Translate

Monday, August 31, 2015

صفر «مريم» النبيل فاطمة ناعوت 31 / 8 /2015 - المصرى اليوم

اندهش الناسُ من «الصفر» الصادم الذى هزّ أركان المجتمع المصرى وجعل الجميع يتساءلون: «صفر؟! مجرد صفر؟! كيف؟! ألم يكتب التلميذُ أو التلميذة، صاحبُ أو صاحبةُ ورقة الإجابة التى نُسبت زورًا للطالبة «مريم ملاك»، شيئًا على الإطلاق؟! ألم يُجِبْ عن أى سؤال فى أية مادة من مواد الثانوية العامة؟!».

ذكّرنا هذا الصفرُ بالعمّ السمّاك/ جمال إسماعيل، فى مسرحية «السكرتير الفنّى»، الذى استشاطَ غضبًا حين حصل ابنُه «البليد» على صفر فى اللغة العربية. فراح يوبّخ المدرسَ «ياقوت أفندى»/ فؤاد المهندس، صارخًا فى وجهه: «سفر واحد؟» (يقصد صفر) طب خليهم سفرين! خليهم تلاتة! أنا بادفع تلاتين صاغ فى المخروبة دى (يقصد المدرسة)؛ وبابيع وقّة السمك باحط عليهم أربع بيسريات! تحطوش انتو على التلاتين صاغ أربع أصفار؟!».

لكننى كنتُ أسعدَ الناس بهذا الصفر الصفيق/ النبيل. نعم، هو صفيقٌ فى ترويعه لنا، لكنه نبيلٌ أيضًا لأنه أشهر أمام وجوهنا قبحَ واقعنا الإدراى البشع، وكذلك هو الصفرُ النبيل الذى سيعيد للطالبة المسكينة حقَّها بإذن الله. لأن مريم المغدورة لو كان قُدّر لورقتها المزورة أن تحصل، مثلا، على عشرين بالمائة، أو حتى سبعين بالمائة، لضاع حقُّها للأبد. كان الرأى العام وقتها سينظر إليها باعتبارها طالبة «بليدة»، أو عادية، لم يعجبها مجموعُها، فادّعت أن ورقتها سُرقت. لكن السماء الحانية، التى تعرف أسرارنا، أرادت بهذا الصفر «النبيل» أن تكشف عوار منظومة فاشلة من الصعب أن نثق فيها نزاهتها بعد الآن. لا شكَّ أننا جميعًا بِتنا الآن نشكُّ فى كل الدرجات التى حصلنا عليها طوال سنوات دراستنا. فالخللُ هو الخللُ، منذ عقود طوال، لأننا بعدُ لم نقم بثورة أخلاقية أو إدارية، لشدّ ما نحتاجُ إليهما أكثر كثيرًا من الثورتين السياسيتين اللتين أطاحتا برئيسين أحدهما أخفق فى مادة «حب الشعب»، ونال صفرًا فى الإدارة، والآخر عميلٌ جاسوسٌ أخفق فى كل المواد، ونال صفرًا كبيرًا فى الوطنية والشرف.

جرحتنى دموعُ تلك الصَّبيّة الجميلة وهى تبكى جهدَها المُهدَر وتنعى تفوقها. وخزت قلبى إبرةُ الكانيولا المربوطة بضمادة لاصقة على ظهر كفّها بعد تعرضها للهبوط الحادة إثر سماعها عن الصفر الذى كلّل سنواتِ دراستها ويكاد يحطّم مستقبلها ويحولُ بينها وبين كلية الطب التى حلمت بها منذ طفولتها. ذبحتنى عياناها اللتان يشعُّ منهما بريقُ الذكاء الذى تحوّل فى لحظةٍ إلى نظرات ذهول وفزع وهى لا تدرى مَن سرق جهدها، ومَن بوسعه أن يُعيد لها حقَّها! صدّع قلبى شعورُها بالخزى بعدما خذلت أمَّها الصابرة التى انتظرت لحظة نجاح صغيرتها، وكسرت حُلمَ شقيقها الطبيب مينا الذى انتظر أن تشاركه شقيقته الصغرى دراسة الطبّ، ليُفرحا معًا قلبَ أبيهما فى السماء، بعدما رحل وهو مطمئنٌّ على نبوغ أطفاله.

كلى ثقة فى أن تحريات النيابة المحترمة سوف تُسفِر عن إثبات تزوير أوراق الإجابة الخاصة بالطالبة مريم ملاك. ثقتى فى مقدرتى على تحديد مستوى ذكاء المرء وتفوقه من درجة لمعان عينيه. بريق العيون خصيمُ البلداء وصنوُ النجباء. هذه البنتُ تستحق أن يُبذَل الجهدُ حتى يُنقَذ مستقبلُها المهدَد، وأن يُعاد اعتبارُها بعد أيام الويل التى عاشتها، هى ومن عاش محنتها. مثلما نستحقُ جميعًا أن نعرف المجرمين الذين شاركوا فى هذه الجريمة المخجلة، وكذلك تحديد شخصية الطالب أو الطالبة الذى بدأ حياة اللصوصية مبكرًا. ابحثوا عن أوراق إجابات مريم بين الأوراق المتفوقة فى محافظتها. من اليسير أن تتعرف البنتُ على خط يدها بنظرة سريعة، وبعد ذلك يتدخل خبراءُ الخطوط لإثبات الأمر. وبعدما تستقرُّ مريم على مقعد الدراسة فى كلية الطب، من فضلكم يا صانع القرار المصرى، أصلحْ منظومةَ التعليم الخربة، أصلحَ اللهُ أمرَك.

Sunday, August 30, 2015

الرئيس على رقعة شطرنج بقلم رامى جلال ٣٠/ ٨/ ٢٠١٥

فى مصر إذا كانت لديك رؤية عظيمة ومخطط شامل وأفكار رائعة، فيمكنك دوماً التباهى بها وأنت خارج أى منصب، أما مع المنصب فأؤكد لك أنك ستتحول من مبتكر حاد التفكير إلى إدارى يتابع مستوى نظافة حمامات مؤسسته؛ وذلك لأنك لن تجد من يعاونك، وستلحظ غياب أى تفكير ابتكارى، ولذلك عادة ما ألتمس العذر لأى مسؤول فى الدولة يقوم بما لا أراه أنا صحيحاً ومنطقياً وقابلاً لتطبيق، لأن الصورة الكلية عنده وليست عندى، ولكن الحياة بطبيعتها اختيارات، تماماً مثل لعبة الشطرنج، أنت تختار مصيرك ضمن عدد هائل من «تفريعات» النقلات، فإما أن تُحسن البدء فيحسن معك الختام، وإما تُراكم فى البداية أخطاء صغيرة لا تشعر بها إلى أن يتداعى الموقف فى منتصف الدور وتسقط سقوطاً عظيماً فى نهايته. كان الله فى عون الرئيس ومؤسسته، لكننى أرى بعض تفريعاتهم ليست جيدة، ومنها ما يلى:
١- (فى الإدارة): المؤسسات المصرية جميعها مهترئة ومترهلة ومنتهية الصلاحية ولكنها مريضة وليست ميتة، والآن يتم الاعتماد على الجيش فى كل صغيرة وكبيرة، وهذا حسن لإنقاذ الموقف، ولكن إن لم يصاحبه إصلاح للمؤسسات فستموت الدولة مؤسسياً على المدى المتوسط.
٢- (فى السياسة): قولاً واحداً، الديمقراطية وسيلة وليست غاية، ولها مخاطرها فى مجتمعنا الآن (إللى يزعل منى ميزعلش قوى). ولذلك فإن مجلس النواب القادم، الذى سيأتى بكائنات غريبة كثيرة، ومع صلاحياته الجديدة قد يسبب صداعاً كبيراً. لذلك وضع النظام فى جيبه الآن كارت حل المجلس بعد إقرار قانون يسمح بانعقاده رغم عدم البت فى الطعون، على أن يُنظر فيها لاحقاً. الأفضل أن يقوم النظام بحوكمة الدولة لخمس أو عشر سنوات (وهذا قرار جد صعب).
٣- (فى الاقتصاد): يتم التعامل بطريقة «حبيبك يبلع لك الزلط»، لكن المشكلة أن «الفقر يقتل الحب». وبعيداً عن الأرقام الاقتصادية الصماء والبراقة، فإن سياسة «رزق يوم بيوم» لن تكفى، وبروباجندا المشاريع لن تُجدِى. الأفضل هو وجود مشروع إصلاحى شامل ورؤية اقتصادية واضحة ومحددة التوقيت والآليات.
٤- (فى الإعلام): الموت السريرى لإعلام الدولة تسبب فى ضبابية الرؤية وغياب الهدف الأعلى؛ مما أنتج فراغاً سده أصحاب المصالح والمال، وهم ليسوا بالضرورة أصحاب قضايا قومية. لجأت الدولة لتكوين ذراع إعلامية لها مع ترك الوضع كما هو دون إصلاح سريع. هذه الذراع مفيدة مؤقتاً، لكنها تهدم على المدى القصير. والأفضل هو تفعيل مواد الدستور الخاصة بالإعلام، أو «بل» الدستور وتوزيع مياهه علينا بالتساوى.

أبو الغار يفضح الانبا بولا ويكشف سر خطير ...الانبا بولا تنازل عن مدنيه ا...

Saturday, August 29, 2015

فى مهزلة التعليم.. المسيحيون يمتنعون .. بقلم فاطمة ناعوت


ونحن صغار، فتحوا لنا مدارسَهم على وسعها، وفتحوا لنا قلوبهم على وسعها. علّمتنا راهباتُهم الأخلاقَ والقيم. وفاض علينا معلّموهم من علمهم ومعارفهم. أفهمونا أن مصر وطنٌ لكل المصريين، وأن الأرضَ وطنٌ لكل البشر، وأن الإنسانية ناموسُ الأرض.

وأن المحبة قانونُ الحياة. لا فرق بين إنسان وإنسان إلا بقدر أخلاقه وعلمه ومساعدته للآخر. تربينا فى مدارس مسيحية، فلم نشعر بالتمييز بيننا وبين زملائنا المسيحيين. مدرستى المسيحية التى نشأتُ بها فى طفولتى، كانت تضم بين أسوارها مسجداً صغيراً أنيقاً ونظيفاً. نُصلّى فيه متى شئنا.

ونتناول من رفوف مكتبته ما شئنا من مصاحفَ وكتبٍ إسلاميةٍ تناسبُ أعمارَنا الصغيرة، مثلما كانت تضمُّ بين أسوارها كنيسة أنيقة. يدخلها زملاؤنا المسيحيون للصلاة متى شاءوا. وندخل حديقتها لنطارد الفراشات الملونة، ونقطف من أشجارها أوراق التوت الخضراء، لكى نُطعم دود القزّ الذى كنا نربيه فى أبريل. نسمع ترانيمهم الطيبة يمجدون فيها إله الكون الواحد.

الذى يعبده ستة مليارات إنسان يعمّرون هذا الكوكب، كلٌّ عبر منظومته التى اختارها، أو بالأحرى التى ورثها عن أبويه. تعلمنا معاً، مسلمين ومسيحيين، أن ندعو اللهَ أن ينثر المحبة والسلام بين الناس، لأن من يحبُّ اللهَ، لا يكره مخلوقات الله. 

صغاراً كُنّا. أنبتتنا أرضٌ طيبة وترعرعنا فى بيئة صحية، فنشأنا صالحين؛ قلوبنا بريئة من البغض والحقد والحسد والعنصرية والتضاغن. كانت مصرُ آنذاك ما زالت نقية من سموم العنصرية التى هبّت علينا رياحُها من فضاءات غريبة لا تُشبهنا، فظننا أن النقاء والمحبة هى طبائعُ الأمور وقانون الأشياء. علّقنا معاً زينة رمضان فى شوارعنا.

وحملنا معاً الفوانيس الملونة لتضىء شموعُها ليالى القاهرة التى كانت تزغرد بالفرح. ما عرفنا أيَّنا مسلمٌ وأيَّنا مسيحىّ. فنحن إنسانٌ ونحن مصريون. علّقنا معاً زينات أشجار الكريسماس وتبادلنا هدايا العام الجديد، ونسينا أن نسأل: أيّنا مسلمٌ وأينّا مسيحى، فنحن إنسانٌ، ونحن مصريون.

وكبرنا معاً، وتزاملنا فى الجامعات ثم فى العمل. ونحن صغار، ما كنّا نحسب أن لحظةً مُرّة ستأتى على مصر لتخلعَ وجهها الذكىّ الطيب وتستبدل به وجهاً جهولاً عنصرياً. حاشاها مصر أن تبدّل وجهها! إنما وضعوا على وجهها، رغماً عنها، ذلك القناع البغيض الذى لا تحبُّ أن تعتمره. 

صغاراً أبرياءَ كنّا. ما كنا نتخيل، فى أسوأ أحلامنا، أن يوماً قريباً سيحلُّ على مصر، ليغلق المسلمون فيه أبواب المدارس فى وجه المسيحيين الذين فتحوا لنا أبواب مدارسهم وأدخلونا قلوبَهم، وعلّمتنا راهباتُهم ومعلّموهم المعارفَ والأخلاق وحب الوطن! 

