور يعتقدون أن بوسعهم أن يفعلوا ما يشاءون باستمرار ودون تحسب، وأنهم فى كل الأوقات والأحوال سيمرون بسلام.
ووفق هذا التداخل والتواشج بين أشكال الفساد تلك فإنه «عادة ما يحدث الفساد الكبير على المستويين السياسى والبيروقراطى مع ملاحظة أن الأول يمكن أن يكون مستقلا، بدرجة أو بأخرى، عن الثانى، أو يمكن أن يكون بينهما درجة عالية من التداخل والتشابك، إذ عادة ما يرتبط الفساد السياسى بتفصيل قوانين الانتخابات، وتمويل الحملات الانتخابية، وعدم سن التشريعات التى تضمن غياب تضارب المصالح المالية لدى النواب والوزراء وكبار الموظفين، حتى لا تتحول الوظائف الإدارية العليا إلى أدوات للإثراء الشخصى المتصاعد»، وهذا ما يستنتجه د.محمود عبدالفضيل فى كتابه «رأسمالية المحاسيب».
وقد تنبه ابن خلدون فى المقدمة عن إفساد السلطة بالمال، فتحدث عن الجاه المفيد للمال، فالمال فى نظره بات تابعا للجاه، مع اختلاط التجارة بالإمارة، وهنا يقول: «اعلم أن السلطان لا ينمى ماله ولا يدر موجوده إلا الجباية، وإدرارها إنما يكول بالعدل فى أهل الأموال، والنظر لهم بذلك، فبذلك تنبسط آمالهم، وتنشرح صدورهم للأخذ فى تثمير الأموال وتنميتها، فتعظم منها جباية السلطان، وأما غير ذلك من تجارة أو فلاحة فإنما هو مضرة عاجلة للرعايا وفساد للجباية ونقص للعمارة، وقد ينتهى الحال بهؤلاء المنسلخين للتجارة والفلاحة من الأمراء والمتغلبين فى البلدان أنهم يتعرضون لشراء الغلات والسلع من أربابها الواردين على بلدهم، ويفرضون لذلك من الثمن ما يشاءون ويبيعونها فى وقتها لمن تحت أيديهم من الرعايا بما يفرضون من الثمن، وهذا أشد من الأولى وأقرب إلى فساد الرعية واختلال أحوالهم».
وفى كتابه «الرقص مع الفساد» يقسم د.محمد رؤوف حامد الفساد إلى:
أ ـ الفساد السياسى، ويقوم على إحداث انحراف فى التوجهات وصنع الأهداف الخاصة بالمنظومة، سواء كانت الدولة أو مؤسسة كبرى أو حزبا سياسيا أو جمعية أهلية، بما يخلق مناخا يسمح بالنفع الخاص على حساب المصلحة العامة ويراكم الفوائد غير المشروعة.
ب ـ الفساد الإدارى، والذى يعنى عطب عمليات إخضاع تسيير الأعمال من حيث التعيين والتقييم واختيار القيادات لما يتماشى مع ما تقتضيه المصالح الخاصة، بما يؤدى إلى تراجع كفاءة المنظومة.
ج ـ الفساد المالى، ويظهر فى شكل احتكارات وسرقات ورشاوى وعمولات، وبالتفصيل يمتد إلى تخصيص أراضى الدولة لأفراد محددين وحرمان الأغلبية الكاسحة منها، والمحاباة والمحسوبية، وإعادة تدوير المعونات الأجنبية، وقروض المجاملة، وعمولات عقود البنية التحتية، وصفقات السلاح، والعمولات والإتاوات التى يتم الحصول عليها بحكم المنصب أو الوظيفة العامة.
وهناك من يقسم الفساد الإدارى والمالى معا إلى صنفين «نشط» و«سلبى»، وقد فصل قانون العقوبات الفرنسى مثلا فى هذا طويلا، فعرف الأول بأنه «سعى الموظف الحكومى بنشاط من أجل الحصول على هدية أو منفعة أو رشوة قبل تقديمه الخدمة أو منح العقد»، أما الثانى فقد عرفه بأنه «قبول المسؤول لهدية أو مكافأة أخرى بعد منح العقد أو تقديم الخدمة».
٣ ـ الفساد ظاهرة مركبة، متعددة الأوجه والأساليب والتوجهات، فهو يمكن أن يولد ويترعرع ويتمدد رأسيا وأفقيا داخل كيان مجتمعى دون أن نشعر به أو نلمسه فى البداية على الأقل، وهذا ما يسمى بـ«الفساد الصامت». ويمكنه أيضا أن يمارس نوعا من الخداع المزدوج، فتبدو المؤسسات الفاسدة فى البداية كفؤة وناجحة فى نظر الناس، وقد تظل هذه الصورة قائمة لمدة، إلى أن يتم اكتشاف الأمر وفضحه. ويمتلك الفساد قدرة على الانتشار الذاتى، فينتقل كوباء ذى وضع خاص من بيئة لأخرى بالعدوى، فنظرا لازدياد عدد الفاسدين فى الأوساط الاجتماعية المحيطة بالفرد النزيه والمؤسسة النزيهة، يمكن أن يفسد هذا، وتفسد تلك، بانتقال عدوى الفساد إليه وإليها. كما يمكن للفساد أن يتصاعد حلزونيا فى المجتمع بمصاحبة انتهاك الأمانة، حيث يبرر الفاسد لنفسه خروجه على مقتضيات الأمانة، أو يقع تحت ضغط ما يدفعه إلى هذا دفعا، أو يجد فرصة مواتية لارتكاب الفساد وهو موقن أن بوسعه أن يفلت من العقاب. ويستفيد الفساد من أجواء الاستبداد، إذ إن المساءلة والرقابة اللتين يتسم بهما النظام الديمقراطى تعملان معا على تقويض أركان الفساد وملاحقة المفسدين.

