Translate

Saturday, February 28, 2015

ماذا لو؟! بقلم د. وسيم السيسى ٢٨/ ٢/ ٢٠١٥

ليس للموت سلطان على الأميبا.. ذلك لأنها جنس واحد تنقسم ولا تموت، لعبة مملة، ولكن ذرة كربون وثلاث ذرات إيدروجين ك يد ٣ هى التى تفرق بين الذكر والأنثى حتى يتزاوج الاثنان، فيحمل الأطفال أقوى ما فى الزوجين! ولكن الضريبة باهظة.. الموت!! الحياة تخلد فى النوع ولا تخلد فى الأفراد، يفنى الآباء ويبقى الأبناء، ولو لم تكن ك يد ٣ هذه أى ذرة كربون وثلاث ذرات إيدروجين، كنا أصبحنا مثل الأميبا.. جنس واحد، ننقسم ولا نموت!
ماذا لو ركبت صاروخاً بسرعة الضوء تاركاً طفلك وهو فى الخامسة من عمره، وأنت ابن الثلاثين فى رحلة تستغرق خمسين عاماً؟! ستعود لتجد ابنك أصبح فى الخامسة والخمسين، وأنت كما أنت فى الثلاثين! لم يتقدم بك العمر يوماً واحداً! ولكنك لن تتحمل سرعة الضوء إلا إذا تحولت أنت نفسك إلى ضوء، وهذا محال.. الخلود للنور.. والله نور السماوات والأرض، لأنه كائن نورانى يملأ الكون كله، ولعلك تسأل: ماذا لو انطلق الصاروخ بسرعة أكبر من سرعة الضوء؟ الإجابة: ينكسر حاجز الزمن، ونعود للماضى! وقد قرأ هذه النظرية أحد الشعراء فقال:
وفتاة جامحة للفضاء طامحة
تسبق الضوء إذا تركتنا سارحة
غادرتنا اليوم فعادت إلينا البارحة!!
ماذا لو أن ما فرقه الله، جمعه إنسان؟! بعد الانفجار العظيم ونشأة الكون، دخلنا فى مرحلة التمدد العظيم Big Expantion Era وفى اليوم المحتوم «القيامة» سندخل فى مرحلة الانكماش العظيم Big Collapse Era، فإذا استطاع الإنسان أن يجمع ما فرقه الله فهذه نهاية الكون حقاً!
ماذا لو عاد داروين للحياة؟ سيقول لنا: أنا لم أقل إن أصل الإنسان قرد! بل قلت إن الإنسان والقردة العليا كالشمبانزى تجمعهم صفات مشتركة، وقد حققت علومكم الحديثة ما قلته منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً! ويكفى أن الإنسان والشمبانزى يشتركان فى ٩٨٪ من الجينات، وهما الوحيدان اللذان يصابان بفيروس شلل الأطفال دون الثدييات الأخرى!
ماذا لو أن الهيموجلوبين أصبح مثل الكلوروفيل؟ سوف نصنع غذاءنا من الماء وثانى أكسيد الكربون الموجودين فينا بالتمثيل الضوئى أى الطاقة الشمسية، سوف تنتهى المجاعات وبالتالى الحروب.. يا قوم.. العلم هو الحل!
ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران دقيقة واحدة؟! ستهب ريح بسرعة ١٦٩٢ كيلومتراً فى الساعة «سرعة دوران الأرض مع الغلاف الجوى» هذه الريح سوف تسوى كل ما هو على الأرض بالأرض! إنه الفناء الكلى الأبدى فى لحظة «راندل مونرو»!
ماذا لو لم يكن هناك قانون؟! كنا أصبحنا غابة.. داعش.. يقفز الرجال على النساء فى عرض الطريق «برناردشو.. السوبرمان»، القانون هو أعظم إنتاج حضارى توصل إليه الإنسان.
ماذا لو أن لساننا كلسان القطة؟ سيكون للماء طعم! ماذا لو أن لساننا كلسان الكلب؟ سيكون لساننا خالياً من الميكروبات!
ماذا لو أن أنفنا كأنف نوع من الكلاب.. سنقبض على مهربى السلاح والمخدرات، فحاسة الشم عند الكلاب عموماً ٢٠٠.٠٠٠، مائتا ألف مرة أكثر من الإنسان!
ماذا لو نجحت الهندسة الوراثية فى تحويل النشأ إلى سكر «وقد نجحت فعلاً» ولكن لم تعلن لأنها كارثة على زراعة وصناعة قصب السكر، لأن حلاوة النشا تزيد ٢٠٠٠ مرة عن السكر الذى نعرفه!
أتخيل الفنان قنديل يغنى: تقول سكر.. أقول أكتر متين مرة! فيرد عليه عالم هندسة وراثية يجيد الغناء: تقول سكر.. أقول نشا.. أحلى ألفين مرة!!

Thursday, February 26, 2015

السلفيون وكسر عين الدولة! - أحمد الجمال - الأهرام - 26/2/2015


أحاول السعى لمعرفة متى وكيف وأين كسر المدعو ياسر حسين محمود برهامى حشيش عين الداخلية أو الحكومة أو النظام أو الدولة؟!.. ذلك أن ما يقوله على الملأ يستوجب المساءلة والحساب والعقاب، إذا كان فى هذا البلد دستور يحترم وقانون ينفذ.
لا أظن أن النظام القائم حاليا يحتاج لغطاء يزعم أنه دينى يغنى عن الغطاء الأخلاقى العام، النابع من قيم المواطنة والمنظومة الحضارية الثقافية المصرية الضاربة بجذورها منذ فجر التاريخ، مرورا بمصر القديمة منذ الأسرة الأولي، وبما بعدها من هللينستى ومسيحي، ثم إسلامى إلى الحديث والمعاصر، حيث يحتاج بعض النظم السياسية لغطاء يزعم المرجعية الدينية، لأنها تتخذ موقفا سلبيا من قيم المواطنة والمنظومات الحضارية الثقافية بوجه عام، ولذلك أتساءل وبجدية كاملة متى وكيف وأين كسر برهامى نائب قيم الدعوة السلفية عين مؤسسات الحكم، ولدرجة تمكينه من اعتلاء منابر المساجد مؤخرا لسبب أراه من نوع «شر البلية»، أى أنه مضحك، وهو اجتيازه امتحانا وضعته وزارة الأوقاف، ولا أعرف إذا كان الامتحان قد تضمن سؤالا هو: ما رأيك فيمن يحكم بالإجرام والاعتداء والظلم والكفر على مواطن مصرى أو جماعة مصرية دون حكم قضائي، وهل من حق من يعتبر نفسه داعيا إلى الله أن يطلق هذه الأحكام على المواطنين المصريين المسيحيين؟! لقد سبق وعرفت كل الجهات المسئولة ما عرفه أى مواطن مصرى يتابع ما ينشر ويبث على وسائل الاتصال الإلكترونية عندما سئل برهامى عن معاملة الزوج المسلم لزوجته المسيحية، وكان رده غاية فى الإجرام والفحش.

ولم يرد عليه لا أزهر ولا أوقاف، ولم تردعه نيابة عامة أو وزارة داخلية!.. وقام أمثالى بالرد عليه وصار الأمر كأنه معركة كلامية مع شخص يحض على الكراهية والازدراء والبغض، وتدمير الروابط الأسرية، ومخالفة كل ما هو إنسانى محترم.

ثم يتكرر الأمر ليس من برهامى وحده، وإنما من آخر من العينة السلفية نفسها اسمه يحيى رفاعى سرور، الذى خرج علنًا ليقول عن المواطنين المصريين الذين استشهدوا ذبحا فى ليبيا: «إنهم خرفان.. واحد وعشرون خروفا مسيحيا دماؤهم رخيصة لأنه ليس بيننا ـــــ والضمير عائد على ذلك اليحيى عقد وطن ونشعر بالإهانة لأن الأقباط ظلوا آمنين بمصر بعد الانقلاب».

أما ياسر برهامى فقد قال علنًا بالصوت والصورة عن المواطنين المسيحيين المصريين: إنهم «أقلية مجرمة معتدية ظالمة كافرة تعتدى على حق الأغلبية.. ندعو إخواننا النصارى كفار.. إخواننا نعم فى الوطن.. وهم كفار إن بقوا على كفرهم فهم فى نار جهنم..»، ثم يصف من يخالفونه فيما يذهب إليه «بأنهم أهل النفاق والزندقة».. يعنى كل الأشخاص والجهات التى تخالف ياسر حسين محمود برهامى حشيش زنادقة منافقون!.. وبعد ذلك يبقى ياسر برهامى وقادة الدعوة السلفية مثل محمد إسماعيل المقدم ومحمد عبد الفتاح أبو إدريس وعبد المنعم الشحات وغيرهم متصدرى المشهد الدعوى الديني، ولهم حزب سياسى يسعى للتمثيل، وربما الأغلبية الأولى أو الثانية أو الثالثة فى البرلمان المقبل!

ولقد بحثت بسرعة عن أصل ظاهرة الدعوة السلفية بالإسكندرية، وطالعت مقتطفات من مراجع سريعة وعرفت أنهم جميعا متأثرون، بل ملتزمون بآراء ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب والألبانى بشكل أساسي، وقد سبق وناقشت فى هذه الصفحة من «الأهرام» بعض ما أفتى به ابن تيمية تجاه المسيحيين خاصة، والآخر بوجه عام، وفيه من الإجرام بحق الإسلام وحق الإنسانية ما فيه، ثم إننى أسعى لمعرفة ما أنتجه الألبانى من آراء وفتاوي، لأننى لم أصادف واحدا ممن هم على شاكلة برهامى والحوينى إلا ووجدته يقول من فوره: قال الألباني!! وكأن الألبانى هو الأول والآخر، اسمه الكامل محمد بن الحاج نوح بن نجاتى بن آدم الأشقودرى الألبانى الأرنؤوطى وكنيته «أبو عبدالرحمن»، ولد عام 1914 وتوفى عام 1999 وكان مولده فى أشقودرة العاصمة القديمة لألبانيا، وقد ترك أبوه ألبانيا وهو أحد كبار علماء المذهب الحنفي، وهاجر إلى دمشق ومعه ابنه محمد، وكان سبب هجرته اختلافه مع ملك ألبانيا أحمد زوغو بعد منع النساء من ارتداء النقاب!

ثم إن لك عزيزى القارئ أن تنظر فى سجل مؤلفات الألبانى وبرهامى حشيش، ومعهما رئيس الدعوة السلفية الإسكندرانية محمد عبد الفتاح أبو إدريس، فتجدها فى عمومها لا تزيد على حواشٍ شارحة لمتون ابن حنبل وابن تيمية وابن عبد الوهاب.

نحن أمام تركيبة لا يمكن مناقشتها بالعقل والدليل العلمى والفقهى الواعى الشامل، ولا يمكن لعاقل أن يضيع وقته مع من نزع من قلبه ومن عقله أى نزوع إنسانى للتعامل مع خلق الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك علاقاتهم الإيمانية بالله لله، إنما الممكن الوحيد هو أن تتحرك مؤسسات الدولة التى يحكمها الدستور والقانون، وفى ظرف نخوض فيه حربا على جبهات خمس، هي: «الشرق والغرب والشمال والجنوب والعمق»، لتوقفهم عند حدهم وتحاسبهم بالقانون عما يقترفونه فى حق الوطن والمواطنين.

