Translate

Wednesday, March 31, 2021

قداسة البابا شنودة الثالث لن ننساك (2) : جوانب فى حياة قداسة البابا شنودة الثالث - الأنبا موسى - 28/ 3/ 2021 - المصري اليوم

 تكلم قداسة البابا شنودة، فى يوم من أيام الأربعاء، فى محاضرته الأسبوعية عن (تكامل الفضائل) وكيف أنه يبدو أن هناك بعض الفضائل متناقضة مختلفة، بينما هى متكاملة ومتجانسة، وأن كل فضيلة لها وقت ولها ميعاد ولها موقف. وقتها ظللت أتأمل ذلك فى قداسة البابا كيف أن الله أعطاه مجموعة فضائل تبدو أنها متناقضة ولكنها متكاملة.. على سبيل المثال:

1- القوة والرقة

2- التأمل والعمل

3- الوحدة والانتشار

4- الحكمة والبساطة

5- الحزم والحب..

1- القوة والرقـــة:

- قداسة البابا شنوده كان ضابطًا فى الجيش، وكان مثقفًا وقارئا وشاعرا وعلى دراية بالمجتمع، وكان عنده حس مجتمعى واضح جدًا، وهذا جعله عندما أصبح بابا للكنيسة، أدخل الكنيسة فى وسط المجتمع لتشهد لله، ولكى يكون للكنسية الدور الحقيقى الخاص بها كشاهدة أمينة، وبروح وطنية عالية جدًا.

- وكان قداسة البابا كالجبل فيه قوة إيمان وصلابة مواقف وقوة قلب، يقف أمام الأقوياء مثل الأسد سواء كانوا متجبرين أو كانت مشكلات أو تجارب مثلما يكون.. وقد علمنا قداسته أنه فى مواجهة المشاكل والتجارب يجب أن نجعلها خارجنا وليس داخلنا، أى نتعامل معها من الخارج ولا نجعلها تدخل إلى داخلنا.. فتنغص حياتنا، وبالفعل رأيناه يفعل ذلك، فبينما نرى قوته فى مواقف عديدة جدًا، مع ذلك نجده فى منتهى الرقة، فيبدو أحيانًا أن القوة تتناقض مع الرقة ولكنهما فضيلتان متكاملتان مع بعضهما البعض.

- ومع كونه كان هكذا لا ننسى تعامله بكل رقة ومحبة شديدة للأطفال، وكذلك مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وقد قال لى أحد الشباب من سان فرانسيسكو بأمريكا، إنه فى زيارته لهم عام 1989م، صعد قداسته بعد منتصف الليل مجهدا جدًا وصعد وراءه أحد الشباب ومعه صديقه ليأخذا بركة قداسته، فقال لهما: خلاص يا شباب أنا داخل أرتاح، فطلبا منه البركة، وقال الشاب كيف أن قداسته وقف يكلمهما ويحاورهما ثم باركهما وظل فاتح الباب، لم يغلقه إلا بعد مغادرتهما من أمامه، مما يدل على مدى رقة قداسته، فكان يتعامل مع كل إنسان بوداعة ورقة.

- أتذكر أيضًا عندما ذهبت إلى دير الأنبا صموئيل ثم طلب منى قداسته أن آتى إلى دير البراموس، لا أنسى أنه كان يوجد بالكاتدرائية مؤتمر باترولوجى، وكان به عدد ضخم من الشخصيات الكبيرة، فأراد سيدنا التحدث معى بمفردنا، لكن كان حولنا زحام، فصعدنا معًا سلالم مطبعة مجلة الكرازة القديمة إلى سطح المبنى، وجلسنا على الأرض على السلم فى بساطة، وأخذ يتحدث معى فى أنه يريدنى أن أكون قريبًا من قداسته، وهذا حنان فائق ومذهل، ورقة وعذوبة لا نتصورها أمام هذا العملاق الذى يقال عنه أن «أَسَاسُهُ فِى الْجِبَالِ الْمُقَدَّسَةِ» (مز 1:87).

- كان قداسته صاحب المواقف الوطنية الممتازة، سواء فى سيناء والعريش، أو فى حرب أكتوبر، أو فى زيارة مرضى ومنكوبى الكوارث والسيول والزلازل، وبالأكثر فى موقف قداسته من عدم زيارة الأراضى المقدسة إلا مع أإخوتنا المسلمين.. وفى كافة المحافل الوطنية، والعالمية التى كان فيها بمثابة سفير مصرى حتى النخاع.

- كان دائمًا يطفئ نيران الفتنة الطائفية كلما ظهرت على السطح، حفاظًا على الوحدة الوطنية فى مصر.

- رأينا فى قداسته على قدر ما هو قوى فى شخصيته، وفى قيادته وفى حكمته على قدر ما هو حنين جدًا جدًا، وشفوق وعطوف. لذلك كان يغلبه ثلاثة : الطفل، والفقير، والمظلوم. أى طفل صغير كان يراه، كان يحتضنه بحب كبير جدًا جدًا. وبالنسبة للفقير فقد تحدث مرة فى سيمنار كيف أنه حتى لو الفقير أخذ عن غير استحقاق فى أى شى، لا نتضايق بل يكفى أن ضميرنا يكون مرتاحا، بأننا قدمنا له الاحتياج كما قال. وكذلك المظلوم.

2- التأمل والعمل:

- فرغم تواجد قداسته فى الكاتدرائية وسط زحام شعبه والمسؤوليات والانشغالات الكثيرة والاتصالات من العالم كله، إلا أنه كان قادرا أن يجلس داخل مكتبه ويكتب المقالات بتركيز شديد جدًا، ويؤلف كتبًا وبرامج أخرى عديدة، ويقرأ بتركيز وبعمق، ويتأمل ويسبح بخياله الشاعرى بروح أدبية فائقة، وبروح رهبانية عظيمة، وقد أصدر لنا أكثر من مائة وخمسين كتابًا.

- وفى نفس الوقت الذى يحب فيه قداسته التأمل.. إلا أنه فى العمل لا يقدر أن يسبقه أحد، وهنا أذكركم بشىء كتبه قداسته فى مجلة الكرازة فتوقفنا عنده ونتذكره جيدًا، وهو مقال بعنوان (قال فى شيخوخته) ويقول فيه: «لما كنت شابًا كنت أعمل ولا أتعب، ولما كبرت صرت أعمل وأتعب، وفى الشيخوخة صرت أتعب دون أن أعمل»، ولكن هذا لا يتوافق مع شخصية قداسة البابا الذى بالرغم من تعبه وشيخوخته، كان مذهلاً فى عمله، حتى وقت المرض، ففى وقت (الغسيل الكلوى) يد كان بها العلاج والأخرى ممسكًا بقلمه. فهو كان يعمل فى كل وقت وكل الوقت، يعمل ولا يهدأ، صباحًا ومساءً وفى منتصف الليل.. إنها قوة جبارة من الرب سندت هذا الجسد.

قداسة البابا شنودة لن ننساك..

لن ننسى تعبك من أجلنا، ومقولتك المشهورة: «ينبغى أن يتعب الراعى لتستريح الرعية». (يتبع)

* أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

Monday, March 29, 2021

الختان التام أو الموت الزؤام!! - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 29/3/2021

 صُعقت عندما استمعت إلى ممثل حزب النور فى مجلس النواب المصرى وهو يقول للإعلامى عمرو أديب: «نحن أمة الإسلام أمة الختان»!! هل وصلنا إلى هذه الدرجة من اختزال الدين وإهانته لكى يكون مجرد إزالة «جلدة»؟! هل إلى هذه الدرجة يغضبكم «بظر المرأة» فتشنون الحرب وتعلنون المعركة وتتشنج شرايين الأعناق لدرجة أننى تخيلت أن هناك مظاهرات ستخرج صارخة «الختان التام أو الموت الزؤام»! معقول؟! ورغم أننى معترض على أن يكون الختان موضوعاً دينياً، وأن تكون مناقشته حجاجاً بالنصوص والفتاوى، فقد سقطت آخر ورقة توت عن تيار يعانى من فوبيا المرأة ويستخدم الدين كغطاء لإقناعها بدونيتها، وأنا أعتبر أن جرّ النقاش للملعب الدينى هو أكبر خطر على هذه القضية، فالقضية طبية بحتة، وبنقاط بسيطة حاسمة تتساقط كل الحصون التى يتحصن بها أعداء المرأة ومجاهدو الختان:

بداية لا يوجد أى سبب طبى على وجه الأرض يدعو لختان الإناث، ومسألة كبَر البظر التى يُرعبون بها البنات كلام فارغ لأنه ليس جريمة، ولا يوجد ما يسمى بالتجميل للبظر، وفى حالة خلل الهورمونات التى تؤدى للتضخم فأنت تعطى هورموناً بديلاً لتنقذ حياة الطفلة ولا تُجرى ختاناً.