Wednesday, November 18, 2015

«السيسى» فى ملاهى «جيورا لاند» بقلم رامى جلال ١٨/ ١١/ ٢٠١٥

عند العرب «كل شيخ وله طريقة» حيث يأتى رئيس الجمهورية الجديد بطريقته وآليته ومساره، وتتحرك الدولة كلها معه.. أما فى الغرب فـ«كل شىء وله طريقة» حيث الأصل هو استراتيجيات الدولة وسُبل تحقيقها عبر ثوابت ومحددات لا علاقة لها بالرئيس نفسه بالضرورة.. لذلك فالمخططات الغربية ثابتة ما لم تظهر مخططات أخرى، وأظن أن الغرب يريد من الرئيس المصرى الآن الذهاب إلى ملاهى «جيورا لاند»، فكيف ذلك؟
«جيورا إيلاند» هو الرئيس السابق لشعبة العمليات بالجيش الإسرائيلى، والرئيس السابق لمجلس الأمن الوطنى، والمسؤول عن وضع الاستراتيجية الأمنية للدولة الصهيونية. عام ٢٠٠٩ اقترح هذا الرجل فكرة فى حواره لصحيفة «هآرتس»، مع مواطنه الصحفى «آرى شفيط»، صاحب كتاب «تقسيم البلاد». (نشرت الفكرة بالتفصيل فى دراسة عن مركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة بار إيلان الإسرائيلية. وهى عبارة عن وثيقة فى حوالى أربعين صفحة بعنوان «البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين»).
عُرفت تلك الفكرة بخطة «جيورا لاند» وهى أقرب ما يكون لإعادة ترسيم الحدود، وتقوم على إنهاء «المسألة الفلسطينية» عبر: مضاعفة مساحة قطاع غزة، توغلاً فى الأرض المصرية باقتطاع ٦٠٠ كم من سيناء لإنشاء «غزة الكبرى» وبها ميناءان بحرى وجوى ومدينة جديدة تستوعب مليون فلسطينى (الانفجار السكانى الغزاوى على مساحة أرض ضئيلة يمثل خطراً محدقاً على إسرائيل).. بعد ذلك تنضم «غزة الكبرى» إلى الضفتين الغربية والشرقية لتكون جميعاً اتحاداً فيدرالياً مع الأردن.
تقوم الاستراتيجية بترغيب مصر عبر منحها مساحة مساوية فى صحراء النقب جنوب إسرائيل كتعويض. علاوة على شق نفق يربط بين مصر والأردن، ومد خط سكك حديدية بين الميناء والمطار بقطاع غزة مع ذلك النفق. فضلاً عن ضخ استثمارات ضخمة «من البنك الدولى» فى مجال تحلية وتنقية مياه البحر لحل مشكلة نقص المياه فى مصر (إسرائيل تُغلق الصنبور الآن فى إثيوبيا)، كل ذلك مع السماح لمصر بزيادة حجم قواتها فى المنطقة (ج) الملاصقة لإسرائيل.
هذا ما يفكر فيه الآخر، لكنه يتناسى أنه لن يجد مصرياً وطنياً يقبل بذلك.. عموماً مع افتراضنا وجود مؤامرة على النظام لعزله أو لإخضاعه، فإن تلك المؤامرة لن تكتمل إلا بمعاونة شعب ساخط، وعلى الدولة ألا تُغذى هذا السخط - كما هو حادث الآن ببراعة.. الضغط على النظام لن يأتى ثماره لو كان الشعب فى ظهره، وهذا يحدث بالإصلاح وليس بتفعيل تقنيات الشو الإعلامى غير المصحوبة بإجراءات حقيقية على الأرض. لاسيما إذا أضيف لذلك عدم كفاءة العديد من المسؤولين، تماماً مثل العبقرى الذى أضاء الأهرامات بأعلام روسيا وفرنسا ولبنان، ليؤكد للعالم أجمع - بعكس سير التحقيقات- أن حادث طائرة روسيا كان عملاً إرهابياً!.

