Translate

Saturday, September 6, 2014

عيد وفاء النيل يجب أن يكون عيداً قومياً رسمياً بقلم د. وسيم السيسى ٦/ ٩/ ٢٠١٤

كان أجدادنا القدماء يحتفلون بعيد وفاء النيل.. وفاء الإله بوعده.. مجىء الفيضان فى يوم يوافق ١٤ أغسطس فى هذه الأيام، وتظل الاحتفالات بضعة أسابيع من كل عام، كلمة أل معناها النهر، نيل معناها.. الأزرق لأنه جاء من السماء.
لقد قسموا السنة إلى ثلاثة فصول، تبدأ بفصل الفيضان أربعة أشهر، ثم يليه فصل الشتاء أربعة أشهر، وأخيراً فصل الصيف أربعة أشهر، ثم الشهر الصغير خمسة أيام حتى تصبح السنة ٣٦٥ يوما.
كان أجدادنا يسمون فصل الفيضان آخت، أما فصل الشتاء برت، وربما جاءت منها: الدنيا بردت! وأخيراً فصل الصيف: شمو، ومنها شم النسيم
كانت أسطورة إيزيس وأزوريس، أن الفيضان جاء من دموع إيزيس على زوجها وحبيبها أوزوريس، فكانوا يحتفلون بتمثال من الجرانيت الأحمر لإيزيس، وعليه طبقة من الطمى والقمح، رمزا للخصوبة والنماء، ويلقى التمثال فى أحضان حعبى إله النيل، وأحضان أوزوريس.
التقط هذه الاحتفالية الرمزية مؤرخ رومانى كذاب اسمه بلوتارك، وادعى أنه كان فى مصر ملك اسمه: إيجبتوس ألقى ابنته إلى نهر النيل حين غاب الفيضان ثم ألقى بنفسه منتحرا إلى النهر حين لم يأت الفيضان! قصة مكذوبة، فلا ملك يدعى إيجبتوس فى قوائم الملوك المصرية، ولا تعرف مصر الأضاحى البشرية سواء فى العصر الفرعونى أو العصر المسيحى! هذا بالإضافة إلى الاعتراف الإنكارى الذى كان يتلوه، كل مصرى فى محاكمة الروح: لم أكن سببا فى دموع إنسان أو شقاء حيوان، كما لم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه ماء!!
فند هذه الأكاذيب مؤرخون أجانب مثل إدوارد جيبون، ألفريد بتلر، أرنيست رينان، جوستاف لوبون، وأثبتوا أن مكتبة الإسكندرية احترقت ٢٧٣م أى قبل دخول العرب مصر بحوالى ٤٠٠ عام، كما أن عروس النيل كانت تمثالا لإيزيس من الجرانيت الأحمر.
قال أوزيريس (هرمس وليس إدريس): إن ثالوث البقاء هو: الإنسان - الأرض - النيل، وثالوث الفناء: هو: الفقر - الجهل - المرض.
ثم أخبرنا أوزيريس أنه للقضاء على ثالوث الفناء فى كلمة واحدة هى: النيل! ففى صحته صحة مصر كلها، وفى مرضه مرض مصر كلها، وقال: للقضاء على الفقر: الماء للشرب - الطمى للزراعة والأكل، كذلك الطوب للإسكان، أما الكتان فهو للكساء.
كان أجدادنا يستنزلون اللعنة على كل من ألقى حجرا أو لوث مياها أو سد جريانا للنهر! رفض ابن الهيثم عالم البصريات المصرى أن يبنى سدا على نهر النيل، وادعى الجنون حتى ينجو من القتل، ولما سألته أخت الخليفة بعد وفاته: لماذا لم تبن سدا على النهر! قال: إنه كارثة على مصر والمصريين، ولو كان فيه فائدة لبناه الذين بنوا الأهرام!!
أجر يا نيل عزيزا فى الوجود
وأرو للأيام تاريخ الجدود
وانهضى يا جنة الدنيا وسودى
وأعيدى مجدك الماضى أعيدى
بأس أحرارك من بأس الحديد
فاثبتى كالطود فى يوم الصراع
أطالب بأن يكون عيد
وفاء النيل.. عيداً قومياً رسمياً.

No comments:

Post a Comment