Translate

Monday, July 15, 2019

أصحاب البلايين فى إسرائيل ومصر بقلم د. محمد أبوالغار ٢/ ٧/ ٢٠١٩ - المصرى اليوم

أعلنت إسرائيل هذا الأسبوع قائمة بأصحاب البلايين من الإسرائيليين، وكانت القائمة مفاجئة للجميع بسبب ضخامتها، فعدد أصحاب البلايين ١٢٨ بليونيراً وأغنى اثنين انضما للقائمة حديثاً هما ميرام أديلسون زوجة شلدون أديلسون ملك كازينوهات القمار فى أمريكا، وهى صاحبة جريدة هايوم القريبة جداً من نتنياهو وثروتها ٢٢ بليون دولار. والثانى هو بليونير روسى الأصل إبراموفيش وثروته ١٣ بليون دولار، وأصحاب البلايين فى إسرائيل يملكون ٢٣٠ بليون دولار، وقد زاد رأسمالهم بمقدار ٣٠% خلال العام الماضى.
وترجع زيادة عدد أصحاب البلايين فى إسرائيل إلى قانون صدر عام ٢٠٠٨ اسمه قانون ميشلان والذى جعل إسرائيل قبلة لأصحاب البلايين من اليهود فى العالم لأنه أتاح للمهاجرين الجدد وكذلك الإسرائيليون العائدون بعد غيبة لفترة طويلة فى الخارج بإعفاء من الضرائب لمدة عشر سنوات، وكذلك الحق فى عدم الإعلان عن مصادر دخلهم وثروتهم التى جمعوها من خارج إسرائيل، وقد أدى هذا القانون إلى هجرة أعداد كبيرة ليس فقط من أصحاب البلايين ولكن أيضاً من أصحاب الملايين إلى إسرائيل.
وإذا قارنا مجموع ما يملكه أصحاب البلايين من العرب حسب مجلة فوربز الأمريكية فهو ١٩١ مليار دولار مقارنة بـ٢٣٠ مليار دولار فى إسرائيل. ويوجد ٢٦ بليونيرا عربيا فى قائمة فوربز لعام ٢٠١٩ منهم ٧ من الإمارات و٦ من مصر و٦ من لبنان، و٢ من عمان و٢ من المغرب وواحد من كل من الجزائر وقطر والكويت. ورفعت فوربز السعودية من القائمة. وفى مصر يوجد فقط ستة مليارديرات هم ناصف ونجيب ساويرس وثلاثة من عائلة منصور هم محمد وياسين ويوسف بالإضافة إلى محمد الفايد ويملكون جميعاً ١٦.٣ مليار دولار، أى حوالى ٧.٥ بالمائة مما ما يملكه المليارديرات فى إسرائيل. وإذا نظرنا إلى مجمل الدخل القومى الإسرائيلى وهو ٣٩٠ مليار دولار وهى الدولة رقم ٣٤ على العالم فى ترتيب الدخل ومتوسط دخل الفرد ٤٣ ألف دولار سنوياً بزيادة أربعة آلاف دولار عن العام السابق. وعدد سكانها ٨.٤ مليون نسمة بينهم ١.٩ مليون فلسطينى، والمؤشر واضح بأن دخل الفرد مرتفع جداً فى إسرائيل وهو مساوٍ للدول الغنية فى أوروبا الغربية مثل إيطاليا وإنجلترا وفرنسا وأقل قليلاً من الدول الاسكندنافية وسويسرا وأعلى بكثير من أوروبا الشرقية واليونان. وبمقارنة بدولة غنية وبها أكبر مخزون بترول فى العالم وهى السعودية فإن مجمل الدخل القومى فيها ٧٨٢ مليار دولار، أى ضعف إسرائيل وهى الدولة رقم ١٨ فى مستوى الدخل القومى. ومتوسط دخل الفرد فى السعودية ٢٤ ألف دولار بزيادة قدرها ٢٨٠٠ دولار عن العام السابق وتعداد السعودية ٣٣.٥ مليون نسمة. دخل السعودية فى معظمه من دخل البترول وصناعاته ومتوسط دخل الفرد فى السعودية هو ٥٥% من دخل الفرد فى إسرائيل، وغياب السعوديين من قائمة المليارديرات يرجع إلى بعض القرارات الخاصة بمكافحة الفساد.
وفى مصر إجمالى الدخل القومى ٢٤٩ بليون دولار بزيادة ١٣ بليون دولار عن العام السابق وهى فى المركز ٤٥ من ١٩٦ دولة. متوسط دخل الفرد ٢٥٧٣ دولارا فى العام بزيادة قدره ٧٨ دولارا عن العام السابق. وتعداد السكان ٩٩.٣ مليون نسمة.
أولاً: توضح الأرقام المذكورة أن الدخل القومى للسعودية ضعف الدخل القومى الإسرائيلى وأن الدخل القومى لمصر ثلث دخل السعودية وحوالى ٦٥% من الدخل القومى الإسرائيلى.
ثانياً: إن متوسط دخل الفرد فى مصر هو ١٠% من دخل الفرد فى السعودية ودخل الإسرائيلى ١٦ مرة ضعف دخل الفرد المصرى.
ثالثاً: الدخل القومى الإسرائيلى مرتفع جداً بالرغم من عدم وجود موارد ضخمة طبيعية إلا بعض الغاز مؤخراً. السبب الأساسى هو التقدم التكنولوجى الهائل لإسرائيل فى تكنولوجيا البرمجيات والكيمياويات وتكنولوجيا الطيران والأدوية وصناعة الأسلحة وكلها تعتمد على تكنولوجيا لا تعتمد على المواد الأولية وإنما تعتمد على البحث والابتكار.
رابعاً: واضح أن مشكلة مصر الكبرى هى الانفجار السكانى الذى يقلل متوسط دخل الفرد وفى نفس الوقت يعيق التقدم. يقول الخبراء إنه لو كان سكان مصر ٥٠ مليون نسمة فإن ذلك لن يؤثر سلباً على الدخل القومى بل كان سوف يتضاعف أكثر من مرة لأن الكثافة السكانية شديدة الارتفاع تؤثر على البنية التحتية وتقلل الفرص فى إيجاد تعليم متقدم وتؤثر سلبياً على البيئة والصحة، وإذا لم تجد مصر حلاً لهذه المشكلة الكارثية فهناك صعوبة كبيرة فى إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية التى تعتمد الآن على الكيف وليس الكم.
خامساً: ثبت أن الفساد له علاقة وثيقة بانخفاض دخل المواطن، فإسرائيل فى المركز ٣١ فى عالم الشفافية ومحاربة الفساد، والسعودية فى المركز ٥٨ ومصر ١٠٥ من ١٩٦ دولة، وقد تقدمت مصر أكثر من عشرة مراكز فى العام الماضى واستمرار انخفاض معدل الفساد فى مصر سوف يرفع الدخل القومى.
مصر يمكنها أن تتقدم اقتصادياً باستخدام العلم ورفع مستوى التعليم عامة ومساعدة النوابغ والصرف عليهم ورعايتهم ببذخ وبذل كل جهد فى الحفاظ على العقول المصرية داخل الوطن، والاستمرار فى الحد من الفساد، واتخاذ خطط عاجلة لإيقاف الانفجار السكانى، بدون كل ذلك من الصعب أن يحدث إصلاح جذرى فى الاقتصاد.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك

No comments:

Post a Comment