إننى أسأل وزير الأوقاف، وهو رجل يعرف دوره ولا يفت فى عزيمته أى شيء يحول بينه وبين الحفاظ على منابر مساجد مصر بعيدة عن التعصب والجهل، كيف يتمكن ياسر برهامى ومن على شاكلته من أصحاب هذا الرأى الواضح بتكفير المسيحيين، واعتبارهم أقلية مجرمة معتدية ظالمة كافرة مصيرها نار جهنم من منابر المساجد.. ليس هذا فقط.. وإنما يزيدون على ذلك اعتبار كل من لا يرى فى المسيحيين ما يراه السلفيون فاسقا زنديقا.. يعنى كلنا من أول رئيس الجمهورية حتى أقل مواطن مثل العبد لله كاتب هذه السطور؟! .. كيف بالله عليكم لا يتحرك أهل القانون من محامين ونيابة عامة لوقف هذه الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة لمحاكمتهم علنا؟!

كيف بالله علينا جميعا أن نصمت على هؤلاء الذين يقومون بالتأصيل النظرى الكامل والعقائدى لما يفعله داعش وغيره .. لأن تكملة كلام برهامى وشركاه هى السؤال: ما الحكم فيمن هو «كافر معتدٍ مجرم ظالم»، وفيمن هو «منافق زنديق»؟!

ألن تكون الإجابة هى ما ينفذه داعش على الأرض من إحراق للأحياء وذبح للإنسان!

أوبريت مصر قريبة .... Misr Orayba - Official Video Clip

Wednesday, February 25, 2015

صورة الرئيس بقلم د. درية شرف الدين ٢٥/ ٢/ ٢٠١٥

السيد الرئيس، تعلم مدى محبتى وتقديرى لسيادتكم، ومن واقع هذه المحبة وهذا التقدير، وبمناسبة إعلانكم أن لقاءكم التليفزيونى ستحرصون على أن يتكرر كل شهر، فإننى أناشدكم ألا يتكرر الحديث بنفس الشكل الذى أتى عليه منذ يومين؛ إذ إن، من واقع عملنا كإعلاميين وفى مجال التليفزيون على وجه التحديد، أصعب أنواع الحديث حتى للمحترفين أن يجلس المتحدث وحدَه على مقعد منفردا، ويواجه جمهوراً لا يراه، ويتحدث إليه، وكأنه يجالسه، لا أحد يحاوره أو يجادله أو يسأله، وكأن المتحدث يخاطب نفسه، مهما حاول أن يبرز العكس بما يرتبه ذلك عليه من جهد مضاعف لا يجب أساسا أن يتحمله.
أفضل سيادة الرئيس أن يكون حديثكم إلى الأمة، إما قصيرا مرتجلاً أو طويلاً ـ نسبياـ مقروءا من شاشة شفافة غير مرئية، وتلك تكنولوجيا معروفة الآن ومنتشرة فى العالم كله، ويستخدمها معظم الرؤساء والزعماء، ولا يكتشفها الجمهور العام بسهولة، أما الاختيار الثالث، فهو أن يكون الحديث حوارا يديره أحد الإعلاميين، وكل تلك الأشكال تحقق الراحة للمتحدث، كى يعبّر عما يجول بخاطره أو عما أعدّه سلفا فى سهولة ويسر وفى أفضل صورة ممكنة.
لم أعرف من المخرج الذى نقل الحديث، لكننى رأيته، ربما إمعانا فى الإجادة، قد قام بأكثر من قطع للصورة فى الدقيقة الواحدة، فهو يركز الكاميرا على الوجه، وبعد ثوان على اليد، وبعد أخرى يكتفى بالبروفايل، ثم يبتعد بالكاميرا حتى يظهر كامل المشهد، ثم يقترب فى لقطة متوسطة ثم طويلة ثم مقربة ثم جانبية، وقد حدث ذلك من ست إلى إحدى عشرة مرة فى الدقيقة الواحدة، مما يمكن أن يتسبب فى إجهاد المشاهد وتشتيت تركيزه بين الصور متعددة الأحجام. هذا القطع المتواصل ربما يسهم فى منح المخرج سهولة فى عملية المونتاج، لكنه من ناحية أخرى يبرزـ للمتخصصين- مواقع مونتاج الصوت والصورة، كما أننى لا أعلم أيضا ما إذا كان المخرج هو صاحب فكرة أن يتخلل الحديث فواصل بها مشاهد متعددة لفرق قواتنا المسلحة وجنودها وضباطها ومواكب الشهداء... إلخ. وأجد أنه كان من الأفضل ألا تضاف تلك المشاهد للحديث حتى لا تعوق استرساله أو متابعته من جانب المشاهدين، وأضيف أخيرا ضرورة إلزام الجهاز الإعلامى بإذاعة الحديث مستقبلا فى موعده المحدد والمُعلن عنه سلفا.
تلك ملحوظات عن (صورة) الحديث الذى قد يكون مقدمة لأحاديث شهرية قادمة لسيادتكم أو أحاديث أخرى عند الضرورة لمخاطبة الشعب المصرى وإطلاعه على كافة المستجدات المحلية والعالمية، وأنتم تملكون من التلقائية والمصداقية ومن ثقة الشعب وحبه ما لا يجعلكم فى حاجة إلى منمقات وإضافات إخراجية تليفزيونية معقدة. كلماتكم من القلب إلى القلب، والأفضل أن تبقى كذلك.

السيســـى غيـر المتوقَـع! أشرف عـبد المنعم الأهرام في 24/3/2015



لا تقنعنى أرجوك بأن الأمريكيين وألد حلفائهم توقعوا فى أوج حذرهم أن تبلغ الجرأة والشجاعة بالسيسى حد الخروج على الناس (بنفسه) لإعلان عزل الدكتور مرسى ثم التحفظ عليه رأسا، مخترقا بذلك حاجز الذهول الأمريكى- الغربى تجاه ثورة 30 يونيو إلى منتهاه؛
غير مبال بتبعات ماحدث خارجيا، مع الوضع فى الاعتبار بأنه اتخذ قراره دون القبض على رءوس أتباع المعزول الذين تم ضبطهم فرادى بعد ذلك بفترات طويلة وكأن غضبتهم لم تكن لتمثل ثقلا يذكر فى ميزان الرجل، فما كان من الغرب سوى أن ازداد صمتا على صمته!
ولاتقنعنى أرجوك بأن الأمريكيين وأتباعهم توقعوا أن يواجه السيسى معضلة تفريق التجمعات المارقة فى كل من رابعة والنهضة على النحو الذى تم، فيما يعد أكبر عملية فض لأكبر تجمع بشرى فى التاريخ المعاصر كانت من الممكن أن تسفر عن نتائج لاتحمد عقباها داخليا وخارجيا، وهو ما راهن عليه المعتصمون (بإيعاز ما) متصورين أنهم بذلك قد وضعوا السيسى أمام مأزق دولى كبير لابد أن يقف أمامه عاجزا.. فلم يأبه وفعل! ولاتخاطبنى فى تلك (الهرتلة) الإعلامية التى أعقبت فض الاعتصامين فى محاولة يائسة لاستدعاء صورة ذهنية (هولوكوستية) أصبح من الواضح جدا إنها لم ولن تسفر عن أى نتائج دولية تذكر برغم كل محاولات النفخ فى الكير!
ولاتقنعنى أرجوك بأن الأمريكيين وأتباعهم تصوروا أن السيسى سيستطيع أن يخلع بذلته العسكرية مستقيلا من منصبه كوزير للدفاع قابلا بالنزال فى ساحة المنافسة الانتخابية طارحا نفسه كمرشح رئاسى (محتمل)، تاركا نفسه (أعزلا) فى مهب نيران تربصهم به وهم الذين حملوه وقتئذ وبمنتهى الشراسة الإعلامية وزر ما سموه الانقلاب على الشرعية، متصورين أنه سيظل متشبثا ومحتميا فى كرسيه العسكرى إلى أن يتمكن من الحكم، فإذا بالرجل يستقيل فى عز تربصهم، ثم يخوض الانتخابات على نحو شديد النزاهة شهدت بها جميع المنظمات التى تولت المراقبة، فيما لم يستطع ألد أعدائه أن يتهمه بالوصول إلى كرسى الحكم على جناح هفوة انتخابية واحدة، وإلا لكانوا ضخموها وأزعجوا بها مسامعنا ليل نهار.. ولكنهم لم يفعلوا، لأنه لم يفعل، ولا تخاطبنى أرجوك فى تلك (الهرتلة) الإعلامية غير المنطقية المطنطنة بنغمة الانقلاب بعد كل ما سردناه !
ولاتقنعنى أرجوك بأن الأمريكيين وحلفاءهم تصوروا أن تمتد قرارات السيسى نحو أخطبوط منظومة دعم السلع والخدمات،على الأقل فى بدايات حكمه، تلك المنظومة التى لم يستطع السادات صاحب نصر أكتوبر ولا مبارك قائد الضربة الجوية وصاحب أطول مدة حكم رئاسى أن يمسسها من قريب أو بعيد، حيث تصور الأمريكيون أن هذه المعضلة كفيلة بالإطاحة بأحلام السيسى فى تحقيق ثمة نجاح يذكر، أو على الأقل إرباكه اقتصاديا إلى حد الاستجداء دوليا لإنقاذ حكمه.. ولكنه خفض الدعم بل واستطاع أن يقنع الشارع (الملتهب) بذلك دون أى مواربة أو خداع وهذا هو الأصعب لمن يعلمون!
ثم لاتقنعنى بأن الأمريكيين وأتباعهم تصوروا أن يستطيع السيسى محاصرة النيران المشتعلة فى سيناء عن طريق (إقناع الناس) بإجلاء الشريط الحدودى فى رفح، بينما تصور المتربصون أنه ضرب من الجنون أن يقدم على فعله، وإن فعل فلن يستجاب له .. ولكنه فعل واستجاب له الناس، فأطاح بحلم بناء الأنفاق والتدفقات الإرهابية المتواصلة من خلالها!
ولاتعتبرنى مبالغا إذا ما قلت لك لا تقنعنى بأن الأمريكيين وأتباعهم تصوروا أن يذهب السيسى إلى الأقباط فى عقر الكاتدرائية المرقسية فجأة فى أوج الصلوات ودون أى مقدمات ليستن سنة لم يسبقه إليها رئيس من قبل، فى الوقت الذى (تمنع) فيه السفير الأمريكى (كيدا) ربما لأول مرة عن الذهاب، ليقطع بذلك عادة سنوية (مبهمة) اعتاد الأمريكيون ممارستها لتمرير رسالة سخيفة مفضوحة ما عادت تخال على أحد..ولكن السيسى ذهب، فحول رسالة السفير إلى دخان واستبدلها برسالة قوية شديدة الدوي!
ثم لاتقنعنى أرجوك بأن خطف وذبح 21 (قبطيا) على يد داعش (بعد ذلك) جاء بمحض الصدفة البحتة؛ حيث تصور المدبرون أن خروج العملية على هذا النحو البشع لقادرة على تحويل مركب الأقباط بعيدا عن مسار السيسى؛ استنادا إلى (استحالة) أن يقدم السيسى على توجيه ضربة عسكرية دون علم (الأمريكان) فى مقابل انفجار الأحزان القبطية كمدا على من ذبحوا من ناحية، واستدعاء لما تم ترسيخه على مر السنين من شعور المواطن القبطى بأنه مواطن من الدرجة الثانية لا تتحرك الدولة من أجله أبدا من ناحية أخرى.. فإذا بالرجل يأمر طائراته بتوجيه ضربة انتقائية رادعة ناجزة رفيعة المستوى لم تسترد كرامة المصريين أو تثأر للمذبوحين قبل طلوع النهار فحسب، وإنما (أحرجت) كل جهود (التحالف الدولى) ضد داعش العراق والشام، تلك الجهود السرمدية المخملية الأثيرية السفسطائية، ثم إذا بالضربة المصرية ترفع رءوس (كل) المصريين عاليا وتعلى الشعور الوطنى فوق كل النعرات بل وتشعر الأقباط بأنهم مواطنون من أعلى الطرز وأن لهم فى وطنهم درعا وسيفا.. وسلام على السفير الأمريكى!
باختصار.. نحن أمام شخص حاد الذكاء لايمكن التنبؤ بردود أفعاله أبدا، وعلى الرغم من شدة المحنة التى يعانيها الغرب فى محاولة لفهم السيسى كظاهرة قيادية فى منطقة اشتهرت بالتبعية والركود وردود الأفعال النمطية المتوقعة، فأنا على يقين من أن هذا الرجل قد استطاع أن ينتزع إعجاب ألد المتربصين به، وإن لم يفصحوا عن ذلك بعد!

