Translate

Sunday, May 31, 2015

ماذا يريد المسيحيون المصريون من مصر ؟ مينا فريد


قبل أن تقرأ هذا المقال لعلك مررت على اسم صاحب المقال "مينا" الاسم الأكثر تكرارا في أوساط المسيحيبن المصريين من الطائفة الأكبر في مصر الأرثوذكس، التي تعني الصواب أو المستقيم.
نشأت في بيئة سويّة معتدلة ومتزنة.. علاقات أسرية متشابكة مع أسر مسلمة كانت ولازالت صحية وبها كل النفاصيل الجميلة من المشاركات في الأحزان والأفراح.. مدرسة للراهبات منذ الطفولة حتى الجامعة وأصدقاء مقربين مسلمين ومسيحيين.. كلية عادية حكومية ودراسة طبيعية وعمل لم أتعرض فيه لأي تمييز.. حياتي مثال حقيقي بلا نفاق للمواطنة.. هل هذا كل شيء ؟
لا..كانت هناك مجموعة أسئلة ظلت في بالي ولا أنساها.
هو أنا بذاكر ده ليه؟
في طفولتي كنت دائما ما أسأل لماذا يجب عليّ حفظ أجزاء من القرآن؟ قال لي أبي إننا نتكلم اللغة العربية وهي لغة القرآن لابد أن نعرفها بدافع العلم.. سنحفظها وندرسها.. قلت حسنا ولماذا لا ندرس اللغة القبطية وهي اللغة الأصلية لبلدنا؟ لم أجد ردا.
قبل امتحان الإعدادية.. أعطانا مدرس اللغة العربية ورقة مطبوعة بها مجموعة من الآيات والأحاديث وقال لنا لابد من حفظها وتطعيم موضوع التعبير بها.. نظر لي يومها وقال مينا يا مسيحي يا لمض هتحفظها وهتكتبها عشان تجيب درجات وتقفل التعبير.. ضحكت له ونفذت تعليماته بطيب خاطر.. قبل أن نمشي قال لا تنسوا الفوارق بين الحديث والآيات ولا تدمجوا بينهم.. احتجت وقتا لأعرف الفارق ولكني حفظت.
هو إحنا مش معاهم ليه ؟
نحن عائلة أهلاوية جدا وكروية جدا.. وجدت جدي يشجع لاعب في منتخب مصر أكثر من باقي اللاعبين.. هاني رمزي.. نظر لي وقال ده المسيحي الوحيد اللي هنا.. يومها أحرز هدفا ورسم الصليب فوجدت عيني تبتسم.. إحنا معاهم أهو.
سألته يومها هو ليه مفيش لاعيبة كورة مسيحيين كتير.. ضحك وقال لي.. يابني مابيطلعوش..  مابيلحقوش وبيتقفل عليهم بدري بدري.. قلت له يا سلام ما في دكاترة ومدرسين ومهندسين إشمعنى الكورة؟ أجابني بأن هناك فارقا بين السعي لشيء ما بمجهودك فقط والسعي له بمساعدات خارجية.. لم أفهم.. حتى جاء ذلك اليوم.
كان لي صديق يلعب معنا كرة قدم في نادي الكنيسة.. كان رائعا وهدافا وسريعا، كان أكبر منا بسنوات، وكنا أطفالا نجلس لنشاهد أي مباراة يلعبها.. يوما ما أتى دامع العينين.. سألته ماذا بك قال لي.. أنا بعد ما اتقبلت في نادي جولدي، وقتها كان يلعب في الممتاز، مارضوش يمضوا معايا العقد عشان مسيحي.. لم أرد وتركته مع أصدقائه وأكملت لعب.
تكرر الموقف أكثر من مرة مع بعض أصدقائي المتقدمين لكلية الشرطة.. هناك نسبة لا تتعدى الـ 2 % في الدفعة كما حكوا لي.. تكرر مرة أخرى مع تعيينات أوائل الدفعة عند تخرجي من الكلية وظل السؤال باقبا.. هو إحنا مش معاهم ليه؟ نعود لعنوان المقال..
ماذا يريد المسيحيون من مصر ؟
الحقيقة هم يريدون ما يريده المصريون جميعا.. يريدون تعليما جيدا لأولادهم وتأمينا صحيا حقيقيا.. يريدون مساواة وعدل.. يريدون مواطنة حقيقية دون النظر لخانة الديانة قبل التعيين في المناصب القيادية .. لقد قامت حملة ضد وزير العدل بسبب تصريحة ضد أولاد جامعي القمامة.. ماهو رأيه ورأي غيره من الوزاراء- الحقيقي- في تعيين المسيحيين في المناصب القيادية؟ عدا وزارة البيئة ومثيلاتها من الوزارات.. هل نريد كوتة ؟ لا لا نريد كوتة.. الكوته إهانة وتمييز لا نقبله كل ما نريده العدل الحقيقي وليس عدل التصريحات.. ثم بمناسبة الكوتة.. على أي أساس حتى ستحدد ولا يوجد تقرير رسمي معلن عن أعداد المسيحيين في مصر وكأنه سر حربي؟!
المسيحيون هم مصريون ليس فيهم من له انتماء للفاتيكان أو لأمريكا مثلا أكثر من مصر.. المسيحيون يموتون مع زملائهم على الحدود مدافعين عن نفس التراب.. المسيحيون يأكلون نفس الطعام ويتعرضون لنفس جرعات الإحباط ويفرحون نفس الفرح.. لماذا لا تريدونهم في مناصب قيادية؟
قالوا .. دول أقلية عاوزين يبقوا لوبي ودولة جوه دولة ولو مسكوا هيسيطروا .
المسيحيون كقوة ناعمة تصويتية ظهرت وبشدة في انتخابات الرئاسة لا يصح اعتبارها أقلية.. أما بالنسبة لللوبي فالمسيحيون يجمهم لوبي واحد هو لوبي الخوف.. الخوف من تهميش واضطهاد وتمييز وجزية ملأ بها المتطرفون الإعلام.. ليس لوبي فلولي كما قيل ويقال.. ولكم في نسبة تصويت المسيحيين لحمدين صباحي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية عام 2012 أكبر دليل.
المسيحيون المصريون، حتى البسطاء منهم، لا يهدفون لا للسيطرة ولا للكثرة العددية.. انظر حولك قل لي كم عائلة مسيحية تمتلك أكثر من طفلين وتسعى دوما لتنظيم الأسرة هل هذا تصرف قوم يريدون السيطرة؟
قالوا ... المسيحيون إنتماؤهم للكنيسة وللبابا وبيسمعوا كلامه أكتر من البلد.
يمكن هذا هو الاتهام الوحيد الذي يحمل قدرا من الصحة ولكنه في المطلق لا يجوز.. الاتجاه العام للمسيحيين المصريين بعد الثورة من الشباب تحديدا مختلف وبشدة.. نفس نغمة الاضطهاد والظلم بتتكرر.. يعني المسيحيين على طول الخط مضطهدين؟
لا يا عزيزي.. للمجتمع المسيحي المصري أخطاء تبعده وبشدة عن المواطنة الحقيقية وهو ما سنتكلم عنه المقال القادم بإذن الله.

أخطاء المسيحيين التي أبعدتهم عن المواطنة (1) - مينا فريد

استهلال
في المقال السابق ماذا يريد المسيحيون المصريون من مصر.. عرضتُ بصورة مقتضبة ومختصرة الجو العام الذي يعيش فيه المسيحيون المصريون، حتى غير المتعرضين لأي نوع من أنواع الاضطهاد الطائفي منهم، وهم الأغلبية العظمى، وتوقفتُ عند سؤال وهو.. ما هي الأخطاء التي يرتكبها المسيحيون وأبعدتهم عن المواطنة؟
الحقيقة أنها ثلاثة أخطاء أساسية أبعدتنا عن المواطنة..

المواقف السياسية
الإعلام ونجومه
التقوقع والخوف
في ثلاثة مشاهد وثلاثة مقاطع كتابية سأحاول جاهدا تلخيص سبب بعدنا عن المواطنة بأيدينا.
أولا: المواقف السياسية
ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْماً مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: « يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟ نُعْطِي أَمْ لاَ نُعْطِي؟». فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ ايتُونِي بِدِينَارٍ لأَنْظُرَهُ ». فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ : « لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ ؟» فَقَالُوا لَهُ: « لِقَيْصَرَ ». فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ. (مرقس 12: 13 – 17)
النص الكتابي واضح وصريح.. ذهبوا للسيد المسيح حتى يصطادوه بكلمة عن طريق مزج الدين بالسياسة.. المُتبحر في تاريخ هذه الفترة يعلم أن الفريسيين والهيرودسيين كانت بينهم خلافات عظيمة، ورغم ذلك اتحدوا واستغلوا السياسة ليوقعوه؛ لأنهم شعروا بأنه بدأ في سحب البساط سياسيًا وشعبيًا من تحتهم.
المسيح كان واضحًا وصريحًا في رسالته للمسيحيين.. بجملة واحدة وضع أساس عملية المواطنة. اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله.. لا أريد أن أكون ملكًا في هذا العالم.. ببساطة كده تم وضع قواعد علمانية الدين للديان والوطن للإنسان، حتى لا نكون سلبيين سياسيًا ولا نضع الدين والسياسة في بوتقة واحدة.. وفي نفس الوقت نعطي ما لله لله.. حديث مر عليه ألفي عام.. فما الذي حدث؟
مشهد (1) 
كلمة راع الكنيسة في قداسات ما قبل الانتخابات:
"يا ولادي إحنا هننتخب الحزب الوطني.. ده عشان مصلحة الكنيسة وشعبها".. قالها أغلب، وأكرر أغلب ومسؤول عن هذه الجملة مسؤولية كاملة، رعاة الكنائس.
المسيحيون البسطاء يرون رجل الدين العادي مصدرًا رائعًا للإرشاد والعلم والمعرفة بصرف النظر عن مكانتهم الثقافية ومعرفتهم السياسية.. أنا مسيحيّ أرثوذكسي، أؤمن بالمسيحية وأسرار الكنيسة ومنها الكهنوت، ولكني أيضا أؤمن أن الكهنوت هدفه ديني فقط.. تكلم في الدين كما تريد "ارشدني.. وبخني.. علّمني.. لن أعترض"، وبيني وبينك الكتاب المقدس الواضع لأساس الدين.. راعي الكنيسة ليس راعيا لمواقف مرتادي الكنيسة السياسية.. إذا كان السيد المسيح نفسه قد أعطانا الحرية السياسية الكاملة هل تسلبونها منا أنتم؟
لا لن أقبلها أبدا.. العصر الأسود لأوروبا المسيحية كان عندما أصبح رجال الدين رجال سياسة ورجال علم.. ناقشت أحد رجال الدين المثقفين الذين أحبهم  في هذا الأمر يوما ما وكان رده: "إنت راجل مثقف ومتعلم ومش هيأثر عليك زيت ولا سكر ولا زن ع الودان.. عارف عدد الأميين المسيحيين في القرى أد إيه؟ عارف إنهم لا بيقروا ولا بيدرسوا ولا بيعرفوا حاجة إلا من جوه الكنيسة.. نسيبهم كده؟ ما نرشدهمش؟ هيشتروهم وهتلاقي الدنيا باظت".
قلت له: عودة للمربع صفر النظام سبب الجهل.. الجهل يسبب الفقر.. الفقر يسبب تدخل الكنيسة للحفاظ على مكاسب.. تدخل الكنيسة يسبب توطيدا للنظام المُسبب للجهل.. وطبعا  يسبب بعدا عن المواطنة.. الجهل يزيد فيزيد التطرف.. وتتدخل الكنيسة وهكذا.
قال لي: وما هو الحل؟
قلت له: الحل في التعليم.. لتنطلق قوافل تعليمية تُعلم الناس حقوقهم وواجباتهم وقبلها الحد الأدنى من الثقافة.. قوافل تعليمية خدمية ليس فقط رعوية واجتماعية ودينية.. وهي كثيرة وبالمناسبة غير تبشيرية وتسعى لخدمة الفقراء من المسيحيين فقط.
قال: التعليم مسؤولية الدولة.. وهي لا تعلّم.. الكنيسة مؤسسة دينية ولكننا نحاول.
قلت له: سعيد وبشدة من تعريفك للكنيسة بأنها مؤسسة دينية.. ومقدر للظروف الدافعة للإرشاد ولكن هل تعلم أن حتى بعض فئات المسيحيين المتعلمين يتبعون كلامكم بلا تفكير.. الحقيقة أني سمعت إرشادات الرعاة في كنائس راقية داخل المدن وليس داخل القرى.. لا تطالبوا بالمواطنة وأنتم لا تؤمنون بها.
يومها انتهى نقاشنا على لا شيء ومشيت.
بعدها قامت الثورة الأولى.. وخرج الشباب من عباءة الكنيسة ومظاهرات حوش الكنيسة، والعجيب أنني كنت رافضًا لها، بل ومشيت في مظاهرة تأييد لمبارك، بعدها حدثت أحداث ماسبيرو، والغريب أيضًا أنني كنت متعاطفًا مع رواية المجلس العسكري، بعدها حدثت حادثة الكاتدرائية الشهيرة.. هتافات ضد المجلس العسكري واضحة وصريحة من داخل الكاتدرائية.. بعد هذه الحادثة بدأ التغيير يظهر على استحياء.. قال رعاة الكنائس يا جماعة إحنا لازم نشارك مش مهم هننتخب مين.. بس لازم نشارك.
وبدأت أغلبية الكنائس تقوم بعمل دروس سياسية تثقيفية ورغم هذا اتجه رعاة بعض الكنائس لتأييد الكتلة المصرية.. وهنا بدأ تأثير الفيسبوك يظهر.. شجب واستنكار من أغلبية شباب جيل الثورة وهجوم وصل للسباب.. شيوخ الكنيسة بدأوا في الإحساس بالخطر.. وتدارك أغلبهم الخطأ.. عدا نجوم الإعلام.
نجوم الإعلام ؟ للأسف نعم.. وهذا حديث آخر 

Saturday, May 30, 2015

زيدوا المسيح تسبيح - 11/11/2011

نيوتن وأينشتين بقلم د. وسيم السيسى ٣٠/ ٥/ ٢٠١٥

كتب نيوتن فى «المصرى اليوم» عن أحد أفلام الخيال العلمى «الذبابة» The Fly، وكيف توصل أحد العلماء إلى نقل إنسان بأكمله من مكان لمكان، ولكن بكل أسف دخلت ذبابة للصندوق المرسل، فوصل هذا الإنسان للمكان المرسل إليه، نصف إنسان، والنصف الآخر ذبابة!! انتهى كلام نيوتن.
تعاقد ألبرت أينشتين مع البحرية الأمريكية من ٣١ مايو ١٩٤٣ حتى ٣٠ يونيو ١٩٤٤ لإجراء تجارب خاصة بنظريته عن المجال الموحد «١٩٢٥-١٩٢٧» وقد تمت التجربة المعروفة بتجربة فيلادلفيا.
التجربة على المدمرة الدردج ١٧٣، وكان بجوار هذه المدمرة مركب باسم أندرو فيورست عليه بحار اسمه كارلوس اللاندى.
شاهد كارلوس القضبان الحديدية العملاقة وحولها أسلاك الحديد الحلزونية، ومحطة كهرباء عملاقة لتوليد مجال كهرومغناطيسى حول المدمرة الدردج ١٧٣.
اختفت المدمرة فى ضباب أخضر كثيف ثم عادت للظهور بعد بضع دقائق، يقول اللاندى: كانت التجربة نجاحاً ساحقاً لنظرية المجال الموحد، لكنها كانت فشلاً ذريعاً بالنسبة للبحارة، نصف البحارة ماتوا، اثنان ذهبا إلى اللاشيئية، حتى كارلوس نفسه اختفت يده من أمامه ثم عادت للظهور، انتقلت المدمرة إلى نورفولك ثم عادت إلى فيلادلفيا.. شاهدها تونى ويلز فى نورفولك!
أرسل كارلوس اللاندى خطابات إلى عالم الرياضة والطبيعة الفلكية، موريس جسب، يخبره بكل ما شاهده، ثم قام الباحثان: وليم موور، وتشارلز بيرلنز، بمقابلة موريس جسب، وعرفا منه كل شىء عن تجربة فيلادلفيا، كما عرفا أنه توصل لمعادلات المجال الموحد، وسوف ينشرها فى كتاب، ولكن بكل أسف وجدوه «منتحراً» داخل سيارته بعد أن وصل عادم السيارة بخرطوم داخل السيارة، وكان ذلك بتاريخ ٣٠/٤/١٩٥٩ كان على ظهر المدمرة فالنتين، فيكتور سيلفرمان، وجدا نفسيهما فى نورفولك ثم فى فيلادلفيا، دخلا المستشفى، وظلا به ستة أشهر، كارلوس اللاندى اختفى! صفحات جريدة وورلد تيليجرام التى وصفت الحادث اختفت، جيم لورتزن، مدير هيئة دراسة الظواهر الجوية، لديه اعترافات كارلوس كاملة، حتى المدمرة بيعت لقبرص باسم ليون!!
إن نظرية المجال الموحد U. F. T UNIFIED FIELD THEORY تقوم على أن القوانين التى تحكم الجاذبية، والكهرومغناطيسية، والنووية واحدة، وكان الهدف من تجربة فيلادلفيا هو «الاختفاء»، وهو سلاح من أسلحة الحروب، خصوصاً أن هذه التجربة كانت أثناء الحرب العالمية الثانية.
يقول برتراند رسل، وهو صديق حميم لأينشتين: لقد اطلعت على استخدامات المجال الموحد فى المخابرات البريطانية، فأصبت بالرعب الذى هزنى من الأعماق، حتى إنى أعددت مانيفستو من أجل السلام العالمى، وكنت أنا وأينشتين وأوبنهايمر من أوائل الموقعين عليه، بل إن أينشتين كتب: لأول مرة فى تاريخ البشرية يستطيع الإنسان أن يدمر نفسه والكوكب الذى يعيش فيه، إذن ما تمناه «نيوتن» تحقق بآثار جانبية خطيرة، وهو ما يطلق عليه: تحويل المادة إلى طاقة ترتحل لمكان آخر ثم تعود للمادة مرة أخرى:
DEMATERIALIZATION
THLATRANSPORTATION

Wednesday, May 27, 2015

يوسف معاطى يكتب .. من قلب الصحراوى.. بجد.. ألف مبروك ٢٧/ ٥/ ٢٠١٥

حقاً.. ما أجمل ديمقراطيتنا!.. ما أروعها تلك الديمقراطية التى ظللنا آلاف السنين نكافح من أجلها إلى أن وصلنا إليها بحمد الله!.. صحيح أننا وصلنا متأخرين.. ولكننا أخيراً أمسكنا بها.. وقبضنا عليها.. مبروك لشعبنا الذى صار ينعم بالديمقراطية وأراها وهى تنط من الأعين وتنطلق على الألسن جامحة لا يستطيع أحد أن يمسك بلجامها..
كان البوليس السياسى والحرس الحديدى يمارسان القهر أيام الملك.. وقامت ثورتنا فى ٢٣ يوليو فعلها الضباط الأحرار وقضوا على البوليس السياسى والحرس الحديدى ليمنحوا الحرية للشعب كله.. ثم بعد ذلك.. ماذا حدث؟!. فتحت السجون والمعتقلات.. واعتقل الآلاف.. بعضهم كان قد قال نكتة على الرئيس.. وبعضهم تنهد فى ضيق وشوح بيده.. وآخر كتب قصيدة كان يقولها فى السر لأصدقائه.. وكان المبرر هو حماية الثورة.. حماية الحرية وحماية الديمقراطية وجاء الرئيس السادات..
 فكان أول ما فعله هو أن أمسك ببلطة وحطم المعتقلات وأفرج عن المساجين السياسيين وقالها الرجل بصراحة.. أنا رئيس ديمقراطى.. هيا اعملوا أحزاب.. تكلموا.. قولوا ما تشاءون.. وكأن شعبنا ما صدق.. انهالت على الرئيس وقتها الاحتجاجات والمظاهرات حتى إن الرجل فقد صبره كثيراً.. وبدأ يتراجع تدريجياً عن ديمقراطيته.. فمرة قال الديمقراطية لازم يكون لها أنياب!!. ومرة أصدر قانون العيب.. كل ذلك حتى يتفادى هذا الهجوم الضارى الذى لاقاه بسبب الديمقراطية.. وأخيراً أنهى حياته بأن وضع مصر كلها فى السجن فى سبتمبر واغتيل فى أكتوبر على يد من أفرج عنهم.
وفى عصر الرئيس مبارك.. الذى بدأ حكمه أيضاً بالإفراج عن المعتقلين وأكد فى خطاب توليه الحكم على التمسك بالديمقراطية ولكن فى نفس الوقت كان هناك يقين لدى الدولة بأن الشعب ليس جاهزاً للديمقراطية بعد، ولهذا يجب أن نعطيه الديمقراطية على شكل كورسات علاجية.. كل كام سنة كده أفتح شوية ولأن الرجل ظل يحكم مصر لثلاثين عاماً.. فقد بلغت الفتحة فى ٢٥ يناير أقصى اتساع لها ولم يعد ممكناً إغلاقها مرة أخرى، وبالتالى فالرئيس الذى جاء بعد مبارك لم يأخذ فى إيد شعبنا غلوة!!.
ومبروك أيضاً للفن المصرى الذى ذاق الأمرّين فيما يختص بالرقابة وتلك الأيدى الخشنة التى كانت تشطب وتحذف وتمنع ما تراه دون أن يجرؤ أحد على الاعتراض.. لقد كسب السبكى المعركة ضد الدولة!!. وفيلمه الذى أمرت الدولة بمنعه.. عاد بحكم قضائى.. هل كان أحد يتخيل أن هذا يمكن أن يحدث فى مصر؟!.
وبعد ثورة يوليو.. قررت الثورة أن تعمل فيلماً يتعرض للفساد الذى كان يستشرى فى القصر الملكى.. وكيف استطاع الضباط الأحرار أن يخلصوا البلاد منه.. وكان الفيلم اسمه «الله معنا».. وشارك فى بطولته كبار النجوم فى ذلك الوقت.. سيدة الشاشة فاتن حمامة.. ومحمود المليجى وحسين رياض وعماد حمدى.. وكان الدور الرئيسى فى الفيلم دور الرئيس محمد نجيب.. وكان يقوم به الفنان الكبير زكى طليمات.. ويقال إنه مثل دوره بعظمة وبراعة ليس لهما نظير.. وبعد أن صور الفيلم وفى مرحلة المونتاج.. حدثت أزمة مارس التى أطيح فيها بالرئيس محمد نجيب.. وكان القرار- من فوق- شيلوا محمد نجيب من الفيلم.. وحذف الدور بأكمله.. وصار الفيلم مترهلاً وبه خلل درامى واضح.. وهكذا كان الفن دائماً.. عبد المأمور.
ولكن ماذا سنكتب بعد أن حصلنا على ديمقراطيتنا.. أشياء كثيرة تغيرت فى حياتنا.. والشخصية المصرية نفسها تطورت وصارت ديمقراطية أكثر من اللازم.. ولذا يجب أن نتطور نحن أيضاً وقد طلب منى أحد المنتجين أن أكتب له فيلماً عن الجاسوسية وهى من المواضيع المشوقة التى يحبها الناس ويقبلون عليها.. كتبنا الفيلم وأرسلناه إلى المنتج.. الذى قابلنى ببرود بعدها وقال لى: إيه الجاسوس اللى أنت كاتبه ده؟!.
 قلت له فى ضيق: ماله؟!. جاسوسى وأنا حر فيه.. أكتبه زى ما أنا عاوز.. قال المنتج ضاحكاً: ما قلتش حاجة يا أستاذنا.. إنما.. إيه كل اللبش اللى أنت عامله حواليه ده.. حبر سرى؟!. وأجهزة إرسال وكلمة السر والشفرة ولا لما راح يقابل الراجل فى المطعم وقعد يكلمه وهو مديله ضهره.. إيه الجو ده!!. قلت له صارخاً: مش جاسوس يا عم أنت؟!. ابتسم المنتج وقال لى يا بيه الجواسيس ما بقتش بتعمل الحاجات دى خلاص.. الفيلم ده تاخده زى ما هوه كده وتوديه على روتانا زمان.. ده يمشى ستينات!!.
الأيام دى يا أستاذنا.. الجواسيس رايحين جايين قدام الناس عادى.. بيطلعوا فى التليفزيون وبيقبضوا من برة.. وموقفهم واضح جداً.. وبيقعدوا فى الأوتيلات يتكلموا مع بعض بصوت عالى.. وينشروا مقالات فى الجرايد.. أنا ليا واحد صاحبى شغال جاسوس.. كل يوم بيعدى عليا فى القهوه نقعد نلعب طاولة ونشيش مع بعض للصبح.. عادى.. ثم إن كلمة جاسوس نفسها لم تعد من الكلمات المستخدمة فى حوارنا اليومى.. اليوم صرنا نقولها هكذا.. الباشا عميل!!. أو الأستاذه عميلة!
هكذا بمنتهى البساطة.. مثل أى عميل لدى شركة تجارية.. وصارت تليفوناتهم تسجل وتذاع عادى جداً على القنوات وتحظى بأكبر نسب مشاهدة.. ومن الذى سجل لهم وأطلق هذه التسريبات فى هذه اللحظة الديمقراطية من تاريخنا؟! لا تنس أن الدولة لها عملاؤها أيضاً.
أخذت الفيلم وتركت مكتب المنتج وأنا فى قمة الاندهاش! هل ظلمنا مديحة كامل فى فيلم الصعود الى الهاويه؟! يقول الفيلم إنها أعدمت هى وصديقها إبراهيم خان.. وماذا فعلا يعنى؟! كل ده عشان سربوا كام معلومة كده لجميل راتب؟! إن هذا مقارنة بما يحدث الآن يعد لعب عيال.. صدقونى نحن ككتاب دراما.. صرنا فى مأزق.. كيف نكتب شخصية جاسوس يا ناس؟!
وليست شخصية الجاسوس فقط التى صار يصعب كتابتها فى أعمال درامية.. عندك الرقاصة.. طبعاً أنت سعدت بالجملة الأخيرة «عندك الرقاصة».. ولكنى أضرب بها مثلاً فقط وسأسحبها فوراً من عندك.. أنا عندى الرقاصة!
 أى رقاصة لها شروط حتمية لابد أن تتوفر فيها لكى نكتب عنها مسلسلاً أو فيلماً.. فأولاً.. الرقاصة يجب أن تهرب من بيت أهلها.. وهذه مرحلة أولى فى حياتها لا يستطيع أعتى كتاب الدراما أن يتجاهلها ثم ندخل على المرحلة الثانية وهى أن تعمل شغالة فى البيوت.. ماشى سيادتك معايا.. بعدها سيتحرش بها صاحب البيت أو ابنه.. وغالباً ما سيعتدى عليها أثناء عملية مسح وتطويق الأرضية الشهيرة بالخيشة بعدها ستهرب من البيت.. وتغير اسمها.. وتشتغل رقاصة.. كده إحنا كمسلسل.. تمام بقى معانا رقاصة.. إيه رأيك؟.
استغرق المنتج فى ضحكة طويلة.. طويلة.. وهو يشير نحوى كأننى أبله أو مأفون وقال وهو لا يستطيع أن يكتم ضحكته.. تغير اسمها.. هاه.. وتهرب من بيت أهلها!!. هاها.. اسمع يا أستاذنا الفيلم ده تاخده زى ما هوه كده وتطلع على روتانا زمان.. ده يمشى أربعينات.. ثم أردف قائلاً.. الرقاصة النهارده يا أستاذنا بقت أمن قومى.. ومصر مستهدفة.. ألم تسمع عن تلك المؤامرة التى تحاك ضد الرقص فى مصر!!. وأن كل دول العالم تحاول أن تسرق مننا الرقص الشرقى؟!. لطشوه مننا فى أمريكا اللاتينية.. وفى اليابان.. وأوروبا فاتحة معاهد وبيعلموه للبنات هناك!!.
الرقاصة النهارده بقى ليها كلمة.. ووضع فى البلد.. ده أنا شفت فى برنامج الراقصة رقاصة من إمبابة كانت مقدمة فى المسابقة.. والله كنا بندعيلها ليل نهار ربنا يوفقها.. وجابوها فى لقطة كده مع أمها.. وأمها محجبة.. وعمالة تدعى لبنتها.. راحت البنت بايسة إيديها.. والبيت كله عندى بقى يسح عياط.
وكان يجب بعد ما سمعته من صديقى المنتج.. أن أغير الفيلم.. وأغير المنتج.. وأن أتجه إلى الدراما التليفزيونية التى لا تخضع إلى حد ما إلى تلك المقاييس التجارية فى السينما.. وكتبت مسلسلاً.. وكان بالمسلسل شخصية رجل دين طاهر وله كاريزما وحضور طاغ.. وهو الذى استطاع أن ينقذ البطل من مستنقع الخطيئة الذى سقط فيه.. وجاء لى المخرج الشاب ليكلمنى عن انطباعه ورأيه فى العمل.. فسألته: من فى رأيك الممثل الذى يقوم بدور الشيخ عبد الله.. رجل الدين؟!.
فقال ببرود: يحيى شاهين، الله يرحمه! ابتسمت فى سعادة لأن ترشيحه هذا يدل على أنه أعجب بالدور.. فعدت أسأله: طيب مين دلوقت يعمله؟!. قال لى المخرج: يا أستاذنا.. شخصية رجل الدين هذه لا يمكن تاكل مع الناس.. هذه الصورة المثالية من الطهر والصدق والعفاف.. قد تكسرت تماماً بعد التجربة المريرة التى مر بها الشعب المصرى.
ولم أعرف كيف أرد عليه.. حتى رجل الدين لم نعد نستطيع أن نكتبه يا ناس! وفتحت الشباك وألقيت بالحلقات فى الشارع.. حسناً لنعترف بأن كل شىء قد تغير.. لقد فعلتها ديمقراطيتنا حقاً.. ولكن ماذا سنكتب الآن وعمن سنكتب؟!. وقررت ألا أيأس.. سأغوص فى قاع المجتمع.. سأعرض لكم شخصيات من الواقع المصرى.. شخصيات حية طبيعية أفرزتها الديمقراطية.. سأنزل الى الشوارع.. إلى الحوارى.. وما كدت أفعل ذلك وعينك ما تشوف إلا النور؟!. عشرات الأفلام كلها صيع وبلطجية يحملون المطاوى والسنج ويتكلمون بطريقة عنيفة مخيفة ولم أشأ أن ألحق بالركب.. وأمضى فى طريق الصياعة السينمائية.. مفضلاً أن أنزل أكثر من ذلك.. وكتبت فيلماً شعبياً عامراً بكل عناصر الجذب وأطلقت عليه اسماً بياعاً «الزبال»!!!.
وذهبت به إلى المنتج الذى رحب كثيراً بعودتى للسينما وأمسك بالسيناريو سعيداً وقال الزبال!!
اسم حلو.. البداية كده تطمن.. أيوه كده يا معلم.. توكلنا على الله.. ح نجيب تصريح الرقابة والفيلم ده أنا ح ادخله أول الشهر.. ولم يمر يومان حتى جاء لى المنتج وقد بدا مستاء بعض الشىء وفى يده السيناريو وقال أنا آسف يا أستاذنا.. مش ح أقدر أعمل الفيلم: قلت له غاضباً. ليه الرقابة رفضته؟!.
ده أنا أقلب الدنيا.. هوه إحنا كنا عملنا ثورة عشان الرقابة تتحكم فينا؟!. فين بقى الديمقراطية؟!. قال المنتج فى ضيق.. لأ.. يا عم مش حكاية رقابة.. الرقابة وافقت ومعانا التصريح.. الفيلم إتوقف من حتة تانية خالص.. الزبالين معترضين على الفيلم.. ونقيب الزبالين بعت لى إنذار.. وانت عارف الزبالين ممكن يعملوا إيه!!. دول شالوا وزير العدل فى ثانية!!.
مش ح يقدروا يشيلوا الفيلم.. إبعدنا يا عم عنهم إعمل معروف ليعملوا إضراب هما روخرين ويبطلوا ينضفوا الشوارع ونشيل إحنا الليلة.. بناقص الفيلم ده خالص.. وأمسكت بالسيناريو وخرجت محبطاً.. وفى الطريق ألقيت به فى أقرب صندوق زبالة وجدته أمامى.. كان ممتلئاً عن آخره بالقمامة، والفضلات والقاذورات تحيط به من كل جانب.. وقد تحول المكان إلى خرابة ليس لها أول ولا آخر.. حقاً.. ما أروع ديمقراطيتنا!!. بجد ألف مبروك.

