Translate

Monday, June 26, 2023

اليوم العالمي للمهندسات - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 25/6/2023

 احتفل العالم منذ أيام قليلة ٢٣ يونيو باليوم العالمي للمرأة المهندسة الاي ظل الباب مغلقاً أمامها حتى حطمته المهندسة اليزابيث وهي أول امرأة تحصل على شهادة في الهندسة عندما حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بيركلي، وتم تكريم المهندسات من قبل اليونسكو باقامة الذكرى السنوية لجمعية الهندسة النسائية (WES) ، التي تأسست في 23 يونيو1919.

وبهذه المناسبة لابد أن يتعرف القارئ على أهم مهندسة عربية عالمية وهي المهندسة العظيمة العراقية الانجليزية زها حديدواليكم بعض المعلومات عنها: يكفي أن تكتب في حوجل مبنى مركز روزنتال للفن المعَاصِر لتعرف من هي مصممته زها حديد، هذا المبنى حصل على جائزة المِعْمَار الأمريكى American Architecture Award، وكانت أول امرأة عربية تحصل على جائزة بريتزكر في عام 2004، وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة التشريفية الأخرى.

كانت تعمل أيضاً كأستاذة زائرة في عدة جامعات حول العالم.كانت العقل المُبْدِع وراء تصميم مركز لندن للرياضات البحرية في دورة الألعاب الأولمبية عام 2012، ومتحف إيلي وإيديث للفن المُعاصِر Eli and Edythe Broad Art Museum في الولايات المتحدة الأمريكيةتقول عن فلسفتها في العمارة:لا أعتقد أن المِعْمَار يقتصر على المَأوَى، فهو ليس مجرد سياج بسيط. بل يجب أن يُحَمِّس المرء، ويهدئ أعصابه، ويدفعه للتفكير.

وصفتها صحيفة “النيويورك تايمز” الأمريكية بملكة المنعطفات، التي حررت الهندسة المعمارية وأعطتها هوية جديدة معبّرة بالكامل، ورصف مشاريعها الناقد المعماري أندريس روبيو قائلاً: “تشبه سفن الفضاء، التي تسبح دون تأثير الجاذبية في فضاء مترامي الأطراف، لا جزء عال فيها ولا منخفض، ولا وجه ولا ظهر، هي مبان تظهر وكأنها في حركة انسيابية في الفضاء المحيط”.

وصفها أستاذها كولهاس حين كانت طالبة لديه بـ”الصاروخ الذي ينطلق ببطء قبل أن يرتفع في السماء ويأخذ مسارا متسارعا باستمرار”، مضيفا: “وها هي الآن كوكب في مدارها الخاص الذي لا يضاهيه أحد”.


Sunday, June 25, 2023

شخصيتى وكيف تكون متكاملة؟.. أنت تختار مستقبلك - الأنبا موسى - المصري اليوم - 25/6/2023

 أولًا: الإنسان حر في قراره:

- يقول الكتاب المقدس، في سفر التثنية، يقول الله للإنسان: «قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة، فاختر الحياة لكى تحيا أنت ونسلك» (تث19:30)، أي أن الإنسان يتحكم في مصيره، فمستقبلك الأبدى يعتمد على خياراتك. «قدامك الحياة والموت»، أي أن الاختيار اختيارك، وكل إنسان حر في قراره.

- يقولون إن الشخصية الإنسانية هي مجموعة عادات تمشى على قدمين!!، وهذا بالطبع يعنى أن كل عادة نكونها لأنفسنا، إيجابية كانت أم سلبية، تعبر عن واقع داخلى في الكيان الإنسانى، في الفكر والقلب!!. لذلك نتذكر المثل:

X ازرع فكرًا.. تحصد عملًا.. X ازرع عملًا.. تحصد عادة.

X ازرع عادة.. تحصد خلقًا.. X ازرع خلقًا.. تحصد مصيرًا.

- وهذه حقيقة أكيدة، فالإنسان يبدأ سلوكياته بالفكرة، وحينما تعرض له فكرة، وينفعل بها، ويقبلها، يحول هذه الفكرة إلى عمل.. ولما يتكرر هذا العمل، يتحول إلى عادة، ومجموع العادات التي يكتسبها الإنسان تشكل أخلاقياته.. وأخلاقياته تحدد نوع مصيره، فلو أن الفكرة كانت خاطئة، يكون الفعل المكمل لها خاطئًا.. وإذ يتكرر الخطأ تتكون لدينا عادة سلبية.. ومجموع العادات السلبية يعطى صورة سيئة للأخلاق.. ومصيرًا سيئًا في النهاية.

- وما نقوله عن الفكرة الخاطئة ينطبق أيضًا على الفكرة الإيجابية، التي تتحول إلى فعل إيجابى، ثم عادة بَنّاءة، وخلق طيب، ومصير جيد!!.

ثانيًا: الفكر هو البداية:

- الفكر هو بداية كل شىء!!، فخطيئة الشيطان بدأت مجرد فكرة!، إذ قال في نفسه: «أصير مثل العلىّ» (إشعياء 14: 13). وكانت هذه الفكرة الشريرة سببًا في أن «ينحدر إلى الهاوية، إلى أسافل الجب» (إشعياء 15:14).

