Translate

Saturday, April 11, 2020

لا تحقرن صغيراً فى معاملته! بقلم د. وسيم السيسى ١١/ ٤/ ٢٠٢٠ - المصرى اليوم

لست كالواو أنت كالمنجل الحصاد
إن أحسنوا لك التشبيها!
هذه الأبيات مطلع قصيدة لعلى الجارم فى وصفه لميكروب وباء الكوليرا سنة ١٩٤٧ بأنه ليس كحرف الواو بل مثل المنجل الذى يحصد أرواح الناس.
حصدت الكوليرا ١٨٨٣ ستين ألفا بعد أن دخلت مصر من قبطان هندى، كما حصدت خمسة وثلاثين ألفا ١٩٠٢ بسبب معسكر إنجليزى فى التل الكبير، وأخيراً حصدت عشرة آلاف ١٩٤٧، وكان المصدر اثنين من الجنود الإنجليز فى بلبيس.
أما الطاعون فقد حصد من مصر ١٣٤٧م مائتى ألف، ومن العالم ٢٠٠ مليون! ومن أوروبا ثلثها بعد أن ألقى المغول جثث موتاها بالطاعون على أوكرانيا بالمنجانيق، لأنها كانت محاصرة، وقد نجا بابا روما لأنهم أحاطوا مقر إقامته بالنار لمدة أربعة أشهر متصلة، فقضت على الفئران والبراغيث أما المخاوف لأشرس أنواع الفيروسات مثل الأيبولا، والسارس، والكورونا، فهى ملايين الخفافيش التى تعيش سويا فى سلام، كما أن هذه الفيروسات لا تقتلها، بل والغريب أن لديها مناعة ضد السرطان! باستطاعتنا القضاء عليها ولكن فاكهة كثيرة لن نجدها كالمانجو والموز لأن الخفافيش لها دور كبير فى نقل حبوب اللقاح!
لا أنسى أستاذى فى كلية طب القصر العينى أ.د. جوهر أستاذ البكتربولوجى، حين كان يحاضرنا عن مرض التيفوس، وكيف أنه فى أحد أوبئة التيفوس، والمرضى فى العيادة الخارجية كان دكتور جوهر يطلب من الممرض أن يطلب من المرضى الوقوف عند دخوله! فكان الذى لا يقدر على الوقوف يكون مصاباً.. ذلك لأن التيفوس يؤدى إلى ضعف شديد بل وشبه غيبوبة، جدير بالذكر أن كلمة تيفوس معناها الغمام أو الزغللة! أو الذهول، وهى من كلمة يونانية TUPHOS معناها دخان- غبار- ذهول- وعى ضعيف. قص علينا أ.د. جوهر أنهم كانوا يطلبون من المرضى خلغ ملابسهم الداخلية، وقد شاهد الدكتور جوهر فانلة على الأرض وهى تتحرك ببطء، فلما اقترب منها كانت موبوءة بمئات الآلاف من القمل، جدير بالذكر أن القمل ثلاثة أنواع: الرأس- الجسم- العانة، وحامل الميكروب هو قمل الجسم.
أما كورونا فقد احتار الأطبة فيه، فمن قائل إنه غاز السارين، وآخر موجات كهرومغناطيسية من الأقمار الصناعية، وآخر أنها نتاج معامل الهندسة الوراثية الأمريكية أو الصينية، سواء كانت عن قصد أو غير قصد، ولكن الدكتور المهندس طارق محمود ناصر p.h.d ينبهنا إلى أن أكثر الدول تضررا هى الدول التى كانت فيها السياحة الصينية كثيفة، مثل الولايات المتحدة، إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا ويدعم ماحظته بالأرقام عن سنة ٢٠١٨ إيطاليا ٥ ملايين سائح صينى، أمريكا ٣م، فرنسا ٢م، إسبانيا ثلاثة على أربعة مليون، ألمانيا ٢٫٨ مليون، إنجلترا ١٫٥ مليون، كما أن إجازة الصين السنوية المعروفة بعام الفأر بدأت فى منتصف يناير الماضى، أما حظ إفريقيا من الكورونا فهو شبه معدوم لانعدام السياحة الصينية إلا فى بعض الدول مثل جنوب إفريقيا، نجيريا، مصر، والتى نالها من الحب جانب! ما هو الدرس المستفاد؟ لا تحقرن صغيراً فى مخاصمة/ إن البعوضة تدمى مقلة الأسد.. وفى الشرارة ضعف ولكنها مهلكة/ وقد تضرم نارًا على بلد!.


No comments:

Post a Comment