Tuesday, May 26, 2015

النبوة على نينوى، داعش فى النبوات – أكرم حبيب

سوريا فى نبوات الأيام الأخيرة – أكرم حبيب

مريم زكى.| تعرض فيديو حصرى الذى رفض "التليفزيون المصر" اذاعتة .. و فضيحة...

تغيير الدستور كارثة وتطبيقه ضرورة بقلم د. محمد أبوالغار ٢٦/ ٥/ ٢٠١٥

بدأت منذ أسابيع أصواتا تعلو فى الصحف وفى الفضائيات تطالب بتغيير الدستور الذى صوت عليه الشعب إيجابياً بنسبة قاربت ١٠٠% منذ أقل من عام، ووقف الجميع معه كبداية لخارطة الطريق، وكإعلان عن نهاية حكم ديكتاتورى استمر ثلاثين عاماً، وحكم فاشى استمر عاماً واحداً، وبناء عليه تم انتخاب الرئيس وتطلع الشعب إلى تطبيق دستور يؤيد الحقوق والحريات ويوزع السلطات حتى يكون هناك توازن، ويعطى للمرأة والأقليات حقوقاً ويبعد الدين عن العمل السياسى ويحقق حرية العبادة وحرية الحركة والانتقال. لماذا تقف هذه الكتيبة التى تنتمى لمبارك وعصره بالكامل وراء هذه الأفكار؟
أولاً: هى تبحث عن مصالحها الشخصية فهى لا تستطيع أن تعيش فى ديمقراطية حقيقية والحرية بالنسبة لها هى حرية قذف الآخرين وإهانتهم ومنعهم من مزاولة حقوقهم السياسية، هى كانت صوت الديكتاتور مبارك ونجله جمال، والآن تتمنى خلق أى ديكتاتور للاستفادة الشخصية منه.
ثانياً: وضوح الرؤية فى هذا الدستور الذى يحمى الحقوق والحريات يقلق محبى سجن الشعب وقهره، ويقلق أيضاً رجال الداخلية الذين تعودوا على أنه لا حرية للشعب، وأن القهر والضرب والسحل هى الطرق الوحيدة للتعامل مع هذا الشعب الجاهل الذى لا يعرف من هم أسياده ويزين هؤلاء للرئيس الذى يأتى من خلفية عسكرية منضبطة بأن الشعب لا بد أن يطيع الرئيس كما يطيع الجندى قائده، ولا يعرفون أن الحياة المدنية الحديثة تكفل الحرية فى حدود القانون.
ثالثاً: هناك مشكلة عند البعض بسبب توازن السلطات بين الرئيس والبرلمان. تعودت كتيبة الديكتاتورية أن يكون للرئيس حق حل البرلمان وحده وتعيين الوزراء ورئيسهم وإقالتهم بدون سبب وفى أى لحظة، وهو حق موجود أيام الملك فؤاد فى دستور ٢٣ ولأول مرة بعد أن ثار الشعب فى ٢٥ يناير أصبح مطلب توازن السلطات جديداً فالرئيس لا بد له من أخذ موافقة ٢/٣ من البرلمان ثم الاستفتاء على حل مجلس الشعب. والرئيس يقيل الوزارة بعد موافقة البرلمان وهو أمر لا ينقص من سلطاته، وهو الذى يختار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل.
محبو الديكتاتورية والفاشية والقهر يريدون كل شىء للرئيس أياً كان اسمه ولا شىء للشعب.
رابعاً: هناك أقاويل بأن هناك رغبة من الرئيس وربما المحيطين به فى تغيير الدستور لإعطائه سلطات ديكتاتورية تعود بنا إلى الماضى فى وسط عالم يتحرك نحو المزيد من الديمقراطية.
إذا كان هذا صحيحاً فسوف يفصل ذلك بين الرئيس والملايين من كل محبى الحرية والتقدم وسوف تعود مصر لنقطة الصفر وساعتها لن ينفع الرئيس مخططو القهر.
سيدى الرئيس، نصيحة من مواطن مصرى بأن تبتعد عن هذا الأمر ولتخوض مصر التجربة الديمقراطية عقدين من الزمان، ثم نترك للشعب الحرية بعد ذلك فى تغيير بعض مواد الدستور إذا ثبت من التجربة الحاجة لذلك.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

Monday, May 25, 2015

انتحارُ الأديب بقلم فاطمة ناعوت ٢٥/ ٥/ ٢٠١٥

نعلمُ أن الأدبَ يخترقُ حدودَ الثقافات والدول والقلوب.. متحررًا من جوازات السفر. نعلمُ أن الشعراءَ عابرون جغرافيات وأزمنة وألسنًا وأعراقًا وعقائد وقوميات. نعلمُ أن القصيدة والرواية وقطعة الموسيقى، متى كُتبتْ، تصبحُ من فورها كائنًا مستقلاً حُرًّا لا ينتمى لصاحبه إلا بشهادة الميلاد، ثم يحلّق بجناحيه الطليقين كطائر مهاجر لا يستقرُّ على أرض، ولا تستأنسه شجرةٌ، ولا يجتذبه عُشٌّ، ولا يلتقطه ميناءٌ، بل يجوبُ الأرضَ شرقًا وغربًا ليصبح ابنًا شرعيًّا لكل من يناوشه، أو يقرؤه أو يُنصتُ إلى وجيب قلبه، ثم يتمُّ تعميدُه فى كلّ لغة يُترجَم إليها ترجمةً رفيعة. نعلم أن هذا الكوكب المترامى ليس إلا قطرةً فى لجّة الكون الفسيح. وأن هذا العالم المتناحر الذى يأكله لهيبُ المعارك وجحيمُ العنصريات ونيرانُ التباغض وويلُ التنازعات وبارودُ الطائفيات، لا يوحّده إلا الأدبُ والتشكيل والأوبرا والباليه وصوتُ الموسيقى.
نعلمُ أن الثقافةَ تُصلِحُ ما تفسده السياسةُ. وأن الأدباءَ والشعراء يرأبون الصدوع التى يحفرها الساسةُ بين الشعوب والقوميات والأعراق. نعلم أن الفنون والآداب هى الجسور الوحيدة بين الفرقاء. وأنها حائط الصدّ الأخير قبل الانهيار وتراكم الأطلال وتكسّر النصال على النصال. ولكنْ.
نعم، هناك دائمًا تلك التعسة: و«لكنْ». رغم صِحّة كلِّ ما سبق، لكن هناك خطوطًا حمراء. تقفُ حين تُمسُّ كرامةُ الأوطان.
نعلمُ أن الأديبَ حىٌّ أبدًا، لا يموت. لأن موته الجسدى حدثٌ عابر لا يُعوَّلُ عليه، لكن خلودَ ما كتب، عبر الأزمنة والجغرافيات، هو الثابتُ الذى يُعوَّل عليه. ولكنْ.
ثمة «لكن» أخرى هنا. الأديبُ حقًّا لا يموت، لكنْ بوسعه أن ينتحر! متى ينتحرُ الأديب؟ حين يُضحّى بتاريخه وباسمه من أجل حفنة من المال مغمسة بدنس النَيْل من الكرامة ومن شرف الوطن.
فى المهرجانات الأدبية العالمية التى نُدعى إليها، نتأكد أولا أن لا شعراء مشاركين من إسرائيل، وإلا رفضنا الدعوة. لأننا كمثقفين نرفض التطبيعَ مع إسرائيل وإن أقرّته حكوماتُنا. كذلك قطر، أضّرت مؤخرًا بمصر وبالعروبة أكثر مما فعلت إسرائيل، لأنها خانت ميثاق العروبة، بينما إسرائيل دولةُ عداء صريحٍ، ليس بيننا وبينها إلا ميثاقُ الدم، فتسقط عنها جريرةُ الخيانة التى يجرُّها ذيلُ قطر، حين سخّرت جزيرتها ودولاراتها لكسر مصر ودعم أمريكا والإخوان. وللأسف هناك ٢٠٠ مصرى، ممن نطلق عليهم أدباء، أغرتهم الدنانيرُ، فهرعوا هذا العام وراء جائزة أدبية أطلقتها قطر، واضحٌ للعميان أنها سياسية لإخضاع أنف مصر، التى للأسف لا تستطيعُ تكريمَ أدبائها ماديًّا.
دُعيتُ لمعرض الكتاب بالدوحة هذا العام، ووضعوا اسمى ضمن برنامج الفعاليات، رغم أننى لم أستجب للدعوة. فما كان منهم، لحفظ ماء الوجه، إلا أن زعموا كذبًا أنهم ألغوا دعوتى، رغم تصريح وزير الثقافة القطرى أننى لم أقبل دعوتهم. تلك قطر التى يتهافت عليها المتهافتون، ونسوا أنها لم تحفظ جمائل مصر عليها، على مدى عقود.

