Translate

Tuesday, October 23, 2018

خالد منتصر - درس لبنانى لـ«مصر للطيران» - جريدة الوطن - 23/10/2018

سافرت مؤخراً على خطوط الشرق الأوسط اللبنانية، وجذبت نظرى إرشادات السلامة التى تذاع قبل انطلاق الطائرة، لأول مرة فى حياتى أنتبه إلى تلك الإرشادات بل وأستمتع بها كأننى أمام برنامج منوعات لطيف وجذاب، قبل أن أشرح لماذا أعجبنى هذا الفيلم القصير سأجعلكم تشاهدونه من هذا اللينك حتى تحكموا عليه:
https://www.youtube.com/watch?v=fPoZwQvFjvs، الفيلم فى منتهى الذكاء وبالفعل خارج الصندوق، تخيل أنك قد طلبت من شركة إنتاج فنى هنا فى مصر إنتاج فيلم قصير عن إرشادات السلامة فى الطائرة ويخرج بدون أى لقطة من داخل الطائرة!!، بالطبع سيرفضه الموظف عبدالمتجلى اللى فى الدور الأول ومعه الموظفة عطيات اللى فى الدور التاسع، بحجة إن ده كلام فارغ وإهدار أموال، لكنه حدث فى لبنان، فيلم كامل عن إرشادات السلامة وبكل تفاصيلها لكنه يدور أمام البحر المتسع وفى مغارات لبنان الجميلة وجبالها الساحرة، لماذا؟، لأنهم ضربوا بالفيلم عدة عصافير فى الوقت نفسه، لم يكتفوا مثلنا بدعاء الركوب ثم بترديد إرشادات السلامة الرتيبة المختلطة بتثاؤب الركاب، بل صنعوا فيلماً ممتعاً يستعرضون فيه أهم المناطق السياحية اللبنانية، مع خلفية موسيقية من التراث اللبنانى ورقصات خفيفة وحركات جذابة غير تقليدية من ممثلى الفيلم، حركات مدهشة مختلطة بابتسامة، هذه عقلية ناس تفكر فى ترويج السياحة ونمو البزنس فيه، يرتبط المسافر منذ أول لحظة فى الطائرة وأثناء دوران المحركات بلبنان كبلد سياحى وبمناظره الطبيعية، ويبدأ فى وضع خطة لزيارة تلك الأماكن التى شاهدها فى الفيلم، هذا هو الفكر الإبداعى، وعدم الركون إلى الجمل المقدسة التى نرددها بآلية، مثل «وإيه يعنى اللى حيحصل ما احنا بنطير بقالنا خمسين سنة بالفيلم بتاعنا ده ومافيش حاجة حصلت»، أو «إحنا مش ناقصين دلع ومياصة، إحنا مانعين الخمور عن السياح مش عايزين كمان رقص ومسخرة!!»، وكأن مهمة مصر للطيران هى التبشير الدينى وإدخال السياح إلى الجنة، ولا أستبعد تنفيذ الحدود فى الخطة المقبلة!، عندما تحجز لى شركة سياحة أقول لها وأرجوهم بشدة أن يكون الحجز على شركة مصر للطيران إلا لو نظام الجهة الداعية يتعارض مع طلبى مثلما حدث مع اللبنانية، ذلك لأننى أحس بالدفء فى شركتى الوطنية، وأحس أن الفلوس المصرية لا بد أن تدفع لشركاتها الوطنية، لكنى فى الوقت نفسه أطالب مصر للطيران بتجديد الأفكار وكسر الملل والإبداع فى كل التفاصيل من المجلة وإرشادات السلامة حتى الضيافة وزيادة الخطوط واقتحام مناطق جديدة، ما شاهدته فى هذا الفيلم هو مجرد فكرة، سمح فيها لفنان بإطلاق فكرته المجنونة وصياغتها، فخرجت لنا فى شكل جذاب، الطائرة ليست مخزن أجساد تطير فى الهواء، ولكنها أيضاً منبع أفكار تحلق فى الخيال.

No comments:

Post a Comment