- لقد كان الشيطان ملاكًا، وكان يستمد نوره من نور الله، وبره من بره، لكنه أراد أن يصير مثل العلى، وأراد أن يستقل ويتألّه، فكان السقوط، وكانت النهاية!!.

- ونفس الأمر ينطبق على آدم وحواء، إذ أغراهما الشيطان بنفس الأمر، قائلًا على لسان الحية: «لن تموتا!!، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منها، تنفتح أعينكما، وتكونان كالله، عارفين الخير والشر» (تكوين 2:3،5)، وكان الأكل، فكان السقوط!!.

- والتوبة أيضًا هي فكرة تتحول إلى فعل!!، ففى مثل الابن الضال لما «رجع إلى نفسه» (لوقا 17:15)، قرر التوبة، والعودة إلى بيت أبيه، فكان الخلاص!!.

الفكر- إذن- هو بداية الفعل، وتكراره هو الطريق إلى تكوين عادة، والعادات لها أثرها الخطير على تكوين الشخصية، وبالتالى على مصير الإنسان.

ثالثًا: موقع العادة في الكيان الإنسانى:

العادة هي جزء من الجهاز النفسى للإنسان، الذي يتكون أساسًا من قسمين:

- الأول موروث: وهو الغرائز والحاجات النفسية.

- والثانى مكتسب: ونقصد به العادات والعواطف والاتجاهات.

العادات- إذن- يجب أن تكون خاضعة لثلاث قوى حتى تتكون لدينا عادات سليمة إيجابية وبَنّاءة.

وهذه القوى الثلاث هي:

1- قوة العقل: وهى قوة محدودة، ويمكن أن تخطئ، ولكنها عمومًا قادرة على التمييز بين الصالح والضار، فإذا ما وردت فكرة على ذهن الإنسان كأن يتعلم التدخين، أو يشرب خمرًا، أو يأخذ مخدرات، أو يمارس نجاسات، سرعان ما ينبرى له الفكر قائلًا: هذا خطأ!!، هذا دمار لجسدك، كما هو دمار لروحك.. بل الأخطر أنه يمكن أن يكون دمارًا لمصيرك الأبدى!!، فالتدخين يسبب أمراض القلب وسرطان الرئة. وكذلك الخمور والمخدرات تُحدث تآكلًا وضمورًا في المخ، وتحوّل الإنسان إلى حطام!!، والنجاسة تُحدث الكثير من الأمراض، وأخطرها الإيدز!!. يجب إذن أن يعرض الإنسان كل فكرة أو شهوة أو نداء من الداخل أو الخارج على العقل، وسوف تكون للعقل كلمته المهمة في الكثير من الأمور.

2- قوة الروح الإنسانية: فهى دائمًا تشتهى ضد الجسد، الجسد يشتهى ضدها.. ومن هنا تكون للروح كلمة مهمة أيضًا في قيادة الفكر، وتوجيه الإرادة، وضبط السلوك اليومى. الروح هي العنصر الإلهى فينا، ولذلك فهى تميل إلى البر والقداسة، وهى متصلة بالضمير، ذلك الصوت القادم إلينا من الله، والمغروس في طبيعتنا، ليهدينا إلى الخير، ويبعدنا عن الشر.

لكن الروح الإنسانية محدودة، وقابلة للتلوث. لهذا فنحن نصلى دائمًا إلى الله طالبين منه أن «يطهرنا من دنس الجسد والنفس والروح».. ومهما كانت تأثيرات الروح الإنسانية والضمير علينا، فهناك حدود لهذه التأثيرات، التي يمكن أن تنهزم أمام سطوة الجسد، وغواية إبليس!!، لذلك فنحن نحتاج إلى قوة إلهية غير محدودة لكى تسندنا.

3- قوة روح الله: وهى الضمان الوحيد والنهائى لحياتنا وسلوكنا وأبديتنا. ذلك لأن روح الله قدوس، وغير محدود، وفاعل في البشر. وهو الذي يُبكِّتنا على كل خطية، ويرشدنا إلى طريق الخلاص، ويطهرنا من أدناسنا وآثامنا، ويعزينا في كل آلامنا، ويثمر فينا.. بثماره المفرحة. من هنا يجب أن تكون أفكارنا وميولنا وعاداتنا خاضعة لما يلى:

1- للتفكير السليم المدروس، المستعين بالأسرة أو المرشد.

2- للصلاة وتوجيه الروح الإنسانية الساكنة فينا.

3- لطلب إرشاد روح الله.. من خلال الاستماع الأمين لمرشدينا.

لو فعلنا ذلك، فسوف نختار العادات الإيجابية البَنّاءة، ونرفض العادات السلبية الهدّامة. بالتالى نكون قد اخترنا الحياة.