العفة تخلقها التربية وليس العضو التناسلى، والرغبة مكانها المخ ومن يريد استئصال الرغبة فليقطع رأس البنت لا بظر البنت!

بالختان أنت تمنع الإشباع لا الرغبة.

لا يوجد فى الطب ولا فى المراجع العلمية ما يسمى الختان، لكن عندما وُجدت تلك الجريمة البربرية صار اسمها البتر أو التشويه التناسلى للإناث.

البظر عضو وليس زائدة جلدية، تدخله وتخرج منه أوعية دموية وفيه أعصاب وله وظيفة، وهذه كلها صفات أى عضو فى جسم الإنسان.

لماذا لم تسأل نفسك: لماذا هذه العادة موجودة فى أفريقيا فقط، وخاصة حول مجرى النيل؟ ولماذا هى غير موجودة فى الجزيرة العربية مهبط الرسالة أو فى أى دولة عربية ما عدا السودان؟!

عندما يولد طفل فى عائلة بدينة هل من حقك أن تُجرى له جراحة تغيير مسار وهو طفل تحسباً لبدانته فى المستقبل؟!

البظر تشريحياً هو العضو التناسلى الذكرى بالضبط، فهل مسموح أن تبتر عضو الذكر للحفاظ على عفته وأخلاقه؟!

تطبيب عملية الختان جريمة أخطر من الختان، والطبيب الذى يجريها خائن للقسم ويجب حرمانه من المهنة.

هناك أطباء تغلَّب مزاجهم السلفى على مرجعهم الطبى وهؤلاء لا يجب أخذ رأيهم لأنهم صاروا دراويش لا أطباء.

الأمور الطبية يجب أن يدار حولها حوار علمى طبى وليس حواراً دينياً فقهياً.

هل لأن الفقه قد قال مثلاً إن أقصى مدة للحمل أربع سنوات أن أطبق هذا الأمر وأسمح للزوجة بأن تسجل ابنها باسم الأب الذى هاجر للخليج منذ أربع سنوات؟! كذلك ختان البنات لو قال مائة رجل دين بأنه واجب أو مكرمة... إلخ، لا حجة ولا احتياج.


من هي أول طبيبة عربية؟ - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 27/3/2021

احتفى «جوجل» أمس بالطبيبة التونسية العظيمة توحيدة بن الشيخ، التى احتفت بها تونس وبنكها المركزى من قبل بتخليد ذكراها على الورقة النقدية فئة العشرة دنانير، وهى أول من حصلت على شهادة البكالوريا العام 1928، بعدها توجهت إلى فرنسا لدراسة الطب، وفى العام 1936 تخرجت من جامعة الطب فى باريس (فرنسا). بعد عودتها إلى موطنها تونس فتحت لها عيادة خاصة، أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) أسست جمعية الإسعاف الاجتماعى، وتولت رئاستها، بين العامين 1955 و1964، تولت إدارة قسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى شارل نيكول، وهى بالطبع مسيرة تستحق كل الاحترام والتبجيل كأول طبيبة تونسية تقتحم هذا المجال، لكن استرعى انتباهى أن مواقع كثيرة على الإنترنت قدمتها على أنها أول طبيبة عربية، وإنصافاً للحق والتاريخ ومع كل الاحترام للطبيبة التونسية العظيمة، هى ليست أول طبيبة عربية، فقد سبقتها طبيبتان مصريتان تزاملتا فى التخرج والبعثة، الطبيبة هيلانة سيداروس، والطبيبة توحيدة عبدالرحمن، ولا بد من منطلق التوثيق التاريخى وأيضاً الاعتزاز بهاتين الشخصيتين العظيمتين اللتين تستحقان تركيزاً إعلامياً أكثر من مجرد كلمات فى مقال، توحيدة عبدالرحمن حسب موقع بوابة الأهرام، بفضل تفوقها الملحوظ بصفوف مدرسة السنية للفتيات، تم ترشيحها من جانب إدارة المدرسة، وهى فى سن الـ16 لتكون ضمن أول بعثة فتيات مصريات لدراسة الطب فى بريطانيا عام 1922. وعادت عام ١٩٣٢ كان بمقدورها قبول هدية والدها المتمثلة فى عيادة خاصة تمارس بها وبراحة تامة ما تعلمته طيلة سنوات بريطانيا العشر، ولكنها اختارت العمل بمستشفيات وزارة الصحة. فكانت البداية لها بمستشفى شبرا العام، الذى كان معروفاً باسم «كتشنر الخيرى»، لتصبح أول طبيبة مصرية تعين بقطاع الصحة الحكومى.

