Translate

Sunday, August 27, 2023

بمناسبة العيد المئوى لميلاد قداسة البابا شنودة الثالث .......... الأصول الدينية لوطنية الأقباط «2» الأنبا موسى - المصري اليوم - 27/8/2023

 لعل سائلًا يسأل: ما الأصول الدينية لهذه الوطنية المتأصلة فى كنيسة الأقباط؟ وأتصور- كاجتهاد متواضع منى- أن هذه بعض الأصول؟

1- اعتزاز بالأصل الفرعونى:

حقًا جميع المصريين- مسلمين وأقباطًا- إلى هذا الأصل المجيد، إلا أن الأقباط يشعرون باعتزاز خاص، بأنهم أبناء الحضارة الفرعونية، وذلك لأسباب عديدة نذكر منها:

أ- أن اللغة القبطية هى الامتداد الطبيعى للغة الهيروغليفية، وما زال الأقباط يستعملون هذه اللغة فى كنائسهم، وقليلون منهم يستعملونها فى بيوتهم.

ب- أن هناك ترجمة قديمة جدًّا ترجع إلى القرون الأولى فى المسيحية للكتاب المقدس بعهديه إلى اللغة القبطية، وهذه الترجمة تعتبر من أمهات الترجمات العالمية القديمة، التى يرجع إليها الباحثون فى أصول النصوص الكتابية المقدسة. فمعروف أن العهد القديم كان مكتوبًا بالعبرية. وفى عصر بطليموس فيلادلفيوس ترجمه سبعون شيخًا يهوديًا إلى اليونانية، فيما عُرف بالترجمة السبعينية،

أما العهد الجديد فكانت أغلب أسفاره اليونانية. وقد قام الأقباط منذ فجر التاريخ المسيحى بترجمة العهدين إلى القبطية، وهى اللغة الديموطيقية بالأحرف اليونانية، مع سبعة أحرف قبطية خالصة.

Nigeria the most popular African football team from 90s
01:04
00:21 / 01:20
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player

ج- الموسيقى القبطية ذات المواصفات العالمية المجيدة هى امتداد للموسيقى الفرعونية، بعد أن كتب لها الأقباط المسيحيون كلمات مسيحية.

د- الأعياد الفرعونية التى جرى تنصيرها، فصارت أعيادًا مسيحية كما ذكرنا.

هـ- الدين المسيحى لا يرتبط بدولة، ولا يتعارض مع الإحساس بالمواطنة، وضرورة الانتماء للوطن. ويشجع أبناءه على الخضوع لقوانين الدولة وحكمها، وتقديم المثال الصالح للمواطن الأمين، الذى يؤدى واجبه، وينشر الحب والخير، بين جميع المواطنين.

2- الاعتزاز بالكنيسة القبطية:

فالمعروف تاريخيًّا أن الكنيسة القبطية كانت لها الريادة فى مجالات عديدة، فى العالم المسيحى، وهذه بعضها:

أ- فى مجال الرهبنة: بدأت الرهبنة المسيحية فى العالم على أرض مصر، من خلال القديس الأنبا أنطونيوس، الملقب بأب جميع الرهبان. بالفعل إذا ما سألنا راهبًا فى أى مكان فى بقاع العالم وكنائسه المتنوعة، الأرثوذكسية وغير الأرثوذكسية، فسيعترف بفضل القديس أنطونيوس فى إنشاء الرهبنة المسيحية، ووضع أسسها، وتحديد معالمها، فحينما نُفى القديس أثناسيوس إلى الغرب، مضطهدًا من الأباطرة، كتب سيرة القديس أنطونيوس المصرى، الذى باع أكثر من ثلاثمائة فدان من أجود الأراضى، ووزع ثمنها على الفقراء، ومضى إلى الصحراء يتعبد لله، ويتلمذ آلافًا مؤلفة من راغبى النسك والصلاة والقداسة، كان ذلك فى قمن العروس (بنى سويف) ثم فى الصحراء الشرقية، وما زال ديره على البحر الأحمر، مقصد السائحين من كل مكان.

