Translate

Thursday, June 13, 2019

الاحتفال بمئوية ثورة ١٩١٩ فى نيويورك (٢-٢) بقلم د. محمد أبوالغار ١١/ ٦/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

فى الجلسة الثانية تحدث توماس جورجيان الصحفى المصرى الأرمنى المولود فى مصر ويتحدث العربية بدون أى لكنة، وهو صيدلى متخرج فى جامعة القاهرة ولكنه مارس الصحافة فى دار روز اليوسف وهاجر إلى أمريكا منذ ثلاثة عقود ولكنه يزور مصر مرارًا كل عام، ويكتب مقالة أسبوعية فى صباح الخير. تحدث فى محاضرة ممتعة عن تأثير ثورة ١٩١٩ على الثقافة المصرية والجينات المصرية التى تحمل حتى الآن آثار الثورة، تكلم عن محمود مختار مثال مصر العظيم وعلاقته بسعد زغلول ثم بتوفيق الحكيم الذى كان شابًا أثناء الثورة وعن نجيب محفوظ التى كان طفلًا. ثم تحدث عن سيد درويش وتطور الموسيقى والغناء والمسرح بسبب ثورة ١٩١٩ التى فى تقديره أحدثت تطويرًا فى الجينات المصرية جعلتها أكثر نضجًا وقدرة على الإبداع.
ثم تحدث كاى أندرسون أستاذ التاريخ المساعد فى نيويورك، عن أبحاثه فى الوثائق البريطانية وما حدث لفرقة العمال المصريين وما حدث لهم بعد العودة إلى مصر وكيف شاركوا بكثافة فى ثورة ١٩١٩ فى الريف، وقال إن الثورة بدأت عام ١٩١٨ باشتباكات قام بها الفلاحون مع الشرطة قبل الثورة بعام لسخطهم على السخرة وما حدث لهم أثناء خدمة الجيش الإنجليزى. وفى تقديره كانت ثأرًا من الإنجليز وغضبًا على أحوالهم أكثر من تضامنهم مع سعد زغلول.
ورأس الجلسة الأستاذ روبرت تيجنور أستاذ التاريخ بجامعة برنستون، الذى يعتقد أن ثورة ١٩١٩ لم تحقق شيئًا ملموسًا وهامًا، وفى النقاش فى هذه الجلسة تصديت مع الكثيرين من الحضور لرأيه وقلت فى عام ١٩١٨ رفض الإنجليز أن يسافر زغلول لمناقشة الحماية وفى يناير ١٩٢٤ استقبل رئيس وزراء بريطانيا سعد زغلول رئيس وزراء مصر على باب رئاسة الوزراء فى لندن فى لقاء الند للند، وأصبح لمصر سفارات وقنصليات وحكومة أصدرت قرارات منها مثلًا منع تصدير الاكتشافات الأثرية إلا القطع المكررة فقط، وكان ذلك ضد رغبة بريطانيا ونفذ القرار وحافظنا على اكتشافات توت غنخ آمون. وتم استبدال المستشارين البريطانيين بمصريين فى جميع الوزارات. وأفاض الكثيرون عن الآثار الإيجابية الوطنية والثقافية والاقتصادية التى نتجت عن الثورة.
وفى الجلسة التالية ناقش جيفرى كولانج من جامعة تكساس، تأثير ثورة ١٩١٩ على الحريات الدينية فى مصر وكان رأيه أن الثورة كان لها تأثير إيجابى ولكنها لم تستطع تحقيق حيز أكبر من الحريات.
والمتحدث التالى هو د. حسين عمر وهو شاب مصرى متميز يقوم بتدريس التاريخ فى جامعة دبلن بأيرلندا، وتحدث عن الأقليات الدينية قبل وأثناء ثورة ١٩١٩. وفى تقديره أن مشكلة التمييز ضد الأقباط فى مصر أمر تسبب فيه الاستعمار الإنجليزى. وعرض توصيات المؤتمر القبطى الذى عقد فى أسيوط وقال إن الأقباط لا يرغبون ولا يوصون بأن يعاملوا كمجموعة لهم قواعدهم الخاصة ويطلبون:
١. المنع الفورى للقواعد التى تمنع توليهم وظيفة مدير المديرية (المحافظ الآن).
٢. تمثيل الأقباط فى مجلس الوزراء.
٣. تعديل النظام الانتخابى بحيث يضمن انتخابهم فى المجالس النيابية بدون تخصيص كوتة لهم وإنما بنظام مشابه لانتخابات الرئيس الأمريكى.
٤. تعديل نظام التعليم ليصبح نظامًا مدنيًا وإلغاء المواد الدينية فى التعليم الحكومى العام. وتتولى المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية تدريس الدين لمن يرغب.
وقال إن ثورة ١٩١٩ جمعت المسلمين والأقباط فى وحدة غير مسبوقة وحطمت آمال بريطانيا فى انقسام المصريين أثناء الثورة.
ورأست الجلسة التالية الدكتورة إيف باول أستاذ التاريخ بجامعة بنسلفانيا وعلقت باقتدار على كل من المتحدثين واشترك الجمهور فى النقاش.
وفى الجلسة التالية تحدثت الدكتورة بث بارون أستاذة التاريخ فى كلية الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك، عن تطور التعليم الطبى والرعاية الصحية فى مصر فى فترة ثورة ١٩١٩ وتحدثت بالتفصيل عن د. نجيب محفوظ باشا مؤسس قسم أمراض النساء والولادة بقصر العينى ومجهوده فى تطوير مهنة الطب وتأثير ثورة ١٩١٩، وتضامن نجيب باشا محفوظ وعلى باشا إبراهيم مع الثورة.
ثم تحدثت الدكتورة نفرتيتى تكلا وهى أستاذ مساعد التاريخ فى جامعة نيويورك عن المرأة والجندر وتأثير ثورة ١٩١٩ وقدمت دراسة مستفيضة عن حالة ريا وسكينة والحكم عليهما بالإعدام، وهى حادثة تمت أثناء ثورة ١٩١٩ وتلقى وجهة نظر جدلية ومختلفة عن الدراسة القيمة التى قدمها الراحل صلاح عيسى فى كتابه عن ريا وسكينة. وناقش الباحثان د. عمر كمال وهو أستاذ مساعد للغة الفرنسية والعربية بجامعة نيويورك.
وأقيمت حلقة مستديرة فى نهاية المؤتمر اشترك فيها الأساتذة رؤساء الجلسات، بالإضافة إلى د بيتر جران أستاذ التاريخ بجامعة تمبل الأمريكية وكان النقاش قويًا ومثيرًا.
شكرًا لجامعة نيويورك التى فعلت ما لم تفعله جامعة مصرية واحدة باستثناء الجامعة الأمريكية فى القاهرة. وشكرًا لتحالف المصريين فى أمريكا الشمالية على وطنيتهم واهتمامهم المستمر بمساعدة مصر، وشكرًا لسفير مصر فى الأمم المتحدة محمد إدريس على اهتمامه وحضوره.
قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك.


No comments:

Post a Comment