Translate

Tuesday, June 30, 2015

خايف عليكى يا حبيبتى يا مصر (1) محمد أبو الغار


فى الأسابيع القادمة وقبل أن أترك رئاسة الحزب المصرى أود أن أكتب لكم فى حب مصر، البلد الذى عشت فى كنفه نيفا وسبعين عاماً وعشقت ترابه وطينه وهواءه وشعبه وناسه والذى أعطانى الكثير من حب وتعليم وثقافة وثروة، والذى عذبنى كثيراً عندما رأيت الظلم الذى أحاق به وبأهله.


لم أرسل مقال الأسبوع الماضى الذى كتبته وأنا فى الخارج لأنه راودتنى فكرة: هل هناك جدوى مما نكتبه! أعرف المخاطر التى يمر بها الوطن وصعوبة الحلول ولكننى أيضاً أعتقد أننا لا نسير على الطريق الصحيح وأن فشل المسار أمر لا تستطيع أن نتحمله.

أنا واثق أن ملايين من المصريين تدمع عينهم فرحاً عند كل نصر بسيط لبلدهم وينتفض قلبهم عندما يفوز لاعب بميدالية أو يحقق أحد أبنائه تفوقاً علمياً ويذوبون وجداَ عندما يستمعون إلى الأغانى الوطنية أو يقرأون أشعار جاهين ونجم.

هذا البلد الجميل الذى أسس فى بداية التاريخ قواعد الحياة والنظام للبشرية يستحق أن يعود إلى مكانته وأن يصبح مواطنه إنساناً. هذا الوطن الذى هو ملكنا جميعاً ولا يمكن لأحد أن يدعى أنه صاحب الحكمة الوحيد وأنه الذى يرى ما لا يراه أحد غيره وما سوف أكتبه فى هذه السلسلة توضيح لرؤية قد يراها أو لا يراها الرئيس ولكنه بالتأكيد يرى الكم الكبير من غياب القانون والتجاوز الأخلاقى غير المسبوق فى بعض من يعتبرون كبار المناصرين له، وهو الذى قال إنه يرى الداء ويعرف الدواء.

مصر كانت حقل تجارب كثيرة وظلم كبير ولا أظن أن عبدالناصر الذى بدأ عهده بإعدام العاملين خميس والبقرى ثم انحاز للعمال الفقراء بشرط ألا يكونوا شركاء بنقابات حقيقية تمثلهم، وحقق نجاحات كبيرة ولكنه سجن مئات الآلاف وعذبهم وانتهى بكارثة 1967، ورحل بحب فائق من الجماهير لأنه كان نزيهاً يحيط نفسه بنزهاء.

أما السادات فحقق بمساندة الشعب والجيش معجزة العبور ولكنه أسس لمبادئ الفساد وساهم فى نمو الإسلام السياسى الدموى فأضاع ما حققه. أما مبارك فكان عهده الطويل الراكد هو عهد تفشى الفساد والظلم بمشاركة العائلة وفيه انهارت مصر كلها. أما مرسى فسأتحدث عنه فى مقال الإخوان. كل هؤلاء لو سمحوا للشعب بأن يشاركهم فى الرأى لما حدثت الكارثة التى نعيشها. أما السيسى فهو قيد الاختبار لكن يوجد مظاهر تدل على أن الديمقراطية ومشاركة الشعب ليست على هواه مثل كل من سبقوه.

أكتب مقالاتى القادمة إذا سمحت الظروف والمناخ وذلك تنفيذا لكلام عمنا صلاح جاهين:

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

بحبها وهى مالكة الأرض شرق وغرب

Monday, June 29, 2015

وسيم السيسى... سُرَّ من رآك بقلم فاطمة ناعوت ٢٩/ ٦/ ٢٠١٥

حين ينطقُ عنوانَ كتابه الجميل، يقول: «مصرُ التى لا تعرفونها». وحين أتحدثُ أنا لأصدقائى عن ذات الكتاب، أقول: «مصر التى لا نعرفُها».
اختلاف الضمائر بين الجملتين يعود إلى أنه يعرف عن مصر أكثر مما نعرف. وإن كان دائمًا ما يعترف، بتواضع العلماء، بأنه معنا لا نعرف الكثير عن مصر القديمة وتاريخ سلفنا الصالح، أجدادنا الفراعين. لكنه دون شكّ يعرف ما لا نعرفه، ليس فقط بوصفه باحثًا كبيرًا فى علم المصريات، ولا بحكم أنه أستاذ فى الطب، حاصلٌ على زمالات بريطانية وأمريكية، وله براءات اختراع فى تخصصه، وعمليات جراحية تحمل اسمه، فتوسّل معارفه الطبية تلك فى السعى وراء أسرار أجدادنا ليعرف عبقريتهم الطبية، من بين عبقرياتهم العديدة، فوضع كتابًا يُزيّن الآن مكتبة الكونجرس الأمريكى عنوانه Medicine in Ancient Egypt، «الطب فى مصر القديمة»، وليس أيضًا لكونه مثقفًا موسوعيًّا رفيع الطراز، له باعٌ عريض فى الآداب والشعر والفلسفة والفنون والتاريخ، فضلا عن تخصصه الطبى وبحثه الدؤوب فى المصريات، بل لأنه «عاشق».
هذا رجلٌ عاشقٌ مُتيّمٌ شَغِفٌ صَبٌّ مُغرَمٌ وَلِعٌ، مرزوءٌ بالهوى، إن كان الحبُّ رُزءًا. هذا رجلٌ مفتونٌ بحسناءَ ساحرةٍ، فتنتْ من قبله عظماءَ وفرسانًا وزعماءَ وفلاسفةً وعلماءَ فطافوا حول هودجِها وأهرقوا عند قدميها أعمارَهم.
لكن هؤلاء وأولئك لم يكونوا منها، بل غرباءُ جاءوها غزاةً طامعين فى مجدها وخيرها ورغدها وعلمها وتراثها الأخلد، لا يشبهون عاشقَنا. عاشقُنا أحبَّها لأنه منها، ولأنها منه. هو بعضُها، وهى كلُّه.
فأدرك أن خلاصَه مرهونٌ بوجودها، وأن اكتمالَه رهنُ كمالِها. فأحبَّها حبَّ المُشِيد المُشَيِّد، لا حبَّ الآخذ السالب. يُشِيدُ بحُسنها الغابر فى كل مجلس، ويُشيِّدُ ما تهدّم من مجدها الآفل مع تواتر الغُزاة الطامعين على سواحلها، أو توغّل الجهلاء العابرين فى دروبها.
العاشقُ هو عالم المصريات المؤرخ الطبيب د.وسيم السيسى. والمحبوبة الحسناءُ الآسرةُ هى مصرُ البهية.
أجلسُ الآن جواره على منصة «صالون المعادى» لنحتفل معًا، ضمن أعلام مصر وكِبارها، بربع قرن مضى على هذا الصالون الفكرى المحترم. فى بالى محاضرةٌ سوف ألقيها عن «الأصنام الأربعة» كما صنّفها المفكر البريطانى «فرنسيس بيكون»، تلك التى تعوّقنا عن معرفة الحقيقة.
لكن الحقيقة أن الكلام فى حضرة العلماء صعبٌ. عن يسارى د.وسيم السيسى، ومن أمامى الكاتب الكبير جلال أمين، وبين الحضور علماءُ وأطباءُ ومثقفون مما يشكّل حاضرةً فكرية مخيفة كأنها كوكبٌ من نور وسط مجرّة مظلمة شاسعة المدى. فتلبّستنى حالُ الرهبة التى تتملك بقلبى كلما دعانى د.وسيم لأحاضر فى صالونه الشهرى الثرى. فى حضرة وسيم السيسى، لا بديل عندى سوى الصمت والإنصات لكى أتعلّم. فالصمتُ فى حرم الجمالِ، جمالُ.
مكتوبٌ على باب أكاديميا أفلاطون، فى القرن الرابع قبل الميلاد: «من لا يحبُّ الرياضيات لا يدخل علينا». وكأننى أقرأ ما ليس مكتوبًا على باب أكاديميا السيسى: «مَن لا يحبُّ مصرَ ولا يعرفُ تاريخها، لا يدخلُ علينا». د.وسيم، سُرَّ مَن رآكَ، وتعلّمَ من سمعك. فعِشْ ألفَ عامٍ وعلّمْنا.

Saturday, June 20, 2015

هؤلاء المصريون.. يحققون حلم إسرائيل! بقلم د. وسيم السيسى ٢٠/ ٦/ ٢٠١٥

قدم موشيه شاريت، وزير خارجية إسرائيل، لرئيس وزرائه بن جوريون، دراسة مؤداها أن السبيل الوحيد لبقاء إسرائيل قوية.. لها اليد العليا، هو تدمير ثلاث دول: العراق - سوريا - مصر، بتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، سُـنّة وشيعة فى العراق، علويين وسنة وأكراداً فى سوريا، مسلمين ومسيحيين فى مصر!
كان رد بن جوريون: يمكن أن ننجح فى العراق وسوريا، بل فى لبنان أيضاً، ولكن فى مصر لن ننجح.. ذلك لأن الكتلة الشعبية الصلبة فى مصر من المسلمين والمسيحيين يصعب تفتيتها.
انتهى كلام بن جوريون، والسؤال الذى يلح علىَّ: من هو أو من هم الذين يعملون لتحقيق حلم إسرائيل فى مصر بعد أن نجحت مع العراق وسوريا؟!
طبعاً الصهيونية العالمية، أمريكا، تركيا، قطر، إنجلترا، الاتحاد الأوروبى.. كل هؤلاء يعملون لصالح إسرائيل.
أما عن داخل مصر «جهاز المناعة القومى» فحدث بكل أسف، ويكفى المجالس العرفية والتهجير.
هذه الأحزاب السياسية.. كسفتونا ويا خيبة أملنا فيكم.. هل أنتم فى غيبوبة؟ الحرائق حولنا فى كل مكان، وأنتم تتصارعون على مناصب تافهة، لقد توحدت أحزاب أوروبا جميعاً حين أحست بخطر هتلر والنازية، ومصر مهددة بالضياع، وأنتم.. ماذا أقول غير: أى قصر نظر هذا، وأى خدمة لإسرائيل تقدمونها؟
هؤلاء الممولون المرتشون المغيبون المتظاهرون الخائنون المتصلون بأعداء مصر..! هل أنتم مصريون أم عملاء للحلم الصهيونى؟! لقد قالها هتلر: لم أر فى حياتى أحقر من إنسان يتعاون معى ضد بلده!!
هؤلاء الخونة المجرمون وراء انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو، ومن قبل كارثة انقطاع التيار فى أول يوم من أيام الاكتتاب لقناة السويس الجديدة، هؤلاء، عملاء لإسرائيل، ويجب سحب الجنسية المصرية منهم.
هؤلاء الذين ولدتهم أمهاتهم ليعترضوا، غير مدركين المصيبة الكبيرة التى تحاك لنا.. وكأنهم سألوا آباءهم: علمنى التفاهة يابا! قال لهم: تعالوا فى الفارغة واتصدروا حتى تخدموا إسرائيل خدمة حقيقية، وتصبح من النيل للفرات.
هذه الطلبات الفئوية، والاحتجاجات الغبية، نحن نخوض حرباً أخطر من الحرب العالمية الأولى أو الثانية، كان هناك محور، وحلفاء، أما نحن فهناك مصر.. ضد العالم، والعالم الشرير اللاأخلاقى معدوم الضمير ضدها!
هؤلاء الطلبة.. طلبة الجامعات، الجامعات التى أصبحت فى ذيل جامعات العالم، ومصر فى التعليم أصبحت رقم ١٤١ من ١٤٤، والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه، ألا تعرفون أنكم تقدمون أعظم ما تتمناه إسرائيل؟! سوف نكون جالية مصرية فى بلادنا، عبيداً للعم سام، وجون بول «إنجلترا»، وبن جوريون.. أفيقوا من موتكم الإكلينيكى.. قلوب تنبض وعقول مغيبة، ولكنكم عن غير قصد عملاء لإسرائيل.
وأنتم يا من تسمون أنفسكم نخبة؟ هل غيرتم مصر مثل فولتير وجان جاك روسو فى فرنسا أو برناردشو، ميلتون، هربرت سبنسر فى إنجلترا؟ لن نصبح نخبة إلا إذا تحررنا من الرهبة أو الرغبة «الطمع فى المناصب».. لذا تسمينا الناس نكبة!!
لماذا قال حافظ إبراهيم:
يا أمة يهان فيها الإمام الحكيم
ويكرم فيها الجهول الغبى؟!
ولماذا قال أمير الشعراء:
إلامَ الخلف بينكموا إلاما
وهذى الضجة الكبرى علاما؟
وأين الفوز لا مصر استقرت
على حالٍ ولا السودان داما!
أفيقوا جميعاً فالخطر حولنا وأقرب مما تتصورون.