Thursday, June 22, 2023

رحيل «سندريلا» وولادة «عندليب» - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 21/6/2023

 فى مثل هذا اليوم ٢١ يونيو، رحلت السندريلا ووُلد العندليب، هل هى صدفة؟ڤينوس أيقونة الجمال سعاد حسنى، «زوزو» التى لم تحتمّل الفقد والفراق وضغط الاكتئاب فودّعتنا كما ودّعنا أستاذها صلاح جاهين، لم تعشق الكاميرا أحداً مثل سعاد، ما دامت هى فى الكادر، إذن لا شريك لها ولا منافس، لأنها ابتلعت المشاهد بعينيها الساحرتين المغناطيسيتين، وروحها التى تحمل براءة وبكارة الميلاد الأول، عانت فى أسرة كبيرة العدد، التقطها «الخميسى» وهى بالكاد تفك الخط، ولكنها تُفكك الأحاسيس والمشاعر وتعيد تركيبها عندما تجسّد أى شخصية، من فلاحة «الزوجة الثانية» للطالبة الجامعية فى «خلى بالك من زوزو»، لـ«إحسان» التى باعت جسدها للوزير تحت ضغط الفقر فى «القاهرة ٣٠»، إلى الشقية المتوهجة فى أفلامها مع حسن يوسف ويوسف فخر الدين.. إلخ، طاقة فن لن تتكرر.ليست صدفة أن يعشقها «حليم»، فقد جمعهما الضنى وعذاب الطفولة، والموهبة الجامحة، والإحساس الخالص، والإخلاص للفن حتى الثمالة، جمعهما الشجن وفرقتهما الغيرة، أو ضغط المجتمع، أو رغبة «حليم» فى أن يكون معبود البنات بدون شريكة حياة، المدهش أن هذا الحب لم يترجم لشراكة سينمائية إلا فى فيلم أو بالأصح ثلث فيلم، وهو «البنات والصيف»، وكانت البطلة زيزى البدراوى وليست سعاد حسنى!زمن فنى لن يتكرر، ما زالا حتى هذه اللحظة فى الوجدان والقلب.


Sunday, June 18, 2023

شخصيتى.. وكيف تكون متكاملة؟ (الشباب والعاطفة) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 18/6/2023

 الشباب هو سن المشاعر الفياضة، وفى كل اتجاه: نحو الله، ونحو أسرته، ونحو أصدقائه، ونحو الجنس الآخر. وسوف نركز حديثًا عن كيفية توجيه العاطفة، حينما تتجه نحو الجنس الآخر.

ولعل الأسئلة التى يمكن أن تطالعنا فى هذا الموضوع هى:

1- ما هى العاطفة؟

2- ما موقعها داخل الكيان الإنسانى؟

3- ما هى مخاطرها إذا انحرفت؟

4- كيف أقود عواطفى بطريقة إيجابية بناءة؟

1- ما هى العاطفة؟

العاطفة هى انفعال متكرر، يثبت بالتكرار، سواء نحو شخص أو شىء أو قيمة.

أ- نحو شخص.. حينما يراه الإنسان ينفعل انفعالا مُريحا، إذا تكررت الرؤيا والانفعال المريح، يتحول الأمر إلى عاطفة محبة. ونفس الأمر لو أن الانفعال كان سلبيًا، بعدم الارتياح، إذا تكرر يثبت، ويصير عاطفة رفض لهذا الإنسان.

وهذا بالطبع موقف غير مقبول روحيًا ودينيًا.. ربما أرفض منهجه أو سلوكياته الخاطئة، ولكن يمكن للإنسان المؤمن أن يستمر فى تقديم محبة هادئة للشخص، حتى لو رفض سلوكياته.

ب- نحو شىء ما.. كالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى والميديا، إذا ما انفعل الإنسان بطريقة إيجابية نحو أمر أكثر من هذه الأمور، يتحول الانفعال - بالتكرار- إلى عاطفة محبة ثابتة ومستمرة نحو ما أحب. وبالعكس لو انفعل الإنسان ضد: الخطيئة.. التدخين.. الخمور.. المخدرات.. النجاسة..، وتكرر الانفعال، يتحول ذلك إلى رفض لهذه الأمور، مهما حاول الشيطان أو أصدقاء السوء إغراءه بها.

ج- أو قيمة ما.. كالمحبة أو الخدمة أو الوداعة أو صنع الخير.. يفرح بها الإنسان، وإذ يتكرر هذا الأمر يتحول إلى حب. وبالعكس فالتهور أو الغضب أو النميمة أو الكبرياء أو الأنانية.. كلها أمور يمكن أن تكوِّن لدى الإنسان المؤمن عاطفة كره أو رفض لها.

.. المهم إذن، أن نأخذ الأمر ونحن فى داخل دائرة الرب لنستطيع أن نكون عواطف بناءه، تكون سببًا فى خلاصنا، ونمونا الروحى، وخدمة الآخرين.

2- موقع العاطفة فى الكيان الإنسانى:

العاطفة هى جزء من النفس.. وذلك فى الإنسان الطبيعى، فإن كان الإنسان يتكون من روح تتصل بالله، وعقل يفكر ويدرس ويحلل، ونفس فيها الغرائز والعواطف، وجسد يتحرك ويسعى فى الأرض.. تكون العاطفة جزءًا من الجهاز النفسى للإنسان، يعلوها العقل والروح، ويأتى تحتها الجسد والحواس.