ب- فى مجال اللاهوت: معروف أن بابوات الإسكندرية كانوا دائمًا قادة للمجامع المسكونة، ويقصد بها اللقاءات التى كانت تتم بين قادة المسيحية فى كل العالم، لدراسة موضوعات إيمانية ورعوية مختلفة، ومعروف أنهم أسهموا بدور جوهرى فى وضع قانون الإيمان، الذى يهتف به كل أبناء المسيحية فى العالم حتى الآن. ومعروف أن آباء الإسكندرية الكبار ما زالت كتاباتهم اللاهوتية وتفسيراتهم للكتاب المقدس، وأقوال نسّاكهم ورهبانهم، تملأ المكتبات فى كل كل أنحاء العالم، وبلغات كثيرة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها.. علمًا بأن أصولها كانت غالبًا باليونانية، وما زالت متاحة حتى الآن فى معاهد اللاهوت ومكتبات البحث العلمى.

ج- فى مجال الاستشهاد: يستخدم الأقباط تقويمًا خاصًّا بهم يبدأ عام 284 ميلادية، وهو العام الذى تولى فيه دقلديانوس الطاغية، عرش الإمبراطورية الرومانية. وقد ذاق أقباط مصر كل صنوف العذاب والاضطهاد عبر تاريخهم الطويل، من اليهود، والوثنيين، والرومان، والمماليك والأتراك.. وقد قدم الأقباط مئات الألوف من الشهداء فى الحقب المختلفة.. ولابد من شهادة هنا أن الإسلام المصرى سالم الأقباط على مدى قرون طويلة وعديدة. لذلك تعايش المصريون معًا فى ود وسماحة، حتى إلى سنوات قليلة مضت حينما حدثت بعض المتاعب بسبب تيارات وافدة، ليست من روح مصر، ولا من روح إسلامها السمح المتحضر.

3- الاعتزاز باليقين القبطى:

وأقصد به أن الأقباط يتمتعون بيقين داخلى عميق أن إيمانهم وعقائدهم وطقوسهم دقيقة إلى أقصى حد.

وقد ظهر ذلك جليًّا فى الحوارات اللاهوتية المختلفة، التى جرت فى العقدين الأخيرين، وتحت قيادة المتنيحقداسة البابا شنوده الثالث.

لقد دخلت الكنيسة القبطية فى حوارات لاهوتية مع:

أ- الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية.

ب- الكنيسة الكاثوليكية.

ج- الكنائس البروتستاتنية المصلحة.

وكانت الكنيسة القبطية دائمًا تشرح عقائدها القديمة الراسخة، وتفسيراتها الكتابية، بصورة نالت تقدير الجميع، لأن الكنيسة القبطية: تقليدية قديمة، حافظت على الفكر المسيحى، وحقائق الإيمان والعقائد المختلفة، فى دقة شديدة، مما يجعلها مرجعًا لا غنى عنه فى فهم جذور المسيحية، وأصول عقائدها.

وكمجرد مثال على ذلك، أنه حينما حدث حوار بين الكنيسة القبطية والكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية (اليونانية وأخواتها). كانت صيغة التراضى بين الجميع هى صيغة القديس كيرلس الكبير، البابا السكندرى فى القرن الرابع، كما وضع قداسة البابا شنودة الثالث صيغة التراضى الجديدة باللغة الإنجليزية فكانت موضوع قبول الجميع، ونعمة الرب تشملنا جميعًا.

الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


Tuesday, August 22, 2023

فن العزلة - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 21/8/2023

 أعظم من كتب عن العزلة وأهميتها هو الفيلسوف شوبنهاور عندما قال:«الإنسان لا يكون حقيقة نفسه إلا إذا كان بمفرده، لذلك، فالكاره للعزلة كاره للحرية، إذ لا نكون أحراراً إلا فى عزلتنا، فكل اختلاط بالناس يُلازمه الإكراه ويفرض على المُخالط تقديم تضحيات وتنازلات باهظة بمقاييس الذين يميلون بطبعهم إلى الانفراد والعزلة والمشمئزين من المخالطة.