فى رسالة للمجمع المقدس .. مينا بديع عبد الملك يتحدث عن مؤامرة تمت على الكرس المرقسى

أبى الحبيب نيافة الأنبا رافائيل
اسجل هذه الرسالة المخلصة لنيافتكم إعتزازى منى بأنكم من رهبان دير البراموس العامر، ذلك الدير الذى تخرج منه أبونا يوحنا الناسخ (البابا كيرلس الخامس)، وأبونا مينا البراموسى المتوحد (البابا كيرلس السادس). أولهما كان آخر بطريرك قانونى قبل سلسلة المخالفات التى حدثت أبتداءً من عام 1938 بتنصيب الأنبا يؤأنس بطريركاً وحتى البابا يوساب البطريرك 115 (مع أعترافى بقداستهم وتقواهم)، وثانيهما أول بطريرك يأتى بعد تلك المخالفات إذ قد شهد عصره بركات لا تُحصى للكنيسة ولمصر.
أقول: إنى اسجل هذه الرسالة لنيافتكم - لأنى لم أستطع أن أقف مكتوفى الأيدى كما يفعل الكثيرون - بعد أن طالعت تصريحات نيافتكم اليوم بجريدة "المصرى اليوم" - إن كانت التصريحات المنشورة صحيحة!! أقول أن 3 تصريحات خطيرة هى:
(1) من يجد شروط الزواج صعبة فليبحث عن طائفة أخرى!! وهذا القول مهول ويتنافى مع الراعى الصالح.
(2) أنه فى العصر الحالى أنه بات الكل مع البطريرك بروح واحدة!! ونيافتك تعرف الحقيقية.
(3) دعوة بابا الفاتيكان لتوحيد عيد القيامة يُعتبر خطوة جيدة تستوجب النقاش والتفاوض!! وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً.
بالنسبة للتصريح الأولى: كيف للأب أن يترك أبنه ليذهب بعيداً عن حظيرة الخراف!! نيافتك والبطريرك وأساقفة المجمع جميعهم سوف يُطلب من أيديهم دم الرعية. ألم تعرفوا كيف كان يتعامل البابا كيرلس السادس (الذى تقيم الآن فى مقره) مع الضالين، وكيف كان أبونا بيشوى كامل يتمسك بأولاده حتى السحل فى شوارع الإسكندرية. أرجوكم بدلاً من تلك الأقوال السلبية، أدعوا هؤلاء وأستمعوا إليهم وأقنعوهم بكلام أبوة بدلاً من إحضار البوليس ثم نسمع بتصريحات متضاربة من وكيل البطريركية بالإسكندرية!!
بالنسبة للتصريح الثانى: نيافتك والمجمع كله يعلم التجاوزات التى حدثت فى الإنتخابات البطريركية الأخيرة، والذى حدث فى القرعة الهيكلية (والفيديو موجود ومتداول بين الجميع أساقفة ورهبان وكهنة وشعب)، ثم على مسمع المجمع كله يقول البطريرك (أنا المجمع)!! ولم يحدث أن أعترض أحد من المجمع كله!! أين الشجاعة؟ وأين كرامة المجمع؟ لقد حدث فى مجلس الشعب وقت الرئيس السادات أن قال رئيس المجلس (المهندس سيد مرعى) للمستشار ممتاز نصار (زعيم المعارضة) كلمة (أنا المجلس). وهنا أعترض أعضاء المجلس (حزب وطنى ومعارضة) وطالبوا المهندس سيد مرعى بالأعتذار وألا لن يغادروا القاعة أو التحقيق معه وإقالته من الرئاسة. وهنا رضخ للمطلب وقدم أعتذاراً. وأرجو أن تكون هذه الرسالة قد وصلت بمفهومها للجميع.
أين الوحدانية والشعب منقسم!!
بالنسبة للتصريح الثالث: ألم تطالعوا الدسقولية وقوانين المجامع المسكونية؟ عندما خالف مجمع الكنيسة القبطية قوانين أختيار أسقف الإسكندرية، من السهل أن تفرط الكنيسة بعد ذلك فى بقية القوانين. لكن إن خالف مجمع أساقفة الكنيسة قوانين الكنيسة وتقاليدها، هناك قلة لم تنحنى بعد لبعل ستظل متمسكة بقوانين الكنيسة. ووقت أن تأخذوا بآراء مخالفة لما تسلمناه حينئذ ستكون فى مصر (كما هو حالياً فى قبرص وفى اليونان) كنيستان (واحدة تتبع التقويم الصحيح والأخرى تتبع التعليم المخالف وأصحابها هم المخالفون وتتحملون ثمار هذا الأنقسام).
أكتب هذه الرسالة وأنا أنزف دماً لأن الرياء والنفاق قد بلغ مداه. لقد أعتذرتم عن المُضى فى الأنتخابات، لكنهم أقنعوا نيافتكم بأمور معينة أنا أعلمها جيداً. أنا الوحيد فى الكرازة المرقسية كلها الذى أعلم بكل تفاصيل تلك المؤامرة منذ يوم الأحد 11 مارس 2012 (أى قبل نياحة البابا شنوده بستة أيام) فى أثناء جلوسى مع مطران البحيرة 3 ساعات أبتداءً من الثانية والنصف بعد الظهر إلى الخامسة والنصف. وأعتقد - ويعتقد معى الكثيرين - أن ما حدث له نتيجة ثمار أعماله.
أعتقد أن أبدية الإنسان أهم من التقرب للسلطات. وكما يقول يوحنا ذهبى الفم: (عجبى لرئيس يخلص). فإن لم يكن الرئيس يقظاً لنفسه (كما رأينا البابا كيرلس) فلن ينجو ويهلك شعبه.
الله يرحمنا كعظيم رحمته ويخلصنا من هذه الأيام الصعبة والمُظلمة.
مينا بديع عبدالملك
الاستاذ بهندسة الاسكندرية  
يذكر ان مينا بديع سبق وان ارسل مذكرات الى الرئيس السيسى بشان قانون انتخابات البابا الذى اعده البابا تواضروس والمجمع , وقامت رئاسة الجمهورية بتحويل المذكرة للكنيسة للرد عليها

Tuesday, June 16, 2015

كتيبة مصرية تحارب فى المكسيك بقلم د. محمد أبوالغار ١٦/ ٦/ ٢٠١٥

يشغلنى هذا الموضوع منذ سنوات. لماذا تسافر كتيبة من الجيش المصرى إلى المكسيك لتحارب وكيف ومتى حدث ذلك. وكان ظهور رواية كتيبة سوداء للروائى المبدع محمد المنسى قنديل، والذى تناول هذه الحادثة بطريقة روائية، دافعاً لى للبحث والكتابة عنها.
بدأت الحادثة أثناء حكم خديو مصر سعيد باشا الذى لبى طلب نابليون الثالث بإرسال كتيبة من الجيش المصرى لتساعد الجيش الفرنسى فى حربه لاحتلال المكسيك.
وقام الجيش المصرى بتجهيز كتيبة من ٤٤٧ جنديا من السودان (التابعة لمصر جزئياً) والنوبة والصعيد استجابة لطلب الإمبراطور نابليون الثالث. وغادرت الكتيبة الإسكندرية على متن سفينة فرنسية فى يناير ١٨٦٣، وتوفى الخديو سعيد بعد إبحار الكتيبة بتسعة أيام وخلفه الخديو إسماعيل. وأثناء الرحلة الصعبة، التى استمرت ٤٧ يوماً، توفى عدد من الجنود بسبب أوبئة مختلفة. وقد وضعت الكتيبة بعد وصولها إلى المكسيك تحت قيادة الضابط الفرنسى مانجن، وضم إليها بضعة جنود جزائريين للمساعدة فى الترجمة.
كانت الحرب صعبة جداً على الفرنسيين وخسروا عدة معارك وانتصروا فى أخرى، وخاض الجنود المصريون الحرب بضراوة شديدة، وقال الجنرال الفرنسى نورى إن المصريين حاربوا كالأسود، وقد طلبت فرنسا من الخديو إسماعيل إرسال كتيبة ثانية، ولكن أمريكا ضغطت على مصر لرفض الطلب. وفى النهاية انسحبت فرنسا من المكسيك. واستشهد طوال هذه المغامرة الغريبة ١٢١ جندياً مصرياً.
وغادر ٣٢٦ جندياً مصرياً المكسيك عام ١٨٦٧ عائدين إلى الوطن بعد غياب أربعة أعوام، وأثناء العودة توقفت السفينة فى فرنسا، حيث تم تكريم الكتيبة المصرية بواسطة الإمبراطور نابليون، وبصحبة رئيس أركان الجيش المصرى، شاهين باشا، وذلك أثناء مسيرة الكتيبة فى شوارع باريس. وقد أنعم على ٥٦ جندياً بوسام الشرف الفرنسى وأنعم على الضابط الوحيد فى الكتيبة اليوزباشى محمد ألماظ بنجمة الضباط وقلده الإمبراطور شخصياً هذا الوسام. وفى الإسكندرية استقبل الشعب الكتيبة بحفاوة شديدة، وأقام لهم الخديو إسماعيل حفل تكريم فى قصر رأس التين، وتمت ترقية اليوزباشى محمد ألماظ إلى رتبة بكباشى.
القصة مذهلة ومحزنة. كيف لخديو مصر أن يرسل جنوده عبر البحار إلى آخر المعمورة فى حرب استعمارية ضد شعب يريد الحرية؟ كيف يسمح بأن يموت جنوده من الأمراض والأوبئة ثم يقتلوا فى حرب صعبة خارج الوطن؟ هل سوف تستفيد مصر شيئاً من هذه الحرب؟ هل سوف تكسب نفوذاً أو أموالاً؟ هل فرنسا حليفة لمصر لتدافع عنها؟ وهل المكسيك عدو حتى نهاجمه ونحتل أرضه؟ وبالطبع لو كان فى عصر الخديو سعيد برلمان أو مجلس للشورى لكان قد استجوب الخديو عن أسباب موافقته على ذلك. ولكن غياب الديمقراطية فى ذلك الوقت كان سبب هذه الكارثة.
إرسال جنود خارج الوطن أمر صعب، خاصة لمساعدة عدوان غير إنسانى. تحية إلى روح شهداء القوات المسلحة الذين حاربوا من القرن التاسع عشر، وحتى الآن فى حروب كثيرة داخل وخارج الوطن.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

Monday, June 15, 2015

نجيب ساويرس كما لم يتكلم من قبل "2":