ومعروف علميًا أن النفس مكونة من:

1- موروثات: كالغرائز والحاجات النفسية، وهى ما ورثناها فى طبيعتنا البشرية.

2- مكتسبات: كالعواطف والعادات والاتجاهات، وهى ما اكتسبناها فى مسيرة العم..

العاطفة - إذن - هى جزء من النفس.. والنفس والجسد هما مكونان نشترك فيهما مع الحيوان.. أما العقل والروح فقد اختص الله بهما الإنسان.

ونحن نلمس هذا فعلًا فى حياتنا اليومية، فالحيوان عنده غرائز: كالعطش والجوع وحب الحياة والأمومة والأبوة والجنس.. وعنده العواطف.. ولدينا فى الكلاب مثلًا نماذج وفاء نادرة، وحب شديد لأفراد الأسرة.

نقول هذا لنصل إلى نتيجة غاية فى الأهمية والخطورة، وهى أنه: لا ينبغى للعاطفة أن تقودنا!!، ولا ينبغى للنفس أو للجسد أن يمسك بدفة السفينة!!، فهنا يكمن دمار خطير محتمل. بل ينبغى أن يقودنا الروح، ويضبط مسارنا العقل، فهما العنصر الإلهى فى الإنسان. فالله خلقنا من تراب، ولكنه نفخ فيه نفسًا حية، وروحًا عاقلة، تميزنا عن الحيوانات!!.

3- مخاطر العاطفة إذا انحرفت:

العاطفة - إذن - قوة هامة فى الإنسان، يمكن إذا سارت بطريقة إيجابية أن تبنى الإنسان، إذا ضبطها العقل، وقدسها الروح، وقادها الرب!! أما إذا انحرفت العاطفة، فالدمار أكيد، لكل الكيان الإنسانى.

العاطفة شىء يبقى معلقًا إلى أن يستقر فى أحد اتجاهين:

1- إما أن تتسامى.. بالعقل والروح.. إلى الله!!

2- وإما أن تتدنى.. بالغريزة والحسيات.. إلى الجسد!!، وهنا تكون الطامة الكبرى، والتورطات الخطيرة المهلكة!!.

العاطفة أمر له تأثيره، فهى كثيرًا ما تعمى العقل، وتخدِّر الروح، وتهرب من تأنيب الضمير، وترفض كلمة النصح من الأسرة، وكل المحبين المخلصين!!، إنها - إذا انحرفت - أسر شيطانى رهيب، يقود الإنسان إلى موارد التهلكة، والانحدار العظيم!!.

4- كيف أقود عواطفى؟

القيادة السليمة للعاطفة تكون بأن:

1- يضبطهـا العقل...

وذلك حينما أخضع هذه المشاعر للتفكير العميق والسليم، وأحاور من يحبوننى فى هذا الأمر: الأسرة، وأصدقاء الخير!!.

2- يقدسها الروح.. حينما أصلى وأعرض الأمر على الله، وأدرسه فى نور الوصية، وقواعد الإيمان السليم، سائلًا نفسى: هل يوافق الله على هذا الأمر؟.

3- يقودها الله.. بمعنى أن يتخلى الإنسان عن عناده وتشبثه بالخطأ، ويعطى فرصة لروح الله أن يقود حياته وأفكاره وقراراته المصيرية!!.

هكذا تكون قيادة العاطفة، تلك الطاقة الرائعة الكامنة فينا، والتى يمكن أن نوجهها نحو:

1- الله.. فى مناجاة الحب.

2- الأسرة.. فى علاقات طيبة.

3- الأصدقاء.. فى عشرة مقدسة.

4- الخدمة.. فى عطاء محبب للآخرين.

5- الهوايات.. كالقراءة والموسيقى والثقافة.

6- الثقافة.. الدينية والكتابية والعامة.

وهناك ميادين كثيرة بناءة، يمكن أن نوجه إليها عواطفنا، لتكون سبب بناء لا هدم، سواء فى حياتنا أو فى حياة الآخرين. والرب يعيننا فى كل جهاداتنا لمجد اسمه، وفرح كثيرين.. له كل المجد إلى الأبد آمين.

الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


Tuesday, June 13, 2023

بورتريه ماجدة صالح بريشة هالة سرحان - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 12/6/2023

 ليس أقدر من الإعلامية والباليرينا هالة سرحان التى تكتب برشاقة راقصى الباليه فى الكتابة عن الراحلة فنانة الباليه العظيمة ماجدة صالح، كتبت بمنتهى الحب والعلم أيضاً عن أستاذتها ماجدة صالح فقالت: لمن لا يعرفها المصرية الباليرينا الأستاذة الدكتورة ماجدة صالح فارقت عالمنا منذ يومين ومعها قطعة من تاريخ مصر الثقافى العظيم.

الله يرحم فراشة الفن الراقى ويسكنها فسيح جناته بإذن الله. رحلت عنا واحدة من الرواد الذين كتبوا تاريخ الفن الكلاسيكى الحديث. ماجدة كانت من الخمس الكبار أول من التحق بمعهد الباليه فى أكاديمية الفنون فى بدايتها.

