Translate

Tuesday, November 18, 2014

الأحزاب السياسية ملهاش لازمة بقلم د. محمد أبوالغار ١٨/ ١١/ ٢٠١٤

الأحزاب السياسية فى مصر نشأت فى بداية القرن العشرين بإنشاء الحزب الوطنى، الذى أسسه مصطفى كامل.
وتكون حزب الوفد العريق بعد ثورة ١٩١٩، وكان حزب الأمة بمعناها الواسع وكانت له شعبية كبيرة تأسست على موقفه الوطنى الواضح من الاحتلال البريطانى وعلى تبنيه موقفا واضحا من الديمقراطية وبناء الدولة الحديثة وعلى تأكيد انفصاله عن الإمبراطورية العثمانية وعلى فصل الدولة عن الدين والمساواه الكاملة بين المصريين بدون النظر إلى الدين أو العرق أو اللون. وكانت صلابة سعد زغلول ثم مصطفى النحاس فى الحق أمرا مهما لتأكيد وطنية الحزب. حدثت انقسامات فى الوفد أدت إلى تكوين السعديين والكتلة، ثم ظهرت الأحزاب الفاشية – الإخوان ومصر الفتاة –و كذلك بعض الأحزاب الماركسية.
هذه الحياة الحزبية فى الفترة الليبرالية لم تكن لها حرية كاملة فى ممارسة نشاطها بسبب الدستور الذى أعطى صلاحيات ضخمة للملك، وبسبب وجود الاحتلال العسكرى الإنجليزى. وقامت ثورة ١٩٥٢ التى أنهت التجربة الحزبية فى مصر قبل أن تنضج إلى قوى سياسية يمكنها فعلاً تبادل السلطة.
وجميع رؤساء مصر، بدءاً من عبدالناصر، الذى أسس الحزب الواحد وقام بإلغاء كل المنظمات والنقابات وجعلها كلها بالتعيين وجزءا من الاتحاد الاشتراكى وتلاه السادات الذى أسس المنابر وحولها إلى أحزاب ولكنه كان يريدها ديكوراً يغازل به الولايات المتحدة، وبسبب موقف مجموعة وطنية صغيرة قادها ممتاز نصار ومحمود القاضى، قام بحل البرلمان.
أما مبارك فأسس ٤٠ حزباً كرتونياً وقتل تماماً الحياة السياسية الحزبية فى مصر وترك الإخوان وحدهم فى الساحة. وبعد ثورة ٢٥ يناير تكونت أحزاب جديدة ودبت الحياة فى بعض الأحزاب القديمة ولكنها وجدت جواً معادياً عنيفاً.
الشعب، بسبب تاريخ الأحزاب، لا يثق فيها، والقوى الموجودة فى مصر سواء كانت القوات المسلحة أو الشرطة أو جهاز الدولة البيروقراطى لم يتعود على وجود برلمان حقيقى مبنى على أحزاب قوية يحاسبه ويقود النظام السياسى. هذه القوى لا تريد برلماناً حقيقياً. والأحزاب فى معظمها فقيرة وقدرتها على جمع الأموال محدودة. أجهزة الدولة تحارب الأحزاب والإعلام يتهجم عليها طوال الوقت، ورئيس الجمهورية لم يقابل الأحزاب مرة واحدة بعد انتخابه.
المشكلة الحقيقية هى عدم رغبة الدولة والإعلام وجميع القوى فى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه وتفضل القوى المختلفة ومنها بعض الأحزاب أن تحقق مطالبها بطريقة أسهل وأضمن عن طريق التفاهم والتراضى مع الدولة وليس مع الشعب.
خلاصة الأمر أن الجميع لا يريد حياة حزبية ولا يريد أن يساعدها على النمو، وحيث إن الحياة الحزبية هى الطريقة الوحيدة فى الدنيا لتداول السلطة فسوف تستمر مصر كما هى وسوف يكون من المستحيل خلق نظام ديمقراطى، ويبدو أن الكل يرغب فى ذلك من الرئيس إلى أصغر مواطن. فلنقلها صريحة: نحن لا نريد الديمقراطية والحرية وتبادل السلطة وإحنا كنا وسنبقى كويسين وعال العال!
قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك

No comments:

Post a Comment