Translate

Saturday, November 22, 2014

لقائى الثانى مع السيد الرئيس بقلم د. وسيم السيسى ٢٢/ ١١/ ٢٠١٤

وصلتنى دعوة كريمة من السيد الرئيس، امتلأ قلبى بها فرحاً وسروراً، قابلته.. كانت المرة الأولى فى احتفال رئيس الجمهورية السابق المستشار عدلى منصور، احتفالاً بانتهاء لجنة الخمسين من وضع الدستور، وهذه هى المرة الثانية!!
قابلنى بابتسامته الوادعة التى تأسر القلوب.. قلت له: أعتذر عما يصلك من أناس مثل د. سعدالدين إبراهيم أو خالد أبوالنجا!
ابتسم الرئيس وقال: ذهب رجل لسقراط وقال له: والله يا سقراط لو كلمتنى واحدة، لشتمتك عشرة! رد عليه سقرط وقال: والله يا رجل لو شتمتنى عشرة ما رددت عليك واحدة!
قلت له: أذكر شعراً لأحد الشعراء يقول:
يخاطبنى السفيه بكل قبح
وأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة وأزيد حلماً
كعود زاده الإحراق طيباً «عود الطيب»
قال السيد الرئيس: لا أحب الألفاظ المؤلمة مثل سفيه.. وسفاهة.. أنا أبتعد عن هذه الألفاظ، ذلك لأن الحضارة هى Civilization جاءت من كلمة Civility وهذه الكلمة معناها الأدب ورقة التعامل مع الإنسان الآخر!
قلت: يا سيادة الرئيس.. لقد أهديت كتابى الأخير «هذه هى مصر» لقواتنا المسلحة وقلت: إلى من أنقذ بلادى من ثقب أسود فلكى رهيب يلتهم الكواكب والمجرات، إلى من تصدى لمحور الشر: الصهيونية العالمية وعصاباتها الخمس المعروفة لكل إنسان.. إلى من أعطى مصر حياة بعد موت، نوراً بعد ظلام، أملاً بعد يأس.. إلى جيش بلادى.. القوات المسلحة. انتهت المقدمة عند هذه الكلمات، وسؤالى هو: كيف يعمى البعض عن رؤية الكارثة العراقية السورية الليبية التى كانت ستحيق بنا؟!
قال السيد الرئيس: «هناك مثل فرنسى يقول من عرف كل شىء غفر كل شىء! وهذا صحيح إلا فى الإضرار بالوطن أو المواطن».
قلت: نغفر للمغيبين ولا نغفر للممولين.
قال السيد الرئيس: المغيبون لا يعرفون ما قاله بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل: قال: قوة إسرائيل ليست فى سلاحها النووى بل فى تفتيت ثلاث دول حولها.. العراق.. سوريا.. مصر! ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر!
قلت: والممولون مرتزقة بل أسوأ منهم لأنهم يدمرون أوطانهم.. إنهم، باسبورت مصرى ودماء خائنة.. يجب نزع الجنسية المصرية عنهم. لو كانوا فى عصر محمد على باشا أو جمال عبدالناصر لكان الإعدام فوراً!
قال السيد الرئيس: السياسة مثل جبل الجليد Iceberg الناس ترى قمته فقط والتى هى فوق سطح المحيط، أما جبل الجليد الكامن فى الأعماق فالناس لا تراه! هذه الأعماق بها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وإسرائيل وقطر، وتركيا، عليك أن تحسب بالرادار.. الخفى فى الأعماق، وإلا تتكرر كارثة تيتانيك التى حدثت ١٩١١م!
قلت: هذا صحيح يا سيادة الرئيس، فعندما سأل سقراط تلميذه: ما الشجاعة؟ قال التلميذ: هى الإقدام! سأله سقراط: هل هى ربح أم خسارة؟! قال التلميذ: هى دائماً ربح.
سأله سقراط: إذا كان فى التراجع ربح.. تتقدم أم تتراجع؟!
قال التلميذ: حيرتنى يا سقراط! لا أعرف! قل لى أنت ما هى الشجاعة!
قال سقراط: هى التصرف السليم بغض النظر عما إذا كان هذا التصرف إقداماً أم رجوعاً، على شرط أن تكون المحصلة ربحاً!
سألنى السيد الرئيس: ما فلسفتك فى الحياة؟
قلت: الإنسان فى قمة السعادة حين لا يشتهى شيئاً أو يخاف شيئاً!
سألنى: كيف ترانى؟ قلت: اسمك نداء النجدة للمكروبين، وقلبك مرفأ الراحة للمتعبين!
استيقظت على لحن لعبدالوهاب.. «الحبيب المجهول».. كلماته تقول: هل يا ترى الأيام.. هتحقق الأحلام، أم هى أوهام انخفضت فى منام؟! تحية للحبيب المعلوم ورجاله الأشداء.. من كل إنسان يحب هذا الوطن.

No comments:

Post a Comment