لا توجد دولة محترمة تقبل إذاعة مكالمات مواطنيها.. "الهجوم عليا بيبيع".. والتسريبات ضدى وراءها ضابط سابق بأمن الدولة.. الصف الثانى من الحكومة بيطفش المستثمرين الأحد، 14 يونيو 2015 - 10:33 ص نجيب ساويرس حوار محمد مجدى السيسى - تصوير كريم عبدالعزيز نقلا عن اليومى.. - "لا مؤاخذة هو أحمد موسى متصور إنه ممكن يكون خصم ليا" - أقول للشباب اللى طالبوا بزوجة ثانية :"اللى مش عاجبه دينه يغيره" - أنا صعيدي و مش هسيب حق ال "21" قبطى اللي قتلتهم داعش - أقول للي عاوزين يضربوني تحت الحزام " فى طابور من أبراجي لميدان التحرير خدوا دوركم فيه" - ريم ماجد ضد النظام ويسرى فودة قامة وقيمة وألبرت شفيق واحد من العائلة وقرار رحيله صعب عليا - صوت الأذان بيطمني وثروتي ما بتفرقش معايا - أقول للى عاوزين يضربونى تحت الحزام "فى طابور من أبراجى لميدان التحرير خدوا دوركم فى أخره - عبد الرحيم على من مدرسة تسعى لابتزاز الشرفاء.. وجالى فرنسا علشان يطلب "دعم مالى" ولما توقفت عن دعمه بعد سقوط الإخوان انقلب ضدى وهو لقى "ساذج" جديد يموله.. "ولما يبقى خصمى تبقى هزأت" تناول الجزء الأول من الحوار مع رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، الحديث عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك والمرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق، كما تحدث عن موقفه من دعوة الرئيس السيسى الأحزاب لتشكيل قائمة موحدة فى الانتخابات النيابية القادمة، مؤكدا أن أعداد الأحزاب المؤثرة على الساحة السياسية فى مصر لا تتجاوز 4 أحزاب، وأن البقية الباقية «كرتونية» وتتسبب فى إرباك المشهد السياسى. وفى الجزء الثانى من حواره مع «اليوم السابع» يتحدث نجيب ساويرس، فى حوار غير مسبوق، عن موقفه من وقف برنامج الإعلامية «ريم ماجد» وعن علاقته بالإعلامى عبدالرحيم على، وتفسيره لهجومه الدائم عليه وإذاعته تسريبات فى برنامجه «الصندوق الأسود» له. ساويرس يتحدث أيضا عن هجوم الإعلامى أحمد موسى عليه، وعن رؤيته لتطوير الإعلام وعلاقة الدولة به.. وإلى الجزء الثانى من الحوار: تحدثت بالأمس عن المشهد السياسى فى مصر.. ولو انتقلنا إلى الإعلام.. نريد أن نعرف منك لماذا استقال ألبرت شفيق من إدارة قناة «أون تى فى»؟ - المحطة بتتكبد خسائر جامدة جدا، وفيه مشاكل مالية كبيرة جداً، وفى نفس الوقت هو زهق، لإننا مش قادرين نرتب المنظومة نخليها تكسب، والمحطة إخبارية وعليها ضغط كبير جداً، فهو زهق، وقرر إنه يجرب حاجة تانية، لكن هو يعتبر واحد من العائلة، وفيه حب وغرام بينى وبينه شديد جداً، وقرار رحيله مش سهل عليا. ريم ماجد إيقاف ريم ماجد أثار جدلا كبيرا فى «أون تى فى».. ما قولك النهائى فيه؟ - لم أقل أبداً إن أجهزة ضغطت علينا لإيقافها، إنما ريم ماجد مش محبوبة وده مش سر، إنما فيه سببين أساسيين لوقف البرنامج، أولهما إنى فى الأصل مكنتش مرحب أوى بفكرة إنى أحط برنامج بيُذاع على قناة تانية فى نفس الوقت، ثانيا البرنامج ملوش أى إعلانات، وأنا معنديش مشكلة فى المحطة إنى أملا فراغات.. بالعكس ده أنا عندى مضمون مهم واضطريت أعمل له محطة تانية، فالفكرة فى حد ذاتها مكنتش متحمس ليها من الأول. لكن فى تصريحات سابقة لك قلت إن سبب إيقافك للبرنامج يعود لحسابات إعلانية؟ - ما قلتش كده، أنا قلت إن إلغاء البرنامج لأسباب كتيرة منها إنه ما جابش إعلانات، إنما مش ده السبب الرئيسى. وهل من الممكن أن تحكم على برنامج بعد حلقتين فقط من إذاعته؟ - آه بيبان، إذا كان الناس هتُقبل عليه أو لأ. وفى اعتقادك، لماذا لم يحقق البرنامج أى إعلان؟ - بصراحة، لأن الناس بتخاف تعلن على برنامج تكون المذيعة اللى فيه ضد النظام. وهل ريم ماجد ضد النظام؟ - أعتقد آه. وهل ترى أن هناك إعلاميين آخرين ضد النظام؟ - لا أعرف، لكن ما نقدرش نقول إن يسرى فودة ضد النظام. يسرى فودة بمناسبة يسرى فودة، قلت إن سبب إيقافك ليسرى فودة إنه «دمه بقى تقيل»؟ - ما قولتش كده، قلت إن فيه ناس كتير جدا شايفه إن يسرى بقى دمه تقيل عليهم، إنما مش أنا اللى بقول كده، غير إن عقده كان انتهى فى الأساس. لكن يسرى قال «أنا ما بقدمش نكت علشان دمى يتقل»؟ - كلامه صح، لكن فى نفس الوقت، لازم يجدد، ولو فضلت على نفس القالب بتاعك الناس بتزهق، مهما كان اللى بتقدمه، وكمان جابر القرموطى ويوسف الحسينى وإبراهيم عيسى لازم يجددوا القالب بتاعهم مع الوقت، ولما قابلت يسرى قلت له فكر فى قالب وإطار جديد، وهو لن ينكر ذلك، وهو نقد عفيف، لأن يسرى قيمة وقامة. جابر القرموطى كيف ترى الطريقة التى يمكن أن يُطور الإعلام بها نفسه؟ - المشكلة إن فيه إعلاميين كتير ما قدروش يعملوا النقلة بين الظروف فى 25 يناير وبين إنك تكون فى ظروف نظام مستقر.. فى 25 يناير كانت الدنيا هايجة وثائرة، لكن الآن إحنا فى مرحلة بناء، ولازم تتطور مع الأحداث وتتفاعل معاها، ومحدش فاهم الدنيا كويس فى الإعلام.. كلنا تقريبا فى مجال الإعلام لسه بنتعلم. هل تعتبر إنك غير محظوظ فى «أون تى فى»؟ - مشكلتى الأساسية، إنها قناة إخبارية سياسية، والمُعلن اللى عاوز يروح لربات البيوت، بيروح لأفلام وأغانى مش بيروح لقنوات بتناقش الفقر والانتخابات والخصخصة، دول بيحتاجوا برامج طبخ وسينما. احمد موسى بماذا تفسر أسباب «الخناقة» الممتدة بين أحمد موسى ويوسف الحسينى، وكلام أحمد موسى عن أن هناك «رجال أعمال بيسلطوا عليا صبيانهم»؟ - هو أخطأ فى الكلام ده، والمفترض إن لما مقدم برنامج يتخانق مع مقدم برنامج تانى، يخلوا خلافاتهم بينهم وبين بعض، ومحاولة جر أطراف تانية يعتبر ضرب تحت الحزام، وده مش صح.. تانى حاجة «لامؤاخذة».. هل أحمد موسى متصور إنه ممكن يبقى خصمى.. فيه حاجة اسمها شرف الخصومة، ومش هعمل عقلى بعقله. يوسف الحسينى برأيك كام شخصا يفكر فى أن يضربك تحت الحزام؟ - كتير جداً. وماذا تقول لهم؟ - كان غيرك أشطر، أصل أنا غياظ بطبعى، وبعدين فيه طابور من أبراجى لميدان التحرير يروحوا يقفوا فى آخره بحيث ياخدوا دورهم. نعود لـ«أون تى فى»، لماذا تعد القناة الوحيدة التى نسمع عن وجود مشاكل فيها طوال الوقت؟ - علشان هى قناة سياسية إخبارية، وبتتناول قضايا كتير جداً، وأكيد الناس هتختلف عليها.. ربنا ما خلقش الناس زى بعض، وبعدين مفيش قناة هتبقى مع النظام غلط أو صح، وإلا ما تبقاش بتقول الرأى المستقيم. هل تقصد أنه لا يوجد شىء اسمه قنوات مع النظام الحاكم فى سياسات الإعلام؟ - طبعا المفروض تبقى القناة مع الحقيقة، مع النظام إذا أصاب وضد النظام إذا أخطأ، لكن هناك قنوات كتيرة جداً مع النظام طول الخط، والمشاهد بيعزف عنها بعد شوية، والمشكلة الأكبر من ذلك، إن الإعلام كله ما بيحبش إنه إذا النظام أصاب يقول إنه أصاب، ولو أنت مشيت ورا الإعلام مش هتلاقى ولا وزير فالح، لأن الإعلام فى مصر هو صناعة الخبر السيئ، والتركيز على السلبيات، ومفيش تركيز على النماذج الإيجابية. ابراهيم عيسى من الإعلامى المفضل لديك؟ - إبراهيم عيسى وعمرو أديب. وهل فكرت فى إغلاق «أون تى فى لايف»؟ - لأ.. إحنا بنعيد هيكلة القنوات كلها، حاليا فى خطة جامدة جدا، وراها دراسات وعقول كبيرة جدا، والمنظومة كلها هتتعاد. لكن هناك كثيرا من العاملين فى القناة لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهور؟ - ده جزء من المشاكل.. المصاريف كبيرة، والعائد الإعلانى بتاع القناة صغير، ومعنديش غير إننا نقلل مصاريفنا، ونزود قوة المضمون علشان يجيب عائد كويس، وما أعتقدش إن فى حد ما قبضش دلوقتى، بيحصل تأخير، والأمر بيتم تداركه بعد كده. هل من الممكن أن تنهار «أون تى فى»؟ - تنهار إزاى وأنا فيها، تيجى إزاى! إذن ماذا ننتظر من «أون تى فى» خلال الفترة المقبلة؟ - انتظروا عودة قوية جداً، بوجه جديد جدا، بمضمون جديد جداً، وبهيكل اقتصادى مالى أحسن. لماذا تريد شراء قناة «يورو نيوز» وتُعرض نفسك لمؤامرات من الأتراك فى حين أن لديك مشاكل فى قنواتك بمصر؟ - الفكرة إن الفرصة ما بتتكررش كتير، «يورو نيوز» بتعتبر «سى إن إن» أوروبا، وبالتالى لو نجحت فى ده أكيد هيكون المضمون مختلف تماما، أنت بتتكلم على أكبر نسبة مشاهدة فى أوروبا، فلو دخلت فيها مع بعض التعديلات، العائد المادى بتاعها هيبقى غير طبيعى لو نجحت. هل تقصد بذلك إنك بتستهدف العائد المادى من ورائها؟ - آه طبعا ده أولاً، وثانيا إن دى محطة تمتاز بإنها محايدة، لإن سى إن إن موجهة من أمريكا، وبى بى سى ما بيعجبنيش تناولها فى كثير من الموضوعات. هل لدى مصر الآن قنوات محايدة؟ - «أون تى فى». هل هى القناة الوحيدة المحايدة؟ - نعم، فى رأيى الشخصى. وهل الإعلام المصرى حر؟ - لأ مش كله. هل يربح نجيب ساويرس من الإعلام؟ - لأ.. أنا خسرت ملايين. إذن لماذا تستمر فى الاستثمار فيه؟ - علشان ليه يومه، هييجى وقت هنكسب منه ملايين، والوقت ده قريب جدا، أقل من عام. البعض يوجه لك انتقادات بأنك تؤسس وتمول صحفا من الباطن ولا تضع اسمك عليها.. ما صحة ذلك؟ - مش حاطط عليها اسمى علشان القانون، قانون الإعلام والنشر لا يسمح أن يتملك شخص واحد أكتر من %10 من جورنال حتى الآن.. ولما يعدلوا القانون هحط اسمى على الجورنال، معنديش مشكلة فى ده. فى نظرك.. كيف يجب أن تكون العلاقة بين الدولة والإعلام؟ - ما نقدرش نقول إن النظام ما يتدخلش فى الإعلام، إنما يتدخل بما ينفع أمن ومصلحة الوطن، هديك مثال: «لو الأمن كان رايح يقبض على قطب كبير من أقطاب الإخوان، وأنت كصحفى عرفت مكانه فين، فتسرعت ونشرت المعلومة على إنها سبق صحفى، فالراجل هرب، وبالتالى منقدرش نقول إنه ما يتدخلش، لكن بما يفيد مصلحة الوطن»، والعلاقة بينهم يجب أن يكون فيها احترام متبادل، وعدم محاولة التأثير على المحتوى، وفى نفس الوقت تقدير أمن الوطن والمخاطر اللى بتحيط بيه. عبد الرحيم على ما السبب الحقيقى وراء الأزمة بينك وبين الإعلامى عبدالرحيم على؟ - هو عبدالرحيم على خصم؟! فى حاجة اسمها شرف الخصومة، يعنى أنت توافق إن فلان يبقى خصمك، الناس مقامات، ولما نجيب ساويرس يبقى ده خصمه «تبقى هُزؤت أوى».. هو من مدرسة إعلامية معروفة بتسعى للنيل من الشرفاء والابتزاز، مقابل عوائد مادية مش هيشوفها من واحد زيى. وهل حضر إليك عبدالرحيم على فى فرنسا بالفعل، وقال لك إن المجلس العسكرى كلفه بدعوتك للرجوع للقاهرة إبان حكم الإخوان؟ - بالفعل جالى فرنسا وطلب منى فلوس كمساعدة، والتقيت بيه على قهوة وكنا وقتها بنجاهد ضد الإخوان، وللتاريخ كان ليه دور كويس جدا فى ده، لأنه قارئ وباحث فى المواضيع دى، وانتهت المقابلة على إنه محتاج دعم مادى. ولماذا انقلب عليك فجأة؟ - لأن الدعم ده توقف بعد سقوط الإخوان. وبماذا تفسر عودة عبدالرحيم على لتقديم برنامجه على قناة أخرى بعد استبعاده من القاهرة والناس؟ - علشان لقى شخص ساذج جديد يموله، وأقول لهذا الشخص: «بعدما يخلص شوال الفلوس، هتندم على الفلوس اللى ضيعتها». من وراء التسريبات التى تُذاع لك؟ - ضابط سابق بأمن الدولة، باع هذه الأسرار فى مخالفة لمواثيق شرف مهنته بمقابل مادى، وهو معروف لدى الأجهزة الأمنية، ولا أعلم إذا كان تم اتخاذ إجراءات ضده أم لا. فى رأيك لماذا يتم تسجيل مكالماتك؟ - أنا بضحك على هذا الموضوع، هل واحد زيى ممكن يبقى خطر على المجتمع؟.. يمكن ليهم نظرة أنا مش عارفها، وأنا مش على راسى بطحة، لكن اللى بيضايقنى إن ده اقتحام للخصوصيات. هل كون الدولة تسجل مكالمتك يزعجك؟ - معنديش يقين إن الدولة بتسجلى، لكن لو بتسجلى أضايق طبعا، لإن ده اقتحام لخصوصياتى وبرفضه، وده من حقى. ما رأيك فى إذاعة المكالمات على الملأ؟ - التنصت جريمة يعاقب عليها القانون، والدستور حدد حالات معينة لده، والسماح بأن تذاع على الملأ بهذا الشكل لا يليق بدولة مثل مصر داخلة على منعطف جديد، ولا توجد دولة محترمة تقبل أن تُذاع تسجيلات تمت بطريقة غير قانونية، وتقف تتفرج على هذا التجاوز دون أى إجراء قانونى، والموضوع مش محتاج بلاغات للنائب العام، لأن النائب العام والأجهزة القضائية عليهم أن يوجهوا له اتهامات، أقلها يسأل من أين له هذا ومن أين حصل عليه. لماذا يتم التركيز عليك فى إذاعة تلك التسريبات؟ - لإن الهجوم عليا بيبيع. بمناسبة الهجوم عليك، كشف أحد الكتاب فى مقال له بجريدة قومية عن لقاء تم بين ملياردير شهير والسفير الأمريكى، بهدف توجيه أوباما للوقوف ضد السيسى.. هل كان يقصدك؟ - الحقيقة أنا عمرى ما قابلت السفير الأمريكى، غير إن %50 من سفراء العالم بمصر بييجوا يقابلونى، لأن هناك «جزء اقتصادى» أنا شغال فيه وهما بيحاولوا ينموا شركات بلادهم فبيجولى، غير إنهم بيحسوا إنى صادق فهقولهم بصراحة رأيى فى الأحداث اللى ماشية دلوقتى، ولو كنت قابلته كان هيبقى عادى جدا، إنما أنا فعلا ما قابلتوش، ومعرفش الكاتب بيتكلم عن مين. يُقال دائماً أنك تريد السيطرة على الإعلام؟ - أنا لا عاوز أسيطر ولا أنيل، أنا غيرت من مجال استثمارى فى الاتصالات ودخلت مجال الإعلام، فلازم أكون متفوق فيه. لو تحدثنا فى محور آخر من الحديث عن الاقتصاد.. هل حجم استثماراتك داخل مصر أكبر أم خارجها؟ - ما زال خارج مصر أكبر، ومعظم استثماراتى فى إيطاليا ومصر، لكن الفترة اللى جاية هيبقى الجانب الأكبر من استثماراتى فى مصر.. وإحنا عندنا هنا حوالى 8 مشاريع حتى الآن لم يتم تنفيذ واحد منهم، لغياب الآليات. هل أنت أغنى شخص فى عائلة ساويرس؟ - معرفش عندنا إيه. هل لديك الجرأة لأن تعلن عن حجم ثروتك؟ - ما بحسبش ثروتى وما بتفرقش معايا، لكن أنا عايش عيشة كويسة جداً، وعندى عربية كويسة جداً، وأولادى بيتعلموا كويس جداً، وعندى تأمين صحى عالى جداً، فبالتالى الزيادة دى هوديها فين؟ يا إما توديها فى حاجة تفيد البشرية، وتفيد بلدك يا متلزمش.. ده منطق العائلة. يُقال عنك طول الوقت إنك متهرب من الضرائب.. ما ردك؟ - أنا أكبر دافع ضرائب فى مصر، وأتحدى حد دفع ضرائب قدى، والمشكلة إنك بتنسب كل أنشطة عائلة ساويرس إلى نجيب ساويرس، لإن نجيب هو اللى بيطلع فى الإعلام، أنا مليش أسهم فى الإنشاء، ولا فى لافارج، وغير مساهم فى كل تلك الشركات، وليس لى منصب تنفيذى بها، إضافة إلى أنه اتهام وجه لشركة أوراسكوم للإنشاءات التى يمتلكها أخى، وثبت بعد ذلك أنها اتهامات ملفقة ومسيسة، والمخابرات حصلت على مراسلات موجودة وأحد أطرافها كان خيرت الشاطر، وهو يقول إعملوا كده علشان نجيب يبطل اللى بيعمله، فاتعمل ده للضغط عليا. برأيك أين نتائج مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى؟ - الصف التانى من القيادات التنفيذية بيطفشوا المستثمرين، وبطالب الدولة إنها تشيلهم كلهم مرة واحدة وتجيب شباب نضيف جديد متعلم كويس، علشان ييجى وهو متخلص من كل الرواسب البيروقراطية القديمة دى ويشتغل كويس مع الناس كلها، وبأطالب بقانون يحمى الموظف الأمين فى حالة اتخاذه قرارا خاطئا دون أن يتربح منه، اللى بيحصل دلوقتى إن الموظف اللى ما بيوقعش على أوراق وبيعطل الشغل ما بيحصلوش أى حاجة، والموظف اللى بيمضى يا إما يتهم إنه ارتشى علشان يوقع أو هو برىء ويتسجن برضو، فبالتالى خيار إنك ما تمضيش وتوقف الأمور هو اللى شغال، فضلاً عن أنه يجب التقليل من سطوة الأجهزة الرقابية والرعب اللى بتسببه للموظفين، وأطالب محلب بلقاء كل المستثمرين لمعرفة أسباب عدم البدء فى مشروعاتهم. لماذا خذلتم السيسى بشأن صندوق «تحيا مصر»؟ - إحنا مش من دول، إحنا من أكبر الناس اللى تبرعت فى هذا الصندوق، وتبرعنا بين 2 مليار إلى 3 مليارات. أليس قليلاً أن عائلة ساويرس كلها تتبرع بـ3 مليارات فقط؟ - ده كتير أوى. ما مشروعاتك المستقبلية لمصر؟ - قررنا إننا هنستثمر فقط فى موضوعات هتغير الشكل العام فى مصر وتفيد البلد.. بنفكر جدياً دلوقتى فى تدوير القمامة والمخلفات، وبنفكر فى الطاقة المتجددة، وفى المناطق اللوجيستية والنقل. فيما يتعلق بالكنيسة.. يُقال إنك تعتمد على أصوات الأقباط للنجاح فى الانتخابات.. ما ردك؟ - المسيحى مواطن مصرى له كل الحقوق السياسية مثله مثل أى مواطن مصرى مسلم، ولو إدانى صوته أنا شاكر فضله، ولو ما إدانيش شاكر فضله برضو، ومش عيب إنى أعتمد عليه، لكن معروف عنى إنى بعتمد على كل المصريين. كيف رأيت واقعة اعتراض عدد من شباب الأقباط على قانون الأحوال الشخصية ومطالبتهم بالزواج الثانى داخل الكنيسة وتدخل الأمن للقبض عليهم؟ - الأسلوب ما كانش صح، واللى مش عاجبه دينه يغيره. هل أنت مع فكرة الزواج الثانى؟ - أنا راجل ملتزم بدينى، وإذا كان دينى بيمنع الطلاق فأنا بحترم هذا، وما نقدرش نقول للبابا غير لنا حاجات فى الدين، أنا على الصعيد الشخصى مش مقتنع بإن الواحد لازم يفضل مع زوجة العمر كله وهى معكننة عليه حياته وقرفان، لكن دينى بيقول كده فلازم أحترمه. وهل ترى أنه ما زال لدى الأقباط فى مصر تخوفات؟ - لم تنته تخوفاتهم حتى الآن.. ولما تيجى تهجر 11 أسرة علشان واحد عبيط بعت حاجة ضايقتك، وفيه ناس تقول ما تبنوش كنيسة علشان بتايق مشاعر وأحاسيس المسلمين، مش فاهم إزاى ده، طب أنا بتضايق لما ما بسمعش الأذان، إتربيت إن صوت الأذان جزء من منظومتى الأساسية. كيف رأيت مقتل الـ21 قبطيا على يد داعش؟ - دى كانت آخر مرة بكيت فيها، وندمت إن شفت فيديو قتلهم، وأنا صعيدى ومش هسيب حقهم بجد.

