Translate

Friday, July 27, 2018

خالد منتصرهستيريا الحبة الزرقاء أصابت الحوامل! - جريدة الوطن - 27/7/2018

استيقظ المجتمع الطبى والباحثون الأكاديميون على خبر مفزع وهو وفاة 11 طفلاً رضيعاً فى هولندا تناولت أمهاتهم عقار السيلدينافيل (الفياجرا) لعلاج نقص تدفق الدم فى المشيمة، الذى لا يوجد له حل حتى الآن، والذى يؤدى فى معظم الأحوال إلى وفاة الأجنة. الأطفال ماتوا بارتفاع الضغط فى الرئتين، لكن لنتعرف أولاً على تفاصيل التجربة ثم نناقش لماذا هذا الفزع والذعر فى الوسط الطبى.
الدراسة التى تم إيقافها كانت تهدف لمعرفة تأثير تعاطى الحوامل مادة سيلدينافيل المستخدمة فى أقراص الفياجرا على نمو الجنين وذلك بعد أن توفى 19 رضيعاً جراء تعاطى أمهاتهن، أوضح مركز AMC للدراسات الأكاديمية فى أمستردام أن هذه المادة الموسعة للأوعية الدموية كانت تعطى لنساء حوامل فى مستشفى أمستردام الجامعى وفى سبعة مراكز طبية أخرى فى هولندا، وكان أطفال هؤلاء النساء يعانون من اضطرابات جسيمة فى النمو، وحسب المركز فإن 19 رضيعاً لإجمالى 93 امرأة تعاطت مادة سيلدينافيل وأن 11 من هؤلاء الأطفال حديثى الولادة كانوا يعانون من أمراض فى الرئتين على رأسها ارتفاع ضغط الدم فى الرئتين، الذى يمكن أن يؤدى إلى نقص الأكسجين، ولمعرفة تأثير هذه المادة أعطى القائمون على الدراسة مجموعة أخرى مكونة من 90 امرأة كن يحملن بأطفال مصابين أيضاً باضطرابات جسيمة فى النمو، مادة وهمية (بلاسيبو) لا تأثير لها بدلاً من مادة سيلدينافيل الفعالة، وقال الباحثون إن تسعة من أطفال هذه المجموعة توفوا أيضاً ولكن ليس من بينهم حالة وفاة بسبب مشاكل فى الرئتين.
انتهت تفاصيل الخبر ولكن لم تنته الأسئلة التى فجرتها تلك الدراسة التى بدأت منذ ثلاث سنوات وكان مقدراً لها الانتهاء بعد سنتين (2020)، تلك الأسئلة المعضلة والمحيرة هى:
هل من حقى كباحث فى الأمراض الميئوس منها أو التى لا علاج لها حتى الآن مثل حالة المشيمة التى لا يصل إليها الدم الكافى أو الزهايمر مثلاً أن أجرب أى علاج؟
من المؤكد أن الأمهات أو السيدات الحوامل قد وقعن على تعهدات بقبول التجربة وفهمن مخاطرها لكن الطفل المقبل والجنين الضيف لم يوقع، هل لأنه لا يملك إرادة الرفض من حقنا أن نجرب كما نشاء؟.. سؤال يطرح نفسه بشدة على التجارب التى فيها طرف آخر ضعيف الحيلة مثل الأطفال.
هل ما ينجح على الفئران هو بالضرورة ناجح على الإنسان؟
متى يقف البحث الطبى.. هل بعد موت رضيع واحد أم ثلاثة أم لا بد من الانتظار حتى يصبح العدد أكثر من عشرة؟!
هل الباحث هنا متهم أم مجتهد؟.. وهل تنفع النيات فى البحث العلمى والطب القائم على الدليل؟
تلك الأسئلة وغيرها مطلوب من باحثى هولندا الإجابة عنها لأن الصمت سيفتح أبواب جهنم.

No comments:

Post a Comment