Tuesday, November 17, 2015

أخطاء فادحة من مؤسسة الرئاسة بقلم د. محمد أبوالغار ١٧/ ١١/ ٢٠١٥

قرارات الرئيس فى الأسبوع الماضى ورأى مستشاريه ونصائحهم كانت خاطئة بدرجة مخيفة تفسر الأخطاء الفادحة فى إدارة الاقتصاد المصرى التى حدثت فى الأسابيع والشهور السابقة. كان قرار الرئيس بالذهاب إلى لندن غير حكيم، فقد تلقيت اتصالاً تليفونياً من صديق يعيش فى لندن منذ أكثر من ٣٥ عاماً، وربما يعتبر أكبر مؤيدى السيسى هناك، وذلك قبل أسبوعين من الزيارة طالباً تأخير ميعادها لأن الظروف لا تسمح وطلبت منه توجيه خطاب عاجل بذلك إلى رئاسة الجمهورية شارحاً الأسباب التى قالها لى فى التليفون. كيف لا يشعر مساعدو الرئيس ومستشاروه بخطر الزيارة؟ وما حدث فى لندن بعيداً عن العك الإخوانى أقل ما يقال عنه إنه جليطة فى حق مصر وكنا فى غنى عن ذلك.
ثم جاء قرار القبض على صلاح دياب والذى أعلن أولاً أنه بسبب موضوع «نيو جيزة»، ولما وضح للجميع أنه موضوع قديم وأن هناك ١٨ شريكاً فى هذه الشركة، فلماذا صلاح دياب ولماذا التحفظ على أموال شخص واحد والقبض عليه بطريقة مهينة فيها غل شديد من السلطة ضد المواطن، كما قال إبراهيم عيسى، ثم ظهر موضوع السلاح وهو موجود فى كل بيت من الجيزة حتى أسوان، ثم تم الإفراج عنه بعد قرار حبسه ١٥ يوماً. هذه اللخبطة التى أدت إلى انهيار البورصة وتخويف رجال الأعمال واحتجاج منظمات الصناعة والتجارة وثيقة الصلة بالدولة ورعب عند أى مستثمرين من الخارج، قيل إن سببها الضغط على «المصرى اليوم» حتى يتم بيعها لرجل أعمال آخر يسمع الكلام، ويحدث لها ما حدث للدستور وإبراهيم عيسى أيام مبارك.
وفى نفس التوقيت تم القبض على حسام بهجت وهو شخصية شديدة الاحترام وسمعته متميزة فى أوساط المثقفين المصريين وكل منظمات العمل المدنى وهو معروف فى الخارج للجميع ويحظى بتقدير دولى ثم يعامل معاملة مهينة وصفها للعالم كله بعد خروجه، ويصدر أمر بحبسه أربعة أيام ثم يخرج فى اليوم التالى! الجميع داخلياً وخارجياً يعلم أن حسام لم يفعل شيئاً خاطئاً.
وأخيراً، نحن نعلم أن هناك أسباباً عامة – منها سقوط الطائرة الروسية – وراء التدهور فى الاقتصاد وارتفاع سعر الدولار، ولكن بالتأكيد هناك أسباب أهم فى اختيار وإدارة المشروعات الكبرى التى تكلف مليارات كثيرة بدون دراسات جدوى معلنة وبدون مناقشة الخبراء وبدون حوار مجتمعى. هذا الأمر يجب أن يتوقف وعلى الرئيس أن يقوم فوراً باختيار مجموعة جديدة من المستشارين الوطنيين المدنيين حتى لا تتوالى الأخطاء القاتلة.
كل مؤيدى السيسى غاضبون وخائفون على مصر وعلى الرئيس أن يتوقف ويستمع إلى الجميع.
نريد الحفاظ على الدولة المصرية من المخاطر ونريد لمصر أن تكتمل مؤسساتها الدستورية وأن نعمل سوياً بالحكمة والعقل والتروى خوفاً من أن نخبط فى الحيط وما فيش حد هيلحقنا.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك

Monday, November 16, 2015

مَن كان منكم بلا إرهاب.. فليضربنا بحجر بقلم فاطمة ناعوت ١٦/ ١١/ ٢٠١٥

الشيطانُ مازال يرعى. يجولُ فى أرجاء الكوكب المرزوء بالمحن والنوازل، ينثرُ الرصاصَ ويغرسُ بذور الموت وينتزع الصرخاتِ من الصدور المطمئنة. كل ما يحتاجُ إليه الشيطان، لكى يحقق الانتصار على بنى الإنسان، هو أن يجلس الأخيارُ دون أن يفعلوا شيئًا، كما قال الفيلسوف إدموند بِرك، فى القرن الثامن عشر، وكأنه يقصد بها لحظتنا الراهنة البائسة التى نحياها فى القرن الحادى والعشرين. شهداءُ جددٌ، وجثامينُ تغطى أرض عاصمة النور والفنون والتشكيل والموسيقى، باريس. نساءُ كنّ زوجاتٍ وأمهاتٍ حتى البارحة أمسين أراملَ أو ثكالى! أطفالٌ كانوا يلعبون فى حديقة البيت فى النهار، سوف يرقدون الليلة فى أسرّتهم بعدما يعرفون معنى اليتم والجزع! داعش يقهقه، كما يفعل الشيطانُ دائمًا بعد كل جريمة ناجزة من جرائمه، وعالمٌ صامت لا يتحرك إلا حينما يقترب الخطرُ من بيته! وإن أكمل الشيطانُ داعش خُطتَه، وإن ساندناه نحن بصمتنا، سننكص إلى عصر الهمجية الأول حيث كان الإنسان ينهش لحم أخيه، ويصنع من عظامه سكينًا ينحر بها أبناءه. فنخسر آلاف السنين كافح فيها الإنسان ليتحول من الهمجية الوحشية إلى الرقىّ المتحضر، الذى فيما يبدو، نخسره يومًا بعد يوم، حتى أوشك على النفاد. أتساءل أين الرأى العام العالمى وهيومان رايتس ووتش من تنظيم داعش الإرهابى القمىء؟! يكتفون بالشجب والتنديد، مثلما تكتفى منابر مساجدنا بالتنديد والشجب وإنكار انتماء «أفعال» داعش للإسلام وتبرئة ساحتنا من دم ضحاياهم، وفقط. لكنهم لا ينكرون إسلامهم لأن من نطق الشهادتين مسلمٌ، وإن سفك دماء البشرية جمعاء!
يقولون «الله أكبر» وهم يجهزون على ضحاياهم، هى ذاتها «الله أكبر» التى نقولها ونحن نُسلم وجوهنا إلى القِبلة لنصلّى ونُسلم أرواحنا لله فى عليائه، ونحن آمنون على ظهورنا من طعنة خنجر مسموم قد تقطف أرواحنا قبل أن نتشهّد وننطق التسليمين عن اليمين وعن اليسار. ومازال هناك من أسمعه يقول: «اللهم احمِ مسلمى فرنسا!». الرصاص أشرفُ من أولئك لأنه لا يمارس العنصرية حين يحصد الأرواح دون تفرقة بين مسلم وهندوسى ومسيحى وبوذى ولا دينى. الرصاصةُ التى تقتلنا أشرفُ منّا حين نمارس طائفيتنا حتى فى لحظات الفجيعة والموت. متى نتعلم أن نرحم «الإنسان» دون التفتيش فى قلبه وعقيدته؟! وهل مسلمون أولئك الدواعشُ السفاحون؟ هل قرأوا يومًا ما قاله الإمام على بن أبى طالب: «الناس قسمان، أخٌ لك فى الدين، ونظيرٌ لك فى الخَلق، فاعطِ كلاًّ منهما حقَّه»؟ فبأى حقٍّ يقتلُ إنسانٌ نظيره فى الخلق والإنسانية، محتميًا ببندقية سفيهة وسيف حقير أبكم، وقلب بهيمى وعقل بليد؟!
ما حدث فى باريس قبل أيام رسالة غاضبة قاسية شديدة اللهجة إلى ضمير العالم تقول ضمنًا إن الإرهاب يهدد البشرية كلّها، ويقوض أعمدة الإنسانية كلّها، وليس فى شرم الشيخ وحدها، ولا فى سيناء وبقية مدن مصر وحدها. ومَن منكم بلا إرهاب، فليضربنا بحجر. لا بديل ثمة عن أن تتوحد البشرية جميعها، ضد هذا التنظيم الدموى القمىء الذى رسم على كل بقاع الأرض شريطًا أسود وزرع فى كل بيت قلبًا يبكى عزيزًا. أيها العالم الصموت، تحرك واقتص من هذا التنظيم المجرم. أيها المصرى الطيب، إن قبضت على نفسك متلبسًا بشىء من الشماتة فى ضحايا باريس، فاعلمْ أن الهمجىَّ داخلك بخير وأنك بعد لم تتطور لتغدو إنسانًا.