نجيب ساويرس فى أخطر حوار لـ اليوم السابع"الحلقة الأولى:


  "مبارك" تعرض للظلم واتهامه بسرقة 14 مليار جنيه كلام فارغ..حزب "النور" ضد الدستور.. و"6 إبريل" اتباعت للإخوان..4 حالات سأقف فيها ضد نظام السيسى السبت، 13 يونيو 2015 - 09:49 ص نجيب ساويرس حوار: محمد مجدى السيسى تصوير:كريم عبدالعزيز نقلا عن العدد اليومى... - ساويرس: فيديو حزب التجمع مش فضيحة لأن الرقص مش حرام - الرئيس كلمنى بعد فوزه بالرئاسة مرة واحدة وسعدت بها - %90 من الأحزاب عبارة عن "عم أحمد وابنه و2 أصحابه" - قائمة "فى حب مصر" تضم شخصيات لها تاريخ من التطبيل - مبارك لم يكن إنسان «شرانى» ولم أشعر بشماتة فى مرسى وهو فى القفص - أحمد عز عرض أموالاً على مرشحين بـ«المصريين الأحرار» لترك الحزب - أقول للسيد البدوى: «المية تكدب الغطاس» وأنصحه يبعد عن المؤامرات لا يتوقف رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، عند حد إطلاق القذائف فى كل اتجاه، وإنما يكشف عن مفاجآت عدة بينها تفاصيل مكالمة الرئيس عبد الفتاح السيسى له بعد توليه الرئاسة، والرسالة التى تلقاها من مرشد جماعة الإخوان محمد بديع وقت حكمهم للبلاد. رجل الأعمال الشهير والمثير للجدل يرى فى حواره لـ«اليوم السابع» أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والمرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق تعرضا للظلم، كما يتحدث عن موقفه من دعوة الرئيس السيسى الأحزاب لتشكيل قائمة موحدة فى الانتخابات النيابية المقبلة، ويؤكد أن أعداد الأحزاب المؤثرة على الساحة السياسية فى مصر لا تتجاوز 4 أحزاب، وأن البقية الباقية «كرتونية» وتتسبب فى إرباك المشهد السياسى.. وإلى نص الحوار: لو بدأنا بالمجال السياسى وأنت مؤسس لواحد من أكبر الأحزاب الفاعلة فى مصر الآن.. كيف ترى المشهد السياسى فى الوقت الحالى؟ - المشهد ضبابى جداً، وتأجيل الانتخابات بهذا الشكل أضر بنا بشكل كبير، ولن يحسم هذا المشهد إلا بتحديد موعد الانتخابات، وإنهاء هذا الجدل غير مجدٍ، ومن ينادون بتأجيل الانتخابات يصدرون صورة مشوهة عن الأحزاب، والمشهد السياسى سيتضح حينما تتم الانتخابات، ويختار الشعب المرشحين الذين يثقون فيهم، وننتهى بذلك من كل الأحزاب الكارتونية التى ليس لها أى تواجد وتتسبب فى إرباك المشهد السياسى. وكم حزب فى رأيك بمصر ينطبق عليهم لفظ «كرتونى»؟ - 90% من الأحزاب عبارة عن «عم أحمد وابنه و2 أصحاب». وكم حزب فاعل ومؤثر أو له تواجد على الساحة السياسية؟ - عدد تلك الأحزاب من وجهة نظرى لا يتجاوز 3 أو 4 أحزاب، وهناك أحزاب تقوم بمجهودات بالطبع، ولكن لا يوجد حزب وصل لكل القواعد الشعبية «لإننا بعد ثورة يناير بنعيش سنة تالتة ديمقراطية». وهل ترى أننا نعيش ديمقراطية الآن؟ - تقريباً. وما رأيك فيما شهده مقر حزب التجمع فى ذكرى سيد درويش؟ - بالنسبة لى ده مش فضيحة، والرقص مش حرام، والفن ملوش حدود. بمناسبة الرقص.. يتردد عنك أنك تحب الرقص.. ما مدى صحة ذلك؟ - أنا راجل بحب الرقص والسهر و«اللى متضايق يضرب دماغه فى الحيطة». نعود للسياسة.. هل تعتقد أن الانتخابات المرتقبة ستشهد التوصل لقائمة موحدة؟ - أنا مش مقتنع بالمنطق ده، لكن إحنا كحزب، منقدرش ننعزل عن المحاولات دى أو نقف فى طريقها، لكن غير مقتنع بأنها ستُكلل بالنجاح. لماذا لم تعلن عن موقف واضح من قائمة «فى حب مصر»؟ - إحنا دخلناها حفاظاً على الاصطفاف الوطنى وتقديراً منا للظروف اللى البلد بتمر بيها، لكن لم نكن راضين عن الطريقة التى تم بها اختيار عدد من الأشخاص لضمهم إليها. وهل ترى أنها «قائمة الدولة»؟ - لا.. إنما هى تحظى بقبول من كل أجهزة الدولة، لأن هذه الأجهزة شاركت فى تجهيزها. تقصد بذلك أن الدولة شاركت فى إعداد قائمة فى حب مصر؟ - نعم بعض الأجهزة فى الدولة. وهل يعنى هذا أن الأمن يتدخل فى السياسة؟ بالفعل يتدخل، وهناك عقليات أمنية تتدخل فى السياسة بشكل صحيح، وهناك عقليات تتدخل بغباء شديد. وكيف ترى أثار هذا التدخل؟ - هناك تدخل محمود حينما يكون هناك خطر يحيط بالوطن، لكن أتمنى ألا يتحول الأمن إلى أن يكون أمن الرئيس فقط وليس أمن الوطن، نعم أمن الرئيس هو بالفعل أمن للوطن، لكن يجب أن تكون مهمة أجهزة الأمن الأولى هى حماية الوطن إضافة إلى حماية الرئيس. بمناسبة تدخل الأجهزة الأمنية.. هل تعتقد أن الأجهزة الأمنية استعانت بأحمد عز لهدمك فى الانتخابات؟ - كان لى رأى حول ظهوره بهذه الطريقة، فإضافة إلى كونه مصمما على الاستخفاف بمشاعر الناس والهروب من مسؤولية تزوير انتخابات 2010، فإن الحضور مرة أخرى كان فيه استفزاز غير عادى، وهذا رأيى الشخصى وليس لى أى دليل على ما أقول، فهو لا يمكن أن يُقبل على هذه الخطوة من دماغه، لأنه معروف عنه أنه شخص ذكى مش غبى. تردد أن عز عرض أموالا لأعضاء لدى حزبك لكى يتركوه؟ - بالفعل أحمد عز عرض أموالا لمرشحين بالحزب عندى ليتركوا الحزب لكنهم رفضوا، وأنا أؤكد أنه لن يستطيع أحد هدم «المصريين الأحرار» لأنه أصبح واقعا ومبنيا على أسس متينة، ولديه هيكل وتنظيم قوى، وصعب جدا إن حد يهدمه. لو تحدثنا عن العلاقة بين السلطة ورجال الأعمال.. برأيك من تكون له الغلبة والسيطرة على الآخر فى هذه العلاقة؟ - محدش ليه غلبة على التانى، الاتنين محتاجين يحطوا إيديهم فى إيدين بعض لصالح الوطن، ولو اختصموا كل فرص العمل اللى بيوفروها رجال الأعمال هتضيع، ولو رجال الأعمال تصيدوا الأخطاء للسلطة، وأصبح بينهم وبينها عداء يسقط الوطن، بس ما تكونش السلطة غاشمة. لكنكم وقفتم ضد السلطة إبان حكم الإخوان؟ - إحنا ما وقفناش ضدهم، هم اللى وقفوا ضد شعبهم.. وقفوا ضد الناس اللى انتخبوهم. إذن هل يستطيع رجال الأعمال أن يُسقطوا نظاماً؟ - لأ ما نقدرش، اللى يقدر هو الشعب، مش رجال الأعمال. وهل ترى أن الدولة تعامل رجال الأعمال بشكل جيد؟ - توجه الرئيس ورئيس الحكومة ومعظم الوزراء تجاه قطاع الأعمال نراه إيجابيا وما الظروف التى يمكن أن تجعل نجيب ساويرس ضد النظام؟ - إذا تحول الرئيس إلى ديكتاتور، وإذا تحولت الأجهزة الأمنية إلى أجهزة قمعية، وإذا حدثت تجاوزات بملف الحريات وحقوق الإنسان، وإذا حدثت تجاوزات لكتم الأصوات الحرة ومنع الديمقراطية، سأقف ضده. لقائمة فى حب مصر مرة أخرى.. ما اعتراضاتك عليها؟ - اعتراضى على أن هناك شخصيات معينة أُدخلت فى هذه القائمة، وهى من الشخصيات التى لها تاريخ طويل فى النفاق والتطبيل، ووجود شخصيات محترمة بجانب هذه النماذج يسىء مباشرة لها. وهل تعرضت لضغوط للدخول فى هذه القائمة؟ الذى يتعرض للضغط لا بد أن يكون قابلا للضغط، وأنا مش قابل للضغط، لإنى ماشى بعبارة السيد المسيح: «ماذا يفيد الإنسان لو كسب العالم وخسر نفسه». فى ذكر القوائم الانتخابية.. لماذا اختفى الدكتور كمال الجنزورى وقائمته؟ - الحقيقة أنه لم يأت رئيس وزراء لمصر فى مهنية الجنزورى، ولا أدائه وأمانته الشديدة وفى حبه لهذا الوطن، غير أنه عمل جهدا كبيرا جدا فى المنظومة الانتخابية، إلا أنه كان محسوبا على الرئيس، لأنه كان مستشارا له، فرأت الأحزاب أن هذا خلط للأمور، فانسحب هادئا بعد أن أكمل المهمة بنسبة 99%. هناك آراء تقول إن حزبك يُدار بطريقة الشركات.. ما ردك؟ - العبرة بالانتخابات وبالنتيجة، ومع احترامى لمن يقولون ذلك، فهم «ناس مش فاهمة»، لأن إدارة حزب تحتاج إدارة موارد بشرية وجهاز تسويق وإدارة مالية وإدارة تنفيذية ومجلس إدارة يفكر ويعمل استراتيجيات، وإذا تمت إدارة حزب كأنه شركة، فتبقى هى دى الطريقة الصحيحة، وإذا كانت إدارة الحزب على طريقة الشركات غلط يبقى إحنا هنخسر الانتخابات اللى جاية. ماذا تتوقع لحزبك فى البرلمان المقبل؟ - أتوقع أن يكون الحزب الأول فى البرلمان إن شاء الله. ما سر كل هذه الثقة؟ - مش علشان إحنا هايلين، علشان كل الفرق اللى قدامنا ضعيفة. هناك قصة تحكى أنك احتفلت بعدد من قيادات حزبك، وأحضروا تورتة على شكل برلمان، وقلت لهم: «عاوزين قد إيه من التورتة؟»، فقسمت نص التورتة، فى إشارة منك إلى أنك تستهدف نصف البرلمان.. ما مدى صحة ذلك؟ - دى واقعة حقيقية، والمفروض إن طموح الإنسان دائماً يبقى عالى. وما هو طموحك فى هذا الشأن؟ - طموحنا إننا ناخد من 20% لـ 30% من البرلمان على الأقل. هل «المصريين الأحرار» حزب معارض؟ - لأ، حزبنا مش معارض، إحنا حزب وطنى وسينافس بأمانة وجدية فى الانتخابات، وسيكون دائماً صمام أمان للبلد. الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد قال فى أحد التسريبات: «هو ساويرس حجمه إيه فى السياسة علشان يدعوه فى مؤتمر سياسى»؟ - أقول له: «الميه تكدب الغطاس». يلاحظ أن تصريحاتك قليلة بالقياس مع الدكتور البدوى.. ما تفسيرك لذلك؟ - لما تتكلم كتير تغلط كتير ولما تتكلم قليل تغلط قليل. وما نصيحتك للدكتور السيد البدوى؟ - نصيحتى إنه ينأى بنفسه من الرد على كل الاتهامات والمؤامرات، وأن يحاول أن يمد يده للجميع ويستقطب الناس اللى معاه، وإنه ما يدخلش فى خصومات ملهاش معنى. لو انتقلنا لملف جماعة الإخوان.. هل ترى أن هناك شروطا يجب على الجماعة أن تفى بها تمهيداً للتصالح معها؟ - بالتأكيد.. لكن بدون أى شروط مسبقة منهم، فلا بد أن يوجهوا وبشكل نهائى نداء لكل من يتبعوهم، بأن يتوقفوا عن أعمال العنف ويعزفوا عنها، ويحلوا تنظيم الإخوان المسلمين، ويستعملوا أدوات الديمقراطية، وينهوا الازدواجية بين التنظيم السرى والتنظيم المدنى، ولو عملوا ده فسينظر لهم قطاع كبير من الشعب على إن ده مبدأ للمصالحة، ودى نصائح منى لهم قبل الحديث عن المصالحة. وما هو شعورك حينما ترى الرئيس المعزول محمد مرسى داخل القفص؟ - لا أشعر بأى شماتة تجاهه. وكيف ترى أحكام الإعدام بحق قيادات الإخوان؟ - كلها غيابية ودرجة أولى، وبالتالى لا يمكن أخذها على أنها أحكام نهائية، إضافة إلى أنها غير مسيسة لأنها لا تخدم البلد سياسياً. وماذا عن حزب «النور»؟ - هو حزب مضاد تماماً للفكر الليبرالى، ومنغلق ثقافياً وفكرياً، ومنهجه مضاد للدستور الذى منع إقامة أحزاب دينية، وهو ينفى طوال الوقت أنه حزب دينى، لكنه حزب دينى بالفعل. وماذا بشأن حركة 6 إبريل؟ - بعد أن كانت رمزا لـ 25 يناير، ومن أوائل المنادين بالتغييرات هم وحركة كفاية، احتفظت كفاية وقياداتها بالنقاء الثورى ودوافعهم الوطنية، لكن «اتباعت 6 إبريل بالرخيص لتنظيم الإخوان». كيف تقيم أداء الرئيس السيسى بعد عام من حكمه؟ - فى السياسة الخارجية 100%، وفى التوجه الدينى والوطنى والوحدة الوطنية 100%، فى الناحية الاقتصادية 90%، فى المسألة السياسية 70%. ولماذا يأخذ التقييم السياسى الدرجة الأقل؟ - علشان تأجيل الانتخابات البرلمانية حتى الآن. كم مرة تحدث إليك الرئيس السيسى منذ توليه الرئاسة؟ مرة واحدة، كلمنى فى الصيف اللى فات. وهل لنا أن نعرف محتوى المكالمة؟ - مش عاوز أقول، لكنى سعدت بالمكالمة جداً. بعد صدور أحكام البراءة بحق الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى عدد من القضايا.. ما تقييمك له؟ - بصراحة، الراجل ده لم يكن إنسان «شرانى»، وكان بيحب الخير للناس، وشئنا أم أبينا، فإن مصر فى عهده تقدمت اقتصادياً، لكن المشكلة كانت فى الهتيفة اللى حواليه، فحصلت أخطاء سياسية لا أحد ينكرها، لكن من الناحية الإنسانية، صعب عليا أشوفه داخل السجن على نقالة، فكأنى أهنت المنصب نفسه، وكنت أتمنى إنى ما أشوفش المنظر ده، و«اتحمقت» جداً لما شفته كده لأنى حسيت إن عزيز قوم ذُل. هل ظُلم مبارك؟ - ممكن أقول إن الـ3 سنين دول ممكن نعتبرهم مقابل الأخطاء السياسية فى عهده، وهو بالفعل ظُلم عندما اتهم بسرقة 14 مليار جنيه، وده كلام فارغ ومش حقيقى، وظلم أيضاً حينما اتهم بأنه أمر بإطلاق النار على المتظاهرين، وقتل المتظاهرين. من مبارك للمرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق.. طوال الوقت يتردد أن شفيق هو الرابح فى الانتخابات الرئاسية.. كيف ترى ذلك؟ - أنا مقتنع بأن شفيق كان فائزاً فى الانتخابات، وإنه حصل تزوير فى المرحلة الأخيرة، لأنه ثبت وجود أوراق مزورة فى صناديق الانتخابات الرئاسية، وما دام ثبت أن فيه عملية تزوير ولو حتى فى صندوق واحد، تبطل العملية الانتخابية كلها. وهل شفيق ظُلم أيضاً؟ - طبعا شفيق اتظلم. كيف رأيت دعوة شريف الشوباشى لخلع الحجاب؟ - هو حر فى دعوته واللى عاوز يسمع كلامه يسمع واللى مش عاوز هو حر، أنا مع حرية السيدة فى إنها تتحجب أو لأ، ومع إن اللى يدعو لخلع الحجاب حر أيضاً. قلت من قبل: «كيف تقود مصر الدول العربية وهى تعتمد على دول عربية أخرى» ماذا كنت تقصد؟ - نعم، فصعب جداً أن تقود مصر الدول العربية واقتصادها مهلهل، ولم يقف على قدميه بعد. إذن من يقود الدول العربية حالياً برأيك؟ - مفيش حد، لكن مصر مؤهلة أن تقوم بهذا الدور شرط أن يقوم اقتصادها، وتصبح معتمدة على نفسها فقط. بالتأكيد لديك فى جعبتك الكثير من الأسرار التى لم تكشف عنها.. هل لنا أن نعرف بعضاً منها؟ - تلقيت مكالمة من رجل دين مسيحى خلال حكم الإخوان، ينقل لى رسالة من المرشد، وقال لى فيها، المرشد بيقولك أحسنلك ما ترجعش مصر، فقلتله: عيب إنك تنقل رسالة زى دى، وهقولك عبارة من كتاب المفروض تبقى عارفه كويس جداً «من كان الرب معه فمن عليه، وأنا مكنتش راجع قريب، وطالما قلتلى كده، يوم الاتنين هكون فى مصر». إلى هنا انتهى الجزء الأول من الحوار الساخن لرجل الأعمال نجيب ساويرس. غدا نجيب ساويرس يكشف من وراء التسريبات ويتحدث بصراحة عن ثورته وعلاقته بعبدالرحيم على وألبرت شفيق وإبراهيم عيسى 