لذلك فقيمة الأنا وجودتها من عدمها تقاس بالنفور من العزلة أو بتحملها، بل والهيام بها، لذلك نجد أن البائس يستشعر بؤسه فى عزلته التى لا يطيقها بسبب ذلك، كما يستشعر الراقى عظمته وسموه بكل جوارحه أيضاً فى وحدته.

إن العزلة هى الميزان الذى تُقاس به جودة الأشخاص من عدمها».. انتهى كلام شوبنهاور، ولكن تظل الأسئلة تتوالد وتعاند تلك المقولة الشوبنهاورية، صعب جدا أن تشكل تلك العزلة الانفرادية دون أن تتحول إلى زنزانة، كيف تنعزل وتكون إيجابياً؟، كيف تنعزل دون أن تكتئب؟، كيف تنعزل وتتأمل، لا أن تنعزل وتتململ؟!

هل العزلة ستقطع معها روابطك الاجتماعية؟، أليس من تعريفات الإنسان المهمة، أنه حيوان اجتماعى، كيف تستطيع أن تحتفظ بمساحتك الشخصية دون اقتحام أو تطفل؟، وتشارك فى الحياة وأنشطتها دون تنازل؟، هذه صعوبات تقف أمام قرار انعزالك الهادئ طبقاً لنصيحة شوبنهاور، هل هناك إجابة عندكم لحل تلك المعضلة؟


Sunday, August 20, 2023

بمناسبة العيد المئوى لميلاد قداسة البابا شنودة الثالث.. الأصول الدينية لوطنية الأقباط (1) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 20/8/2023

 في هذا الشهر احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعيد المئوى لقداسة البابا شنودة الثالث، الذي عُرف بوطنيته الأصيلة، حيث إنه معروف عن الكنيسة القبطية وطنيتها الأكيدة، عبر تاريخها الطويل، فمنذ أن أسس مارمرقس الرسول- أحد رسل السيد المسيح- كنيسة الإسكندرية، في مطلع النصف الثانى من القرن الأول الميلادى، اتسمت هذه الكنيسة بطابع وطنى، تتضح معالمه عبر علامات بارزة ومجيدة، هذه بعضها:

1- رغم أن اللغة السائدة في العالم آنذاك- مع بداية التاريخ الميلادى- كانت اليونانية، فإن الأقباط ترجموا الكتاب المقدس من اليونانية إلى القبطية، وتُعتبر الترجمة القبطية إحدى أقدم ترجمات الكتاب المقدس في العالم المسيحى.

2- كما توارث الأقباط الأعياد المصرية القديمة، وصبغوها بصبغة مسيحية، فأصبحت للكنيسة القبطية أعياد خاصة بها، وكما كانت هناك احتفالات شعبية عارمة بآلهة الفراعنة والمناسبات المختلفة، استمرت هذه الأعياد نفسها، لكن في صبغة مسيحية جديدة.

إن تسمية عيد ميلاد المسيح بالكريسماس «Christmas» يستحيل أن تكون إلا قبطية، فكلمة «Mas» معناها في القبطية «ميلاد».

3- في يوم «شم النسيم»، المرتبط بقيامة السيد المسيح من بين الأموات، مثلًا، تحول الاحتفال بالربيع، وهو الاحتفال القومى المصرى، إلى احتفال بالقيامة، حيث كلمة «شم النسيم» في القبطية تعنى التمتع برائحة البساتين، فتحول الاحتفال المصرى القديم، المرتبط بالقيامة، إلى احتفال مصرى حديث ومستمر، تسود فيه نفس التقاليد القديمة، كالخروج إلى الحدائق، وأكل البيض والسمك. أما البيض فلأنه يشير إلى القيامة، حينما يخرج كائن حى بنفسه، كاسرًا غلاف البيضة، تمامًا كخروج السيد المسيح من القبر، كاسرًا شوكة الموت، وأما السمك، فلأن كلمة سمك تعنى باليونانية ΙΧΘΥΣ، وهى الحروف الأولى لعبارة: «يسوع المسيح ابن الله مخلصنا»، وكانت رمزًا شفريًّا بين الأقباط، حينما كانوا تحت الاضطهاد اليهودى والوثنى، إذ كان مجرد رسم سمكة معناه أن هذا الشخص مسيحى.