وكانت هذه اللبنة الأساسية لمعهد الباليه وفرقة باليه القاهرة. الخمس الكبار كنّ متميزات بصورة مذهلة كل واحدة منهن عملاقة أدهشن الخبراء القادمين من البولشوى. الخمسة أصبحن الباليرينات الصولو نجمات الفرقة التى كانت تتكون من طلبة المعهد من سن ٨ إلى ١٨ الضرورة تطلبت ذلك، لم يكن هناك فرقة باليه محترفة فى مصر من قبل.

تم منح بعثة الخمسة الكبار معاً إلى البولشوى أعظم مسرح فى العالم ومدرسة للباليه حصلن جميعاً على درجة الدكتوراه وعُدن إلى مصر لإبهار المصريين بأدوار بحيرة البجع وجيزيل وكسارة البندق وغيرها على أعلى مستوى مع العظيم عبدالمنعم كامل، وحصدوا جوائز عالمية. فن الباليه يتطلب نوعاً من التفانى القاسى لأنه تحدى قدرات الجسد.

ماجدة كانت من الفراشات الهائمات اللاتى يقفن على أصابع القدم حتى تدمى وتسيل منها الدماء ولا تتوقف. كان لديها قدر مهول من الإصرار والتحدى والصبر حتى تزيد من قدراتها على الطيران أو الدوران على ساق واحدة وقد يستغرق عاماً من التدريب تسع ساعات فى اليوم حتى تحقق فارق اثنين ملليمتر فى الأداء. إنه الفن الذى تعيش من أجله والقرب من الكمال فى الزوايا الهندسية المعقدة.

دكتورة ماجد كانت معجونة بالإحساس البديع وسيدة الدقة الأولى. حصلت على الدكتوراه وقامت بالتدريس والزواج فى أمريكا لكنها ظلت تلك المتبتلة فى محراب الفن العريق. عادت بعد أن تركت بصمة كأستاذة فن الباليه فى بنسلفانيا وعادت إلى مصر، هى العبقرية التى تحدثت بأجمل لغات العالم، فن الحركة المذهلة، وكانت تتحدث الإنجليزية والروسية والفرنسية بطلاقة.

عملت مدربة وأستاذة ومؤرخة لفن الباليه المصرى الراقى. ماجدة المؤسسة والرائدة صنعت التاريخ الذى نفخر ونعتز به فى حقبة ازدهار الفنون الرفيعة فى الباليه والموسيقى والمسرح والسينما، كان الخمس الكبار هن من حملن شعلة التنوير الثقافى مع العبقرى عبدالمنعم كامل.

وزيرة الثقافة الحالية الدكتورة المثقفة نيفين الكيلانى أتمنى أن تطلق على صالة من صالات تدريب فرقة الباليه صالة ماجدة صالح، ذلك البيت الذى قضت فيه ماجدة العمر كله.الخمس الكبار د. علية عبدالرازق، د. ماجدة صالح، د. ودود فيظى، أ. ديانا حقاق، د. مايا سليم.. وداعاً أيتها الفراشة صانعة الجمال.


Sunday, June 11, 2023

الأسانسير الإسلامي الحلال - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 10/6/2023

 لاحظت انتشار مايسمى بالأسانسير الإسلامي في مصالح حكومية كثيرة، والاسم مصدره أن الأسانسير بمجرد الضغط على زر الصعود يظل يردد دعاء الركوب أو آيات أو أحاديث ..الخ.

ظننت في البداية أن اسم الأسانسير الإسلامي مشتق من صناعته في بلد إسلامي مثلاً، ولكن ظني خاب وتخميني طلع فشنك، فنحن كدول إسلامية نستهلك ونضع التاتش بتاعنا على ما نستورده أو نستهلكه فقط! لكن نصنع أستغفر الله، فعلماء الغرب كما قال أحد رجال الدين هم مسخرون لخدمتنا باختراعاتهم.

نحن لدينا الكوافير الإسلامي والمايوه الإسلامي والبنك الإسلامي والشورت الرياضي الإسلامي…الخ والبقية تأتي.

والسؤال هل هناك أسانسير إسلامي وأسانسير مسيحي وآخر هندوسي؟! الأسانسير مهمته تسهيل صعودنا الى الأدوار العليا وليست مهمته تسهيل صعودنا الى الجنة!! فالصعود الى الجنة له مستلزمات ومعايير ووسائل أخرى ليس من بينها الأسانسيرات!

وسؤال ساذج أليست تلك المصالح الحكومية بها أقباط؟ ولماذا أصلاً نجعل شيئاً أو كياناً مدنياً يحمل صبغة دينية؟ الأسانسير مثل الأتوبيس خدمة عامة لكل الأجناس والأعراق والأديان، لا يوجد ما يسمى بالأتوبيس الإسلامي، فهو لا يصوم ولا يصلي!!

التدين الحق أن أجري صيانة دورية للأسانسير، وألا يصعد فيه أكثر من طاقة احتماله حتى لا يخرب، عبث أن أتعامل مع الأسانسير بإهمال وأتسبب في موت شخص بإهمالي، وأتصور أنني أرضيت ضميري بميكروفون دعاء الركوب المثبت في المصعد !! الدين الضمير وليس الشكل أو الاستعراض.

وجود مثل تلك الأسانسيرات في مصالحنا الحكومية وشركاتنا لا يتناسب مع مفهوم الدولة المدنية، لا أحد يمنع أحد من ممارسة طقوس دينه في الدولة المدنية، لكن احتفظ بعلاقتك الرأسية مع الله ولا تفرض الشكل القابع بدماغك على الجميع فرضا ورفع فزاعة التكفير إذا خالفوك.


حديث إلى الشباب - الأنبا موسى - المصري اليوم - 11/6/2023

 الإنسان خلقه الله بقوته الإلهية، وسيعود إلى الله فى اليوم الأخير.. ولكن للإنسان:

أولًا: طبيعة بشرية ضعيفة:

لمّا كان الإنسان قد خُلق من روح عاقلة وجسد ترابى، والروح هى نسمة قدسية من الله، خالدة بخلوده.. لذلك فلما أخطأ الإنسان، واستحق العقوبة، كان لابد أن يرجع التراب إلى التراب كما كان، وترجع الروح إلى الله الذى أعطاها. وقد ظهرت عوامل الموت الجسدى بعد السقوط فى صور كثيرة مثل:

1- تسلل المرض إلى جسم الإنسان.

2- ظهرت مضاعفات الشيخوخة.

3- المعاناة من كوارث الطبيعة مثل: الزلازل والبراكين والسيول والفيضانات.

4- اكتساب بعض الحيوانات الطبيعة الوحشية، التى يمكن أن تفترس الإنسان.

5- قتل الإنسان لأخيه الإنسان.

وهكذا تناقص عمر الإنسان، وبخاصة بعد أن خرج من جنة عدن بدأ يأكل اللحوم، وأصبح بمثابة كيان هش يحمل الموت فى أحشائه.. خلايا تموت، وأخرى تُخلق من جديد، إلى أن تأتى لحظة النهاية، إذ «وُضِع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة» (عبرانيين 27:9).

ومن هنا «كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع» (رومية 12:5).

ويلاحظ القارئ الحبيب أن الموت اجتاز إلى الجميع إذ أخطأ الجميع، ولم يقل فأخطأ الجميع... أى أن الموت كان حكمًا على الإنسان لأنه أخطأ فعلًا، بالإضافة إلى أن الموت كان أيضًا نتيجة للفساد الذى أصاب الطبيعة الإنسانية.

ولكن شكرًا لله، لأن الرب حينما مات على الصليب وقام، قام بجسد نورانى، روحانى، سمائى، خالد.. وسوف يعطينا بقوة قيامته أن ننال هذا الجسد الممجد الذى سنحيا به إلى الأبد فى أورشليم السمائية بعد القيامة العامة مباشرة.

وهكذا رأى بولس الرسول رب المجد - بروح النبوة - وهو قادم على السحاب نازلًا من السماء.. «بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، والأموات فى المسيح سيقومون أولًا، ثم نحن الباقين سنخطف جميعًا معهم فى السحب، لملاقاة الرب فى الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب» (1تسالونيكى 16:4،17)، فهو «الذى سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده» (فيلبى 21:3).

ثانيًا: روح قوية خالدة:

يقول الكتاب المقدس: «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» (غلاطية 16:5)، وكان نداء القديس بولس الرسول: «امتلئوا بالروح» (أفسس 18:5).

الروح هى العنصر الذى وضعه الله فى الإنسان، والذى من خلاله يتصل الإنسان بالله، وبالإيمانيات، وعالم الروح.

فإذا كان الإنسان يشترك مع النبات فى الجسد، ومع الحيوان فى الجسد والنفس، إلا أنه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح، لذلك يقول البعض عن الإنسان إنه حيوان عاقل ومتدين.

ومنذ فجر التاريخ الإنسان متدين، حتى وإن ضل الطريق الصحيح، إلا أن أحشاءه تؤكد له وجود الخالق، والخير، والثواب والعقاب، والخلود.. وما شابه ذلك من عالم الماورائيات، أى ماذا وراء المادة؟ وماذا وراء الموت؟ وماذا وراء الزمن؟ وماذا وراء الطبيعة؟.. وأحيانًا يسمونه عالم الميتافيزيقا، أى ما وراء الطبيعة المحسوسة!.

لقد استلم آدم معرفة الله من الله مباشرة، ثم تعاقبت الأجيال بعد السقوط، وتشتت البشر بعد بلبلة الألسنة، وبدأنا نسمع عن عبادات كثيرة، كعبادة: الشمس والقمر والنجوم والعجل والبقرة وتماثيل.

ولكن هذه جميعًا كانت مجرد تعبيرات عن القوة والخير والعدل والسلطان.. وقد اختار الله فى القديم بعض أسرار الشريعة والفهم والإيمان، ومع ذلك كثيرًا ما ضلوا وعبدوا الأوثان التى تعبدت لها الأمم فى مختلف حقب الزمان.

ولنا أن نفخر كمصريين بأخناتون العظيم الذى نادى بالإله الواحد، وقدم له العبادة والسجود، وتحدث عن بعض صفاته الإلهية، وكيف أنه- جل اسمه - روح بسيط خالد خالق، يرعى الكون بحبه، ويشرق عليه بشمسه: ويضمه إليه بحنانه الفائق.

ومع أن الروح هى عنصر الإيمان فى الإنسان، إلا أنها ما انفصلت قط عن العقل عنصر التفكير.. لهذا رأينا فى الفلاسفة اليونان وفى الحضارات الشرقية القديمة عقولًا استنارت بروح الله، واستشرفت من بعيد آفاق الألوهة الفائقة للعقل والمعرفة، حتى استحق الفلاسفة أن يسميهم القديس كليمنضس الإسكندرى أنبياء الوثنية.

إن الروح - أيها القارئ الحبيب- هى العنصر الذى يوصلنا إلى الله ويوحدنا به، فاحذر أن يتدمر هذا العنصر فى حياتك: حينما تهمل خلاص نفسك، أو حينما تجعل المادة أو الغرائز تتحكم فيك، فأنت مخلوق إلهى فوق المادة والتراب، واتجاهك نحو الخلود والأبدية، فانتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى، والرب معك، يسندنا جميعًا بنعمته الإلهية.

له كل كل المجد، إلى الأبد.. آمين.

 

Sunday, June 4, 2023

ظاهرة العنوسة.. الأسباب والحل الأنبا موسى - الأنبا موسى - المصري اليوم - 4/6/2023

 لا شك أن ظاهرة «العنوسة» لدى الشباب المصرى أصبحت متفاقمة وكبيرة، ولها آثارها السلبية على واقعنا ومستقبلنا فى مصر، مسلمين ومسيحيين. وها نحن نرى آثار هذه الظاهرة فى:

1- تأخر سن الزواج لدى الشباب من الجنسين.

2- ضياع فرصة الزواج لدى شريحة مهمة منهم.

3- ظهور انحرافات خلقية، بسبب عدم استثمار هذه الطاقة المقدسة فى أسلوب سليم هو الزواج، خاصة مع تنامى الانفلات الجنسى بصورة رهيبة فى أماكن كثيرة من العالم، يسافر إليها شبابنا، مع التكدس السكانى، إذ تسكن أكثر من أسرة فى مكان واحد ضيق، مع ثورة الأقمار الصناعية والإنترنت، وما تقدمه للشباب من إثارة مستمرة جاهزة.

4- كثرة حالات الزواج العرفى التى حذر منها الكثير.

5- هناك أنواع أخرى من الزواج بدأت تظهر فى الجامعات وفى المجتمع.

6- المتاعب النفسية والعصبية النابعة من عدم الزواج بسبب الصعوبات الماثلة أمامه.

7- التفكك الأسرى الناجم عن سهولة ممارسة الخطيئة خارج الزواج المقدس.

■ أما أسباب الظاهرة فتنبع من:

1- الظروف الاقتصادية التى تجعل من الزواج أمرًا مكلفًا للغاية: الشقة - الشبكة - الجهاز - العرس.. إلخ.

2- قلة الفرص المتاحة للتعارف بين الجنسين بطريقة مقدسة ومأمونة.

3- عدم النضوج الدينى والنفسى والثقافى لدى الكثير من شبابنا، ربما بسبب أسلوب التعليم بالتلقين وتوترات الشهادات الدراسية و«المجاميع» المطلوبة.

4- كثرة حالات فسخ الخطوبات والطلاق، مما يجعل الأجيال الصاعدة تتهيب موضوع الزواج.

5- التقاليد البالية التى ترهق الشباب المكافح بطلبات شبه مستحيلة مثل نوع الشقة - قيمة الشبكة - تكاليف العرس - نوعيات الأثاث.

6- التدخل المستمر للكبار فى حياة الشباب، فلا يستطيعوا أخذ قراراتهم بارتياح متبادل.. واهتمام الكبار بأمور الوجاهة الاجتماعية أكثر من معطيات القبول المتبادل بين العروسين.

7- ضعف الثقافة الزواجية السليمة، مما يتسبب فى الكثير من المشكلات قبل وأثناء وبعد الزواج.

■ ■ ■

بعض مقترحات وخبرات:

1- أصدرنا سلسلة من الكتب والنبذات حول الثقافة الجنسية والزواجية والتربوية مثل: (الشباب وتكوين أسرة - اختيار شريك الحياة - الجنس والزواج - الرجولة والأنوثة - الجسد - الارتباط - فترة الخطوبة - المفهوم المسيحى للجنس والزواج - تساؤلات الشباب - بين الطهارة والانحراف).. إلخ.

وقد أقبل عليها الشباب بصورة جيدة.

2- هناك بعض مراكز استشارية للأسرة تبدأ من الآباء الكهنة (من خلال سر الاعتراف والرعاية الأسرية)، إلى بعض المتخصصين فى علم النفس ودراسات الزواج، وذلك لتقديم المشورة ومحاولة احتواء المشكلات، والوصول إلى التوافق الزوجى والأسرى.

3- تم إنشاء اجتماعات الخريجين من الجنسين، حيث كان الاهتمام منصبًا على المراحل التعليمية فقط، تاركين الخريجين لحضور الاجتماعات العامة. وقد أثبتت هذه الاجتماعات أهميتها فى تكوين أسرات مقدسة ناجحة من خلال تلاقى الشباب فى جو مقدس يسمح لهم بالتعارف الطاهر، ثم الاختيار السليم.

4- توجيه الكبار على الدوام - فى العظات والكتابات والشرائط - بأهمية تخفيف الأعباء المالية للزواج، والرضا بشقة صغيرة، وأثاث معقول، وشبكة مناسبة، واحتفال عرس غير مكلف، تسهيلًا على الشباب.

5- حاولت بعض الكنائس تشجيع الشباب على ما يسمى «اتحادات الملاك»، التى استطاعت أن تقدم الشقق للشباب بسعر أرخص كثيرًا من السوق.

6- تحاول لجان التنمية الاقتصادية ومكافحة البطالة بالكنائس، والتى بدأت تنتشر فى كل أنحاء القطر:

أ- إيجاد فرص عمل للشباب من خلال مكاتب توظيف.

ب- تدريب الشباب على أعمال أو مهارات تزيد دخولهم، كما فى مراكز التدريب المهنية وبرامج التعليم المتنوعة: اللغات - الكمبيوتر - التليفزيون - الكهرباء - السباكة - البلاط - ورق الحائط - تربية الدجاج والسمان والأرانب - البورسلين.. إلخ.

ج- إعلام الشباب بفرص الاقتراض من الصندوق الاجتماعى، أو التعامل مع أجهزة تشغيل الشباب بالمحافظات أو بنك التنمية.. وقد جاء رجال هذه المؤسسات بروح طيبة، وشرحوا الأمور للشباب وأجابوا عن أسئلتهم بصدر رحب.

د- عقد ندوات مستمرة للشباب حول الموضوعات الاقتصادية مثل: كيف أكتب تاريخ حياة؟ كيف أنجح فى المقابلة؟ كيف أكون مندوب مبيعات ناجحًا؟ كيف أكون مندوبًا للتأمين؟ كيف أبدأ مشروعًا إنتاجيًا صغيرًا؟.. إلخ.

وقد بدأت هذه القوافل تجوب الإيبارشيات لإحداث تغيير فى ذهنية الشباب نحو «المشروع الصغير» و«الأسرة المنتجة».. وذلك بتشجيع كامل من قداسة البابا وأساقفة الكنيسة والآباء الكهنة.

7- بدأت الكنائس تعقد اجتماعات للمخطوبين وحديثى الزواج، من أجل التوعية السليمة، والتقليل من المشاكل ومحاولة حلها.. كما بدأت تكوين لجان مصالحات أسرية للمساعدة فى حل المشاكل حينما تبدأ وقبل أن تستفحل، لكى تستمر الأسرة فى مسار سليم.. وذلك من خلال تدريب كوادر للخدمة الأسرية داخل الكنيسة القبطية وعلى المستوى المسكونى (مجلس كنائس الشرق الأوسط).

8- تجتهد الكنيسة فى محاربة الطلاق، وقد جعله قداسة البابا مقصورًا على المسموح به فى الكتاب المقدس كالزنى أو إنكار الإيمان، حتى يشجع الأسرة على حل المشكلات وعدم الطلاق، حفاظًا على كيانها ومستقبل أبنائها.

9- فى حال سفر أبنائنا للخارج، سواء بطريقة مؤقتة أو فى هجرة دائمة، حرصت الكنيسة على توفير الرعاية الدينية لأبنائها بمجرد نزولهم من الطائرة وطوال مدة إقامتهم فى الدول الأجنبية، ليظلوا مرتبطين بالوطن الأم، والكنيسة الأم، والمبادئ الدينية السليمة.. وذلك من خلال تأسيس كنائس وإقامة كهنة فى كل أنحاء العالم.

10- يهتم قداسة البابا والمجمع المقدس بزيارة أبنائنا فى دول الاغتراب والمهجر، وعقد لقاءات ومؤتمرات كثيرة لهم على مستوى الشباب والأسرات، وذلك فى أوروبا وكندا والولايات المتحدة وأستراليا.. لتحصين أبنائنا وأسراتنا من السلبيات السائدة فى تلك المجتمعات.

11- وفى حالة استفحال الخلاف والوصول إلى الطلاق المدنى، يقوم المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية بمحاولات مضنية فى كل العالم لعقد المصالحات والتوجيه الأسرى، وينجح أحيانًا فى عودة الزوجين بعد الطلاق فى المحكمة.. وتساعد فى ذلك لجنة خاصة بالمجلس الملى، حفاظًا على تماسك الأسرة ومستقبل الأجيال الصاعدة.

12- ولكن المطلوب أكثر من ذلك بكثير، وأهمّه أن نوجد مساكن منخفضة التكلفة أو الإيجار، فهذه هى العقبة الرئيسية فى الزواج.. ومشروعات استثمارية تعطى فرص تحقيق دخل مناسب للشباب.

.. ونرجو من الله التوفيق.