Saturday, June 13, 2015

صلاح دياب والكتيبة المقاتلة! بقلم د. وسيم السيسى ١٣/ ٦/ ٢٠١٥

كنت أنا وزوجتى الدكتورة سوزان من المدعوين لعيد ميلاد «المصرى اليوم» الحادى عشر.. هذا الجورنال الذى فرض نفسه على باقى الصحف بعد بضع سنوات من ميلاده، وذلك لسببين.. أولهما انحيازه للشعب وآلامه وليس للسلطة، وثانيهما أن شعاره: دعوا الأزهار تتفتح.. دعوا الأفكار تتصارع، فهو ينشر لأقصى اليمين كما ينشر لأقصى اليسار، فأصبح مثل: بوفيه الأفراح، الكل مدعو، ولكل مدعو ما يشتهى!
استقبلنا المفكر والمهندس صلاح دياب صاحب الأربعين عاماً وبضعة أسابيع «لا أعرف كم أسبوعاً!»، رشيقاً خفيفاً وكأن الرشاقة تتناسب تناسباً طردياً مع عدد الأسابيع!
رحب بنا بكلمات تحس معها أنه وإن لم تربطك به أواصر الدم، فقد ربطتك به أنبل صلات الود والإخاء.
ها هو الربان الماهر الذى قاد بارجة الدستور وسط العواصف السياسية فى أحرج ساعة من ساعات الوطن المصيرية حتى وصل بنا وبها إلى بر الأمان!
جاءنى المايسترو عمرو موسى عاتباً علىَّ استقالتى من لجنة الخمسين، قلت له: كنت فى لجنة المقومات الأساسية، وبالتصويت الحر الديمقراطى بعد حوار ٣ ساعات وصلنا إلى أن مصر دولة مدنية، وكان التصويت عشرة فى صالح الدولة المدنية، وأربعة منهم المستشار محمد عبدالسلام ضد الدولة المدنية، وبالرغم من أن الدولة المدنية معناها أنها دولة ليست عسكرية أو دينية، ولكن بكل أسف فى لجنة الصياغة مسخوا كلمة مدنية لأن المستشار محمد عبدالسلام فى هذه اللجنة، والمفروض أن هذه اللجنة تقوم بصياغة قانونية لما وصلت إليه لجنة المقومات الأساسية، فلم يكن أمامى إلا الاستقالة احتجاجاً على ذلك، ثم ابتسمت وقلت لربان سفينة الدستور: لا تزعل منى فأنت تعرف كم أحبك!
ها هى فراشة طائرة اسمها فاطمة ناعوت! هل تقدم الفراشات إلى المحاكم؟ لو كان حفيد محمد نور موجوداً لحفظ التحقيق مع فاطمة ناعوت، كما حفظه جده مع الدكتور طه حسين بخصوص كتابه: فى الشعر الجاهلى.
ها هو الجبار أحمد الجمال بسيجاره الهافانا.. المعرفة قوة، وهو موسوعة معرفية، امتلأ عقله بكل شىء إلا من غدة الخوف التى تذل أعناق الرجال.
ها هو الدكتور المخزنجى.. الشخصية الجميلة الرقيقة الحالمة.. عاشق الطبيعة بغرائب مخلوقاتها، طلبت منه أن يضعها فى كتاب، فوعدنى بذلك.
وظهر «أبوالغار».. الصديق الحبيب، والذى طالما سهرنا سوياً كل أربعاء، حتى أطلقنا عليها: حديث الأربعاء أسوة بالدكتور طه حسين، قلت له: خِفّ شوية.. أصبحت مقالاتك عنيفة! قال لأنى أحب الريس فلابد من مصارحته!
وعلى البوفيه حيّانى من أعرفه جيداً وقال: أنا أنور الهوارى، قلت طبعاً.. مقالاتك شديدة جداً، قال: هذا ضرورى وإلا عدنا لـ١٩٥٤!! إنه مشرط جراح أرجو أن يشفى بالرغم من إسالة الدماء! إن أعظم كلمة فى قاموس أى لغة هى كلمة: نقد، وبدونها لا تتقدم الأمم، على شرط أن تكون أعمدة هذه الكلمة ثلاثة: ١- الإيجابيات. ٢- السلبيات. ٣- طرق العلاج.
كان بجانبى.. سألته: هل أنت المسلمانى؟ قال نعم، شددت على يده، وقلت يا صاحب القلم الرصين، ويا صاحب الفكر المستنير.. لغة الحياء فقال: شكراً.
أخذت بالحضن دكتور ناجح إبراهيم.. الحب يسير على قدمين! صحيح ما قاله فولتير: رجل الدين الجاهل يثير احتقارنا، ورجل الدين المتعصب يثير اشمئزازنا، أما رجل الدين المثقف المحب الواعى «مثل د. ناجح إبراهيم» فهو الجدير بحبنا واحترامنا، أين الاستنساخ حتى يكون كل رجال الدين مثله!
ها هى سحر الجعارة بشجاعة المئات من الرجال، وجمالها ليس فقط ما نراه بل الأهم منه.. هو ما نحسه!
زارنى على مائدة الطعام دكتور طارق عباس الذى يرى ما لا يراه المبصرون، وكأنه نوسترادموس الذى يقرأ المستقبل بناءً على الحاضر.
أين الدكتور سعدالدين إبراهيم؟! هذا العاِلم الفذ الجليل الذى أحبه، وأين الدكتور خالد منتصر.. محطة أنشاص الذرية للتنوير.
انتهى الحفل خرجنا، ودّعنا صلاح دياب، تمنينا له ١١١ سنة لـ«المصرى اليوم»، ونحن نعجب كيف استطاع أن يجمع هذه الكتيبة المقاتلة لكل فساد من أجل الوطن.

Monday, June 8, 2015

عن جرائم التهجير القسرى بقلم د. عماد جاد ٨/ ٦/ ٢٠١٥

«يحظر التهجير القسرى التعسفى للمواطنين بجميع صوره وأشكاله، ومخالفة ذلك جريمة لا تسقط بالتقادم». ما سبق هو نص المادة (٦٣) من دستور البلاد الحالى، وتنص المادة (٦٢) على أن «حرية التنقل، والإقامة، والهجرة مكفولة. ولا يجوز إبعاد أى مواطن عن إقليم الدولة، ولا منعه من العودة إليه. ولا يكون منعه من مغادرة إقليم الدولة، أو فرض الإقامة الجبرية عليه، أو حظر الإقامة فى جهة معينة عليه، إلا بأمر قضائى مسبب ولمدة محددة، وفى الأحوال المبينة فى القانون». كما تنص مواد أخرى فى دستور البلاد على المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن العرق، اللغة، الدين والجنس. يحدث ذلك بينما تتواصل عمليات التهجير القسرى لمواطنين أقباط على يد مواطنين آخرين وبموجب تهديدات مباشرة أو جلسات عرفية تقضى بذلك، جلسات عرفية تتابعها الأجهزة الأمنية والتنفيذية وربما تشرف على تنفيذها فى مراحل معينة وقد تستفيد من ذلك ماديا وأحيانا معنويا، ماديا من خلال الحصول على حصة من «الغنيمة» التى غنموها من ممتلكات الأسر التى تم تهجيرها، ومعنويا عبر الشعور بالارتياح لرحيل ومعاقبة مغاير دينى، فكثير من أجهزة ومؤسسات الدولة يعشعش فيها التطرف والتشدد، وسكنتها الأفكار الأصولية.
يكشف مراجعة تاريخ عمليات التهجير القسرى لمواطنين مصريين أنها عقوبة غالبا ما تطبق على الأقباط فقط، وتبدأ بواقعة قد تكون حقيقية أو مختلقة وأحيانا تنسج حولها روايات منقولة دون التحقق منها. شهدنا فى عقد السبعينيات فرار أسر قبطية من صعيد مصر وتحديدا من محافظتى أسيوط والمنيا بسبب جرائم الجماعات المتطرفة واعتداءاتها المتكررة على الأقباط وفرض إتاوات عليهم بمعرفة الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة، وكان ذلك منطقيا فى عهد السادات الذى قام بأسلمة المجال العام فى البلاد ونشر التشدد والتطرف، بل عهد لرجاله بتأسيس جماعات متطرفة وإمدادها بالسلاح، كما حدث فى حالة الجماعة الإسلامية فى أسيوط فى بداية السبعينيات. استمر الأمر كذلك طوال عهد مبارك وبلغ الذروة فى زمن المرشد والجماعة وتحديدا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١، فقد أطلقت يد الجماعات المتشددة كى تعيث فسادا فى المجتمع المصرى، فتهدم الكنائس وتقطع أذن مواطن وتقص «شعر» النساء فى المترو ثم تتوسع فى عملية تهجير الأسر القبطية. ودخل على الخط بلطجية وقطاع طرق استخدموا عامل الدين فى الاستيلاء على ممتلكات أسر قبطية، ونذكر هنا واقعة تهجير أربع أسر قبطية من «العامرية» بالإسكندرية تحت دعوى إقامة مواطن مصرى قبطى علاقة جنسية مع مواطنة مصرية مسلمة، وقضت الجلسة العرفية بطرد عائلة كبير الأقباط من القرية، الرجل لا علاقة له بالواقعة ولكن الجلسة العرفية قضت بترحيله وتفويض مواطنين من القرية فى بيع ممتلكاته ورد ثمنها إليه لاحقا. وكشفت التحقيقات عن عدم سلامة الرواية من الأساس، فهى رواية مختلقة، وأن الهدف الرئيسى من وراء فبركة الرواية ونشرها فى القرية تشكيل رأى عام يطالب بمعاقبة مرتكب الواقعة، وهو الأمرالذى استغله البعض فى القرية للمطالبة بترحيل عائلة ثرى القرية القبطى والاستيلاء على ممتلكاته، وقد كان فقد أمرت الجلسة العرفية بطرد العائلة والاستيلاء على ممتلكاتها وبيعها من قبل كبار القرية، والهدف كان الاستيلاء على أرض الرجل وتجارة القطن والموبيليا التى برع فيها. ولا تختلف واقعة قرية «درويش» التابعة لمحافظة الفشن ببنى سويف عن وقائع تهجير الأقباط بموجب جلسات عرفية سوى فى التفاصيل، فالرواية هذه المرة أن شابا من القرية يعمل فى الأردن نشر على صفحته فى «الفيسبوك» ما يعتبر إساءة للإسلام، وجرى نشر الرواية فى القرية، وهب الأهالى دفاعا عن الإسلام فجرى حرق منازل لأسرة الشاب، وتدخل عمدة القرية ووقع غرامة (جزية) على أسرة الشاب قدرها ربع مليون جنيه، ثم عقد جلسة عرفية قررت تهجير عائلة الشاب المكونة من أربع أسر، وجرى تنفيذ العقوبة فى ساعات معدودات تحت إشراف مدير الأمن وبمعرفة المحافظ. من جانبه نفى الشاب الواقعة من الأساس مؤكدا أنه لا يجيد القراءة والكتابة. عموما وبصرف النظر عن صحة الواقعة من عدمها فإن ما جرى يعتبر جريمة فى جبين الدولة المصرية ويكشف عن حالة من التعصب والتشدد من قبل بعض مؤسسات الدولة وأجهزتها، ويكشف فى الوقت نفسه عن البطء الشديد فى تعامل السلطة التنفيذية مع مثل هذه الحوادث، كما أن معالجة الموضوع تتم بجلسات عرفية أو يتم الاكتفاء بالتراجع عن قرارات الجلسة العرفية دون محاسبة من خالف الدستور والقانون، لتنفجر القضية فى مكان آخر فى وقت لاحق. وفى تقديرى أن استمرار انتهاك الدستور والقانون فى كل القضايا الخاصة بالأقباط أمر لم يعد يحتمل، لاسيما فى ظل نشاط الأجيال الجديدة من الأقباط وضغوطهم على الكنيسة وعدم تقدير موقف الأخيرة المبنى على حسابات معقدة للدرجة التى هزت هيبة رأس الكنيسة فى عيون شباب الأقباط، وهناك من وجه له الاتهامات بعدم التدخل لدى الدولة لرفع هذه الاعتداءات، وهناك من الشباب من وصف البابا بالعمل لدى الدولة، وهو أمر يضعف من موقف البابا ويهز مكانته ويضعف قدرته على التعامل مع مثل هذه الأحداث.
فى تقديرى أن القضية لم تعد تحتمل التأجيل، لابد من تفعيل المادة (٦٣) من الدستور المصرى، وتوجيه المسؤولين فى الأجهزة الأمنية والتنفيذية بضرورة تطبيق القانون وإلغاء الجلسات العرفية، وأن من يقوم بمثل هذا العمل سيعزل من وظيفته ويقدم للمحاكمة، كما قلنا مرارا وتكرارا الحل فى دولة القانون ذات الهيبة، والأمر هنا يتوقف على الإرادة السياسية، هل هناك رغبة حقيقية فى تطبيق الدستور والقانون ومواجهة التمييز بين المصريين حقا، أم أن الدساتير حبر على ورق ومن ثم تتواصل معاناة المصريين من أشكال وأنواع من التمييز وأخطره الدينى.