هذا ناظر مدرسة فى سوهاج قالها بالفم الصريح يقطّر بُغضاً: «مفيش مسيحى هيدخل المدرسة طول ما أنا مسئول عنها!» وبالفعل، منع ثمانية عشر تلميذاً من الالتحاق بمدرسته رغم استيفائهم كافة الشروط المطلوبة. 

بصفتى مواطنة مصرية، تعلّمت على يد أساتذة فضلاء مسيحيين فى مختلف سنوات دراستى، أطالبُ بالتحقيق الرسمى فى هذا الأمر، فإن ثبت ما قال كما سمعنا فى نشرات الأخبار، فأننى أتقدّم ببلاغ رسمى ضد المواطن: «عادل زين الدين»، ناظر المدرسة، الذى خالف الدستور واخترق القانون، ومن قبل ومن بعد، خالف قانون الجمال والتحضر.

Friday, August 28, 2015

«لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم» بقلم د. وسيم السيسى ٢٩/ ٨/ ٢٠١٥

خاف الإنسان البدائى الموت، الأحلام، الكوارث الطبيعية كالزلازل والحرائق والفيضانات، وجد أن الفارق بين الحى والميت هو التنفس، فأطلق عليه اسماً يحمل معنى الهواء! من أسماء هذا التنفس.. الروح، والروح من ريح، والريح هو الهواء، كذلك فى اللغات الأجنبية Spirit وهذه الكلمة من Respiration أى تنفس!
كانت هذه الروح تزور الإنسان فى أحلامه، فآمن بوجودها فى عالم آخر به آلهة طيبة، وآلهة شريرة تدمر حياته، فتقرب لهذه الآلهة بالأضاحى البشرية ثم الحيوانية، وربما كانت إسالة الدماء فى عملية الختان لإرضاء الآلهة والإبقاء على الطفل هى أعجب أنواع الأضاحى البشرية «ويل ديورانت - قصة الحضارة».
قامت مصر القديمة بختان الذكور «مقبرة انكاماهور ٢٣٤٥ ق.م» تحت مخدر موضعى برش بودرة من رخام حجر ممفيس مع الخل على غلفة الطفل بعد سن السابعة، جدير بالذكر أن البحوث الجديدة تحتم عدم ختان الذكور قبل سن الثالثة حتى يتم فصل طبيعى بين الغلفة «الجلدة» ورأس القضيب.
كان ختان الذكور فى مصر القديمة شعيرة دينية حتى إن إبراهيم أبوالأنبياء تم ختانه فى مصر وهو فوق سن الثمانين «التوراة».
حرَّمت مصر ختان الإناث «أ. د. محمود كريم، ماسبيرو - إليوت سميث - تشويه أعضاء الأنثى التناسلية Female Genital Mutllation»، ويرون أنها تؤدى لالتهابات شديدة لأن بتر هذا العضو «البظر» يؤدى إلى نزول البول على الفخذين «بعض منه» فيؤدى لالتهابات، وعلى هذا فهى عملية قذارة وليست طهارة.
عودة إلى ختان الذكور، إنها مسألة طقسية وليست طبية، ولأن الأرقام خير لغة نجد أن هذه العملية: ٦٤٪ بالولايات المتحدة الأمريكية، ٣٥٪ بكندا، ١٠٪ بريطانيا، واحد بالمائة فى ألمانيا، الدول الإسكندنافية، الاتحاد السوفييتى، الصين، اليابان!
أنصار ختان الذكور يقولون إن له خمس فوائد ١- التهابات الكلى أقل بنسبة ١٪. ٢- سرطان القضيب أقل، ٣- أمراض الإيدز أقل. ٤- سرطان عنق الرحم أقل. ٥- الصغير لا يشعر بالألم.
يرد عليهم رئيس الهيئة العالمية لمكافحة ختان الذكور فى تورنتو وكندا يقول: إلى متى سيظل الأطباء عبيداً للآباء فى إجراء عملية لا داعى لها؟! أما عن التهابات الكلى، فالسبب هو ارتجاع البول للكلى Reflux ولا شأن للختان أو عدمه فى ذلك الأمر، أما سرطان القضيب، فالنسبة واحدة فى السويد وإسرائيل، بالرغم من أن الأولى ١٪ ختان، والثانية ١٠٠٪ ختان ذكور.
أما سرطان عنق الرحم، فالمسألة صحية، أما مسألة الألم فهو شديد جداً، وقد أخبرنى أحد أقاربى بأن أخاه ازرق وجهه وجسمه وكاد يفقد عمره أثناء عملية الختان وهو فى عمر أسبوع!
وأنا كجراح كلى ومسالك بولية دعونى أذكر لكم مخاطرها، وإن كانت قليلة: ١- النزيف ١٪. ٢- تقيح الجرح. ٣- طهارة غير كاملة والتصاق الغلفة برأس القضب «يحتاج لعملية إصلاح». ٤- التهابات رأس القضيب «الأمونيا فى كافولة الطفل». ٥- قطع جزء من رأس القضيب «كارثة» ويحال من أجرى هذه العملية للنيابة. ٦- فقد الإحساس برأس القضيب، لأن نهايات الأعصاب فى الغلفة ورأس القضيب.
قد يسألنى القارئ ألم تجر هذه العملية أبداً؟! أقول أجريها فى حالات الفيموزس Phymosis أى عدم القدرة على كشف رأس القضيب بعد سن ثلاث سنوات، كذلك أجريها لمريض سكر يعانى من التهابات متكررة فى الغلفة.
جدير بالذكر أن العلم اكتشف فى الغلفة خلايا تشبه خلايا لانجرهانز تفرز مادة قاتلة لفيروس الإيدز، وهذا يؤكد أنه ما من خلية فى الجسم خلقها الله إلا ولها ضرورة للإنسان، ألم يذكر لنا القرآن الكريم فى سورة التين «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم؟!».

مفتي مصر يقر بأن النصاري كفار ردا علي الابراشي

حمامة بيضاء تستقر على رأس لطيفة‬‎

Wednesday, August 26, 2015

خوذة وعمامة وطرطور بقلم رامى جلال ٢٦/ ٨/ ٢٠١٥

فى زمن لا أعلمه، ولكن أعلم أنه موغل فى القدم، نشأ لدى الإنسان معتقد غريب يفيد أن قوته فى شعر رأسه (وقيل إن الشيطان يدخل للإنسان عبر شعره)، وبناء عليه لا يمكن أن يظهر بشعره فى حضرة الخالق، ومن هذه النقطة بالتحديد انطلق البشر يعالجون الأمر كل على طريقته الخاصة. البعض أراحوا أنفسهم من التعب فحلقوا رؤوسهم تماماً (مثل أتباع الطائفة البوذية)، وآخرون تطرفوا على الجانب الآخر فحرموا قص الشعر وغطوه طوال العمر (مثل أتباع طائفة السيخ).
وحديثاً تم أحياناً تغطية الشعر بآخر مستعار (مثلما فعلت بعض الممثلات فى مصر)، وهى عادة ابتدعها فى الأصل القضاة الإنجليز منذ عدة قرون (انتهت عام ٢٠٠٨ من المحاكم المدنية والعائلية مما وفر لإنجلترا ٣٠٠ ألف جنيه إسترلينى سنوياً).
أما من قرروا تغطية الشعر «بدوام غير كامل» فقد تفننوا فى الأمر حتى صارت أغطية الرأس رموزاً قومية؛ طربوش عثمانى، وعِقال خليجى، وقبعة «كاوبوى» أمريكانى وهكذا. وكل الفئات تقريباً لها قبعات خاصة بها؛ بدءاً من قبعة الطباخ الطويلة، وحتى قبعة الملك القصيرة والتى تسمى «تاج». والقبعات العادية تصبح مضحكة فى غير سياقها (مثل ارتداء قبعة الخريجين فى الشارع). أما القبعات المضحكة فتتحول فى غير موضعها إلى عار (مثل الطرطور).
وحتى فى عالم الخيال ظل البحث عن القبعات مستمراً عبر قبعة تقرأ الأفكار. أو أخرى تخفى الإنسان.
والقبعة تقوم بتحديد الرأس ومن ثم حصر العقل، ولأن الإبداع هو كسر القيود، فكان خلع الرجال للطربوش مثلاً رمزاً للتحرر (مثل خلع النساء للبرقع)، كما أن خلع الكاب العسكرى -دون إذن- أمام الرتبة الأعلى دليل على التمرد.
من بعد ثورتين لم تعرف مصر من القبعات غير «العمامة» و«الخوذة»، والواقع أننا لا يمكن أن نصل لمكان آمن مع قبعة واحدة أياً كانت، بل على العكس علينا أن نتحرر من كل القبعات ولا نثبت على إحداها. نحتاج لارتداء قبعات وهمية ملونة تحدث عنها عالم النفس المالطى «إدوارد دى بونو» (مؤلف أكثر من سبعين كتاباً، ومبتكر مصطلح «التفكير الإبداعى»، ومستشار كبريات الشركات العالمية). «دى بونو» قدم أطروحته «قبعات التفكير الست» وهى أنماط مختلفة للتفكير الإبداعى شُبهت بالقبعات وهى: القبعة البيضاء للتفكير الحيادى، والحمراء للعاطفى، والسوداء للحذِر، والصفراء للإيجابى، والخضراء للإبداعى، والزرقاء للتفكير الموجه. نحتاج لتلك القبعات الملونة؛ لأن أصل المشكلة هو غياب الإبداع والخيال وليس غياب أو حضور القبعات.