بلغت منصب كبيرة الطبيبات بوزارة الصحة، وانتدبت للعمل بإدارة الصحة المدرسية، فقد كانت صاحبة نظرة رائدة فيما يخص تطوير قطاع الرعاية الصحية بالمدارس. ولكنها تركت المجال الذى عشقته احتراماً لكرامتها، بعد محاولة التدخل فى مجريات إدارتها للعمل. فكانت الاستقالة.

كان معها وفى بعثة العشرة أعوام ذاتها، الطبيبة المصرية هيلانة سيداروس، التى عادت قبل توحيدة إلى مصر، وتخصصت فى مجال طب النساء والتوليد، فكانت أول طبيبة مصرية تدخل هذا المجال. عملت نائبة لمدة أربعة أعوام بمستشفى «كتشنر الخيرى» وتتلمذت فى هذه الفترة على يدى الأطباء الكبار على باشا إبراهيم ونجيب باشا محفوظ.

بعد انتهاء سنوات انتدابها بمستشفى «كتشنر»، قامت هيلانة بافتتاح عيادتها الخاصة لأمراض النساء والتوليد بمنطقة باب اللوق، لتصبح أول طبيبة مصرية تمتلك عيادة خاصة. وإلى جوار عيادتها، التزمت هيلانة بالعمل وفقاً لتوجيهات نجيب باشا محفوظ بالمستشفى القبطى. وكانت صاحبة باع طويل فى دعم القضايا الوطنية، وظلت على عملها الجاد واجتهادها حتى تجاوزت من العمر السبعين، فتركت ممارسة الطب لتتفرغ إلى الأعمال الخيرية، ومنها ترجمة كتب الأطفال، إلى أن توفيت فى أكتوبر 1998.

تحية إلى روح هؤلاء الطبيبات العظيمات سواء المصريات أو التونسيات اللاتى أثبتن أن المرأة ثورة وليست عورة.

Saturday, March 27, 2021

مريض السكر ورمضان - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 26/3/2021

 اقترب شهر رمضان وأكثر المشكلات التى تقابل الأطباء فى عياداتهم هى إقناع مريض السكر كبير السن أو من تعرض لإغماءات بالإفطار فى رمضان، لذلك وجدت فى نصائح د. أسامة حمدى أستاذ السكر الشهير والموجود فى أمريكا فصل الخطاب وطوق النجاة لكى يضعها كل طبيب أمامه وهو يتحدث مع مريض سكر، وقد قسمهم د. أسامة إلى ثلاثة أنواع:

المجموعة الأولى: لا يجب عليها (بتاتاً) صيام رمضان لما فيه من خطورة شديدة مع ضرورة الاستماع لنصيحة الأطباء بعدم الصوم. وتشمل هذه المجموعة:

١- أى مريض سبق له الإصابة بالانخفاض الشديد للسكر فى الشهور الثلاثة السابقة لشهر رمضان.

٢- أى مريض أصيب بارتفاع الأحماض الكيتونية فى الدم فى الشهور الثلاثة السابقة لشهر رمضان.

٣- أى مريض أصيب بالارتفاع الحاد جداً للسكر فى الدم مع زيادة المعدل الاسموزى فى الدم، وفيه يكون معدل السكر قد تجاوز ٥٠٠ مجم/مل وذلك فى خلال الثلاثة شهور السابقة لشهر رمضان.

٤- الإصابة المتكررة بانخفاض السكر فى الدم.

٥- فقدان الإحساس بأعراض انخفاض السكر.

٦- مرضى السكر من النوع الأول غير المنتظمين ويعرّف ذلك بارتفاع معدل السكر التراكمى A1C على ٧٪‏.

٧- الإصابة بأى مرض حاد آخر.

٨- مريضات السكر الحوامل ممن يعالجن بالإنسولين أو منتجات السلفوناميد كأقراص الدوانيل والديامكرون والإماريل.

٩- مرضى السكر المصابون بالفشل الكلوى من المرحلة الرابعة والخامسة والمرضى المعالجون بالغسيل الكلوى.

١٠- المرضى المصابون بأمراض الشرايين من المراحل المتقدمة كقصور الشريان التاجى أو جلطات القلب والمخ أو انسداد شرايين الأطراف.

١١- المرضى من كبار السن أو المصابون باعتلال الصحة.