4- حتى الموسيقى الفرعونية، ورثتها الكنيسة القبطية، ثم صبغتها بالصبغة المسيحية، وهى- بشهادة علماء الموسيقى العالميين- تراث فريد، إذ تتنوع أنغامها بين اللحن السنوى في كافة أيام السنة العادية، و«الفرايحى»- أيام الأعياد، و«الحزاينى» أيام أسبوع الآلام، و«الشعانينى» في أحد السعف.. وغير ذلك. وقد بذل المتنيح الدكتور راغب مفتاح، مع علماء موسيقى أجانب، جهدًا خارقًا في تسجيل وكتابة نوتة هذه الألحان حفاظًا عليها، ومازالت الكنيسة تسلم هذه الألحان إلى الأجيال المتعاقبة استمتاعًا بها، وحفاظًا عليها كتراث ثمين.

5- حينما حاول الأجانب التدخل في عقيدة أو إدارة الكنيسة القبطية، ثارت ثائرة الأقباط، ورفضوا هذا التدخل، واحتملوا في سبيل ذلك كل ألوان العنف والاضطهاد، حتى تم سفك دم الآلاف منهم. حدث ذلك أيام البيزنطيين، حين حاول الموالون لمجمع خلقيدونية فرض بطريرك دخيل على مصر، احتفظ مع السلطة الدينية بالسلطة المدنية، مستغلًّا الاستعمار اليونانى في ذلك العهد، ولكن الأقباط رفضوا هذا البطريرك الدخيل الحاكم، واستمر ولاؤهم لبطريركهم القبطى المُطارَد حفاظًا على عقيدتهم المستقيمة في طبيعة السيد المسيح، وعلى وطنيتهم الصادقة نحو مصر الحبيبة.

Nigeria the most popular AfricaSettings
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share

6- كذلك حينما حاول بعض الأجانب عرض حماية الأقباط كأقلية، رفض الأقباط في إباء وشموخ، وقال البابا بطرس الجاولى قولته الخالدة، لقنصل روسيا، حينما جاء يعرض حماية الأقباط:

أيموت قيصركم؟.

نعم، يموت كسائر البشر.

أما قيصرنا فلا يموت.

وهكذا ذهب القنصل الروسى، يجر أذيال الخيبة، إذ فوت البابا القبطى عليه فرصة التدخل الروسى في شؤون مصر.. حدث هذا في القرن العشرين.

7- كذلك حينما حاولت الإرساليات الأجنبية التسلل إلى مصر تحت مظلة الاستعمار الفرنسى والإنجليزى، وقفت الكنيسة القبطية شامخة، تتمسك بمصريتها، وتراثها، وأرثوذكسيتها، معطية أعظم المثل في الحفاظ على الوحدة الوطنية، والكنيسة الأم، التي أسسها مارمرقس في مطلع المسيحية.

8- في كفاح المصريين ضد الاستعمار الإنجليزى، كان للأقباط دور يفوق نسبتهم العددية، سواء الوفد المفاوض، أو دفع تكاليف النضال، من نفى وسجن وتعذيب.

9- في ميادين الجهاد الوطنى المختلفة، كان الأقباط مع إخوتهم المسلمين، في كل موقع من مواقع العمل الوطنى، حربًا وسلمًا، يناضلون في سبيل بناء مصر الحديثة الحرة. وقد تعاقبت المحن والحروب، وقدم الأقباط مع إخوتهم المسلمين شهداء أبرارًا، وكتبوا معًا أعظم ملاحم البطولة والتضحية.