Sunday, November 15, 2015

اجمل نساء الدنيا _صابر الرباعى

نبيل شرف الدين موسم مغازلة المسيحيين السبت، 14 نوفمبر 2015


  بعد انتهاء المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان، انطلقت الثانية أكثر شراسة، لأنها تشمل العاصمة المتوحشة التى يقطنها عدد يفوق عدة دول، وتتنوع فيها المشارب، لكن الظاهرة التى تجلت بالمرحلتين تتمثل فى مغازلة أصوات المسيحيين باختلاف مذاهبهم وطوائفهم، وإن كان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية نصيب الأسد، نظرًا لكونها تشكل الغالبية المطيعة لتقاليدها الصارمة، وحساباتها المعقدة، والتفاف شعبها حولها بمحبة وقداسة. هذه الصفوف من المرشحين التى تطرق أبواب الكنائس سعيًا لأصوات المسيحيين لإدراك جميع المرشحين أنهم «رمانة الميزان» بشتى أنحاء البلاد، كما يثقون بوعيهم وحرصهم على المشاركة بالانتخابات، وتوحد مواقفهم، وإن كانت هناك «أصوات نشاز» تُفتت أصواتهم، لكن لا يُعول عليها كثيرًا، لهذا تذكر المرشحون المسلمون أن لهم شركاء بالوطن يتمتعون بسمات تجعلهم رغم كونهم أقلية عددية أحد عناصر حسم الانتخابات للاعتبارات التى أوضحناها. لكن كيف نفسر التجاهل التام لمشكلات المسيحيين، بل والمساهمة بالصمت المتواطئ حيال تعرضهم لأزمات طائفية، ولا نتذكرهم إلا خلال الانتخابات لتقطر ألسنة المتنافسين عسلاً وغزلاً ومزايدات على إبداء المحبة والتسامح، ناهيك عن الوعود البراقة التى يمنحونها ببذخ للمسيحيين؟. كيف يمكننا تفسير هذا التناقض، وكيف يتعامل المسيحيون معه، والجواب باختصار أنه يعكس الازدواجية والنفاق الاجتماعى، لذلك أقترح أن يفكر أشقاؤنا المسيحيون بعناية فى اختياراتهم، ولا ينساقون بحسن نية خلف معسول الكلام، وبريق الوعود، لينتخبوا من يثقون بصدقه وكفاءته ووطنيته، فهذه العناصر الأساسية لنائب البرلمان الذى يستحق مقعده، ويكون صوت المصريين، خاصة الفقراء والمهمشين وأصحاب المظالم. بالطبع لا أنصب نفسى وصيًا على ضمائر الناخبين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، بل أرصد الواقع وأحلله، وبعدها أجرى «تقدير موقف» يحمل خلاصة «صوت الضمير»، لكنها ليست سوى نصيحة مخلصة، ورأى شخصى من قلب وعقل مواطن مصرى يؤذى مشاعره، ويزعج سلام نفسه استمرار عدة أزمات مزمنة كالتمييز ضد شرائح أصيلة بسبب الجنس كالنساء، أو العرق كالنوبيين، أو الدين كالمسيحيين وخلافه، وهذا دور «المثقف العضوى» التصدى للنفاق الاجتماعى، والميوعة السياسية التى تتجاهل خطورة تلك الممارسات على الوفاق الاجتماعى، وتناغم جميع الأطياف، وحسم أسباب الشعور بالتهميش أو الاغتراب داخل الوطن. يزعجنى أيضًا قلة عدد المسيحيين الفرديين الفائزين بالمرحلة الأولى للانتخابات، فلم يتجاوزوا ثلاثة، وأتمنى أن تُعيد المرحلة الثانية الأمور لنصابها الصحيح لتمثيلهم اجتماعيًا، لكن المشهد يبدو ضبابيًا، فالأزمة تجاوزت السلطة والحكومات، وصارت تعشش بعقول ووجدان ملايين المسلمين، سواء من الموالين لجماعات الإسلام السياسى، وحتى العوام الذين رسخ مشايخ السلفية داخلهم مشاعر سلبية ضد المسيحيين، وسط غضّ الطرف الرسمى حيال هذه الممارسات حتى تفشت، وصارت ظاهرة تهدد السلام الاجتماعى، ولا أبالغ إذا قلت تمس الأمن القومى لمصر ومستقبلها.


هكذا يُسقط الغرب «السيسى» بقلم رامى جلال ١٥/ ١١/ ٢٠١٥

مهما بلغت درجة رقى كلمة ما فإنها تصبح مُبتذلة بمجرد الإفراط فى ترديدها. والمبتذلات عندنا كثيرة، منها: «المنعطف التاريخى»، و«اللحظة الفارقة»، و«عنق الزجاجة». لكن لفظ «المؤامرة» هو الأكثر ابتذالاً بكل تأكيد.
المؤامرة تُريح الدماغ من المنطق والتفكير والتحليل عبر الابتعاد عن السببية مع لوم الآخرين والجلوس فى مقعد الضحية.. وعلى الرغم من ذلك فإن نفى فكرة المؤامرة تماماً، هو عمل أحمق أيضاً.. المؤامرة موجودة، لكنها ببساطة ليست كل شىء، ولا معظم الأشياء ولا حتى الكثير منها.. وبشكل عام فإن أى مؤامرة تُحاك ضدنا لا يكون سببها الطمع فينا (إيش ياخد الريح من البلاط)، ولكن هدفها تأمين النفس من خطر شبه محتمل (معظم النار من مستصغر الشرر).
من الواضح جلياً أن قوى دولية وإقليمية قررت ألا يستمر النظام المصرى طويلاً، واعتماد هذا النظام على شعبيته الحالية فحسب هو أمر عبثى لأن «الفقر يقتل الحب».. ستقوم خطة الإسقاط، فى تقديرى، على خروج عناصر ما إلى الشارع ومحاولة تكرار سيناريو يناير ٢٠١١، مع التحام أنصار اليمين الدينى المتطرف (كثيرى العدد).
«إنزال» الناس للشارع، وتركهم للتطور والتضخم ككرة الثلج، هو الخطة التى وإن فشلت فى البداية، فإن واقعاً جديداً من التمرد سيتم فرضه.. خروج «المليونية» الأولى ضد النظام ستعنى سقوطه، بكل تأكيد، ستكون مسألة وقت فحسب.
لن تنجح تلك الخطة إلا بانضمام قطاعات غاضبة من المجتمع يجرى الآن تسخينها مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وعدم تحسن أحوال الناس.. لاحظ ما يحدث فى لحظة واحدة، وبالتوازى منذ ثلاثة أسابيع فقط (صدفة): قيام «كل» المُحركين الإليكترونيين لثورة يناير - ممن كانوا خاملين لمدد طويلة- بنشاط إليكترونى مُهاجم للنظام، بروز نشاط مُعاد من بعض أعضاء حركة تمرد (دعوات للتظاهر). تجرؤ صفحات «فيسبوك» على الرئيس استنادا إلى أخطائه فى ارتجاله، وعدم إكماله لبعض الجُمل العفوية التى يُلقيها (يحاولون رسم صورة له تتقاطع مع الصورة الهزلية لمحمد مرسى). سلوك بعض السفراء الأجانب. محاولة حصارنا دولياً بعد سقوط الطائرة الروسية. فضلاً عن تحركات قيادات الإخوان فى أروقة البيت الأبيض.
تجارب التحرر الوطنى المصرية، على اختلاف أنماطها، والتى عادت الغرب أو اتجهت للشرق، قد هُوجمت بضربات غربية قاسمة (محمد على، وجمال عبدالناصر)، فلماذا نفترض أن الغرب قد نسى هذا الدرس فى زماننا؟! الحل الوحيد - وفقط الوحيد- الآن هو الإصلاح الحقيقى الذى يقوم به محترفون، وليس المسكنات. أنقذوا الدولة، وأنفسكم أيضاً، وابتعدوا عن قصة «دكتوراه فى العِند» و«خليهم يتسلوا».

أنقذوا السياحة طالما السياح مش ح ييجوا احنا نروح لهم 14/11/2015 بقلم : - نجيب ساويرس





لا يجب ان ندع حادث سقوط الطائرة الروسية..أيا كان سبب سقوطها.. يمر دون ان نأخذ موقفا وطنيا قويا نواجه به تداعيات هذا الحادث وتأثيره السلبي علي الموسم السياحي الذي كانت تستعد له مدينة شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء في أعياد الكريسماس ورأس السنة المقبلين. موقفا حاسما نفشل به محاولات من يتربصون بمصر استغلال هذا الظرف لضرب السياحة الدولية وحرمان مصر من أحد اهم موارد الدخل القومي والاضرار بالشركات والمنشآت السياحية وقطع ارزاق الملايين من العاملين بقطاع السياحة. من الضروري ان يعرف المتآمرون انه لا جدوي من محاولاتهم هذه وان الشعب المصري علي قلب رجل واحد لن يركع ولن يخاف.

ومن منطلق اني رجل اؤمن بان مواجهة الأزمات الطارئة والأوقات الصعبة تكون بمضاعفة العمل وبإيجاد الحلول ولا مجال ولا وقت لجلد الذات أو البكاء علي اللبن المسكوب فقد دعوت في تغريده عبر حسابي الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» متابعيني إلي نبذ جلد الذات المعهود وان نفكر كلنا بصوت عالي كيف من الممكن لنا ان نساعد قطاع السياحة في تجاوز ازمته الراهنة.و ردا علي ذلك ابدأ أولا باقتراحاتي الشخصية ثم الحقها بما وصلني من اقتراحات رغم عدم اقتناعي بالكثير منها تاركا الحكم للقارئ.

اما بالنسبة لاقتراحاتي فهي باختصار:

دعوة مؤسسات وشركات الامن العالمية للحضور إلي مصر ومراجعة الإجراءات الأمنية وعمل تقرير بكل النواقص التي يجب تداركها يعقبه عمل دؤوب من جهتنا لتلافي كل هذه النواقص ثم يتم دعوة تلك الشركات مرة اخري لتقرير ان مطارات مصر أصبحت امنة ويتم الإعلان عن ذلك في مؤتمر صحفي عالمي علي اعلي مستوي وانا مستعد للأشراف علي تنظيم هذا المؤتمر لان بمجرد استعادة ثقة القادمين إلي مصر بان المطارات أصبحت امنة سيتوافد الكثيرون

تفضيل مصلحة مصر القومية وقطاع السياحة علي المصلحة الضيقة لشركة مصر للطيران وذلك بإصدار قرار بفتح السماوات المصرية والمطارات المصرية بما فيها مطار القاهرة لمدة سنتين للطيران العارض دون اشتراط المعاملة بالمثل.

واليكم معظم الاقتراحات التي وصلتني:

عمل حفلات ومهرجانات ودعوة شخصيات إلي شرم الشيخ.

    مصر للطيران تقدم اسعارا رمزية إلي شرم الشيخ وده هايعلي الترافيك من والي شرم وده مهم جداً ويثبت خلو الأجواء من الإرهاب

تدريب كوادر جديدة علي التعامل مع السياح وإعادة ترتيب هيئة تنشيط السياحة من الداخل لان كل أفكارها قديمة وغير مجدية

كل المؤتمرات الاقتصادية واجتماعات جامعة الدول العربية ولقاءات الرئيس تتم في الأماكن السياحية زي شرم والغردقة

تشجيع السياحة الداخلية والعربية إلي كل مصر.

نقترح علي فنادق شرم الشيخ اضافة يومين إقامة مجانية لكل سائح موجود حاليا مساهمة في دعم الوطن في محنته

الحل في موضوع السياحة هو اندماج شركة مصر للطيران مع شركة مصر للسياحة، وتعمل علي توفير الطيران في جميع المدن الروسية إلي مصر وتحل مصر للطيران محل الشارتر

اقترح حضرتك تأخذ مبادرة بدعوة بعض المحطات العالمية لجولة سياحية مصورة بشرم لإثبات مدي الأمن فيها

نحدد مين الدول اللي لسة سياحتها شغالة ونعمل حملات إعلامية وبالنسبة للدول العربية وفود من الفنانين تسافر وترجع بجسر جوي سياحي

طالما السياح مش ح ييجوا احنا نروح لهم نعمل معارض للقطع الاثرية مع احتياطات الامن اللازمة ونعمل معارض للاشغال اليدوية يعني منتجات خان الخليلي مصانع الالبستر والنحت والسجاد والكليم اليدوي اولا منها نشغل الورش الصغيرة وخطوط النقل الجوي

مشكلة السياحه ليست في الأسعار أو النقل. العائق الأكبر سيظل في تحذير الدول لرعاياها من السفر. الحل سيظل دبلوماسياً.

اقترح انشاء شركه للتأمين علي السائحين في مصر فورا وهي شركة ذات عائد مضمون لان أسعار التأمين علي السائحين مبالغ فيها جدا

لازم نفكر برة الصندوق الوضع الداخلي صعب ومشاكل كتير لازم السوق يتنقل مؤقتا لغاية ما نرجع نضبط الدنيا تاني والناس بره تطمن

الحل الوحيد والعاجل في سياحة المصريين بالخارج

كما ترون كلها اقتراحات وتعليقات جديرة بالدراسة والاهتمام..المهم هو ان نفكر خارج الصندوق وان نتكاتف حكومة وشعبا والا نقف ساكتين دون رد فعل قوي عملي وسريع.