المجموعة الثانية: ليست على نفس درجة الخطورة الشديدة ولكن يجب عليها أيضاً عدم صيام رمضان والاستماع للنصيحة الطبية وتشمل هذه المجموعة:

١- مرضى السكر من النوع الثانى وغير المنتظمين ويُعّرف ذلك بزيادة معدل السكر التراكمى A1C على ٧٪.‏

٢- مرضى السكر من النوع الأول المنتظمون.

٣- مرضى السكر من النوع الثانى المعالجون بحقنتين أو أكثر من الإنسولين يومياً.

٤- المريضات بسكر الحمل ممن يعالجن بالحميّة أو الحبوب.

٥- مرضى الكلى من المرحلة الثالثة.

٦- مرضى السكر المصابون بأمراض الشرايين المستقرة حالتهم الصحية.

٧- المرضى بعلل أخرى بالإضافة لمرض السكر.

٨- مرضى السكر الذين يقومون بمجهود عضلى كبير.

٩- مرضى السكر الذين يعالجون بأدوية تؤثر على قدرتهم على التركيز والذاكرة ووظائف المخ.

المجموعة الثالثة: يمكنها الصوم بعد مناقشة الطبيب المعالج للتأكد من القدرة على الصوم مع ضرورة سماع النصح إذا قرر الطبيب عدم الصوم. وتشمل هذه المجموعة:

١- مرضى السكر من النوع الثانى المنتظمون (نسبة السكر التراكمى أقل من ٧٪) والمعالجون بالحميّة فقط أو بأى من الأدوية التالية:

- الميتفورمين (جلكوفاج أو سيدوفاج) وبدون تعديل فى الجرعة.

- منتجات السلفوناميد (دوانيل أو ديامكرون أو أماريل أو جلوكوڤانس) مع ضرورة تعديل الجرعة عن طريق متخصص فى السكر.

- جميع الأدوية الأخرى عن طريق الفم بدون تعديل فى الجرعة.

- الأدوية المستخدمة بالحقن غير الإنسولين مثل ڤيكتوزا وتروليسيتى بدون تعديل فى الجرعة.

- فقط الإنسولين طويل المفعول مع الحبوب وبدون إنسولين قصير المفعول مع احتمال تعديل جرعة الإنسولين بمعرفة متخصص فى السكر.


Monday, March 22, 2021

قداسة البابا شنودة الثالث لن ننساك (1) الأنبا موسى - 21/ 3/ 2021 - المصري اليوم

 فى ذكرى رحيل قداسة البابا شنوده الثالث، نتذكر قول يشوع ابن سيراخ: «أجسامهم دُفِنَتْ بِالسَّلامِ، وَأَسْمَاؤُهُمْ تَحْيَا مَدَى الأَجْيَالِ» (سيراخ 44: 14)، ستحيا سيرة هذا العملاق مدى الأجيال، وهنا نتذكر بعض جوانب من شخصية قداسته والتى ظهرت فى:

أولًا- وطنية الكنيسة:

لا شك أن مصر كلها، والعالم العربى، بل كل العالم.. يذكر لقداسة البابا شنودة الثالث وطنيته الخالصة، ويردد مقولته الخالدة: «إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه، ولكنها وطن يعيش فينا».. وأذكر أن الأستاذ أحمد بهجت قال وقتها إن هذه أبلغ عبارة سمعها فى حياته تشرح معنى الوطنية الحقيقية.

- شاهدنا قداسته على الجبهة مع الجنود.

- وشاهدناه فى الأزهر مرات عديدة.

- وشاهدناه فى ولائم المحبة الوطنية، وزيارات كثيرة للمحافل التى تجمع المسلمين والمسيحيين معًا.

- وتابعناه فى مواقفه الوطنية وحواراته الكثيرة على القنوات الفضائية، يدعم روح المحبة والوحدة الوطنية، ويعبر عن الكنيسة الوطنية صاحبة التاريخ النضالى المتميز، فى خدمة الوطن.

- فهو البابا الوطنى.. الذى حفر اسمه بأحرف من نور، فى تاريخ الوطنية المصرية والعربية.

فقداسته قدم الكنيسة القبطية بصورة وطنية رائعة يشارك فى كل شىء- كل المناسبات الوطنية- وأهمها ما أتذكره جيدًا موقفه أولًا من موضوع الأقليات، قال بقوة «لسنا أقليات ولم نقبل أى أجانب تتدخل فى شؤون بلدنا، وأى مشاكل نحلها بيننا وبين بعض، داخليًا».