10- ومازال الأقباط يجاهدون مع إخوتهم المسلمين في سبيل الوحدة الوطنية، مكافحين أمام فكر دخيل، وتيار وافد، ليس من طبيعة مصر، ولا من روحها، وذلك ابتغاء أسرة مصرية واحدة ووطن متقدم ومزدهر، فالإرهاب مرفوض من كل الأديان.. حمى الله مصر وشعبها، ولربنا كل المجد إلى الأبد آمين.

الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية


Sunday, August 13, 2023

البابا شنودة.. تاريخ مجيد (مئوية ميلاد قداسته) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 13/8/2023

 

تعددت احتفالات الكنيسة هنا والمهجر بمئوية ميلاد قداسة البابا شنودة الثالث (1923- 2023)، فلاشك أن عهد قداسته قد شهد تطورًا هائلًا وواضحًا، وهو انتقال الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية.

فكنيستنا معروفة في تاريخها بأنها كرزت شمالًا في فلسطين وآسيا الصغرى، وجنوبًا في إريتريا وإثيوبيا، وشرقًا حتى إلى الهند، وغربًا حتى إلى سويسرا وإيرلندا، وذلك عن طريق آباء ومُعلمى مدرسة الإسكندرية، وكذلك عن طريق بعض الآباء الرهبان والأقباط، الذين مازالت ذكراهم خالدة في الوجدان الأوروبى بعامة، والإيرلندى والسويسرى بخاصة، ناهيك عن نفى القديس إثناسيوس هناك، وكتابة سيرة الأنبا أنطونيوس، التي جعلت منه أبًا للرهبان في كل العالم، فامتدت الكنيسة إلى قارات الدنيا جميعًا.

العوامل التي ساعدت على انتشار الكنيسة في العالم:

1- شخصية وتعليم ومواقف قداسة البابا:

لاشك أن قداسة البابا شنودة كان يمتلك شخصية موسوعية الثقافة: اللاهوتية والكتابية والكنسية والعامة، كما أنه استطاع بما يملك من «كاريزما» أن يكون له حضور واضح في المحافل الدولية والمسكونية، وكذلك في الصحافة والقنوات الفضائية والدوريات والإنترنت والإذاعة.. وذلك من خلال اجتماعه الأسبوعى منذ أن كان أسقفًا للتعليم، وكذلك كتبه التي زادت على المائة كتاب، ومقالاته وحواراته التلفزيونية والإذاعية والصحفية، وقد تمت ترجمة الكثير من كتب قداسته إلى أكثر من 15 لغة.

ونذكر هنا لقاءات قداسته مع الكثير من الملوك والرؤساء في أمريكا وأوروبا وإفريقيا والخليج والعالم العربى، كما نذكر له شهادات الدكتوراة الكثيرة التي نالها من العديد من الجامعات في أنحاء العالم لجهوده العلمية والإنسانية والثقافية والوطنية، كما نذكر مفاتيح المدن التي أُهديت لقداسته، ومواقفه ذائعة الصيت سواء في القضية الفلسطينية، أو موضوع الأقليات (هل الأقباط أقلية؟)، أو وقوفه الشامخ ضد إباحة وتقنين «الجنسية المثلية».

كما أن أحداث سبتمبر والتحفظ عليه فترة بالدير لم تتأثر محبته لمصر وللجميع فيها، وهذا جعل العالم كله يتعرف على البابا، رجل المواقف، الذي رفض محاولات التطبيع مع إسرائيل مانعًا الأقباط من زيارة القدس، إلا بعد تحريرها من الاحتلال.

Nigeria the most popular African football team from 90s
00:00
00:22 / 01:20
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player

2- انتشار الكنائس والأديرة والإكليريكيات في مصر والمهجر:

صدق مَن دعا قداسة البابا شنودة الثالث «كاروز المهجر»، فهو- بلاشك- مَن بذل أقصى الجهود في رعاية أبنائه الأقباط في أكبر وأصغر تجمعاتهم، إذ جاهد في بناء المئات من الكنائس في أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا والدول العربية، ومئات أخرى داخل مصر، بناها قداسته بمساعدة أبنائه الأساقفة والكهنة والأراخنة الأقباط، بالإضافة إلى افتتاحها وتدشينها.