إبداعات حركة «السلام الآن» «٤٠» بقلم مراد وهبة ٢٥/ ٥/ ٢٠١٥

إذا تساءلنا:
ماذا فعلت حركة السلام الآن؟
أو بتساؤل أدق:
ماذا أبدعت؟
فجوابى يدور حول التساؤل الثانى، وليس الأول، لأن الفعل فى التساؤل الأول يشير إلى حدث معين وإلى زمان معين، دون ذكرٍ لمدى قدرته على إحداث تغيير جذرى فى وضع مأزوم. أما إذا أحدث الفعل تغييراً جذرياً، ففى هذه الحالة نقول عن هذا الفعل إنه إبداع. ومن هنا جاء تعريفى للإبداع بأنه «قدرة العقل على تكوين علاقات جديدة من أجل تغيير الوضع القائم». وفى هذا التعريف ثمة مكونان: الجدة والتغيير، وهما معاً يحيلان التغيير إلى تغيير جذرى، وذلك باستدعاء الوضع القادم.
والسؤال إذن:
ما هذا التغيير الجذرى الذى أبدعته حركة السلام الآن؟
جواب موردخاى بار- أون، فى كتابه المعنون «بحثاً عن السلام» أن إبداع الحركة يكمن فى أنها أدخلت على أفق السياسة الإسرائيلية هوية جديدة مع حضور سياسى بارز من غير أن تفرز آلية دائمة على النحو الشائع، ومن غير أن يكون لها سلم وظيفى مدفوع الأجر، ومن ثم، فهى ليست مسجلة فى الوزارة المختصة بذلك النوع من النشاط. ومع ذلك فإن الحركة تقيس قوتها الشعبية بعدد المشاركين فى التوقيع على أى مطلب سياسى، إذ يصل إلى ٢٠٠٠٠٠، كما تقيسها بعدد المشاركين فى المظاهرات، إذ يصل إلى ١٠٠٠٠٠. ولهذا قيل عن الحركة إنها بنية بلا بنية. من حيث هى بنية، فهى مكونة من ثلاث دوائر متحدة المركز. الدائرة الأولى هى الدائرة الداخلية، وتضم «العناصر النشطة» التى تخطط لأنشطة الحركة، وعددهم ٥٠٠ من الطبقة الوسطى والوسطى العليا، وآباء هؤلاء إما من أصل أوروبى أو من أصل أمريكى.
والدائرة الثانية هى دائرة «المشاركين المخلصين» الذين يشاركون فى جميع مظاهرات الحركة، ويتراوح عددهم بين ٥٠٠٠ و٦٠٠٠. والدائرة الثالثة مكونة من «المتعاطفين» الذين يشاركون فى المظاهرات، ولكن دون انتظام، أو يوقعون على الالتماسات، وعددهم متغير لأن مشاركة هؤلاء تعتمد على المناخ السيكولوجى والسياسى السائد، وعلى مدى حماس الجماهير. ومن هنا قيل عن الحركة إنها بلا بنية، إذ هى تتمدد، وتنكمش طبقا لترنحات الرأى العام.
وللحركة فروع فى مختلف المدن الإسرائيلية، ولكن أنشطتها فى القدس وتل أبيب وحيفا. وهذه الفروع تجتمع كل أسبوعين أو ثلاثة للتشاور والتخطيط. ومع ذلك، فإن لهذه الفروع لجنة وطنية اسمها «المنتدى الأعلى»، وهو القيادة الحقيقية للحركة. والحشد لا يتم إلا بالحماس مع الاقتناع، إذ هما بديلان عن التصويت. وإذا حدثت معارضة عند اتخاذ أى قرار، فليس المهم أن تكون المعارضة أقلية أو أكثرية، إنما المهم أن تكون قوية. أما اتخاذ القرار، فمكانه فى كيوبيتز فى شمال تل أبيب.
واللافت للانتباه أن حركة السلام الآن تموج بأيديولوجيات متناقضة، إذ هى خليط من الرأسمالية والاشتراكية والعلمانية، إلا أن العلمانية هى الطاغية. ومع ذلك فهذه الأيديولوجيات ليست موضع حوار، لأن الحوار الوحيد والمشروع هو الذى يدور حول كيفية تحقيق السلام. ومن هنا فإن الحركة تقاوم أى محاولة لتحويلها إلى حزب. وهذا ما يفسر عدم صدور أى قرار بتصويت رسمى، والبديل هو على النحو الآتى: ينقسم النشطاء إلى جماعات، وعندئذ تنعقد الاجتماعات. وإذا تم تأييد قرار معين، فإن هذا القرار يرفع إلى «المنتدى الأعلى» لاعتماده من أجل تنفيذه. وعندئذ تتكون لجنة وظيفتها التنفيذ.
ومع ذلك، فثم سؤال لا بد أن يثار:
هل ثمة مبادئ لهذه الحركة؟

مواجهة التمييز وفرص الترقى الاجتماعى والاقتصادى بقلم د. عماد جاد ٢٥/ ٥/ ٢٠١٥

يعد التمييز بين البشر آفة من الآفات الكفيلة بتفتيت وتدمير أى مجتمع من المجتمعات، بل وحرمانه من مصادر قوة وطاقات كامنة يجرى يحجبها بسبب التمييز ضدها من القائمين على شؤون الحكم. والتمييز بين البشر ظاهرة قديمة تواجدت فى مختلف المجتمعات الإنسانية، ولم يسلم مجتمع واحد منها مهما ادعى غير ذلك، والتمييز بين البشر يأتى من عوامل مختلفة منها ما هو أولى أى يولد به الإنسان مثل الجنس، الدين، العرق، اللغة والطائفة، ومنها ما هو ثانوى يكتسبه الإنسان من مسيرته فى مثل الوظيفة والطبقة الاجتماعية. ومعروف أن التمييز وفق عناصر الانقسام الأولى من جنس، دين، لغة، عرق وطائفة هى الأكثر شيوعا وخطورة والأكثر استعصاء على العلاج. أما التمييز وفق عناصر الانقسام ثانوى مثل الوظيفة والطبقة الاجتماعية، فهو أمر طبيعى، المشكلة ليست فى الانقسام فى حد ذاته، بل فيما يمكن أن يترتب على هذا الانقسام من تمييز وتفرقة بين البشر، وهو ما يفرز سياسات التمييز والعنصرية والتعصب، الانقسام فى حد ذاته، سواء وفق عناصر أولية أو ثانوية لا يمثل مشكلة بل قد يتحول إلى مركز غناء وإثراء للمجتمعات، المشكلة عندما تتبع سياسات تمييز بين البشر لاعتبارات غير موضوعية، وعادة ما يأتى ذلك من القائمين على شؤون السلطة، قد يشكلون الأغلبية ومن ثم ينحازون إلى ذويهم وفق عناصر الانقسام الأولى تحت ذريعة الأغلبية والأقلية، وقد يشكلون الأقلية ومن ثم يمارسون التمييز ضد الأغلبية تحت ذريعة السمو والعلو والتفوق، مثلما كان الحال فى نظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا.
ما نود التأكيد عليه هنا أن التمييز والعنصرية والتطرف ظواهر إنسانية موجودة فى كافة المجتمعات، فالتطرف لرأى أو فكر أو معتقد أو عرق آفة شهدتها مختلف المجتمعات الإنسانية، وأدت فى أحيان كثيرة إلى وقوع الحروب والمواجهات وأعمال القتل الجماعى والإبادة، بل كانت وراء إشعال حروب كونية.
وكلما زاد عدد معتنقى الأفكار المتطرفة والعنصرية، ارتفع مؤشر الخطر وارتفعت معدلات جرائم الكراهية والعنصرية، وتزداد الخطورة إذا ما ترافق مع انتشار هذه الأفكار أزمة اقتصادية أو اجتماعية، أو كانت الأزمة مركبة، فى هذه الحالة يجرى البحث عن المختلف والانتقام منه. وعندما تتسع قاعدة التشدد والتطرف والعنصرية، عادة ما تسفر عن نظام حكم يعبر عن هذه الأفكار ويعمل على تعبئتها وتنظيمها، وهو ما فعله هتلر الذى استثمر واقع هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى والإذلال الذى عانت منه برلين بفعل معاهدة فرساى، التى فرضت عليها دفع تعويضات هائلة للدول المنتصرة وفى مقدمتها فرنسا، فى ظل هذه الحالة والحديث عن الجنس الآرى ونقائه، بدأ هتلر الحرب العالمية الثانية التى أخذت معها حياة نحو خمسين مليون إنسان، وانتهت باحتلال ألمانيا وحالة من الدمار الشديد فى كل أنحاء أوروبا.
للعنصرية ثلاثة مكونات، الأول هو المكون المعرفى: ويتمثل فى المعتقدات والأفكار والتصورات التى توجد لدى أفراد عن أفراد آخرين أعضاء جماعة معينة، وهو ما يأخذ صورة القوالب النمطية Stereo Types والتى تعنى تصورات ذهنية تتسم بالتصلب الشديد والتبسيط المفرط عن جماعة معينة يتم فى ضوئها وصف وتصنيف الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الجماعة بناء على مجموعة من الخصائص المميزة لها. ويلاحظ أن العرق والدين والقومية تشكل أبرز الفئات التى تتعرض للقولبة النمطية لأنها أكثر الفروق الاجتماعية وضوحا وأكثرها مقاومة للتغيير. الثانى هو المكون الانفعالى: وهو بمثابة البطانة الوجدانية التى تغلف المكون المعرفى، فإذا افتقد الاتجاه مكونه الانفعالى يصعب وصفه بالتعصب. الثالث هو المكون السلوكى: وهو المظهر الخارجى للتعبير عما يحمل الفرد من مشاعر وقوالب نمطية ويتدرج هذا المكون إلى خمس درجات:
أ-الامتناع عن التعبير اللفظى خارج إطار الجماعة على نحو يعكس سلوك كراهية دفينة.
ب- التجنب: أى الانسحاب من التعامل مع المجموعة أو المجموعات الأخرى رفضا لها.
ج- التمييز: ويمثل بداية أشكال تطبيق التعصب الفعال، أى السعى إلى منع أعضاء الجماعات الأخرى من الحصول على مزايا أو تسهيلات أو مكاسب سواء على نحو رسمى أو واقعى.
د- الهجوم الجسمانى: أى الاعتداء البدنى على أعضاء الجماعة أو الجماعات الأخرى.
هـ- الإبادة: وتمثل المرحلة النهائية للعداوة والكراهية وتجسد قمة الفعل العنصرى وتعبر عن نفسها فى شكل مذابح جماعية بناء على أساس الانقسام أو التمييز.
أما التمييز على أساس عوامل الانقسام الثانوى فهو تمييز متغير لا يتسم بالثبات ويمكن للشخص أن ينتقل من فئة إلى أخرى، كما أنه لا يجرى وفق عناصر موروثة ومن ثم يحدث التقاطع والتداخل فى مكونات الفئات التى تمارس التمييز، وتلك التى يمارس ضدها التمييز، فالتمييز ضد الفقراء يشمل شرائح مختلفة عابرة لعوامل الانقسام الأولى، أى عابرة لعوامل العرق، اللغة، الدين وربما الطائفة، كما أن التنقل بين فئات يظل واردا، فعلى سبيل المثال فإن الانتقال من الفئة الممارس التمييز ضدها إلى الفئة المميزة والتى يمكن أن تمارس التمييز يحدث من خلال التعليم والترقى الاجتماعى والاقتصادى.
والتمييز وفق عناصر الانقسام الأولى يختلف عن الاشتراطات الخاصة ببعض المناصب والمواقع فى مؤسسات الحكم، فالمفترض انتفاخ مجالات الترقى والصعود الاقتصادى والاجتماعى أمام كافة المواطنين بصرف النظر عن عوامل الانقسام الأولى من لغة، عرق، دين، طائفة وجنس (ذكر - أنثى) وأيضاً الثانوى مثل المهنة والطبقة الاجتماعية، وهو أمر يختلف عن وضع اشتراطات خاصة ومواصفات معينة لمواقع محددة فى مؤسسات الدولة، مثل القضاء والأجهزة الأمنية، وهى اشتراطات ينبغى أن تتسم بالعمومية والموضوعية. وفى تقديرى أن القضية لا تحتاج إلى جدل وسجال سوفسطائى (عقيم) بقدر ما تحتاج إلى شجاعة الاعتراف بالواقع القائم فى بلادنا والذى يقول بأن التمييز يمارس فى مجتمعنا المصرى على أساس عوامل الانقسام الأولى وتحديدا الدين والطائفة والجنس، والانقسام الثانوى ضد الفقراء والبسطاء وذوى الخلفية الاجتماعية البسيطة،
نصت المادة الثالثة والخمسين من دستور البلاد الحالى على أن «المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء السياسى أو الجغرافى، أو لأى سبب آخر.. التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون.. تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على جميع أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض». وإذا كنا جادين بالفعل فى التصدى لآفة التمييز فى مجتمعنا فلابد من امتلاك شجاعة الاعتراف بواقع التمييز الممارس فى بلادنا والتحرك فورا لتأسيس مفوضوية التمييز التى نص عليها دستور البلاد وباتت مطلبا ملحا حتى تتولى التحقيق فى كل وقائع التمييز وتنصف الإنسان المصرى كمواطن له كل الحقوق وعليه كافة الواجبات ومحاسبة كل من يمارس التمييز وتنقية مناهج التعليم وبرامج الإعلام من مواد تمييزية ولغة تحض على التمييز، مع إصدار قانون لمكافحة التمييز وتوافر إرادة التطبيق على نحو مبدئى.

Sunday, May 24, 2015

Jugni ji by kanika kapoor

تضليل اعتدناه - هبة خطاب

- نسبة الطلاق في الغرب عالية رغم أنهم بيعرفوا بعض كويس قبل الجواز
نسبة الطلاق برة عالية عشان الناس لما بتبقى مش سعيدة بتنفصل ببساطة وبتدور على سعادتها منين ما تكون، هنا تحت دعوى البيت والولاد والاستقرار في ناس عايشين مع بعض أموات في بيت واحد، هنا اتربينا على ثقافة الاستحمال وبلاش نخرب البيوت وبنعيش تعساء وفاكرين دا الطبيعي، اللي بنسميه العشرة هو عبارة عن "كومفورت زوون"، بنلجأ لها من الكسل والجُبن من التغيير ومن سلطة المجتمع اللي جابرانا نكمل.
- الطلاق بيتسبب في تشريد الأطفال
الطلاق بيتسبب في دا عندنا، عشان ماعندناش ثقافة التعامل مع بعض بعد الانفصال، عشان بمنتهى الأنانية بنقدم كرهنا لبعض وأنانيتنا على مصلحة أولادنا وصحتهم النفسية، الأطفال لو عايشين مع طرف من غير مشاكل وبيقدروا يشوفوا الطرف التاني ببساطة هيكونوا أسوياء أكتر من تربيتهم في بيت كله كره ومشاكل وخناقات.
- الحجاب بيقلل التحرش
مكنش بقى عندنا أعلى نسبة تحرش في العالم، البنات برة بيمشوا في الشارع عريانين تقريبا ما حدش يقدر يلمسهم، مش عشان اللي هناك دول مش رجالة مثلا، لكن عشان فيه قوانين بتحميهم، عشان أبسط حقوق الإنسان أنه يلبس زي ما يحب، لو كل يوم وأنا نازلة الشارع هخلي المجتمع والناس يختارولي هلبس إيه، فدا معناه انعدام أبسط أشكال الحرية الشخصية.
- نسب الاغتصاب برة عالية أكتر من هنا
برة بيبلغوا عن أي حالة تحرش أو اغتصاب، وبناء عليه فيه توثيق وإحصاء دقيق عشان مفيش ثقافة لوم الضحية، واللي بتتعرض لحادثة من النوع دا بيتم التعامل معاها نفسيا وجسديا وقانونيا لحد ما بتتعافى وتاخد حقها، هنا يا بيداروا على فضيحتهم عشان بنتهم اغتصبت، كأن دي غلطتها مثلا! يا إما بيجوزوها للمغتصب ويا دار ما دخلك شر.
- البنات عندنا غفر، شايفين بنات برة عاملين إزاى!
البنات عندنا اتعودوا أنه لو مكانش حرام وعيب تبقى حلوة فبتخاف تطلع حلوة من بيتها عشان اللي بتشوفه في الشارع، البنت عندنا اتعودت كل يوم الصبح تقف قدام المراية تداري نفسها في لبسها عشان ما تلفتش الأنظار وتجيب لنفسها العكننة اليومية بكلمة سخيفة أو انتهاك بإيد حيوان بيعاقبها على وجودها في الحياة، وعلى كون شكلها حلو، البنات عندنا لو هتلبس براحتها زى بنات برة اللي أنت معجب باهتمامهم بنفسهم ولبسهم وشكلهم، يبقى غالبا مش هتروح بيتها سليمة، دا أنت لو شفت صورة ممثلة عربية لابسة فستان حلو بتقول عليها الكلمة بتاعة أستاذ تامر (آه لما لام الضحية عشان لابسة بلوزة وبنطلون بدال ما يلوم المتحرشين، صقفة لأستاذ تامر هنا والنبى).. وانت لسة حالا يا مؤمن قافل صورة مونيكا بيلوتشى وأنت بتعيط من فرط الجمال!
- الناس برة تعساء عشان ماعندهمش القيم والتدين والترابط اللي عندنا
أنا مش هرد ع النقطة دي، أنا هقولك بكرة ركز في وشوش الناس وأنت ماشي في الشارع، وعد على صوابعك قابلت كام واحد مبتسم أو على الأقل مش مكشر.
- الغرب بيضطهد المسلمين
من غير كلام فضفاض كتير ممكن يتقال في النقطة دي عن مسلمين عايشين برة وبيتعاملوا بكرامة وبيتمتعوا بحماية وحقوق أكتر من اللي كانوا بيلاقوه في بلادهم، هنشوف بس مثالين صغيرين:

أول مثال: حادثة كراهية فردية من مواطن ألمانى ضد مواطنة مسملة محجبة بسبب حجابها، مروة الشربيني، حادثة قلبت الدنيا لبشاعتها وعشان مش كل يوم بتحصل، المواطن الألماني اتقدم للمحاكمة واتحكم عليه بالسجن مدى الحياة، أقصى عقوبة في القانون الألماني.
تاني مثال: تجربة صغيرة قام بيها دوت مصر تى فى للمعاملة اللي ممكن يلقاها واحد يهودي مسالم في شوارع المحروسة، شوف الفيديو هنا، وبالمرة عدي على التعليقات والشير شوف كم الضاحكين فى استمتاع والمشجعين على التعدي، وتخيل لو شخص يهودي فعلا اتعرض لده في الشارع ووصلت الأمور لأذى أكتر قبل ما يهرب من قدامهم، هيلاقى حد يحميه؟!
هتقولي أنت مش شايف إسرائيل بتعمل إيه؟! هقولك وأنت مش شايف داعش بتعمل إيه؟! هتقولي أنا ماليش دعوة بداعش أنا مسئول عن تصرفاتي كمسلم، هقولك واشمعنى المواطن اليهودي أيا كانت جنسيته مسئول عن أفعال دولة ويتعاقب عليها وهو نفسه مسالم؟!
ما تدعيش أن الناس بتعاملك وحش، ودا مش حقيقي، وانت أصلا بتعامل غيرك بالشكل المخزي دا.

Saturday, May 23, 2015

رجل الدين المثقف الواعى.. من هو؟! بقلم د. وسيم السيسى ٢٣/ ٥/ ٢٠١٥

رجل الدين الجاهل يثير احتقارنا، ورجل الدين المتعصب يثير اشمئزازنا، أما رجل الدين المثقف الواعى فهو الجدير بحبنا واحترامنا «فولتير».
أتمنى أن يكون كل رجل دين فى مصر من هذا النوع المثقف الواعى حتى يقول:
مصر تعانى انفجاراً سكانياً، ونحن نتزايد كل سنة بمليونين وأربعمائة ألف طفل جديد فى حاجة إلى طعام ثم مدارس ثم مساكن، بالله عليكم كيف نستطيع إشباع هؤلاء جميعاً؟! تقولون.. إنهم قوة عمل! فما هذه الأعداد الرهيبة فى البطالة إذن؟!
تقولون الدين! أقول لكم هذا الحديث النبوى الشريف: «اللهم إنى أعوذ بك من جهد البلاء! فلما سألوه: وما جهد البلاء يا رسول الله؟
قال: قلة المال وكثرة العيال».
فإذا قلتم: تناكحوا تناسلوا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة!
أقول لكم ما قاله الفاروق عمر بن الخطاب فى حد المؤلفة قلوبهم: كان هذا والإسلام قليل، أما الآن فالإسلام كثير.
إن الرسول، عليه الصلاة والسلام، يريد نوعية يباهى بها الأمم وليست كمية عددية لا قيمة لها.
يا بنى وطنى، لقد خلق الله الأوطان قبل الأديان، هو ذا عبدالمطلب يطلب وطنه «جماله» من أبرهة الحبشى، أما البيت «الكعبة» فله رب يحميه.
قال البابا تواضروس: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، وقلتها يوماً: وطنى قبل توراتى.
هو ذا الرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إلى وطنه «مكة» من بعيد ويخاطبها:
«إن الله يعلم أنك أحب البلدان إلى قلبى، ولولا أن أهلك أخرجونى منك، ما خرجت»، إنها مصر أيهاء الأحباء، هل تذكرون كلمات حافظ إبراهيم:
أنا إن قدر الإله مماتى
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى
إنه المخطط الجهنمى الصهيوأمريكى الذى حدثتنا عنه كونداليزا رايس ٢٠٠٦، الفوضى الخلاقة، وهى فى الحقيقة خلق الفوضى حتى تسقط الدول العربية ونصبح عبيداً أذلاء عند اليهود والأمريكان.
هل قرأتم مخطط بن جوريون؟! تدمير العراق وسوريا ومصر بالصراعات الدينية والطائفية، ضاعت العراق وسوريا وليبيا، وكان الدور على مصر بمخطط إضافى «لويس برنارد»، ألا وهو تقطيع الأوصال: سيناء، حلايب وشلاتين، ثم طعن القلب «الشرطة والجيش»! فتسقط الجائزة الكبرى «مصر».
إن قوة مصر ليست فى ثرواتها أو قناتها، إنما قوة مصر فى عناية الله أولاً، ومخزونها الحضارى ثانياً، هذا المخزون الحضارى تجسد فى ٣٣ مليون مصرى ومصرية خرجوا لأنهم تأكدوا أن مصر تضيع إلى الأبد منهم.
إن مصر التى تغلبت على الهكسوس وطردتهم، كما انتصرت على الفرنجة الصليبيين فى موقعة حطين وهزمتهم، كما أوقفت موجات التتار فى عين جالوت وكانت نهايتهم، هى مصر الآن التى تتصدى لأقذر مؤامرة صهيوأمريكية، وأدواتها القطرية التركية، وسوف تنتصر عليها بوحدة وتوحد شعبها الواعى العظيم.
لو كنت وزيراً للتربية والتعليم لقررت فوراً على طلبة الإعدادى والثانوى رائعة مصطفى لطفى المنفلوطى: فى سبيل التاج، وملخصها: حرب البلقان، الصراع الدامى بين الأب الخائن، قائد الجيش، والابن الوطنى، وما هى إلا جولة أو جولتان بالسيوف حتى سقط الخائن الظالم، ونجا الوطنى المظلوم، فأشعل النيران تنبيهاً للجيش حتى يهب دفاعاً عن الوطن، ما أشبه حربنا فى مصر اليوم بحرب البلقان.

Friday, May 22, 2015

الكرازة - للقمص تادرس يعقوب - 18 مايو 2015

بعد مرور أكثر من نصف قرن على حركة الهجرة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إننا نشكر الله على بركاته الكثيرة في كل أرض المهجر، ولا ننسى كل المجهودات التي قام بها كثيرون من الشعب منذ الخمسينات ورجال الكهنوت، خاصة الجنود المجهولين. ما نُقَدِّمه الآن ليس نقدًا سلبيًا ولا تجاهلاً لعمل الله، وإنما نحتاج عل الدوام أن نراجع حساباتنا خشية الانشغال بالماضي دون تقدُّمٍ لائقٍ بخدمة ملكوت الله. يليق بنا إعادة تقييم ما حَقَّقته نعمة الله وما لم نُصِب فيه، ونراعي في هذا التقييم الآتي:
1. لسنا نُسَجِّل تاريخًا لتكريم أشخاصٍ مُعَيَّنين من رجال الكهنوت أو من الشعب. إنما لكي نعرضه في صلواتنا جميعًا، الكبار والأطفال الصغار لكي تعمل نعمة الله في الجميع.
2. عدم التركيز فقط على عدد المهاجرين وعدد الكنائس والكاتدرائيات، بل أيضًا على مدى انتشار الفكر الكرازي باتِّساع قلب، فلا نتجاهل تراث الكنيسة الحيّ المُتمثِّل في تقليدها المقدس بما فيه من طقوس وألحان، مع مراعاة عدم التمسَّك بالحرف القاتل بروح التعصُّب، إنما كسفراء عن السيد المسيح نتساءل: هل كرازتنا حوَّلت القلوب الترابية إلى سماءٍ جديدةٍ يعمل فيها الثالوث القدوس من خلال الصلوات الليتورجية الكنسية والشخصية في المخدع.
3. مع الاهتمام بلُغة أرض المهجر أذكر ما قاله الدكتور فهمي عطالله – وهو مُهاجِر غالبًا من الأربعينات ومتزوج من إنسانة أمريكية تقية محبة لله – بروح متواضع عند كتابة رسالة للبابا شنودة عام 1972م ليُرسِل كاهنين للوس أنجيلوس بكاليفورنيا للخدمة في أكثر من نصف ولايات أمريكا الشمالية في ذلك الحين، طلب أن نكتب له العبارة التالية: “نرجو إرسال أشخاص يتحدَّثون بلغة الحب والروح التي تستطيع أن تدخل القلوب وتلهبها بحب الله، مع عدم تجاهلنا لأهمية لغة أرض المهجر”.
4. في زيارة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية صرَّح بعبارة في غاية الأهمية: “ليتنا لا نبدأ من الصفر، إنما ننتفع بخبرة الكنائس الأرثوذكسية التي سبقتنا إلى أرض المهجر بحوالي 80 عامًا، سواء في الجوانب التي نجحت فيها أو لم تُصِب فيها.
5. الحاجة إلى إعداد قادة للكرازة ليست كل مؤهلاتهم اللغة والإدارة فحسب – مع أهميتهما – وإنما يتمتعون بروح الحُبِّ لكل البشرية مشتهين خلاص العالم كله بروح الكرازة بكلمة الله الحية في عمق آبائي مع تقديم الطقس لا في حرفية قاتلة، بل بالكشف عن أعماقه الإنجيلية الروحية الكنسية، وإبراز غايته وهي التمتُّع بعربون السماء في كل عبادتنا الكنسية والشخصية والأنشطة على كل المستويات.
سُئل أحد أساقفتنا في زيارة البابا شنودة لبطريركية الأرمن بالولايات المتحدة من أحد الأساقفة الأرمن: من المُلاحَظ أن غالبيتكم شباب صغير السن، كيف يُختارون الأساقفة؟ وما هي مؤهلات المُرشَّح للأسقفية؟ وكيف يتدرَّب على العمل الأسقفي؟ قال لي: “لم أعرف بماذا أجيب؟ وإنما قلت له: من بين الرهبان”. علَّق الأسقف الأرمنّي إن سيامة الشخص أسقفًا لدينا تحتاج إلى دراسة له لمدة 8 سنوات ليعرف كيف يرعى ويخدم في أسقفيته.
6. منذ سنوات اتصل بي كاهن من أستراليا، قال لي: “أخشى من أن أصاب بحالة احباط depression بسبب (فلانة)! فإنها كل أسبوع تأتي ومعها أشخاص يطلبون العماد، وقلوبهم مملوءة حبًا لله. ماذا سأقول أمام الرب، هي تُقَدِّم لهم الإيمان بقوة وحبٍ، وأنا مُجَرَّد أعمدهم!”
هذه الفتاة ترسل بعض العظات لخمسة عشر الفًا وتستقبل أسئلتهم وتعليقاتهم وتهتم بخلاصهم. هل يمكن أن يوجد أشخاص لهم هذه الغيرة المقدسة أينما وُجِدوا؟!
7. هنا يليق أن نتساءل:
هل الكنيسة حاليًا تُعِد بروح الكرازة الجادة خدام التربية الكنسية والشمامسة والكهنة والأساقفة وأساتذة المعاهد الكنسية، بجانب أساس البنيان الروحي الداخلي العميق، الجانب الدراسي العلمي؟ وماذا عن الرعاية؟
التقيت بأحد كهنتنا الشباب بأمريكا وسألته عن خدمته، فأجابني لي 3 سنوات مُسام كاهنًا وقمت بزيارة بعض العائلات، ويوجد كثيرون لم أدخل بعد بيوتهم، وأن عدد العائلات في المدينة 300. ولما تحدثت معه عن الزيارة الرعوية والتركيز على كلمة الله خاصة مع الأطفال والشباب، أجابني إن سيامته كاهنًا تمت وبعد قضاء الأربعين يومًا في الدير ألقوني وسط الشعب، ولم يخبرني أحد ماذا أفعل؟ لم يُرشِدني أحد!
لستُ أكتب لأنتقد أحدًا، إنما لكي نُعالِج هذه الأمور – قبل أن يصعب في المستقبل علاجها – بحكمة مع حُب واتِّساع فكر وتشجيع.
7. في عام 1976/1977 قام مطران الهند الأرثوذكسي بزيارة ملبورن أُستراليا، وفي اجتماع محبة التقى قادة الكنائس الأرثوذكسية معًا. وكان موضوع حديثه والمناقشات حول: كيف يمكننا عمليًا غرس شجرة أرثوذكسية في تربة أسترالية؟ ما كان يشغلنا هو التعليم على أساس سليم وبروح إنجيلية كرازية كنسية، فتأتي بثمار أرثوذكسية الجوهر والمضمون على طريقة أسترالية
8. حين قمت بزيارة معهد فيلاديمير عام 1972 كانت مكتبة البيع صغيرة للغاية، واليوم يفتخر بها كل الأرثوذكس في العالم. قال أبونا أثناسيوس فرج إنه يوجد حوالي 25 شخصًا في أمريكا من الأقباط تفرَّغوا للدراسات العليا المسيحية وللأسف أغلبهم لم تُقدِّم لهم الكنيسة القبطية فرص للخدمة.
ما هي إمكانيات معاهدنا في المهجر، وكم شخص تكرَّس للقيام بمثل هذه الأعمال اللازمة للكنيسة؟ هل لدينا حتى الآن أساتذة متفرِّغون للعمل الدراسي الروحي على مستوى معهد فيلاديمير؟ وهنا أشعر بالبركة التي قام بها الأنبا سرابيون بتشجيع بعض المكرسين للدراسات العليا في معاهد أرثوذكسية حيّة، والاعداد لإنشاء معهد دراسي يليق بالكنيسة.
تحدَّثت مع كثيرين ممن بنوا كاتدرائيات ضخمة عن إنشاء مركز ثقافي بها أشخاص متفرِّغون للعمل بفكر كنسي ثقافي علمي يليق بالكاتدرائية. ولكن متى نبدأ؟
9. الحاجة إلى عمل جماعي في تدبير مركز الكتروني لا يقف عند نشر كتابات أو دراسات صوتية أو مرئية، إنما يتفرَّغ البعض ليس باسم كنيسة مُعيَّنة أو إيبارشية مُعيَّنة، بل باسم الكنيسة ككل ليجيب على طلبات كل من يود المعرفة الحقّة.
منذ سنوات قليلة اتصل بي خادم من كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس مار يوحنا الحبيب بجناكليس إسكندرية، لأن شخصًا قادم من المكسيك على حسابه الخاص ليعتمد.
حاول هذا الشخص أن يتصل بمواقع الإنترنت websites الأرثوذكسية في مصر، لم تُجِبه سوى هذه الكنيسة. لقد قرأ هذا الشخص كتابات معهد فيلاديمير وبعض المعاهد الأرثوذكسية بأمريكا وكتابات البابا شنودة الإنجليزية وغيرها وقرَّر أن ينضم إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
قال لي أحد الكهنة المشهورين بالقاهرة: “خجلت من الحوار مع هذا الشخص، إنه يعرف عن كنيستنا وآبائها الأولين ومفاهيمها اللاهوتية والرهبانية والكتابية أكثر مني!”
في مجهود فردي بالرغم من ضعف صحة أبينا القمص أنطونيوس حنين كرَّس شابًا لإرسال emails تحتوي على فقرات صغيرة قوية من كتابات آباء الكنيسة. شعرت بقوتها في زياراتي بمنطقة هومديل، نيوجيرسي، إذ كانت بعض العائلات تشتاق أن تلتقي معه، وقيل لي إن حياتهم قد تغيَّرت بعمله هذا. وإذ سألته في ذلك الوقت عن عدد الـ emails التي يرسلها قال لي 150 الفًا في دول كثيرة. لقد تنيَّح هذا الأب، أما تستطيع الكنيسة مجتمعة بروح التواضع والمحبة للقيام بعمل كهذا وبأكثر قوة!
10. لست أود الدخول في تفاصيل أكثر سواء بالنسبة لعمل رجال الكهنوت أو الشعب، إذ يوجد بين الشعب من يستطيع أن يتفرَّغ للخدمة بروحٍ مُلتهِبة ربما أكثر من الكاهن بسبب ضيق وقت الأخير.
في اختصار أود تحديد ما هي سمات العمل المطلوب؟ وما هو هدفه؟ وما هي إمكانياتنا بروح الحب والوحدة والرجاء في عمل الثالوث القدوس فينا، فإننا جميعًا مسئولون للتحرُّك معًا بدراسة جادة تسندها صلاة الشعب والخدام ورجال الكهنوت.
خدمتنا على المستوى الجماعي والشخصى تحتاج إلى إعادة تقييم بروح الانسحاق أمام الله لا بالانشغال بالمجاملات والدعاية.


القمص تادرس يعقوب ملطي ...... في 18 مايو 2015

Tuesday, May 19, 2015

الفيس بوك يقيل وزير العدل بقلم د. محمد أبوالغار ١٩/ ٥/ ٢٠١٥

 فى ظرف ٢٤ ساعة فقط انقلبت مصر كلها رأساً على عقب بعد تصريح وزير العدل السابق الخاص بابن عامل النظافة. هذه الثورة الشعبية الهائلة كانت بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعى التى استطاعت أن تنقل الخبر وتعليقات الشعب من مختلف الاتجاهات عليه بسرعة فائقة وصلت إلى أصغر قرية فى مصر، واستطاعت التعليقات الحادة التى عبرت عن غضب شعبى عنيف أن تضغط على الدولة كلها وتقول لها إن هذا الأمر لن يمر.
 ما قاله الوزير فيه احتقار واضح لغالبية الشعب المصرى من الفقراء الذين يعملون فى مهن بسيطة وفيه مهانة وعنصرية تخطاها العالم منذ فترة، ثم فيه مخالفة واضحة للدستور. كل هذا ليست له قيمة فى غياب وسائل التواصل الاجتماعى. ما قاله الوزير هو رأى معظم الوزراء الحاليين الذين يأتى أغلبهم من عائلات متواضعة، لكنها مكافحة، أما مخالفة الدستور فهى أمر يحدث كل يوم بقوانين وقرارات من رئيس الدولة.
فى ٢٥ يناير ٢٠١١ بدأ انتشار شبكة التواصل الاجتماعى، وحيث إن أحداً لم يعرها اهتماماً تحولت إلى ثورة، والآن بعد أربع سنوات زاد انتشارها وتأثيرها. أما الكتائب الإلكترونية الأمنية والإخوانية فهى مفضوحة وتثير السخرية ولا تأثير لها.
الصحف المصرية ضعيفة التوزيع فى معظمها، لكن الأخبار الهامة والمقالات الجديرة بالاهتمام تصل إلى شبكة التواصل الاجتماعى ويقرؤها الملايين ويكون تأثيرها رهيباً. حوارات التليفزيون تضاءلت نسبة المشاهدة لها ولكن الحلقات الهامة والأجزاء المثيرة يراها الشعب كله على يوتيوب، وهو ما دفع شركات الإعلانات إلى ترك التليفزيون والبحث عن الإعلان فى الإنترنت.
هذه القوة الجبارة الحديثة لن تستطيع قوة فى العالم إيقافها. حين صادر الأمن الطبعة الأولى من «الوطن» وقام بفرم ما يقرب من ٥٠ ألف نسخة- ظهرت النسخة المصادرة على الإنترنت وقرأها الملايين بدلاً من بضعة آلاف من القراء وأصبحت مصر كلها تعرف أن هناك رقابة على الصحف خرقاً للدستور وهو نفس الشىء الذى حدث بعد حذف عمود الصحفى علاء الغطريفى الذى ربما لم يكن قد لاحظه أحد.
تأثير الفيس بوك فى حادثة مقتل الشهيدة شيماء الصباغ شىء رهيب اكتسح الداخلية واكتسح كل الأمنجية فى التليفزيون، وقال الرئيس إن شيماء مثل ابنته، ولا بد من تحديد القاتل ومحاكمته وهو ما يتم الآن. كل محاولات الأمن الوطنى فى كبت الحرية وسجن الشعب لن تفلح وسوف تأتى بأثر عكسى على شعبية النظام وتماسكه.
الرأى العام ونبض الشارع تعرفه الآن من الإنترنت والتى لم يعد استخدامها محصوراً فى دائرة ضيقة وإنما كل شعب مصر تقريباً يتابع الإنترنت. الذى أقال وزير العدل ليس رئيس الجمهورية ولا مجلس الوزراء وإنما هو الفيس بوك.
عاشت وسائل التواصل الاجتماعى التى فتحت باباً جديداً وعظيماً وساحراً للحرية فى الدنيا كلها وغيرت مصر إلى الأبد فى ٢٥ يناير.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.


Saturday, May 16, 2015

من هنا نبدأ ١٩٥٢.. ولم نبدأ حتى الآن! بقلم د. وسيم السيسى ١٦/ ٥/ ٢٠١٥

قالت لى طبيبة هندية «مسز بانارجى» تعيش فى إنجلترا: إنى متألمة جداً.. طفلى الصغير سبع سنوات يرى أفلام الكاوبوى الأمريكية، فيهلل حين يقتل المستعمر الأبيض.. صاحب البلد الأصلى ألا وهو الهندى الأحمر!!
تأملت كلمات هذه الطبيبة، فوجدت أنه حالنا تماماً! نهلل لانتصار قوم موسى على جيش فرعون! انتصار الرمل على النهر، راعى الغنم على الفلاح، ثقافة الأنا على حضارة النحن الجمعى!
صحيح إذن ما قاله أفلاطون: يجب أن يكون الحكام فلاسفة، فالحاكم العادى يعالج أعراض المرض، والحاكم الفيلسوف يعالج أسباب المرض.
فلو أن وزراء التعليم والثقافة والمسؤولين عن الإعلام بحثوا عن الجذور، جذور عدم الولاء والانتماء عند الكثير من الشباب، لعرفوا أنها ثلاثة أسباب:
السبب الأول: هو غياب الولاء والانتماء من جانب الدولة لهؤلاء الشباب! لا تطلب من ابنى أن يحبنى، وأنا لا أوفر له حياة كريمة! صحيح أن الدولة الآن تحاول إصلاح ما أفسده الحكام من قبل، ولكن الوضوح، الشفافية، العدالة الاجتماعية القائمة على الكفاءة وليس الدين أو القرب من الطبقة الحاكمة أو القوة المالية أو الطبقة الاجتماعية، كان خطاب العرش فى مصر القديمة من الملك لكبير الوزراء: اعلم أن احترام الناس لك لن يأتى إلا بإقامتك للعدل، ليكن نبراسك هو ماعت ربة العدالة.
السبب الثانى: هو جهلنا بما يضمره عدونا التاريخى ألا وهم اليهود! يقول فرويد، عالم النفس الشهير وهو يهودى للنخاع: عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية القديمة، «موسى والتوحيد ص١١٣».
هل علمنا أولادنا أن فرعون الخروج هو واحد من ٥٦١ ملكاً حكموا مصر، ودراسات حديثة من الداخل والخارج «د. نديم عبدالشافى السيار - قدماء المصريين أول الموحدين، دراسة من علماء لاهوت بريطانيين» تؤكد أن فرعون الخروج كان هكسوسياً!
هل لدينا شجاعة وزير التعليم الإسرائيلى الذى أمر بتدريس وجهة نظر عالم الآثار الإسرائيلى زائيف هرتزوج فى جامعة تل أبيب حيث أعلن: اليهود لم يدخلوا مصر حتى يخرجوا منها!
يجب أن نعلم أولادنا أن التوراة نفسها تقول فى سفر الخروج إنهم عبروا يم سوف، أى بحر البوص Reed Sea، وهى البحيرات المرة الآن، وعندما أطلقت تركيا أسماء البحار فى القرن ١٨ «بحر أحمر، أبيض، أسود... إلخ» رفع المزورون حرف E فأصبحت Red Sea الذى يدعون أنه انشق وعبروه، علماً بأن البوص «البردى» لا ينمو فى مياه البحر الأحمر المالحة، لذا كان موجوداً فى البحيرات العذبة قبل فتح قناة السويس عليها، وقد نزلت لهذه البحيرات بنفسى، فلازالت الأرض طينية، ومهما حاولت أن تموت غرقاً فلا تستطيع!
أعيدوا كتابة التاريخ خالياً من الأكاذيب وادعاءات اليهود مثل نحن بناة الأهرام أو أن إخناتون هو النبى موسى عليه السلام!
لو عرف المسؤولون أن التقدم والازدهار لن يأتى إلا بحب الوطن، وحب الوطن لن يأتى إلا بالولاء والانتماء، والولاء والانتماء لن يأتى إلا بالإعجاب والافتخار بتاريخنا العظيم.. لكان لمصر شأن آخر.. لذا حين سألوا فرانسيس باكون: كيف تتقدم أوروبا؟! قال: أن يكون لها تاريخ! فأخذت التاريخ اليونانى الرومانى المبنى على التاريخ المصرى.
السبب الثالث والأخير: هو عدم الاستفادة من تجارب الدول الأخرى.. تجربة بولندا، مهاتير محمد فى التعليم، تجربة سنغافورة فى تنظيم الأسرة، تجربة إنجلترا فى النظام الصحى، كتاب خالد محمد خالد ١٩٥٢ من هنا نبدأ.. ولم نبدأ حتى الآن!!
تعريف الذكاء: القدرة على التعلم، الاستفادة من التجارب الماضية، القدرة على حل مشاكلنا اليومية، والسؤال للحكام: هل نحن حقاً أذكياء؟!