والموقف الثانى: موقفه من قضية القدس ورد الفعل الهائل لموقف قداسته فى هذا الموضوع، فهو صاحب قرار عدم زيارة القدس إلا مع إخوتنا الفلسطينيين والمسلمين.

وعندما كان قداسته فى جامعة الدول العربية، وألقى كلمته، قطعت بالتصفيق مرات عديدة جدًّا، وأنا خارج قابلنى الأستاذ سعيد كمال، وهو أمين عام الجامعة لشؤون فلسطين وقتها، وقال لى: (بص يا أنبا موسى قداسة البابا كان عريس الحفلة) وقابلنى شخص آخر سعودى وقال لى: أرجوك هاتوا لنا شريط هذه الكلمة لأنى هاوزعه فى كل أنحاء العالم.. فالموقف الرائع الذى وقفه قداسة البابا شنودة فى موضوع القدس رفع رأسنا فى كل مكان.

وأذكر أننا حين كنا على متن الطائرة المتجهة إلى لبنان، جاءت جلستى بجوار رجل كبير، يبدو أنه لفت نظره مجموعة الآباء الأساقفة بالزى الكهنوتى، فسألنى: رايحين فين؟!.. قلت له: ذاهبين إلى لبنان لعقد ندوة تحت عنوان: «مسلمون ومسيحيون معًا من أجل القدس».. فبادرنى على الفور بسؤاله: أنت من الكنيسة القبطية بتاعة البابا شنودة؟!.. فسألته: إنت تعرفه؟! أجابنى الرجل: نحن فى السعودية نقدر ونقدس هذا الرجل، لمواقفه العظيمة من أجل القضية الفلسطينية!.. ولم يكن الرجل السعودى يعرف أن قداسة البابا على نفس الطائرة، وكم كانت فرحته كبيرة عندما أخبرته بهذا، ودعوته لأخذ بركته. وكانت فرحتى أكبر، لأن اسم قداسته وصل حتى إلى السعودية!

وعندما ذهبنا إلى لبنان، قابلوه بحفاوة تصل إلى درجة الرفع فوق رؤوسهم، فرفع رأس الكنيسة كلها ونحن كلنا من ضمن فى كل هذه البلاد، وفى هذه المجتمعات العربية والإسلامية، قدم قداسته وطنية الكنيسة بصورة رائعة.

وقابله وليد جنبلاط زعيم الدروز آنذاك وقال له: «يا قداسة البابا أنت مش بابا الأقباط فقط أنت بابا العرب كلهم». وهكذا نرى للبابا شنودة مكانة كبيرة جدًا فى قلوب الجميع، بدءًا من الرئيس وفضيلة شيخ الأزهر الذى تربطه بقداسة البابا محبة كبيرة جدًّا، وإلى كافة رموز مصر الإسلامية والمسيحية. الجميع يحبون قداسته ويقدرونه.. ما أسعدنا أننا عشنا عصر قداسة البابا شنوده الثالث».

ثانيًا: عالمية الكنيسـة:

لقد خلق قداسة البابا شنودة للأقباط اسمًا ليس فى مصر فقط، ولا فى العالم العربى كله، ولكن فى كل أنحاء العالم. ولقد أصبح اسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى كل مكان، واستطاع قداسته أن يجعل للكنيسة دورًا رائدًا ومؤثرًا فى حياة الوطن، والمجتمع، وأصبح له حضور دائم فى المؤتمرات والمحافل الوطنية والإقليمية والدولية.

لا شك أن الله استخدم قداسة البابا شنودة بأنه خرج بالكنيسة من المحلية إلى العالمية. ونشر الكنائس القبطية فى كل قارات العالم وافتتح الكثير منها، وقد تابعت بنفسى فى زيارة لإحدى دول أمريكا فى مؤتمر عالمى ممثلًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية كيف أن الجميع يرفعون صوره فوق رؤوسهم ويضعونها على جدران القاعة الضخمة ترحيبًا بوجود قداسته بالمؤتمر، لذلك انطلقت الكنيسة فى كل أنحاء العالم، من خلال:

- كنائس المهجر.

- الحوارات اللاهوتية مع كل الكنائس.

- العمل المسكونى.

خرج قداسته بالكنيسة القبطية لتكون كنيسة عالمية منتشرة فى كل أنحاء العالم، ليس فقط من ناحية الحضور، ولكن من ناحية التأثير والفاعلية.

وفى النهاية نقول هل غاب عنا؟ يستحيل!!!