Tuesday, February 24, 2015

مصر.. تاريخ من الحزن والإحباط بقلم د. محمد أبوالغار ٢٤/ ٢/ ٢٠١٥

لقد كان ذبح ٢١ مصريا طعنة فى قلبى وفى قلوبنا جميعاً. من منا استطاع أن ينام فى تلك الليلة. لقد عشت فى هذا الوطن بقلبى وعقلى وعواطفى، ولم يغب عن عينى لحظة واحدة، وكان دائماً عندى أمل. ففى طفولتى تخيلت أن طرد الملك هو بداية لعهد جديد وأنا فى الجامعة تخيلت أن عبدالناصر قد هزم التخلف، ولكننى فوجئت بقهر شديد تلته كارثة ١٩٦٧. وعندما عبرنا القناة سنة ١٩٧٣ بكيت من السعادة أسبوعاً كاملاً أملاً فى تحقيق حلم ديمقراطى لم يحدث، ثم فى فترة النضج عشت كابوس رئيس محدود الكفاءة تحول إلى ديكتاتور فاسد.
وبعد ٢٥ يناير تخيلت أننا أصبحنا أحراراً، ولكن الإخوان اختطفوا الثورة، وضاع حلم الحرية والديمقراطية. وجاءت ٣٠ يونيو وتوحد المدنيون من المصريين لاقتلاع الإخوان، وتم ذلك بمعاونة الجيش، وقتها سعدت بإزاحة مرسى، وجاء رئيس له شعبية طاغية، نظيف اليدين، مخلص للوطن، وأيدناه جميعاً، ولكن سرعان ما حاصرته قوى الإرهاب الداخلية والخارجية مع ضغط من الغرب، وبدلاً من أن يلجأ إلى الشعب المصرى بجميع أطيافه المدنية لمساندته استخدم وسائل عاطفية وقتية التأثير، وأقنعته أجهزته التى هى نفس أجهزة مبارك بأن الحرية للمصريين خطر، وأن الديمقراطية شىء لا نقدر عليه، وأن علينا أن نلجأ إلى بعض رجال مبارك، ولا بأس من إنشاء تنظيم شبابى مدفوع الأجر.
أما التنظيمات المدنية والسياسية والحزبية التى تكونت بعد ٢٥ يناير اللعينة، فلابد من القضاء عليها، فانسحب البعض، وتفاهم البعض مع السلطة، والباقى أصبح فى وضع صعب. أما تنظيم الدولة الجديد، فضم أعضاء الوطنى المتلونين المشهورين وقليلا من أصحاب نظرية الإصلاح من الداخل التاريخية وبعض المتفائلين، والجميع سعيد بكل الأجهزة الأمنية التى نظمت هذا الفيلم، وتعتقد أنها أنقذت مصر من المصريين الذين لا يستحقون أن يكونوا مواطنين ولهم حقوق، وعدنا إلى يوم أن رحل الملك فاروق فى عام ١٩٥٢.
ما يحدث الآن فى مصر من مخاطر داخلية أمنية واقتصادية ومخاطر خارجية من دول مجاورة ومن دول عظمى تتربص بنا- يشير إلى أن التنظيم السياسى الذى تبنيه الأجهزة بعيداً عن الناس لن يصلح لمساندة الرئيس فى معركة خطيرة تهدد الوطن حتى بعد الضغط على بعض كبار فاسدى الحزب الوطنى بعدم الترشح وترك متوسطى الحجم ليدخلوا مع بعض الأحزاب. أما التدخل السافر للأجهزة فى عمل قائمة تضم الأغنياء والشخصيات المكروهة شعبياً وذوى التوجهات الطائفية مع بعض الشخصيات المحترمة - فهو كارثة قد تؤدى إلى انهيار مصداقية البرلمان القادم.
سيدى الرئيس، كان عندى أمل فى أن يساعدك جميع المصريين الوطنيين، ولكن نظامك اختار مجموعة واحدة فقط، معظمهم ولاؤهم لأنفسهم فقط.
إننى حزين ومحبط وخائف من كرسى السلطان الذى قد لا يرى بعيداً.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.

Friday, February 20, 2015

وحيد حامد للأهرام:الشعــب سبـب حـزنــى أنا ضد الحكم الدينى والحكم فى مصر مدنى تماما - 20/2/2015

يحرك دائما المياه الراكدة.. آراؤه واضحة دون مواربة، لا يتعامل مع الكلمات المحايدة ولا يهواها»يكشف المستور« مهما كان الثمن غاليا، لا يخشي «معالي الوزير» ويؤمن ان «الانسان يعيش مرة واحدة» ولذلك هو يعيش بقلب «البرئ» يحارب «طيور الظلام» ويرفض » النوم في العسل« ولا يهاب »اللعب مع الكبار« يحلم «بالوعد» ويعي جيدا لعبة »القط والفار« انه الكاتب الكبير وحيد حامد في حواره مع الاهرام يفند اسباب حزنه من الشعب المصري وينتقد رجال الاعمال اللذين لا يقدمون لمصر الا الكلام الحلو!!ولا يستبعد جر مصر الي الحرب ويؤمن بان قطر هي اسرائيل الخليج ويستهجن تحالف الاقباط مع السلفيين،


ويؤكد ان السلفيون هم الدواعش القادمون..ويري ان الحكومة عليها اتخاذ اجراءات حاسمة اكثر لمواجهة الفساد، وان المعارضة لدينا لا وجود لها هي فقط تلعب دور المخالف! .. حوار جرئ وصريح وحزين.

خطر دعش علي مصر والوطن العربي امر فرض نفسه في رأيك كيف التخلص من هذا الكابوس؟
ولا : داعش صناعة أمريكية، في الحقيقة امريكا وجدت صعوبات كثيرة جدا ان تحارب بجنودها في منطقة الشرق الأوسط، القوات الامريكية لم تنتصر لا في العراق ولا في أفغانستان وخسائرها كانت فادحة جدا وطبيعة المنطقة العربية لاتساعد الجندي الامريكي القتال فيها نظرا إلي المناخ والتضاريس الجميلة وايضا هؤلاء لديهم عقيدة ولهم دين آخر ولذلك تجد ان البطل الحقيقي لتحرير الكويت هو الجندي المصري أمريكا فقط تحارب جوا كما تفعل الآن!!لكن تحرير الأراضي وتطهيرها لايتم إلا بالقوات البرية، ولذلك تجد ان سبب غضب أمريكا علي مبارك هو رفضه ارسال قوات مصرية للحرب في العراق.. وهذا شيء يحسب له.وفي رأيي ان داعش لن يقضي عليها إلا بالقتال البري، وهذا ما تفعله قوات الأكراد في العراق، وأمريكا من مصلحتها وجود عصابة إرهابية مثل داعش لكي تحقق حالة عدم استقرار في المنطقة، وتستهلك القوات العسكرية سواء في سوريا أو العراق وتقضي عليها وايضا تبيع سلاح بمئات الملايين من الدولارات!وايضا تفتيت الامة العربية وتشعرها دائما بالخطر،لاشك وجود داعش في ليبيا خطر علي مصر وانا اسأل لماذا لا تحارب امريكا داعش ليبيا؟وانا في رأيي انه تم زرع داعش في ليبيا من أجل تهديد أمن مصر للاسف مصر الان تحارب الارهاب في الشرق في سيناء وكذلك تحارب الارهاب في الغرب ليبيا وهذا مقصود ومخطط له.ولاشك ان الضربة الجوية التي قام بها الجيش المصري علي عصابة داعش اشعرتني اننا لدينا جيش قادر علي الفعل وهذا سبب الراحة التي احاطت المصريين صباح اليوم التالي الضربة الجوية المصرية رد عملي علي المذبحة النكراء وبداية حرب جديدة دخلتها مصر.
المقصود الغرب وتركيا وقطر..؟
قاطعني الكاتب الكبير بغضب وقال لا تقول قطر، قطر هي إسرائيل الخليج بالنسبة لامريكا،.
هل ما تواجهه مصر من أخطار وتحديات أصعب مما كانت تواجهه في 1967؟
طبعا الخطر الآن الذي تواجه مصر أصعب واكثر حدة وشراسة، وانا لا أستبعد علي الاطلاق جر مصر إلي حرب لاستنزاف قواتها العسكرية والاقتصادية. وهذا سيزيد الاصرار لدي المصريين.
في ظل الازمات التي تعيشها مصر البعض لايقدر ذلك ان هناك 21 مصريا قتلتهم عصابة داعش.
في رأيي مصر قادرة علي القضاء علي داعش في حالة ما اذا هددت داعش سلامة الاراضي، لكن في النهاية وجود داعش خطر علي المنطقة خطر علي جيرانها.. تونس، جيبوتي.
هل نظرية الفوضي الخلاقة التي دعت إليها كوندليزا رايس من سنوات تتحقق الآن؟
نحن في مرحلة صنع الفوضي الخلاقة في الشرق الاوسط كله.. كل القلائل والازمات والمصائب في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان وتونس بفعل السياسة الامريكية!!أنا أسأل من يمول داعش؟
يتم تمويل داعش بشكل مستمر ومنظم، وأخطر من التمويل هو الامداد بالسلاح.مثلا نحن نعلم ان السلاح الذي تحت يد الحوثيين استولوا عليه من معسكرات الجيش بالتواطئ أو بخيانة بعض أفراده، أو و بإيعاذ من الرئيس المعزول وايران.. هذا واضح.. انا اسأل من اين تمول داعش بالسلاح؟
الاجابة تركيا تمد داعش بالسلاح بتعليمات من أمريكا وقطر.
تتعدد المخاطر التي تواجه اليمن بعد انقلاب الحوثيين ويبدو ان اليمن تواجه المجهول امام الشجب والادانة العربية والدولية ؟ كيف تري الامر؟
اليمن تحولت الي لا دولة.. والحرب الاهلية ستقضي علي كل شيء وما يحدث في اليمن يمثل خطرا شديدا جدا علي السعودية، والمد الشيعي الآن ليس في اليمن فقط لدينا ايضا شيعة في العراق والكويت والبحرين كذلك التجمعات الشيعية ومنها الصغيرة الحوثيين.. هذا يضع السعودية في خطر كبير جدا لانها محاصرة،.والمرادف للشيعة هو التدخل الايراني ,الشيعة في كل الدول العربية هم جنود لايران وطبعا لو الوحوثيين سيطروا علي باب المندب هنا مصر ستدخل الحرب.
باب المندب يهدد الأمن القومي لمصر وهو قناة السويس ويهدد الأمن العالمي، في 1967 كانت المخاطر التي تواجه مصر أقل جدا كان اقتصادنا المصري أفضل، وكانت الروح المعنوية لدي المصريين عالية جدا، في 67 حالنا مثل حال انسان سقط ثم نهض إلي حد ما وكنا أقل عددا وأقل مشاكل.
والشعب كان لديه وعي أعلي وأنضج جدا من الآن ، لم تكن حالة الفتور الشعبي الحادثة الآن موجودة.
كيف تري انتخابات مجلس الشعب القادم وما يحمل من مخاطر ومحاذير وتحالفات؟
مجلس الشعب القادم لن يختلف كثيرا عن مجلس الشعب في عهد مبارك، مسألة الاعتراض علي بعد المرشحين مثل الاعتراض علي ترشح أحمد عز، وغيره في رأي هذا كلام لايعتد به، لاننا دولة تحكمها قوانين وطالما ان ليس هناك أحكام قضائية تمنع ترشح هؤلاء، فمن حق كل مواطن الترشح وعلي الشعب ان يختار إما ان يدفع به إلي المجلس أو لا، وهذا لاننا لو منعنا اشخاص بعينيهم هذا يفتح الباب لعدم تنفيذ القانون علينا ان نحترم القانون.لكن من الغش الواضح والنفاق السياسي المفضوح ان ينضم إلي حزب النور أقباط.!! هذا الأمر غير مفهوم بالنسبة لي؟اذا كان حزب النور يصنع له شرعية وانه حزب مدني وليس دينيا، وينضم اقباط له!! ،ألا يعلم الاقباط ان السلفيين يطلقون عليهم لفظ النصارة! وان هناك داعية سلفي له خطاب شهير جدا قال فيه لا تسلم علي أي قبطي واذا هو بادرك بالسلام.. رد عليه بشكل قبيح!هؤلاء السلفيون خصوم واضحون للاقباط ، انا هنا اتعجب لماذا هؤلاء الاقباط يتعاونون مع السلفيين!شيء عجيب يدل فعلا ان المصالح تتصالح!في مصر يوجد 90 حزبا !!لاتذهب إلا لهذا الحزب!!وهناك ايضا نقطة سوداء أخري بأي وسيلة استدرك حزب النور هؤلاء الاقباط حتي ينضموا إليه!هذا الأمر من الامور المحيرة وانا اتساءل هل كل شيء في هذا البلد أصبح قابل للبيع وللشراء؟
وفي رأيي ان هذا غير مقبول لا من حزب النور ولا من الاقباط، لان السلفيين في عداء صريح مع الاقباط، وانا لا اعرف كيف يجتمع نفر من الاقباط مع السلفيين، أمر آخر، الاحزاب المصرية كلها ضعيفة ومفككة وفشلت في ان تتحد و السبب بسيط هو ان كل رئيس حزب يريد ان يكون الزعيم وعلي رأس القائمة.
وهذه كلها نزاعات شخصية وليست وطنية، وبعض هذه الاحزاب مجرد ديكور! وهمية كرتونية اما الاحزاب القوية وهي لاتتعدي خمسة احزاب يدور بينهم صراع وباقي الاحزاب قطط صغيرة تجلس تحت المائدة التي يجلس عليها الكبار!
في رأيي ايضا لن يكون مجلس الشعب الجديد مثل المجلس الاخواني أيام محمد مرسي، ولكنه سيكون أفضل، لن يكون كالمجلس الأخير في عهد مبارك الذي زوره أحمد عز ولن يكون كالمجلس الذي زوره الاخوان وأتوا به بالاخوان والسلفيون وكانت لهم الاغلبية!وما يبث لدي التفاؤل هو ظهور بعض الوجوه من الشباب واعية اتمني ان تكون الغلبة للشباب.
مازال الشباب خارج الصورة ومازال هناك خلاف قائم وصراع بين الشباب والدولة، في رأيك متي ينتهي هذا الخلاف؟
انا مقتنع تماما أن حركة 6 ابريل حركة عميلة وإخوانية، وفي رأيي ان الاخوان المسلمين انشأت هذه الحركات والاحزاب الفرعية لكي تدعمهم، وهذه سياسة اخوانية قديمة، حسن البنا كان يطلب من الاخوان الانضمام لحزب ما حتي ينقلوا له أخبار الحزب!يزرع جواسيس ..تجد ان من قتل رئيس الوزراء أحمد ماهر باشا كان منضم إلي الحزب الوطني، واسمه محمود العسيوي لكنه في الأصل هو إخواني!
تجد ايضا ان حزب الوسط هو صنيعة الاخوان، دائما يصنعون دعائم لهم لتقوي مركزهم.وهذا من دهاء ومكر الاخوان، من كان يتصور ان زملاء لنا كتاب وصحفيين هم في الأصل اخوان! هناك قاعدة مهمة جدا، من لديه وطنية مخلصة من المستحيل ان يظل ضد الدولة بشكل مستمر ودائم، كلنا نعلم من هم العملاء ومن الذي سافر إلي الخارج ودُرب ومن حصل علي الاموال.. من نشطاء وسياسيين واعلاميين كلنا نعلم وكذلك الدولة! وانا اسأل لماذا لاتتم محاسبة هؤلاء حتي الآن؟
سبب حزني ان قطاعا كبيرا من الناس لايقدر حجم الاخطار التي تحيط بوطنه تقديرا جيدا، وهناك مساحة كبيرة جدا من السلبية بين الناس كأن هذا البلد ليس بلدهم، ليس هذا هو حال الشعوب التي يحيط بها الخطر، الشعوب التي يحيط بها الخطر عليها ان تنهض وتعمل تلتزم بالقانون، تساند حكومتها تدعم جيشها دعما كاملا، للاسف الشعب شغله الشاغل ان يعيش حياته اليومية، يبحث عن الطعام والشراب واذا نقص اي شيء يشتكي صحيح اننا لدينا أزمات كبيرة جدا لكن لايمكن ان نحملها للحكومة الحالية، لان هذه المشاكل متراكمة، لكن لكي تتحسن الأوضاع السيئة لابد اننا نتغير، ونحن للاسف لانتغير. وايضا لدينا انقسامات داخلية بين ما يطلق عليهم العناصر السياسة منهم رؤساء أحزاب،والنخبة وليس في القاعدة الاساسية للشعب المصري، الشعب المصري متحد جدا، لكن هذه الانقسامات التي تظهر علي السطح، علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، صراع الديوك هؤلاء أيضا يعيشون في وهم وغير مدركين ان هناك وعيا فطريا لدي المصريين يجعلهم يعرفون من هو الحقيقي، ومن هو المزيف!!كثير من أصحاب الاعمدة الصحفية أو المقابلات التليفزيونية هم مجندون ولايوجد تجنيد بدون مقابل!
ما تعليقك علي موقف رجال الاعمال المصري الآن فيما تمر به مصر من مخاطر وتحديات وأستمرار تزاوج المال والمصالح والسلطة؟
رجال الاعمال وراء مصالحهم أولا وأخيرا حتي لو ضد مصر ضد الشعب ضد الدولة هذا لايشغل بالهم كثيرا!أكبر ما يقدمونه لمصر كلام حلو!في مثل مصري قديم ينطبق علي موقف رجال الاعمال من مصر معناه أن الأوز لا تقدم لصغارها الطعام فقط تداعبهم!والأم الحقيقية تمنح صغارها الطعام والحنان معا. في بداية القرن العشرين كان رجال الاعمال يقومون بمشروعات وكانوا داعمين للدولة.
الآن هم في حالة انغلاق علي انفسهم من مشاريعهم اقامة قنوات فضائية إما ينافقون بها الدولة أو يبتزون بها الدولة لحماية مصالحه!
بعد قيام مصر بثورتين ما الذي تحقق؟
علينا مواجهة الحقيقة بمعني اننا لا نخفي عيوبنا ولا نخفي أحوالنا عندما قامت ثورة 25 يناير كانت البلد «مطلسمة» أي واقفة علي أقدامها بصعوبة بالغة، وعلي وشك الانهيار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
للاسف استطاع الاخوان المسلمين السطو علي الثورة وللاسف المجتمع المصري ارتبك وتوقفت تماما عجلات الانتاج وتوقفت مئات المصانع وأغلقت أبوابها، واتنتشرت الجريمة في الوقت الذي كانت تعاني فيه الشرطة، وعمت الفوضي في البلاد، تآكلت الاراضي الزراعية والعشوائيات التي كانت تحيط بالمدن دخلت إلي قلب المدن!كل المساعدات التي قدمتها الدول العربية الينا اتجهت إلي اطعام المصريين! لم تتجه إلي بناء أو تنمية.النقطة الأخري، ان الدول التي قدمت لنا المساعدة لن يستمر وهذا تقدم المساعدة إلي ما لا نهاية، وفي المقابل علينا نحن المصريين ان نعمل، وان نخلص فيه، نعمل وننتج ولكن هذا لم يحدث حتي هذه اللحظة التي نتحدث فيها!بالعكس التكاسل ساد المجتمع والاقتصاد السائد هو الاقتصاد الطفيلي وهو القائم علي الباعة الجائلين والشحاتين.. وللاسف هذا أصابنا بشرخ نفسي وأخلاقي.
ما هذا الشرخ؟
مسألة العزة والكبرياء التي كان يتميز بها المصري تم فقدها!
كيف تتقدم مصر بهذا الشكل؟
للاسف حالة السلبية المتفشية في المجتمع المصري يجب الخلاص منها، وانا اتساءل هل المصريين يتحركون فقط في حالة اذا وجه العدو لنا ضربات مباشرة أو اعتدي علي أراضينا!
كتبت مقالا منذ عدة أيام بعنوان »اغضبوا أو موتوا« قلت لم يعد أمامنا سوي الغضب.. والآن علينا أن نغضب أو نموت.. ماذا تقصد بالضبط؟
هذا ما أشعر به وما كتبته علي الورق بعفوية شديدة جدا، حالة السلبية التي تسود الشعب المصري قاتلة.. أنا أقول لابد أن تتحركوا، نحن في خطر الي أين نحن ذاهبون بعد ذلك؟ أنا ضد الحكم الديني وضد الحكم العسكري تماما، لكن من الخطأ الجسيم ومن الافتراء الظالم أننا نسمي الحكم الحالي حكما عسكريا!! حكم العسكر يعني أن الجنرالات هم الذين يحكمون في كل القطاعات، ويحكمون بالقوانين العسكرية.. لكن نحن في دولة مدنية تماما، السيسي عندما خلع البدلة الميري أصبح مواطنا عاديا مدنيا ولدينا وزارة مدنية بالكامل، والقطاعات الأخري مدنية بالكامل من الافتراء والتبجح أن يقال إن هذا حكم عسكر، وأنا أري أنه ليس من الخطأ أو الجرم أن الرئيس السيسي كان عسكريا، ألم يكن ايزنهاور رجلا عسكريا، ديجول أيضا كان رجلا عسكريا، والأمثلة كثيرة، مثلا.. في الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن وزراء الخارجية الأمريكية معظمهم كانوا جنرالات.. لماذا لم يتم انتقاد ذلك؟ للأسف هناك فريق في مصر لا يفعل شيئا غير المعارضة، حتي تزيد الفرقة والانقسام والبلبلة.أنا مع وجود معارضة، لست ضد المعارضة، ولكن لابد أن تكون المعارضة مع مصلحة الوطن، معارضة واعية، المعارضة السوية أو المطلوبة لابد أن ترحب بالشيء الجيد أو تسكت وعليها عندما يكون هناك أخطاء، أن تكشف عنها، كل أمر في الدنيا له حسنات وسيئات، للأسف المعارضة في مصر تري بعين واحدة فقط وهي عين الاعتراض!! كأنهم مثل صيادين الثعابين والزواحف لا ينظرون إلا في الجحور!! يبحثون عن الخطأ فقط!!
في رأيك هل المعارضة تقوم بدور سلبي؟
لا وجود للمعارضة الحقيقية حتي الآن، أستطيع أن أطلق عليهم »مخالفين«!! دائما أكون علي خلاف معك بدون ذكر أسباب، لكن البعض يرحب جدا عندما يحدث خطأ ما!! ويرددون كلاما كبيرا!!
كيف تري أداء الحكومة الحالية؟
حكومة المهندس محلب ينطبق عليها المثل القديم الذي يقول: »اطحني يا جارية.. كلف يا سيد»، ماذا تطمح أي حكومة ليس لديها إمكانات ؟الامكانات محدودة جدا والمطالب كثيرة جدا، وتتزايد.. الاقتصاد منهك، تستطيعين حساب الحكومة حساب عسير اذا كانت الدولة مستقرة اقتصاديا وليست دولة غنية.. لكننا نعلم جميعا أن هذه حكومة بلا امكانات، وفي ظل هذا الوضع أعتقد أنها غير مقصرة، لكن توجد أمور كان يجب القيام بها وانجازها ولا تحتاج الي امكانات لإصلاحها، وهذه الأشياء يجب أن تلام عليها الحكومة، عندما يصرح وزير الموارد المائية منذ عدة أيام ويقول سنفرض غرامات علي المصانع التي تلوث مياه النيل، وأنا أسأل وزير الموارد المائية غرامة فقط؟؟ لابد من موقف رادع، الغرامة ليست رادعة لأي مصنع الغرامة المطلوبة هنا هي غلق المصنع لو لم يوفق أوضاعه وانشاء مجاري خاصة بمصنعه حتي لا يصب مخلافات مصنعه في النيل!!ولكن لو هذا الوزير صرح وقال أغلق المصانع المخالفة.. الجميع سيتحرك وسيوفق أوضاعه لكن هذا لن يحدث!! بسبب الفساد الذي مازال قويا للاسف، أنا أتحدي وزير الموارد المائية اذا استطاع تطهير مياه النيل في منطقة القاهرة.. من يستطيع التصدي للمراكب السياحية التي ترمي بمخلفاتها في مياه النيل؟ أصحاب هذه المشاريع لديهم حماية ونفوذ ولا أحد يستطيع الاقتراب منهم!! في رأيي من يريد الاصلاح لابد أن يتخذ اجراءات حاسمة.مسألة أخري، المرور، نقول إن جنود الداخلية مرهقين.. لكن رجال المرور ليس لديهم علاقة بالإرهاب، أين هم؟ لماذا لا يوجد انضباط في الشارع المصري؟ علي الحكومة ووزرائها الاهتمام بالأمور التنظيمية والتي لا تحتاج الي أموال، مثال آخر، كلنا نعلم أن امكانات المستشفيات ضعيفة لكن في النهاية لابد أن يكون هناك حسن معاملة المريض!! لكن للأسف كل المستشفيات مزودة بممرضات تشبهن الحدايات والغربان يتمتعن بمنتهي القسوة ومنتهي الجشع!! لابد أن تعود سلطة العقاب.
في الآونة الأخيرة تزايدت القنابل المفخخة في الشوارع المصرية.. في رأيك أليس هناك حل لوقف هذا النزيف في الأرواح والبشر؟
غير مندهش لعمليات زرع القنابل في المدن لسبب بسيط أن هذا هو أسلوب الإخوان، لمن لا يعرفهم أعتبر زرع القنابل من الأعمال البسيطة لديهم لان العنف لديهم أقوي من ذلك بكثير، لابد أن نعرف أنهم بلا رحمة ولا يقدرون حياة الإنسان علي الإطلاق، يكفي أن سيد قطب كان من ضمن خطته للانقلاب علي عبدالناصر أن ينسف القناطر الخيرية وبالتالي تغرق الدلتا كلها، بما عليها من بيوت وزرع وبشر وحيوانات، قسوة لا مثيل لها، كل هذا لكي يستولي علي الحكم، ولهذا أعتبر هذه التفجيرات شيئا بسيطا جدا بالنسبة للمثال الذي ضربته لك، والكل يعلم هذا، ولذلك نسف أبراج الكهرباء وخزانات المياه، هذا من أساسيات التنظيم السري منذ أيام حسن البنا، وسيد قطب، ولو عدنا بالذاكرة وتذكرنا تصريحات الإخوان في قلب ميدان التحرير وفي أيام اعتصام رابعة، كانوا يقولون هنحرق مصر، هذه هي سياسة الإخوان، هم لا يهتمون أبدا بالبشر أو بقتل الأبرياء، وهنا يجب أن نتوقف ونسأل أنفسنا أبعد هذا كله وبعد كل هذه الدماء ألا يدرك الشعب المصري مدي الخسة ومخالفة الدين لهذه الجماعة، وأنا أعتبر أن كل من ينادي بشيء اسمه »المصالحة« اعتبره ينادي علي أمر عبثي!!، الإخوان يطالبون بدولة داخل الدولة؟؟ هذا تنظيم خارج عن القانون مثلهم مثل داعش،
المباحثات والاتصالات المصرية مستمرة لمحاولة احتواء أزمة سد النهضة، لكن إثيوبيا تبني السد وقطعت في بنائه شوطا كبيرا ما العمل في هذه الأزمة؟
فكرة السد فكرة قديمة، وإسرائيل كانت بتدفع منذ مدة لإنشاء السد كمحاولة منها لإيجاد مشكلة كبيرة في مصر.حسما، إن لم توافق إثيوبيا علي ما تراه مصر، فأعتقد أن الحل سيكون حربا من حروب المياه، الغرض من بناء السد هو توليد الكهرباء وليس الزراعة، وفي اعتقادي الشخصي أن بناء هذا السد هو عمل عدواني يستوجب المواجهة، وأري أن وزير الري كثير التصريحات وليس هناك فعل.
الرئيس السيسي دعا الفنانين والمبدعين الي تقديم فن ينهض بالمجتمع، ما تعليقك علي هذه الدعوة؟
أنا مشفق علي الرئيس السيسي تماما، وفي ظني أنه يعمل وحده ويحتاج الي فريق عمل لديه نفس الاخلاص الذي يحمله، لأنه يعمل بروح الزاهد، وهو يحتاج الي معاونين لديهم نفس الحماس والوطنية والوعي وهذا يجب أن يكون الفريق المحيط به.ويحتاج أيضا الي حكومة قوية يكون وزراؤها مشبعين بروح الثورة، الحماس، وتغيير الواقع، والثبات علي الرأي، وكسر البيروقراطية، والابتكار والقدرة علي التغيير، ويحتاج الي شعب يقظ واع ونشط.أنا أري السيسي وكأنه يدفع بالمركب لكي تتحرك ولكنه يدفعها للتحرك بمفرده!!ودعوته للنهوض بالفن لانه مدرك تماما قيمة القوة الناعمة لدي المصريين، الفن المصري كان له تأثير كبير علي البلاد العربية، سينما ومسرح وأغاني ومسلسلات، التليفزيون المصري، للأسف كل هذا تواري لعدة أسباب، وفي رأيي أن بعض الدول العربية أدركت خطورة هذا الأمر وبدأت هذه الحكاية بإيجاد إعلام منافس لمصر وظهرت قنوات جديدة قوية، الي جانب ضعف المنتج الفني المصري في السنوات الأخيرة، والتليفزيون المصري بحكم مشكلاته الكثيرة أفقدته بريقه وريادته، والاعلام الخاص لا يستطيع الوقوف علي قدميه إلا بالإعلانات والمعلن يفرض شروطه!!
لابد علي الفن أن يرتقي بالوجدان والقيم والأخلاق.. وفي رأيي أن الاعلانات التجارية سبب أساسي في تدهور القيم الحضارية لدينا.
فيلمك الأخير »قط وفأر« فيلم كوميدي سياسي يطرح الفيلم سؤالا مهما وصعبا:»الوطن لمن؟« في رأيك برغم بساطة السؤال الوطن لمن؟
في رأيي أن الأم الي ابنها برغم كل شيء مهما حدث والابن لأمه، مصر محتاجة لمن يحتضنها ويعرف أنها جزء منه وأنه جزء منها، والوطن ليس للتباهي!! أو الاستغلال!!
السؤال هو مصر لمن؟ الإجابة مصر لشعبها، الاخوان المسلمين فصيل انفصل عن الشعب المصري وأصبح انتماؤه لجماعته، والسلفيين لن يهدءوا لأن مخططهم هو جر مصر الي دولة دينية ومتشددة وأنا لا أبالغ ان السلفيين هم الدواعش القادمون، بمعني أنه لو ظهر الدواعش لا قدر الله، في الأصل سيكون أساسهم هم السلفيين، مهما تلاعبوا بمشاعر الناس، في رأيي أنهم ذئاب يرتدون جلد الحملان.
وفي النهاية مصر للمصريين وليست أيضا ملكا للشراذم المتفرقة، أما يساري أو اشتراكي.. مصر لفلاحيها وعمالها وموظفيها البسطاء للحرفيين.. لكن الناس التي تقفز هنا وهناك مثل الفشار الذي يتحرك علي السطح الساخن مصر لن تكون لهم!! سيبقون مصدر قلق! مثل البراغيث في الثوب!!