عودوا إلى بلادكم واتركوا بلاد الكفر! عادل نعمان الإثنين 24-08-2015 21:02

سيدة سويدية لها من البنات اثنتان، ومزرعة أبقار صغيرة تديرها بأمانة، سعيدة بحياتها، تزور كنيستها للصلاة أسبوعيا، وترتدى لباس البحر هى وابنتاها، ليستمتعن بالسباحة مرتين فى الأسبوع. تتعجب من تصرفات المسلمين الذين جاءوا إلى بلادها هربا من بطش حكامهم، ومن الفقر والحروب التى يعيشون فيها وتقول: أول ما يفكرون فيه هو بناء المساجد، وليس لدينا مانع، ونحن نبنيها من أموال دافعى الضرائب، لكننى أتساءل: هل لو انتقلنا إلى بلادكم ستوافقون أن نبنى كنائسنا للعبادة؟ أبناؤنا فى المدارس يزورون المساجد لنعلمهم أن الأديان كلها أديان الله، يذكر فيها اسم الله، كما يقول قرآنكم. يذهب أولادنا إلى المساجد ويرفض أبناء المسلمين زيارة كنائسنا. هل أولادكم انعزاليون؟
فى حمامات السباحة، إذا ارتدت بناتنا لباس البحر كما تعودن، يتهمونهن بالعهر.. هل أنتم معقدون؟ وعندما ينزل بناتكم إلى حمامات السباحة لا يلتزمن بالاستحمام قبل النزول لنظافة الجسم، حسب التعليمات، ويصر بعضهن على النزول بملابسهن الكاملة المتسخة دون استحمام؟ كيف ودينكم يدعو للنظافة قبل الصلاة خمسا؟
نحن فى المزرعة، نخدر الحيوان قبل ذبحه حتى لا نعذبه، فلماذا حين الذبح الحلال تذبحونه وتتركونه يتعذب حتى الموت؟ وهل الذبح الحرام أكثر رحمة من الذبح الحلال؟ وأخيرا أتساءل: لماذا حين تأتون لبلادنا تظهرون عكس ما تبطنون؟ ولماذا لا تتركون بلاد الكفر نعيش فيها كما نحب وتعودون إلى بلاد الإسلام وتعيشون كما تحبون؟ سأجيبك يا سيدتى وأعترف لك بحقيقة أمرنا.
عن سؤال بناء الكنائس، ديننا لا يسمح بذلك، واسمعى الفتوى (القرية التى يكون أهلها نصارى وليس عندهم مسلمون، فإذا أقرهم المسلمون على كنائسهم جاز ذلك، أما إذا سكنها المسلمون وبنوا فيها مسجدا فلا يجوز إقامة كنيسة لقول الرسول لا تصلح قبلتان بأرض). ويرى شيخ الإسلام (أن ولاة الأمور الذين يهدمون كنائسهم مؤيدون منصورون، وغير هؤلاء مقهورون مغلوبون. أما عن سؤالك الثانى انعزاليون؟ نعم ونقصى أنفسنا عن الركب، ونعزل أنفسنا عن الآخر).
فى كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) لشيخ الإسلام ابن تيمية يحرم تقليد الكافرين. يقول: (لا تقلدهم حتى فيما فيه مصلحة لنا، لأن الله إما أن يعطينا خيرا منها، أو مثلها فى الدنيا، أو يعوضنا عنها فى الآخرة)..
حتى فى العلاقات الإنسانية لا يجيزون لنا تعزية أهل الكتاب، ولا يجيزون لنا تشييع جثامينهم لأنهم أعداء الله، لكنهم لا يمنعون أن نستقبل منهم التهنئة والمواساة. وينهون أن يبدأ المسلم بالتحية لأن فى هذا إجلال وتعظيم للكافرين، ولا يبدأ المسلم بالمصافحة وعلى غيره أن يبدأ بها. لقد حرمونا يا سيدتى المودة والمحبة من المسلم لجاره أو صديقه غير المسلم، وهى أبسط قواعد المجاملات حتى تعزيتهم أو مواساتهم فى مصاب، أو تهنئتهم فى فرح أو فى عيد أو نجاح أو زيارتهم فى مرض، وهو واجب إنسانى تقتضيه أصول الجوار أو الزمالة. الأصل لدى السلفيين والوهابيين هو بغض وكره أعداء الله، حتى لو كنا فى ديارهم، وحتى لو سافر منا طالب علم أو طالب علاج عليه أن يُضمر لهم الكره والبغضاء، أما إذا طمعنا فى إيمانهم فلا مانع من معاملتهم برفق ولين، وذلك طمعا فى ضمهم للإسلام، وإلا عاملناهم بما يستحقون به من حقد وبغض وكره.
شيخ الإسلام أوجب على المسلم إذا اقتضى الأمر أن يتشبه بالكافرين إذا كان لمصلحة أو لدفع ضرر. ويقول لهم ابن تيمية (فلو كنا ضعفاء فالمستحب لنا وربما الواجب علينا هو التودد للكافرين، فإذا قوينا فإن الواجب هو إهانتهم وإهانة مقدساتهم، وهذا هو الأصل فى تعاملنا معهم)، هكذا علمونا أن نُظهر عكس ما نُبطن.
أخيرا يا سيدتى عن مسألتين أحتار فيهما كثيرا، الأولى لماذا إصرار المحجبات على نزول حمامات السباحة. والأخرى عن الذبح الحلال بهذه الطريقة البشعة. أما عن الأولى فكنت دائما عند رأى إذا تنازلت المرأة عن مباهج الحياة طمعا فى الآخرة فلماذا لا تتنازل عن نزول حمام السباحة أيضا، بدلا من ارتداء لباس البحر الإسلامى الأقرب إلى زى الدواعش، وتعتزله تماما فهو أقرب إلى التقوى!! ويتركن الغير دون تكفير أو إساءة. أما عن عدم الاستحمام قبل نزول حمام السباحة فهذا سلوك حضارى والتزام وانضباط، لكنى أعتقد أن لباسنا الإسلامى للمرأة والرجل المبتدع دعوة للكسل، ومخاصمة صريحة للرشاقة والأناقة والنظافة.. أما عن الذبح الحلال فهو أكذوبة لم يبق منها سوى التسمية على الذبيحة التى أؤكد أنها لا تتم فى الغالب الأعم. الذبح الحلال هو فى الأصل رحمة بالحيوان له شروط وضوابط إنسانية احترمتها الإنسانية وأيدتها الأديان، ولو اكتشف العلم وسيلة جديدة للرحمة وجب الأخذ بها. أقول لك بعد أن نتعلم ذبح الإنسان بالرحمة أعدك أن نحسن ذبح الحيوان.
يا سيدتى لن يتركوا بلادكم فهى غنيمة بلا حرب، وفىء عاد بلا جهد، وأموال اكتسبوها بلا عمل، واسألى حكومات الغرب الرشيدة لماذا تركوا لهم الحبل على الغارب، ولماذا احتضنوا منهم مشايخهم ومتطرفونا. اسألوا المسؤولين عندكم لماذا قدمتم هؤلاء إلينا بديلا للدولة المدنية وهى سبب نجاحكم وتفوقكم.؟ إلا إذا كانت الإجابة أنكم تقصدون من وراء ذلك تخلفنا وانحدارنا.

Tuesday, August 25, 2015

البابا: المطلقون والمتزوجون ثانية "ليسوا إطلاقاً تحت الحُرم" الفاتيكان - أبونا وإذاعة الفاتيكان 2015/08/06

دعا البابا فرنسيس بقوة، ومن جديد، المجتمعات الكاثوليكية أن يكون لها موقع ترحيب ورحيم تجاه المسيحيين الذين تزوجوا خارج الكنيسة بعد الطلاق، وقال أن "هؤلاء الأشخاص ليسوا إطلاقاً تحت الحُرم"، وينبغي أن يُعاملوا على أنهم على الدوام جزءاً من الكنيسة.

وبعد توقف استمر شهراً ونيف، استأنف البابا فرنسيس مقابلاته العامة مع المؤمنين حول العائلة، مركزاً تأملاته حول كيفية رعاية الكنيسة لأولئك الذين قد دخلوا في علاقة اتحاد جديدة بعد الفشل النهائي لرباطهم الزوجي، مشدداً على دور الكنيسة الواجب "تمييز الأوضاع جيداً"، بصفتها "معلمة مستمدة دائماً من قلب أمّ، يبحث دائماً عن خير الشخص وخلاصه".
وكرر البابا فرنسيس دعوته للأساقفة والكهنة لكي يعبّروا و"بشكل علني ومتماسك" عن استعداد الجماعات الكاثوليكية "لقبول مثل هؤلاء الأشخاص، وتشجيعهم كي يعيشوا وينّموا دائماً انتماءهم للمسيح والكنيسة، من خلال الصلاة والإصغاء لكلمة الله والمشاركة في الليتورجيا والتربية المسيحية للأبناء، وأعمال المحبة وخدمة الفقراء، والالتزام لصالح العدالة والسلام".
وتابع الحبر الأعظم في مقابلته العامة الأسبوعية "إذا ما نظرنا إلى هذه العلاقات الجديدة بأعين الأطفال، نرى بوضوح أكبر الحاجة الملحة لتنمية قبول واقعي في جماعاتنا للأشخاص الذين يعيشون أوضاعا مماثلة. لذا، من الأهمية بمكان، أن يولي أسلوب الجماعة ولغتها ومواقفها اهتماماً أكبر بالأشخاص، بدءاً من الصغار".
وتساءل "كيف يمكننا أن نوصي هؤلاء الوالدين بأن يقوموا ما في وسعهم لتربية أبنائهم على الحياة المسيحية، مقدمين لهم مثالاً للإيمان الواثق والمعاش، إذا أبقيناهم على مسافة من حياة الجماعة؟". وأضاف "ينبغي ألا نزيد من الأعباء التي يتعين على الأبناء أن يتحملوها في هذه الأوضاع"، ومشدداً على أهمية "أن يشعروا بأن الكنيسة تهتم بالجميع كأم، وهي دوماً مستعدة للإصغاء والتلاقي".
ويأتي حديث البابا قبل شهرين من انعقاد سينودس الأساقفة والذي سيدور حول العائلة وتحدياتها، في الفاتيكان.

Monday, August 24, 2015

حد عايز يشتغل؟! بقلم د. محمود عمارة ٢٤/ ٨/ ٢٠١٥

صديقى اللى كتبت، الإثنين الماضى، عن حكايته مع «محوِّل الكهربا»، فى مزارعه على الصحراوى.. نشر بالأهرام الجمعة الفائت إعلانا: «مطلوب مهندسين زراعيين، وفنيين للرى، ومشرفين، وسائقين، وعمال عاديين بمرتبات مجزية، والإقامة مجانية».. والمقابلة اليوم التالى!
٤٢ اتصالا تؤكد حضور الباحثين عن فرصة عمل، فى التاسعة من صباح السبت.. فماذا حدث؟
السبت ٩ صباحاً لم يحضر أحد.. العاشرة: مفيش.. الساعة ١٢ حضر «مهندس واحد».. تم تعيينه براتب مبدئى ٢٠٠٠ جنيه!!
صديقى عايز يعرف لماذا لم يحضر باقى المتَّصلين؟.. السكرتيرة تتصل «بالواحد وأربعين» الذين لم يحضروا.. وجاءت «حججهم»: «أصل الدنيا حر نار، أو أصل جالى ظرف طارئ»!!
بذمتك.. إذا كانت «الدنيا حر» لعمل مقابلة للشغل.. أُمَّـال هتشتغل إزَّاى فى المزارع طوال السنة؟ وليه دخلت كلية الزراعة أصلاً طالما بتخاف من الشمس؟
طيب ما رأى حضراتكم إن أصحاب المصانع يعانون من نفس المشكلة؟.. إعلانات بالجرائد. ولا أحد يتقدم للعمل.. لكن لو فيه إعلان عن «وظيفة حكومية» بربع أجر الوظيفة بالقطاع الخاص، ستجد طوابير بالآلاف.. ليه؟
لأن «وظيفة الحكومة» إن شا الله بميتين جنيه.. مش هيروح أصلاً، وإذا راح.. هيمضى ويمشى، »يقـلِّب عيشه فى مكان آخر.. المهم إنه ضمن وظيفة بالتأمين والمعاش..ومحدش يقدر يقول له (تلت الثلاثة كام)»!!
وعشان كده.. موظفى الحكومة «السبعة ونص مليون» معترضين ومش عاجبهم «قانون الخدمة المدنية».. ليه؟
لأنه هيطبَّـق ضوابط فى الترقيات.. فى الحوافز والإضافى.. يعنى هيفرض مبدأ: الثواب والعقاب.. والبهوات متعودين على الفوضى، وتدويخ المواطن صاحب الخدمة.. ولن أتحدث عن الإتاوات أو الرشاوى التى نعرفها ونعانى منها جميعاً.. ولهذا يجب على الحكومة ألّا تتراجع عن تطبيق هذا القانون، المعمول به فى كل بلدان العالم، وعلى الرئيس عدم تأجيله، بل سرعة إصداره، بعد أن وصل رواتب هذا الجهاز الحكومى الفاااااشل والفااااسد إلى ٢٢٠ مليار جنيه سنويا، بعد أن كان فى ٢٠١٠ يقل عن ٧٥ ملياراً.. فهل تحسّـنت الخدمة.. أم أن الحكاية هى «بلطجة» على الدولة أدمنها هؤلاء؟!
هذا ما يحدث داخل مصر الآن: قطاع خاص يبحث عن »عمالة« برواتب ٤ أضعاف الحكومة، وبه لكل مجتهد نصيب، ولا أحد يتقدم للعمل..(ويقولك فيه بطالة بالملايين)!!
تعالوا نشوف أيضاً ماذا يحدث الآن للمصريين بالخليج؟
صديق «إماراتى» عاشق لمصر، متزوَّج من مصرية «شرقاوية».. يمتلك مجموعة شركات فى المقاولات هناك.. يحكى لنا عن العمالة المصرية فى أبوظبى، فيقول: «الحقيقة أن شركاتى يرجع الفضل فى نجاحها للإخوة المصريين، الذين بدأت بهم فى السبعينيات والثمانينيات، وحتى الألفية الثالثة.. فالعامل المصرى كان منضبطا، محترفا، وساعيا للرزق.. عكس الخمس عشرة سنة الأخيرة تغيَّرت الأحوال.. لهذا قمنا بعمل «بحث» أثبت: أنه بدءاً من مواليد الثمانينيات وطالع (إلاَّ قليلا).. هؤلاء مختلفون تماماً عن الأجيال التى سبقتهم.. هؤلاء للأسف غير مؤهَّـلين، وغير منضبطين.. ولهذا تجد فى العشر سنوات الأخيرة، (بكل دول الخليج) يتم استبدال المصريين بباكستانيين وهنود.. لماذا؟
يُكمل: يا أخى «المصرى بتاع زمان» (قبل هذا الجيل) كان مُلتزماً فى مواعيده.. مُحترماً فى أخلاقه.. مُحترفاً فى عمله.. لكن اليوم: السائق المصرى «بيعاكس» ابنتى.. والثانى يتحرش بزوجتى (رغم إن سنها ٤٦ سنة)، والثالث دايما عنده مشاكل.. والـ٣ سائقين للأسف يحملون رخصة مصرية، ولا يعرفون ألف باء قيادة السيارة!!
أما المهندسون الجُـدد فمختلفون تماما عن المهندسين المصريين بتوع زمان الذين عرفناهم من قبل.. اليوم المهندس الجديد بعد ٦ شهور، عايز تذكرة لمصر والدته مريضة، (وبالصدفة اكتشفنا إن والدته متوفية من ٥ سنوات!!!!). وبعد شهرين (والده توفى للمرة الثالثة!!!!!!).. والتانى عايز تذكرة عشان ينزل يدور على عروسة.. شوية وفاتورة التليفون بالألف درهم (بيرغى مع خطيبته).. وحارس العقار المصرى (بيجيب واحد سيرلانكى) ينضف السلم ويجيب الطلبات، يعنى بيشغَّـله من الباطن (عشان الباشا قاعد يدخن شيشة) من ٩ صباحاً، وعامل «قبضايا» على الغلابة بتوع شرق آسيا!!
حكايات يندى لها الجبين.. اضطر أصحاب الأعمال بالخليج أن يحافظوا على الجيل القديم.. رافضين الجيل الجديد، ويستبدلون كل من يرحل من المصريين بعمالة من شرق آسيا.. ليه؟
الباكستانى- الهندى- السيرلانكى- والفلبينى: «السائق» سائق منضبط (وليس منفلتا).. سائق محترف (وليس حاملا لرخصة، حصل عليها من أمين شرطة صاحبه).. سائق بيرضى بقليله حتى يُـثبت جدارته فيرتفع راتبه.. جاهز ٢٤ ساعة للعمل... ما تسمعش صوته ولا تحس بوجوده وطلباته محدودة.. والأهم: إنه «صادق» لا يكذب، ولا يُناقش («مابيقاوحش»)!!
السؤال الأول: ما هو الحل..؟
إذا كان هناك «فُرص عمل» بالداخل ولا تجد من يسعى إليها.. فى ذات الوقت نتحدث عن بطالة بالملايين.. وفى الخارج لم يعد هناك طلب على العمالة المصرية، ويتم استبدالهم بباكستانيين وهنود ومن بنجلاديش؟
والسؤال الثانى: إذا كان محور قناة السويس سيأتى لنا بشركات عالمية «يُقال إنها ستحتاج إلى مليون عامل.. فهل لدينا مليون عامل مؤهَّـل لهذه الوظائف.. أم ستلجأ هذه الشركات (غصبا عنها) لاستيراد فنيين- تقنيين- حرفيين- وعُـمال مؤهَّـلين من شرق آسيا؟
والحل: فى تجربة مهاتير بماليزيا.. وتجربة جاك شيراك عندما كان وزيراً للعمل فى فرنسا !
هذه التجارب الناجحة نُـقدمها الاثنين القادم.. لعلَّ وعسى!!

هندوسٌ فى الإمارات وأقباطٌ فى مصر بقلم فاطمة ناعوت ٢٤/ ٨/ ٢٠١٥

«بدأت الحضارةُ فى اللحظة التى توقف فيها إنسانٌ ما عن إلقاء حجر، ليُلقى كلمة». هكذا قال سيجموند فرويد، ليصفَ اللحظة المفصلية التى تحولت فيها الإنسانيةُ من الهمجية إلى التحضّر. متى وأين تنشأُ الحضاراتُ؟ حين وحيث تزدهر الإنسانيةُ بقيم التعددية والقبول، فتحلُّ ثقافةُ المحبة والتعايش محلّ ثقافة العنصرية والإقصاء ومركزية «الأنا». هنا يبدأ البناء، والتراكم، وتنشأ الحضارات.
تلك هى الفكرة الناضجة التى أدركها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وكرّسها فى مجتمعه الوليد منذ قرر توحيد الإمارات ليكوّن ذلك النموذج الحضارى المشرق فى المنطقة العربية؛ الذى يُعلى قيمة «الإنسان»، ويحترم حقَّ اختياره لمعتقده وفكره. متى يبدأ الإيمانُ الحقيقى بالله؟ حين نستوعب أن خالقَ هذا الكون ليس حِكرًا على طائفة دون سواها. تلك إرادة الله فى كونه؛ أن تتعدد طرائقُ الوصول إليه. فكلُّ إنسان فوق الأرض يتوجّه إلى الله وفق منظوره ورؤيته ومعتقده. كلٌّ يسعى فى طريقه الخاص موقنًا أنه ساعٍ نحو النور الذى فى نهاية الطريق. ويبدأ التخلّفُ والاقتتالُ والدمار حين تبغى طائفةٌ على طائفةٍ لإجبارها على السير فى طريق بعينه. وفى حين يقتلُ إنسانٌ إنسانًا وهو يرفعُ لواءَ الله زيفًا وكذبًا، يساعدُ إنسانٌ إنسانًا آخر على عبادة الله وفق معتقد مخالف، وهو يرفعُ لواء الله حقًّا وصدقًا، وفى الوقت نفسه، يقدم للآخر صورة طيبة عن معتقده الخاص. الفارقُ بين الحالين أن الأول طائفيّ همجيٌّ يحارب مشيئة الله فى التعدد، والثانى مؤمنٌ متحضرٌ يحترم قولَ الله تعالى: «ولو شاء ربُّك لجعلَ الناسَ أمّة واحدة، ولا يزالون مختلفين» هود ١١٨.
واليوم، يسيرُ آلُ الشيخ زايد وأبناؤه على ذات النهج المتحضّر الذى غرسَ قيمَه النبيلةَ الأبُ المثقفُ قبل بضعة وأربعين عامًا. فقدّم الأبناءُ، مثلما قدّم الأبُ من قبل، الصورةَ الحضارية الأرقى للإسلام، حين يحتضنُ الإنسانيةَ ويحترمُ عقلَ الإنسان وحريته فى اختيار دربه، وحين يحارب الطائفية والعنصرية والاقتتال والإقصائية الأنانية. لأن الحرية مناطُ التكليف: «وهديناه النجدين». تلك الصورة الراقية للإسلام قدمتها حكومةُ الإمارات بالأمس حين منحت أرضًا فى العاصمة «أبوظبى» للجالية الهندية بالإمارات لبناء معبد هندوسى، فقدمت للعالم درسًا «عمليًّا» فى الاستنارة والتحضر ونبذ الكراهية والعنصرية. تقديم الوجه المشرق للإسلام لا يكون على الشاشات باللغو الصاخب غير المصحوب بالعمل، ولا فى المؤتمرات بالتنظير الشكلانى وإطلاق شعارات رنانة حول سماحة الإسلام كما نردد كل نهار لغسل الضمائر والتبرؤ مما يفعله التكفيريون والإرهابيون، بل بالعمل. ذاك أن داعش وبوكو حرام وأشباههم «لا يتكلمون»؛ بل «يفعلون». ومن ثَمّ لا تكون مواجهتهم بالكلام، بل بالفعل المضاد. داعش تقول «بأفعالها» إن الإسلام دينُ سفك دماء ونحر رقاب، والإمارات تقول «بأفعالها» إن الإسلام دينُ سلام وإنسانية ومحبة واحتواء. ذلك هو التطبيق العملى لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى قالها فى حفل افتتاح قناة السويس: «سنحارب الكراهية بالحب». ولشدّ ما أتمنى أن تتحول تلك «الكلمة» الطيبة، إلى «فعل» طيب، يتجلى على نحو ملموس فى مصر. فإن وجد الهنودُ «الوافدون» حقَّهم الفطريّ فى ممارسة طقوس عبادتهم فى دولة «ليست» وطنهم، فليس من المقبول أن يتعثر «مواطنون» أصلاء فى الحصول على الحق نفسه فى دولة هى «وطنهم»، فيعانى مسيحيو مصر فى الحصول على ترخيص لبناء دير أو ترميم كنيسة أثرية متهدمة.
لن نبدأ مسار النهضة الحقيقية فى مصر الجديدة، إلا فى اللحظة التى تختفى فيها الطائفيةُ من بلادنا إلى غير رجعة. فتتعانق الأكفُّ، لا للاقتتال ولا للعراك، بل للبناء والتشييد وجرّ قاطرة الوطن.
تحية احترام لدولة الإمارات العربية المتحدة التى تقدّم لنا كل يوم درسًا حضاريًّا جديدًا. والعُقبى لنا.

Sunday, August 23, 2015

خناقه قويه على الهواء بين سمير غطاس و السلفى عبد المنعم و و مفاجأءه على ...

سعد الدين ابراهيم يفجر مفاجاءه كارثيه و فضيحه عن حزب النور و ما طلبوه من...

سمير غطاس يكشف فضايح خطيره لحزب النور و فكره الجهادى و يحذر و تراشق بالا...

سعد الدين ابراهيم يفجر مفاجاءه كارثيه و فضيحه عن حزب النور و ما طلبوه من...

Don't Cry For Me Argentina - Madonna

حكاية مريم بقلم د. درية شرف الدين ١٢/ ٨/ ٢٠١٥ المصرى اليوم


هل هو لغز غير قابل للحل إلى هذه الدرجة؟ طالبة متفوقة على مدار سنوات تعليمها وحاصلة على درجات تقترب من الدرجات النهائية حتى السنة الثانية الثانوية ومعها شهادات تقدير مختومة بخاتم المدرسة وممهورة بتوقيع مديرها وفجأة وفى الثانوية العامة تحصل على صفر وصفر فقط. كيف؟ لم تتدهور درجاتها فتحصل على نصف ما كانت تحققه قبل ذلك مثلا فنقول إن حالتها الدراسية أو الصحية أو النفسية حالت بينها وبين التفوق الذى كانت تسعى إليه كى تلتحق بأمنيتها وهى كلية الطب، لم ترسب مثلا لنقول عين وصابتها بل بكل غرابة حصلت على لا شىء، على صفر، الصفر نفسه يحتاج إلى تحليل، يحتاج لمحاولة فهم، يحتاج لتفسير. كيف يمكن لطالبة مثلها أن تدخل امتحانا لتنقل فقط أوراق الأسئلة إلى أوراق الإجابة، تُذاكر خمس عشرة ساعة يوميا طوال السنة الدراسية استعدادا للامتحان تهمل الإجابة بالكامل وتكرس وقتها لنقل الأسئلة إلى أوراق الإجابة، ولم يتم ذلك فى يوم فقط أو اثنين، فى مادة أو أكثر، بل فى كل المواد. من يصدق ذلك؟ وإذا صدقنا كان علينا أن نحول مريم إلى مستشفى الأمراض العقلية وليس إلى النيابة أو إلى الطب الشرعى.

لا أستطيع أن أنسى أو أتجاهل دموع هذه الفتاة الصغيرة المظلومة ويدها التى تحمل آثار تغذيتها بالمحاليل بعد تدهور صحتها وامتناعها عن الطعام إحساسا بالظلم، وأى ظلم هذا الذى يمكن أن يحتمله قلب هذه الصغيرة وهى ضائعة بين جهات عدّة، تمضى الأيام وتتوالى وتُعلن نتائج التنسيق للكليات وهى مازالت تُستكتب وتُستكتب أمام خبير الخطوط بمقر الطب الشرعى لإثبات أو نفى انتماء أوراق الإجابة إليها، تؤكد أن الخط ليس خطها وأن أوراق الإجابة كلها بخط آخر وأن غيرها ربما تعمّد تقليد خطها ــ وهذا منطقى ــ لكن أوراق الإجابة هذه لا تخصها.

أحاول أن أبحث عن حل معها ومن أجلها: ماذا لو تم مراجعة أوراق الإجابة فى امتحان الثانوية العامة فى مدارس محافظة المنيا لهذه السنة أو كنترول أسيوط التابعة له ربما وجدنا أوراقا تحمل خط مريم الحقيقى، مجرد ورقة إجابة واحدة فى مادة واحدة ستستدعى بقية الأوراق فى بقية المواد، يمكننا أن نراجع أوراق من حصلوا على أكثر من تسعين فى المائة فقط باعتبارها طالبة متفوقة، أتساءل: هل يمكن اختبارها من جديد، وأتراجع وبأى نفس أو قدرة ستجيب وهى فى هذه الحالة النفسية والصحية المتردّية، أستمر فى الحيرة، السنة الجامعية الجديدة على الأبواب والطلبة يوزعون على الكليات فإلى أين ستذهب مريم ومتى ستنتهى جهات التحقيق من عملها فالوقت محدود والظلم شديد الوطأة على النفس.

النصب باسم «مكرم عبيد» بقلم رامى جلال ٢٣/ ٨/ ٢٠١٥

فى فيلم «معالى الوزير» تسبب تشابه الأسماء فى جعل «أحمد زكى» وزيراً. أما فى الحياة فعادة ما يتسبب مثل هذا التشابه فى مشكلات، قد تمنع البعض زوراً من السفر أو تلقيهم فى الحبس ظلماً، كما أنها كذلك قد تستخدم للنصب على الآخرين. منذ عقود ظهر محام مغمور اسمه ياسر كمال الشاذلى، استغل تشابه اسم أبيه مع السياسى الشهير ونصب على طوب الأرض إلى أن تم فضحه وسجنه، (المضحك أنه سمى ابنه اسماً مركباً وهو «كمال الشاذلى» عله يكبر ويمارس النصب أيضاً).
ومنذ سنوات فوجئ الراحل «جلال عامر» بأن أحد المحامين (محامى مرة أخرى)، واسمه الأول «جلال» يدعى فى الأوساط السكندرية أنه هو من يكتب باسم «جلال عامر»، حتى إن زوجة هذا المحامى أقسمت لصديق إن زوجها هو الكاتب. انتهت القصة بعد فترة بمقال لجلال عامر الحقيقى فضح فيه نصب النصاب، وبعدها وُضعت صورته على مقالاته فلم يتكرر الأمر.
آخر الصيحات الآن النصب باسم «مكرم عبيد» (أشهر رموز الحركة الوطنية). بدأت القصة منذ سنوات حين تفهم «هـ» أن اسمه الثلاثى قد يفتح له أبواباً كثيرة مغلقة، فاسم أبيه هو «مكرم عبيد»، وبالفعل بدأ خطته «الطموحة» عام ٢٠٠٨ حين قرر أن يتاجر بأحلام المصريين فى «التصييف»، وهى عادة تتعلق بالهروب من مشاق الحياة لأيام معدودات كل عام.
استغل الشخص اسم أبيه مرتين، المرة الأولى ارتكازاً على فكرة التشابه، والثانية استناداً إلى السمعة الطيبة لأبيه الحقيقى فى مجال الإنشاءات، فـ«مكرم عبيد» الأب كان مقاولاً ناجحاً، وأنشأ بالفعل واحدة من أجمل القرى السياحية فى الساحل الشمالى، وعلى باقى الأرض التى ورثها عنه «هـ» أعلن هذا الوريث أنه سيبنى قرية جديدة وأن كبار القوم قد بدأوا فى الحجز عنده، ولأن قريته مجاوره لقرية الدبلوماسيين بدأ فى المتاجرة باسم مشاهير منهم وكأنهم من زبائن قريته الجديدة (ومنهم د. مصطفى الفقى الذى تأكدت منه شخصياً أنه لا يعرف هذا النصاب أو قريته).
وكعادة أى نصاب لا بد من لقطة أولى جذابة تقنع الزبون، ولذلك فعل أمرين، الأول أن جعل (ع. ت) «موظف بجهاز تنمية وتعمير الساحل الشمالى» يؤكد للزبائن طوال الوقت أنهم فى أمان. والأمر الثانى أنه بنى بالفعل المرحلة الأولى من المشروع وباع بسببها تسع مراحل وهمية، وقبض كل المبالغ وطار إلى فرنسا وبحوزته ثلاثون مليون جنيه من مئات الحاجزين.. البيع ما زال مستمراً، والنصب كذلك، فمتى تعود الأموال لأصحابها؟!

موسيقى نادرة من فيلم أيام السادات -الموسيقار ياسر عبد الرحمن | Yasser A...

Friday, August 21, 2015

الليدى دراور والدكتور نديم السيار بقلم د. وسيم السيسى ٢٢/ ٨/ ٢٠١٥

الصابئة المندائيون فى جنوب العراق لا يتجاوز عددهم ٣٢ ألفاً «الصابئة المندائيون دراور حـ ١. ص ٥٨»، والصابئة كلمة مصرية قديمة معناها المهتدون، والمندائيون معناها العارفون، يقولون إن نبيهم إدريس وأن أسلافهم كانوا فى مصر منذ آلاف السنين.
الليدى دراور باحثة إنجليزية عاشت معهم ١٤ سنة، تقول: الصابئة لا يعبدون الأجرام السماوية، وتذكر كيف ادعى أحد الكتاب أنهم عبدة الكواكب، فاتخذ الصابئة الإجراءات القانونية ضد الكاتب، وقدموا كتابهم المقدس: كنزا ربه أى الكنز الكبير وفيه: مبطل باطلى شامش أى عبادة الشمس باطلة، مبطل باطلى سره أى عبادة القمر باطلة، عوقب الكاتب وكان قضاة المحكمة مسلمين «دراور ١: ٢٧».
أراد الدكتور نديم عبدالشافى السيار أن يعرف حقيقة الصابئة فذهب إلى العراق ١٩٨٥، وطلب تعيينه كطبيب فى محافظة مليسان أو البصرة حيث مواطن الصابئة، وقد كان، ذهب إليهم عاش معهم وعايشهم، سمع منهم وتحدث إليهم، وعاد إلينا يحدثنا عن تجربته الرائعة فى كتابه الخطير: المصريون القدماء أول الحنفاء، كما حدثنى شخصياً، فهو زميل وصديق حميم، قال: «آلمى دنهورا» أى «عالم النور» حيث النجم القطبى الشمالى، لذا فهم يتجهون هذا الاتجاه عند أدائهم لطقوسهم الدينية كالوضوء والتعميد، وغسل الميت ودفنه، كما نتجه نحن للشرق كمسيحيين، أو الكعبة كمسلمين، ومن هنا جاء سوء الفهم عند البعض أنهم يعبدون النجم القطبى، فهم عبدة كواكب، بينما الأمر لا يتعدى تحديد جهة الشمال لثبات هذا النجم.
يقول العقاد: ثبت أن الصابئة تؤمن بالله واليوم الآخر «إبراهيم أبوالأنبياء ص٩١»، وتقول الليدى دراور: الصابئة يؤمنون بالله واليوم الآخر كما يؤمنون بالحساب والعقاب «دراور - الصابئة المندائيون ١: ٢١» ويذكر ابن الجوزى: إنهم من أهل الكتاب يقولون لا إله إلا الله «تلبيس إبليس ص ٧٤».
إذن أصحاب هذه العقيدة التوحيدية هم من ذكرهم القرآن الكريم: والذين هادوا والنصارى والصابئين... إلخ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المائدة ٦٩، كما جاء ذكرهم بنفس المعنى فى سورة البقرة ٦٢.
تؤكد الصابئة فى كتبها الدينية أنها كانت فى عصورها القديمة تعيش فى مصر، كما يؤكد العقاد فى كتابه إبراهيم أبوالأنبياء ص٨٨ أنهم كانوا فى مصر على عهد الفراعنة الأول.. وتلقوا ديانتهم الأولى عن أحبارها ثم هاجروا.
نجد فى دائرة المعارف الإسلامية، والصابئون يقولون إن معلمهم الأول هو النبى الفيلسوف هرمس «إدريس» (مجلد ١٤ص ٨٩)، ويذكر ابن حزم: الصابئون هم المصدقون بنبوة إدريس «الفصل فى الملل والنحل ١/١٠٢» كما يذكر ابن تيمية أن الصابئة دين صحيح، وهم ذوو عقيدة مؤمنة صالحة «الديانات والعقائد ١/٢٩٩» كما يقول: والصابئون أهل كتاب «المرجع السابق ٢٩٨».
ترى ما أصل أو جذر هذه الكلمة؟ أصل هذه الكلمة.. كلمة مصرية تنطق صبا وتوضع بجوارها صورة تفسيرية عبارة عن نجمة خماسية، وصبا معناها يهدى أو يرشد، ومنها كلمة صباى أى المهتدى، أما النجم فدلالة على النور أى الاهتداء بنور الله، نجد فى سورة النور ٣٥: يهدى الله لنوره من يشاء، كما أن هناك علاقة بين النجم والهداية: وبالنجم هم يهتدون «النحل ١٤-١٦»، وكلمة صابئ معناها حكيم، فالصابئة هم حكماء مصر، وتنطق بالقبطية صابى، لأن الهمزة لا تنطق فى القبطية، لذا نجد فى قراءة ورش المصرى القبطى أنه كان يقرأ الصابئين.. الصابين «القرآن وعلومه فى مصر.. د. خورشيد البرى ص ١٩٥».
إذن فدين الصابئة معناه دين الهدى أو دين الهداية، ومعنى «الصابئون» أى «المهتدون».
كيف خرج حكماء مصر المهتدون من مصر ولماذا؟ خرجوا فى عصر الاضمحلال الأول «نهاية الأسرة السادسة - الملك بيبى الثانى»، كما خرجوا فى عصر الاضمحلال الثانى «عصر الهكسوس»، خرجوا وانتشروا من مصر إلى الجزيرة إلى العراق، ظلمهم البعض ولكن القرآن الكريم أنصفهم، ومن أرض مصر هلَّ الإيمان والدين منذ الفراعنة وحتى يوم الدين.

ثورة أم انقلاب؟ طشت أم قناة؟ بقلم د. سعد الدين إبراهيم ٢٢/ ٨/ ٢٠١٥

رغم الأحداث الكُبرى التى تجتاح مصر والوطن العربى منذ ثورات الربيع العربى، التى بدأت فى تونس (ديسمبر ٢٠١٠) واشتعلت فى مصر (٢٥ يناير ٢٠١١)، ثم فى ليبيا، والبحرين، واليمن، وسوريا، وما زال البعض، ومنهم مثقفون مرموقون ـ مثل عالم الاجتماع الإيرانى آصف بيات، أو عالم السياسة المصرى د. أسامة الغزالى حرب، يُشكّكون فى أن ما حدث كان ثورة، ويُفضلون وصفها «بالانتفاضة» أو «الحركة»، أو «الهبة» الشعبية.
وبنفس النزعة لإنكار أو التقليل من حجم الإنجازات الوطنية الضخمة، مثل حفر قناة السويس الجديدة، خرج علينا بعض أساطين جماعة الإخوان المسلمين يصفونها بأنها مثل طشت الاستحمام الذى كانت تستخدمه السيدة جدته، رحمها الله!
وقد تعلمنا من علم الاجتماع المعرفى، أن التسميات والمُصطلحات، بل وحتى الأطروحات والنظريات، تخضع للمزاج الاجتماعى العام، وحتى للانتماءات والمصالح الطبقية، والانحيازات الأيديولوجية، بل وتتغير المواقف من نفس الأحداث، بمرور الزمن، إما لظهور مُستجدات محلية، وطنية، أو لمُتغيرات إقليمية ودولية.
ولنبدأ، فى هذا المقال، بإشكالية توصيف ما حدث مصرياً خلال الثمانية عشر يوماً من ٢٥ يناير إلى ١١ فبراير ٢٠١١، فقد أطلق كثير من المُراقبين الدوليين على ما حدث تعبير ثورة، وكانت مُبرراتهم فى ذلك ما يلى:
١ـ إن ما بدأ فى ميدان التحرير فى ذلك اليوم، كاحتجاج ضد تجاوزات الشُرطة، وتصاعد فى الأيام التالية، قد أدى فيما أدى إلى إسقاط نظام سياسى (نظام الرئيس حسنى مُبارك) الذى كانت قد باءت بالفشل كل المحاولات السابقة فى إسقاطه، طيلة العشرين عاماً الأخيرة من حُكمه.
٢ـ إن نفس الحدث انطوى على تغييرات نفسية ـ اجتماعية هائلة وعميقة، أهمها كسر جِدار الخوف عند أغلبية المصريين، لأول مرة فى تاريخهم الطويل، الذى كان قد شهد على مدى ستة آلاف سنة، تعميقاً لعُقدة الخوف من السُلطة والسُلطان عند المصريين. ولأول مرة طوال هذا التاريخ الطويل، يُسقط الشعب حاكماً. بل وإمعاناً فى تأكيد هذه النزعة الجديدة فى التصدى للسُلطة، فإن نفس المصريين قد أسقطوا حاكماً ثانياً، هو الرئيس الإخوانى، د. محمد مُرسى، بعد مُظاهرة غير مسبوقة مصرياً وعربياً وعالمياً، من حيث حجمها الذى قُدّر بثلاثين مليوناً، يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
٣ـ وفى العامين التاليين لإسقاط نظام الرئيس مُبارك توجه الناخبون المصريون إلى مقار الاقتراع أربع مرات، للتصويت على قضايا مفصلية ـ مثل الاستفتاء على الدستور، وانتخاب مجلس نواب، وأربع جولات لانتخاب رئيس للجمهورية. وكان الجديد واللافت لنظر الأقربين والأبعدين، هو الإقبال غير المسبوق على المُشاركة، وخاصة من النساء، ومن سُكان المحافظات الحدودية، وهو ما أوحى للمُراقبين الغربيين بإطلاق مُصطلح الربيع العربى، على تلك السلسلة من الأحداث.
٤ـ إن هذا الحِراك وذاك الزخم الشعبى المصرى، غير المسبوق، تم اختياره تنموياً، حينما توجّه رئيس الجمهورية المُنتخب، عبد الفتاح السيسى إلى المصريين بنداء لتمويل مشروع عملاق، ألا وهو حفر قناة سويس جديدة موازية لقناة السويس القديمة، التى حُفرت فى ستينيات القرن التاسع عشر، ولكن القناة الجديدة تكون أعرض وأعمق، لكى تستوعب السُفن والناقلات العملاقة (Super – Tankers)، ولكى توائم وتستجيب للنمو فى حركة التجارة العالمية حاضراً ومُستقبلاً. واستجاب المصريون للنداء بشكل مُذهل، سواء بالإقبال على الاكتتاب لتغطية نفقات المشروع بحوالى ستين مليار جنيه مصرى فى أسبوع واحد، أو بتنفيذه حفراً فى سنة واحدة، بدلاُ من ثلاث سنوات، كما كان مُقدراً، وحيث تم افتتاح المجرى الجديد فى احتفال عالمى أسطورى، يوم ٦ أغسطس ٢٠١٥.
٥ـ إن الذين ما زالوا يُنكرون أن ما حدث فى مصر فى السنوات الأربع (٢٠١١-٢٠١٥) هو ثورة، إما أنهم ضد تلك الثورة، أو مع حُسن النوايا، هم مُتأثرون بالشكل الكلاسيكى للثورات، أى تلك التى انطوت على سفك الدماء، والحواجز فى الشوارع والميادين، والمُحاكمات والإعدامات لرموز وأركان نظام سياسى سابق، بواسطة الثوار الذين انتفضوا ويكونون بصدد إرساء قواعد لبناء نظام سياسى جديد.
وأظن أن ذلك كان بالقطع فى ذهن عالم الاجتماع الإيرانى آصف بيات، فى الحديث الذى أدلى به لصحيفة الشروق (٢٢/٧/٢٠١٥). فهو مُتأثر بتجربة الثورة الإيرانية، التى بدأت أحداثها ضد نظام الشاه فى يناير ١٩٧٧، وانطوت بالفعل على سفك كثير من الدماء، ومن المحاكمات، ومن الصراعات المُسلحة فى الداخل الإيرانى، أو مع دول الجوار (الإمارات ـ العِراق ـ البحرين).
وفى كل الأحوال، فهى وجهة نظر لها اعتبارها ومُبرراتها ولا تختلف عما يحمله قلة قليلة من الفرنسيين وإنكارهم أن ما حدث فى بلادهم من الهجوم على سجن الباستيل فى ١٤ يوليو ١٧٨٩، كان بداية ثورة، أو ما يعتقده كثير من الروس فى أن ما حدث من مظاهرات ضد القيصر فى فبراير ١٩١٧، كان بداية ثورة، استكملت فى أكتوبر ١٩١٧ من نفس العام، وسُميت بالثورة البلشفية.
ولكن إذا كان ذلك مفهوماً بالنسبة لصديقنا الإيرانى آصف بيات، فإنه غير مفهوم بالمرة، بالنسبة لصديقنا عالم السياسة المصرى، أسامة الغزالى حرب، (الشروق ٢٥/٧/٢٠١٥)، فنرجوه التوضيح والتصحيح.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كوكتيل جورج وسوف clip

كوكتيل جورج وسوف clip

[Official Video] Mary, Did You Know? - Pentatonix



Mary, Did You Know? 

Words by Mark Lowry 
Music by Buddy Greene 
Sung by Kenny Rogers and Wynonna Judd 
(Music for your listening enjoyment only. 
If you like the music, support the artist and buy the CD!) 

 
Mary Did You Know 

Mary, did you know that your Baby Boy
Would one day walk on water?
Mary, did you know that your Baby Boy
Would save our sons and daughters?
Did you know that your Baby Boy
Has come to make you new;
This Child that you delivered
Will soon deliver you.

Mary, did you know that your Baby Boy
Will give sight to a blind man?
Mary, did you know that your Baby Boy
Will calm the storm with His hand?
Did you know that your Baby Boy
Has walked where Angels trod?
When you kiss your Little Baby,
You kiss the Face of God!

Oh, Mary, did you know?
Oh, Mary, did you know?

The blind will see, the deaf will hear,
The dead will live again.
The lame will leap, the dumb will speak
The praises of the lamb!

Mary, did you know that your Baby Boy
Is Lord of all creation?
Mary, did you know that your Baby Boy
Will one day rule the nations?
Did you know that your Baby Boy
Is Heaven's Perfect Lamb?
This sleeping Child you're holding
Is the Great I Am! 

Thursday, August 20, 2015

كيف يحكم السيسي مصر؟! حازم حسني .. التحرير

أكتب مقالى الأسبوعى هذا -عادة- يوم الاثنين من كل أسبوع، لتتسلمه أسرة «التحرير» يوم الثلاثاء، وقد كان فى نيتى أن أكتب هذا الأسبوع فى موضوع بعيد عن السياسة وتعقُّداتها، وعن الاقتصاد وحساباته، لولا أن فاجأنا السيد الرئيس بكلمته التى ألقاها خلال الندوة التثقيفية التاسعة عشرة التى نظمتها القوات المسلحة لمجموعة من ضباطها وقادتها يوم الأحد 16 أغسطس، أى قبل أن أبدأ فى كتابة المقال بساعات، ولم يكن ممكنًا أن أكتب مقالًا يبعد بنا عن السياسة والاقتصاد إلى أعماق أزمتنا الثقافية والمعرفية، ولا أكتب بعض ملاحظاتى على الرسائل السياسية والاقتصادية المباشرة والضمنية التى امتلأت بها كلمة الرئيس على مستوى الشكل كما على مستوى المضمون، وكلها يشى بالطريقة التى يحكم بها السيسى مصر.
أولى ملاحظاتى على الخطاب أنه خصصه للحديث عن مشروع قناة السويس وعن غيره من المشاريع الكبرى، ثم عن جهاز الخدمة المدنية وردود فعل الموظفين حياله، وكلها أمور مدنية كما نرى، ومع ذلك لم نرَ حضورًا لرئيس الحكومة ولا لأى من قيادات الدولة المدنية! اكتفى الرئيس بتوجيه كلمته بخصوص دقائق الشأن المدنى إلى ضباط القوات المسلحة، وهو ما لا يقل خطورة عن تناول دقائق الشأن العسكرى مع قيادات مدنية! فلرئيس الدولة فى الحقيقة صفتان، إحداهما أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأخرى أنه رئيس السلطة التنفيذية، وقد كشفت كلمة الرئيس بوضوح أنه غير قادر على التمييز بين الصفتَين، وإنما هو يتعامل مع الشأن المدنى باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعهد إلى الجيش بمهام هى من اختصاص السلطة التنفيذية، بما يشى بأزمة حقيقية فى بنية نظامنا الجمهورى، فأساس النظام الجمهورى هو توازن العلاقات العسكرية المدنية، وكذا توازن العلاقات بين السلطات والمؤسسات المدنية، فإن هى سقطت هذه التوازنات سقط النظام الجمهورى، حتى إن بقى الرئيس يحمل شرفيًّا صفة رئيس «الجمهورية»!!
ثانية الملاحظات، وهى وثيقة الصلة بالملاحظة الأولى، إنما تتعلَّق بالتعامل مع العلاقات العسكرية المدنية، وكأن المؤسسة العسكرية تعلو فوق المؤسسة المدنية، فهى التى تقود العمل المدنى، وتضع تحت إشرافها المباشر خطط وموازنات الأشغال العامة المدنية، بل ووصل الأمر بالرئيس -عن قصد أو غير قصد- إلى حد المن الذى قد يؤذى ما يجب أن يكون بين المؤسستين من علاقات سوية فى إطار الدولة الواحدة والوطن الواحد، وإلا فما هو معنى حديث الرئيس المتكرر عن تضحيات رجال القوات المسلحة بينما يتحدَّث عن تقاعس رجال القطاع المدنى عن خدمة الوطن، وكأن خدمة الوطن لا تكون إلا بالسخرة، وإلا بتعلُّم حملة درجات البكالوريوس والليسانس قيادة اللوادر واللوارى فى مشروعات تشرف عليها القوات المسلحة؟!
ألا يضحى القطاع المدنى بكثير من أساسيات الحياة الكريمة كى يوفّر لقواته المسلحة كل ما تحتاجه من سلاح وعتاد ومرافق، بل وحتى منشآت الترفيه التى بخل بها على نفسه ولم يبخل بها على قواته المسلحة؟ ألم يوفّر هذا الشعب من قوت يومه ومن حقوق الأجيال القادمة كى يكون الجيش المصرى واحدًا من أقوى خمسة عشر جيشًا فى العالم؟ ألم يقدّم هذا الشعب المدنى خيرة أبنائه على خط النار طيلة أكثر من سبع سنوات أيام حرب الاستنزاف، ومَن لم يستشهد منهم خرج إلى الحياة وقد ضاع مستقبله المهنى؟ ألم ننتصر سنة 73 فى معركة العبور بسبب صلابة جبهتنا الداخلية (المدنية) لا بسبب صلابة الجبهة العسكرية وحدها؟ وما زال الشعب المصرى عبر مؤسساته المدنية يضحى بالكثير من أجل دعم جيشه، وهو مستعد للتضحية بالأكثر شرط أن لا يكون ذلك سببًا فى معايرته لاحقًا بأنه لا يملك ما يملكه الجيش من خبرات وقدرات، وإلا فما هو معنى أن يتباهى الرئيس فى كلمته بأن الشركات الموردة لمعدات حفر الأنفاق ستدرب ضباط سلاح المهندسين على استخدامها، وكأنه لا يوجد بمصر مهندسون مدنيون يتلقون هذا التدريب؟!
الملاحظة الثالثة تتعلَّق بتعامل الرئيس مع المشروعات المدنية الكبرى وكأنها أسرار حربية لا بد من إخفاء أخبارها وتفاصيلها عن القطاع المدنى، حتى لا تتسرب لأهل الشر! قالها الرجل أكثر من مرة، قبل انتخابه وبعد انتخابه، وآخرها فى كلمته يوم الأحد، من أنه يتجاوز حين يتحدّث فى تفاصيل لا يجوز له أن يتحدّث فيها! ولا أدرى ما التجاوز فى أن يعرف الشعب المصرى من رئيسه، أو فى أن تعرف المؤسسات المدنية من رئيس السلطة التنفيذية، تفاصيل الخطط والمشروعات المدنية، خصوصًا تفاصيلها المالية ودراساتها الاقتصادية إن وُجدت؟!
تنقلنى هذه الملاحظة إلى الملاحظة الرابعة، وهى هذا الاستدعاء التعسفى لعناصر المشروعات وتكلفتها والتعمية على تبعيتها... فمَن المسؤول عن تحديد مبلغ مليار جنيه كتكلفة حفر كيلومتر واحد من الأنفاق، أو إنشاء كيلومتر واحد من أرصفة الميناء الجديد؟ ثم ما العناصر التفصيلية لهذه التكلفة المفترضة؟ ولماذا لم تصارح الرئاسة الشعب بأن حفر التفريعة/ القناة الجديدة سيتكلف 20 مليار جنيه من أصل 64 مليار جنيه تم جمعها، وهى فى كل الأحوال دين محلى يتحمَّل سداده كل المصريين؟ ومرة أخرى، ما العناصر التفصيلية لهذه المليارات العشرين؟ ثم مَن الذى سيمتلك المزارع السمكية العملاقة التى قال الرئيس إنها ستكون أكبر مزارع سمكية فى الشرق الأوسط؟ ولأى جهة ستكون تبعيتها؟ هذه ليست أسرارًا حربية كى يتناولها الرئيس فى حديثه بمجرد كلمات وأرقام عابرة ليست لها ملامح اعتمادًا على ثقتنا فى أن الرئيس لا يكذب ولن يخدع الشعب المصرى، كما أكد هو نفسه فى كلمته، وكأن الأجهزة الرقابية لا تعمل إلا إذا ثبت أن البلاد يحكمها لصوص، أو أن الأجهزة الرقابية لا ضرورة لها حتى إن كانت الملائكة هى التى تحكم البلاد!
الملاحظة الخامسة والأخيرة فى مقال اليوم إنما تتصل بمشروع قناة السويس الذى خصص له الرئيس معظم الوقت، إذ من الملاحظ أنه قد استخدم فى كلمته تعبيرًا جديدًا لوصف المشروع هو «تنمية المجرى الملاحى لقناة السويس»، وهو تعبير يختلف تمامًا عن تعبير «قناة السويس الجديدة» الذى ظل يستخدمه منذ بداية المشروع، ولو كان الرئيس قد استخدم وقتها هذا التعبير الجديد، لكنا قد وافقناه عليه، ولكنّا قد فهمنا تعبير «قناة السويس الجديدة» باعتباره يشير إلى قناة السويس فى ثوبها الجديد بعد كل ما يجرى عليها من تنمية لمجراها الملاحى! لكنه لم يفعل، بل وكان يستخدم دائمًا تعبير «حفر قناة السويس الجديدة» بما كان ينفى عن المشروع حقيقته ويظهره دائمًا متنكرًا بحقيقة منتحلة! القضية هنا ليست قضية لغوية، فاللغة ليست ألفاظًا متراصة، وإنما هى «معانٍ» نلحقها بهذه الألفاظ وبهذه التركيبات، فإن هى شردت الألفاظ شردت المعانى، وتقطعت أسباب الفهم ومعايير التقييم!
انتهى مقال اليوم ولم تنتهِ الملاحظات، فهى كثيرة... لكن تبقى ملاحظة أخيرة لا يمكن اختتام مقال اليوم بغيرها، وهى عما قاله الرئيس من أن المسؤولية مشتركة بين الجميع، مطالبًا الشعب بتحمُّل نصيبه من المسؤولية! بيد أن المسؤولية لا تكون مشتركة إلا إذا كانت القرارات مشتركة، فلا يمكن لطرف فى معادلة الحكم المختلة أن يستأثر بالقرار ثم يطالب الطرف الآخر المُغَيَّب بأن يتحمَّل نصيبه من المسؤولية!

St Patricks Day 2011 - Riverdance Flashmob (Central Station, Sydney, Aus...

Dance Marketing en IKEA MADRID ver ABBA_MAMMA MIA

Wednesday, August 19, 2015

عبد العزيز عبد الشافي يلقن مرتضى منصور درسا في الاخلاق -#عبد_العزيز_عبدا...

ليس بكبسولات البوليمر ولا بنيران إلمو، تُفسَّر المعجزات ! أغسطس 18, 2015 نانا جاورجيوس

نانا جاورجيوس

بقلم : نانا جاورجيوس
كتب الدكتور خالد منتصر وهو صديق فيسبوكي رائع أتابع كل ما يكتبه بإهتمام بالغ، مقالين ينتقد معجزة نزول زيت من أيقونة عذراء بورسعيد «أسطورة العلاج بالزيت المقدس» ، ومقال أخر«هل ظهرت العذراء فى كنيسة الزيتون؟» يشكك فيه بظهورات عذراء الزيتون سنة 1968.
أولاً لاحظت أن عنوان المقال الأول، عنواناً مخادعاً لأن الدهان بالزيت المقدس سواء الذي يتم الصلاة عليه في سرِّ مسحة المرضى أو الذي يرشح من الأيقونات هو « زيت للبركة» وليس « للعلاج» كما يدَّعي. والأغرب أنه عبر صفحته طلب إسم «المادة الفعالة» لهذا الزيت كنوع من السخرية! طيب هو حد كان قال إنه زيت علمي أو زيت دوائي؟! ببساطة لأن الشفاء ليس في الزيت نفسه و هو مجرد وسيط مادي مرئي لنوال نعمة و بركة غير مرئية تتفق فيها مشيئة الله مع إرادة المريض وصلواته وحاجته لنوال نعمة الشفاء بالإيمان. وفي النهاية قد يحدث الشفاء أو لا يحدث. تماماً كالأدوية الكيماوية ذات التركيبات العلمية،هل يستطيع أحداً أن يدعي أن الدواء ذو المادة الفعالة يشفي بنسبة مائة بالمائة إن لم يمنح الله مشيئته بالشفاء للمريض أولاً ؟! حتى الأدوية قد تؤثر ويستجيب لها المريض فيُشفى وقد لا يستجيب لها المرض فيحتار الأطباء فيه وقد يموت ولا يعرفون حتى سبب وفاته! مثلاً إلى الآن لم يتم إكتشاف مادة دوائية فعالة تقضي على مرض السرطان المستعصي نهائياً، و هو ما حدث لبعض مرضى السرطان بعد شفائهم تماماً نتيجة إيمانهم ببركة الزيت المقدس وأثبتت تقاريرهم الطبية شفائهم وهو ما لم يحدث حتى مع حراجات السرطان ورحلة العذاب للعلاج بالكيماوي الذي يميت الإنسان موتاً بطيئاً عن الحياة. ثم مين الجاهل إللي يعتقد أو يدعي إن التبرك الزيت يتعارض مع أخذ الأدوية ؟!
ليس كل ما يحدث نستطيع أن تترجمه عقولنا من منظور علمي فقط، ولا نستطيع أن نقولب الحياة وظواهرها في مجموعة نظريات علمية إخترعها العقل البشري، فالعلم نفسه سيظل عاجزاً أمام الكثير والكثير من الأمور الكونية الخارجة عن قوانين الطبيعة التي عجزت عقولنا للوصول لكل أسرارها. هذا العجز ما جعل الإنسان يطلق على ما يجهله بالحياة، مسمى « علم ما وراء الطبيعة – الميتافيزيقا». فالمنهج العلمي بنظرياته المحدودة لم يتوصلوا لكل العلوم التي تمكننا من تفسير كل أسرار الكون. حتى أعظم العلماء أعترفوا بتواضع أن علومهم ليست أقصى درجات العلم والإلمام بأسرار الكون، ولم يدعوا بأن علومهم ضد حدوث المعجزات والخوارق التي عجزوا عن تفسيرها حتى الآن. وإلا فليفسر لنا علمياً طبيبنا الإعلامي صاحب المقالين، ظاهرة خروج النور المقدس لمدة ألفين سنة من قبر السيد المسيح ؟! 
التلاميذ والرسل قاموا بمئات المعجزات من شفاء وإقامة موتى وإخراج شياطين أثناء رحلاتهم التبشيرية برسالة المسيح التي حملوها للعالم، ورغم هذا لن تجد مسيحي يؤمن بما يسمى «التداوي بالطب النبوي، ولا التداوي بالطب الرسولي ولا الشفاء بالطب الإنجيلي» ! معجزات الشفاء تُمنح ولا تُباع لهذا لن تجد كاهناً يظهر عبر الفضائيات ليروج لكبسولة الزيت المقدس كما يحدث من مشايخ «كبسولة حبة البركة والطب النبوي» والتربح بالدين « مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا» ! فلم يحالف كاتبنا الحظ حين خلط الأوراق بين نضوح الزيت المقدس من الأيقونات وبين التداوي بحبة السوداء و أبوال البعير والحجامة والرقية الشرعية، وكل هذه الخزعبلات الشعبية التي حاول بها التعميم ليساوي بين المعجزات والخرافات، وحالة التعميم دائماً هي للمصادرة على بقية الآراء فقط ولكنها حالة مكشوفة لدرجة أنها لا تمت أبداً لأي تفسير علمي !. 
فكاتبنا إللي بأعتز بآرائه وفكره و بدلاً من أن يعطنا تفسيراً علمياً . ذهب لـ « يستعين بصديق» على طريقة جورج قرداحي، و راح يستعرض لنا فكر صديقه المهندس المسيحي متخصص اللاكيهات والبويات ودهانات الحوائط، ليؤيد حجته ويتخذه ذريعة ضد من يؤمنون بمعجزات الشفاء من هذا الزيت الذي تذرفه أيقونة عذراء كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد. و كم كنت أتمنى أن أستمع لفكره وتفسيره الشخصي وليس لفكر صديقه المسيحي إللي راح يفسر بسطحية ساذجة وبأن الأيقونات عبارة عن « لوحات مرسومة بالزيت وعندما يجف هذا الزيت يتحول لمادة صلبة تسمى البوليمر» وهذا الزيت يبدأ يتحول مرة ثانية لسائل نتيجة إرتفاع درجات الحرارة عند عدم تعرض الأيقونة لاكسجين الهواء بدرجة كافية لتحافظ على حالة البوليمر هذه!
طبعاً جاء تفسير صديقه عارياً من الصحة ومن أي منهج علمي أو منطق، بل صار ورطة لكاتبنا كمن تعلق بقشة. فلو كان قام بزيارة بسيطة « فركة كعب» لكنيسة بورسعيد، لعرف أن أيقونة العذراء ليست مرسومة بالزيت بل صورة ورقية عادية ومطبوعة بألوان الطباعة العادية و موضوعة في برواز خشبي ينشع منها بغزارة بالزيت لمدة 25 سنة ، لأنه ببساطة الأيقونة ليست مرسومة بالزيت كما أنها تبدأ في ترشيح الزيت في شهر فبراير من كل عام يعني في عز الشتاء وإنخفاض درجات الحرارة. وهو ما يجعل كلام صديقه- إللي إستعان به- ضرباً من المستحيل ولا يُسمى إلا خيابة علمية، لأن أغلب أيقونات نزول الزيت ليست مرسومة بأي زيوت بل مطبوعة بألوان الطباعة الورقية. وإلا ياريت يسأل صديقه بتاع اللاكيهات ما تفسيره لنزول الزيت من أيقونات مصنوعة من المعادن كالنقش على النحاس و اللومنيوم وموضوعة على خلفية خشبية كأيقونة كنيسة العذراء بعين شمس في ديسمبر 2011، وأيقونات مارجرجس والعذراء التي تمتلكهما السيدة « راندا بخيت« » بمصر الجديدة، إثر شفاؤها من جلطات دماغية إحتار في علاجها الأطباء وكانت على وشك الموت وجائت التقارير الطبية بشفائها تماما منها بعد ظهورات روحية للعذراء ومارجرجس لها وقاموا بشفائها. فهل المعادن والأخشاب ترشح بزيوت اللاكيهات وتتفكك جزيئات بوليمرها، أعتقد وحده كاتبنا المحبوب مَنْ يستطيع أن يجيبنا (إجابة علمية) على هذا السؤال!.
ولماذا تحضر الشرطة كل مرة ويتم تحقق البحث الجنائي أحياناً و يأمرون بإرسال الأيقونات للكنيسة أو لأحد الاديرة منعاً لزعزعة الأمن؟! أعتقد لو كان الأمر وهماً أو كذباً كان رجال الشرطة فضحوا الأمر كل مرة، خصوصاً لما يتعلق الأمر بالأقباط وهناك قانون جاهز متربص بهم دائماً إسمه إزدراء الأديان يعمل ليل نهار على إضطرارهم في الطريق إلى أضيقه !
وحتى لو كانت الأيقونة مرسومة بالزيت وتبعاً لكلام «صديقه البوليمري»، كانت ستنضح زيوت كيماوية كريهة الرائحة فإستحالة عندما تسيل زيوت الرسم أن تتحول لزيوت عطرية برائحة زكية ونقية وشفافة وتصير كالماء في ملمسها وبكميات أكبر من قدرة وحجم أيقونات الزيت التي رُسمت بها! وكان على كاتبنا أن يعطنا في مقاله « إجابة منطقية مقبولة» وهو ما لم يحدث!
وأندهشتُ لماذا أقتصر إنتقاده للظاهرة على أيقونات الكنائس القبطية فقط في حين أنها ظاهرة تحدث في مئات الكنائس حول العالم، وإن كان يرجع هذا لإرتفاع درجة الحرارة في مصر، فما تفسير سيادته للألف أيقونة في روسيا وأوكرانيا وهي بلاد الجليد المتجمدة طوال العام، وبها ما تعرف « بالأيقونات الباكية» في كنائس و أديرة أرثوذكسية ، تذرف زيتاً و موزعة في العديد من المدن: على سبيل المثال لا الحصر في «روستوف–اون دون،اوديسا،ريفن،ونوفوكوزنيسك و موسكو وسان بطرسسبرغ و ساروف وايكاتيرينبرغ وتيومن ونوفوسيبريسك وسولوفكي.. وغيرهم».ولو كلف نفسه وبحث على جوجل عن ظاهرة نضوح الزيت من الأيقونات ستظهر له نتيجة البحث عشرات الأيقونات حول العالم ، منها أيقونة مرجعيون بلبنان ، أيقونة عذراء صيدنايا، أيقونة السيد المسيح في بيت لحم. أيقونة كنيسة رقاد السيدة في عكار، أيقونة عذراء رام الله بفلسطين. بخلاف عشرات الأيقونات في الولايات الأمريكية في ديترويت وكليفلاند بأوهايو وغيرهم.
والسؤال: أيعقل أن كل هؤلاء البشر حول العالم ممن تم شفاؤهم من أمراض مستعصية يعانون الهلوسات الإيمانية و هذيان الدروشة؟! وهل يمكننا أن نكذِّب أعيننا ونصدق مهندس اللاكيهات الذي فشل في أن يعطنا تحليلاً منطقياً يقنعنا به، ليصيرا وحدهما أصحاب العقول العلمية؟!
– وعلى الجانب الإيماني لماذا الزيت تحديداً وليس أي مادة أخرى هو ما تذرفه الأيقونات؟
بإختصار شديد، الزيت تحديداً له جذور توراتية حين أمر الله موسى النبي أن يصنعه «وتصنعه دهنًا مقدسًا للمسحة»- خروج30. فهو منذ بداية الشريعة يرمز لعمل الروح القدس. و أوصى به السيد المسيح لمسح المرضى به، والشفاء بالزيت سواء المُصلى عليه في الكنائس أو المذروف من أيقونات ليس بدعة، بل وصية وسر مقدس أوصى به السيد المسيح نفسه وهي تعاليم العالم المسيحي في أنحاء العالم بشرقه وغربه. «واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم»- مر 6 : 13، مستندين على وعده، فالمسيح لم يكن مُخرفاً حين أوصى تلاميذه: « اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا»- مت10: 8. فهو من منحهم سلطان الشفاء بالروح القدس: « ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ»-مت10: 1
– ونادى به التلاميذ من بعده وجالوا مبشرين بالمسيحية مؤيدين بمعجزات الشفاء لتؤمن الناس بإيمانهم وبما تراه أعينهم من معجزات تُجرى على يديهم: « أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ. وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ.» – يعقوب5: 15
وسؤالهم الدائم لماذا هذا يشفى وذاك لا يشفى؟ ببساطة فلننظر لحياة بولس الرسول وكيف اجرى الله أياته على يديه من شفاء للمرضى وإخراج للشياطين وإقامة للموتى، ولكنه الله الذي جعل شوكة مرض في جسد بولس الرسول والتي كان يعانيها لمماته وهو من كان يشفى مئات المرضى ومع هذا لم يستطع أن يشفى نفسه، حتى أن المرضى كانوا يشفون من المناديل و العصائب التي كانت يربطه بها جسده:« حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشريرة منهم»«أع19: 12» ومع هذا لم يوصينا بولس الرسول بـ « الطب الرسولي »، لأن المعجزة هي حالة خاصة وشخصية جداً، ولا توجد معجزة تشبه لأخرى لأن حدوثها هو خارج معطيات الطبيعة، وليست كل حالة شفاء يطلق عليها عملاً إعجازياً إلا عندما يعجز الإنسان أمامها فتبدأ يد الله من حيث عجز الإنسان أن يفعل شيئاً. وهذا هو الجانب الإيماني الذي يجهله كاتبنا.
– أما مقاله الثاني الذي شكك فيه في ظهورات عذراء بالزيتون1968، و وصفها بأنها ترجع لظاهرة «نيران القديس إلمو» . أولاً ليس كل سطوع ضوئي تعتبره الكنيسة ظهوراً أو تجلي مقدس إلا بعد فحصه ودراسته وتحليله وإعداد تقرير به يرفع لأعلى رُتبة كنسية بعد التأكد من حقيقته. كذلك ليست ظهورات العذراء بدعة، لأن معجزات التجلي موجودة بالكتاب المقدس بعهديه والسيد المسيح نفسه تجلى أثناء حياته مع موسى النبي وإيليا وتجلى لتلاميذه ولجمهور المؤمنين لمدة أربعين يوماً حتى يوم صعوده للسماء، كذلك الإيمان بظهورات العذراء ليس مقصور على المجتمع المصري والمصريين بمسلميه و مسيحييه كما حاول طبيبنا أن يوحي بل هي ظهورات منتشرة بالعالم أجمع!
و إندهشت حين أعتبر أن تاريخ تجلي العذراء في أول شهر إبريل أعتبرها ضمن أيام الشتاء لا الربيع، ليثبت أنها ظاهرة نيران إلمو التي تحدث في درجات البرودة العالية المصاحبة عادة للبرق وهذا غير متوفر حتى في مناخ مصر حتى في عز شتائها. ولا أعلم وجه الشبه بين خرافة الطماطماية والبطاطساية في ظهورات متكررة شاهدها الملايين حول العالم! أن يقارن هذه ظهورات العذراء مع ثمرة الطماطم التى عليها لفظ الجلالة، أو البطاطس المحفور عليها اسم النبى، فهذا تسفيه لعقولنا! 
فيقول كاتبنا: « فسر علماء الاجتماع إدمان المعجزات فى المجتمع المصرى خاصة معجزة ظهور العذراء بأنه رد فعل لهزيمة ٦٧، ولكنى وجدت بجانب هذا التفسير الاجتماعى تفسيراً علمياً أهم لظهور العذراء.. هذه الظاهرة لها تفسير علمى يسمى «نار القديس إلمو …هى عبارة عن وهج يصاحب التفريغ الكهربى من الجو إلى الأرض خاصة فى الشتاء… وتظهر فى صورة ضوء على نهايات الأجسام المدببة، وقصة القديس إلمو كتبها بحار إيطالى فى بعثة ماجيلان.. النظام السياسى بعد هزيمة ١٩٦٧ كان محتاجاً إلى مثل هذه الأوهام لكى يخدر بها المخدوعين المصدومين». إذن جاء «تفسيره العلمي» لظهور العذراء على أنه «وهج التفريغ الكهربائي» الذي يحدث لحظياً بجو من المفترض أنه شتاء وشديد البرودة!
– ولنتعرف أولاً على «ظاهرة نيران القديس إلمو» لنستطيع أن نحكم على صحة كلام الكاتب، وهذا القديس بالمناسبة هو « شفيع البحارة» وتحدث مع قرب إنتهاء العاصفة الرعدية على هيئة «ألسنة لهب» على قمم صواري السفن، وأجنحة الطائرات، والساريات والأشياء الطويلة والمُدببة و المستدقَّة، هي ظاهرة كهربية – تتمثل في شرارة متواصلة تعرف باسم «التفريغ الإكليلي». وبخلاف البرق، فهي لا تنتقل إلى أي مكان، ويصحبها أحيانا صوت هسيس ناعم لحظة تحرير الطاقة الكهرومغناطيسية على هيئة« توهج نار» لعدة دقائق فقط وليس « توهج نور كما في الظهورات لفترات طويلة» . ويعتبرها البحارة بشرى طيبة لأنها تعطيهم معنى بأن العاصفة الرعدية بطريقها للخمود. فهي ظاهرة أول من رصدها هم بحارة البحر المتوسط.
ولكن كما هو واضح من صور تجلي العذراء أنها لم يكن تفريغاً لشحنات كهربائية بل «تفريغاً لأسراب من الحمام الأبيض المنطق» من قبة الكنيسة بإتجاه جموع الحاضرين قبل أن يختفي، ويظهر هذا الحمام قبل وأثناء التجلي. فإستحالة أن تأتي ظاهرة إلمو لتقف خصيصاً فوق قبة الكنيسة والتي ترتفع عدة مترات عن الأرض وفي ربيع مصر الدافئ وتستمر لساعات ممتدة بطول الليل أحياناً و يومياً لعدة أسابيع. خصوصا أن قبة الكنيسة ليست مدببة كإبرة المسلة ولا كصاري السفن، بل قبة بيضاوية منخفضة الإرتفاع ! 
أيضاً وقت التجلي كانت العذراء تتحرك يميناً ويساراً وتبارك الشعب بيديها،وتسجد بجوار صليب القبة و بهيئة نورانية ظاهر فيها ملامح الوجه والهالة النورانية التي حول رأسها وتفاصيل جسدها، مصاحبة بمعجزات شفاء لمئات من الشعب و ممن حضروا من أنحاء العالم بأمراضهم المستعصية من سرطان و شلل كُلي لحالات عمى البصر مثبتة بتقارير طبية موثّقة. ومما لا شك فيه إن نيران إلمو لصاحبنا الكاتب لا تستطيع أن يصاحبها كل هذه الظواهر الروحية التي مما لا شك فيها منحت المصريين جميعاً في هذا التوقيت تعزية كبيرة بعد هزيمة 76، ولكنها يستحيل أن تكون خرافات يتوهمها آلاف من جموع المصريين والأجانب وإلا ما وجدنا أكبر وكالات الأنباء العالمية أتت وسجلت التجلي الفريد بأحدث كاميراتهم العالمية في هذا التوقيت، ومعروف أن العقل الغربي صارم لا يعترف بالظواهر الروحية بسهولة لطغيان العلم عليهم وجموده أكثر من إيمانهم بالظواهر الروحية، ورغم هذا هناك أبحاث اجراها علماء غربيون عن هذا التجلي وحللوا الصور التي إلتقطت كالعالم الأمريكي جون جاكسون دكتور الفيزياء الذي قام بدراسة الكفن المقدس بتورينو عام 1978، قام بدراسة وتحليل الصور التى تم إلتقطها أثناء الظهورات وأثبت صحتها. وقام كُتّاب غربيين بتأليف كتب عديدة حول هذا الظهور التاريخي، فلماذا نسفّه ونقلل نحن المصريين من أهمية ظهور تاريخي لا ريبة فيه، وشهد له العالم ! . 
ما يستحيل معه الإدعاء بأن العالم كان يعاني الهزيمة والمِحن و رأى في ظهورات العذراء المخرج من حالة بؤسه وإحباطاته ! خصوصاً أن ظهورات العذراء ليست مقصورة على المصريين بل هناك ظهورات تاريخية للعذراء كسيدة لورد بفرنسا1858 ، وعذراء فاطيما بالبرتغال 1917، وعذراء بلجيكا 1932، وعذراء جرانيديل بإسبانيا 1965،وعذراء ميدغوريه بالبوسنة 1981 . و كل ظهور كانت له تعزياته وأهدافه و رسائله للعالم.
لسنا «مسيحيين سلفيين» كما دعانا كاتب المقالين ، بل مسيحيين متمسكين بالإيمان وبأن هناك جزء من الحقيقة عبارة عن «جزء غيبي» لا نراه ولكنه حقيقة موجودة ننال من نعمها الكثير. فمفهوم السلفية وصفات السلفيين، يعرفهم كاتبنا أكثر منا و أكيد عانى من عقليتهم وشراسة فكرهم وحقد قلوبهم ومن عقيدتهم الإرهابيةً! وإلا فليقل لنا كيف يؤمن بوجود الله وهو لم يراه؟ فطوبى لمن آمن ولم يرى .
ليسنا دعاة للدروشة أو لغيبوبة الجهل وتغييب العقل، ولكن عمرك سمعت إن الدَهان بالزيت المقدس كانت له آثاره الجانبية كالأدوية ؟! الجهل أن نلغي عقلونا وننكر ما تراه عيوننا و نجحد بصمة الله التي يتركها تتحدث عن وجوده كل يوم ليذكرنا أنه مازال يعمل وأن زمن المعجزات لم ينتهي وسط ما نعيشه من حمامات الدماء التي أغرقنا فيها الظلاميين، جففنا الأرض بغلاظة رقبة فلنترك الله يعمل ولا نسفِّه عمله، فالعلم نفسه لا يستطيع أن يدّعي أنه ضد المعجزات، لكي نصدق كلام الناس الأجوف وغطرستهم الفارغة التي تتعالى عن عمل الله و التي لا تشفي ولا تغني من جوع! الإيمان ليس ضد إعمال العقل أبداً بل فوقه. نحن لا نرى الهواء ولكن نشعر بوجوده في حركة الأشياء حولنا ، هو نفسه الايمان بما لا يُرى، {وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى}. خُلِق العقل للتفكر والتدبر والتأمل في الحياة وليس لقولبة عقولنا و برمجتها بنظريات إنسانية جوفاء و لا لحِسبة بِرما التي لا تُفضي إلا لـ لاشيء!!


Egyptian Bellydance Star Amie On Fire at AUC Aftergrad party

الكنيسة بها أسياد وداعش بها إسلام رامي جلال

جملة افتتاحية لأحد مترجمى «بير السلم» فى مقدمة فيلم أجنبى تقول: «قصة الفيلم خرافية تصف يوم القيامة بطريقة تتعارض مع الديانات السماوية لذا هناك بعض الترجمات المفبركة لعدم الخروج عن أصول الدين». دلالة الجملة أن زمن «أنيس عبيد» قد انتهى بفعل ثورة تكنولوجية جعلت من السهل على أى عابر سبيل أن يعبث بملف ترجمة أى فيلم بأى لغة وذلك بواسطة برنامج رخيص الثمن منخفض التقنية بسيط الاستخدام، وهو يعتمد فى الأساس على التعريب الركيك للترجمات الإنجليزية فى ملفات منفصلة عن أصل ملف الفيلم، ويتم الدمج بينهما لاحقاً وقت التشغيل.
«مترجمو بير السلم» هم فى الحقيقة سارقون ومُعدلون لإنتاج الآخرين الذين يترجمون فعلاً. «المُعدلون» يعيثون فساداً فى جنبات الأفلام. هذه النوعية تكتب بجانب بعض الكلمات التى لا تروق لهم عبارة «أستغفر الله»، بينما هو فى أفضل الحالات استخدم قاموساً آلياً للترجمة من لغة أخرى دون مجهود، وفى أغلب الأحيان سرق الترجمة كاملة من آخر (لكن هذا لا يستدعى الاستغفار طبعاً)،
فى فيلم أمريكى كان أحدهم يقول للبطل إنه يمكنه أن يحصل على أى شىء يريد إذا آمن بوجود بلورة ما، المهم أن المترجم أغفل ما يحدث وكتب بلون مختلف: «عليك بالدعاء أخى المسلم وليس بالبلورة».
«مترجمو بير السلم» لا يفعلون ذلك وحدهم، لكن تشاركهم الحفلة بعض القنوات الخليجية؛ فمن يملك المال يملك الحقيقة! الترجمات الخليجية تجعل من «الكنيسة» «دار العبادة» وأحياناً «المعبد» (لأن الكنيسة كلمة «أبيحة» فيما يبدو)، أما «الآلهة» فهم «الأسياد» (أشتاتاً أشتوت). و«اليهودى» هو «رجل من طائفة أخرى»! أما جملة «أنا أحبك» فهى عيب وحرام ولذلك تترجم إلى «أنا أهتم لأمرك». و«الشمبانيا» تتحول إلى «شراب الفقاقيع» (ربما الموضوع متعلق بفقع المرارة).
انتقلت العدوى إلى الإعلام ولذلك تحول «الإرهابيون» إلى «جهاديين»، وأصبحت «داعش» «الدولة الإسلامية». فيما «الجيش العربى السورى» هو «قوات النظام»، بينما مجموعة مرتزقة صاروا «ثواراً» و«مقاومة»، وذلك فى زمن «جيش الدفاع الإسرائيلى» وليس «جيش الاحتلال الصهيونى».
أما فى مصر فنحن نتوه أحياناً بين الترجمات، انتهت موضة «ثورة» ولا «انقلاب»، لندخل عصر «قناة» ولا «تفريعة»، بينما الأصل فى الثنائية الأولى هو إرادة شعب حين يرفض، والحكمة من الثانية هى إرادة الشعب نفسه حين يبنى، وذلك بعيداً عن التوهان فى طرقات نحت المصطلحات وتعريفاتها.