Sunday, June 7, 2015

على الحجار - قالوا زمان تتر بدابة المال والبنون

أخطاء المسيحيين التي أبعدتهم عن المواطنة (2) ماذا يريد المسيحيون المصريون من مصر ؟ - مينا فريد

استكمال..
في المقال قبل السابق ماذا يريد المسيحيون المصريون من مصر .. عرضتُ بصورة مقتضبة ومختصرة الجو العام الذي يعيش فيه المسيحيون المصريون، حتى غير المتعرضين لأي نوع من أنواع الاضطهاد الطائفي منهم وهم الأغلبية العظمى، وفي المقال السابق أخطاء المسيحيين التي أبعدتهم عن المواطنة ، بدأت في عرض أول العوائق وهي المواقف السياسية. في هذا المقال سأستعرض نقطتين إضافيتين.

الإعلام ونجومه:
بدأت القنوات المسيحية الرسمية "سي تي في" و"أغابي" في البث بدايات الألفية الجديدة من أجل التعبير الديني المتزن أمام قنوات مسيحية خاصة سبقتها، سببت مشاكل طائفية شديدة مثل قناة الحياة.. اكتفت القنوات الرسمية في بدايتها في تقديم برامج وقداسات وفقرات دينية.. وطبعا اهتمام بأخبار الكنيسة وزيارات البابا والشأن المسيحي فقط.. ثم قامت الثورة.. وبدأنا في مرحلة العك تخصيص برنامج توك شو يومي عن السياسة.

يا ألله ! لا أستطيع أن أفهم هؤلاء الناس.. يملؤون الدنيا صراخا.. لا لخلط الدين بالسياسة.. نرفض قنوات مثل الرحمة وحديثها عن السياسة.. لتتركوا القنوات الدينية للدين.. بس ده للناس التانيين.. لكن عندما يستضيف قدس أبونا فلان.. نيافة الأنبا علان.. للحديث عن الوضع السياسي الراهن هذا شيء عادي ومألوف.. ثم نعود لنسأل.. أين المواطنة؟
المشكلة ليست في تدخل هذه القنوات في السياسة.. المشكلة الأكبر من رجال الدين الذين يتحدثون في السياسة في كل الأماكن والمؤتمرات والقنوات الخاصة.
عندما نتحدث عن أزمات في المواطنة بسبب نجوم الإعلام المسيحيين، أول ما سيأتي في بالك من الأشخاص هو الأنبا بيشوي..
في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم يجتمع جدال على رجل من رجال الرهبنة وهجوم ورفض مثلما حدث معه.. هذا الرجل تحديدا تسبب في أكثر من أزمة بسبب عدم حكمته.. منافيا لقول الكتاب المقدس.. "كونوا بسطاء كالحمام " متى 10-16
ظهورة الإعلامي أصبح مرغوبا به بسبب أنه دائما ما يثير الجدل حوله. 

هجومه الإعلامي يدمر أبسط قواعد المسيحية "المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير. وادّين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية. مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة. غير متكاسلين في الاجتهاد. حارّين في الروح . عابدين الرب . فرحين في الرجاء . صابرين في الضيق. مواظبين على الصلاة . مشتركين في احتياجات القديسين . عاكفين على إضافة الغرباء . باركوا على الذين يضطهدونكم . باركوا ولا تلعنوا " رو 12-9:14
تارة يهاجم بنات الكنيسة المسيحيات.. وتارة يهاجم الطوائف الأخرى.. تارة يقول إن المسيحيين هم المصريين والباقي ضيوف.. تارة يبادر في السعي والرغبة في المناصب القيادية.. لا يجد من يهاجمه فيبدأ في الهجوم على البابا وبعض الأساقفة.. هو دائما ما يحب أن يكون محط أنظار الجميع.. رغم كونه راهبا.. راهب؟
ماذا تعرف عن الرهبنة ؟
باختصار.. الرهبنة هو قرار شخصي بترك العالم والتفرغ للعبادة والصلاة.. الراهب يصلى عليه صلاة الموتى لأنه مات عن العالم.. الرهبنة في المسيحية درجة ما من درجات التصوف الرافض للعالم وملذاته.. العجيب أن ظهور الرهبان في الإعلام أصبح شيئا مقبولا وعاديا وقتما وصلوا لدرجة أسقف.. الراهب ربما تفرغ طوال حياته لدراسة الدين والكتب والتفاسير.. ولكن هل درس السياسة والاقتصاد؟ هل قرأ فيهما حتى؟ الحقيقة أن الإجابة بنسبة تقترب من المئة بالمئة.. لأ طبعا.
على أي أساس إذن يوافق على الإجابة عن الشؤون السياسية والمجتمعية والدينية؟
قمة الكوميديا أن نشاهد أسقفا "راهب" يتحدث في الإعلام عن حقوق المسيحيين في المواطنة.. يا سيدنا أول قواعد المواطنة أن لا تتحدث أنت أصلا سياسيا باسم الأقباط ... مؤخرا تم تحجيم دور الأنبا بيشوي السياسي و ظهوره الإعلامي بعد وجود البابا تواضروس.. ولكن بعد أن تسبب وحده في أكثر من أربع مظاهرات وهجوم ومحاولات هجوم من المتطرفين.
آراك تسأل.. أنت شديد الهجوم على تدخل بعض رجال الدين المسيحيين في السياسة وكأن المسيحيين أنفسهم ليس لهم أي دور في بعدهم عن المواطنة.. وكأنهم عرائس ماريونت فقط.. لا يا صديقي .. المجتمع والبيت المسيحي له الدور الأهم والأكبر في البعد عن المواطنة.. ولهذا حديث منفصل المقال القادم والأخير في هذه السلسلة إن شاء الله.

Saturday, June 6, 2015

الدكتور خالد منتصر وماء بئر زمزم بقلم د. وسيم السيسى ٦/ ٦/ ٢٠١٥

هو صحيح الهوى غلاب؟ سؤال طرحته السيدة أم كلثوم وأجابت عنه: ما أعرفش أنا! ولكن العلم يعرف أنه غلاَّب حقاً فى معظم الأحيان! ذلك لأن الجهاز الحرفى أو الهامشى فى المخ Limbic System الذى تغذيه الهرمونات والهوى، ينضج فى سن ١٠-١٢ سنة، ولا سلطان لقشرة مقدم الفص الجبهى من المخ عليه إلا فى سن ٢٥-٣٠!! Prefrontal Cortex المصدر: Scientific American، عدد يونيو ٢٠١٥.
وقد فطن إلى هذه الحقيقة العلمية جانونج فى كتابه الرائع وظائف الأعضاء الطبية، وشبه الـLimbic System بـ«حصان قوى جامح»، وقشرة الفص الجبهى بـ«فارس»، ولكن دون لجام!!
بدأت بهذه المقدمة العلمية لأنها تفسر لى ما يحدث على الساحة الدينية العلمية الثقافية!
قالت الـB.B.C ما قالت عن ماء بئر زمزم، وقال دونكان كامبل، رئيس جمعية المحللين، ما قال، وقال الدكتور فيصل شاهين ما قال، وقالت الدكتورة خولة الكريع عالمة أبحاث التحول الجينى فى السرطان ما قالت عن ماء بئر زمزم، كل هؤلاء قالوا ما يعتقدون أنه صواب «وقد يكون خطأ»، ولكن الغريب لم تضطرب الدنيا أو يتهمهم أحد بالكفر والعياذ بالله، بينما حين نقل عنهم الدكتور خالد منتصر بعض ما قالوه، هادفاً إلى ترسيخ التفكير العلمى فى شؤون دنيانا، قامت القيامة، هبت العواصف، متهمة إياه بازدراء الدين؟!
فى المراكب يحتفظون بالخبز الناشف للسفر الطويل، سمع ربان السفينة صوت من يأكل الخبز، صاح: من ذا الذى يقضم الخبز قضم الحمار؟! قالوا له: ابنك حسن!
ابتسم وقال: من ذا الذى يقرض الخبز قرض الفار؟! صحيح إذن.. الهوى غلاب.
منذ ١٨٠٠ سنة مضت، كان ستراتون عميداً للعلوم فى جامعة الإسكندرية قال: العلم هو الطريق الوحيد للإنسان حتى يتسيد «أى يصبح سيداً» على كوكبه، أما الغيبيات فلن تصل بشعوبها إلى بر الأمان، مهما كانت دوافع أصحابها نبيلة.
منذ بضع سنوات، أعلن أحد الأديرة عن عثوره على مقبرة بها عظام، يرجح أنها ليوحنا المعمدان «يحيى المغتسل»، قمت بزيارة هذا الدير، قابلت أحد الرهبان «وكان صيدلياً من قبل» وفى طريقنا لرؤية العظام، أخبرنى بأن بعثة علمية أمريكية جاءت لدراسة كربون ١٤ فى هذه العظام لتحديد عمرها الزمنى، ولكننا رفضنا هذا البحث، خوفاً من ألا تتفق نتائج البحث مع العمر الزمنى ليوحنا المعمدان!!
هنا كانت الصدمة التى أخرجتنى عن مشاعرى قلت: وماذا فى هذا؟ إذا جاءت النتائج مخالفة، تقول إن هذه العظام ليست ليوحنا المعمدان، أما إذا جاءت متفقة مع عمره الزمنى نقول: هذه العظام قد تكون ليوحنا المعمدان أو رجل معاصر له فى زمانه، ثم أكملت: دعنى أخبرك يا أبانا.. ما فعلتموه من رفض لهذه البعثة العلمية، إنما هو سر شقائنا وتخلفنا. كان الراهب مهذباً لم يعلق بكلمة واحدة.
منذ سنوات طويلة ادعت سيدة من ضواحى حلوان أن السيدة العذراء أجرت لها عملية استخراج حصوة من الكلى اليسرى، زارنى مجموعة من شباب الأطباء والصيادلة، ومعهم الحصوة، فحصت الحصوة «وأنا.. الدكتوراه التى أخذتها من لندن كانت عن حصوات المسالك البولية»، قلت لهم: هذه زلطة! قالوا: تعال افحص صاحبة المعجزة! ذهبت معهم، فحصتها.. لم أجد جرحاً، أعطونى صورة للسيدة العذراء «مكتبة المحبة» عليها دم ونسيج، تدعى صاحبة المعجزة أنه منها، أرسلنا الصورة بما عليها للأستاذ الدكتور مكرم ميلاد، أستاذ الباثولوجى فى كلية طب قصر العينى، جاء التقرير: هذه الدماء وهذه الأنسجة ليست من أصل بشرى!! ولكن لأن الهوى الدينى غلاب، أصبحت هذه المريضة قديسة الآن!!
وأنت يا دكتور خالد.. تذكر كلمات توماس جنيفرسون قد يغلب الباطل الحق فى كثير من الأحيان، ولكن يبقى للحق ميزته الكبرى، أنه يجعل من أصحابه رواداً للحضارة، ومصابيح للتاريخ.

Friday, June 5, 2015

رخصة المحمول الرابعة أبوطرطور جديدة بقلم نجيب ساويرس ٥/ ٦/ ٢٠١٥

بمناسبة إعادة تشكيل مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات، وما نُشر على لسان العضو المنتدب- الذى أُقيل أخيرا- من مغالطات.. ونظراً لأهمية الموضوع، وحتى أُرضى ضميرى وأحذر من كارثة اقتصادية أسوأ من فوسفات أبوطرطور، اسمحوا لى قرائى الأعزاء بأن أعيد نشر مقالى الذى نُشر فى أكتوبر ٢٠١٤ حين كان المهندس عاطف حلمى وزيراً للاتصالات، وذلك قبل تولى السيد المهندس خالد نجم الوزارة، فى مارس ٢٠١٥.
أتابع وزير الاتصالات فى نشاطه المستمر للنهوض بهذا القطاع.. وأعرف أنى أخاطر عندما أحذر من مخاطر الاستثمار فى الرخصة الرابعة للمصرية للاتصالات، وسيقال إنى أحاول أن أحمى استثماراتى فى موبينيل، وإنى أريد أن أحرم المصرية للاتصالات من هذه الفرصة العظيمة.. إلا أنى قررت- وكعادتى- أن أقول الحق، رغم كل شىء.. حتى أُرضى ضميرى وحتى أحذر من كارثة اقتصادية أسوأ من فوسفات أبوطرطور.. وللعلم فإنى قد بعت كل حصتى فى موبينيل!
وإليكم كل الحقائق والدلائل على مخاطر هذا الاستثمار المزمع فى الرخصة الرابعة للمصرية للاتصالات وحتمية فشله من شركة مملوكة للشعب:
بلغت خسائر شركة موبينيل فى عام ٢٠١٢ مائتين وثلاثين مليون جنيه، وفى عام ٢٠١٣ بلغت الخسائر خمسمائة مليون جنيه، وهى الشركة الأقدم، والتى لديها أكثر من ثلاثين مليون مشترك وثلث السوق، وذلك نتيجة للمنافسة الشرسة وانخفاض الأسعار! فما بالك بشركة رابعة جديدة تريد أن تنافس فى سوق متشبعة بنسبة وصلت إلى أكثر من ١٢٠%؟!
تقريبا ٢٠% من إيرادات المصرية للاتصالات تحصل عليها حاليا من خلال توفير خدمات البنية التحتية والاتصالات الدولية لشركات المحمول الثلاث، وستفقد المصرية هذه الإيرادات فى حال حصولها على الرخصة الرابعة، نتيجة السماح لشركات المحمول بالمنافسة فى التليفون الثابت والبوابة الدولية ونقل البيانات عبر الألياف الضوئية والكابلات، من خلال شروط الرخصة الموحدة.
المصرية للاتصالات تحصل أيضاً على ٩٧٠ مليون جنيه سنويا، وذلك من حصتها فى فودافون، والتى مطلوب منها الآن بيعها فى حالة حصولها على الرخصة الرابعة، وذلك لتعارض المصالح، ومن ثَمَّ فإنها ستفقد هذا الإيراد!!!
إن فكرة طرح رخصة موحدة لكل الشركات تنزع من الشركة المصرية أحد أهم استثماراتها، التى تحقق ربحية عالية، وتلزمها بالتخارج من شركة فودافون لتفقد مرة أخرى إيراداتها منها.. فكرة عبقرية صحيح؟!!!
بالإضافة إلى ما سبق، فإن المصرية للاتصالات ستسدد اثنين ونصف مليار جنيه ثمناً للرخصة الجديدة، و٦% من الإيرادات، هذا بالإضافة إلى فقدها الإيرادات السابق ذكرها!!!! مع العلم بأن سعر الترددات الجديدة، التى سوف تحتاج إليها المصرية لبناء شبكة محمول متكاملة، لم يحدد بعد، وفى الغالب سوف تتكلف مليارات إضافية، غير تكلفة إنشاء الشبكة نفسها، ثم فى المرحلة الأولى من بدء النشاط، كمشغل افتراضى، ستضطر المصرية لدفع مبالغ طائلة إلى شركات المحمول الثلاث للحصول على الحق فى استخدام خدمة التجوال المحلى. وحيث إن سعر دقيقة المحمول فى مصر يعتبر من أرخص الأسعار عالميا بعد الهند، فإن دخول منافس جديد لن يخدم العملاء فى شىء بل سوف يؤدى إلى تردى مستوى الخدمة للجميع.
لا أعلم مَن الذى يقف وراء هذه الفكرة العبقرية.. ولا الفكر العظيم حولها.. وعادة لا أحب أن أذكر أنى قد قضيت معظم حياتى العملية فى بناء واحدة من أكبر عشر شركات للاتصالات فى العالم، من حيث عدد المشتركين فى مجال الهاتف المحمول، وبالتالى أرجو أن تؤخذ شهادتى بجدية، وأكرر مرة أخرى أنى قد تخارجت من موبينيل، ولا أدافع هنا عن أى مصالح غير مصلحة بلدى ومصلحة ملاك المصرية للاتصالات، وهم أبناء الشعب المصرى.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن إعطاء المصرية للاتصالات رخصة المحمول بالأمر المباشر، بالإضافة إلى أنه أمر لا يستقيم، فهو أيضا يخالف اتفاقية الرخص السابقة، ويفتح الباب على مصراعيه للتقاضى فى حال عدم الاتفاق مع الشركات التى لَمَّحت من قبل بأنها سوف تلجأ إلى التحكيم الدولى.
أرى أنه من الأفضل أن تتخارج الدولة من الشركة المصرية للاتصالات، وأن تُطرَح باقى الأسهم فى البورصة لكافة جموع الشعب، وتتحصل الدولة من ذلك على مليارات تستخدمها فى التنمية والمشاريع الطموحة المقبلة. إن المصرية للاتصالات حاليا من أنجح الشركات فى هذا المجال، ولا أريد لكبرياء البعض أن يقودهم إلى هدم هذه الشركة العريقة وتدمير مواردها، سعيا وراء حلم ليلة صيف.. وهذه هى شهادتى للتاريخ.

Tuesday, June 2, 2015

المسيحي الممنوع من الخطأ بقلم : أحمد الصاوي

المسيحي الممنوع من الخطأ
 هذا كلام قديم فى سياق يتجدد، لا يتغير بتغير الأنظمة، ولا برأس الدولة، لأن الأزمة أعمق من رأس دولة إن كان مدنيا أو عسكريا أو إخوانيا أو دولتيا، لأنها فى العقول المحتقنة بالطائفية والقبلية، والمجبولة على التصنيف، والراضية بالعقاب الجماعى كوسيلة لمواجهة الأخطاء الفردية، فى غياب لدولة قانون هدمتها من زمن الجلسات العرفية والقرارات العرفية التى تتم تحت رعاية ممثلى دولة القانون، لا فرق بين ما جرى فى الدقهلية أو العامرية أو سمالوط أو دهشور أو كفر درويش.
يكفى أن تكون مسيحيا فى مصر حتى تتعلم أنك لا تملك رفاهية الخطأ، وإذا ساقك قدرك إلى الخطأ لا تملك حق أن تعاقب وحدك، وأن تحمل وزرك على كتفيك وحدك دون أن تشاركك أسرتك وطائفتك والعابرون بالمصادفة من طريقك فى سداد فاتورة الخطأ.
يكفى أن تكون مسيحيا غير مقيم فى مصر، لكن أسرتك ما زالت تعيش فى كفر درويش ببنى سويف، فتضع على صفحتك على «فيسبوك» ما يعتبره المسلمون فى قريتك إساءة كبيرة، فتدفع أسرتك وأقاربك وبنى طائفتك الثمن غاليا، بتهديدات وحرق بيوت وأحكام عرفية بالتهجير تتم تحت رعاية السلطة وبإشرافها، فى دولة يقولون إن بها قانونا ومؤسسات، ويعاقبون أناسا آخرين بتهمة محاولة هدم الدولة بينما الهدم يحدث من داخلها، وفى ظل قانون يعتبر العقوبة شخصية، وشريعة تقول: «لا تزر وازرة وزر أخرى».
يكفى أن تكون مسيحيا فى مصر، لتكون عيناك فى منتصف رأسك، لا تزيغ يمينا أو يسارا حتى لا تجرح أحدا قد يتأذى إذا نظر إليه «نصرانى»، وأن تكون أعصابك فى ثلاجة، فليس من حقك أن تتشاجر فى أوتوبيس مع شخص لا تعرف اسمه ولا هويته ولا دينه ومذهبه داس على حذائك أو دفعك فى زحام، ليس من حقك أن تقود سيارتك وتسب ذلك الذى كاد يصطدم بك مثلك مثل أى مواطن مصرى «طبيعى وصالح».
يكفى أن تكون مسيحيا فى مصر، فلا تعترض على بائع الخضار فى السوق، حتى لو باعك ما لديه بضعف الثمن، الاعتراض سيتطلب شجارا وسبابا، وربما تحدث إصابات ووقتها لن تكون القضية أن مواطنا تشاجر مع مواطن، وهناك جهات مسؤوليتها أن تفصل بين الاثنين بالقانون، ربما تصبح معركة بين مسلمين ومسيحيين، وقد تدفع ثمن تهورك أنت وأسرتك وكل من يدينون بملّتك، فيحترق منزلك أو يحترق منزل جارك الذى لا تشاجر ولا كان حاضرا، ولا يعرف شيئا عن أصل مشاجرتك، لكنه فقط مسيحى مثلك.
يكفى أن تكون بقالا فى الدقهلية، تتشاجر مع جارك على زجاجة مياه غازية، وينتهى الشجار بضرب أفضى إلى موت، أو مكوجيا فى دهشور تتشاجر على قميص، أو شابا مراهقا فى أسيوط تحرش بفتاة، حتى تجلب على أهلك وكل المسيحيين فى قريتك اللعنة، أنت المتهم وأنت القاتل وأنت المخطئ، لكن خطأك لا تدفع ثمنه وحدك، لأنك مسيحى لا بد أن يعاقب أهلك وجيرانك وكل من يدين بدينك فى منطقتك.
الدولة غائبة، وتتعمد تغييب القانون، كانت غائبة قبل الثورة، وغابت فى المرحلة الانتقالية، وغابت فى عهد الرئيس المدنى المنتخب، واستمر غيابها بعد الثلاثين من يونيو التى قيل إنها جاءت لتوقف التمييز بين المواطنين، وتحكم القانون حتى لا يذبح المواطنون ويهجروا، فإذا بسجونها تنفتح لتبتلع من رفع السلاح ومن رفع الهتاف على السواء، لكنها ما زالت تحنو على اللجان العرفية وتشرعن ممارساتهم.
الحقيقة التى تتجاهلها أنك تعيش فى مجتمع معبأ بالاحتقان والتمييز، لا يجد حرجا فى أن يقتل على الهوية أو يشجع القتل على الهوية، يفرح بعضه فى مقتل ضباط أو قضاة لمجرد أنهم ضباط وقضاة، ويؤيد بعضه ذبح الإخوان لمجرد أنهم إخوان دون اكتراث للسؤال عما فعلوا، ولا يجدون لديهم حرجا من ممارسة العقاب الجماعى ضد الآخرين لأنهم آخرون وليس لأنهم كلهم مخطئون.
لكن وضع الأقباط تحديدا ليس عابرا أو مرتبطا بظروف سياسية ونزاع على السلطة، هو وضع يكاد يكون هذا نمطه الدائم، حدث فى أزمنة «الاستقرار، والفوضى، والحريات، وتكميم الأفواه، والثورة، والدستور، والإعلان الدستورى، وخمسة حكام، ووزراء داخلية متعددين».
هذا المجتمع لم يكفل حتى الآن للمسيحى حق أن يخطئ ويدان بالقانون ويعاقب على الخطأ وحده بعدل، وكما ترى فهذه أول درجة فى سلم حقوق مواطن.. لكنها درجة مكسورة، ولا أحد يكترث لإصلاحها.
نقلا عن الاهرام الكندى