Tuesday, February 17, 2015

المخاطر التى لا يراها الرئيس بقلم د. محمد أبوالغار ١٧/ ٢/ ٢٠١٥

السيد الرئيس، هذا خطاب من القلب والعقل معاً مرسل إليك بدافع وطنى حقيقى يعبر عن وجهة نظر يبدو أنك والمجموعة التى تحكم معك لا ترونها بوضوح.
أولاً: نعلم جميعاً المخاطر الاقتصادية والإرهابية الضخمة التى تحيق بالوطن، وبالطبع الشعبية الكبيرة التى تمتلكها ساعدتك فى التغلب على بعض المشاكل، ولكن هذه الشعبية تناقصت بشدة فى الفترة السابقة بين الجميع، خاصة الشباب الذى يكوِّن ٦٠% من المجتمع والاستثمار فى منظمات شبابية فوقية يعقد الأمور ومكتوب عليه الفشل.
ثانياً: مشاكل مصر كما نعلم جيداً كبيرة وصعبة ومتشعبة. وما يتم الآن يقسم جموع ٣٠ يونيو إلى مجموعات، ولن تستطيع أن تحارب الإخوان، وأن تحسن الاقتصاد بدون وحدة كاملة للمصريين.
ثالثاً: هناك دلائل كثيرة أن الدولة على أعلى المستويات تدخلت بطريقة مباشرة فى تكوين قائمة «فى حب مصر» وتدخلت أيضاً لإضعاف القوائم المنافسة مما يجعل المنافسة الانتخابية مستحيلة، وبعد دخول أباطرة الحزب الوطنى الانتخابات أصبحت الخناقة الآن بين المتحولين من رجال مبارك الذين دخلوا قائمة فى حب مصر ومجموعة جمال مبارك، أما الشعب فهو خارج اللعبة ويضعنا جميعاً فى موقف مشابه لما حدث فى ٢٠١٠. كيف سوف يتقبل الشعب الإلغاء القادم للدعم فى وجود هذا البرلمان الذى لا يمت له بصلة. نحن نريد استقراراً ونريد دولة قوية عادلة، ونريد تحسنا فى السياحة والاستثمار، ولكن ما يحدث الآن لن يؤدى إلى شىء من هذا.
رابعاً: واضح أن الداخلية أصبحت القوة العظمى فى مصر، وحادثة شيماء التى قلت إنها مثل ابنتك وتعهد وزير الداخلية أمامك وأمام الشعب كله بتقديم الجانى الذى يعلم الجميع أنه من الشرطة وهى تعرفه جيداً، لم يحدث شىء فيها باستثناء التحقيق مع نائب رئيس حزب التحالف، ثم حظر النشر. وكانت كارثة وفاة أكثر من عشرين شاباً فى الطريق إلى مباراة كرة قدم دليلاً على توغل الشرطة وتهاونها بحياة المواطنين، وواضح أنه لن يكون هناك حساب.
خامساً: هناك بعض من الإعلام المصرى وخليط من كبار البلطجية يشعلون النار والعداوات ويستهترون بمشاعر المصريين ويستخدمون لغة يحاسب عليها أى قانون، وهذه التجاوزات الخطيرة قد تدمر الوطن، وهم يستمدون السلطة منك ويدعون أنهم رجالك.
سادساً: أصبح واضحاً للجميع أن البرلمان القادم لن يمثل الشعب المصرى، وإنما خليط من مجموعتين اختارهما نظام مبارك وأجهزتك السيادية. هل هذا يصح؟
المستقبل السياسى مظلم لأن السلطة التى تمول أحزاباً بعينها، وتنظم تحالفات بأجهزتها، وتحارب أحزاباً أخرى هى التى تؤسس على المدى البعيد لعودة الإخوان وهذه كارثة.
أريد لك أن تنجح حباً فى مصر، ولكن تفاؤلى قد تضاءل. أردت أن أدق ناقوس الخطر وأبلغ رسالة، حيث إننى قررت منذ فترة بالاتفاق مع قيادات الحزب أن أترك رئاسته هذا العام..
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

Monday, February 16, 2015

المسيح يصلب من جديد الأحد 15-02-2015


عبد الرحيم علي








هل كتب على إخواننا من الأقباط أن يكونوا دائما وقود المعركة مع الإرهاب، هل كتب
على المسيح أن يصلب كل يوم، على أجساد الأطهار من أبنائنا في بلاد الغربة، أو داخل الوطن، هل لهذه المأساة من نهاية؟ كل تلك الأسئلة مرت بذهنى وأنا أستعرض الأخبار التي ترددت حول قتل داعش لخمسة عشر قبطيا مصريا يعملون في ليبيا.
عشرات الآلاف من المصريين، أعيتهم الحيلة في الرزق، فهربوا من جحيم الأوضاع الاجتماعية المتردية، التي نتجت عن الأربع سنوات الأخيرة والتي أعقبت ٢٥ يناير، للعمل في بلاد تموج بالفوضى، من أجل لقمة العيش. لكن التنظيم الملعون «داعش» لم يختر منهم سوى الأقباط، دم جديد يسال على مذبح المسيح، عليه السلام، كل يوم.
الغريب أنه رغم كل تلك الضغوط التي يتعرض لها الأقباط إلا أن مصريتهم كانت ولم تزل أقوى من كل تلك الضغوط، جرب معهم إرهابيو الجماعة الإسلامية طوال نصف قرن منذ بداية السبعينيات وحتى منتصف الألفية الثالثة، مئات الحوادث التي طالتهم في بيوتهم، ودور عبادتهم، وقراهم، في محاولة للضغط على حكومات مبارك المتعاقبة، منذ حادث الخانكة عام ١٩٧٢ وحتى حوادث ما بعد ٢٥ يناير ٢٠١١.
لقد بدأت مأساة الأقباط الحقيقية -من وجهة نظرى- مع بداية حكم الرئيس الراحل أنور السادات، الذي استهله بالتصالح الشهير مع جماعة الإخوان المسلمين، والقطيعة الكبرى مع رجال ورموز واستراتيجيات وأفكار الحقبة الناصرية، لم يختلف الأمر كثيرا في عصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عندما ارتفعت موجة العنف لتطالهم على كل شبر في أرض مصر، واتخذتهم الجماعة الإسلامية رهينة لإجبار النظام على الرضوخ لطلباتهم، حتى وصل الأمر إلى حد تطبيق الحدود من جلد وقتل عليهم في مساجد الجماعة بصعيد مصر، على مرأى ومسمع من أجهزة الدولة المختلفة.
وشهدت تلك الفترة، مقتل أكثر من مائة قبطى في حوادث متفرقة في المنيا وأسيوط وبنى سويف وسوهاج وقنا والإسكندرية، واكتفى النظام، إبانها بحفلات تقبيل الرءوس بين الشيوخ والقساوسة دون اتخاذ أي تحرك يعيد لهؤلاء المواطنين المصريين حقوقهم المسلوبة داخل وطنهم.
دير المحرق ودميانة وعزبة الأقباط وعزبة داود والتمساحية، كل هذه الأسماء السابق الإشارة إليها قرى وأديرة شهدت مذابح بشعة ضد الأقباط بين عامى ١٩٩٤ و١٩٩٧، راح ضحيتها العشرات ما بين قتيل وجريح ومهجر، وفى الوقت الذي انتصر فيه قانون الغاب، لم يقدم متهم واحد إلى العدالة، بدعوى عدم تأجيج الصراع، والاكتفاء بإجراءات الصلح العرفية.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تركت فتياتهم القاصرات لراغبى المتعة من كوادر الجماعات الملعونة، لكى تنهش في عرضهم، دون رادع، بدعوى الزواج، ولم يتوقف أحد ليسأل: كيف يسمح لقاصر أن تتزوج دون وليها، لمجرد أنها مسيحية؟ وكيف يسمح القانون في مصر، بتعيين وصى على تلك القاصر بخلاف أهلها للسماح لها بتغيير الديانة، وماذا لو تم هذا مع فتاة مسلمة؟ إنه قتل للروح، قبل الجسد، وتدمير للنفس قبل البدن، وإذلال للذات قبل الفرد، فماذا فعل الأقباط؟ لقد ضربوا المثل في التمسك بثوابت الوطنية المصرية، لم يسمحوا لأحد بالتدخل لتحريف المشكلة عن مسارها الطبيعى، والحديث عن اضطهاد منظم من قبل الدولة لفئة من مواطنيها، يمكن أن يشكل جريمة دولية.
في العديسات بالأقصر والعياط بالجيزة ومنقطين بسمالوط ومدن أخرى عديدة في ربوع مصر المحروسة راح مسلمون عاديون، لم يكونوا يوما أعضاء في أي جماعة إرهابية أو متطرفة، يحرقون كنائس يتعبد فيها الأقباط لسنوات، لا لشيء إلا لورود شائعة بأن الأقباط في طريقهم إلى ترميمها أو بناء جدرانها التي تهدمت دون إذن أو تصريح من الدولة، وللمرة المليون لم يقف أحد ليسأل، كيف تحول هؤلاء البسطاء من المسلمين إلى متطرفين، خاصة أن تلك الأفعال كانت، ولحقب عديدة مقصورة على فئة من الإرهابيين لهم مطالب سياسية معينة.. فماذا حدث؟
عندما حاولت بعض التنظيمات المشبوهة في أمريكا والغرب استغلال تلك الأحداث، وقف لها الوطنيون من أبناء مصر الأقباط في الداخل، مؤكدين أن مشكلاتهم تخصهم وحدهم، ومناقشتها يجب أن تأتى على أرضية الداخل أيضا.
وبعيدا عن كل تلك الأسئلة، فما يحير الناس في بلادى، لماذا الأقباط بالذات، وأظن أنهم يفهمون أكثر من غيرهم، خاصة قادة الكنيسة الوطنية السبب وراء ذلك، وبوضوح أقول إن هناك جهات مشبوهة من أطراف المؤامرة على مصر، يسعون للضغط على الحكومة لكى ترسل جيشنا إلى ليبيا، هي محاولة مفضوحة لجرنا لحرب برية مع تنظيمات تجيد حرب الشوارع والتفجيرات، لكى يتم تقطيع أوصال جنودنا، بعيدا عن أرض المعركة الرئيسية، وهى حماية الأمن القومى للبلاد وحدود الدولة المصرية. تحاول أطراف تلك المؤامرة، أن تحقق ما عجزت عن تحقيقه طوال السنوات السابقة، ولكن بطريقة مختلفة.
طوبى للغرباء إذن وطوبى للمضطهدين وطوبى للصابرين، وطوبى لكم يا إخوتى، ولا تحسبن أبناءكم الذين قتلوا في الداخل أو الخارج أمواتا، بل أحياء في قلوبنا إلى يوم يبعثون، وإلى أن نسترد عافيتنا ونأخذ بثأرهم وثأرنا، أقولها لكم أيها الأمهات والآباء والزوجات: أناديكم أشد على أياديكم أبوس الأرض تحت نعالكم، وأقول أفديكم.


إن هناك جهات مشبوهة من أطراف المؤامرة على مصر، يسعون للضغط على الحكومة لكى ترسل جيشنا إلى ليبيا، هي محاولة مفضوحة لجرنا لحرب برية مع تنظيمات تجيد حرب الشوارع والتفجيرات، لكى يتم تقطيع أوصال جنودنا، بعيدا عن أرض المعركة الرئيسية.

Sunday, February 15, 2015

الدكتور عصام حجى العالم المصرى بوكالة ناسا للفضاء فى حوار لـ«المصري اليوم»: مصر تعيش فى مشهد «عشوائى» يغذى الإرهاب

 

«حجى» يتحدث إلى «المصرى اليوم»















شرد بذهنه بعيداً، وصمت للحظات طويلة، عندما سألته عن حال مصر والمصريين وكيف يراها بعين العالِم، لم يقطع صمته إلا إعادة سؤالى فأجاب الدكتور عصام حجى، العالم المصرى بوكالة ناسا للفضاء، المستشار السابق للرئيس عادلى منصور للشؤون العلمية: «عندما أجلس فى مكتبى فى وكالة ناسا وأفكر فى هذا البلد بعد تجربتى الأخيرة كمستشار للرئيس أجد أن هذا البلد عظيم جدا ويستحق أكثر مما هو فيه بكثير».
وأضاف حجى، فى حواره لـ«المصرى اليوم»: «نحن من أكبر الشعوب إنفاقا على التعليم، وأقصد ميزانية الأسرة وليس موازنة الدولة، ومع ذلك المنتج التعليمى ضعيف وهش، ننفق على زواج الفتاة وتجهيزها أكثر مما ننفق على تعليمها، نتغنى بحب الوطن أكثر مما نعمل لنترجم الحب إلى واقع».
وتابع: «كنت أعتقد أن الكائنات الفضائية ليست موجودة إلا فى أفلام الخيال العلمى، إلا أننى للأسف شاهدتها عندما أتيت إلى مصر وتركت ناسا لأجلس فى الاتحادية».. وإلى نص الحوار:
■ ما تقييمك لطريقة تعامل كل من النظام الحاكم والشعب مع مشكلات المجتمع؟
- أكثر ما يزعجنى هو الرؤى الساذجة من قبل جميع الأطراف لكل شىء ولكل القضايا، رؤية ساذجة للديمقراطية، للوطنية، للسياسة وللعلم وغيرها، هناك أناس ترى أن الديمقراطية هى صندوق انتخابى نضع فيه الأصوات، وهناك من يرى الوطنية أن نغنى للوطن و«نحب فيه ليل نهار»، نحن الشعب الوحيد الذى يحب وطنه، ومع ذلك يرجع للوراء، لأننا لا ندرك أن الحب الحقيقى هو أن نعمل بجد وإخلاص وبدقة وتفان، وليس الأمر مقصورا على كتابة وتلحين وأداء الأغانى الوطنية وإذاعتها ليل نهار، أيضا أرانا فى حالة محاربة لبعضنا البعض وبدلا من التركيز على بناء الدولة أصبحنا نركز على تخوين كل من يختلف معنا بعد ٣٠ يونيو، القرار الذى كان يجب أن يتخذ بعد هذا التاريخ مباشرة هو أن نلم شمل الصف الوطنى، كما أننا للأسف، نظاما وشعبا، لا نرى العدو الحقيقى لمصر، فأنا كمواطن مصرى أرى أن العدو الحقيقى ليس الإرهاب وإنما الفقر والمرض والجهل، هذه هى التربة الخصبة التى ينبع منها الإرهاب، ولكى تقضى على الإرهاب لابد من محاربة هذه الظواهر والعمل على هذه القضايا والملفات، مصر حاليا فى مشهد عشوائى والعشوائية تغذى الإرهاب ولا تقضى عليه.
■ تحدثت عن الرؤية الساذجة للديمقراطية ألا ترى أن الرئيس السيسى الذى جاء بشعبية كاسحة بالصندوق يعد منتخبا وفق نظم الديمقراطية؟
- فى غياب التعليم لا تحدثينى عن الديمقراطية، الممارسة الديمقراطية تحتاج إلى شعب متعلم، وعلى درجه جيدة من الوعى، لكن ما يحدث فى مصر عملية تصويت تتم وفق العاطفة والمشاعر، الحب والكره، وهذا شىء مختلف تماماً عن ممارسة آليات الديمقراطية التى يعد الصندوق أحد مظاهرها، لكنه ليس العملية برمتها، ومع ذلك حتى الصندوق المقصود فى العملية الديمقراطية هو الصندوق الذى يصوت فيه الناس عن وعى وبعد دراسة متأنية للبرامج الانتخابية، فإحدى مشاكلنا مثلا أننا دائما نفكر فى من يحكم مصر، والأصح أن نفكر فى من لديه قدرة على تغيير مصر والمصريين، لا تهمنى الأسماء ولا أنشغل بها على الإطلاق، يهمنى قدرات الرئيس فى إحداث تغيير ملموس.
■ لماذا تركت وكالة الفضاء «ناسا» لتقبل بمنصب مستشار الرئيس؟
- كان لدى أمل كبير أن أحدث فارقا، وأن أساهم فى نهوض هذا البلد من كبوته، ولست نادما على قبول هذا المنصب، ففى الفترة التى مكثت فيها فى الاتحادية اشتغلت على عدد من الملفات المهمة، وأظن أن أغلبها يستكمله المسؤولون الآن، منها استراتيجية تطوير التعليم وملف مياه نهر النيل، وبالمناسبة لم نتقاض مليما واحدا، وكنت أقطن فى أحد الفنادق على حسابى لأنه ليس لدى منزل فى القاهرة، وكنت سعيدا لأننى أقدم شيئا لبلدى، لكن أن يتهمنى البعض بعد ذلك بالخيانة لأننى قلت إن جهاز عبدالعاطى خرافات وخزعبلات هذا ما يحزن بشدة.
■ من ناسا إلى الاتحادية ما ذكرياتك عن هذه النقلة؟
- أنا أعمل فى قسم الكواكب البعيدة فى وكالة ناسا، وهو يعد قسم «صفوة الصفوة» داخل الوكالة، ولكى أن تتخيلى أن الفرق فى التكنولوجيا الموجودة فى مكتبى داخل وكالة ناسا والشارع الذى يقع خلف مكتبى فى واشنطن يصل إلى أربعين عاما، فلكِ أن تتخيلى ما هو الفرق التكنولوجى بين مكتبى فى ناسا ومكتبى فى الاتحادية فى مصر، والفرق هنا ليس فرقا فى التكنولوجيا وإنما فرق فى العقول والأداء أيضا، لكن الحق يقال كل من تعاملت معهم من المسؤولين كانت نيتهم طيبة ومخلصة لكن الأدوات غير موجودة والتنسيق منعدم، غير أنه فى بعض الحالات كنت أشعر أننى أمام كائنات فضائية من هذا النوع الذى نشاهده فى أفلام الخيال العلمى ولم أكن أصدق أن هؤلاء جزء من صناعة القرار فى مصر.
■ انتهت المدة المخصصة للإعلان عن نتائج جهاز القوات المسلحة الذى قيل إنه سيشفى من فيروس سى والإيدز ولم يخبرنا أحد بالجديد.. كيف ترى ذلك؟
- لن يخبرنا أحد أن هناك جديدا لأنه لم يكن هناك اختراع من الأساس ولا جهاز من الأساس لننتظر النتائج، إنما كانت خديعة كبرى وجهلا يندى له الجبين.
■ قلت إن الجهاز أكبر فضيحة لمصر، فهل كنت تقصد الجهاز نفسه أم المشهد العام والملابسات التى أحاطت بالإعلان عنه؟
- نعم أقصد المشهد العام، وكيفية تعامل دولة بقامة مصر وعظمتها مع العلم، وكيف أنها استهترت بالعلم لدرجة جعلت من ملابسات الإعلان عن هذا الجهاز وتصديره على أنه أبو الاختراعات العليمة أكبر فضيحة تمر على مصر، فالقصة ليست قصة جهاز واختراع كاذب، ولكن المعنى الأكبر هو ما كشفه لنا الإعلان عن هذا الجهاز من استهانة واستهتار وازدراء للعلم بل وللمواطن المصرى، فالمشهد كان كاشفاً على كل المستويات وأظهر حجم العطب الذى يصيب العقول والمؤسسات، المشكلة لا تكمن فى وعد المصريين بتقديم العلاج الشافى لهم بالكذب والخداع، والتلاعب بمشاعر ملايين المرضى التواقين لأى بارقة أمل، وعدم دفاع الدولة عن كرامة المصريين، إنما الفضيحة أن يشاهد رئيس الجمهورية ووزراء الدولة رجلا يعبث بأحلام المصريين فى الشفاء ويستغل ثقة مؤسسات الدولة ليبيع لهم الوهم، والفضيحة الأكبر هو الدفاع المستميت عن الجهاز من قبل عدد من الإعلاميين وتسويقه على أنه أبو الاختراعات والمخلص من الآلام فى مشاركة حقيقية من قبل هذه المنابر الإعلامية فى إهانة المصريين والتلاعب بهم، أما الفضيحة الأخطر على الإطلاق والتى تنبئ عن تدنى مستوى العلم والعلماء فى مصر هو دفاع بعض العلماء عن هذا الجهاز فى فضيحة وجريمة علميه هى الأكبر من نوعها على الإطلاق.
■ من هؤلاء العلماء؟
- لن أذكر الأسماء، لكن للأسف هم أسماء كبيرة جداً فى المجال العلمى والأكاديمى، رؤساء جامعات ورؤساء أقسام، لذا لم أبالغ عندما سميتها «فضيحة فى الوسط العلمى».
■ بما أنهم أسماء لها ثقل علمى فربما رأوا وقتها منطقا علميا فى الجهاز أو ربما رأوا الأمر من باب الجدل العلمى؟
- بل كانوا يريدون مجاملة القوات المسلحة والتقرب من المؤسسة العسكرية بتأييد هذه الخرافات، وكان يجب إقالة كل قيادات الجامعات الذين أيدوا هذا الاختراع، فكيف لأستاذ جامعى أيد اختراع عبدالعاطى أن يعلم ويدرس فى الجامعة، وكيف يكون قدوة لطلابه.
■ قيل إن الجهاز طبى ولا علم لك به فمن أين جئت برأيك؟
- هذا ليس رأيى الشخصى إنما باعتبارى مستشار الرئيس للشؤون العلمية شكلت لجنة متخصصة واستشرت عددا من الخبراء والعلماء فى الداخل والخارج، وأخذت رأيهم بشكل رسمى، ونظرنا فى براءة الاختراع التى قدمها عبدالعاطى، بل وأرسلنا فى طلب تقرير لجنة سويسرا التى أرسل لها براءة الاختراع، وكانت المفاجأة أن تقريرها نص على أن مقدم براءة الاختراع ليس له الحد الأدنى من التقنيات العلمية، وقد رُفضت براءة الاختراع، لم يكن رأيى سياسيا إنما رأى علمى ولم أصدر تصريحى إلا بعد ثالث مؤتمر صحفى لفريق الجهاز، بل وبعد حصولى على كافة التقارير العلمية بشأن تقييم الجهاز.
■ البعض قال إن إهانتك كانت موجهة للمؤسسة العسكرية وليس لجهاز فيروس «سى»؟
- إطلاقا لم يكن انتقادى موجهاً للقوات المسلحة، فهل القوات المسلحة هى التى استفادت من اختراع عبدالعاطى، أم أن عبدالعاطى هو الذى استفاد من انتمائه لمؤسسة عريقة مثل القوات المسلحة، بل واستغل وخان هذه الثقة الموضوعة فيه؟!.
■ بماذا تفسر الهجوم الشديد عليك وتصوير الأمر للرأى العام على أنك تقف ضد المؤسسة العسكرية؟
- لأن هؤلاء الأشخاص أنفسهم كان لهم دور فى إظهار هذا الجهاز على أنه اختراع، واتخذوا منه وسيلة للتقرب من المؤسسة العسكرية دون النظر إلى صورة البلد، وبالتالى موقفى كان كاشفاً لهم، وبصراحة شديدة كان يمكن أن أسكت فهو أمر مريح للغاية وأجنب نفسى المتاعب والهجوم، لكن هذا ليس من أخلاقى، فلدينا أكثر من ١٢ مليون مريض بفيروس سى وقد وعدت الناس ألا أكون جزءا من المتاجرة بآلامهم. كنت متيقنا من الهجوم علىّ، بل وكنت أعلم أن بهذا التصريح قد لا أكمل عملى كمستشار للرئيس.. لكن أى عالم عندما يخير بين العلم والسياسة يختار العلم وليس السياسة، وأنا دورى أن أظهر الحقائق للرئيس والمسؤولين وليس تضليلهم.
■ ما رأيك فى موقف نقابة الأطباء مؤخرا وتحويل الأطباء الذين اشتركوا فى الدراسات إلى لجنة التأديب؟
- قرار جيد، لكنه جاء متأخرا، وما يدهشنى أن مجلس الخبراء من العلماء سكت عن هذا الأمر مؤخرا. وأتساءل: اذا ما كانت صحة المصريين لا تهمهم فأى شىء أهم يمكن أن يدافعوا عنه، ويعلنوا موقفهم صراحة منه؟!
■ لماذا اختفيت تماما بعد هذا التصريح.. هل طلب منك الصمت؟
- لا ليس كذلك، لكن شعرت أن وجودى غير مرغوب فيه، بسبب تصريحاتى، حيث لم يكن الأمر مقصورا على جهاز الكفتة، فكانت هناك مشاهد كثيرة صادمة علقت عليها، وتحدثت فيها مع الرئيس، فعندما أرى مثلا أن مؤسسة القوات المسلحة تكرم ٣ من الشباب، وتقدمهم للرأى العام على أنهم رواد فضاء مصريون، وسيتم إرسالهم للفضاء فى مهمة علمية، وخرج علينا المتحدث العسكرى وقتها العقيد أحمد على معلنا أن الجيش يكرم ٣ من رواد الفضاء الذين تدربوا فى الجيش المصرى، ثم تنكشف القصة، ويتضح أنهم شخصيات قدموا فى مسابقة إعلانات لكى يفوزوا برحلة تحاكى رحلة الفضاء فى مدينة ملاهى، وقد صدّر المشهد للإعلام على أنه تم تكريم لعلماء فضاء تدربوا فى الجيش المصرى، ومنهم الرحالة عمر سمرة، وحجاجوفيتش، فهذا كلام لا يعقل، لأن تدريب رواد الفضاء يحتاج لوقت طويل، وليس أسبوعين، لذا لم أعد أحتمل العبث بالعلم والعقول، فامتنعت عن الظهور فى الإعلام بقرار شخصى، لأن المطالبة بالحق لا تكفى للحصول عليه، وأنا لم أكن فى معركة مع عبدالعاطى، فقد جئت من أمريكا لتحقيق أهداف محددة، تركت عملى فى ناسا وبيتى وحياتى لأركز فى الملفات العلمية وتطوير بلدى، وليس لمحاربة شخص استغل ثقة الجميع به.
■ ماذا قال لك المستشار عدلى منصور بعد تصريحاتك وما تبعها من جدل وهجوم شديد عليك؟
- كان تعامل المستشار عدلى منصور رصينا للغاية، لم ينفعل، وتقبل كل ما قلت بصدر رحب، فقد كنت أرى أن الموضوع ليس صغيرا، وأن هيبة الدولة تنهار تماما إذا آمنت بتلك الخرافات، تكلمت معه فى الموضوع، ووضعت على مكتبه ملفا رسميا كاملا موثقا بكل الأدلة والبراهين يحوى كل آراء العلماء والخبراء والتقارير الدولية، إلا أنه طلب منى أن ننحى الموضوع جانبا، ولا نتحدث فيه، وأن نركز فى استراتيجية تطوير التعليم.
■ أين هذا الملف الآن؟
- موجود فى سكرتارية الرئاسة.
■ إذن لماذا لم يدرس الرئيس هذا الملف ويعلن توقف الدراسة.. أم أنه يخشى تعريض نفسه ومؤسسة الجيش للحرج؟
- لا شك أن النظام السابق أخطأ، لكن كل الخطأ وكل العيب أن نستمر فى الخطأ حتى الآن، وإصرار النظام الحالى والرئاسة على الاستمرار فى الخدعة وعدم الاعتذار عنها ينم عن عدم اهتمام بصحة المصريين، بل إن عدم الاعتذار فيما يخص صحة المصريين يعد جريمة.
■ لننتقل إلى قضايا الشباب.. مع قرب العودة للجامعات وتوقع البعض عودة المظاهرات.. كيف ترى المظاهرات الشبابية.. وهل هى ذات أبعاد سياسية وأمنية أم أن هناك شقا اجتماعيا؟
فى رأيى مظاهرات الجامعة ليست كلها سياسية ولا أسبابها أمنية، هذا جزء صغير جدا من الصورة، ما يحدث سببه الفراغ الأكاديمى، لأن الطالب فى الجامعة لا يتعلم شيئا، ولا يعرف كيف يتعلم، وعندما يتخرج ترفضه سوق العمل، وللعلم كل الفساد فى الدولة بدأ فى الجامعات أولا، ثم انتشر فى باقى مؤسسات وكيانات الدولة، فلقد بدأ التوريث للوظائف فى الجامعة، وبدأ التطرف من الجامعة، فكل جامعة فيها مسجد، ولا توجد بها كنيسة، فأين هو تعليم التسامح، سوء العلاقة بين الرجل والمرأة بدأ فى الجامعة، عندما أصبحت النظرة لحب شاب لفتاة من المحرمات والموبقات وتعامل الأساتذه مع هذه العلاقة بازدراء شديد، فبدأ التحرش فى المجتمع.
■ ما هى رؤيتك لإصلاح ملف الشباب.. ومن أين نبدأ؟
- يجب أن تتحول الجامعة إلى مكان ومجتمع ريادى وقيادى، يكون نموذجا للتسامح والانضباط واستخدام المنهج العلمى، يحقق فيه مبدأ تكافؤ الفرص، على أن يتم اختيار رؤساء الجامعات على أسس علمية، وليس على أسس أمنية، فإذا ساهمنا فى تخلص الشباب من إحباطهم، فسنكون أمام قوة هائلة تستطيع أن تدفع مصر للأمام فى كل الاتجاهات، لكن إذا خسرنا الشباب، فلا يمكن أن تنصلح مصر، فيجب تحسين المدرسة والجامعة، يجب تشجيع الشباب، وليس إحباطهم والذم فيهم. فأنا أذكر أثناء وجودى فى «الاتحادية» كانت الأجهزة الأمنية تقدم تقارير للرئيس تفيد بأن هؤلاء الشباب الذين سيلتقى بهم الرئيس ضمن لقاءاته بأطياف المجتمع- يتناولون المخدرات، وأن الفتيات لديهن علاقات متعددة مع الرجال، وكلام من هذا القبيل فى تشويه واضح للشباب.
الشباب هو صانع المستقبل، وأندهش عندما أجد الإخوان يريدون عودة مرسى، وآخرين يريدون عودة مبارك، ومحبى ومؤيدى السيسى يرون فيه عبدالناصر! كيف لشعب لديه حنين دائم للماضى أن ينطلق إلى المستقبل، كفانا تفكيرا فيما سبق، وكفانا حنينا للماضى، ولنصنع مستقبلنا.
■ أين نقطة البداية.. وهل صناعة المستقبل تبدأ من الاقتصاد أم من الأمن؟
- لا.. بل من المرأة المصرية.
■ كيف؟
- لقد قلت للرئيس عدلى منصور وقتها، وما زال هذا هو رأيى وقناعتى أن إصلاح هذا المجتمع يبدأ من المرأة، فلا إصلاح إلا من خلال تعليم المرأة وتحسين أحوالها ما ينعكس على الأسرة بالكامل، هذا لا يعنى إهمال الاقتصاد، إنما أقصد أن يكون للمرأة الأولوية فى التنمية، فإصلاح أحوال المرأة اجتماعيا وصحيا وتعليميا يصلح معه حال الأسرة كلها، وبالتالى المجتمع.
■ بعض الناس يرون أن البلد لن ينصلح حاله إلا بتطبيق القانون.. فهل فعلا مشكلتنا تكمن فى عدم تطبيق القانون؟
- لن نصلح الناس بالعصا، فليس هكذا تبنى المجتمعات، بل لنقل إن البلد لن ينصلح حاله إلا بتعليم شعبه وإخراجه من دائرة الجهل.
المصريون متعطشون للتغيير. فقط لنبدأ. كل طفل إذا تعلم جيدا، فسيؤثر فى عائلته، وكل شاب إذا نال تعليما جامعيا حقيقيا، فسيسهم فى ضبط سلوك أسرته، وبالتالى نخلق مجتمعا سويا، وكل امرأة وفتاة تتعلم تنشىء جيلا واعيا. الشعب متعطش للتعليم بدليل أن الأسر المصرية تنفق معظم دخلها على تعليم أولادها، فالمليارات التى تنفقها الأسر المصرية على الدروس الخصوصية لا تعنى إلا رغبة فى تعليم أولادهم.
■ ما تقييمك لحال التعليم فى مصر؟
- التعليم فى مصر خدعة كبيرة، فلا المدارس تقدم تعليما، ولا الطالب يتخرج فى النهاية وقد تعلم شيئا، ومع ذلك الناس تعى، وتقدر قيمة العلم والتعليم، وأرى ذلك فى عيون وترحيب الناس بى عندما يقابلوننى، فهم يرون فى شخصى العالم الموجود فى وكالة ناسا، وليس مستشار الرئيس القابع فى الاتحادية. إذن العالم فى نظرهم أهم من السياسى.
■ هل تعتقد أننا نعى مشكلاتنا؟
- بالتأكيد، فنحن لسنا مغيبين، ونعى جيدا مشاكلنا، لكن نريد من يقودنا إلى التغيير وتحطيم عاداتنا وتقاليدنا البالية، فمثلا إمبراطور اليابان عندما تزوجت ابنته أقام لها احتفالا بسيطا جدا حضره ٦ أشخاص، وقد جهز الإمبراطور مائدة الاحتفال بنفسه.. لكن انظرى هنا إلى المسؤولين عندما يزوجون أبناءهم، فهم يتجهون إلى الأفراح باهظة التكاليف التى يحضرها نجوم السياسة والفن والإعلام، ما يجعل الشباب لا يثق بهؤلاء، ولا يعتبرهم قدوة، ما أدى إلى انفصال الشباب عن النخب والقيادات.
على الجانب الآخر، علينا أن نغير من ثقافة الشعب، ونقضى على بعض العادات والتقاليد البالية، فنحن شعب يهتم، وينفق على جهاز البنت والطاقم الصينى فى الجواز أكثر من اهتمامنا بتعليمها،عموما أى إصلاح سياسى واقتصادى إذا لم يقابله إصلاح تعليمى، فهو وهم، وانظرى إلى الصين تجدى أن أشد مبنى نظافة هو المدرسة، إنما هنا فى مصر تجدين الفنادق والكازينوهات والسفارات أشد المبانى نظافة، أما المدارس فتشبه المقبرة بالنسبة للأطفال.
■ هل ترى أداء الرئيس والحكومة يشجع على العلم والاهتمام به؟
- كل الدول والحكومات تشجع على العلم، لكن التشجيع على العلم شىء، وأن يكون من أولوياتى شىء آخر، فكنت أتمنى عند زيارة رئيس الجمهورية لأمريكا وإلقاء أول كلمة لمصر فى الخارج التى كانت عن التغير المناخى، وهو موضوع علمى كنت أتمنى أن يلتقى بالعلماء المصريين المتخصصين فى التغير المناخى أو حتى فى العلوم الأخرى، ولكنه التقى برجال الأعمال والمستثمرين، حتى الإعلام غير عابئ بالقضايا العلمية، فأخبار العلم فى مصر توضع بين صور العنتيل وهيفاء وهبى فى الصحف والمجلات، فهل يعقل ذلك؟!
■ هل يوجد أمل؟
- دائما هناك أمل، ولا مكان فى العالم للمحبطين، بل ليس لدينا رفاهية الإحباط. نحن دولة فى وضع حرج، ويجب أن نعمل ليل نهار، علينا أن نراجع أنفسنا، وأن نتوقف عن التفكير بالعاطفة، وأن ننظر إلى المستقبل، بل نصنعه بأيادى الشباب، وليدرك الرئيس أن الاستثمار الحقيقى والأهم، يجب أن يكون فى عقول المصريين، وأن ينفتح على شعبه، فرغم أن الرئيس السيسى أشار عدة مرات إلى أنه لا يوجد فاصل بينه وبين الشعب، ولكنى أقول له بأنه يوجد فاصل كبير، وأنه يجب أن يكون رئيسا لكل المصريين، فهناك أصوات تخشى أن تتحدث، وتسكن داخل جدار الخوف.