كما امتدت الكنيسة القبطية إلى أماكن أخرى كثيرة مثل: الصين واليابان وهونج كونج وفيجى والمكسيك وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وباكستان.. إلخ.

كذلك أسس قداسته أديرة قبطية وإكليريكيات جديدة داخل وخارج مصر.

3- الكنيسة الإثيوبية وتأسيس كنائس في إريتريا وفرنسا وإنجلترا:

شهد عهد قداسة البابا استقلالًا كاملًا للكنيسة الإثيوبية، وتأسيسًا للكنيسة الإريترية، (إذ سام قداسته لها خمسة أساقفة ثم بطريركين).. ووضع لكل منها بروتوكولًا يؤكد الاستقلال الإدارى لكل منها، مع وحدة العقيدة، والتعاون في العمل الكنسى والرعوى والتنموى في ميادين متعددة.

وكذلك في عهد قداسته تأسست الكنيستان الفرنسية القبطية، والبريطانية القبطية، حيث سام لهما قداسته مطرانين وأسقفًا.

4- الاشتراك الفعال في المجالس المسكونية:

فقد شجع قداسته الاشتراك الفعال في مجلس الكنائس العالمى، حتى صار قداسته أحد رؤسائه لفترة، كما تشترك الكنيسة بفاعلية في كافة لجانه التنفيذية والمركزية ومختلف نشاطاته، من خلال آباء مطارنة وأساقفة وآباء كهنة وخدام متميزين.

أما مجلس كنائس الشرق الأوسط فقداسته كان أحد رؤسائه لعدة دورات متتالية.

ونفس الأمر تكرر مع مجالس كنائس إفريقيا، ومجالس الكنائس في أمريكا وكندا وأستراليا وأوروبا.. إلخ.

5- الحوارات اللاهوتية:

شهد عصر قداسة البابا حوارات لاهوتية غير مسبوقة في تاريخ كنيستنا مع الكنائس الأخرى لتحقيق رغبة الرب في وحدة المسيحيين على أساس وحدة الإيمان والعقيدة.

6- المواقف الوطنية والاجتماعية والإنسانية:

شهد عهد قداسته حضورًا مكثفًا للكنيسة في أمور مثل:

أ- الحوار المسيحى الإسلامى: في جلسات ممتدة لسنوات.. وعلاقات وثيقة مع فضيلة شيخ الأزهر وكبار القيادات الإسلامية، مع حضور قداسته للمؤتمرات الإسلامية العالمية، وإلقائه محاضرات فيها.. كانت موضع تقدير عالمى كبير.

ب- القضية الفلسطينية: في علاقة مشهودة بالزعيم الراحل ياسر عرفات والزعيم الفلسطينى (أبومازن)، وفى موقف مشهود ضد زيارة الأقباط للقدس المحتلة، ودعم مستمر لحقوق الفلسطينيين في مختلف وسائل الأعلام، وفى كل زيارات قداسته لأنحاء العالم.

ج- القضايا الاجتماعية والإنسانية: مثل لقاءاته وكتاباته حول:

- المرأة ودورها في الكنيسة والمجتمع.

- الإجهاض.

- القتل بدافع الرحمة بالمريض.

- زراعة الأعضاء.

- الهندسة الوراثية وبحوث الخلايا الجذعية.

- الاستنساخ.

وغير ذلك من الموضوعات التي ناقشها قداسته في ندوات عامة وكنسية، في مجلس الشعب والجامعات المصرية الأجنبية والنوادى الشهيرة كالليونز واللوتارى.

7- رحلات قداسته حول العالم:

قام قداسته برحلات كثيرة جدًّا عبر قارات العالم، أسهمت في عالمية الكنيسة القبطية من المحلية إلى الإقليمية، ومن الإقليمية إلى العالمية.. لربط أبناء الكنيسة بالمهجر بالوطن الأم والكنيسة الأم.. حتى صار قداسته علامة بارزة في تاريخ كنيستنا المجيدة، ومصرنا المحبوبة.. نفعنا الله بصلاته عنّا.

* الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية