Translate
Sunday, August 16, 2020
اللقاح الروسى بين صرامة العلم وبروباجندا السياسة - جريدة الوطن - 8/2020 /15
العلم لا يعرف المجاملة ولا يضحى بمنهجيته من أجل المكاسب السياسية أو البروباجندا الإعلامية، العلم ليس بالتمنى ولكنه بالواقع، أنت تتمنى أن تقضى على الكورونا غداً، السحر والدجل والخرافة من الممكن أن توهمك بأنها قد حققت أمنيتك، لكن العلم ينتظر كلمة المعمل، والطب علم قائم على الدليل والتجربة، ولا بد أن يمر بمراحل صارمة، لذلك احترمت جداً قرار كبير أطباء الجهاز التنفسى فى روسيا ألكسندر تشوتشالين حين استقال من منصبه بسبب ما وصفه بالانتهاكات الجسيمة لأخلاقيات مهنة الطب، التى حصلت نتيجة الاستعجال فى إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد سبوتينيك فى، وحسب ما جاء فى صحيفة dailymail البريطانية، فإن البروفيسور الروسى حاول وفشل فى منع تسجيل اللقاح لأسباب تتعلق بالسلامة، قبل ترك مجلس الأخلاقيات، واتهم تشوتشالين اثنين من الخبراء المشاركين فى تطوير اللقاح، بالاستهزاء بأخلاقيات الطب بسبب تسريع إنتاج اللقاح، وهما البروفيسور ألكسندر جينسبرج والبروفيسور سيرجى بوريسيفيتش، وهما من كبار علماء الأوبئة بالجيش الروسى، لكن ما هى الأخطاء التى تجعل من إعلان اللقاح الروسى نوعاً من «السربعة» السابقة لأوانها، أولاً سجل هذا اللقاح فى المرحلة الأولى والثانية من التجربة (لتقييم استجابات السلامة والمناعة لدى البشر)، فى البداية مع 38 شخصاً فقط، وهذا رقم متواضع جداً، وقال مسئولون روس كبار إنه تسبب فى استجابة مناعية قوية ولم تحدث «مضاعفات خطيرة» فى هذه التجربة، لم يتم نشر البيانات المأخوذة من تجربة اللقاح، ولا توجد بيانات تشير إلى أن اللقاح سيحمى بالفعل، لأن دراسات المرحلة الثالثة (التى تتطلب آلاف المتطوعين لإثبات الفاعلية واكتشاف الآثار الجانبية النادرة) لم تكن موجودة، ومخاطر التقدم إلى التطعيم الشامل دون إجراء اختبار مناسب ضخمة ورهيبة، فإذا تم إطلاق لقاح وظهرت له آثار جانبية، فإن العواقب تشمل كلاً من الآثار الصحية وتدهور الثقة، إذا كان اللقاح لا يحمى الأفراد من العدوى، فقد يعتقد أولئك الذين تم تطعيمهم خطأً أنهم محميون، عندما تفكر الدول فى إدخال لقاح، يتم فحص المعلومات التالية:
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment