Translate

Friday, September 24, 2021

الأطفال ومرض السكر - د. خالد منتصر - جريدة الوطن - 23/9/2021

 عندما قرأت عن مضخة الإنسولين فى الصفحة الأخيرة من «الوطن» تمنيت أن تكون هناك حملة إعلامية كبيرة للتعامل مع مرض السكر عند الأطفال، فمرض السكر عند الأطفال يمثل كارثة عند الأسر المصرية ويسبب لهم فزعاً ورعباً شديدين، وجزء كبير من هذا الرعب والفزع راجع إلى نقص المعلومات عن هذا المرض، والجهل بأن ثقافة التعامل مع مرض السكر تمثل أكثر من 90% من نجاح وفاعلية العلاج، ولذلك أعتز جداً بوجود كتاب د. منى سالم فى مكتبتى. د. منى هى أستاذة طب الأطفال بطب عين شمس «أنا وطفلى ومرض السكر»، الذى أعتقد أنه أهم وأشمل كتاب عربى صدر عن هذا المرض، لأن مؤلفته من أكبر الخبرات فى هذا المجال، وبالرغم من أنه قد صدر منذ مدة طويلة فإننى أتمنى إعادة طباعته وأن يكون هذا الكتاب فى مكتبة كل أم مصرية لديها طفل مريض بالسكر.

الكتاب لم يترك شاردة أو واردة عن مرض السكر عند الأطفال إلا وناقشها، واكتشفت أن هناك بديهيات مغلوطة عند المصريين، هى التى جعلت مرض السكر يتوحش، مفترساً أطفالنا رغم أنه أصبح مرضاً يمكن التحكم فيه ليعيش الطفل طبيعياً تماماً، فالمؤلفة تؤكد أنه لا بديل للأنسولين كعلاج لسكر الأطفال من النوع الأول، وأنه لا مكان للأعشاب والترمس وعسل السدر.. إلخ فى العلاج، ويتضح من الكتاب أن إعطاء الإنسولين وضبط جرعاته ومواعيدها وتعديلاتها فن عظيم وموهبة وحكمة وليست مجرد جدول محفوظ مسبقاً، وأن هناك ما يطلق عليه شهر العسل السكرى بعد بداية العلاج المكثف الذى يجب أن نخفض فيه الجرعة نتيجة لإفراز بعض الإنسولين الطبيعى وإلا سيصاب الطفل بهبوط فى نسبة السكر.

تنصح د. منى سالم فى بداية العلاج بتحاليل قياس نسبة السكر فى الدم قبل وبعد كل وجبة وأثناء النوم وتحليل بول فى الصباح الباكر لضبط جرعات الإنسولين، وهناك صفحة إرشادية فى الكتاب لأماكن الحقن وطريقتها وضمان امتصاصها، وكيف لا تحدث ألماً وكيف أتفادى الكدمات وأحافظ على فاعلية الإنسولين، وتخصص فصلاً كاملاً عن أخطر ما يرعب الأمهات وهى الغيبوبة وكيفية تفاديها، وكيف أتعامل مع هبوط السكر المسائى وهى شكوى معتادة ومتكررة من معظم الأمهات.

هناك فى الكتاب إجابات عن أسئلة مؤرقة لكل أم تتمنى ألا تحبط طفلها المصاب بالسكر مثل كيف يمارس الطفل المصاب بالسكر الرياضة، بل ويصبح بطلاً فيها؟!، كيف تتصرف مع طفلها فى أعياد الميلاد والمناسبات المليئة بكل ما لذَّ وطاب من الشيكولاتة؟، وتتحدث عن مضخة الإنسولين وطريقة عملها ومزاياها وكيفية تغييرها والتعامل معها، وتضع خطة مُحكمة فى الكتاب للمتابعة الدورية لكى لا يصاب الطفل بمضاعفات مرض السكر.

فى نهاية الكتاب تتحدث د. منى سالم عن الأمل والجديد فى علاج السكر ونوافذ التفاؤل التى يفتحها العلم أمام هؤلاء الأطفال مثل الخلايا الجذعية، إنه كتاب يمنح كل أم لطفل مصاب بالسكر الأمل فى حياة طبيعية دون منغصات، فمعرفة أسرار المرض

هى بداية طريق النجاح، وكتاب د. منى سالم هو بداية فك شفرة مرض السكر لكل أسرة مصرية وحل لغزه والتغلب عليه، أو بالأصح التعايش معه.


No comments:

Post a Comment