Translate

Saturday, September 9, 2023

بمناسبة العيد المئوى لميلاد قداسة البابا شنودة الثالث.. الأصول الدينية لوطنية الأقباط (4) - الأنبا موسى - المصري اليوم - 10/9/2023

 تحدثنا في الأعداد الماضية عن بعض الأصول الدينية التي أدت إلى الوطنية المتأصلة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وذكرنا منها: 1- الاعتزاز بالأصل الفرعونى، 2- الاعتزاز بالكنيسة القبطية، 3- الاعتزاز باليقين القبطى، 4- التأثير التربوى للطقس القبطى. وتحدثنا عن الانتماء والوعى.. ونستكمل موضوعنا...

ج- المشاركة:

ترفض الكنيسة القبطية فكرة «الفرد» وتقبل فكرة «الشخص» أو «العضو». فالإنسان ليس مجرد رقم قومى، أو فرد منعزل، بل هو شخص له أحاسيسه، ودوره، وإسهامه، أو هو عضو لا يقوم إلا باتحاده ببقية الأعضاء، وبممارسته لوظيفته كعضو، وإلا صار «زائدة» يمكن استئصالها دون أن يفقد الجسد شيئًا.

والأعضاء تختلف اختلافًا بينًا، لكنها تتكامل وتتناسق وتتضافر في خدمة الجسد الواحد، هذا الإحساس الكنسى يعنى المشاركة في بنيان جسد الكنيسة، والإسهام في بنيان جسد مصر.

فالإحساس بالعضوية في الوطن يعنى ضرورة توظيف ما عندى من إمكانيات، في خدمة الوطن الواحد.. ولهذا كتب الكثير من آباء الكنيسة منذ القرون الأولى وحتى الآن، يحضون أبناءهم على الإسهام في العمل الاجتماعى والوطنى، وإعطاء الصوت الانتخابى والاستزادة من علوم وثقافات العصر، فأبدًا ما كان للكنيسة أن تنعزل أو تتقوقع.

ومع أن الكنيسة الرسمية، كمؤسسة في المجتمع، ليس لها أن تتدخل في السياسة، ولا تعمل بها، ولا تطمح إلى نفوذ سياسى أو مجتمعى خاص، فشعارها المستمر هو نفس شعار السيد المسيح: «مَمْلَكَتِى لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ» (لوقا 36:18)، إلا أنها تدفع أولادها دفعًا إلى المشاركة الوطنية، والإسهام في العمل الوطنى،

ومن خلال الاشتراك في الأحزاب والنقابات والجمعيات، دون تدخل أو توجيه منها، تاركة لكل إنسان أن يختار ما يروق له من توجيهات حزبية أو سياسية أو اجتماعية أو فكرية.


No comments:

Post a Comment