Translate

Sunday, September 28, 2014

عبيد البيادة وأحرار الأمريكان نشوى الحوفى

■ وهكذا سقطت يا سادة قطعة دومينو جديدة فى جنوب ما كنا نسميها أمة، وما كنا ندعوه وطناً عربياً.. راحت اليمن لسيطرة الملالى، حلفاء الأمريكان -وإن أنكروا، استولى الحوثيون على اليمن ومؤسساته، فأجبروا رئيسه قليل الحيلة على الجلوس معهم وتنفيذ مطالبهم فى مشهد ظاهره المصالحة وصالح الوطن، وباطنه قوة السلاح وسيطرة إيران على المدخل الجنوبى للبحر الأحمر وباب المندب. سقط اليمن وكان يتهاوى منذ أن أعلنوه ستة أقاليم حينما سرسعت بنت كرمان تتحدث عن الديمقراطية المنتظرة فى بلادها والخير القادم لأهلها! ولكن لم تأت الديمقراطية ولم يُخزن اليمنيين -إلى جانب القات- سوى الرعب والقهر تحت طلقات الرصاص. ولم ينعموا بالحياة بل عاشوا الموت. ضاع اليمن يا أحرار الأمريكان وسقط ولن يعود. فإن كنتم ترون فى ولائى لجيش -هو حامى الجغرافيا وصانع التاريخ- تبعية واستكانة، فالحمد لله أن جعلنى من عبيد البيادة التى لم تهن أمام المواقف، ولم تنسحب من المسئولية، ولم تهرب وتسلم بلادها لتجار الدنيا والدين.
■ سقط اليمن فى يد القابض على السلاح، وهكذا تزيد الصهيونية من حصارها لنا من كل جانب، فهى لن تكل عن التخطيط لتحقيق أهدافها، ولن تمل من تكرار المحاولات، وسترمى لنا طُعماً وراء الآخر للقضاء علينا لنصبح -لا قدر الله- كغيرنا، فماذا أنتم فاعلون؟ أقولها وأكررها -لحاكم ومحكوم- أعدوا لهم بالعقل والعمل الدؤوب، لا تتهاونوا فى اختيار الحفيظ العليم القوى الأمين. تساموا عن الصغائر وليؤدِ كل منا دوره فى الحياة دون استهانة بموقف أو تكاسل عن واجب. فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته. فما بالكم بوقت الحرب؟
■ سقط اليمن ويسقط فى بلادى كل يوم شهيد واجب ننعاه بكلمات تذرفها دموع. ولكن متى نضرب على الإرهاب بيد من حديد، ومتى نواجه خيانة بأحكام رادعة واجبة التنفيذ يخشاها الجبناء ويعمل لحسابها كل بائع للوطن ألف حساب؟ نعم نحتاج قوة القانون ورؤية الأمن وسلاح الكلمة. فاللهم ارزقنا بهم وأنت خير الرازقين.
■ سقط اليمن ويسقط كل يوم قناع جديد فى بلادى.. فتظهر قتامة الوجوه ولزاجة الضمائر وعفن النفوس وفساد الرؤية والهدف. فحينما يقرر البرلمان الأوروبى منح علاء عبدالفتاح جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر! لا بد أن تتأمل فى الجائزة وفحواها وقيمتها. فالسيد علاء عبدالفتاح لم يمنحنا من فكره سوى التجاوز فى اللفظ بشكل فاق كل حدود، وضحالة تعدت كل منطق واستعداء على الدولة بكل سبيل. فعن أى فكر يتحدثون؟ وأى حرية يقصدون؟ ولذا إن كانت الحرية تعنى التعبير عن الأفكار بالقبح والتطاول بالتهجم والإسفاف بلا ضمير، فلا أهلاً بها ولا سهلاً، واتركونى فى قيود تقاليدى وعبودية تراثى واستكانة عاداتى. ودعونى أنعم بقيم هى كل ما أملك وهى كل ما ورثت. ولتذهب حريتكم للفناء، ولتبقى عبوديتى فى خلود.

No comments:

Post a Comment