فهو حاضر معنا، بل حاضر فى كياننا الداخلى:

- فى عقولنا.. فكرة وذكرى.. نتذكر كلماته وتعاليمه ومثاله الطيب.

- وفى قلوبنا.. محبة ومشاعر.. فقد سكن قلوبنا بمحبته لنا، فأحببناه بكل قلوبنا.

- وفى أقوالنا.. سيرة عطرة.. فسيذكر له التاريخ مواقفه اللاهوتية والرهبانية والكنسية والوطنية.. عندما جال أنحاء العالم سفيرًا لمصر والكنيسة.

- وفى كنيستنا.. راعٍ.. يصلى من أجلنا أمام عرش النعمة.

- وفى وطننا.. اسم من ذهب.. بمواقفه الخالدة نحو الوطن والقضايا العربية والعالمية، حتى دُعى بالحقيقة «بابا العرب».

فى ذكرى رحيلك عنا بالجسد، نؤكد لك قداسة البابا شنودة الحبيب أننا لم ولن ننساك.. (يتبع)

* أسقف الشباب العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

صديقى سامى السلامونى: كتاب جميل عن مبدع رائع - محمد أبو الغار - 23/ 3/ 2021 - المصري اليوم

 صدر الكتاب للمصور السينمائى البارع سعيد الشيمى عن دار الهالة للنشر والتوزيع. وقد تشرفت بمعرفة المؤلف أثناء دعوته فى حديثبدأ تعلقى بكتابات سامى السلامونى مع قراءة مقاله الأسبوعى فى مجلة الإذاعة بشغف شديد، وكان مرشدًا للأفلام التى سوف نشاهدها، وقابلته مرة واحدة فى مدرج الترسو فى إحدى مباريات الأهلى، وأنا طالب «طب» وكان «أهلاوى عتيد». تذكرته فى الشهر الماضى أثناء الحديث مع صديقة عزيزة عن فيلمه الجميل «مدينة».


 تليفونى لرئاسة لجنة تحكيم جائزة السيناريو فى مؤسسة ساويرس الثقافية، وتمتعت بقراءة الأجزاء الثلاثة لكتابه «رسائل محمد خان». يتحدث «الشيمى» عن نشاط «السلامونى»، وهو طالب فى كلية الآداب قسم الصحافة، عبر الصديق المشترك وليم دانيال، وعن إصداره ثلاث مجلات حائط (الفجر- الكاريكاتير- كرة القدم) بنشاط شديد. ثم تزاملا معًا فى معهد السينما. يعتبر «الشيمى» أن «السلامونى» ربما يكون أهم ناقد سينمائى، بالإضافة إلى مواهب أخرى كثيرة. وينشر نقده للفيلم الهندى «باتر بانشالى»، للمخرج ساتياجيت راى، الذى فار بجائزة مهرجان كان عام 1954 فى جريدة المساء، التى فتح عبدالفتاح الجمل بابها له، فكتب أن السينما الحقيقية ليست لتخدير المتفرج وهشتكته وتدليله، بل إيلامه وإيقاظه الدائم ليعى ويعيش ويشارك فى مأساة الناس حوله.

كان سامى السلامونى فقيرًا، فكان يعول أمه وإخوته، فى قرية سلامون القماش، من مرتبه البسيط فى مصلحة الكهرباء. أُعجب بكتاباته رجاء النقاش، فنقله للعمل معه فى دار الهلال، ثم مجلة الإذاعة.

كان «السلامونى» يسكن فى غرفة فقيرة فى بيت قديم فى حى معروف، وكان يتناول غداءه فى مطعم صغير بجوار سينما أوديون، تديره سيدة يونانية عجوز، ويقضى وقته يكتب ويفكر فى مقهى إيزافيش فى ميدان التحرير.

كان لجمعية الفيلم أثر كبير فى حياة «السلامونى» وجيل كامل من السينمائيين، حيث كان يشاهد أفلامًا متميزة، ويصدر مجلة مهمة، وكان «السلامونى» أحد أهم كُتابها. وجاءت النكسة التى كان زلزالها عنيفًا.

صنع «السلامونى» فيلمه الأول «ملل»، وهو طالب فى معهد السينما عام 1969، وعُرض الفيلم عام 1972، وكتب ينتقد نفسه: إنه نموذج بشع لكون الأعمال فى السينما ليست بالنيات دائمًا، ولكن ليست هناك أعذار فى السينما، علينا أن نصنع ما نقتنع به ونرضى عنه أو لا نصنع شيئًا على الإطلاق.

كان «السلامونى» يحب فتاة، ولكنها لم تبادله الحب، وكان ذلك مصدر حزن دفين له.

أنشأ ثروت عكاشة مركز الأفلام التجريبية، الذى ترأسه شادى عبدالسلام، لتفريخ سينمائيين شبان، وكان مشروع تخرج «السلامونى» فيلم «مدينة» من هذا المركز، عن شاب يأتى من عمق الصحراء إلى المدينة.

فى عام 1972 حضر عرض فيلم على عبدالخالق «أغنية على الممر» فى جامعة القاهرة، وكتب عنه «السلامونى» بحماس، فتم منعه من الكتابة. وترأس جمعية الفيلم من عام 1972 إلى 1977. ويقول «الشيمى» إن التأثير السلبى للخليج على جودة السينما المصرية لم يؤثر على حماس مخرجين شبان مبدعين مثل محمد خان وعاطف الطيب وداوود عبدالسيد وخيرى بشارة وغيرهم، وكان سامى السلامونى لسان حال كل هؤلاء.

ولم يكن «السلامونى» يجامل أحدًا، فكتب عن سعيد الشيمى، أعز أصدقائه، عن فيلم «التخشيبة» (1984). لم يكن التصوير على مستوى الأعمال السابقة، خصوصًا فى إضاءة بعض المشاهد الداخلية وفى علاقة الوجوه بالضوء الذى لم يحسه جيدًا.

ويكتب عن فيلم «صائد الدبابات عبدالعاطى» الجندى الفلاح، الذى حطم 27 دبابة، من إخراج خيرى بشارة، كتابة مؤثرة مليئة بالفن والوطنية، وقد أخرج «السلامونى» ستة أفلام، منها فيلم «الصباح» عما يحدث عندما يستيقظ الناس فى القاهرة. وأيضًا فيلم «القطار»، الذى استمر العمل فيه من 1985 إلى 1989 بسبب الموافقات والانشغالات والتخطيط عن محطات القطار من الإسكندرية إلى خلف السد العالى، مرورًا بقطار الدلتا، الذى كان يمر فى القرى، ومنها مسقط رأسه سلامون القماش. وأيضًا فيلم «كاوبوى»، وآخر فيلم له كان فيلم «اللحظة»، عن لحظة الإفطار فى شهر رمضان.

كان «السلامونى» ناقدًا حقيقيًا، فانتقد زملاءه فى لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائى لعدم انتظامهم فى الحضور وقلة الاهتمام، وانتقد بشدة مصطفى خليل، رئيس الوزراء، لإلغائه وزارة الثقافة، وحدد الأسباب برشاقة وموضوعية. وفى عام 1983 أصدر كتابه الرابع «سينما العالم فى مهرجان القاهرة»، وكتب على غلاف العدد الثانى من مجلة «كاميرا»: «إلى سعيد الشيمى رفيق المجد الذى سوف يتحقق فى المشمش».

وفجأة أصبح سكنه آيلًا للسقوط، وعليه أن يترك المنزل، وهو لم يكن يملك شيئًا، وفجأة يأتى إلى المجلة قارئ معجب بكتاباته، ويقول إنه بنى عمارة فى مدينة نصر، ويريد تأجير شقة لـ«السلامونى»، بالإيجار العادى، بدون خلو رجل. ويصف «الشيمى»، فى تفاصيل طويلة، كيف كانت هذه الشقة مكان لقاء الأصدقاء من السينمائيين، ويقول: كنتَ ترى سعاد حسنى تطبخ، ويوسف رزق الله يشوى فى البلكونة، ومحمد خان يقطع السلاطة، وجورج إسحق يتحدث. شهدت هذه الشقة أيامًا رائعة لصحبة جميلة، وعندما طلب منه سعيد الشيمى قراءة سيناريو لفيلم تعاقد على إنتاجه، وسوف يبدأ التصوير كانت الإجابة أن هذا أبشع سيناريو قرأته فى حياتى، فالكاتب ليس لديه أى فكرة عن السيناريو أو اللغة.

فى الفترة الأخيرة أُصيب «السلامونى» بالاكتئاب، ولم يكن منتظمًا فى تعاطى الأدوية، وتُوفى إثر أزمة قلبية يوم 25 يوليو 1991، وكان فقده خسارة كبيرة للسينما المصرية. تحية لروح فنان عاشق للوطن صادق مع نفسه ومع الجميع.

قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك..