Translate

Saturday, August 30, 2014

Mireille Mathieu - Pardonne-moi ce caprice d'enfant

لقاء مثمر مع وزير الثقافة بقلم د. وسيم السيسى ٣٠/ ٨/ ٢٠١٤

فى صباح الخير يا مصر تحدثت عن التكنولوجيات المفقودة فى مصر القديمة، والهندسة المتقدمة فى المعابد الفرعونية، وعرضت الكتاب الذى يناقش هذه العلوم: lost technologies of .ancient egypt
advanced engin eering in the temples ef the pharaohs
تأليف christopher dunn
وشرحت كيف أن الأهرامات لم تكن مقابر للملوك بدليل أن سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة بنى أربعة أهرامات! ولكنها أى الأهرامات كانت محطات لتوليد طاقة تسمى pizo electric effect لقطع الجرانيت حتى يصبح كالزجاج، وكيف جاء كوبستوفر وأجرى تجربة رائعة فى المتحف المصرى أمام الدكتور زاهى حواس حتى يثبت نظريته، وكيف خرج من تابوت الجرانيت يصرخ ويقول: هذه دقة عصر الفضاء!
وفى برنامج صباح الخير يا مصر.. طلبت من الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، أن يترجم هذا الكتاب إلى العربية بدلاً من السموم الجاهلة مثل: حضارة عفنة أو حفنة من تراب عفن، أو حضارة موت، حتى يعرف أولادنا أن حضارة أجدادهم الفراعنة قامت على العلوم والأخلاق، ولم تقم على السخرة والظلم كما يعتقد الكثيرون من أصحاب الأقلام!
تحدث إلى الدكتور جابر عصفور تليفونياً، وطلب مقابلتى فى المجلس الأعلى للثقافة ٩.٣٠ صباح الأحد ٢٤/٨/٢٠١٤، ومعى هذا الكتاب الذى ينصف مصر القديمة من ظلم أحفادها!
ذهبت فى الموعد المحدد، ومعى كتاب آخر لا يقل عظمة عن الكتاب الآنف الذكر: forbidd enhistory edited by j.douglas kenyon أى التاريخ الممنوع: دوجلاس كينيون.
قال الدكتور جابر عصفور مرحباً: إنى أعرفك منذ وقت طويل.. أحسست وأنا معه، أننى وإن لم تربطنى به أواصر القرابة والدم، فقد ربطتنى به أواصر الجينات المصرية وهى أنبل صلات الود والإخاء!
سرحت بأفكارى لعدة ثوان: نجحت الصهيونية العالمية بأذنابها الخمسة: أمريكا- إنجلترا- إسرائيل- تركيا- قطر، نجحوا فى تدمير العراق، سوريا، ليبيا، لأنهم أعراق مختلفة، تحطمت مخططاتهم على صخرة العرق الواحد المصرية «مارجريت كاندل».
المهم.. كان حواراً ممتعاً.. أخذ السيد الوزير الكتابين.. أمر بتصويرهما، وإعادتهما، ثم الاتصال بناشرى هذين الكتابين تمهيداً لترجمتهما، أهديت السيد الوزير كتابى: مصر علمت العالم، وعرفت أنه سيقابل السيد وزير التعليم الدكتور محمود أبوالنصر، فكتبت إهداء على كتابى: مصر التى لا تعرفونها، وطلبت من السيد وزير التعليم تدريس هذا الكتاب لطلبة المدارس ما قبل الجامعية، وفى نهاية ساعة ممتعة مع الدكتور جابر عصفور، طلب منى ترجمة بعض الكتب العلمية أو مراجعة التراجم العلمية، فاخترت المراجعة عن الترجمة.
صاحبنى الدكتور أنور مغيث شقيق الدكتور كمال مغيث.. هذا الإنسان المستنير، إلى مركز الترجمة.. اخترت بعض الكتب منها كتاب خطير جداً.. على كل مغيب أو فاقد الوعى القومى أو مغسول المخ.. أو يخرج علينا: أصلى أنا لا أؤمن بفكر المؤامرة!
هذا الكتاب ٥٧٥ صفحة تأليف مارك كورتيس، ترجمة كمال السيد، اسم هذا الكتاب: التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين.
عظيمة يا مصر بأبنائك البررة أمثال الدكتور جابر عصفور.

Thursday, August 28, 2014

فشل الأحزاب بقلم محمد سلماوى ٢٨/ ٨/ ٢٠١٤

شىء مؤسف ذلك الذى يحدث بين الأحزاب والقوى السياسية الآن، فالانتخابات باتت على الأبواب وهم مازالوا يختلفون ويتفرقون وتتنازعهم اعتبارات شخصية لا علاقة لها بالمصلحة العامة.
إن مجلس النواب القادم أحد أهم البرلمانات فى تاريخنا الحديث، فهو المنوط به تحويل المبادئ التى قامت عليها ثورتا ٢٥ يناير و٣٠ يونيو إلى تشريعات وقوانين ثابتة تقوم عليها الجمهورية الجديدة، وهو المنوط به تطبيق الدستور الجديد ليصبح واقعاً معاشاً، وليس حبراً على ورق، فأين الأحزاب السياسية من كل ذلك؟
إن الدستور الجديد يعطى مجلس النواب سلطة كبيرة فى تشكيل الوزارة، ومن أجل ذلك يجب أن يكون هناك حد أدنى من الاتفاق بين القوى السياسية داخل البرلمان، وإلا سنتحول إلى لبنان آخر فنعجز عن تشكيل وزارة متفق عليها، والدستور ينص على أنه بعد عدة محاولات لتشكيل الوزارة إذا لم تتفق الأغلبية البرلمانية على الوزارة حل البرلمان، وهذا يعنى أن هذه الأحزاب المتنافرة إذا استمرت على هذا المنوال داخل البرلمان ستؤدى إلى حله وتكون قد جنت على نفسها، وكبدت الحياة السياسية جهوداً لا لزوم لها، فهل هذا معقول؟
ثم أين الشباب من ذلك كله؟ إننى لم أسمع عن حزب واحد من بين أحزابنا التى يزيد عددها على الـ٨٠ حزباً، يدعو الشباب للانضمام إلى تحالفه الانتخابى. إن البرلمان القادم ينبغى أن يكون برلمان الشباب، فمن من الأحزاب سعى إلى شباب الثورة وتبناهم حتى يمنحهم الدعم المطلوب فى الانتخابات المقبلة؟
لقد عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى عن ضجره مما يجرى بين الأحزاب السياسية فى لقائه بالصحفيين منذ أيام، حين دعا الصحافة والإعلام للقيام بالدور الذى يبدو أنه يئس من أن تقوم به الأحزاب الحالية، فقال: لماذا لا تقومون بإلقاء الضوء على الشباب المتميز الذى يمكن أن يقوم بدور فى المرحلة القادمة؟ ثم كان أكثر تحديداً حين دعا الإعلام لوضع قائمة من ٨٠٠ شاب تتم دعوة الناس للاختيار من بينهم للانتخابات القادمة.
إن مثل هذا الحديث من رئيس الجمهورية لا يدل فقط على أنه مهموم بالانتخابات القادمة، وعلى أنه يرى أن مجلس النواب القادم يجب أن يعتمد على الشباب إذا كان سيمثل الثورة، لكنه يدل أيضاً على يأس الرئيس من أن تقوم الأحزاب بدورها فى هذا الصدد، فما يطالب به الرئيس الصحافة والإعلام هو صميم عمل الأحزاب السياسية، وإذا كان الرئيس يطالب الصحافة والإعلام بذلك فهذا بسبب فشل الأحزاب فى القيام بهذا الدور لانشغالها بتنافساتها الضيقة والتى لا تهم أحداً.
لقد عشنا لحظة مماثلة بعد قيام ثورة يوليو، انحدرت فيها الأحزاب إلى هذا الأسلوب غير المسؤول، ما أدى إلى قيام الثورة بحل الأحزاب، هذه المرة لن تلجأ القيادة السياسية إلى مثل هذه الإجراءات الاستثنائية، لكن الشعب نفسه هو الذى سيحل الأحزاب بانصرافه عنها، وهذا أخطر عليها، لأن الحزب الذى ينصرف عنه الشعب لا قوام له ولا قيام.

Tuesday, August 26, 2014

٢٥ يناير ثورة وطنية ومبارك كارثة كونية (٢) بقلم د محمد أبوالغار ٢٦/ ٨/ ٢٠١٤

لقد كتبت عشرات المقالات فى عهد مبارك تشرح كوارث نظامه، ولخصت مأساة عصره ضمن ثلاثة كتب، ولكن بعد خلع مبارك لم أكتب شيئاً عنه ولم أهتم بمحاكمته ولا كان عندى رغبة فى التشفى منه، رغم كل ما فعله بمصر ولكن ظهرت أصوات كثيرة حديثاً تدافع عنه وتعتبر ٢٥ يناير مؤامرة وأصبح من واجبى أن أذكر المصريين بما فعله مبارك بشعبه خلال ثلاثين عاماً.
أولاً: مبارك قتل الروح والأمل فى المواطن الذى شاهد رئيساً بطىء الحركة والتفكير لمدة ثلاثين عاماً.
ثانياً: قام مبارك بتأسيس دولة عظمى من الفساد السياسى، بحيث كانت عائلته، ممثلة فى زوجته ونجله جمال، تلعب دوراً أساسياً فى السياسة المصرية وكونت شبكة أعوان وصبياناً وخادمين عملوا فى كل المجالات السياسية بدءاً من منصب الوزير والمحافظ وأعضاء مجلس الشعب وبواسطة مجموعة من السياسيين الفاسدين، الذين سيطروا على الحزب الوطنى، وانتشر الفساد السياسى ليصل إلى أصغر موظف فى المحليات وأصبحت مصر فعلاً عزبة فى يد عصابة من المافيا وامتد هذا إلى مجموعة من الإعلاميين الذين ساندوا مبارك وباعوا مصر.
ثالثاً: الفساد الاقتصادى: شارك الرئيس وعائلته فى صنع شبكة فساد قومية هائلة تم فيها احتكار بعض الصناعات وبعض السلع الاستراتيجية وتم توزيع مئات الآلاف من الأفدنة من أراضى الدولة خلقت بليونيرات جدد، وصعبت المنافسة على رجال الصناعة والزراعة والتجارة الشرفاء، فإما أن تنضم إلى شبكة الفساد أو تختفى تماماً. وانتشرت الرشاوى عينى عينك وببجاحة فى طلبها وتمت الغطرشة على حوادث شهيرة ومعروفة بسبب القرب من مافيا الرئاسة، وكانت حادثة العبارة مثالاً بسيطاً لما هو أكبر، ونشر الفساد فى البنوك والصحافة القومية والتليفزيون وكل شىء فى مصر.
رابعاً: غياب الرؤية الاستراتيجية فى مستقبل التعليم والصحة وقضايا مثل الدعم كان يجب اتخاذ قرارات فيها من ٢٠ عاماً وباع الطاقة بأبخس الأثمان إلى الخارج.
خامساً: كسل مبارك أدى إلى أن فقدت مصر دورها الاستراتيجى فى أفريقيا وفى المنطقة العربية وأصبحنا تابعاً لا يساوى شيئاً.
سادساً: لعب مبارك دوراً أساسياً فى إعطاء الإخوان وضع متميز وشعبية فى الشارع المصرى بأن قام بمنع كل الأحزاب من ممارسة نشاط سياسى وقام بمحاولات لتخريب حزبى الوفد والتجمع عن طريق أمن الدولة ومنع إنشاء أحزاب حقيقية ممكن أن تعمل على الأرض لتبدأ فى منافسة الإخوان. ولكنه كان مقتنعاً بإبقاء الإخوان فقط كسلاح ليخيف به الجميع فى الداخل والخارج.
خلاصة الأمر: أين هو الرئيس المخلص الوطنى الذى يقبل أن يستمر ثلاثين عاماً فى الحكم ويشرك عائلته وشلة صغيرة فى إفساد بلد كبير مثل مصر ويرفض حتى أن يتحدث إلى شعبه مساء ٢٥ يناير.
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

Tuesday, August 19, 2014

رؤى للرئيس تحتاج المراجعة (٢) بقلم أمين إسكندر ١٩/ ٨/ ٢٠١٤

حولكم إلى السياق الموجود فيه الوطن العربى كله وليس فقط مصر، وأدركوا ما هو معناه وأين نحن منه مضيفاً: كان أمامنا خياران: إما يحصل فينا ما يحدث فى الآخرين من حولنا أو يتقدم الجيش والشرطة ليتلقيا الضربة عن الشعب» هذا ما قاله الرئيس السيسى فى خطابه بذكرى ثورة ٢٣ يوليو، وهنا لابد من التوقف عند فكرة أن ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا- من صراعات تهدد الوجود ذاته- كان من الممكن أن يصيب مصر- لا قدر الله- لولا تقدم الجيش والشرطة ليتلقيا الضربة عن الشعب!!
الحقيقة يا سيادة الرئيس أن هذا الاستنتاج غير دقيق، بل غير صائب لعدة أسباب أولها:
أن صراع الأدوار فى الشرق الأوسط يدور بين ثلاث دول إقليمية (إيران وتركيا ودولة الكيان الصهيونى)، ومصر لم يكن لها دور فى هذا الصراع، لأنها خرجت منه بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأصبحت بعد التوقيع مشاركة فى المخططات التى ترسم ضد مصلحة الأمة، وهنا لابد من الإشارة لدور مصر نظام مبارك فى تصفية قوة العراق العسكرية وكيف نظر لذلك خبراء الخيبة والهزيمة تحت حجة أن التخلص من قوة العراق سوف يكون فى صالح تفرد القوة المصرية. والمثل الثانى الذى يؤكد استنتاجى هو دور مصر الوسيط غير المحايد بين عدو الأمة العربية الكيان الصهيونى وبين فلسطين العربية بل وصل بها الحال للضغط على المفاوض الفلسطينى لصالح المحتل الصهيونى. وبالطبع يمكن أن نتحدث عن سحب السفير المصرى من سوريا وعن إهمال ليبيا، وحتى لا يفهم أحد أننى من الداعين لدور إمبراطورى لمصر، وإنما من المؤكد أنى من الداعين ليقظة أجهزة الأمن القومى وهى بمثابة قرون الاستشعار عن الخطر المحيط بمصر.
لذلك فالسياق العام المحيط بالوطن العربى مغاير عن سياق مصر- كما أوضحنا- نضيف إلى ذلك أن العراق دولة فقط وكذلك ليبيا، أما سوريا فدولة صانعة لدور كبير لها عبر محاولات دؤوبة لبناء محور مقاومة عبر العلاقة مع إيران وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية وروسيا، لذلك هى فى بؤرة الأحداث والاستهداف، وبمزيد من التفصيل نستطيع أن نقول إن العراق تعرضت لضربات وغزو الحلف الأطلسى وأصدقائه إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية- قائدة هذا الحلف- وجدت نفسها فى العراق شريكة مع النفوذ الإيرانى وكان ذلك لصالح الدور الإيرانى المتعارك مع أمريكا حول المفاعل النووى السلمى وحول دعمها لسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية، لذلك رغم هندسة الحكم العراقى طائفياً إلا أن ذلك لم يعد كافياً للسيطرة، ومن هنا كان الصراع على النفوذ الإيرانى فى العراق وسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية. إنها لعبة تحجيم الدور والنفوذ. مصر خارج كل هذه العمليات، لأنها خرجت من تلك التفاعلات الصانعة للأدوار بتوقيعها كامب ديفيد ونضيف إلى ذلك أن العراق وسوريا وليبيا ما زالت القبائل فيها هى صلب نسيج المجتمعات بدرجات متباينة من قطر لآخر، كما أن الأعراق والديانات والمذاهب فى البعض منها مثل العراق وسوريا متعددة، إذن يا سيادة الرئيس مصر خارج صراع الأدوار.
وأخيراً يا سيادة الرئيس لا ينوب أحد عن الشعب المصرى، فالجيش والشرطة يقومان بواجبهما ويؤديان وظيفتهما فى حماية الحدود وحماية الداخل المصرى، تلك وظيفتهما بحكم الدستور يا سيادة الرئيس، فلا منّة لأحد على الشعب المصرى ولا تلقى ضربات عن الشعب، أى دولة كل جيشها وشرطتها بتقبض من ضرائب الشعب وتقوم بوظيفتها المنصوص عليها فى الدستور وهكذا نرى أن مصر غير سوريا والعراق وليبيا يا سيادة الرئيس، فلا المخاطر واحدة ولا نسيج المجتمعات متشابه، فمصر الدولة القديمة والشعب المنسوج مثل خيوط النسيج لا يمكن أن يتعرض لما تعرضت له العراق وليبيا وسوريا.

Monday, August 18, 2014

أزمة عقل (٣) بقلم د. مراد وهبة ١٨/ ٨/ ٢٠١٤


ما النتيجة التى انتهى إليها أبو مازن من انفتاحه على إسرائيل؟
أمران: الأمر الأول أنه تلاحم مع «حركة السلام الآن» التى تضم جميع محبى السلام فى إسرائيل، ولكن الذى لفت انتباهه هو أن مسار السلام، لدى الحركة، لم يكن محدداً. والأمر الثانى أن اليهود الشرقيين من الأندلس والذين كانوا يقيمون فى البلدان العربية مختلفين عن اليهود الأشكنازي ممؤسسى الدولة الإسرائيلية، إذ يلفهم الغموض ويقفون فى أسفل السُلم الاجتماعى، ولكنهم يتميزون بأنهم أشد شراسة فى عدائهم للعرب، إذ ارتأوا أن اندماجهم فى المجتمع الإسرائيلى يستلزم منهم أن يكون إحساسهم بالصهيونية أقوى من إحساس الأشكنازيم، ولهذا كانوا متطرفين ومعادين لحزب العمل ومنحازين إلى حزب الليكود.
وما النتيجة التى انتهى إليها أبو مازن من انفتاحه على حركة السلام الآن واليهود الشرقيين؟
بناء جسر بين العرب والإسرائيليين، فقد اجتمع معهم فى رومانيا فى ٦/ ١١/ ١٩٨٦ وفى المجر فى ١٢ يونيو ١٩٨٧ وفى إسبانيا فى ٥ يوليو ١٩٨٩. وفى ذلك الاجتماع الأخير لم يطلب أبو مازن من اليهود إصدار بيان أو تصريحات صحفية، إذ اكتفى بالحوار المثمر، ومع ذلك أصدر اليهود بياناً امتدحوا فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالقرارات الدولية ورفض الإرهاب، وطالبوا بتأسيس دولة فلسطين بجوار دولة إسرائيل.
وفى ٧/ ١٢/ ١٩٨٧ اندلعت الانتفاضة لمقاومة الاحتلال، واستندت إلى قواعد أساسية حتى لا تنحرف عن مسارها أو تصبح مجرد فقاعة سرعان ما تتلاشى. ومن هنا ارتأى أبو مازن أن الانتفاضة تستلزم عقلاً يرفض الشعارات الجوفاء ويستجيب لحاجات الشعب الفلسطينى. ومن هنا أيضاً اجتمع أبو مازن مع نعيم الأشقر عضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى الفلسطينى تقديراً منه لحكمته. ثم دار بينهما الحوار الآتى:
أبو مازن: هل أنت مستعد لأن نفكر سوياً من غير «خطوط حمراء» أو محرمات؟
الأشقر: نعم.
أبو مازن: هل تتفق معى فى أن الانتفاضة مجرد وسيلة لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والضفة الغربية؟
الأشقر: نعم.
أبو مازن: وإذا طلبنا من شعبنا مواصلة رمى الحجارة على الإسرائيليين لإخراجهم من حيفا ويافا وعكا هل تظن أنه سيوافق على هذا المطلب؟
الأشقر: لا.
أبو مازن: ماذا يكون رد فعلهم؟
الأشقر: سيرمون الحجارة فى وجوهنا.
وتأسيساً على ذلك الحوار بدأ أبو مازن ورفاقه فى التفكير فى قبول قرارى ٢٤٢ و٣٣٨ أساساً للعملية السياسية والتى عرفت فيما بعد بالمبادرة السياسية الفلسطينية. وكان أبو مازن حريصا على عدم إذاعة تفصيلات المبادرة. ومن ثم تحدث فى عمومياتها مع القيادة الفلسطينية وبعض القيادات العربية والاتحاد السوفييتى. وبعد ذلك أعلن عرفات فى مؤتمر صحفى أن دعوته إلى السلام ليست تكتيكية إنما استراتيجية، وأن الشعب الفلسطينى من حقه الحرية والاستقلال بما يتفق وقرار ١٨١، كما أنه من حق دول المنطقة أن تنعم بالسلام والأمن بما فى ذلك فلسطين وإسرائيل وبما يتفق وقرارى ٢٤٢ و٣٣٨. وفى نهاية المؤتمر قال عرفات: أعلن أمامكم بل انقلوا عنى أننا نريد السلام، وأننا ملتزمون بالسلام وأننا نرغب فى العيش فى دولة فلسطينية، وأننا نسمح للآخرين بالعيش. وفى أقل من ساعة صدر بيان من رئيس أمريكا رونالد ريجان يعلن فيه بداية الحوار من منظمة التحرير الفلسطينية.
والسؤال بعد ذلك:
ماذا يعنى حوار أمريكا مع المنظمة؟
إنه يعنى أن المنظمة أصبحت رسمية، وأنه لا حوار مع غيرها فى منطقة الشرق الأوسط.

Sunday, August 17, 2014

الإصلاح فى الكنيسة الكاثوليكية .... مجدى خليل

  1. أغلب الذين يتحدثون عن الكنيسة الكاثوليكية يتناولون فترة صكوك الغفران ومحاكم التفتيش والعصور المظلمة التى مرت بها هذه الكنيسة متجاهلين حقيقة الإصلاحات الجبارة التى تمت فى هذه الكنيسة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، حتى أصبحت الكنيسة الكاثوليكية وبحق حاليا أكبر وأعظم مؤسسة دينية فى العالم كله تخدم مئات الملايين عبر العالم من جميع الديانات بلا تفرقة من خلال المستشفيات والمدارس والإرساليات والملاجئ ومنظمات الإغاثة الدولية والجامعات ودار الرعاية والإصلاح ،وذلك علاوة على الخدمة الروحية لمليار ومائتى مليون كاثوليكى حول العالم.
  2. فعندما قام المصلح الدينى الكبير والعظيم مارتن لوثر(1483-1546) هو وزملائه الأبطال أمثال أوريش زونجلى (1484-1531)،وجون كالفن (1509-1564) ،ومن قبلهم الفيلسوف والمصلح الشجاع جون ويكليف(1328-1384) والشهيد الفيلسوف البطل جان هس(1372-1415) بحركة الاحتجاج الكبير على الفساد الذى كان يجرى وقتها وضد السلطان الطاغى للكنيسة مبسطين أسس الايمان المسيحى فى العلاقة المباشرة بين الإنسان والله دون الاحتياج إلى وساطة البشر للوصول إلى الخالق العظيم،كان هناك فى نفس الوقت من داخل الكنيسة الكاثوليكية نفسها حركة إصلاح يقودها رجال دين عظام أمثال القديس فرانسيس الأسيزى(1181-1226) الذى كان يقول أن الخلاص يتطلب شيئا أكثر من مجرد مجموعة طقوس وثنية. وظهرت حركة الإصلاح اليسوعى"الجزويت" (1491-1556)، ثم حركة الإصلاح المضاد Counter-Reformation، وهى حركة تعنى بإصلاح الكنيسة الكاثوليكية من داخلها دون الحاجة للتحول للبروتستانتية، ثم أستمر الإصلاح عبر المجامع حتى المجمع الفاتيكانى الثانى(1962-1965) الذى قاد حركة ثورية لإصلاح الكثير من المفاهيم فى الكنيسة الكاثوليكية عبر مناقشة 16 موضوعا هاما على رأسها الحريات الدينية كما جاء فى نص قرارات المجمع كالتالى:" يُعلنُ هذا المجمعُ الفاتيكانيُّ أنَّ الحريَّةَ الدينيةَ حقٌّ للشخصِ الإنساني. وهذه الحُريَّةُ تقومُ بأنْ يكونَ جميعُ الناسِ بمعزلٍ عن الضغطِ سواءٌ أتى من الأفرادِ أو من الهيئاتِ الإجتماعيّةِ أو أتى من أيّ سُلطةٍ بشريَّة، وهكذا ففي أمورِ الدينِ لا يجوزُ لأحدٍ أن يُكرَهَ على عملٍ يُخالفُ ضميرَه، ولا أن يُمنَعَ من العملِ، في نِطاقِ المعقولِ، وِفاقاً لضميرِهِ، سواءٌ كان عملُهُ في السرِّ أو في العَلانيّة، وسواءٌ كانَ فردياً أو جماعياً. وهو إلى ذلكَ يُعلنُ أنَّ حقَّ الحريَّة الدينيَّة مُتجَذّرٌ في كرامةِ الشخصِ البشريّ نَفْسِها، كما وردَ ذلك في كلامِ الوحيِ الإلهيّ وأوضحهُ العقلُ نفسه".
  3. واستمر الإصلاح بعد ذلك وصولا إلى البابا فرانسيس الأول الذى شكل لجنة من ثمانية كرادلة يمثلون القارات الخمس وذلك لإصلاح الادارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية،وكذلك دراسة تعديل دستور الفاتيكان" باستور بونوس". 
  4. لقد عاصرت فى حياتى ثلاثة من باباوات الكنيسة الكاثوليكية العظام،كل واحد منهم كان صوتا صارخا لتنبيه العالم لخطر محدد،فالبابا يوحنا بولس الثانى(1920-2005) كانت صرخته المدوية ضد الشيوعية حتى سقطت وكان يقول لشعبه بكل قوة كونوا رجالا فى مواجهة الشيوعية،وجاء بعده الفيلسوف العظيم البابا بندكيوس السادس عشر(1927- ) الذى صرخ صرخته المدوية ضد التطرف الإسلامى ورحل عن المنصب تاركا العالم يتدبر أمره تجاه هذه المسألة الخطيرة التى رأينا احدث تجلياتها فى تنظيم داعش الإرهابى، ثم جاء البابا فرنسيس الأول(1936- ) بصرخة مهمة ضد الفقر والقساوة والشقاء مقدما نفسه كمثال على المحبة والتواضع والبساطة والزهد،محاولا إبراز الجانب الرحيم والإنسانى فى الكنيسة.
  5. وحتى عندما تفجرت قضية الاعتداءات الجنسية على الأطفال كان الحل هو تطهير الكنيسة من الداخل من كل فعل بشرى خاطئ،واعترفت الكنيسة بهذه الاخطاء وقدمت أكثر من 2 مليار دولار تعويضات للضحايا،وخرجت الكنيسة من التجربة أكثر قوة ونقاء،فالشفافية والصدق والإصلاح الذاتى أثبت أنه الطريقة المثلى لمعالجة هذه القضايا وليس التعتيم والإنكار وظلم المجنى عليهم.
  6. ومازال مشوار الإصلاح مستمرا،فالوصول للكمال المسيحى يتطلب عملا دائبا مستمرا شجاعا منفتحا شفافا.ولكن يظل الاعجاب بهذا التطور فى النظام الإدارى للكنيسة الكاثوليكية التى تدير اصولا بمئات المليارات من الدولارات حول العالم وفقا لنظام مالى وإدارى منضبط وشفاف،ويكفى أن نعرف أن مرتب الجميع فى أوروبا على سبيل المثال من طالب الرهبنة إلى قداسة البابا فرانسيس الأول متساوى للجميع ويعادل الحد الأدنى للأجور فى أوروبا وهو 2200 يورو شهريا ،مع وجود نظام صحى واحد للجميع....الا يدعو هذا للفخر؟.
  7. إن الكنائس الشرقية تحتاج أن تقتفى أثر هذا الطريق من الإصلاحات الإدارية والمالية فى الكنيسة الكاثوليكية ومن التفاعل مع الفكر اللآهوتى المسيحى المعاصر كذلك،فقد وضعت كنائسنا فى الشرق الأولوية للحفاظ على الإيمان تحت الإضطهادات التى لازمت الحكم الإسلامى،ولهذا انشغلت عن الإصلاح، وقدمت الإيمان حتى على الإنسان ذاته حتى انطبق عليها احيانا المثل القائل " ضحى بالأم والجنين من آجل نجاح العملية" ،وواجهت الإضطهادات بلآهوت سلبى ،غرسته فى الإنسان المسيحى الشرقى، يكرس السلبية فى مواجهة الإضطهاد، وكانت النتيجة الطبيعية هى تطور وضع مسيحى الشرق من الإضطهاد إلى توسل البقاء، وذلك بعد أن اصبح الوجود المسيحى ذاته مهددا فى الشرق.

Saturday, August 16, 2014

جوزيف صقر أنا اللي عليكي مشتاق

جوزيف صقر أنا اللي عليكي مشتاق

الأخوان: من روائع القصص العالمى (١-٢) بقلم د. وسيم السيسى ١٦/ ٨/ ٢٠١٤

هذه القصة من روائع الأدب العالمى، تأثر بها أبوالعلاء فى رسالة الغفران، كما تأثرت بها قصة فيدر، وابن زوجها هيبوليت «أوربيد»، كما تشابهت معها قصة يوسف عليه السلام مع زوجة فوتيفار «التوراة»، ليس هذا فقط.. بل إنها سبقت القصيدة الهندية بخصوص تقمص الأرواح بآلاف السنين!!
هذه القصة الفرعونية الرائعة عنوانها: «الأخوان» وهى تصور الحياة على أنها روح.. هذه الروح قد تأخذ شكل إنسان أو ثور، أو شجرة لبخ، صور متعددة لشىء واحد هو الحياة.
يقول جيمس هنرى برستد فى كتابه «فجر الضمير» صفحة ٣٨٣: هذه القصة الرائعة انتشرت فى فلسطين انتشاراً كبيراً فالتقطها مؤلف عبرانى موهوب، وصاغ منها قصة يوسف! أنا لا أوافقه على ذلك، ويقارن برستد بين قصة الأخوين المصرية، وقصة يوسف التوراتية فيقول: إن عفة يوسف كانت من أجل سيدة فوتيفار، بينما عفة باتا من أجل القيم الأخلاقية.
إنها قصة تصور نزاهة النفس ومتانتها، كما تصور الخيال البديع الذى تأثر به دانتى فى الكوميديا الإلهية أى التحورات.
تبدأ القصة بأخوين.. آنوب الأكبر، وباتا الأصغر.. جميلاً.. قوياً.. كانت الأبقار والأغنام تحبه، وكان الأخوان يحرثان الأرض، فنفدت البذور، أرسل آنوب أخاه باتا لإحضار بذور من مخزن الدار، فقابلته زوجة أخيه التى كانت تشتهيه قائلة: تعال نقض ساعة من مرح فى الفراش، وسوف ننعم كثيراً!
تحول باتا إلى ضبع هائج وقال: ما هذا الذى تفوهت به، وأنت بمثابة أمى، وأخى بمثابة أبى، ما هذه الرذيلة الكبرى، لا تكررى ما تقولين، ولن أكرر ما سمعت! حمل باتا البذور وذهب إلى الحقل.
عاد آنوب إلى المنزل، وجد زوجته تبكى وتقول: باتا ضربنى لأنه أراد أن يراودنى عن نفسى، قلت له أنا بمثابة أمك، وأخوك بمثابة أبيك! إياك أن تجعله يعيش معنا ولا تسمع له كلمة دفاع واحدة!
انتظر آنوب أخاه باتا بسكين وراء الحظيرة، عاد باتا محملاً بثمار الحقل مع الأبقار، همست البقرة فى أذن باتا: أخوك ينتظرك بسكين حتى يقتلك.. اهرب! أطلق باتا ساقيه للريح، واستغاث برع قائلاً: احكم يا رب بين الظالم والمظلوم.
استجاب الله لنداء باتا.. أقاه بحيرة كبيرة مليئة بالتماسيح، لم يستطع آنوب الوصول لأخيه، ناداه باتا: أتيت ورائى لتقتلنى دون أن تسمع ما سيقوله لسانى، أخبرتك زوجتك بعكس ما حدث، بكى باتا، وبكى آنوب.
قال باتا: أنا متجه إلى وادى الصنوبر، حيث أضع قلبى على زهرة الصنوبر، فإن فارت الجعة على جوانب الكوب فاعلم أن مكروهاً أصابنى وأنى فارقت الحياة، ابحث عن قلبى وضعه فى كوب ماء حتى ترتد لى الحياة، وانتقم من المرأة التى أرادت بى سوءاً.
عاد آنوب، وضع التراب على رأسه وقتل الزوجة الخائنة.
ذهب باتا إلى وادى الصنوبر، وضع قلبه على زهرة، أهداه رع زوجة من أجمل الجميلات، جاءت الهاتورات وقلن فى صوت واحد: ستموت هذه المرأة بحد السيف.
أتوقف هنا، وأكمل هذه القصة العالمية الأسبوع المقبل، والسبب أنى حزين جداً ليس لسبب شخصى، ولكن لأن فرحة الناس بـ٣٠/٦ و٣/٧ والحكومة الجديدة آخذة فى الانكماش بسبب: ١- انقطاع الكهرباء. ٢- ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز ومستلزمات الحياة. والشىء المحير: لماذا هذا الظلام الدامس الذى ينسحب على مصر كل يوم؟ نقص الوقود؟ استوردوه! تصدير الوقود لغزة؟ أوقفوه، إخوان؟ ارفدوه! تخريب؟ أعدموه! الأدوية باظت، المحفوظات الغذائية باظت! قال لى أحد الصيادلة: باظ الأنسولين عندى، أردت استبداله من الشركة.. قالوا: باظ عندنا كما باظ عندك! النجدة.. لإنقاذ التفاف الشعب حول الحكم الجديد.. للصبر حدود!!

Friday, August 15, 2014

أروع أغاني كارمن .. إنتحار الحب.

مسرحية كارمن - عمر خيرت

تعليق شاهد عيان على رواية اللواء المراسى بقلم محمد أبوالغار ١٥/ ٨/ ٢٠١٤

نشرت «المصرى اليوم» شهادات بعض كبار ضباط الداخلية فى أيام مبارك فى المحكمة، وعلى رأسهم حبيب العادلى. وكانت شهادة اللواء المراسى، مدير أمن الدولة فى الجيزة، متصدرة المشهد، حيث قال إن البرادعى رفع أصابعه بعلامة النصر، وكان هو سبب الهجوم على الداخلية وانهيارها.
سوف أحكى ما حدث بدقة فى يوم ٢٨ يناير. وقفت مجموعة، منها زوجتى وبناتى الاثنتان ود. أسامة الغزالى وزوجته والأستاذ إبراهيم عيسى ود. عبدالجليل مصطفى والدكتور البرادعى والدكتور أحمد الكاتب وآخرون، فى ميدان الجيزة أمام مسجد الاستقامة، وكان الزحام كثيفاً وقوات الأمن المركزى تحاصرنا، وشاهد الدكتور عبدالجليل مصطفى اللواء المراسى على الرصيف على بعد أمتار منا، فقال لى: أنا أعرفه، وسوف أذهب إليه، وفعلاً شاهدت الواقعة، وسمعت الحديث الذى قال فيه د. عبدالجليل: نريد تظاهرات سلمية، ولابد أن تمنع رجالك من الاعتداء على المتظاهرين، فقال المراسى: لن تعتدى الشرطة على الشعب، وفور انتهاء الصلاة انهالت العصيان علينا دون سبب، ونالتنى عصاه على ساعدى، وأُلقيت القنابل المسيلة للدموع بكثافة، فتفرقنا. وما حدث هو أن الدكتور البرادعى كُسرت نظارته، وجذبته مجموعة من الشباب إلى داخل المسجد ومعهم الأستاذ إبراهيم عيسى وابنتى «منى»، وظلوا محاصرين عدة ساعات حتى تم فك الحصار، وكتبت ابنتى تفاصيل دقيقة للأحداث التى دارت داخل المسجد.
أما أنا وابنتى «هنا» فقد حُوصرنا بالشرطة فى الشارع تحت الكوبرى العلوى، وكنا نركض بسرعة فى الشوارع الجانبية قبل نفق الهرم للاختباء من الخرطوش وقنابل الغاز، ونعود مرة أخرى عند توقف الضرب، وصعد بعض الشباب أعلى الكوبرى، وأخذ يرد على الشرطة بالطوب أو إعادة إلقاء قنابل الغاز قبل انفجارها.
ولم أستطع الاطمئنان على زوجتى وابنتى، ولم أكن أعلم أنهما فى المسجد، والتليفونات كانت مقطوعة. وأثناء الجرى فى أحد الشوارع الجانبية شاهدت بالمصادفة الأستاذ محمد الأشقر، منسق كفاية الأسبق، وكان يسكن هناك، ودعانى للصعود إلى منزله للاستراحة والاتصال بالتليفون الأرضى، وشكرته، وعدت للميدان، وقيل لنا من الشباب: إن هناك عدة آلاف من الألتراس قادمين من العمرانية ومن الطالبية، وفعلاً بوصول هاتين التظاهرتين استطاعتا فك حصار الشرطة، واستطعنا الخروج بين أعداد كبيرة من جنود الأمن المركزى الذين كانوا واقفين فى هدوء ومعهم ضابط ملازم ثان وحيد، واختفى كل الكبار من الشرطة. وشاهدت صديقاً طمأننى على زوجتى وابنتى «منى»، وقال إنهما كانتا داخل المسجد، وخرجتا بعد فك الحصار.
هذه هى التفاصيل الدقيقة لما حدث، وواضح أن البرادعى لم يرفع علامة النصر، وأنه قد اختفى محمولاً منذ الدقيقة الأولى إلى داخل المسجد، وأن من بدأوا الاعتداء هم الشرطة فى أول ثانية بأوامر من المراسى الذى كان موجوداً، وأن المتظاهرين استمروا فى معركة مع الشرطة لمدة ساعات دون انتصار أحد، ولكن الذى حسم المعركة هو الألتراس مع جهود شباب الثورة.

Sunday, August 10, 2014

الإخوان.. عائدون! بقلم مستشار جميل برسوم ١١/ ٨/ ٢٠١٤

أثبتت التجارب السابقة أننا لا نتعلم من أخطائنا رغم تكرارها وتكرار نتائجها الكارثية، فلا يخفى على أحد، ولو كان محدود الذكاء، أن الإخوان وأنصارهم إنما جاءوا إلى الحكم ليس لأنهم أغلبية، ولكن ذلك كان نتيجة طبيعية لانقساماتنا وسلبياتنا، وأبرز مثل على ذلك كان فى الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٢، حيث تقدم ستة عشر مرشحاً من التيار الليبرالى مقابل مرشح واحد من التيار المتأسلم، وعندما انحصر السباق بين مرشحين اثنين امتنع الكثيرون عن التصويت أو أبطلوا أصواتهم، بحجة أنهم لا يريدون أياً منهما، بينما أعطى آخرون أصواتهم لمرسى، ليس لأنهم يريدونه ولكن لأنهم لا يريدون شفيق! وفى المقابل كان التيار المتأسلم متوحداً وحريصاً على حشد كل أنصاره للتصويت لمرشحه، مستخدماً فى ذلك كل إمكانياته المادية ووسائله المشروعة وغير المشروعة، فكان من الطبيعى كنتيجة منطقية أن يفوز مرشح الإخوان، وتكرر ذلك أيضاً فى انتخابات مجلس الشعب ثم فى انتخابات مجلس الشورى.
وها نحن نكرر للمرة الرابعة نفس السيناريو لنعطى التيار المتأسلم فرصة ذهبية أخرى للقفز على المسرح السياسى، فيتم الإعلان كل يوم عن قيام تحالف بين بعض الأحزاب والشخصيات العامة بقصد توحيد الجهود لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، فنسمع عن تحالف يدعو إليه عمرو موسى، وآخر للسيد البدوى، وآخر لأحمد شفيق، فضلاً عن تحالفات للعمال والفلاحين والشباب.. إلخ.. إلخ.
وهكذا تقوم عشرات التحالفات، وكأننا «يا أبوزيد لا رحنا ولا جينا»! إذ إن هذه التحالفات بهذه الصورة وبسبب تعددها ليست فى الواقع سوى انقسامات تؤدى إلى تفتيت الأصوات أكثر مما كان سوف يحدث لو خاض كل حزب الانتخابات بمفرده! خاصة أنه بعد الإعلان عن قيام هذه التحالفات سرعان ما تدب الخلافات بينها أو بين الأحزاب فى كل تحالف، بسبب إصرار كل طرف على أن يكون له نصيب الأسد فى الترشيحات، وكأن هذه التحالفات لم تقم إلا لتحقيق مصالح شخصية دون أى اعتبار لمصلحة الوطن، وتكون النتيجة الحتمية هى الخسارة للجميع كما يحدث فى كل مرة، وننزوى نادمين حيث لا ينفع الندم.
فى كل مرة تعلو أصوات المواطنين المخلصين مطالبين القوى الليبرالية بالتوحد لمجابهة التيار المتأسلم الذى ظهر بوضوح أنه لا ينتمى لمصر، إذ قالها مرشدهم صراحة: «طظ فى مصر»!، بل ينتمى إلى التنظيم الدولى الذى يسعى إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، مدعوماً بدول كبرى مثل أمريكا وبعض الدول الأوروبية، ودول صغرى ربيبة أمريكا وإسرائيل مثل قطر وتركيا، إلا أن هذه النداءات لا تجد آذاناً صاغية إزاء تغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، وكأن ما حدث فى الماضى القريب، وما زال يحدث للآن من إرهاب وقهر واستبداد وإقصاء، على يد الإخوان وأنصارهم، أصبح فى طى النسيان، وكأننا «ننفخ فى قربة مقطوعة»!
إن أمريكا والدول التى تدور فى فلكها مازالت تعمل على إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذى يجمع كل المتطرفين والإرهابيين، حيث تتمكن أمريكا من إخضاعهم لسيطرتها وكسب ودهم لاتقاء شرهم وضمان عدم تعرضهم لها ولإسرائيل، ولذا فقد كانت ومازالت تدعم الإخوان فى مصر والجماعات المتطرفة فى كل من العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن ولبنان، لأنها لا تريد أن تقوم لها قائمة، بل تريد تقسيمها إلى دويلات أو إمارات صغيرة يسهل السيطرة عليها، إعمالاً للمثل القائل: «فرق تسد»!
فهل نستوعب هذه الدروس قبل فوات الأوان، أم أننا فى حاجة إلى ثورة ثالثة وإلى مزيد من الشهداء حتى يفيق الغافلون ويرتدع المتآمرون؟ إن ثورة ٣٠ يونيو بدأت تؤتى ثمارها وقطعت شوطاً لا بأس به نحو إرساء مؤسسات الدولة ونحو نهضة اقتصادية كبيرة، كان من ضمن إنجازاتها البدء فى مشروع إنشاء وتنمية منطقة قناة السويس، وغيرها فى الطريق إن شاء الله، فهل نفرط فى كل هذه المكاسب أم نتحد ونتكاتف للحفاظ عليها المضىّ قدماً فى الطريق الذى رسمناه للوصول بمصرنا الحبيبة إلى كل ما نتمناه لها من خير وأمان وازدهار؟
أفلا تعقلون يا ذوى الألباب، إن كان لديكم ألباب؟!
* عضو المجلس الأعلى للقضاء سابقاً

«أنا مكسوف»..! مجدى الجلاد

لم يكن ممكناً أن أتجاهل ما حدث.. لا سيما أنه تكرر أكثر من مرة.. سألت نفسى: لماذا يُبدى الإعلاميون -وأنا منهم- آراءهم فى كل شىء وأى شخص، ولا يقبلون أن يمس أحد طرفاً لهم.. رغم أن الثوب الإعلامى مملوء بالأدران؟!
أجبت عن السؤال.. وقررت أن أكتب.. قررت أن أقف أنا وزملاء لى أمام المرآة.. ثم أصف لكم المشهد بصدق.. مشهد عشرات الإعلاميين الذين يطلون على ملايين المشاهدين كل ليلة.. ولأننى لا أريد تقييم أداء أحد منهم على الشاشة.. وجدت أن اللقاء المطول الذى عقده الرئيس السيسى مع عدد كبير من المذيعين ومقدمى البرامج ورؤساء المحطات الفضائية، أمس، يرسم صورة صادقة ودقيقة للمشهد الإعلامى المصرى..!
أعرف أن كثيراً من الزملاء الإعلاميين سوف يغضبون من شهادتى تلك.. غير أننى لا أكترث لغضبٍ على جثة وطن.. فالاجتماع الذى استمر من العاشرة صباحاً حتى الواحدة والنصف ظهراً، شهد حديثاً جاداً ومهماً لـ«السيسى» حول تحديات المرحلة الراهنة، والمخاطر التى تُحيق بمصر ومنطقة الشرق الأوسط.. ثم تكلم عن الأهمية القصوى للإعلام ودوره فى مواجهة هذه المخاطر.. كان الرجل صريحاً عميقاً كالعادة.. وكان بعض الحضور سطحياً جاهلاً كالعادة أيضاً..!
طرح كثيرون قضايا مهمة.. وتحدث كثيرون بسذاجة سياسية واقتصادية، دفعت الحضور من الرئاسة إلى تبادل نظرات الدهشة والامتعاض... وللحق، فقد كان الرئيس السيسى شديد التحمل والأدب، رغم ما بدا فى عينيه من استغراب إلى حد إحساس بعض الإعلاميين المحترفين بالحرج... كانت بعض المداخلات والأسئلة أقرب إلى عقل ولغة العامة.. وبدت استنتاجات بعض الإعلاميين من كلام «السيسى» عكس ما أراد الرجل قوله.. وطوال اللقاء سيطرت «شهوة الكلام» والظهور على عدد ليس بقليل من الحضور.. وفى غمرة الجهل والسطحية.. كان صبر «السيسى» مدهشاً.. وكان جهل إعلاميين بارزين متصاعداً حتى آخر لحظة..!
ليس فى شهادتى هذه إساءة لأحد ولا اصطناع لـ«الأستاذية».. ولست الوحيد الذى لاحظ هذا التدنى فى الحوار، وذاك الانحدار أسفل القضايا المصيرية.. والخطيرة.. غير أن الأسئلة الأخطر التى صدمتنى: هل هؤلاء هم الذين تراهن عليهم مصر فى إعادة تشكيل الوعى العام لدى المواطنين؟!.. هل هم المسئولون عن مواجهة المخاطر التى تحاصرنا من كل اتجاه؟!.. هل باتت شاشات المحطات الفضائية نوافذ مجانية لمن لديه «شهوة الكلام» والجرأة على مواجهة الملايين حتى لو كانت بضاعته لا تختلف كثيراً عن بضاعة المقاهى والأرصفة؟!
يقولون فى أدبيات «صندوق التليفزيون»: إن هذا الجهاز السحرى أخطر من الطائرات والدبابات والقنابل.. فأسلحة كل جيوش الدنيا لا تقوى على تدمير عقل أمة.. للجيوش مدى فى النيران، وسقف فى القتل والتدمير.. أما مدى «الشاشة» فيخترق الرأس دون أن ندرى.. العقل قطعة صلصال فى الجلسة المريحة أمام برنامج الـ«توك شو».. والكلمة المتواترة كل ليلة تذيب الذهن، وتحمله نحو التقدم إلى شعاع نور أو تضعه فى «قفص الظلام والجهل»..!
سمعت فى جلسة الإعلاميين التليفزيونيين مع «السيسى» كلاماً مسئولاً من الرئيس.. وكلاماً عميقاً من زملاء يثرون الشاشة ببرامج جادة.. وكلاماً «تافهاً» من أشخاص يظهرون أمام الملايين بـ«الدراع».. ولكن أقسى ما آلمنى أن فى مصر رجال أعمال وأصحاب أموال «يفتحون» محطات فضائية، دون أن يضعوا معايير لمن يدخل عقل المواطن ويعبث فيه كيفما شاء..!
ليس فى ذلك تحريض على الإعلام.. فلا «السيسى» قال إنه ينوى التدخل أو فرض قيود.. ولا أنا أقبل أن يفعل ذلك.. وإنما هو اعتراف من داخل البيت.. البيت المسموم..!

Friday, August 8, 2014

ده القلم نمرة كام؟! بقلم د. غادة شريف ٨/ ٨/ ٢٠١٤

وعندك واحد قلم ثرى دايمنشن سكعه السيسى على قفا الغرب فى عز تآمرهم علينا!..عد معايا بقى يا حمادة، ده القلم الكام؟.. عدد واحد قلم بحظر تمليك الأرض فى سيناء، عدد ٢ قلم بالوقوف فى زور الإخوان عندما أرادوا بيع القناة لقطر، عدد ٣ قلم بمهلة الأسبوع للإخوان ليتوبوا عن مشيهم البطَال، عدد ٤ قلم بالمهلة الـ٤٨ ساعة الأخيرة قبل ما نعصرهم وننشرهم، عدد ٥ قلم بعزل المعزول على شبابه، عدد ٦ قلم برفض التراجع رغم وقف المساعدات، عدد ٧ قلم بالترشح للرئاسة غصب عن عين الطويل الأهبل، عدد ٨ قلم برفض الضغوط لتغيير أحكام القضاء.. أما القلم التاسع فله معزة خاصة عندى وهو القلم الخاص بتفتيش كيرى على باب الاتحادية.. والمرة الجاية ياريت يفتشوه أثناء خروجه..أصل معلش فيه حاجات بتتسرق والمعالق اللى عندنا أثرية.. أما بقى القلم العاشر فهذا قلم بيرن ويجلجل عبر البحار وعبر التاريخ فى جميع الاتجاهات ولهذا فهو ثرى دايمنشن.. عارف يعنى إيه يا حمادة إننا نحفر قناة السويس الجديدة؟!.. هل تدرك جلل ما تعيشه؟..التاريخ سيذكر السيسى بنفس الفخامة التى ذكر بها الخديوى إسماعيل الذى حفر وعبد الناصر الذى أمم والسادات الذى عبر.. فأتى السيسى ليجمع إنجازاتهم فى خبطة واحدة، فيحفر فرعا ثانيا يكيد به العوازل ويملِكه للمصريين فقط فى عبور اقتصادى يضاهى عبور ٧٣!.. لو عندك بدلة جديدة يا حمادة روح البسها، فأنت الآن تقف فى صورة تاريخية.. لو كان فاتك الموضوع أيام الخديوى إسماعيل،
أو لو لم تكن تذاكر هذا الجزء جيدا فى المدرسة فها نحن نعيده عليك مرة أخرى.. وكعادته، وكما علمت عنه يؤكد السيسى أنه يهتم بالتفاصيل.. قال: «اسألوا عنى فى الجيش»، وقد سألت، وعلمت أنه لا طاقة له بالمدد الطويلة، ودائما يدعو لتكثيف العمل لاختصار الوقت مع الاحتفاظ بجودة المنتج.. لذلك صدَقت وآمنت أنه عندما قال ستسير القناة بعد سنة، فستكون هى السنة.. لقد أصابتنى قشعريرة عندما أمسك الرئيس بأيدى الأطفال وجعلهم يضغطون مقبض مفجر الديناميت!..هل يدرك هؤلاء الأطفال ما فعلوه؟!..
 هل يدركون أنهم يزلزلون التاريخ رأسا على عقب؟.. ليه يارب ما سخطِنيش عيلة وكنت أنا كمان أفجر هذا الديناميت!.. ما غرسه السيسى فى هؤلاء الأطفال سيطرح انتماء بجذور عميقة فى قلوبهم، وما فعله هو رسالة لمن يريد أن يسرق شبابنا، إن أطفالنا هتعرف تحب مصر كما تستحق.. أطفالنا ستشهد حفر قناة السويس فيتولد لديها الانتماء الذى حوله التافهون لمادة سخرية.. ورسالة لشبابنا الذى سرق منا بالفعل إنه يرجع، فبلدهم مدعاة فخر، فرغم التآمر تنجز وتنهض.. لسه فيه أجيال جديدة سترى بأعينها كيف تحفر قواتنا المسلحة قناة السويس بعد أن حفرها جدودنا من مئات السنين فمات ١٣٠ألف شهيد جوعا وعطشا وضربا بالكرابيج..هذه الأطفال التى فجرت الديناميت ومن مثلهم، هم الذين سيردُون على كل خائن يهتف بسقوط «العسكر»..عندما يذهب ناشط حقوقى كان فاكر نفسه ممكن يبقى رئيس لحدودنا مع غزة، فيسب جندى مصرى بدل ما يسب قوات العدو على الجانب الآخر،
 فثق يا حمادة أن أطفالنا هؤلاء هم الذين سيأخذون حق جنودنا من هذا الناشط وغيره من زبد البحر الذاهبين جفاء..القلم الحداشر بقى يا حمادة فعلى وجه إسرائيل التى كانت تخطط لمشروع سكة حديد يميت قناة السويس.. أما القلم الإتناشر إن عمك أوباما يظن أنه بمؤتمر أفريقى أمريكى هيسوى الهوايل، فسك عليه السيسى فلم يحضر المؤتمر ليدشن القناة فيسكعه قلم يلفُه حول نفسه!..مش باقولك قلم ثرى دايمنشن!

Wednesday, August 6, 2014

من النسخة الورقية للوطن يا شيخ الأزهر.. أتحقيقٌ للقبر وإنكارٌ للفكر؟! ثروت الخرباوى

انتشر الإخوان فى جامعة الأزهر انتشار الجراد فى حقل أخضر وأصبح بعضهم عمداء للكليات ووكلاء لها، ولم يصدر شيخ الأزهر قراراً بتشكيل لجنة لبحث الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم للحفاظ على وسطية الأزهر واعتداله!
سيطر الإخوان على هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف عن طريق رجالهم فى الهيئة، وأعطى فضيلته رئاسة تحرير مجلة الأزهر للإخوانى التليد محمد عمارة الذى لا صلة له بالأزهر دراسة أو انتساباً، فحوَّل المجلة إلى نشرة إخوانية، وكتب فيها أيام إعداد دستور الإخوان الأغبر مقالاً كاد فيه أن يجعل دستورهم كتاباً مقدساً؛ حيث وصفه بأنه شبيهٌ بوثيقة الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى المدينة! ثم قام محمد عمارة «الدرعمى» باستكتاب كبار قادة الإخوان فى العالم فى مجلة الأزهر مثل عصام البشير وراشد الغنوشى والإرهابى صلاح سلطان وحلمى القاعود ورسول الشيطان سليم العوا، فضلاً عن فهمى هويدى وطارق البشرى وغيرهما، ولم يقُم شيخ الأزهر بتشكيل لجنة للتحقيق فى هذا الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من حوَّلوا الأزهر ومجلته إلى شُعبة من شُعَب الإخوان!
بات معروفاً للجميع أن مناهج التعليم الأزهرى فى المدارس والمعاهد الأزهرية تحتاج إلى ثورة تصحيحية؛ فالمناهج القائمة تحتوى على كتب بشعة تجيز أكل لحم البشر والاستنجاء بكتب أهل الكتاب المقدسة! وقد أنتجت لنا هذه الكتب جيلاً من المتطرفين والإرهابيين لا نزال إلى لحظتنا هذه نعانى تطرفهم، ورغم أننا وغيرنا نادينا بتغيير المناهج كثيراً فإن شيخ الأزهر لم يتحرك من مكانه ولم يأمر بتشكيل لجنة للتحقيق فى هذا الأمر واتخاذ الإجراءات العلمية لتصحيح هذا الوضع المؤسف!
خرج للفتوى كل من هب ودب ممن لا صلة لهم بالعلم ولا بالأزهر، وتسيّدوا على كثير من المساجد، واعتمدوا على لحاهم التى استطالت وعمائمهم البيضاء التى استدارت، فخدعوا البسطاء وأخرجوهم من الفهم الصحيح للإسلام ببساطته وسماحته ورحمته، وكوَّنوا بتُرَّهاتهم جيلاً من الإرهابيين يعيث فى الأرض فساداً، ونتج عن جهالات وفتاوى دعاة الشيطان هؤلاء إلحاد عدد كبير من الشباب، ظناً منهم أن هذا هو الإسلام، فلم يأمر شيخ الأزهر بتشكيل لجنة للتحقيق العلمى فى الفتاوى الدينية لهؤلاء واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ولكنه وياللعجب قام باستقبالهم فى مكتبه وأحسن وفادتهم وكأنه يعطيهم ويعطى ضلالاتهم الدينية شرعية أزهرية، مع أنهم يهينونه شخصياً ليل نهار!
خرج مفتى الضلال المدعو أبوإسحاق الحوينى على الشعب بالعديد من الفتاوى التى أساءت للإسلام أيما إساءة مثل: «دخول كلية الحقوق حرام، التعليم للنساء حرام، والستات مالهمش فى العلم، رضاع الكبير حلال، اوعى تاكل عند حد بيشتغل فى بنك لأن ماله حرام، لعب كرة القدم حرام، لعب الأطفال بالنبلة حرام، تغطية جدران البيوت بالستائر حرام، العمل فى البريد حرام، قيادة النساء للسيارة حرام، التصوير حرام، والتصوير بالموبايل حرام، النوم على البطن حرام، مهنة الحلاقة حرام إذا كان الحلاق يحلق اللحى أو كان يحلق جزءاً من الشعر، دبلة الخطوبة حرام، النبى، صلى الله عليه وسلم، وضع إصبعه فى فمه وأخذ يمصه أمام الصحابة حتى يعرفوا ما هو الرضاع الصحيح!». فأهان «الحوينى» بما قاله الرسولَ، صلى الله عليه وسلم، وأهان الإسلام كله، فلم يأمر شيخ الأزهر بتشكيل لجنة للتحقيق فى هذه الضلالات والخزعبلات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد «الحوينى» الذى ازدرى الإسلام!
كان من المفترض أن يبدأ شيخ الأزهر فى إعداد عدته لمواجهة التطرف والإرهاب ووضع الخطط العلمية والفكرية الكفيلة بالقضاء على جذور التطرف وتجديد الخطاب الدينى وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، إلا أن شيخ الأزهر لم يأمر بتشكيل لجنة لإنجاز تلك المهمة التى هى أهم وأخطر مهمة تحتاجها الأمة فى هذا القرن!
قال الكاتب والباحث والإعلامى إبراهيم عيسى، فى أحد البرامج: إنه لا يوجد فى الإسلام ما يسمى عذاب القبر؛ لأن آيات القرآن بخصوصه ظنية الدلالة، ولأن الأحاديث بخصوصه ظنية الثبوت؛ إذ هى أحاديث آحاد لا تقوم عليها عقيدة، وبالتالى فلا ثعبان أقرع ولا حتى بشعر. فكلّف الإمام الأكبر شيخ الأزهر المكتب الفنى بجمع التسجيلات المنتشرة حول إنكار عذاب القبر وذلك لعرضها على مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية!
أصدقكم القول: شيخ الأزهر يخاف من السلفيين ورموزهم، ومن قبل وإلى الآن يخاف من الإخوان، فما قرره فى هذا الشأن هو استجابة للشيخ أبوإسحاق الحوينى عندما «شخط» فيه فى خطبته التى ألقاها فى ليلة القدر من أحد مساجد كفر الشيخ؛ لأنه لا يدافع -كما قال «الحوينى» أكثر من مرة- عن الإسلام، فانتفض شيخ الأزهر التنويرى حتى يتقى غضبة السلفيين، ولكى تتم الفائدة فإننى أنصح لجنة شيخ الأزهر أن تتخذ الإجراءات القانونية ضد الإمام «محمد عبده» لأنه -رحمه الله- أنكر عذاب القبر، وكذلك شيخ الأزهر عظيم القدر الشيخ محمود شلتوت -رحمه الله- الذى أنكر بتاتاً فى كتابه «الإسلام عقيدة وشريعة» وجود ما يسمى عذاب القبر، ولا مانع من أن تتخذ اللجنة نفس الإجراءات المشددة ضد شيخ الأزهر الرائع محمد الخضر حسين -رحمه الله- فهو من المنكرين لذلك العذاب، وأنصحها أن تفعل نفس الأمر مع الشيخ محمود خطاب السبكى -إمام أهل السنة المؤسس الأول للجمعية الشرعية- ولتلك اللجنة أن تختم إجراءاتها بالشيخ محمد متولى الشعراوى -رحمه الله!
يا فضيلة الإمام الأكبر، يا رجل الاستنارة.. نحن لا نحتاج إلى من يبحث فى عذاب القبر؛ فهو أمر مضاف إلى ما بعد الموت، لكننا نحتاج إلى من يبحث فى عذاب الفقر، وعذاب من أفتى بالشر، والأزهر يا مولانا أولى بلجنة تصلح حاله، فأنصحك أولاً أن تجمد قلبك، وأنصحك ثانياً أن تُنهى الخلافات المثارة بينك وبين بعض علماء الأزهر الكبار، فصديقك من صدَقك لا من صدَّقك.

Tuesday, August 5, 2014

ودّعوه.. فهى آخر أيامه! بقلم نادين البدير ٥/ ٨/ ٢٠١٤

بدايات التغيير كانت حين رسخوا بعقولنا مصطلح (الشرق الأوسط) لنتداوله كبديل عن مصطلح (العالم العربى) حتى ما عاد أحد يأتى على ذكر الوطن العربى إلا نادرا.
تحولنا للشرق الأوسط الكبير. وهو مشروع متمم لفكرة الخلافة الإسلامية الكبيرة. والخلافة مشروع متخلف لكنه متمم لفكرة العولمة. وامتداد لفكرة التجمعات الكبيرة.
بعد سنوات قليلة (إن لم تحصل معجزة) ستتغير الخارطة العربية كلياً. ستختفى حدود وتظهر بدائل جديدة. هذه المرة يرفض الاستعمار منحنا أوطانا لها حدود ندافع عنها ونذود. فقد جربها سابقاً ولم تعجبه، ثم إن مقتضيات العولمة تفرض أن يغير من جغرافيتنا بشكل يتوافق مع روح العولمة ويتفق مع مضمونها، وهذا لن يحصل كثيرا بظل القوميات إنما بظل الفكر الأممى.
أما التغنى بأمجاد ما كان يجمعنا من وحدة تاريخ ولغة وعرق وأرض.. فكلها كلمات سيجهلها أبناؤنا، لأن العامل الجامع الجديد هو الطائفة. وسيصبح مذهبك ودينك هويتك ووطنك الحقيقيين. كما خطط سيد قطب.
ألا تمر على أسماعكم هذه الكلمة (الحمد لله كلنا مسلمون).
فى التسعينيات حين كنت أرافق أمى إلى صالونات المساء أو الصباح النسائية صادفت إخوانيات إسلاميات يحشرن أنفسهن حشرا فى كل مجلس، وينصتن للنساء حين يتعارفن فتقول الواحدة أنا سورية والأخرى أنا مصرية أو سعودية وقتها تتدخل كبيرتهن لترد بصوت مرتفع (المهم كلنا مسلمات) هذه الجملة القصيرة قصمت الوجود العربى وزحزحت جذوره.
من قال إننا كلنا مسلمون. أو كلنا أهل سنة. من قال إننا كلنا إقصائيون. أو كلنا إخوان أو سلف. أين المسيحى والشيعى والصوفى؟ أين العربى؟ أين السورى أو المغربى أو المصرى أو السعودى؟
لا وجود لتلك المسميات زمن التعبئة الحاشدة. عشرات من سنوات الضخ الإرهابى بلغت أقصاها بالسبعينيات والثمانينيات. وأجيال عربية بالملايين تشبعت فقه التخلف وتحولت لأجيال تزدرى العروبة وتعلن عن رابط واحد هو المذهب.
لا تظنوا أن الفكر الإسلامى انتهى بسقوط إخوان مصر أو حتى بسقوط حكم حماس. ففكرهم باق ومعقد أمر نزعه.
الحجاب الذى نشروه باق بعد أن كانت الشوارع العربية خالية منه قبل خمسين عاما. والكلمات التى اخترعوها للتداول اليومى باقية بعد أن كنا نجهلها قبل خمسين عاما.
حتى دخولك لدورة المياه مازال وفق طقوسهم، حتى صيامك وقيامك، حتى حين تعطس تصدر كلمات من هنا وهناك فيها طلب للحمد والرحمة وتشترط أن يكون من عطس مسلما وسنيا.
والأهم من كل ذلك أن التفضيل لم ينته. تفضيلك لنفسك على الآخر المسيحى أو الشيعى أو الصوفى، فلن ينكر بعض من ثار على حكم الإخوان أن داخله يعتقد أنه الأفضل والوحيد الذى سيدخل الجنة.
فهل تتوقعون أن ننجو من التفتيت؟ ستتفتت الحدود بين الدول العربية. وستجبرك العولمة الإسلامية على اضطهاد ابن بلدك لحساب فرد يعيش فى إندونيسيا أو أوزبكستان. مثلما يحدث الآن بالضبط.
صحيح أن الحدود لم تمح رسمياً عدا تقسيم السودان، لكنها ألغيت من الأذهان وتم مسحها من أدمغة أجيال النكسات المتتالية. فورثة (جيل الصحوة) يتنقلون بين الحدود كإجراء مؤقت وروتينى لختم جوازات سفرهم فقط، هذا ما يعرفونه عن الحدود التى سيذيبونها يوما كما يفعلون الآن.
كل الإحصائيات تشير إلى انخفاض مذهل فى أعداد المسيحيين بمجمل الدول العربية، فجزء كبير منهم فضّل التهجير على الاضطهاد داخل الوطن.
أما ما مصير بقية الآخرين. أصحاب الأديان والمذاهب الأخرى، ومصير العروبيين والليبراليين والأحرار؟
هل نحزم أمتعتنا ونهاجر حفاظا على بقية قليلة من الوطن قبل أن يطلب منا دفع الجزية؟
إن أرض الله واسعة. ستستوعبنا وتستوعب البقية القليلة من أوطاننا ولو مسحوها من الخريطة.
ودّعوا الوطن. إنها آخر أيامه.